– عرض كتاب -
من كتاب " في قلب العاصفة : سنواتي في الـ "
سي.آي. إيه CIA
ألمؤلف
جورج تينيت المدير السابق
لوكالة المخابرات الأمريكية ..
في واشنطون الجميع يخدعون الجميع !!
من كتاب " في قلب العاصفة : سنواتي في الـ "
سي.آي. إيه CIA
ألمؤلف
جورج تينيت المدير السابق
لوكالة المخابرات الأمريكية ..
في واشنطون الجميع يخدعون الجميع !!
أسرار تأتى ... بعد دهور ... ليعرف الشعب المصرى والعربى ، ماذا كان يدور خلف ظهره ...
يحى الشاعر
يحى الشاعر
المصدر
http://www.el-wasat.com/details.php?id=3711
في واشنطون الجميع يخدعون الجميع !!
الحلقة التاسعة عشرة من كتاب " في قلب العاصفة : سنواتي في الـ " سي.آي. إيه "
المؤلف : جورج تينيت المدير السابق لوكالة المخابرات الأمريكية
في هذا الجزء من كتاب تينيت يتبين لنا حجم الضبابية التي تحيط بعمل المخابرات ، وكذلك تلاعب الساسة بأجهزتهم ، حتي ولوكانت في حجم وخطورة جهاز كبير مثل " سي. آي. إيه ".. لا شيء حقيقي البتة.. وما هوحقيقي الآن ، قد يبدو زائفاً بعد قليل.. وما يؤكد لك البعض صحته ، وبالتالي تبني أنت مواقفك على أساسه.. يمكن أن يعود لينكره.. بل وقد يتهمك أنت بالكذب ، ومن هنا تجد نفسك غارقاً في حقل لا ينتهى من الألغام .. وعندما تحين ساعة الحساب يجعلون منك كبش فداء.. هذا هو ما يريد تينيت توصيله في هذا الجزء الخاص بالبحث عن أسلحة دمار صدام بعد الغزو.. كاي يعلن العثور عليها في البداية ، حتي لا يفسد الأمور على إدارة بوش ، وهي بعد في أيامها الأولى.. ثم يعود ويغير أقواله ، وعندما يحاصر يقول ببساطة : لقد كنا جميعاً على خطأ فيما يبدو" !!.
ترجمة الأستاذ / مجدي كامل
في وقت ما من نهاية شهر مايو بعد فترة قصيرة من الإعلان عن انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في العراق ، كنت مع الرئيس بوش في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض ، عندما وصف اجتماعاً له جري مؤخراً مع جيري بريمر وتومي فرانكس. وقال الرئيس أنه سألهما عمن كان المسئول عن البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية. ثم التقط الرئيس بأصبعيه مفكرته وأشار على كل منهما ، فما كان من كل منهما – حسبما قال بوش – إلا أن أشار نحو الآخر. ولم تكن علامة طيبة.. ثم نظر إلي الرئيس بعد وصف ما جرى في هذا الاجتماع ، وقال : ونتيجة لهذا فأنت المسئول من الآن يا جورج ".
وكان مسئولو وزارة الدفاع الأمريكية الذين ما تزال قواتهم منخرطة في القتال بالعراق أسعد الناس باضطلاع المخابرات المركزية الأمريكية بعملية البحث عن أسلحة الدمار العراقية.
المؤلف : جورج تينيت المدير السابق لوكالة المخابرات الأمريكية
في هذا الجزء من كتاب تينيت يتبين لنا حجم الضبابية التي تحيط بعمل المخابرات ، وكذلك تلاعب الساسة بأجهزتهم ، حتي ولوكانت في حجم وخطورة جهاز كبير مثل " سي. آي. إيه ".. لا شيء حقيقي البتة.. وما هوحقيقي الآن ، قد يبدو زائفاً بعد قليل.. وما يؤكد لك البعض صحته ، وبالتالي تبني أنت مواقفك على أساسه.. يمكن أن يعود لينكره.. بل وقد يتهمك أنت بالكذب ، ومن هنا تجد نفسك غارقاً في حقل لا ينتهى من الألغام .. وعندما تحين ساعة الحساب يجعلون منك كبش فداء.. هذا هو ما يريد تينيت توصيله في هذا الجزء الخاص بالبحث عن أسلحة دمار صدام بعد الغزو.. كاي يعلن العثور عليها في البداية ، حتي لا يفسد الأمور على إدارة بوش ، وهي بعد في أيامها الأولى.. ثم يعود ويغير أقواله ، وعندما يحاصر يقول ببساطة : لقد كنا جميعاً على خطأ فيما يبدو" !!.
ترجمة الأستاذ / مجدي كامل
في وقت ما من نهاية شهر مايو بعد فترة قصيرة من الإعلان عن انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في العراق ، كنت مع الرئيس بوش في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض ، عندما وصف اجتماعاً له جري مؤخراً مع جيري بريمر وتومي فرانكس. وقال الرئيس أنه سألهما عمن كان المسئول عن البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية. ثم التقط الرئيس بأصبعيه مفكرته وأشار على كل منهما ، فما كان من كل منهما – حسبما قال بوش – إلا أن أشار نحو الآخر. ولم تكن علامة طيبة.. ثم نظر إلي الرئيس بعد وصف ما جرى في هذا الاجتماع ، وقال : ونتيجة لهذا فأنت المسئول من الآن يا جورج ".
وكان مسئولو وزارة الدفاع الأمريكية الذين ما تزال قواتهم منخرطة في القتال بالعراق أسعد الناس باضطلاع المخابرات المركزية الأمريكية بعملية البحث عن أسلحة الدمار العراقية.
هذه المهمة وبالحسابات اللوجستية ، كانت تنطوي على بعض الأفخاخ ، لأن العسكريين لا بد وأن يشاركوا بنصيب الأسد في عملية البحث الفعلية ، كما سيتولون جميع المهمام المتعلقة بتأمين وحماية أفراد فرق الـ " سي. آي إيه " المكلفين بالبحث عن هذه الأسلحة.
وللخروج من هذا المأزق ، بدأنا عملية تفاوض مع وزارة الدفاع لإقرار مذكرة تفاهم لتحديد مستشار عسكري كبير يعمل إلي جواري وليس كرئيس أو قائد. وهكذا توصلنا إلي إنشاء ما عرف بـ " مجموعة مسح العراق ". وكانت المجموعة - تقنياً – تعمل تحت قيادة ضابطين كبيرين كل منهما برتبة جنرال ، ومسئولين أمام وزير الدفاع.
وقد لا يعتبر البعض أن تحديد المهام في مثل هذه المسائل ينطوي على الكثير من العناء ولكن وسط مثل ما كنا نعانيه من بيروقراطية ، كانت عملية تحديد التسلسل القيادي والصلاحيات والسلطات مسألة شاقة للغاية.
ويجدر هنا بي القول بأن عملية البحث عن أسلحة الدمار كانت مهمة في غاية الصعوبة بسبب المساحات الهائلة من الأراضي ، التي يتعين أن تغطيها عملية البحث. فقد كان بالعراق مثلاً 130 موقعاً يتم فيه تخزين الذخائر ، مساحة اثنين منها تقريباً تعادل مساحة منطقة " مانهاتن " في نيريورك.وقد التحق بمجموعة مسح العراق 1400 فرداً معظمهم من الأمريكيين بالإضافة إلي بعض البريطانيين والاستراليين. ولطالما كان البعض لا يوافق على عدد المجموعة حيث يرونه ضئيلاً بالنسبة لفريق مسحي يعمل في مناطق قتال.. وأقول بمنتهى الأمانة إن الالتزام بتحقيق المطلوب من جانب المجموعة كان أيضاً أكثر ضآلة. فقد أضعنا الكثير من الوقت ، لا سيما وأن عمليات القتال الرئيسية استمرت لشهرين من بدء عملنا ، والآن وبعد انتهاء العمليات بدأنا تنظيم أنفسنا والبحث عن أسلحة الدمار المكلفين بها من جانب إدارتنا ، والتي كانت هذه الإدارة قد اتخذت منها مبرراً لشن الحرب.
البحث عن أسلحة دمار صدام بعد دخولنا العراق
" كاي " يكذب علـي الجميع حتى الكونجرس !!
وفي تلكم الأثناء كان العراقيون يقومون - عن عمد - بتدمير السجلات ، كما تعرضت أدلة ووثائق أخرى للسرقة ، وبعضها على يد أعضاء جماعات كحزب المؤتمر الوطني العراقي ، الذي يتزعمه أحمد الجلبي ، مما يثير الشكوك حول ما يخشاه الجلبي من افتضاح أمر ما يتعلق به في هذه الوثائق ، التي كان حريصا على سرقتها.
وبينما كنا نبحث ونفكر فيمن يمكنه قيادة مجموعة البحث ، حدث أن زارنا ديفيد كاي في مقر وكالتنا للإطلاع على بعض الأوراق التي تتعلق بعمله كمستشار في مجلس الأمن القومي الأمريكي . وكان ظهوره في تلك اللحظة بالنسبة لنا هدية من السماء.
كان كاي مفتش أسلحة سابق بالأمم المتحدة ، عاد لتوه من العراق ، ليقع عليه الاختيار للعمل مستشاراً في مجلس
الأمن القومي. وأئناء وجود كاي بالعراق ، كان قد تم العثور قرب الموصل شمال العراق على شاحنة في نهاية شهر ابريل بدت أشبه بمعمل أسلحة بيولوجية متنقل وهو ما أشار إليه باول في خطابه أمام الأمم المتحدة ، وهوأيضاً ما تضمنته تقديرات المخابرات القومية الأمريكية قبل الحرب.
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة تيليفزيون " إن. بي. سي " الأمريكية في شهر مايو عام 2003 ، أكد كاي أنه قد تأكد بنفسه بعد فحصه – شخصياً – للشاحنة من أنه لا يمكن أن يكون لها أي استخدام آخر غير أن تكون " معمل أسلحة بيولوجية متنقلاً ".
كما كرر كاي نفس مما قاله في " سي. إن. إن " في الثامن من يونيو(نفس الشيء قاله تشارلز دوفلر خليفة كاي في رئاسة فريق مفتشي الأمم المتحدة بعد عام واحد ).
وكان كاي متأكداً لدرجة لا تصدق ، مما يبعث على الثقة ، لا سيما وهو الخبير المشهود له في هذا المجال. وبعد عدة أيام التقيت أنا ونائبي جون ماجلوغلين مع كاي بمكتبي ، حيث تقاسم معنا انطباعاته وأراءه حول الأوضاع في العراق وامكانية عثورنا على أسلحة الدمار العراقية وهي مبتغانا جميعاً وكنا نتوقع بالفعل أن نعثر عليها.
وبغض النظر عما حدث فيما بعد ، إلا أنني في تلك الأثناء كنت واثقاً من ( أ ) كاي يجيد عمله ، ولديه خبرات سابقة في العراق ( ب ) علينا التحرك بسرعة. وبالفعل تم تعيين كاي في منصب كبير مستشاري مدير " سي. آي. إيه " – جورج تينيت - في 11 يونيو ليتوجه مباشرة إلي المنطقة بعد أسابيع قليلة بعد تلقي إشارة من واشنطون.
" اكتشف الحقيقة ".. هكذا كانت - وببساطة - تعليماتنا إلي كاي . بعد أن وعدناه بتوفير كل الموارد ، التي يحتاج إليها ، وعدم تدخل المسئولين بالإدارة الأمريكية في عمله.
وكان من البادي للعيان أن كاي لم يكن يتصور أن العثور على أسلحة دمار صدام ستكون بمثل هذه الصعوبة التي سيواجهها فيما بعد. ولكن صدام كان يمارس لعبة القط والفأر فيما يتعلق ببرامج أسلحته لأكثر من عشر سنوات ، وكان من المفترض أن يكون في مسلكه هذا تحذير كاف للمفتشين على أسلحته.
الأسوا من ذلك ، أن تدهور الأوضاع الأمنية في العراق لم يتح الفرصة كاملة للبحث والعثور على الأسلحة ، لأن الصراع من أجل الإفلات من الموت والبقاء على قيد الحياة كان هو الغالب.
أخفيت أنا ونائبي عن بوش تقريراً لأسلحة
وللخروج من هذا المأزق ، بدأنا عملية تفاوض مع وزارة الدفاع لإقرار مذكرة تفاهم لتحديد مستشار عسكري كبير يعمل إلي جواري وليس كرئيس أو قائد. وهكذا توصلنا إلي إنشاء ما عرف بـ " مجموعة مسح العراق ". وكانت المجموعة - تقنياً – تعمل تحت قيادة ضابطين كبيرين كل منهما برتبة جنرال ، ومسئولين أمام وزير الدفاع.
وقد لا يعتبر البعض أن تحديد المهام في مثل هذه المسائل ينطوي على الكثير من العناء ولكن وسط مثل ما كنا نعانيه من بيروقراطية ، كانت عملية تحديد التسلسل القيادي والصلاحيات والسلطات مسألة شاقة للغاية.
ويجدر هنا بي القول بأن عملية البحث عن أسلحة الدمار كانت مهمة في غاية الصعوبة بسبب المساحات الهائلة من الأراضي ، التي يتعين أن تغطيها عملية البحث. فقد كان بالعراق مثلاً 130 موقعاً يتم فيه تخزين الذخائر ، مساحة اثنين منها تقريباً تعادل مساحة منطقة " مانهاتن " في نيريورك.وقد التحق بمجموعة مسح العراق 1400 فرداً معظمهم من الأمريكيين بالإضافة إلي بعض البريطانيين والاستراليين. ولطالما كان البعض لا يوافق على عدد المجموعة حيث يرونه ضئيلاً بالنسبة لفريق مسحي يعمل في مناطق قتال.. وأقول بمنتهى الأمانة إن الالتزام بتحقيق المطلوب من جانب المجموعة كان أيضاً أكثر ضآلة. فقد أضعنا الكثير من الوقت ، لا سيما وأن عمليات القتال الرئيسية استمرت لشهرين من بدء عملنا ، والآن وبعد انتهاء العمليات بدأنا تنظيم أنفسنا والبحث عن أسلحة الدمار المكلفين بها من جانب إدارتنا ، والتي كانت هذه الإدارة قد اتخذت منها مبرراً لشن الحرب.
البحث عن أسلحة دمار صدام بعد دخولنا العراق
" كاي " يكذب علـي الجميع حتى الكونجرس !!
وفي تلكم الأثناء كان العراقيون يقومون - عن عمد - بتدمير السجلات ، كما تعرضت أدلة ووثائق أخرى للسرقة ، وبعضها على يد أعضاء جماعات كحزب المؤتمر الوطني العراقي ، الذي يتزعمه أحمد الجلبي ، مما يثير الشكوك حول ما يخشاه الجلبي من افتضاح أمر ما يتعلق به في هذه الوثائق ، التي كان حريصا على سرقتها.
وبينما كنا نبحث ونفكر فيمن يمكنه قيادة مجموعة البحث ، حدث أن زارنا ديفيد كاي في مقر وكالتنا للإطلاع على بعض الأوراق التي تتعلق بعمله كمستشار في مجلس الأمن القومي الأمريكي . وكان ظهوره في تلك اللحظة بالنسبة لنا هدية من السماء.
كان كاي مفتش أسلحة سابق بالأمم المتحدة ، عاد لتوه من العراق ، ليقع عليه الاختيار للعمل مستشاراً في مجلس
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة تيليفزيون " إن. بي. سي " الأمريكية في شهر مايو عام 2003 ، أكد كاي أنه قد تأكد بنفسه بعد فحصه – شخصياً – للشاحنة من أنه لا يمكن أن يكون لها أي استخدام آخر غير أن تكون " معمل أسلحة بيولوجية متنقلاً ".
كما كرر كاي نفس مما قاله في " سي. إن. إن " في الثامن من يونيو(نفس الشيء قاله تشارلز دوفلر خليفة كاي في رئاسة فريق مفتشي الأمم المتحدة بعد عام واحد ).
وكان كاي متأكداً لدرجة لا تصدق ، مما يبعث على الثقة ، لا سيما وهو الخبير المشهود له في هذا المجال. وبعد عدة أيام التقيت أنا ونائبي جون ماجلوغلين مع كاي بمكتبي ، حيث تقاسم معنا انطباعاته وأراءه حول الأوضاع في العراق وامكانية عثورنا على أسلحة الدمار العراقية وهي مبتغانا جميعاً وكنا نتوقع بالفعل أن نعثر عليها.
وبغض النظر عما حدث فيما بعد ، إلا أنني في تلك الأثناء كنت واثقاً من ( أ ) كاي يجيد عمله ، ولديه خبرات سابقة في العراق ( ب ) علينا التحرك بسرعة. وبالفعل تم تعيين كاي في منصب كبير مستشاري مدير " سي. آي. إيه " – جورج تينيت - في 11 يونيو ليتوجه مباشرة إلي المنطقة بعد أسابيع قليلة بعد تلقي إشارة من واشنطون.
" اكتشف الحقيقة ".. هكذا كانت - وببساطة - تعليماتنا إلي كاي . بعد أن وعدناه بتوفير كل الموارد ، التي يحتاج إليها ، وعدم تدخل المسئولين بالإدارة الأمريكية في عمله.
وكان من البادي للعيان أن كاي لم يكن يتصور أن العثور على أسلحة دمار صدام ستكون بمثل هذه الصعوبة التي سيواجهها فيما بعد. ولكن صدام كان يمارس لعبة القط والفأر فيما يتعلق ببرامج أسلحته لأكثر من عشر سنوات ، وكان من المفترض أن يكون في مسلكه هذا تحذير كاف للمفتشين على أسلحته.
الأسوا من ذلك ، أن تدهور الأوضاع الأمنية في العراق لم يتح الفرصة كاملة للبحث والعثور على الأسلحة ، لأن الصراع من أجل الإفلات من الموت والبقاء على قيد الحياة كان هو الغالب.
أخفيت أنا ونائبي عن بوش تقريراً لأسلحة
صدام لمنع أي تلاعب لإدارته في مضمونه !!
وبمجرد وصوله العراق ، أقام كاي ورشة عمل في " المنطقة الخضراء " في بغداد التي تخضع لأقصي درجات
الحماية الأمنية ، أما معظم أفراد مجموعته فقد انتشرت عند مشارف العاصمة على مقربة من مطار بغداد الدولي.
وكان أهم ما فعلناه عند تكليف كاي بهذه المهمة هوتحديد وضعية ودور الإدارة في واشنطون بالنسبة لكاي ومجموعته ، بحيث استطعنا منحه نوعاً من الاستقلالية في عمله. وبعد ثلاثة أشهر ، عاد كاي إلي واشنطون ، حيث قدم تقريره الدوري للكونجرس ، الذي أعده بنفسه بالكامل ، حيث شدد نائبي ماجلوغلين على أن الكلمة الأخيرة في كل صغيرة وكبيرة تكون لكاي فقط. وقد قاتلنا بشراسة لنضمن استقلالية كاي. وكان البيت الأبيض بالطبع مهتماً بمعرفة كل ما سيقوله كاي أولا بأول. ولكن ماجلوغلين لم يدع فرصة لأحد أن يطلع على تقرير كاي حتي قدمه للكونجرس ذاك الصباح ، خوفاً من أن يحاول البيت الأبيض تغيير شيء فيه ، فقد كنا نريد أن نضمن عدم القفز على الواقع لتحقيق أهداف سياسية !!
وفي شهادته أمام الكونجرس في الثاني من فبراير عام 2002 ، - ثبت لدينا فيما بعد أنها كانت تنطوي على عملية خداع - شرح كاي كيف كان صدام حسين قبل الحرب يضلل ويخادع مفتشي الأسلحة الدوليين. وقال للكونجرس في شهادته أن مجموعة مسح العراق التي يرأسها اكتشفت دليلاً على نية صدام تطوير أسلحة دمار شامل وأنه كانت لديه القدرة على القيام بذلك. وأضاف كاي للصحفيين أنه في حاجة إلي فترة تتراوح ما بين 6 – 9 شهور من البحث للوصول إلي نتائج أكثر تحديداً. وظهرت الصحف في اليوم التالي ونقلت في مانشيتاتها عن كاي قوله بأنه " تم العثور على مخزون من أسلحة الدمار الشامل في العراق ".
وبالإضافة لما أعلنه كاي من اكتشافه لعشرات الأنشطة والأجهزة والمعدات المرتبطة ببرامج أسلحة دمار شامل ، تحدث الرجل أيضاً عن العثور على شبكة سرية من المعامل ومنازل آمنة كانت تديرها المخابرات العراقية في عهد صدام. وهذه المنازل والمعامل – كما ذكر كاي – كانت تجرى فيها أبحاث خاصة ببرامج أسلحة كيماوية وبيولوجية ، كما عثر في بيت عالم عراقي على عناصر من تلك التي يتم استخدامها لتطوير سلاح بيولوجي.
أما بالنسبة للأسلحة النووية فقد تم العثور على معدات تستخدم في تخصيب اليورانيوم مدفونة تحت بيوت علماء عراقيين وفي أماكن أخرى. ومع البحث اكتشف كاي ومجموعة المسح التي تعمل تحت رئاسته تصميمات ورسوم لبرنامج تطوير صواريخ بعيدة المدى يقدر مداها على الأقل بـ 1000 كيلومتر.
والمعروف وحسب ما فرضته الأمم المتحدة من عقوبات على العراق ، يحظر عليه الاحتفاظ أو تطوير أي صواريخ يزيد مداها عن 150 كيلومتر ، لأنه سيكون بمقدوره – وقتذاك – ضرب أهدافاً في أي مكان بالشرق الأوسط بما في ذلك انقرة والقاهرة وأبوظبي. كما عثرت مجموعة كاي على دليل يثبت أن العراق قد حاول سراً فيما بين عامي 1999 و2002 الحصول على تكنولوجيا انتاج صواريخ باليستية من كوريا الشمالية.
ليس خطأنا.. كاي أكد لنا عثوره علي أسلحة الدمار
وعاد كاي للعراق ، حيث تدهورت الأوضاع الأمنية بصورة أسوأ مما كانت عليه قبل رحيله ، وفي التاسع من فبراير وقعت عدة هجمات انتحارية بالمتفجرات واستمر تدهور الموقف في تصاعد ، فما كان من كاي إلا أن بدأ يشكو ويشكو، وراحت شائعات تتردد بقوة عن نيته الاعتذار عن مواصلة مهمته في العراق ، وبعد التأكد من صحة هذه الشائعات صدرت الأوامر لكاي بالعودة ، وبعد عملية بحث مضنية وقع الاختيار على تشارلز دوفلر وهو أيضاً مفتش أسلحة سابق عمل ضمن فرق التفتيش الدولية في العراق. وشغل منصب نائب رئيس فريق التفتيش الدولي.
وكان دوفلر كما توقعنا رجلا ذا إرادة حديدية ، لم تثنه الأوضاع الأمنية المتفجرة عن البحث عن الأسلحة.
وقد حاولنا أن تكون عملية إنهاء عمل كاي في صورة تحفظ للرجل صورته ، وقد كان ، ولكننا فوجئنا به يقول لـ " توبي زكريا " مراسل وكالة رويترز لشئون المخابرات عقب رحيله للمرة الأخيرة من مقر الوكالة " لم نعثر على أي مخزون من أسلحة الدمار الشامل في العراق ".. وهكذا كان كاي يناقض أيضاً ما صرح به هونفسه قبل أيام !!.
ثم عاد مرة أخري ليقول في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في 28 يناير 2004 : ""يظهر أننا جميعاً كناعلى خطأ " !!.. ثم راح يعزف نفس الاسطوانة المشروخة التي يلجأ إليها البعض بقوله أنه لو كانت لديه من الموارد ما يكفي لاستطعنا العثور على أسلحة الدمار ". والسؤال الذي لم يجب عليه كاي ، وأنا أطرحه هنا هو: " ما دمت متأكداً هكذا من عدم وجود أسلحة – كما تراجعت في أقوالك – فماذا ستفعل بالموارد ، التي تتحدث عنها.. هل ستبحث بها عن أشياء أنت متأكد من عدم وجودها ؟!!
والغريب أن ديفيد كاي بدأ بعد ذلك يهاجمني ويتهمني أنا بمحاولة القفز على دور صانعي السياسة في أمريكا.
وأخيراً أقول إن الخلط بين ما كان يأتينا من معلومات ، وما يمليه الساسة على من يأتونا به ، فلا تعرف الحقيقة من الكذب ، ثم تراجع البعض فيما يقولونه ، ثم الكذب وادعاء أشياء لم تحدث أصلاً ، كأن ينسب إليك كلاما لم تتفوه به ، أو مواقف لم تمر بها.. كل هذا كان يجعل الأمور في غاية الصعوبة والعمل أكثر من مربك وشاق !.
انتظرونا غدا في الحلقة القادمة.
وبمجرد وصوله العراق ، أقام كاي ورشة عمل في " المنطقة الخضراء " في بغداد التي تخضع لأقصي درجات
وكان أهم ما فعلناه عند تكليف كاي بهذه المهمة هوتحديد وضعية ودور الإدارة في واشنطون بالنسبة لكاي ومجموعته ، بحيث استطعنا منحه نوعاً من الاستقلالية في عمله. وبعد ثلاثة أشهر ، عاد كاي إلي واشنطون ، حيث قدم تقريره الدوري للكونجرس ، الذي أعده بنفسه بالكامل ، حيث شدد نائبي ماجلوغلين على أن الكلمة الأخيرة في كل صغيرة وكبيرة تكون لكاي فقط. وقد قاتلنا بشراسة لنضمن استقلالية كاي. وكان البيت الأبيض بالطبع مهتماً بمعرفة كل ما سيقوله كاي أولا بأول. ولكن ماجلوغلين لم يدع فرصة لأحد أن يطلع على تقرير كاي حتي قدمه للكونجرس ذاك الصباح ، خوفاً من أن يحاول البيت الأبيض تغيير شيء فيه ، فقد كنا نريد أن نضمن عدم القفز على الواقع لتحقيق أهداف سياسية !!
وفي شهادته أمام الكونجرس في الثاني من فبراير عام 2002 ، - ثبت لدينا فيما بعد أنها كانت تنطوي على عملية خداع - شرح كاي كيف كان صدام حسين قبل الحرب يضلل ويخادع مفتشي الأسلحة الدوليين. وقال للكونجرس في شهادته أن مجموعة مسح العراق التي يرأسها اكتشفت دليلاً على نية صدام تطوير أسلحة دمار شامل وأنه كانت لديه القدرة على القيام بذلك. وأضاف كاي للصحفيين أنه في حاجة إلي فترة تتراوح ما بين 6 – 9 شهور من البحث للوصول إلي نتائج أكثر تحديداً. وظهرت الصحف في اليوم التالي ونقلت في مانشيتاتها عن كاي قوله بأنه " تم العثور على مخزون من أسلحة الدمار الشامل في العراق ".
وبالإضافة لما أعلنه كاي من اكتشافه لعشرات الأنشطة والأجهزة والمعدات المرتبطة ببرامج أسلحة دمار شامل ، تحدث الرجل أيضاً عن العثور على شبكة سرية من المعامل ومنازل آمنة كانت تديرها المخابرات العراقية في عهد صدام. وهذه المنازل والمعامل – كما ذكر كاي – كانت تجرى فيها أبحاث خاصة ببرامج أسلحة كيماوية وبيولوجية ، كما عثر في بيت عالم عراقي على عناصر من تلك التي يتم استخدامها لتطوير سلاح بيولوجي.
أما بالنسبة للأسلحة النووية فقد تم العثور على معدات تستخدم في تخصيب اليورانيوم مدفونة تحت بيوت علماء عراقيين وفي أماكن أخرى. ومع البحث اكتشف كاي ومجموعة المسح التي تعمل تحت رئاسته تصميمات ورسوم لبرنامج تطوير صواريخ بعيدة المدى يقدر مداها على الأقل بـ 1000 كيلومتر.
والمعروف وحسب ما فرضته الأمم المتحدة من عقوبات على العراق ، يحظر عليه الاحتفاظ أو تطوير أي صواريخ يزيد مداها عن 150 كيلومتر ، لأنه سيكون بمقدوره – وقتذاك – ضرب أهدافاً في أي مكان بالشرق الأوسط بما في ذلك انقرة والقاهرة وأبوظبي. كما عثرت مجموعة كاي على دليل يثبت أن العراق قد حاول سراً فيما بين عامي 1999 و2002 الحصول على تكنولوجيا انتاج صواريخ باليستية من كوريا الشمالية.
ليس خطأنا.. كاي أكد لنا عثوره علي أسلحة الدمار
ثم عاد ليكذبنا.. وينفي وجودها أمام الصحافة !!
وعاد كاي للعراق ، حيث تدهورت الأوضاع الأمنية بصورة أسوأ مما كانت عليه قبل رحيله ، وفي التاسع من فبراير وقعت عدة هجمات انتحارية بالمتفجرات واستمر تدهور الموقف في تصاعد ، فما كان من كاي إلا أن بدأ يشكو ويشكو، وراحت شائعات تتردد بقوة عن نيته الاعتذار عن مواصلة مهمته في العراق ، وبعد التأكد من صحة هذه الشائعات صدرت الأوامر لكاي بالعودة ، وبعد عملية بحث مضنية وقع الاختيار على تشارلز دوفلر وهو أيضاً مفتش أسلحة سابق عمل ضمن فرق التفتيش الدولية في العراق. وشغل منصب نائب رئيس فريق التفتيش الدولي.
وكان دوفلر كما توقعنا رجلا ذا إرادة حديدية ، لم تثنه الأوضاع الأمنية المتفجرة عن البحث عن الأسلحة.
وقد حاولنا أن تكون عملية إنهاء عمل كاي في صورة تحفظ للرجل صورته ، وقد كان ، ولكننا فوجئنا به يقول لـ " توبي زكريا " مراسل وكالة رويترز لشئون المخابرات عقب رحيله للمرة الأخيرة من مقر الوكالة " لم نعثر على أي مخزون من أسلحة الدمار الشامل في العراق ".. وهكذا كان كاي يناقض أيضاً ما صرح به هونفسه قبل أيام !!.
ثم عاد مرة أخري ليقول في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في 28 يناير 2004 : ""يظهر أننا جميعاً كناعلى خطأ " !!.. ثم راح يعزف نفس الاسطوانة المشروخة التي يلجأ إليها البعض بقوله أنه لو كانت لديه من الموارد ما يكفي لاستطعنا العثور على أسلحة الدمار ". والسؤال الذي لم يجب عليه كاي ، وأنا أطرحه هنا هو: " ما دمت متأكداً هكذا من عدم وجود أسلحة – كما تراجعت في أقوالك – فماذا ستفعل بالموارد ، التي تتحدث عنها.. هل ستبحث بها عن أشياء أنت متأكد من عدم وجودها ؟!!
والغريب أن ديفيد كاي بدأ بعد ذلك يهاجمني ويتهمني أنا بمحاولة القفز على دور صانعي السياسة في أمريكا.
وأخيراً أقول إن الخلط بين ما كان يأتينا من معلومات ، وما يمليه الساسة على من يأتونا به ، فلا تعرف الحقيقة من الكذب ، ثم تراجع البعض فيما يقولونه ، ثم الكذب وادعاء أشياء لم تحدث أصلاً ، كأن ينسب إليك كلاما لم تتفوه به ، أو مواقف لم تمر بها.. كل هذا كان يجعل الأمور في غاية الصعوبة والعمل أكثر من مربك وشاق !.
انتظرونا غدا في الحلقة القادمة.