«تقرير سياسي» : أمريكا نجحت في تجنيد عملاء يلبسون ثوب القاعدة زوراً

إنضم
22 نوفمبر 2009
المشاركات
29
التفاعل
3 0 0
بسم الله الرحمن الرحيم


تخوض الأمة الإسلامية اليوم مرحلة صراع عنيفة في جبهات كثيرة ، أولها الجبهة العسكرية الجهادية التي يقودها تنظيم القاعدة في مواجهة الاحتلال الأمريكي والاستعمار الغربي وأتباعه المنافقين في داخل صفوف الأمة، وثانيها الجبهة الإعلامية التي يقودها الإعلام الجهادي المستقل عبر شبكة الإنترنت ممثلاً بموقع شبكة مداد السيوف الذي يمثل الواجهة الفكرية والإعلامية لحركة الجهاد العالمي ويدفع بها إلى الأمام دون اعتبار لعمائم التاركين للجهاد والبعيدين عن ساحات الشهادة وميادين القتال .

لقد أدركت المخابرات الأمريكية وحليفتها أجهزة الحكم المستعربة أن شبكة المعلومات العالمية ( الإنترنت ) لها أهمية كبرى لدى المجاهدين من الناحية الدعوية والإعلامية ، فمن خلالها يوصلون الأفلام الجهادية والمشاهد القتالية التي يتابعها المسلمون بشغف ويتأثرون بها ، ومن خلالها يكتب الأنصار الصادقون ما يلفتون به انتباه القارئ إلى عدالة قضية القاعدة وأهمية مشروعها الجهادي التحرري الذي يسير باتجاه إقامة الخلافة الإسلامية وإنهاء الغزو الأمريكي للعالم الإسلامي ومن ثم التوجه نحو فتح مكة وتحريرها من قبضة آل سعود ثم التوجه نحو بيت المقدس لتحريره من قبضة اليهود وبدء حملة الفتوحات الإسلامية من جديد وتشرق شمس عهدٍ إسلامي سعيد ويعيش المسلمون فيه تحت ظل شجرة التوحيد ، ثم إعادة سيادة وسلطان الإسلام المجيد ، والذي بعودته سيعود للمسلمين العيش الحر الرغيد ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله العزيز الحميد .

وقد خصصت الإدارة الأمريكية عملاء لها وظيفتهم اختراق المواقع والمنتديات الإسلامية فكرياً بهدف تشويش الصورة وإشاعة الفوضى الفكرية وإبعاد الشبهة عن المؤسسة الدينية الكهنوتية الحاكمة في دولة آل سعود والتي تنتسب لفكر محمد بن عبد الوهاب وسائر شيوخ وأئمة الدعوة النجدية الذين يرتكز عليهم النظام السعودي ويستمد شرعية وجوده منهم وشرعية مواجهته لتنظيم القاعدة . إن النظام السعودي يستمد قوته من كنيسة كهنوتية تلبس ثوب الدين ظاهراً وتمارس سلطتها الاستبدادية على العباد من خلال الإرهاب الفكري والتهديد الأمني باطناً كما كانت الكنيسة الصليبية تمارس دورها الاستبدادي في القرون الوسطى تجاه من يخالف أوامرها أو يتمرد على قوانينها .

إن تنظيم القاعدة يستند على منهج رسول الإسلام نبي الرحمة والملحمة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - وليس على منهج رسول النظام السعودي محمد بن عبد الوهاب الذي كان يعمل بالخفاء على إضعاف كيان الخلافة الإسلامية العثمانية من أجل التمهيد لإقامة دولة لقيطة يتربع على عرشها أحفاد يهود خيبر وكفار قريش ممن يزعمون اتباعهم لمنهج السلف الصالح وأنهم أصحاب "دعوة سلفية" في حين أن هذه الدعوة السلفية السعودية المزيفة لم تثمر إلا مزيداً من تغييب شرع الله وتعطيل أحكام الإسلام وولاء لأعداء الأمة وقمعٍ لحركات الجهاد الساعية في تطهير الأرض من الشرك والجاهلية والكفر .

إن المنتديات المسماة "جهادية" وتنقل أخبار المجاهدين وبيانات القاعدة إنما يقتصر دورها على الناحية الإخبارية فقط وبعض الدردشة حول بعض الأحداث الساخنة ، وبذلك يتوهم الزائر لها أنها منتديات تنطلق من أرض الحدث بينما أصحابها يدينون بالولاء المطلق للشيخ المحسوب على القاعدة زوراً وهو المدعو "عصام البرقاوي" والملقب بأبي محمد المقدسي ، وأتباعه في ذات الوقت يلمّعون صورة الخوارج الوهابيين وزعيمهم محمد بن عبد الوهاب ، وهم يخلطون الحق بالباطل ويوهمون الزوار بأن القاعدة تستمد منهجها من الدعوة الوهابية وأن تنظيم القاعدة –بزعمهم- هو امتداد لحركة محمد بن عبد الوهاب ، في حين أن الحركة الوهابية كانت محّلية ولم تستهدف جيوش اليهود أو الصليبيين بل كانت سيفاً على رقاب المسلمين ممن لم ينضووا تحت لوائها.

إن تنظيم القاعدة بريء من المنهج السياسي لحركة محمد بن عبد الوهاب وفكره المتطابق مع فكر الخوارج ، وإن المنتديات المحسوبة على الجهاد زوراً ما هي إلا لذر الرماد في العيون وخداع العامة عن حقيقة اللعبة الماكرة التي يمارسونها باحتراف وخبث لم يسبق له مثيل في التآمر والكيد للمنهج الجهادي الحقيقي . إنهم يعملون في تبييض وجه الكنيسة النجدية والدفاع عن دعوة محمد بن عبد الوهاب الذي كان متآمراً على الخلافة العثمانية مما أدى إلى إضعافها ومن ثم قيام دولة آل سعود على أنقاضها .

إن على المسلمين جميعاً أن يخضعوا لحركة الجهاد العالمية ويأتمروا بأوامر قادة الجهاد لأنهم أولياء الأمور الشرعيين، لا أن يخضع الجهادُ ومنهج الجهاد لأشخاص لبسوا قناع التدين ولم يجاهدوا أو يحملوا سلاحاً في سبيل الله . إنما يريد عصام البرقاوي ( المقدسي ) القاعد عن الجهاد أن يسرق ثمرة المجاهدين ويتسلق على أكتافهم ليقطف نتاج عملهم ويختزله في شخصه فيظهر بمظهر المقاتل الأشعث الأغبر بينما هو يعيش متنعّماً تحت ظل نظام حكم كافر لا يرقب في مؤمن إلاً ولا ذمة ، وهو في الحقيقة لا يختلف عن غيره من أشباه المشايخ القابعين تحت سقف بيوتهم الذين ينظّرون للناس ويجعلون من أنفسهم أوصياء على المجاهدين .

إن تنظيم القاعدة لا يكفّر المسلمين المخالفين لسياسته أو أصحاب الرأي المخالف لطريقة سير عمله أو برنامجه الجهادي المنظم . إن تنظيم القاعدة لم يكفّر صوفياً ولا إخوانياً ولا تبليغياً ولا أشعرياً ولا ماتريدياً ولا حنفياً ولا شافعياً ولا مالكياً ولا عاصياً من عصاة المسلمين أو صاحب بدعة ؛ بل إن قادة القاعدة يركّزون على وحدة الصف المسلم ويسعون في لم شمل المسلمين كلهم تحت راية الجهاد النقية الصافية ، بينما جماعة المقدسي ورهبان الكنيسة النجدية الوهّابية منشغلون بتكفير المسلمين المخالفين لهم ويمكثون أمام شاشات الحاسوب دفاعاً عن شخص ابن عبد الوهاب الذي يشكل منهجه العمود الفقري لنظام الحكم السعودي .

إنها خطة سياسية أمريكية خبيثة تتعمد الخلط بين حركة الجهاد العالمية المتمثلة بالقاعدة وبين الحركة المتمسلفة على منهج الكنيسة الوهابية النجدية السعودية التي توقف قرع أجراسها عند وصول آل سعود إلى الحكم وقيام كيانهم الجائر الذي بنوه فوق أشلاء الخلافة الإسلامية العثمانية المجيدة .
 
عودة
أعلى