استلمت المخابرات مهلهلة ووجدت نفسي في قلب العاصفة من كتاب سي.آي. إيه Cia

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
– الحلقة الأولى -
من كتاب " في قلب العاصفة : سنواتي في الـ "
سي.آي. إيه CIA
ألمؤلف
جورج تينيت المدير السابق
لوكالة المخابرات الأمريكية ..


استلمت المخابرات مهلهلة ووجدت نفسي وحدي في قلب العاصفة



أسرار تأتى ... بعد دهور ... ليعرف الشعب المصرى والعربى ، ماذا كان يدور خلف ظهره ...


يحى الشاعر


المصدر




استلمت المخابرات مهلهلة ووجدت نفسي وحدي في قلب العاصفة
223028kaku450-co.jpg
الحلقة الأولى
من كتاب " في قلب العاصفة "
المؤلف : جورج تينيت المدير السابق لوكالة المخابرات الأمريكية

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]شعرت بالحاجة لكي أتواري قليلاً قبل أن أكتب أو أتكلـم !!

كتابي يحمل القصة التي لم ترو حول تحذيرات بالجملة أطلقناها
قبل هجمـات سبتمبر .. و لم تأخذها الإدارة مأخذ الجد !!
استلمت المخابرات مهلهلة و وجدت نفسي وحدي في قلب العاصفة !!

كتابي كشف حساب لجهودي و زملائي فـــي مواجهة الإرهاب
واعتراف بكل أخطائنا و لا بد من منحنا ما نسـتحق من تقدير !!
كتاب " في قلب العاصفة : سنواتي في الـ " سي .آي . إيه "
المؤلف : جورج تينيت المدير السابق لوكالة المخابرات الأمريكية"
الحلقة الأولى

ترجمة الأستاذ/ مجدي كامل

في يوم الأربعاء الثاني عشر من سبتمبر ، الذي شهد بزوغ فجر أول يوم شهد عالماً جديداً أصابه الجنون . لا شيء البتة سيعود إلي سابق عهده . في ساعة مبكرة من صباح ذلك اليوم ، و بعد ساعات نوم قليلة للغاية ، اجتزت الباب ، لأستقل مروحية كانت بانتظاري ، لكي تمضي بي لرؤية رئيس الولايات المتحدة .
كانت إجراءات الأمن المضروبة حول بيتي في ضاحية ميريلاند بواشنطون أكثر تشدداً ععن ذي قبل . و عند وصولي إلي البيت الأبيض رأيت أفراد الخدمة السرية المكلفين بحماية الرئيس ، و المدججين جميعهم بالسلاح ، و قد غطوا كل شبر من الأرض . و بدت الطائرات الحربية في السماء تحرس العاصمة الأمريكية . فمنذ أقل من أربع و عشرين ساعة ، تعرضت أمريكا لهجوم بواسطة جيش غير نظامي . و قد لقي الألاف حتفهم في مدينة نيويورك و وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاجون " ، و في أحد حقول بنسلفانيا .
فوجئت بـ ريتشارد بيرل صبيحة هجمات 11 سبتمبر في البيت الأبيض
يحمل العراق المسئولية و يتحدث عن الثمن الفادح الذي لا بد أن يدفعه !!

و بالنسبة لنا في وكالة المخابرات الأمريكية ، فقد كان لدينا سبباً جيداً يجعلنا نعتقد بأنه ربما تكون هناك هجمات أخري في الطريق خلال الساعات ، أو الأيام التالية . ، و أن هجمات 11 سبتمبر ليست سوى " أوبنينج سالفو" - استفتاحا - لهجوم شامل علي المعالم و المواقع الرئيسية داخل أمريكا .
كانت هذه الأفكار تضغط بقسوة على عقلي ، أثناء سيري في الممر المؤدي إلي " الجناح الغربي ، و حتى رأيت و هو يخرج من المبنى في نفس الوقت الذي كنت أهم فيه بالدخول . و بيرل هو واحد من مجموعة شخصيات يحمل كل منها لقب " الأب الروحي " لحركة المحافظين الجدد ، و في ذلك الوقت كان يشغل منصب رئيس هيئة سياسات الدفاع ، و هي مجموعة استشارية مستقلة تتبع وزير الدفاع . ولم يكن هذا اللقاء عند الباب سوي مرور عابر لا أكثر و لا أقل . و بينما ينغلق الباب عقب خروج بيرل ، رمق كل من الآخر بنظرة و إيماءة . و مع اقترابي من الباب ، استدار بيرل نحوي ، و قال : " علي العراق أن يدفع ثمن ما حدث بالأمس . هم يتحملون المسئولية " .

و هنا شعرت بالصدمة . و لكني لم انبذ ببنت شفة . فقبل 18 ساعة ، قمت باستنساخ قوائم ركاب الطائرات المختطفة الأربع ، و التي ظهر من خلالها ، و بما لا يدع أي مجال للشك ،أن تنظيم القاعدة وراء هذه الهجمات .
و علي مدي الشهور و السنوات التالية ، و نحن نحقق في احتمالات وجود دور محتمل لرعاة للقاعدة رسميين ينتمون لدولة ما . و المخابرات فور الهجمات ، و حتي يومنا هذا تحقق ، و لكن لم نجد دليلاً واحداً يشير إلي تورط العراق .
و عودة إلي البيت الأبيض صبيحة الهجمات ، و عند نقطة التفتيش الأمني التابعة للخدمة السرية ، عدت بناظري إلي بيرل و فكرت : ما هذا الهراء الذي يتحدث عنه ؟ .. و ما هي إلا لحظة واحدة ، إلا و وجدت فكرة أخرى تهاجمني : من الذي كان ريتشارد بيرل يقابله في البيت الأبيض في هذه الساعة من الصباح الباكر لهذا اليوم العصيب ، الذي لم نشهده من قبل ؟ .. الحقيقة أنني لم أعرف أبداً إجابة هذا السؤال .
و للأفضل و الأسوأ ، فقد شكل الإرهاب و العراق القضيتين الرئيسيتين ، التين شكلا صلب عملي طيلة سنواتي السبع كمدير للمخابرات المركزية ، قبل أن اتنحى عن منصبي في شهر يوليو عام 2004 . و قد طغت هاتين القضيتين عن سائر القضايا الأخري التي تتعامل معها المخابرات الأمريكية ، و كل القضايا الأخري التي قابلتني أثناء مشواري الوظيفي في المخابرات بأكمله . و علي الرغم من أنني لم أدرك ذلك ذاك اليوم ن إلا أنني وصلت إلي اعتقاد مفاده أن لقائي العابر مع ريتشارد بيرل ذاك اليوم ، و ما قاله من كلمات كان في غاية الخطورة . و لأنني نشأت في مدينة نيويورك في حي كوينز لأب مهاجر ينتمي لطبقة العمال ، فقد كان من المستحيل علي أن أتخيل أنني سأجد نفسي في مثل هذا الموقف . لقد كنت أحلم دائماً بوظيفة حكومية ، و لكنني و لكنني لم أفكر و لو للحظة واحدة أنني سوف أحيا في العالم الخفي للمخابرات . و الآن أفكر في سلسلة التقلبات و التأرجحات الوظيفية التي جعلتني أجد نفسي أمام مرايا متوحشة .

tenet.jpg
و بينما أمضي في عملي الوظيفي ، فإذا بي أجد المخابرات تنقسم إلي ما هو مثير و و ماهو محبط ، لأنها بالتحديد تتعامل مع كل ما هو غامض و مجهول و خفي بطريقة متعمدة . و ما يحاول أعداء الولايات المتحدة - جاهدين - إخفاءه ، يعمل رجال و نساء المخابرات المركزية – جاهدين – للكشف عنه . و علي مدي حياتي العملية ، و باتباعي قيم المخابرات ، حاولت أن أحد من ظهوري أمام العامة .

و عندما رحلت عن الحكومة ، شعرت بالحاجة إلي التواري لبعض الوقت ، كي أمنح نفسي فرصة للتفكير قبل أن أكتب ، أو أتكلم .
و بعد أن استفدت من عنصري الوقت و التأمل وصلت إلي قناعة بأن هناك التزام في عنقي بأن أتقاسم بعض الأشياء التي تعلمتها و خبرتها إبان عملي في المخابرات الأمريكية . و شعرت بأنني مدين لأسرتي ، لزملائي السابقين و للتاريخ بأن أفصح عن كل ما أستطيع الإفصاح عنه حول الأحداث التي عايشتها .
و تعتمد مذكراتي علي إعادة تجميع أحداث جسام شهدتها فترة عصيبة من تاريخ أمتنا .
و هذا العمل لا يتوخى فقط الموضوعية في التناول ، و إنما حرصت علي أن يلتزم الأمانة و التجرد من الذات .
هناك الكثير من الأشياء التي أفخر بعملها أثناء أدائي مهم وظيفتي كمدير للمخابرات المركزية ، كما أن هناك أشياء أخري كنت أتمني عملها . كما يتتضمن كتابي – كما سيري القارئ في صفحاته – اعترافات مني بأخطاء ارتكبتها أنا و الوكالة التي كنت أتولى إدارتها . و عندما اتناول مناسبات كان أداؤنا فيها قوياً ، أتمنى أيضاً أن تكون هذه التأكيدات محل التقدير العادل و اللائق .

هذا الكتاب يعكس كيف كانت تبدو الأشياء بالنسبة لي ، في الوقت الذي كنت أجد نفسي فيه وحدي في قلب العاصفة .
حيث كنت تجد نفسك مسئولاً عن التعامل مع قضايا اكتشفتها من موقعك ، و من نفس هذا الموقع كنت أجلس لأري موجة المد الإرهابي . و من موقعي حيث أجلس ، كنت أرى أيضاً وكالتي حيث تعمل مجموعة صغيرة من المحاربين ، في عزلة ، و دون تمويل ، يسبحون جميعهم وحدهم ضد هذا المد الإرهابي .. يدقون ناقوس الخطر .. يحذرون .. يردعون .. يقدون مضاجع .. و يحاولون تدمير حركة إرهاب عالمية تعمل في سبعين دولة تقريباً ، و تصر علي تدميرنا .
هذه هي قصة الكيفية التي نظرنا بها للتهديد ، و ما فعلناه حياله ، كيف توصلنا إلي قناعاتنا ، و السبب وراء الاستعداد الذي كان عليه رجال و نساء وكالتنا المركزية لتنفيذ خطة عمل للرد بالقوة علي ضياع أرواح 3 آلف أمريكي و أجنبي .
هذه أيضاً قصة الكيفية التي تمكنا بعا من تجريد دولة مارقة من أسلحة دمارها الشامل دون أن نطلق رصاصة واحدة ، و كيف أتينا بأخطر دولة تنشر أسلحة الدمار الشامل عرفها العالم إلي حيث العدالة .
الكتاب بمثابة عملية استدعاء لجهود التي بذلناها لاحتواء الخلافات التاريخية بين الإسرائيليين و الفلسطينيين ، وإعطاء فرصة للدبلوماسيين للسعي وراء حل سياسي لأزمة مزمنة و معمرة . . إنه أيضاً قصة لم ترو بعد عن فيض التحذيرات التي لم يحسب حسابها بعد لهجمات محتملة إذا تمت مقارنتها بهجمات 11 سبتمبر فإن الأخيرة ستبدو ضئيلة !
إدارة بوش ضلت الطريق عندما زحفت نحو بغداد
بعد أداء رائع ضد معاقل القاعدة في أفغانستان !!

لقد حاول كبار المسؤولين في إدارتين خدمت فيهما .. إدارة الرئيس السابق ، و إدارة الرئيس الحالي جورج بوش .. حاولوا أن يفعلوا ما يرونه الأفضل لأمريكا .و يتعين أن يدور النقاش حول نتائج عملهم و و الوسائل التي اتبعوها ، و لا ينبغي أن يكون هذا النقاش حول دوافعهم . و عندما نأتي إلي الطريقة التي تعاطت بها الحكومة الأمريكية مع العراق سنجد أبطالاً قليلين في واشنطون و لكن هناك الكثيرين منهم علي أرض الميدان في هذه الدولة المضطربة .
و عندما نأتي للحديث عن الحرب ضد الإرهاب فعلي الرغم من أن هناك الكثير من الأبطال في واشنطون ، و أماكن أخري حول العالم ، فإن الحكومة نفسها هي التي ضلت طريقها و هي تسير نحو بغداد ، بعد أن أظهرت أداء رائعاً عندما اجتاحت معاقل القاعدة في أفغانستان بعد 11 سبتمبر . و قد اضطلعت وكالة المخابرات المركزية بمهمة ضخمة بشجاعة عظيمة و تصميم لا يصدق . و نحن لم نقرأ سوى القليل عن هؤلاء الأبطال .
و مع كل الأعباء التي كنت أنوء بها التي ، كل الضغوط التي كنت أتعرض لها كمدير للمخابرات المركزية ، فإنني لعلي يقين بأنني كنت الأفضل في الحكومة من حيث ما قدمته إبان عملي .و لطالما كانت أعظم لحظات السعادة بالنسبة لي هو ذلك التفاعل اليومي مع العاملين في وكالتي من رجال و نساء كانوا يتحدون الخطر و يخاطرون بحياتهم كل يوم لحماية أمتنا .
فقط في الولايات المتحدة الأمريكية يمكن لسليل أسرة
مهاجرة بسيطة مثلي أن يصل لما وصل إليـه !!
لقد كانت لدي الفرصة لكي لكي أخدم بلادي ، و أبذل ما بوسعي لكي أحافظ عليها آمنة في وقت الشدائد . و قد لا أكون قد نجحت في كل المناسبات ، و لكن أشعر بالراحة لأنني كنت هناك في خضم الأحداث ، أؤدي ما علي ، و أناضل لكي أفعل ما هو صواب .
فقط في الولايات المتحدة الأمريكية ، يمكن لسليل أسرة مهاجرة أن يحظى بمثل هذه الميزة . و سوف أظل و للأبد شاكراً لجميل ( أبي و أمي ) اللذين رحلا عن قراهم في اليونان لإعطائي هذه الفرصة .

في الحلقة الثانية غدا
ً
تينت : قصة تعييني مديراً لـ سي آي إيه
أشبه بفيلم من بأفلام الجاسوسية !!



[/FONT]
 
عودة
أعلى