أنا و زملائي ضحايــا و لسـنا أبداً جناة ، من كتاب جورج تينيت المدير السابق لوكالة Cia

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
– الحلقة الثالثة -
من كتاب " في قلب العاصفة : سنواتي في الـ "
سي.آي. إيه CIA
ألمؤلف
جورج تينيت المدير السابق
لوكالة المخابرات الأمريكية ..




أنا و زملائي ضحايا و لسـنا أبداً جناة






أسرار تأتى ... بعد دهور ... ليعرف الشعب المصرى والعربى ، ماذا كان يدور خلف ظهره ...


يحى الشاعر


المصدر




أنا و زملائي ضحايا و لسـنا أبداً جناة
2350gt.jpg
الحلقة الثالثة من كتاب " في قلب العاصفة "
المؤلف : جورج تينيت - المدير السابق لوكالة المخابرات الأمريكية
في هذه الحلقة يشرح تينيت و بالتفصيل واقع الحال في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية " سي . آي . إيه " قبل و في بداية توليه قيادتها . و خطورة ما يقوله تينيت هنا هو أنه إعادة تفسير لأسباب عدم تفادي الأمريكيين لهجمات الحادي عشر من سبتمبر ، و لكن من خلال رواية أول مسئول كبير له وزنه يخرج عن صمته و يتحدث .. و الأهم أنه كان وقت الهجمات المسئول الأول عن أكبر وكالة استخباراتية في العالم ، و أحد من أشارت إليه أصابع الاتهام كمرتكب لجريمة التقصير في منع الهجمات . و لنر سوياً ماذا يقول تينيت في كتابه .
أنا و زملائي في " سي .آي . إيه " ضحايــا و لسـنا أبداً جناة !!
ميزانيتنا لم تسمح إلا بتدريب 12 فرداً بينما كان بن لادن يجند الآلاف !!
ترجمة الأستاذ / مجدي كامل
في عالم مثالي كنت سأكون مستعداً جداً لأداء مهمتي كمدير للمخابرات الأمريكية علي أكمل وجه ممكن . كما كانت الوكالة لديها من الموارد ما يجعلها تضطلع بمهامها الخاصة بمواجهة حمى الإرهاب التي ستتصاعد فيما بعد عبر حدود العالم . و من الهجوم القاتل الذي تعرضت له ثكنات مشاة مشاة البحرية الأمريكية في بيروت عام 1983 ، إلي تفجير طائرة ركاب شركة بام أمريكان فوق لوكيربي باسكتلندا عام 1988 الرحلة رقم 103 ، إلي تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 ، إلي هجوم آخر بالمتفجرات علي ثكنات عسكريين أمريكيين آخرين في منطقة الخبر بالظهران بالمملكة العربية السعودية .. في كل هذه الهجمات وجدنا بصمات حزب الله اللبناني و حركة حماس الفلسطينية و تنظيم القاعدة ، و آخرين . و عرفنا كيف أن الدول التي ترعي هؤلاء من ليبيا إلي العراق إلي إيران إلي أفغانستان .. عرفنا كيف تستخدم هذه الدول الراعية هؤلاء القتلة و المفجرين الإنتحاريين في حرب محمومة ضدنا نحن الأمريكيين و أصدقائنا و مصالحنا و مصالحهم في الخارج .
و صدقوني عندما أقول لكم هنا أننا لم يكن لدينا أدني شك أبداً في معرفة من هم أعداؤنا ، و لكن في العالم الذي كنا نعيش فيه ، في وكالة الـ سي آي إيه ورثت أشياء لم يكن من السهل علي الإطلاق تحملها .
ففي عام 1997 ، لم يكن للوكالة آلية عمل منتظمة ذات موارد تكفي لأداء مهامها ، كما لم تكن مؤسسة تدار وفق مفاهيم راسخة . و لو كانت كذلك كان الكثير من الأمريكيين سيتدافعون طمعاً في تولي قيادتها . و ربما تكون عملية إسناد المهمة بالنسبة لي في الحقيقة قد جاءتني علي سبيل الخطأ أكثر من أي شيء آخر .
و قد وصفتني إحدي الصحف عند تعييني مديراً لـ سي آي إيه بأنني اختيار غير مناسب لإدارة المكان " .
و نقلت صحيفة " نيويورك تايمز " عن مسئول لم تفصح عن اسمه قوله : لا أستطيع أن أرشح لكم أسماً أفضل من تينيت . و في ضوء التحديات التي تواجه الوكالة " لا أستطيع أن أرشح لكم اسماً علي الإطلاق " . و ربما تكون التايمز هي التي أعطت اسمي ما يستحق من بين الجميع .
عدد عملاء " أف . بي . آي " في نيويورك وحدها كان يفوق
عدد عملاء " سي .آي . إيه " فـي جميع أنحاء العالم !!

و عودة إلي ما كانت عليه الوكالة ساعة تعييني ، أقول أن أخطر مشكلة كانت تواجهها هي عدم استقرار قياداتها في أماكنهم لفترات كافية ، و بمعني تعدد القيادات في فترات زمنية قصيرة . و يكفي أنني كنت المدير الخامس للوكالة في سبع سنوات . و لا يمكن لأي شركة حتى أن تنجح مع تغيير أو تقلب قياداتها في مناصبهم علي هذا النحو . و لهذا فقد كانت هناك طريقة غريبة للتعامل مع الأوامر من جانب معظم كبار مسئولي الوكالة الذين تقع مكاتبهم في الدور السابع . هذه الطريقة مفادها : ما لم تكن راض عن الأمر الصادر إليك فقط انتظر لبرهة حتى يرحل الشخص الذي أصدر إليك هذا الأمر .
و مع ذلك فقد كانت المشاكل أعمق من أن تقتصر عند عملية تقلب القيادات . فأثناء التسعينيات كانت الحكمة التقليدية تقول أننا ربحنا الحرب الباردة و أنه قد حان الوقت لجني ثمار أو مكاسب السلام . و هذه الفرضية لم تكن فقط خاطئة – نظراً لأن سلطة إعلان الحرب - ببساطة - كانت تنسل من أيدي جيوش الدول النظامية ، لتكون بأيدي جيوش غير نظامية ، و من الصواريخ العبرة للقارات ، إلي مواد نووية بحوزة الأشخاص ، و حاويات مادة الجمرة الخبيثة ( أنثراكس ) – بل إن عملية جني " ثمار السلام " تلك كانت تنهار و تتلاشى أمام ضعف الأنشطة التجسسية نظراً لما كانت تعانيه الوكالة ، و في وقت كنا في أمس الحاجة القيام بهذه الأنشطة علي الوجده الأكمل .
لقد فقدت جميع الأجهزة الاستخباراتية و ليست " سي . آي . إيه " فقط مليارات الدولارات
التي كان من المفترض أن تضخ إليها كتمويل لأنشطتها ، و تم تقلص العمالة فيها لهذا السبب بنسبة 25 % تقريباً . . و لا يمكن أبداً أن تنجح أي مؤسسة عندما تقلص مواردها البشرية بهذا القدر . و أخطر ما في الأمر هنا هو اضطرارالوكالة لوقف تجنيد عناصر بشرية جديدة . و بهذا فقد حرمت الوكالة لمدة نصف عقد من الزمان ( 5 سنوات ) من انضمام عناصر موهوبة إليها ، في الوقت الذي تركتها فيه عناصر كثيرة جداً من أصحاب الخبرة و الكفاءة .
أخطأ رؤساؤنا عندما استرخوا بعد الحرب الباردة و نسوا
أن الحرب أصبحت بأيدي جماعات جيوش غير نظامية !!

و حتى أبين عمق المحنة سأضرب مثالاً بما حدث في عام 1995 ، عندما كنت نائب مدير سي آي إيه . ففي الوقت الذي كنا نعقد فيه دورة تدريبية للعملاء الجدد من جامعي و سارقي المعلومات ، كان عدد من يتلقوا الدورة عبارة عن 6 " ضباط ميدانيين " - تعبير نطلقه عن نساء و رجال الوكالة الذين يقومون بتجنيد العملاء الأجانب لسرقة المعلومات – و 6 ضباط مخبرين " – تعبير يشير إلي لا يجمعون المعلومات بقدر ما يبلغون عما جمعه المكلفون بذلك – و لا يمكن أن تدار وكالة و في دورة كهذه يكون عدد المتدربين صغير هكذا . و يكفي أننا في الوقت الذي كنا ندرب فيه هذه الحفنة سنوياً ، كان تنظيم القاعدة يدرب ألاف الإرهابيين الجدد في معسكراته في أفغانستان و السودان و أماكن أخرى .
و حتي لو كانت لدينا في منتصف التسعينيات الأموال ، و الإرادة ، و الدعم السياسي ، للنهوض ببرامج تدريبنا ، فإننا كنا سنفتقر مع ذلك إلي البنية التحتية الازمة لمؤازرة مثل هذه البرامج . و في الوقت الذي تدهور فيه مستوى برامج تدريباتنا ، كانت الدورات الخاصة بها تجري في مبان تنتمي لزمن الحرب العالمية الثانية ، أما أماكن إعاشة مدربيناا و عائلاتهم كانت أسوأ حتى مما عليه الحال عندما يتم نشرهم للعمل في دول نامية . و لم يكن أفضلنا و أكفأنا و أكثرنا ألمعية في هذا الصدد يكلف نفسه بتعليم ضباط المستقبل . كما كانت برامج تجنيدنا أيضاً تترنح . و يكفي أن كل إدارة من إدارات الوكالة كانت لديها برامج تجنيدها الخاصة بها ، مع ضعف مستويات التنسيق الواجبة مع الإدارات الأخري في هذا الصدد ، أو عدم وجود تنسيق من أي نوع علي الإطلاق .
9780061210389.jpg
و مع ذلك ، فمن بين أكثر المعوقات التي كانت تحول دون عمل الوكالة علي النحو الصحيح ، و تمكنت من رصدها في رحلة استكشافي الأولي للسلبيات الموجودة هي : أن عدد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي " أف . بي . آي " في مدينة نيويورك وحدها يفوق عدد عملاء وكالة المخابرات المركزية " سي . آي . إيه " في جميع أنحاء العالم !

و بالإضافة إلي ذلك ، فقد كانت قدرتنا علي تحليل المعلومات قد تآكلت و وصلت إلي مستو ينذر بالخطر .فقد ترك محللينا من أصحاب الكفاءات ، و المتمرسين في مجال تحليل المعلومات الخاصة بقضايا و مشكلات و مناطق جغرافية معينة مواقعهم الميدانية و تحولوا لمديرين .. و هناك في عالم الجاسوسية و الاستخبارات ما يعرف بـ " مبدأ بيتر " و يقول : أفضل المحللين عادة ما لا يكونوا أفضل المديرين !
و في ضوء كل هذا ، فإنه لم يكن من المثير للدهشة أن تجد معنويات العاملين بالوكالة و قد أصبحت في الحضيض . و لا تزال الـ " سي . آي . إيه " تئن من جراء عمليات التجسس عليها من جانب ضابطين موثوق بهما من رجالها هما الدريتش إيمز في عام 1994 ، و هارولد نيكلسون في عام 1996 ، و اللذين خانا بلديهما و زملائهما ببيعهم أسرار خطيرة للروس . كما تعرضت الوكالة لانتكاسة من جراء الادعاءات الكاذبة من أن بعض أفرادها قد تورطوا في بيع كوكايين للأطفال في كاليفورنيا . و رغم كذب الادعاءات إلا أن محاولة دحضها قد جعلت للدخان المتصاعد من هذه القصة السخيفة أرجلاً !
في الوقت نفسه ، كان مسئولو الوكالة من الصف الأول و الثاني يعيشون حالة من الخوف إزاء احتمالات استدعائهم أمام الكونجرس أو المحكمة للدفاع عن أفعالهم . و الغريب أن الإدارات المتعاقبة كانت تطلب منهم إظهار قدر من المخاطرة و الإقدام ، و لكنها تتخلي عنهم عند وقوع خطأ ما ، و تتركهم وحدهم يواجهون الإهانة و الإذدراء . و الفصل و العقاب المالي .
تكنولوجيا المعلومــات مرت علينا
مرور الكرام دون أن نستفيد منها !!

هناك أمر آخر يتعلق بتكنولوجيا المعلومات التي كانت تفتقر إليها الوكالة ، حتي أن الأدوات المعلوماتية التكنولوجية التي كان ضباطنا يستخدمونها تعود إلي منتصف القرن العشرين ، أكثر مما خرج به علينا القرن الواحد و العشرين من منتجات تكنولوجية في هذا الصدد مرت علينا للأسف مرور الكرام !
و فوق كل ما سبق ، يمكن القول أن الوكالة كانت تفتقر إلي استراتيجية واضحة و متفاهم عليها و مبنية علي أسس سليمة . فلم تكن هناك خطة طويلة الأمد متكاملة و متماسكة و متناغمة . و كان إيجاد مثل هذه الاستراتيجية بالنسبة لي مسألة أساسية . لذا ن كان ذلك هو شغلي الشاغل منذ أول يوم لي في منصبي الجديد كمدير للوكالة .
و الحقيقة أنني كنت قد بدأت في تقييم عمل الوكالة و رصد سلبياتها و ما تعانيه من معوقات قبل تعييني مديراً لها بكثير ، و بالتحديد قبل عامين عندما كنت أعمل في منصب نائب المدير ، ثم عملي كمدير بالإنابة . و بعد أن أصبحت مديراً لم يعد بمقدوري الاختباء خلف مديري أو رئيسي في العمل ، لأنني لم أعد نائباً .
و قد أدركت أن أهم شيء لا بد من البدء به كمدير هو استعادة الوجه الإنساني للوكالة .. التزام القادة بالإنصات و الاهتمام بكل العاملين تحت رئاستهم ، و ليس فقط أولئك الذين يحتلون المناصب الكبري . و قد تعلمت أن أعمل بحكمة أبي : " عندما تهتم بالناس ستجد الناس يهتمون بك " .
و كان أول ما فعلته هو تشكيل هيكل قيادي يحظى بثقة كل هؤلاء العاملين . و لم أجلب من الخارج إلا العدد القليل ، فقد كانت رسالتي لمن في الوكالة هي : من يساعدنا علي أداء ما نريد و سنجده في المكان الذي نحتاج إليه فيه سيبقى بيننا .
وكالة لا يعيش لها مديرون و كانت القاعدة
لا تنفذ الأمر فالمدير حتماً سيرحل قريباً !!

و حتي أوثق علقة وكالتي بالعسكريين ، استعنت بالجنرال جون جوردون من سلاح الجو الأمريكي ليكون نائبي .
و لتدعيم إدارة العمليات قمت بالاستعانة بضابط عبقري متقاعد هو جاك داونينج ، الذي خدم في موسكو و بكين و، و أعطت عملية استدعائي له إشارة قوية إلي أننا بدأنا نعود من جديد للأسس المهمة و اللازمة لعمليات الكشف عن الأسرار و التي لا غنى عنها لحماية أمتنا .
و قمت بتعيين جون ماكلوغلين ، الذي أمزح معه دائماً بقولي إنه أكثر الرجال أناقة في أمريكا ، رئيساً لوحد تحليل المعلومات بإدارة الاستخبارات . و قد أضفي وجود جون قدراً من الأمانة و الجودة و المصداقية لعملية تحليلنا للمعلومات لطالما كنا نفتقد إليه . و علي فكرة جون يجيد أيضاً الألعاب السحرية و كانت موهبته في هذا المجال تجعله ساحراً عالمياً و كان يكنى بـ " مارلين " .
و لمنصب المدير التنفيذي للوكالة استعنت بـ ديف كاري الرئيس السابق لمركز مكافحة الجريمة و المخدرات بالوكالة .
و مع فريق قيادي تم الانتهاء من تشكيله و بدء عمله في عام 1997 ، ويتكون من هؤلاء و آخرين بعضهم من خارج الوكالة ، حدث أننا كنا نجتمع بأحد مباني الوكالة السرية غير البعيد عن واشنطون و قال شخص ما أننا كنا نقف علي رصيف ميناء مشتعل " . " و ما لم نسارع بالعمل لإطفاء الحريق ، فإن الوكالة ستغرق في البحر و جميعنا معها " . و كان تعبير " رصيف ميناء مشتعل " يعبر و بحق عن موقف الوكالة وقتذاك .
و بحلول ربيع عام 1998 ، كانت لدينا خطة – وثيقة أطلقنا عليها عبارة " المسار الاستراتيجي " و جزء رئيسي منها يحدد طبيعة و نوعية و مستوى الضباط الذين نحتاج لوجودهم بالوكالة بحلول عام 2010 .
و في السادس من مايو وقفت أمام 500 من العاملين بالوكالة لأحدثهم عن " الرصيف المشتعل " بينما شاهدني ألاف آخرين من خلال دائرة تيلفزيونية مغلقة و قد تشكك كثيرون فيما سمعوه مني ، و كانت لهم مبرراتهم بالطبع . فعلي أية حال لقد شهد معظمهم قيادات كثيرة تأتي و تذهب ، فمن أين لهم أن يعرفوا أنني سأستمر في عملي ؟
و أخذت أحدثهم عما أفعله لتصحيح الأوضاع في الوكالة ، و محاولة ضخ المزيد من الأموال إلي خزينتها ، و خاصة لمواجهة تعاظم أعباء مكافحة الإرهاب .
و لكن مع نهاية عام 1998 طالبت الإدارة الأمريكية بزيادة مخصصات الوكالة المالية بمبلغ يزيد عن ملياري دولار سنوياً و علي مدي السنوات الخمس التالية ، و لكن لم تمنحنا سوي جزء ضئيل من هذه الزيادة .
و لذلك فقد شعرت بأن نقص مواردنا المالية قد أحبطنا مما دفعني للجوء لحلقة قياداتي الخاصة .
فمع أنني كنت مجرد ضابط حكومي في إدارة الرئيس بيل كلينتون الديموقراطية ، إلا أنني كنت قد وطدت علاقتي بـ نويت جينجريتش الجمهوري الذي كان في ذلك الوقت رئيساً لمجلس النواب ، الذي كان مؤمناً بأن المخابرات في حاجة إلي دعم . و بفضل نويت ، و من خلال تمريره مخصصات إضافية للوكالة عبر الكونجرس ، في السنة المالية 1999 ، تم منحنا و للمرة الأولي زيادة ملحوظة في عملية تمويلنا .
و قد أدي تحالفي الـ " الخارج عن النص " مع رئيس المجلس الجمهوري إلي انقلاب بعض أعضاء إدارة كلينتون ضدي .
لجأت لرئيس مجلس النواب الجمهوري لدعم وكالتي
فانقلب علي بعض أفراد إدارة كلينتون الديمقراطية !!

و رغم أن الرئيس كلينتون كان بصفة عامة داعماً و مسانداً لمهمتنا إلا أن التمويل اللازم لم يكن مع ذلك يأتينا . و للأسف فإن معظم الأموال الإضافية التي حصلنا عليها عام 1999 كانت لسنة واحدة فقط و لم تستمر في السنوات اللاحقة .
و قد قمت أولاً بافتتاح مكتب تجنيد مركزي و استطعنا معه و مع بعض الأموال التي توفرت تجنيد أعداد جيدة من العملاء ، ثم قمت بالتركيز علي التنوع العرقي للعملاء ، و احترام مبدأ التباين بين العاملين من حيث أصولهم ، عكس ما كان يحدث فيما سبق . و لي يعود الفضل أيضاً في تعظيم محصلة العمل الميداني . و كذلك قمت بالارتقاء بعملية تحليل المعلومات ، و أشعت أجواء الاستقرار في الوكالة ، و قمت في شهرمارس عام 2001 بتعيين إيه . بي . كرونجارد و كنا نناديه " بزي " مديراً تنفيذياً للوكالة ، و شهد الجميع بكفاءته العالية ، و مساهماته الكبيرة في إدارة الوكالة إدارياً ، و مع الوقت لم يعد العاملون مضطربون لاحتمال رحيل قيادتهم عنهم في أية لحظة. كما استعنا بشركات خاصة لتطوير تقنياتنا ، من خلال ما توفر لنا من أموال .
بنيت أساس الوكالة من جديد و 4 من طوابقها الـ7
تجاوزت حد الكمال و الوقت لم يمهلني لاستكمال ما بدأته !

و في شهادتي أمام الكونجرس قبل أن أترك منصبي في عام 2004 ، قلت إننا في قمنا بتخريج أكبر عدد شهدته أمريكا في تاريخها من العملاء السريين المدربين علي أعلي المستويات ، و لكنني أوضحت في شهادتي أننا ما زلنا في حاجة إلي 5 سنوات أخري لكي نصل بقطاع العملاء السريين للوكالة إلي المستوى الذي نريده . فعندما تكون الوكالة قد عانت عقداً كاملاً من الإهمال و التجاهل فإنك تكون في حاجة لفترة أطول من الزمن لكي تنتشلها مما هي فيه .
و إذا سألتني عن المحصلة النهائية ، أستطيع أن أقول لك لقد قمت من جديد ببناء أساس الوكالة و الطوابق الأربعة الأولي من طوابقها السبعة .. لقد كنا أكثر من رائعين ، أو بمعنى آخر تجاوزنا حد الكمال .
لقد حققنا تقدماً ، و بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر ، و حصولنا علي ما كنا نطالب به من اهتمام و دعم ، بدأنا نجني ثمار ما كنا نخطط له قبلها ، و لكن الأزمات الدولية المتصاعدة لم تكن لتنتظرنا حتى نستكمل ما بدأناه .
انتظرونا في الحلقة القادمة غداً
 
عودة
أعلى