المقدمة
أولاً: النشأة عالمياً
الموقف السياسي والعسكري بالمنطقة عقب الحرب العالمية الثانية
لم يكد العالم ينتهي من مأساة الحرب العالمية الثانية، حتى مهدت دول الحلفاء المنتصرة لظروف إقامة دولة يهودية في فلسطين، مكافأة لليهود على ما قدموه، من مساعدات لهم، خلال الحرب. وبذلك انتقلت بؤرة الصراع إلى منطقة الشرق الأوسط، ودخلت الدول العربية في صراع شاق ومرير، بدأ منذ نهاية هذه الحرب، وامتد حتى يومنا هذا.
ارتبطت نشأة الدفاع الجوي، وتطوره في العالم، بظهور أول طائرة مروحية "للأخوين رايت" في 27 ديسمبر 1903، وبداية استخدام الطائرات في العمليات العسكرية في 24 ديسمبر 1914 وما أعقب ذلك، في معارك الحرب العالمية الأولى. وقد تصدت لها، في البداية، مدفعية الميدان، والأسلحة الخفيفة، ولكنها لم تحقق الهدف المرجو منها. وبدأ التفكير في تطوير هذه الأسلحة، وتعديلها، لتتمكن من مواجهة الطائرات، وكان أول مدفع مضاد للطائرات، تم إنتاجه في روسيا عام 1914، ثم ظهرت المدفعية المضادة للطائرات، بعد ذلك، في كل من ألمانيا، وفرنسا، وإنجلترا.
وفي أوائل الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد في عام 1940، بدأ ظهور الرادار، على ساحة الحرب بصفته معدة جديدة، لتحديد أماكن الطائرات، في الجو، وكانت طفرة كبيرة، في مجال الاستطلاع الجوي والإنذار، بل في شتى مجالات التسليح. وكانت معارك الحرب العالمية الثانية، في نظر المؤرخين العسكريين، أكثر المعارك ضراوة وقسوة في تاريخ البشرية، من حيث حجم القوات، والمعدات، واتساع ميادين القتال في البر، والبحر، على امتداد العالم.
ولهذا، يمكن القول إن آلة الحرب، بجميع أنواعها، قد تطورت تطوراً بالغ الأهمية، خلال هذه الحرب، واستمر هذا التطور، بعد توقف معاركها.وكانت أهم وأعظم معارك الجو والدفاع الجوي، على الإطلاق، في ذلك الوقت، ما أطلق عليها، فيما بعد، معركة بريطانيا، والتي دارت رحاها بين الألمان والإنجليز، والتي برزت، خلالها، أول منظومة دفاع جوي، في التاريخ الحديث.
ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، عام 1945، تطورت طائرات القتال بصورة متزايدة، وتطورت معها، وسائل وأسلحة الهجوم الجوي، وفي المقابل، ظهرت الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات، في بداية الخمسينيات. وقد ساهمت الحروب الإقليمية، في كل من كوريا، وفيتنام، والحرب الهندية ـ الباكستانية، في زيادة وسرعة التطور، في هذا المجال.
وساعد، على ذلك، سباق التسلح بين المعسكرين الشرقي والغربي. وجاءت حرب أكتوبر 1973، ومن قبلها حرب 1967، وحرب الاستنزاف، على الجبهة المصرية، لتثبت الأهمية الكبيرة لدور الدفاع الجوي، في الحرب الحديثة، وإمكانية أن تتمكن منظومة دفاع جوي، على درجة عالية من الكفاءة، في تحييد قوة جوية ذات شأن، وحرمانها من حرية الحركة في سماء الآخرين.
وعلى رغم ضراوة حربي الخليج الأولى والثانية، وحرب كوسوفا، ونشوب بعض المواجهات، مثل عملية سهل البقاع، وعملية خليج سرت، فإن حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر تمثلان أعظم المواجهات، التي حدثت، خلال النصف الثاني من القرن العشرين.
وقد مرت مصر، في أوائل القرن العشرين، بمرحلة حرجة من تاريخها، تدهورت فيها أحوال البلاد، وتقلص الجيش المصري، حجماً وعدداً، إلى أن وقعت مصر اتفاقية الصداقة مع بريطانيا، عام 1936، والتي أعطت مصر بعض المزايا، أهمها البدء في تطوير الجيش المصري.
وحظي سلاح المدفعية الملكي المصري، بنصيب من هذا التطوير، وشهد عام 1937 بداية ظهور المدفعية المضادة للطائرات في مصر، ودارت عجلة البناء والتسليح والتطوير، والتي قادها عدد من خيرة ضباط المدفعية. والدارس لتاريخ وتطور المدفعية المضادة للطائرات، منذ النشأة، يلمس أن هذا السلاح، دون غيره، لم تنته معاركه، وأن عمليات الصقل والتطوير تمت، تحت ظروف المعارك، ومجابهة العديد من العدائيات الجوية.
فقد شاركت المدفعية المضادة للطائرات، القوات المصرية، في الدفاع عن الوطن، وخاضت كل المعارك والحروب، التي اشتركت فيها مصر، بدءاً من الحرب العالمية الثانية، إلى حرب تحرير فلسطين عام 1948، ثم حرب 1956، وحرب 1967، التي خرجت منها بالدروس والخبرات، لتظهر دورها في حرب 1973، وغيرت الكثير من المفاهيم العسكرية والإستراتيجية.
واستمرت تؤدي دورها الكبير، في حماية سماء مصر، ولم تغب عن مسؤولياتها العربية، فقد شاركت في حرب تحرير الكويت، ضمن القوات المصرية، وظلت معاهدها العلمية مفتوحة للمصريين، والعرب، وأبناء الدول الصديقة، يتلقون فيها أحدث ما وصل إليه العلم في هذا المجال.
وتواصل منظومة الدفاع الجوى مسيرتها، على طريق النمو والتطور، واضعة نصب أعينها التطور العالمي لطائرات القتال، وأسلحة الهجوم الجوى الحديثة، وما يظهر مواكباً لهذا التطور، من أسلحة الدفاع الجوي، مركزة اهتماماتها الأولي، على ما يدور من تطوير، على المستوى الإقليمي، في ظل الطفرة العلمية والتكنولوجية.
وفي بداية القرن الواحد والعشرين، ينتظر أن يأخذ الصراع طابعاً جديداً، في ظل ما وصل إليه العلم من تقدم، حتى ليبدو للمرء أن ما يدور بين أسلحة الهجوم والدفاع، في مجال الحرب الجوية، يفوق أفلام الخيال العلمي. فطائرات الشبح مزودة بأنظمة متطورة ترى وتشعر بسابحات الفضاء، وما يدب على الأرض، وتحت سطحها، وصولاً إلى البحار، وأعماقها المظلمة، والصواريخ الباليستية، والطوافة تصل إلى أطراف الكون، سابحة في الفضاء، أو متجولة فوق سطح الأرض، تنقض على أهدافها بغتة، وسلسلة غير منتهية من المضادات الأرضية، التي تستخدم تكنولوجيا فائقة التقدم.
ويتم التحكم في كل هذا، من خلال منظومة من العقول الإلكترونية، والأقمار الصناعية، يصعب الإلمام بها أو تخيلها. وتنتهي إلى أن أخطر هذه التهديدات الجوية يتمثل فيما تحمله الصواريخ الباليستية والطوافة، من أدوات الدمار الشامل. وماذا بعد؟]لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ[ (سورة الأنعام، الآية 103).
الفصل الأول
النشأة والتطور
المبحث الأول
النشأة والتطور عالمياً ومحلياً
أولاً: النشأة عالمياً
ترجع نشأة الدفاع الجوي في العالم، إلى بدايات القرن العشرين، مواكبة لظهور المناطيد والطائرات، واشتراكها في معارك الحرب العالمية الأولى. وقد استخدمت ألمانيا المناطيد، في الإغارة على بريطانيا، حيث كانت تطير على ارتفاعات عالية، لا تصل إليها المقاتلات البريطانية، وأشهر هذه المناطيد ما عرف باسم زبلن Zeppelin-L 37، وكان سلاح ألمانيا الجوي في الحرب العالمية الأولى مُعدًّ لإرهاب الإنجليز، الذين كانوا يظنون في أثناء هجمات الألمان، بواسطة هذا المنطاد، أن الجحيم قد فتح عليهم أبوابه من السماء.
ويبلغ طول المنطاد حوالي 521 قدماً، ويطير بواسطة 18 بالوناً مليئة بالغاز، ويبلغ حجم غاز الهيدروجين، الذي يحمله المنطاد، نحو 950 ألف قدم مكعب، ويدفع المنطاد محرك، تبلغ قوته 210 أحصنة، ويحمل طاقماً مكوناً من 28 رجلاً.
وبدأت حلقات الصراع على السيطرة الجوية، ففي 7 يونيه 1915، استطاع الطيار "ريجي وونفورد"، من سلاح الجو الملكي البريطاني، أن يطارد المنطاد، ويسقطه فوق مدينة جنت GHENT في إحدى الجزر البريطانية. وبدأت الجيوش في تطوير بعض قطع المدفعية؛ لتصبح قادرة على التصدي للطائرات، وكان ظهور المدفعية المضادة للطائرات بعدة أعيرة، وأصبحت فرعاً حيوياً من أفرع سلاح المدفعية في الجيوش، ودخلت، إلى مسارح العمليات، أول منظومة دفاع جوي بسيطة، تضم المقاتلات والمدفعية.
وفي عام 1916، ظهر المدفع ثلاث بوصات، المضاد للطائرات، إلى حيز الوجود، لأول مرة، للتعامل مع المناطيد وطائرات الجيل الأول، ذات الأجنحة المزدوجة، والسرعات، التي لا تتجاوز 100 كم/ ساعة، وكانت تحلق على ارتفاعات منخفضة، حتى يتمكن الطيار من رؤية الأهداف المحددة له، وقصفها، حين لم تمتلك هذه الطائرات أي إمكانيات، أو أجهزة فنية، للملاحة والتصويب من ارتفاعات عالية.
1. التطور فيما بين الحربيين (1918 – 1939)
على الرغم من عدم ارتفاع فاعلية الغارات الجوية، في أثناء الحرب العالمية الأولى، فإن دخول الطائرات إلى ساحات القتال، أثار الخوف من ما قد يحدث في الحروب القادمة، ولهذا اتجه القادة العسكريون، إلى ضرورة تدعيم قوة نيران المدفعية المضادة للطائرات وتطويرها، للحد من فعالية الطائرات المغيرة، وتقليل تأثيرها.
على الرغم من عدم ارتفاع فاعلية الغارات الجوية، في أثناء الحرب العالمية الأولى، فإن دخول الطائرات إلى ساحات القتال، أثار الخوف من ما قد يحدث في الحروب القادمة، ولهذا اتجه القادة العسكريون، إلى ضرورة تدعيم قوة نيران المدفعية المضادة للطائرات وتطويرها، للحد من فعالية الطائرات المغيرة، وتقليل تأثيرها.
وقد اتخذ هذا التطور اتجاهات متعددة، كان أهمها الآتي:
أ. الرجوع والإعادة واللهب الفوهي
كانت الآمال تتركز، أساساً، في البحث عن مدى أطول، وكانت أسهل السبل لذلك هي زيادة المادة القاذفة خلف الدانة، للعمل على إطلاق الدانة، بسرعة فوهية عالية، ولكن سرعان ما ظهرت لذلك آثار ضارة كبيرة، فاللهب الفوهي يكشف مكان المدفع، ويسهل مهاجمته، وكان السبيل إلى حل هذه المشكلة، هو تطوير مكونات المادة القاذفة، وأدى إلى ظهور "حاجز ضوء اللهب"، في معظم المدافع، التي تلا إنتاجها.
كذلك، ظهرت مشكلة قوة الرجوع، وزيادة طوله، وكان التغلب عليها أكثر صعوبة في تفاديها، وهنا سبقت ألمانيا العالم، عندما قامت شركة كروب الألمانية، بأبحاث ودراسات ناجحة، في هذا المجال، فاكتشفت مخفف الصدمة Muzzle Brake ، وطورت أجهزة الرجوع والإعادة.
ب. السرعة الفوهية للمقذوف
عندما اتجه التطور لزيادة السرعة الفوهية للمقذوف، لم يكن هذا يهدف، إلى زيادة المدى فحسب، بل كذلك إنتاج الدانة المخفضة، التي تطلق من مواسير ذات عيار أكبر، وبالتالي عبوة قاذفة أكبر، بحيث عندما تغادر ماسورة المدفع، تسقط القطع، التي أكملت عيارها داخل الماسورة، فتزداد سرعتها مع خفض مقاومة الهواء لها، فتزداد المسافة، التي تقطعها.
كذلك صنع الألمان الماسورة المخروطية، التي تنضغط بداخلها الدانة، كلما تحركت للأمام، مما يزيد من سرعتها الفوهية.
كذلك صنع الألمان الماسورة المخروطية، التي تنضغط بداخلها الدانة، كلما تحركت للأمام، مما يزيد من سرعتها الفوهية.
ج. تطوير الطابات
في خلال الحرب العالمية الأولى، واجهت الدول مشاكل كثيرة، بالنسبة إلى الطابات، وحتى عام 1918، كانت الطابات اختراقية "بالبارود"، ولذلك كانت غير دقيقة. وخلال العشرينيات والثلاثينيات، حاول كثير من الدول، تطوير هذه الطابات.
ففي عام 1938، تحققت عدة نجاحات، في هذا المجال، وكان السويسريون هم الأسبق، حتى أن الإنجليز استخدموا طابات سويسرية، من طراز "تافادو"، في مدفعيتهم المضادة للطائرات.
ففي عام 1938، تحققت عدة نجاحات، في هذا المجال، وكان السويسريون هم الأسبق، حتى أن الإنجليز استخدموا طابات سويسرية، من طراز "تافادو"، في مدفعيتهم المضادة للطائرات.
د. استخدام الحاسبات
كان تحديد ارتفاع الطائرات المغيرة، وسرعتها، في الحرب العالمية الأولى، يتم بالوسائل الصوتية، والمراقبين الجويين. وكانت بيانات الأهداف، التي تضبط على المدافع تقديرية، تعتمد على خبرة الطاقم، مما كان يستدعى التصحيح في أثناء الاشتباك، بما يمثله ذلك من صعوبة، واستنفاذ للوقت، خاصة أنه لم يكن بالإمكان التكهن بما إذا كان الهدف سيقوم بالانقضاض أم بالمناورة، وعليه، كان من الضروري التوصل إلى وسيلة سريعة ودقيقة، للحصول على كل البيانات اللازمة، وربطها بسرعة على أدوات تنشين المدافع.
وظهر أول حاسب في تاريخ المدفعية المضادة للطائرات، وأطلق عليه "بريديكتور" Predictor، ومعناه اللفظي المتنبئ. وكانت هذه الحاسبات ميكانيكية، تدار يدوياً، محدودة الإمكانيات، ولكنها كانت تمثل تطوراً كبيراً، في مجال الدفاع الجوي، كما أن البريديكتور فتح المجال، في اتجاه الوسائل الكهربية والإلكترونية، لحل عدد أكبر من المسائل في وقت أقل.
وكانت تلك بدايات علم الحاسب الحديث، ومع ذلك لم تدخل الحاسبات الإلكترونية عالم المدفعية المضادة للطائرات، إلا في الثلاثينيات، حين أنتجت الولايات المتحدة الأمريكية نظاماً لنقل البيانات، من البريديكتور، إلى المدافع، مما يحقق إعطاء المدفع زوايا الارتفاع والاتجاه آلياً. وكانت الفكرة مثيرة على رغم عدم تعميمها آنذاك، ولم تعمم إلا بعد أن بدأت الحرب العالمية الثانية، ببضع سنوات.
وكانت تلك بدايات علم الحاسب الحديث، ومع ذلك لم تدخل الحاسبات الإلكترونية عالم المدفعية المضادة للطائرات، إلا في الثلاثينيات، حين أنتجت الولايات المتحدة الأمريكية نظاماً لنقل البيانات، من البريديكتور، إلى المدافع، مما يحقق إعطاء المدفع زوايا الارتفاع والاتجاه آلياً. وكانت الفكرة مثيرة على رغم عدم تعميمها آنذاك، ولم تعمم إلا بعد أن بدأت الحرب العالمية الثانية، ببضع سنوات.
2. التطور خلال الحرب العالمية الثانية
أ. إعلان الحرب ومعركة الدفاع الجوي عن الجزر البريطانية (1935 – 1940)
على رغم مرور أكثر من نصف قرن، على انتهاء الحرب العالمية الثانية، فإن كثيراً من المحللين العسكريين يعتبرون أن معركة بريطانيا، والتي سماها الألمان عملية "أسد البحر"، من أضخم وأطول المعارك، التي خاضتها القوات الجوية، وقوات الدفاع الجوي، حتى يومنا هذا، بل أكثر من هذا كان لها تأثيرها الكبير والحاسم، على سير العمليات الحربية، وتحولها لصالح الحلفاء.
على رغم مرور أكثر من نصف قرن، على انتهاء الحرب العالمية الثانية، فإن كثيراً من المحللين العسكريين يعتبرون أن معركة بريطانيا، والتي سماها الألمان عملية "أسد البحر"، من أضخم وأطول المعارك، التي خاضتها القوات الجوية، وقوات الدفاع الجوي، حتى يومنا هذا، بل أكثر من هذا كان لها تأثيرها الكبير والحاسم، على سير العمليات الحربية، وتحولها لصالح الحلفاء.
وخرجت بريطانيا من الحرب العالمية الثانية، باعتبارها الدولة الرائدة في العالم، في مجال الدفاع الجوي، حيث تمكنت، في الأربعينيات من هذا القرن، من حشد وسائل الدفاع الجوي، المعروفة في ذلك الوقت، وتنظيم التعاون بينها، وإدارة أعمال قتالها بفاعلية عالية، وذلك، من خلال مركز قيادة رئيسي، وأربعة مراكز قطاعات فرعية، فيما شكل نموذجاً رائعاً لأول منظومة دفاع جوي، عرفها العالم.
وقد استطاعت هذه المنظومة التصدي، بنجاح، للقوة الجوية الألمانية، التي تتفوق عليها تفوقاً كبيراً، وتمنعها من أن تحقق أهدافها، واضطرت القيادة الألمانية، إلى إلغاء عملية أسد البحر، ونجت بريطانيا من الاجتياح البري، والبحري النازي، والتي لم تسلم منه معظم الأراضي الأوروبية.
وقد استطاعت هذه المنظومة التصدي، بنجاح، للقوة الجوية الألمانية، التي تتفوق عليها تفوقاً كبيراً، وتمنعها من أن تحقق أهدافها، واضطرت القيادة الألمانية، إلى إلغاء عملية أسد البحر، ونجت بريطانيا من الاجتياح البري، والبحري النازي، والتي لم تسلم منه معظم الأراضي الأوروبية.
ب. منظومة الدفاع الجوي البريطانية
(1) القيادة والسيطرة
أُنشئ مركز القيادة الرئيسي، في منطقة بنتلي PENTLY، بمدينة لندن، يعاونه أربعة مراكز قيادة مجموعة، لقيادة القطاعات الفرعية.
وقد أقيمت هذه المراكز، بتجهيز هندسي محصن، تحت الأرض، وتضم خرائط لإظهار الموقف الجوي، تظهر عليها خطوط سير جميع الطائرات المعادية والصديقة. وتصل المعلومات إلى هذه المراكز، خطياً ولاسلكياً، بصفة مستمرة، من مصادر الاستطلاع والإنذار المختلفة "الرادارات وشبكات مراقبة وطيارين وقطع الأسطول"، بما يرسم صورة للموقف الجوي، تمكن القادة وضباط العمليات من إصدار الأوامر، إلى اقرب مطار، أو إلى المقاتلات التي تكون بالجو لاعتراض الطائرات المعادية.
هذا بالإضافة إلى إنذار بطاريات المدفعية، والدفاع المدني، في القطاع المهاجم، ولعب الرادار دوراً أساسياً في فعالية هذا النظام، وحسن استخدام كل وسائل الدفاع الجوي المختلفة، من مدفعية مضادة للطائرات، وبالونات، وأنوار كاشفة.
(2) الاستطلاع وظهور الرادار
خلال الثلاثينيات، اكتشف علماء الإلكترونيات، في الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، مبادئ عمل الرادار، واهتم العلماء الإنجليز، أكثر من غيرهم، بهذا المجال، ونتيجة لأبحاثهم المكثفة، وجهودهم، في التطبيق العملي لما توصلوا إليه من نظريات، ظهرت أول محطة رادار في العالم، وانضمت للعمل بالسلاح الجوي البريطاني، عام 1937. وفي هذا العام، بدأ الإنجليز إنشاء سلسلة من الرادارات، على طول شواطئ إنجلترا. وبنهاية عام 1938، كان بإمكان هذه المحطات، اكتشاف معظم الطائرات الألمانية القادمة، من بحر الشمال أو القنال الإنجليزي.
وبحلول شهر يونيه 1940، أصبح عدد المحطات العاملة نحو 51 محطة، تغطي معظم الساحل الإنجليزي، مع التركيز على الجنوب والشرق، وهى الاتجاهات الأكثر احتمالاً، لاقتراب الهجمات الجوية الألمانية.
وكانت هذه المحطات قادرة على اكتشاف الأهداف، على مسافات تراوح بين 50 إلى 120 ميلاً نهاراً وليلاً، وفي وجود السحب الكثيفة. وبهذا توافر نظام فعال للإنذار المبكر، يتكون من 51 محطة رادار، بالإضافة إلى شبكة من نقاط المراقبة الجوية بالنظر، تضم نحو ألف نقطة، إضافة إلى معلومات الطيارين المحلقين في الجو، وبلاغات قطع الأسطول، كل هذه المعلومات تصل إلى مركز القيادة الرئيسي، والمراكز الفرعية، خطياً، أو لاسلكياً، أو بكلا الوسيلتين.
وقد أدى هذا الأسلوب المتطور في القيادة، إلى توفير الكثير من جهود وحدات المقاتلات، التي كانت تضطر إلى استخدام نظام المظلات الجوية بصفة مستمرة، وترشيد استهلاك وحدات المدفعية المضادة للطائرات، بتنظيم رفع أوضاع استعدادها عند الضرورة.
واستفاد الإنجليز، من براعتهم في استخدام الرادار، في الاستخدام الأمثل لطائراتهم المقاتلة ضد الطيران الألماني، الذي يفوقهم عدداً. فمنذ اللحظة الأولى، التي كانت الطائرات الألمانية تغادر قواعدها في أوروبا، كانت تظهر على شاشات الرادار الإنجليزية، ويتم تتبعها وتوجيه المقاتلات نحوها على خطوط الاعتراض المناسبة، أو تحرير نيران المدفعية المضادة للطائرات، في حالة تخصيص الأهداف لها.
(3) مقاتلات الدفاع الجوي
وتضم 800 طائرة، من أنواع الهاريكان وسبيتفاير، وهي مقاتلات ذات مقعد واحد، وكان العدد الصالح للخدمة عند بدء المعركة نحو 660 طائرة فقط.
(4) المدفعية المضادة للطائرات
(4) المدفعية المضادة للطائرات
وتضم نحو 200 بطارية من الأعيرة المختلفة.
(5) مجموعات من البالونات
موزعة على الأهداف المختلفة.
وهكذا تجسد، على أرض الواقع، أول هيكل لمنظومة دفاع جوي، تعمل في تكامل وتعاون لإدارة وتوجيه وسائل الدفاع الجوي المتاحة، لصد هجمات العدو الجوية.
وهكذا تجسد، على أرض الواقع، أول هيكل لمنظومة دفاع جوي، تعمل في تكامل وتعاون لإدارة وتوجيه وسائل الدفاع الجوي المتاحة، لصد هجمات العدو الجوية.
3. الأعمال الإلكترونية في أثناء الحرب العالمية الثانية
لعبت الحرب الإلكترونية دوراً مهماً، في معارك الحرب العالمية الثانية، بدءاً من الإعاقة اللاسلكية على وسائل الاتصالات، إلى توجيه الطائرات، والإعاقة الرادارية بأنواعها الإيجابية والسلبية، وغيرها من الأساليب.
ففي عام 1939، استخدم الألمان طريقة تقاطع موجات الإرسال، فوق الهدف Beam Intersection، حيث توجه الطائرات الألمانية، ليلاً، عن طريق إرسال حزمة ضيقة من الإشعاعات الكهرومغناطيسية، من محطات أرضية بعيدة، تطير عليها الطائرات، حتى يتقاطع مع شعاع آخر، فتكون الطائرة فوق الهدف. وسجل الإنجليز أول إجراء إلكتروني مضاد، باستخدام جهاز إرسال لاسلكي، يقوم بإرسال إشعاعات ضيقة مخادعة، تعمل على انحراف إشعاعات التوجيه الألمانية، لتعطي تقاطعاً بعيداً عن الأهداف المقصودة.
وفي عام 1943، نجح الحلفاء في استخدام الشرائح المعدنية Chaffs، للإعاقة على الرادارات الألمانية الأرضية، فقامت أكثر من 710 قاذفة قنابل إنجليزية، بإسقاط مئات الأطنان من الشرائح المعدنية، منفذين بذلك أحد الإجراءات الإلكترونية المضادة
ECM. [1]
ولم يمض عام حتى تمكن الألمان، من استخدام إجراءات إلكترونية مضادة للإجراءات الإلكترونية المضادة ECCM، لتقليل تأثير إجراءات العدو الإلكترونية، وذلك بتزويد أحد أجهزة الرادار الألمانية، بنظام انتخاب الأهداف المتحركة
MTI[2]
للتمييز بين الطائرات والشرائح المعدنية، التي تكون، عادة، بطيئة ومتناقصة السرعة.
ECM. [1]
ولم يمض عام حتى تمكن الألمان، من استخدام إجراءات إلكترونية مضادة للإجراءات الإلكترونية المضادة ECCM، لتقليل تأثير إجراءات العدو الإلكترونية، وذلك بتزويد أحد أجهزة الرادار الألمانية، بنظام انتخاب الأهداف المتحركة
MTI[2]
للتمييز بين الطائرات والشرائح المعدنية، التي تكون، عادة، بطيئة ومتناقصة السرعة.
ثانياً: النشأة والتطور في مصر، حتى الحرب العالمية الثانية
1. نبذة تاريخية عن نشأة المدفعية المصرية (1831)
عندما عُين محمد على باشا والياً على مصر، أدرك أن يكون لمصر جيش حديث، يواكب العصر، ويجدد أمجاده وانتصاراته؛ لكي يثبت مركزه الداخلي، ويحقق طموحاته وفتوحاته.
ومن هذا المنطلق، بدأ في إنشاء أول جيش مصري صميم، بأفضل النظم العصرية المتطورة في ذلك الوقت؛ وسخر لخدمته كل موارد الدولة؛ فبنى المصانع الحربية لإنتاج المدافع والأسلحة والذخيرة، وكذلك الترسانات البحرية لبناء السفن؛ واهتم بزراعة القطن ليكون محصولاً اقتصادياً يساهم في تمويل بناء الجيش؛ وقام بإنشاء المعاهد الهندسية والطبية، لخدمة هذا الجيش؛ كما اهتم بتنظيمه وتدريبه، مستعيناً بالخبراء العسكريين، من شتى البلاد.
ومن هذا المنطلق، بدأ في إنشاء أول جيش مصري صميم، بأفضل النظم العصرية المتطورة في ذلك الوقت؛ وسخر لخدمته كل موارد الدولة؛ فبنى المصانع الحربية لإنتاج المدافع والأسلحة والذخيرة، وكذلك الترسانات البحرية لبناء السفن؛ واهتم بزراعة القطن ليكون محصولاً اقتصادياً يساهم في تمويل بناء الجيش؛ وقام بإنشاء المعاهد الهندسية والطبية، لخدمة هذا الجيش؛ كما اهتم بتنظيمه وتدريبه، مستعيناً بالخبراء العسكريين، من شتى البلاد.
ولما كانت المدفعية هي السلاح الرئيسي والحاسم في تلك الأيام، فقد أمر محمد على باشا، بإنشاء مدرسة الطوبجية، في يونيه 1831، وتولى أمرها وقيادتها، الكولونيل الأسباني، أنطونيو سيجويرا، الذي يعتبر المؤسس الحقيقي لفن المدفعية، في الجيش المصري الحديث. وقد أقيمت المدرسة على الشاطئ الشرقي للنيل، في منطقة طره، التي تبعد عن مصر القديمة حوالي 13 كم، وخطط لها لتتسع لنحو 300 تلميذ، من تلاميذ مدرسة قصر العيني التجهيزية، وضمت المدرسة 48 مدفعاً للتدريب، ونظمت الدراسة بالمدرسة، على أربع سنوات دراسية.
ألغى الخديوي عباس المدارس العسكرية، وأنشأ مدرسة واحدة أطلق عليها اسم المفروزة، ثم أُلغيت المدرسة، عام 1861، في عهد الخديوي سعيد، الذي قام بتحويل مدرسة المهندس خانة السعيدية إلى مدرسة حربية تسع نحو 100 تلميذ، واستمرت هذه المدرسة قائمة، حتى تولى الخديوي إسماعيل الحكم في يناير 1863، فقام بتقسيم المدرسة الحربية إلى مدارس البيادة، والسواري، والمدفعية، وأركان الحرب.
وانتظمت الدراسة في مدرسة المدفعية الملكية، عام 1865، وكان تلاميذها 280 تلميذاً، من بين تلاميذ مدرسة المهندس خانة، وهذا يدل على رقي المستوى العلمي لتلاميذها وخريجيها. ونتيجة للأزمة المالية، التي مرت بها مصر في أواخر حكم إسماعيل، فقد تقرر خفض حجم الجيش المصري، وتبعه إلغاء المدارس الحربية، ومن بينها مدرسة المدفعية عام 1879.
وعندما وقعت مصر معاهدة 1936، مع بريطانيا، ونالت بموجبها استقلالاً جزئياً، تقرر إعادة فتح مدرسة المدفعية الملكية المصرية، في فبراير 1937، بعد أن ظلت مغلقة لنحو ستين عاماً، وكان مقرها منشية البكري.
2. تنظيم مدرسة المدفعية الملكية المصرية (1937)
بعد إعادة افتتاح المدرسة، أعيد تنظيمها، على غرار مدرسة المدفعية الملكية البريطانية، وضمت ضمن أجنحتها، للمرة الأولى، أجنحة المدفعية المضادة للطائرات، والأنوار الكاشفة، ونظمت كالآتي:
أ. قيادة المدرسة.
ب. جناح مدفعية الميدان.
ج. جناح المدفعية المضادة للطائرات.
د. جناح الأنوار الكاشفة المضادة للطائرات.
وفي عام 1941، نُقلت المدرسة من منشية البكري، إلى منطقة ألماظة، التي تقع شرق القاهرة، وقُسمت إلى قسمين:
بعد إعادة افتتاح المدرسة، أعيد تنظيمها، على غرار مدرسة المدفعية الملكية البريطانية، وضمت ضمن أجنحتها، للمرة الأولى، أجنحة المدفعية المضادة للطائرات، والأنوار الكاشفة، ونظمت كالآتي:
أ. قيادة المدرسة.
ب. جناح مدفعية الميدان.
ج. جناح المدفعية المضادة للطائرات.
د. جناح الأنوار الكاشفة المضادة للطائرات.
وفي عام 1941، نُقلت المدرسة من منشية البكري، إلى منطقة ألماظة، التي تقع شرق القاهرة، وقُسمت إلى قسمين:
القسم الأول: يضم مدرسة المدفعية بأجنحتها الفنية، وتقوم بتعليم النواحي الفنية لضباط المدفعية، وعقد الفرق الراقية لضباط الصف.
القسم الثاني: وهو أساس ومركز تدريب المدفعية، ويختص بتدريب الصف والجنود، وتعليمهم فنياً على نوع من أنواع المدافع.
وفي أواخر عام 1944، أُعيد تنظيم المدرسة ومركز التدريب كالآتي:
أ. رئاسة المدرسة ومركز تدريب المدفعية.
ب. مكتب كبير المعلمين ويتبعه:
(1) مدرسة المدفعية وتضم الآتي:
(أ) جناح مدفعية الميدان.
(ب) جناح المدفعية المضادة للطائرات.
(ج) جناح الأنوار الكاشفة.
(د) جناح التكتيك.
(هـ) جناح تدريب السائقين.
(و) وحدة شؤون إدارية.
(2) مركز تدريب المدفعية ويضم الآتي:
(أ) مدرسة محو الأمية.
(ب) البطارية الأولى تعليم.
(ج) البطارية الثانية تعليم.
(د) البطارية الثالثة تعليم.
أ. رئاسة المدرسة ومركز تدريب المدفعية.
ب. مكتب كبير المعلمين ويتبعه:
(1) مدرسة المدفعية وتضم الآتي:
(أ) جناح مدفعية الميدان.
(ب) جناح المدفعية المضادة للطائرات.
(ج) جناح الأنوار الكاشفة.
(د) جناح التكتيك.
(هـ) جناح تدريب السائقين.
(و) وحدة شؤون إدارية.
(2) مركز تدريب المدفعية ويضم الآتي:
(أ) مدرسة محو الأمية.
(ب) البطارية الأولى تعليم.
(ج) البطارية الثانية تعليم.
(د) البطارية الثالثة تعليم.
(هـ) البطارية الفنية "مدفعية ميدان ـ مدفعية مضادة للطائرات ـ أنوار كاشفة".
ثم أنشئت مكتبة المدفعية، وكان مقرها بمدرسة المدفعية، حيث مازالت موجودة حتى الآن، ولكنها تتبع إدارة المدفعية.
ثم أنشئت مكتبة المدفعية، وكان مقرها بمدرسة المدفعية، حيث مازالت موجودة حتى الآن، ولكنها تتبع إدارة المدفعية.
3. بدايات المدفعية المضادة للطائرات في الجيش المصري
بمقتضى معاهدة 1936، تعهدت بريطانيا بالقيام بتطوير الجيش المصري، وإعادة تسليحه، وهذا الإعداد لم يكن حباً في مصر، بقدر ما كان لمصلحة بريطانيا، في المقام الأول، ليكون هذا الجيش قادراً، بدرجة ما، على معاونة القوات البريطانية، في الحرب المنتظرة والوشيكة، بعد وصول هتلر إلى مستشارية ألمانيا.
ولعل المدفعية المضادة للطائرات، والتي كان يفتقدها الجيش المصري، تمثل لبريطانيا أهم سلاح يتطلبه الموقف، وقد كان فعلاً السلاح الوحيد، الذي اشترك بإيجابية وفاعلية كبيرة في الحرب العالمية الثانية، وقدم للإنجليز أكبر العون والمساعدة، في الدفاع عن القوات البريطانية، الموجودة على الأرض المصرية، ومرت عملية البناء بالمراحل التالية:
أ. إعداد وتدريب كوادر المدفعية المضادة للطائرات
بعودة أول بعثة من ضباط المدفعية من إنجلترا، بعد إتمام دراستهم بكلية وول وتش Wool watch للمدفعية، والتدريب على المدافع المضادة للطائرات، ومعداتها، وأجهزتها، جرى تعيينهم بجناح المدفعية المضادة للطائرات، ليقوموا بالتدريس لفرق الضباط الأصاغر، وشاركهم في التدريب، بعض الضباط وضباط الصف المستشارين، من البعثة العسكرية الإنجليزية، التي عينت للإشراف على الجيش المصري، وتزويده بالأسلحة الحديثة.
أ. إعداد وتدريب كوادر المدفعية المضادة للطائرات
بعودة أول بعثة من ضباط المدفعية من إنجلترا، بعد إتمام دراستهم بكلية وول وتش Wool watch للمدفعية، والتدريب على المدافع المضادة للطائرات، ومعداتها، وأجهزتها، جرى تعيينهم بجناح المدفعية المضادة للطائرات، ليقوموا بالتدريس لفرق الضباط الأصاغر، وشاركهم في التدريب، بعض الضباط وضباط الصف المستشارين، من البعثة العسكرية الإنجليزية، التي عينت للإشراف على الجيش المصري، وتزويده بالأسلحة الحديثة.
وقد حرصت القيادة المصرية، على انتقاء الضباط، وروعي، في اختيارهم، أن يكونوا من أوائل الكلية الحربية الملكية "شعبة علوم"، ومن خريجي الكليات الجامعية، حتى يمكنهم استيعاب دراسة الأجهزة والمعدات الفنية.
كما انضم، إلى هذه الفرق، عدد من الضباط الممتازين، من سلاح المدفعية الملكي، من الرتب الأعلى ليشغلوا الوظائف القيادية، في الوحدات الجديدة، واستكمال هيكلها التنظيمي. هذا وقد عُقد العديد من الفرق التعليمية، جرى خلالها تدريس
المواد الآتية:
المواد الآتية:
(1) علم فن المدفعية المضادة للطائرات.
(2) التدريب على المدافع الثابتة عيار ثلاث بوصات، والمتحركة، والمدافع الخفيفة، عيار 40 مم بوفرز المقطورة.
(3) الأجهزة والمعدات الخاصة بقيادة النيران، وهي الحاسب الميكانيكي "بريديكتور"، وآلة تقدير الارتفاع والمسافة، وأجهزة التسديد البيضاوية، وفي نهاية كل فرقة، كانت تجري رماية تدريبية، على هدف على شكل الكم، مقطور بواسطة طائرة.
ب. إعداد كوادر الأنوار الكاشفة
(2) التدريب على المدافع الثابتة عيار ثلاث بوصات، والمتحركة، والمدافع الخفيفة، عيار 40 مم بوفرز المقطورة.
(3) الأجهزة والمعدات الخاصة بقيادة النيران، وهي الحاسب الميكانيكي "بريديكتور"، وآلة تقدير الارتفاع والمسافة، وأجهزة التسديد البيضاوية، وفي نهاية كل فرقة، كانت تجري رماية تدريبية، على هدف على شكل الكم، مقطور بواسطة طائرة.
ب. إعداد كوادر الأنوار الكاشفة
دخلت الأنوار الكاشفة، ضمن تسليح الجيش المصري، مع دخول المدفعية المضادة للطائرات، عام 1937، وكانت تتبع سلاح المهندسين العسكريين الملكي. وعقدت الفرقة الأولى أنوار كاشفة لعدد من المهندسين العسكريين، بواسطة ضباط معلمين من البعثة العسكرية البريطانية.
وفي عام 1938، تقرر نقل الأنوار الكاشفة، إلى سلاح المدفعية الملكي، بعد تشكيل جناح الأنوار الكاشفة، بمدرسة ومركز تدريب المدفعية، ليكون السلاح المكمل للمدفعية المضادة للطائرات، لكي تكتشف وتضيء الأهداف الجوية ليلاً، لتتمكن وحدات المدفعية من الاشتباك معها.
وعُقدت فرق دراسية، جرى خلالها دراسة الصوت والضوء، وأساسيات الكهرباء، على مستوى إعدادي كلية العلوم، وكذا ميكانيكا السيارات، والمولدات الكهربية، والمصابيح، التي هي مصدر الضوء الباعث، واستخدام محددات الصوت، وكيفية التقاط الأهداف، وتتبعها، وإضاءتها، وكيفية اكتشاف الأعطال وإصلاحها.
4. التشكيل الأول للمدفعية المضادة للطائرات بصفته فرعاً من سلاح المدفعية المصرية
تكونت النواة الأولى للمدفعية المضادة للطائرات، في مصر عام 1938، بتشكيل أول بطارية مدفعية مضادة للطائرات، يعاونها قسم أنوار كاشفة. وفي أكتوبر من العام نفسه، قُدرت مطالب الجيش المصري، من المدفعية المضادة للطائرات، للدفاع عن البلاد، بفرقة مدفعية مضادة للطائرات، قوامها 30 ضابطاً و70 صف جندي، وتتألف من أربع آلايات مدفعية مضادة للطائرات، وآلاي خفيف، وكتيبتين أنوار كاشفة، ومجموعة دفاع ساحلي، بالإضافة إلى تسعة أسراب، من المقاتلات والقاذفات، وجرى تشكيل الوحدات على النحو التالي:
أ. التشكيل الأول للمدفعية المضادة للطائرات
تكونت النواة الأولى للمدفعية المضادة للطائرات، في مصر عام 1938، بتشكيل أول بطارية مدفعية مضادة للطائرات، يعاونها قسم أنوار كاشفة. وفي أكتوبر من العام نفسه، قُدرت مطالب الجيش المصري، من المدفعية المضادة للطائرات، للدفاع عن البلاد، بفرقة مدفعية مضادة للطائرات، قوامها 30 ضابطاً و70 صف جندي، وتتألف من أربع آلايات مدفعية مضادة للطائرات، وآلاي خفيف، وكتيبتين أنوار كاشفة، ومجموعة دفاع ساحلي، بالإضافة إلى تسعة أسراب، من المقاتلات والقاذفات، وجرى تشكيل الوحدات على النحو التالي:
أ. التشكيل الأول للمدفعية المضادة للطائرات
(1) شُكِل الآلاي الأول عام 1938، من ثلاث بطاريات مدفعية وسط.
(2) شُكِل الآلاي الثاني عام 1939، من بطاريتي مدفعية وسط.
(3) شُكِل الآلاي الأول خفيف من بطاريتين، كل منهما من ثلاثة تروبات.
(4) آلايان أنوار كاشفة، بالإضافة إلى تروب متحرك أنوار كاشفة.
(5) في عام 1940، استكمل الآلاي الثاني مدفعية مضادة للطائرات، ليكون من ثلاث بطاريات.
ب. التسليح
(1) الآلاي الوسط ويشمل تسليحه
(2) شُكِل الآلاي الثاني عام 1939، من بطاريتي مدفعية وسط.
(3) شُكِل الآلاي الأول خفيف من بطاريتين، كل منهما من ثلاثة تروبات.
(4) آلايان أنوار كاشفة، بالإضافة إلى تروب متحرك أنوار كاشفة.
(5) في عام 1940، استكمل الآلاي الثاني مدفعية مضادة للطائرات، ليكون من ثلاث بطاريات.
ب. التسليح
(1) الآلاي الوسط ويشمل تسليحه
(أ) مدافع ثلاث بوصات الثابتة Static.
(ب) أجهزة حاسبات ميكانيكية "بريدكتور".
(ج) آلات تقدير الارتفاع والمسافة.
(د) تلسكوبات المراقبة ونظارات ميدان.
(هـ) أجهزة تسديد بيضاوي.
(ب) أجهزة حاسبات ميكانيكية "بريدكتور".
(ج) آلات تقدير الارتفاع والمسافة.
(د) تلسكوبات المراقبة ونظارات ميدان.
(هـ) أجهزة تسديد بيضاوي.
(2) الآلاي الخفيف ويشمل تسليحه
رشاشات فردية ماركة لويس بإجمالي 24 رشاشاً.
(3) الأنوار الكاشفة
رشاشات فردية ماركة لويس بإجمالي 24 رشاشاً.
(3) الأنوار الكاشفة
بانتهاء الفرق الدراسية للأنوار الكاشفة، عام 1938-1939، شُكِل كل من الآلاي الأول والثاني أنوار كاشفة، ويتكون كل منهما من ثلاث بطاريات، بكل منها ثلاثة ترةبات، ويضم تسليح التروب الآتي:
(أ) ستة بواعث أنوار كاشفة.
(ب) ستة محددات صوت.
(ج) ستة مولدات قوى، ماركة ليستر.
ج. الاستطلاع
(ب) ستة محددات صوت.
(ج) ستة مولدات قوى، ماركة ليستر.
ج. الاستطلاع
كانت وسائل الاستطلاع عن الأهداف الجوية، قبل وفي بداية الحرب العالمية الثانية، تعتمد على الرؤية بالنظر بواسطة المراقبين الجويين، باستخدام التلسكوبات، ونظارات الميدان المكبرة، علاوة على استخدام حاسة السمع.
ونظراً لانخفاض سرعة الطائرات، في هذا الوقت، فإن هذه الوسائل كانت توفر زمناً معقولاً للإنذار، يسمح لوحدات المدفعية المضادة للطائرات، برفع أوضاع استعدادها، والاشتباك مع هذه الطائرات. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية، ظهرت أجهزة الرادار، لأول مرة في التاريخ، وتقرر استخدامها، وسيلة فعالة من وسائل الإنذار المبكر، لاكتشاف الأهداف المعادية على مسافات بعيدة.
وفي عام 1941، زُوِدَّت قيادة الدفاع البريطانية في مصر، بجهازي رادار إنذار مبكر، وقام بالعمل عليهما أطقم إنجليزية وأحيطت بالسرية التامة.
تمركز الجهاز الأول، بمنطقة السلسلة بالإسكندرية، وكان يقوم باكتشاف الأهداف الجوية، وتتبعها، والإبلاغ عنها، لمركز عمليات المجموعة المضادة للطائرات، والقوات الجوية.
وتمركز الجهاز الثاني، في القاهرة، وتصب معلوماته وبلاغاته، في مركز عمليات المجموعة الثانية بحي الزمالك، والتي تبلغها بدورها لمواقع المدفعية المضادة للطائرات، والقوات الجوية.
د. وسائل الدفاع الجوي السلبي
وهي وسائل مساعدة، تعمل على تضليل طائرات العدو، عن طريق الإخفاء والتمويه، بواسطة الشباك، وبإنشاء مواقع هيكلية مشابهة للمواقع الحقيقية، وأهم هذه الوسائل:
(1) البالونات
وهي عبارة عن بالونات ضخمة من المطاط، تملأ بغاز الهيدروجين، وترفع وتخفض، عن طريق سلك من المعدن القوي، بواسطة رافعة يدوية، وكانت ترفع ليلاً حول المطارات والمواني وغيرها من الأهداف الحيوية، مما يكون عائقاً أمام الطائرات المغيرة فتصطدم بالسلك وتسقط أو يجبرها على الارتفاع لتكون في متناول نيران المدفعية.
(2) ستائر الدخان
(2) ستائر الدخان
وهي عبارة عن ستائر كثيفة من الدخان، تُنتج من طريق مولدات، موزعة حول الأهداف المدافع عنها، لإخفائها عن أعين الطيارين، حتى لا يمكنهم التسديد الجيد عليها.
(3) شباك التمويه
وهي شباك تأخذ شكل الأرض، المحيطة بالمعدات المراد تغطيتها؛ لإخفائها عن الطائرات المغيرة.
(4) المواقع الهيكلية
وهي مواقع تتشابه مع المواقع الحقيقية، تصنع من مواد بسيطة، وهي تستخدم حتى الآن لتضليل الطائرات، وحدث بها تطور هائل، حتى أن بعض أنواعها أصبحت تحاكي المواقع الحقيقية.
5. التطور في ميادين القتال
أ. الحرب العالمية الثانية: 3 سبتمبر 1939
(1) أعمال القتال
اندلعت معارك الحرب العالمية الثانية، في 3 سبتمبر 1939، وسلاح المدفعية المضادة للطائرات المصرية ما زال في مهد تكوينه وتنظيمه، حيث إن هذا السلاح، بعلومه وفنونه، كان لم يزل جديداً، على المدرسة العسكرية المصرية، ويحتاج إلى نوعية متميزة، من الضباط والصف والجنود، ذات مستوى ثقافي وعلمي عال.
وأصبح من المؤكد، أن هذه الوحدات ينتظرها دور مهم، في معارك هذه الحرب الضروس، وعليها أن تتأهل للقيام بهذا الدور، في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، فالسلاح المتوافر قديم، من بقايا الحرب العالمية الأولى، متمثلاً في المدافع ثلاث بوصات الثابتة، والعدائيات الجوية، المطلوب مجابهتها، حديثة ومتطورة، متمثلة في السلاح الجوي الألماني، الذي جرى تطويره بصورة كبيرة، ويمتلك أنواعاً من الطائرات القوية، من أنواع مختلفة، أهمها الطائرات "هنيكل 111"، و"جونكرز 87، 88"، و"مسر شميدت 109، 110"، بالتعاون مع السلاح الجوي الإيطالي، وكان أهم هذه الاشتباكات ما جرى، في 9 يونيه 1941، حين تمكنت فيه المدفعية المضادة للطائرات، من إسقاط طائرة استطلاع إيطالية، من نوع "سافويا 109"، وهبوط طاقمها بالمظلات فوق منطقة الدخيلة.
وكانت الإسكندرية أكثر المدن المصرية، تعرضاً للغارات، وكانت أكبر الغارات، تلك التي جرت، خلال شهر يونيه 1941، حيث اشتركت، في هذه الهجمة، أكثر من 100 طائرة، واستمرت نحو ثماني ساعات، وتسببت هذه الهجمة في إحداث خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، ولكنها لم تتمكن من إصابة الأغراض العسكرية، أو المرافق المختلفة للمدينة.
وقد استبسلت المدفعية المضادة للطائرات، في التصدي للطائرات المهاجمة، وأقامت ستاراً مهلكاً من النيران، في وجه الطائرات المغيرة، مما جعل معظم قنابلها تسقط، بعيداً عن أهدافها، ولعبت وحدات الأنوار الكاشفة دوراً بطولياً، في إضاءة الأهداف المهاجمة، مما سهل لوحدات المدفعية الاشتباك بها، وتدمير العديد منها. وقد تعرضت مصر لمئات الغارات الجوية.
(2) التطور في المعدات
نتيجة للأداء العالي لوحدات المدفعية، طلبت مصر من بريطانيا تطوير التسليح، وأن يستبدل بالمدافع القديمة ثلاث بوصات، أخرى من عيار 3.7 بوصة المتحركة، وبدأ هذا التطوير في مايو 1945، حيث تقرر تسليح الوحدات بالمدافع عيار 3.7 بوصة الثابتة، التي يصل ارتفاع عملها إلى 40 ألف قدم، بدلاً من 20 ألف قدم للمدفع ثلاث بوصات، وتبلغ المسافة الأرضية نحو 16 ألف ياردة، بدلاً من 9 آلاف ياردة.
نتيجة للأداء العالي لوحدات المدفعية، طلبت مصر من بريطانيا تطوير التسليح، وأن يستبدل بالمدافع القديمة ثلاث بوصات، أخرى من عيار 3.7 بوصة المتحركة، وبدأ هذا التطوير في مايو 1945، حيث تقرر تسليح الوحدات بالمدافع عيار 3.7 بوصة الثابتة، التي يصل ارتفاع عملها إلى 40 ألف قدم، بدلاً من 20 ألف قدم للمدفع ثلاث بوصات، وتبلغ المسافة الأرضية نحو 16 ألف ياردة، بدلاً من 9 آلاف ياردة.
واستبدل بالحاسبات الميكانيكية، حاسبات أخرى ذات رأس حاسبة، ودخلت الخدمة آلات تقدير المسافة ماركة U.B. 7، لتناسب المدفع المتطور. وبدأ المدفع 3.7 بوصة المتحرك Mobile ماركة 2، يحل محل المدفع 3.7 بوصة الثابت Static. كما زُوِدًّت المواقع بأجهزة ربط الطابة ميكانيكياً، بدلاً من الربط اليدوي لدقة الربط، وسرعة التعمير. أما المدفعية الخفيفة، فقد طُوِرت، وفي عام 1945 دخلت الخدمة المدافع عيار 40 مم بوفرز، ذاتية الحركة.
(3) تطوير طرق الاشتباك
ظهر، خلال معارك الحرب العالمية الثانية، قصور في أجهزة التسديد، حيث تعذر اكتشاف الأهداف وتتبعها، وأمكن ابتكار طريقة الاشتباك بالغلالة Barrage، وهي تعتمد على إنتاج غلالة من النيران، تطلق على المكان المحتمل وجود الهدف فيه، أو بإنتاج غلالة وسياج حول الهدف المدافع عنه، ولها عدة أساليب:
(أ) الغلالة الخطية، وتكون حول الهدف Line Barrage.
(ب) غلالة الهدف، وتكون فوق الهدف المدافع عنه.
(ج) الغلالة الجغرافية Geographic Barrage أو غلالة المربعات، وقد استخدمت بعد دخول الرادار إلى الخدمة.
(أ) الغلالة الخطية، وتكون حول الهدف Line Barrage.
(ب) غلالة الهدف، وتكون فوق الهدف المدافع عنه.
(ج) الغلالة الجغرافية Geographic Barrage أو غلالة المربعات، وقد استخدمت بعد دخول الرادار إلى الخدمة.
(د) الغلالة العنكبوتية Slider Barrage، وتتم باستخدام مجموعة من الجداول، حسب كثافة الهجمة، وأهمية الهدف المدافع عنه، وهي تستهلك كماً هائلاً من الذخيرة.
ب. الدروس المستفادة من الحرب العالمية الثانية
(1) كان الاستطلاع الجوي ينفذ، باستخدام طائرات، ذات قدرة على الطيران على ارتفاعات شاهقة، خارج مدى المدفعية، مثل الطائرة الألمانية "فوكوولف"، وهي نفس الفكر الحالي في الاستطلاع، من ارتفاعات عالية جداً، مثل الطائرة SR-71 الأمريكية، وطائرة الاستطلاع الروسية "فوكس بات"، مما يؤكد أهمية الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى، للتصدي للطائرات، التي تطير على الارتفاعات العالية.
(2) ضرب الأهداف الصغيرة Pin Point Targets، بطريقة الغطس، من الزاوية الحادة جداً، وهذا التكنيك مستخدم حتى الآن، وهذا يؤكد أهمية الرشاشات والصواريخ قصيرة المدى، من عناصر منظومة الدفاع الجوي.
(3) الاقتراب على ارتفاعات منخفضة، من اتجاه الشمس، عند مهاجمة مواقع المدفعية المضادة للطائرات، التي تعمل بالاشتباك المرئي، واستخدم الإسرائيليون هذا الأسلوب في حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية.
(4) أسلوب الهجوم المسمى "بالهجمة النجمية" Star raid، ويعتمد على مهاجمة الهدف، من أكثر من اتجاه، في الوقت نفسه، بغرض إرباك وسائل الدفاع الجوي.
(5) مهاجمة الأهداف الحيوية، ليلاً، بعد إضاءتها بالمشاعل بواسطة القاذفات، من ارتفاعات عالية، لتفادي نيران المدفعية المضادة للطائرات.
(6) الاهتمام بالتطور العلمي، في مجالات التسليح، والذي يتطلب التزود بالعلوم الحديثة، خاصة في مجالات الإلكترونيات.
(7) الاهتمام بالاطلاع المستمر، على أحدث تطور لطائرات القتال، حتى يمكن تطوير أسلوب الاستخدام القتالي للمعدات.
(8) الحرص على وجود قاعدة فنية، قادرة على صيانة وإصلاح المعدات الفنية المعقدة.
(9) الانضباط العسكري، حيث إنه الركيزة، التي تضمن الاستخدام الصحيح للمعدات، والمحافظة عليها سليمة، كما أنه الأسلوب الأمثل لتطبيق قواعد إدارة النيران بالطريقة الصحيحة.
(10) التدريب الشاق هو الأساس لنجاح استخدام المعدات الفنية، والإلكترونية، وأن المقاتل هو العنصر الحاسم في نجاح المهام.
1 / الإجراءات الإلكترونية المضادة Electronic Counter Measures: ECM ،المضادة والإجراءات الإلكترونية للإجراءات الإلكترونية المضادة Electronic Counter Counter Measures: ECCM ، هي أحد العناصر الرئيسية للحرب الإلكترونية.
1/ نظام MTI: هو اختصار Moving Target Indicator ، أي مبين الأهداف المتحركة، وهو خاص بإظهار كسرات الأهداف الجوية من دون الأجسام البطيئة أو الثابتة، التي يتم نشرها بغرض الإعاقة وعدم إظهار الأهداف الحقيقية
[3] الآلاي يعادل فوج مدفعية، والبطارية تعادل سرية مدفعية، والتروب يعادل فصيلة مدفعية.
المبحث الثاني
الدفاع الجوي المصري عقب الحرب العالمية الثانية، حتى حرب 1956
الموقف السياسي والعسكري بالمنطقة عقب الحرب العالمية الثانية
لم يكد العالم ينتهي من مأساة الحرب العالمية الثانية، حتى مهدت دول الحلفاء المنتصرة لظروف إقامة دولة يهودية في فلسطين، مكافأة لليهود على ما قدموه، من مساعدات لهم، خلال الحرب. وبذلك انتقلت بؤرة الصراع إلى منطقة الشرق الأوسط، ودخلت الدول العربية في صراع شاق ومرير، بدأ منذ نهاية هذه الحرب، وامتد حتى يومنا هذا.
بدأ التمهيد للوجود الصهيوني، في قلب الأمة العربية، بوعد بلفور الشهير، ثم تجسد هذا التمهيد في شكل حقيقة واقعة، باتخاذ الجمعية العامة للأمم المتحدة، قرارها الرقم 181، في 29 نوفمبر 1947، القاضي بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وتقسيمها. وأعقب هذا القرار إعلان بريطانيا إنهاء انتدابها، اعتباراً من 14 مايو 1948، الذي استغله اليهود، في إعلان دولة إسرائيل في الأراضي، التي شملها قرار التقسيم.
ورداً على هذا الموقف، قررت الدول العربية حشد جيوشها؛ لتحرير فلسطين من العصابات الصهيونية، ولكن هذا القرار جاء متأخراً، بعد أن استعد اليهود لهذا اليوم، بالإعداد الجيد لقواتهم وتجميعها؛ لمهاجمة أي تدخل عربي، بجانب تمهيد المسرح العالمي لتأييدهم.
ساهمت مصر بجزء من جيشها، ضمن القوات العربية المشكلة لتحرير فلسطين، وتكونت القوات المصرية، في البداية من مجموعة لواء مشاة، ومعه بعض الوحدات المدرعة والمعاونة، علاوة على بعض المتطوعين، وتم تجميعها كلها بمدينة العريش، ومع استمرار الحرب، دعمت هذه القوات؛ لتصل إلى ما يوازي حجم فرقة مشاة.
1. موقف القوات الجوية الإسرائيلية
أ. قبل إنشاء دولة إسرائيل
(1) بدأ الاهتمام بالطيران ليكون وسيلة للدفاع، عن المجتمع اليهودي في فلسطين، بإنشاء ناد للطيران "نادي الطيران الإسرائيلي"، عام 1935، قام بتأسيسه تسعة طياريين، من حركة هاموشير هاتسعير "الحارس الشاب"، بعد أن تدربوا، في كل من فرنسا والاتحاد السوفيتي، وأمكن لهذا النادي تدريب نحو 264 فرداً على الطيران الشراعي، خلال الفترة بين عام 1937 و1943.
(2) خلال الحرب العالمية الثانية، تطوع مئات اليهود، رجالاً ونساء، للعمل فنيين، في سلاح الطيران، البريطاني وتدرب عدد قليل منهم على الطيران.
(3) بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بدأت المنظمات العسكرية السرية، في الاهتمام بالطيران، فاعتمدت منظمة "الهاجاناه" مبالغ كثيرة؛ لتحويل نادي الطيران الإسرائيلي، وتم إجراء إحصائية، تبين منها، أن هناك حوالي 200 يهودي، في فلسطين، مدربين على قيادة الطائرات، اختير منهم 35 ليكنوا نواة لسلاح الطيران، فتم إرسالهم، في بعثات، إلى تشيكوسلوفاكيا وإيطاليا للتدريب.
ب. فترة إعلان إنشاء إسرائيل، وخلال الجولة الأولى
(1) قبل انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، قامت بريطانيا بتسليم اليهود 20 طائرة من نوع أوستر.
(2) في نهاية شهر مايو 1948، صدر الأمر بإنشاء قوات الدفاع الإسرائيلية، مكونة من ثلاثة أفرع رئيسية، هي القوات البرية، والقوات البحرية، والسلاح الجوي، وتم تعيين أهارون ريميز، أول قائد لهذا السلاح، وإدراكاً لأهمية الطيران في الحروب الحديثة، نتيجة الخبرة المستفادة من الحرب العالمية الثانية، أولت إسرائيل سلاح الطيران اهتماماً خاصاً، لأهميته في تحقيق إستراتيجيتها العسكرية، المبنية على التوسع.
(2) في نهاية شهر مايو 1948، صدر الأمر بإنشاء قوات الدفاع الإسرائيلية، مكونة من ثلاثة أفرع رئيسية، هي القوات البرية، والقوات البحرية، والسلاح الجوي، وتم تعيين أهارون ريميز، أول قائد لهذا السلاح، وإدراكاً لأهمية الطيران في الحروب الحديثة، نتيجة الخبرة المستفادة من الحرب العالمية الثانية، أولت إسرائيل سلاح الطيران اهتماماً خاصاً، لأهميته في تحقيق إستراتيجيتها العسكرية، المبنية على التوسع.
(3) ركزت إسرائيل على تدعيم سلاح طيرانها بالطيارين المتطوعين، من أوروبا وأمريكا وجنوب أفريقيا، من خلال تجنيدهم بواسطة الوكالة اليهودية، حتى بلغ عدد الطيارين حوالي 40 طياراً من ذوي خبرة القتال في الحرب العالمية الثانية، ولزيادة عدد الطيارين، تم تجنيد طيارين جدد من يهود فلسطين؛ لتدريبهم وصقلهم تحت إشراف الطيارين المتطوعين، من الدول الخارجية، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قامت إسرائيل بشراء كل ما تستطيع شراءه من طائرات لمواجهة إعلان الدول العربية الحرب عليها.
(4) قُدر حجم سلاح الطيران الإسرائيلي، عند نشوب القتال، بثلاثة أسراب من الطائرات الخفيفة، من طراز "سبيت فاير ـ اللانكستر"، بجانب طائرات "الأوستر"، التي حصلت عليها من بريطانيا، بعد أن تم تعديلها للعمل، قاذفة قنابل، وسُميت هذه الأسراب بسرب الجليل، وسرب تل أبيب، وسرب النقب.
(5) بالرغم من اهتمام إسرائيل بسلاح الطيران، لم يكن له أي دور، مؤثر وفعال خلال المراحل الأولى للحرب، نظراً للتفوق العربي. ولكن باستغلال فترات الهدنة، وعلى ضوء القيود المفروضة، على توريد السلاح للأطراف المتحاربة، أمكن لإسرائيل تدعيم سلاحها الجوي بطائرات حديثة، من نوع مسر شميت الألمانية، وB-17 الأمريكية، التي كانت تسمى بالقلعة الطائرة، علاوة على وصول طياريين متطوعين جدد إليها، مما زاد من الدور، الذي لعبه الطيران، خلال المراحل التالية للحرب.
(5) بالرغم من اهتمام إسرائيل بسلاح الطيران، لم يكن له أي دور، مؤثر وفعال خلال المراحل الأولى للحرب، نظراً للتفوق العربي. ولكن باستغلال فترات الهدنة، وعلى ضوء القيود المفروضة، على توريد السلاح للأطراف المتحاربة، أمكن لإسرائيل تدعيم سلاحها الجوي بطائرات حديثة، من نوع مسر شميت الألمانية، وB-17 الأمريكية، التي كانت تسمى بالقلعة الطائرة، علاوة على وصول طياريين متطوعين جدد إليها، مما زاد من الدور، الذي لعبه الطيران، خلال المراحل التالية للحرب.
ج. أبرز أعمال قتال الطيران الإسرائيلي خلال هذه الجولة
بالرغم من عدم وجود إستراتيجية جدية واضحة لإسرائيل، خلال هذه الجولة، فإن الطيران الإسرائيلي، لعب دوراً هاماً وفعالاً، خاصة في أعمال المعاونة القريبة للقوات، في مسرح العمليات، التي كان أبرزها الآتي:
(1) توجيه هجمات جديدة إلى منطقة غزة، ومطار العريش، وتحقيق السيطرة الجوية المحلية المحدودة، فوق مسرح العمليات.
(1) توجيه هجمات جديدة إلى منطقة غزة، ومطار العريش، وتحقيق السيطرة الجوية المحلية المحدودة، فوق مسرح العمليات.
(2) التمهيد النيراني بالطيران، ضد القوات المتمركزة في بئر سبع، لمدة أربع ليال متتالية، قبل الهجوم البري والاستيلاء عليها.
(3) توجيه هجمات جوية بقاذفات القنابل، ضد القوات البرية المصرية، في منطقة العوجة، مما أدى إلى سقوطها في أيدي القوات الإسرائيلية.
2. حرب فلسطين 1948
يعتبر عام 1917، بداية مرحلة حاسمة للعمل الصهيوني في فلسطين، وقد نهض بهذا العمل، جيل من الإرهابيين، اعتنق أسلوباً جديداً في سلب الأرض، تحت شعار "السور والبرج"، تعبيراً عن اغتصاب الأرض بالقوة، ثم الانغلاق داخلها والدفاع عنها.
وانتهى الأمر عام 1947، بصدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتقسيم فلسطين، واستغلت إسرائيل الفراغ، الذي أعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، ونفذت هدفها، وهو فرض الدولة اليهودية، بالقوة المسلحة، في فلسطين. وبدأ الصراع العربي الإسرائيلي، بحشد الجيوش العربية لتحرير فلسطين، ودخول الحرب يوم 15 مايو 1948، أي في اليوم التالي لانتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين. وشاركت مصر بقواتها، التي كانت تضم وحدات من المدفعية المضادة للطائرات.
أ. وحدات المدفعية المضادة للطائرات، التي اشتركت في عمليات 1948
(1) بطاريتان وسط 3.7 بوصة متحركة.
(2) بطارية وسط ثلاث بوصات ثابتة.
(3) بطارية أنوار كاشفة.
ب. المهام
(1) بطاريتان وسط 3.7 بوصة متحركة.
(2) بطارية وسط ثلاث بوصات ثابتة.
(3) بطارية أنوار كاشفة.
ب. المهام
(1) الدفاع عن المدن الرئيسية بسيناء،وفلسطين، ومنها العريش، ورفح، وغزة، والمجدل، والفالوجا.
(2) توفير الحماية للقوات البرية، في أثناء العمليات.
(3) تدمير الأهداف الثابتة، والدشم، والمستعمرات، وكذا الأهداف المتحركة، كالدبابات، والعربات، والجنود.
(4) الضرب على الأهداف البحرية.
(5) تقوم الأنوار الكاشفة بإضاءة الأهداف الجوية، ليلاً، وإضاءة أرض المعركة.
ج. الاستطلاع والإنذار في فلسطين
لم تتوافر أي وسائل لاستطلاع العدو الجوي، أو الإنذار عنه، سوى المراقبين الجويين، من أفراد أطقم المدافع، على مستوى التروب المضاد للطائرات، وذلك باستخدام التلسكوبات، ونظارات الميدان المكبرة، إضافة إلى التنصت السمعي.
د. القيادة والسيطرة في فلسطين
كانت القيادة لا مركزية على مستوى التروب، ويجري الاشتباك على مسؤولية قائد التروب، طبقاً لظروف العمليات، حيث كانت الوحدات، إما متحركة مع القوات البرية المهاجمة، أو ثابتة للدفاع عن المدن.
(2) توفير الحماية للقوات البرية، في أثناء العمليات.
(3) تدمير الأهداف الثابتة، والدشم، والمستعمرات، وكذا الأهداف المتحركة، كالدبابات، والعربات، والجنود.
(4) الضرب على الأهداف البحرية.
(5) تقوم الأنوار الكاشفة بإضاءة الأهداف الجوية، ليلاً، وإضاءة أرض المعركة.
ج. الاستطلاع والإنذار في فلسطين
لم تتوافر أي وسائل لاستطلاع العدو الجوي، أو الإنذار عنه، سوى المراقبين الجويين، من أفراد أطقم المدافع، على مستوى التروب المضاد للطائرات، وذلك باستخدام التلسكوبات، ونظارات الميدان المكبرة، إضافة إلى التنصت السمعي.
د. القيادة والسيطرة في فلسطين
كانت القيادة لا مركزية على مستوى التروب، ويجري الاشتباك على مسؤولية قائد التروب، طبقاً لظروف العمليات، حيث كانت الوحدات، إما متحركة مع القوات البرية المهاجمة، أو ثابتة للدفاع عن المدن.
هـ. الدفاع الجوي عن الدولة خلال حرب 1948
لم تضع القيادة المصرية، في اعتبارها، قيام العدو الإسرائيلي بالإغارة، على أهداف في عمق الدولة، وأغفلت امتلاكه لعدد من قاذفات القنابل، من نوع ب - 17 "القلاع الطائرة"، التي تمكنت إحداها، من الوصول إلى القاهرة، وقامت بالإغارة على منطقة عابدين، في وسط العاصمة، فأوقعت بعض الإصابات بالأهالي، وأحدثت الذعر بينهم.
وكان ذلك نتيجة للقصور في وسائل الإنذار، بل انعدامها تقريباً، مما عرض وحدات المدفعية المضادة للطائرات المكلفة بالدفاع عن القاهرة للمفاجأة.
(1) المهام
(أ) كُلف اللواء الأول المضاد للطائرات، بالدفاع عن القاهرة والأهداف الحيوية فيها، خاصة قصر عابدين، وقصر القبة، من مركز القيادة في الزمالك.
(ب) كُلف اللواء الثاني المضاد للطائرات، بالدفاع عن الإسكندرية والأهداف الحيوية فيها، خاصة الميناء، وقصر المنتزه، وقصر رأس التين.
(ج) كًلف اللواء الثالث المضاد للطائرات، بالدفاع عن الإسماعيلية، وكوبري الفردان.
(2) القيادة والسيطرة
تمت السيطرة على أعمال قتال الوحدات، مركزياً، من مركز عمليات اللواء بكل منطقة، حيث تصل الأوامر والبلاغات، إلى التروبات بالمواقع الدفاعية المحتلة، وكذا الإنذار عن العدو الجوي، وتخصيص الأهداف، والاشتباك معها، عن طريق ضابط عظيم العمليات المضادة للطائرات، المنوب بكل مركز قيادة.
وقد قامت وحدات المدفعية المضادة للطائرات، بدور مهم في حرب 1948، حيث تصدت للطائرات الإسرائيلية، بقوة وتأثير، مما أحبط معظم الهجمات الجوية، وتمكنت من إسقاط عدد من الطائرات الإسرائيلية.
كما قامت هذه الوحدات بتقديم معاونة للقوات البرية، حيث بدأ استخدامها، بصفة مدفعية مضادة للدبابات، ومدفعية ميدان لقصف الدشم المحصنة، وقد كان لها دور كبير في سقوط الكثير من المستعمرات الصهيونية في يد القوات المصرية، قبل أن تتحول نتائج المعارك لصالح اليهود.
وكان ذلك نتيجة للقصور في وسائل الإنذار، بل انعدامها تقريباً، مما عرض وحدات المدفعية المضادة للطائرات المكلفة بالدفاع عن القاهرة للمفاجأة.
(1) المهام
(أ) كُلف اللواء الأول المضاد للطائرات، بالدفاع عن القاهرة والأهداف الحيوية فيها، خاصة قصر عابدين، وقصر القبة، من مركز القيادة في الزمالك.
(ب) كُلف اللواء الثاني المضاد للطائرات، بالدفاع عن الإسكندرية والأهداف الحيوية فيها، خاصة الميناء، وقصر المنتزه، وقصر رأس التين.
(ج) كًلف اللواء الثالث المضاد للطائرات، بالدفاع عن الإسماعيلية، وكوبري الفردان.
(2) القيادة والسيطرة
تمت السيطرة على أعمال قتال الوحدات، مركزياً، من مركز عمليات اللواء بكل منطقة، حيث تصل الأوامر والبلاغات، إلى التروبات بالمواقع الدفاعية المحتلة، وكذا الإنذار عن العدو الجوي، وتخصيص الأهداف، والاشتباك معها، عن طريق ضابط عظيم العمليات المضادة للطائرات، المنوب بكل مركز قيادة.
وقد قامت وحدات المدفعية المضادة للطائرات، بدور مهم في حرب 1948، حيث تصدت للطائرات الإسرائيلية، بقوة وتأثير، مما أحبط معظم الهجمات الجوية، وتمكنت من إسقاط عدد من الطائرات الإسرائيلية.
كما قامت هذه الوحدات بتقديم معاونة للقوات البرية، حيث بدأ استخدامها، بصفة مدفعية مضادة للدبابات، ومدفعية ميدان لقصف الدشم المحصنة، وقد كان لها دور كبير في سقوط الكثير من المستعمرات الصهيونية في يد القوات المصرية، قبل أن تتحول نتائج المعارك لصالح اليهود.
و. الدروس المستفادة من حرب 1948
(1) اكتسبت وحدات المدفعية المضادة للطائرات كثيراً من الخبرات، في أساليب الاشتباك بالطائرات المعادية ،وكذا المعاونة الأرضية للقوات البرية.
(2) وضح، من هذه الجولة، أن إسرائيل تستعد دائماً للحرب، وتحشد وتعبئ كل القدرات العسكرية والسياسية والمعنوية لخوضها،ووجدت المدفعية المضادة للطائرات تتحمل وحدها عبء الدفاع، من دون أي مساندة جوية، حيث لم يكن سلاح الطيران المصري يمتلك أي إمكانيات قتالية تذكر، فلم يكن يضم سوى ست طائرات مقاتلة إنجليزية الصنع، طائرة استطلاع وتصوير، بالإضافة إلى خمس طائرات نقل داكوتا، بينما يضم السلاح الجوي الإسرائيلي أكثر من 150 طائرة، من مختلف الأنواع، يعمل عليها عدد كبير من الطيارين العاملين، والمتطوعين من ذوي الخبرة.
(3) أهمية توافر وسائل متطورة للاستطلاع والإنذار المبكر، لتحقيق زمن معقول للإنذار، يسمح برفع أوضاع استعداد الوحدات، حيث أدى الاعتماد على المراقبين الجويين وحدهم، إلى عدم وجود أزمنة مناسبة للإنذار، مما قلل من فاعلية وسائل الدفاع الجوي.
(4) تمت القيادة والسيطرة، لا مركزياً، في كل الأوقات، على مستوى التروبات، وذلك بسبب تعذر الاتصالات بين الوحدات، مما أعاق التعاون، وتبادل المعلومات، فيما بينها، عن العدو الجوي.
(2) وضح، من هذه الجولة، أن إسرائيل تستعد دائماً للحرب، وتحشد وتعبئ كل القدرات العسكرية والسياسية والمعنوية لخوضها،ووجدت المدفعية المضادة للطائرات تتحمل وحدها عبء الدفاع، من دون أي مساندة جوية، حيث لم يكن سلاح الطيران المصري يمتلك أي إمكانيات قتالية تذكر، فلم يكن يضم سوى ست طائرات مقاتلة إنجليزية الصنع، طائرة استطلاع وتصوير، بالإضافة إلى خمس طائرات نقل داكوتا، بينما يضم السلاح الجوي الإسرائيلي أكثر من 150 طائرة، من مختلف الأنواع، يعمل عليها عدد كبير من الطيارين العاملين، والمتطوعين من ذوي الخبرة.
(3) أهمية توافر وسائل متطورة للاستطلاع والإنذار المبكر، لتحقيق زمن معقول للإنذار، يسمح برفع أوضاع استعداد الوحدات، حيث أدى الاعتماد على المراقبين الجويين وحدهم، إلى عدم وجود أزمنة مناسبة للإنذار، مما قلل من فاعلية وسائل الدفاع الجوي.
(4) تمت القيادة والسيطرة، لا مركزياً، في كل الأوقات، على مستوى التروبات، وذلك بسبب تعذر الاتصالات بين الوحدات، مما أعاق التعاون، وتبادل المعلومات، فيما بينها، عن العدو الجوي.
ز. إعادة التنظيم
أثرت تجربة حرب فلسطين عام 1948، في الفكر العسكري المصري، واتجهت الأنظار إلى إعادة تنظيم وتسليح الجيش، وعلى رغم الحاجة إلى زيادة حجم المدفعية المضادة للطائرات، والأنوار الكاشفة، فقد استقر الرأي، على الاكتفاء بطلب لواء واحد ثقيل، مضاد للطائرات، مكون من آلاي مضاد للطائرات، وآلاي أنوار كاشفة، إضافة إلى اللواءين الموجودين بالخدمة، كما طلب تشكيل آلاي مدفعية متوسطة عيار 57 مم، على أن يحتفظ بآلاي آخر بالمخازن لتشكيله عند الحاجة.
ح. نشأة الرادار في مصر
(1) شهدت مصر أول مولد للرادار، بحصولها من بريطانيا على جهازين للإنذار، أمريكي الصنع، من طراز AN-TP53، خلال شهر يونيه 1948. تمركزا في موقعين هما:
(أ) موقع منطقة القناة بجبل مريم.
(ب) موقع في صحراء مصر الجديدة.
(2) ببداية عام 1952، تعاقدت مصر مع فرنسا، على إنشاء أول شبكة رادارية بمصر، وهي الشبكة الفرنسية، مكونة من 12 محطة رادار "ست محطات توجيه، وست محطات إنذار"، وتم التخطيط لها لتغطية منطقة الدلتا والقناة، مع توفير تغطية محلية في الجنوب، لمنطقة خزان أسوان، من خلال تنظيمها في أربع قطاعات هي:
(أ) القطاع الشرقي: ويشمل منطقة القناة وسيناء، ويغطيه ثلاث محطات.
(ب) القطاع الغربي: ويشمل منطقة شمال الدلتا والإسكندرية، ويغطيه أربع محطات.
(ج) القطاع المركزي: ويشمل منطقة وسط الدلتا والقاهرة في بني سويف، ويغطيه ثلاث محطات.
(د) القطاع الجنوبي: ويشمل منطقة خزان أسوان، ويغطيه محطة إنذار.
(أ) موقع منطقة القناة بجبل مريم.
(ب) موقع في صحراء مصر الجديدة.
(2) ببداية عام 1952، تعاقدت مصر مع فرنسا، على إنشاء أول شبكة رادارية بمصر، وهي الشبكة الفرنسية، مكونة من 12 محطة رادار "ست محطات توجيه، وست محطات إنذار"، وتم التخطيط لها لتغطية منطقة الدلتا والقناة، مع توفير تغطية محلية في الجنوب، لمنطقة خزان أسوان، من خلال تنظيمها في أربع قطاعات هي:
(أ) القطاع الشرقي: ويشمل منطقة القناة وسيناء، ويغطيه ثلاث محطات.
(ب) القطاع الغربي: ويشمل منطقة شمال الدلتا والإسكندرية، ويغطيه أربع محطات.
(ج) القطاع المركزي: ويشمل منطقة وسط الدلتا والقاهرة في بني سويف، ويغطيه ثلاث محطات.
(د) القطاع الجنوبي: ويشمل منطقة خزان أسوان، ويغطيه محطة إنذار.
ط. إنشاء أول قيادة للمدفعية المضادة للطائرات
خلال عام 1951، تقرر إنشاء أول قيادة للمدفعية المضادة للطائرات، في مصر، بقيادة اللواء/ السبكي، وكل من البكباشي/ عبدالمنعم رياض، والبكباشي/ عبدالمنعم أمين، والصاغ/ عبدالرازق حجازي، وتتبع هذه القيادة، تنظيمياً وعملياتياً، سلاح المدفعية الملكي، وتوضع تحت سيطرتها جميع وحدات المدفعية المضادة للطائرات.
3. ثورة يوليه، وهدف إقامة جيش وطني قوي
بانتهاء حرب تحرير فلسطين عام 1948، وما أسفرت عنه من نتائج، تعتبر مأساوية، لم تصدق نتائجها جماهير الشعب المصري. وحاولت مصر، بعد نهاية هذه الجولة، أن تزيد قواتها العسكرية، وتعيد تسليحها، بمعدات حديثة، بعد أن أوضحت التجربة أنه لا حياة للدول الضعيفة في هذا العالم.
ومن بين أنقاض وركام هذه الحرب، نبت تنظيم الضباط الأحرار، داخل الجيش المصري، وكانت نواته الأولى، من الضباط، الذين اشتركوا في القتال في فلسطين، وأصابهم ما أصابهم من إحباط، بسبب ظروف وملابسات هذه الحرب. ومع نمو هذا التنظيم، وما واكب هذه الفترة من السخط الشعبي على الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية، ورزوح مصر تحت نير الاستعمار البريطاني، تفجرت ثورة 23 يوليه 1952، بأهدافها الستة، ومن بين هذه الأهداف، إقامة جيش وطني قوي.
وقد لاقى هذا الهدف الكثير من الصعوبات، أهمها التصريح الثلاثي، الذي صدر عن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، في 25 مايو 1950، بهدف حماية إسرائيل والمحافظة عليها، بحيث تكون متفوقة، في القوة العسكرية، على الدول العربية مجتمعة، وذلك بفرض حظر على توريد السلاح، لمصر والدول العربية، في الوقت، الذي سمح فيه بتوريد السلاح إلى إسرائيل.وبدأت خطوات جادة في اتجاهات كثيرة، أهمها:
أ. تنويع مصادر السلاح
(1) صفقة الأسلحة الغربية
نتيجة لهذه الأوضاع، اتجهت مصر إلى تنويع مصادر السلاح، فبدلاً من الاعتماد على بريطانيا، مورداً وحيداً لسلاح الجيش المصري، سعت إلى شراء السلاح من العديد من الدول الغربية والشرقية. ففي مجال المدفعية المضادة للطائرات، جرى الاتفاق مع سويسرا، عام 1951، على شراء المدافع عيار 30 مم هسبانو سويزا SPANO- SWIZEA ماركة 30 المضاد للطائرات، لكن تنفيذ الصفقة تأخر، حتى شهر ديسمبر 1953.
3. ثورة يوليه، وهدف إقامة جيش وطني قوي
بانتهاء حرب تحرير فلسطين عام 1948، وما أسفرت عنه من نتائج، تعتبر مأساوية، لم تصدق نتائجها جماهير الشعب المصري. وحاولت مصر، بعد نهاية هذه الجولة، أن تزيد قواتها العسكرية، وتعيد تسليحها، بمعدات حديثة، بعد أن أوضحت التجربة أنه لا حياة للدول الضعيفة في هذا العالم.
ومن بين أنقاض وركام هذه الحرب، نبت تنظيم الضباط الأحرار، داخل الجيش المصري، وكانت نواته الأولى، من الضباط، الذين اشتركوا في القتال في فلسطين، وأصابهم ما أصابهم من إحباط، بسبب ظروف وملابسات هذه الحرب. ومع نمو هذا التنظيم، وما واكب هذه الفترة من السخط الشعبي على الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية، ورزوح مصر تحت نير الاستعمار البريطاني، تفجرت ثورة 23 يوليه 1952، بأهدافها الستة، ومن بين هذه الأهداف، إقامة جيش وطني قوي.
وقد لاقى هذا الهدف الكثير من الصعوبات، أهمها التصريح الثلاثي، الذي صدر عن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، في 25 مايو 1950، بهدف حماية إسرائيل والمحافظة عليها، بحيث تكون متفوقة، في القوة العسكرية، على الدول العربية مجتمعة، وذلك بفرض حظر على توريد السلاح، لمصر والدول العربية، في الوقت، الذي سمح فيه بتوريد السلاح إلى إسرائيل.وبدأت خطوات جادة في اتجاهات كثيرة، أهمها:
أ. تنويع مصادر السلاح
(1) صفقة الأسلحة الغربية
نتيجة لهذه الأوضاع، اتجهت مصر إلى تنويع مصادر السلاح، فبدلاً من الاعتماد على بريطانيا، مورداً وحيداً لسلاح الجيش المصري، سعت إلى شراء السلاح من العديد من الدول الغربية والشرقية. ففي مجال المدفعية المضادة للطائرات، جرى الاتفاق مع سويسرا، عام 1951، على شراء المدافع عيار 30 مم هسبانو سويزا SPANO- SWIZEA ماركة 30 المضاد للطائرات، لكن تنفيذ الصفقة تأخر، حتى شهر ديسمبر 1953.
وعين البكباشي عبدالمنعم رياض للقيام بمهمة تنفيذ الصفقة، ونجح في تصميم تعديلين جوهريين، على هذا النوع من المدافع، وذلك بإدخال نظام الإدارة الكهربية للمدافع، بدلاً من الإدارة اليدوية، حتى يمكنها ملاحقة سرعة الطيران الحربي النفاث، كذلك نجح في تزويد المدفع بنظام جديد للتعمير، "جهاز تغذية"، يحقق تغذية مستمرة بالذخيرة، بدلاً من خزن الطلقات، التي لم تكن تسع إلا 50 طلقة فقط، مما ضاعف، كثيراً، من معدل النيران. وأصبح يعرف بالمدفع المعدل ماركة 831، وقد أثبت هذا المدفع معدلات عالية من النيران، وكفاءة متميزة، خلال حرب العدوان الثلاثي مصر، عام 1956. وفي عام 1950، عُقدت صفقة مع سويسرا، تورد بمقتضاها أجهزة رادار قيادة تكتيكية،
وأجهزة رادار قيادة نيران للمدفعية، وتشمل هذه الصفقة:
(أ) أجهزة رادار رقم 531 لقيادة نيران المدافع 3.7 بوصة الإنجليزية، وهذه الأجهزة من إنتاج شركة طومسون الفرنسية.
(ب) أجهزة حاسب إلكتروني ماركة FLEB، للعمل مع أجهزة الرادار، وهذه الحاسبات من إنتاج شركة Conterafs كونترافس.
وقد انضمت هذه المعدات إلى الخدمة في نهاية عام 1955، مما زاد من دقة وكفاءة وحدات المدفعية المضادة للطائرات، وظهر هذا جلياً خلال حرب 1956.
(ب) أجهزة حاسب إلكتروني ماركة FLEB، للعمل مع أجهزة الرادار، وهذه الحاسبات من إنتاج شركة Conterafs كونترافس.
وقد انضمت هذه المعدات إلى الخدمة في نهاية عام 1955، مما زاد من دقة وكفاءة وحدات المدفعية المضادة للطائرات، وظهر هذا جلياً خلال حرب 1956.
(2) صفقة الأسلحة الشرقية
على رغم استمرار إمداد الدول الغربية لمصر بالسلاح، فإن كثيراً من الصعوبات والمماطلة تسبب في عرقلة برامج التسليح، لذلك اتجهت مصر إلى المعسكر الشرقي؛ للتزود بالسلاح، خاصة بعد الصفقة السرية، التي عقدت بين إسرائيل وفرنسا، وتضم 70 طائرة مقاتلة من نوع مستير MESTIER، و100 دبابة نوع Amx 13، و100 مدفع ميدان عيار 155 مم، و150 مدفع عيار 57 مم مضاد للطائرات.
وعقدت أول صفقة للسلاح، مع الاتحاد السوفيتي، في 17 سبتمبر 1955، حيث وردت عن طريق تشيكوسلوفاكيا، وشملت العديد من الأسلحة، لمختلف وحدات الجيش المصري، ومن بينها أسلحة للمدفعية المضادة للطائرات، التي شملت المدافع، من عيار 85 مم وسط، المزودة بأجهزة رادار لقيادة النيران، والمدافع عيار 37 مم خفيف مقطور، والرشاشات 12.7 مم.
وتعتبر هذه الصفقة، بحجمها وتنوعها، البداية الحقيقية لكسر احتكار السلاح، وعلى رغم وصول هذه المعدات قبل حرب 1956، فإن وحدات المدفعية المضادة للطائرات، لم تتطور بالقدر المطلوب، لمجابهة التطورات الحديثة في طائرات القتال، حيث كانت تفتقر إلى شبكة للإنذار، ولم يكن هناك نظام متكامل للدفاع الجوي عن البلاد، والموجود لا يتعدى الوحدات الخفيفة 30 مم هسبانو سويزا، والمدافع 40 مم خفيف، بالإضافة إلى المدافع الثقيلة، قليلة الجدوى في الاشتباك مع الطائرات الحديثة.
ب. التطور في مجال التدريب
في أواخر عام 1952، وبعد الثورة، صدر قرار تشكيل مدرسة المدفعية المضادة للطائرات، بمقر جناح المدفعية المضادة للطائرات، الموجود بمدرسة ومركز تدريب المدفعية بألماظة، وضم تشكيل مدرسة المدفعية الآتي:
(1) جناح المدفعية الثقيلة المضادة للطائرات.
(2) جناح المدفعية الخفيفة المضادة للطائرات.
(3) جناح الرادار.
(1) جناح المدفعية الثقيلة المضادة للطائرات.
(2) جناح المدفعية الخفيفة المضادة للطائرات.
(3) جناح الرادار.
4. الجولة العربية ـ الإسرائيلية الثانية (حرب 1956)
تلاحقت الأحداث، بعد ثورة يوليه 1952، وفي اتجاه، لا يتفق مع سياسات الدول الغربية وإسرائيل، فكان كسر احتكار السلاح، وتمويل الاتحاد السوفيتي لبناء السد العالي، والوقوف في وجه المد الاستعماري، ومناصرة حركات التحرر الوطني، ومقاومة حلف بغداد، وأخيراً تأميم الشركة العالمية لقناة السويس، كل هذه الأحداث دفعت دول الغرب، للوقوف ضد هذا التيار الثوري الناصري، الذي يهدد مصالحها في المنطقة، ويهدد أمن إسرائيل.
وفي 22 أكتوبر 1956، عقدت اتفاقية سرية، في مدينة سيفر بجنوب فرنسا، بين كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، يتم بمقتضاها التحالف بين الدول الثلاث، لمهاجمة مصر، وحددت الأدوار في هذه الحرب، على النحو التالي:
أ. تقوم إسرائيل بشن هجوم بري وجوي، على شبه جزيرة سيناء، واجتياحها، والوصول بسرعة إلى مشارف قناة السويس.
ب. تقوم القوات الجوية البريطانية، بمهاجمة القوات الجوية المصرية، وتدميرها، وهي جاثمة على الأرض، وتحقيق السيطرة الجوية.
ج. يبدأ غزو بحري أنجلو ـ فرنسي، على منطقة القناة، بهدف احتلالها، تحت ستار دعائي، هو حماية قناة السويس، من أخطار القتال الناشئ، بين مصر وإسرائيل.
أ. تقوم إسرائيل بشن هجوم بري وجوي، على شبه جزيرة سيناء، واجتياحها، والوصول بسرعة إلى مشارف قناة السويس.
ب. تقوم القوات الجوية البريطانية، بمهاجمة القوات الجوية المصرية، وتدميرها، وهي جاثمة على الأرض، وتحقيق السيطرة الجوية.
ج. يبدأ غزو بحري أنجلو ـ فرنسي، على منطقة القناة، بهدف احتلالها، تحت ستار دعائي، هو حماية قناة السويس، من أخطار القتال الناشئ، بين مصر وإسرائيل.
5. القوات الجوية الإسرائيلية في حرب 1956م
· 16 طائرة ومستير 4 أ.
· 24 قاذفة فوتور.
· 15 طائرة متيور.
· 29 طائرة موستانج ب 51 دس.
· 16 طائرة موسكيتو.
· ثلاث طائرات ب - 17 قاذفة.
· 16 طائرة داكوتا وكوماندو.
· ثلاث طائرات نورد أطلس.
· 24 قاذفة فوتور.
· 15 طائرة متيور.
· 29 طائرة موستانج ب 51 دس.
· 16 طائرة موسكيتو.
· ثلاث طائرات ب - 17 قاذفة.
· 16 طائرة داكوتا وكوماندو.
· ثلاث طائرات نورد أطلس.
بالإضافة إلى عدد كبير من طائرات المواصلات الصغيرة.
أ. أعمال قتال المدفعية المضادة للطائرات المصرية، قبل التدخل الأنجلو ـ فرنسي
(1) تحملت المدفعية المضادة للطائرات، خلال هذه المرحلة، عبء الدفاع عن القواعد الجوية، وتصدت، مع المقاتلات، لهجمات السلاح الجوي الإسرائيلي.
(2) وفرت وحدات المدفعية المضادة للطائرات، الحماية للمعابر الرئيسية، على قناة السويس، لتأمين تحرك القوات البرية من قواعدها غرب القناة إلى داخل سيناء، وفي الحقيقة لم يكن هناك وحدات مخصصة للدفاع عن المعابر، بل كان الدفاع عنها يدخل ضمن خطة الدفاع عن المنطقة، والعدو الإسرائيلي لم يحاول مهاجمة المعابر، حيث كانت النية تتجه إلى استدراج الجيش المصري إلى داخل سيناء، ثم يقوم بتدمير المعابر وعزل القوات المصرية داخل سيناء.
(3) لم تكن وحدات المدفعية المضادة للطائرات، المكلفة بتوفير الحماية للتشكيلات البرية، التي عبرت إلى سيناء كافية لتوفير هذه الحماية، مما تسبب في زيادة خسائر القوات البرية وعرقلة تقدمها.
(4) قامت وحدات المدفعية المضادة للطائرات، المتمركزة في شرم الشيخ، ورأس نصراني، بالتصدي للهجمات الجوية، وأمكنها إسقاط طائرتين إسرائيليتين، وذلك قبل مهاجمة هذه المنطقة بقوات العدو البرية.
أ. أعمال قتال المدفعية المضادة للطائرات المصرية، قبل التدخل الأنجلو ـ فرنسي
(1) تحملت المدفعية المضادة للطائرات، خلال هذه المرحلة، عبء الدفاع عن القواعد الجوية، وتصدت، مع المقاتلات، لهجمات السلاح الجوي الإسرائيلي.
(2) وفرت وحدات المدفعية المضادة للطائرات، الحماية للمعابر الرئيسية، على قناة السويس، لتأمين تحرك القوات البرية من قواعدها غرب القناة إلى داخل سيناء، وفي الحقيقة لم يكن هناك وحدات مخصصة للدفاع عن المعابر، بل كان الدفاع عنها يدخل ضمن خطة الدفاع عن المنطقة، والعدو الإسرائيلي لم يحاول مهاجمة المعابر، حيث كانت النية تتجه إلى استدراج الجيش المصري إلى داخل سيناء، ثم يقوم بتدمير المعابر وعزل القوات المصرية داخل سيناء.
(3) لم تكن وحدات المدفعية المضادة للطائرات، المكلفة بتوفير الحماية للتشكيلات البرية، التي عبرت إلى سيناء كافية لتوفير هذه الحماية، مما تسبب في زيادة خسائر القوات البرية وعرقلة تقدمها.
(4) قامت وحدات المدفعية المضادة للطائرات، المتمركزة في شرم الشيخ، ورأس نصراني، بالتصدي للهجمات الجوية، وأمكنها إسقاط طائرتين إسرائيليتين، وذلك قبل مهاجمة هذه المنطقة بقوات العدو البرية.
ب. أعمال قتال المدفعية المضادة للطائرات، بعد اشتراك القوات الأنجلو ـ فرنسية
بدأ هجوم القوات الأنجلو ـ فرنسية، في 31 أكتوبر 1956، على القواعد الجوية، خاصة قواعد ومطارات منطقة القناة، وتمكن العدو من تدمير معظم الطائرات المصرية، وهي جاثمة على الأرض، وتقرر سحب ما تبقى من الطائرات، التي لم تدمر إلى قواعد ومطارات العمق. وقد قام العدو بأعمال قتال ليلية، حيث قام بالهجوم على القواعد والمطارات، ليلاً، من ارتفاعات متوسطة على ضوء المشاعل؛ لتفادي نيران المدفعية المضادة للطائرات، مع إلقاء القنابل الزمنية بغرض منع استعادة موقف الكفاءة القتالية، أو القيام بأي أعمال مضادة لتقليل آثار الضربة الجوية، ثم استئناف الهجمة في أول ضوء بالضرب المؤثر لتدمير الطائرات، وتعطيل الممرات.
بدأ هجوم القوات الأنجلو ـ فرنسية، في 31 أكتوبر 1956، على القواعد الجوية، خاصة قواعد ومطارات منطقة القناة، وتمكن العدو من تدمير معظم الطائرات المصرية، وهي جاثمة على الأرض، وتقرر سحب ما تبقى من الطائرات، التي لم تدمر إلى قواعد ومطارات العمق. وقد قام العدو بأعمال قتال ليلية، حيث قام بالهجوم على القواعد والمطارات، ليلاً، من ارتفاعات متوسطة على ضوء المشاعل؛ لتفادي نيران المدفعية المضادة للطائرات، مع إلقاء القنابل الزمنية بغرض منع استعادة موقف الكفاءة القتالية، أو القيام بأي أعمال مضادة لتقليل آثار الضربة الجوية، ثم استئناف الهجمة في أول ضوء بالضرب المؤثر لتدمير الطائرات، وتعطيل الممرات.
وجرى هذا الانسحاب للقوات الجوية، من دون تخطيط، ومن دون إخطار وحدات الدفاع الجوي المخصصة للدفاع عن القواعد الجوية والمطارات، وكان تأثير الفوضى في المطارات والقواعد الجوية، أكثر من تأثير قنابل العدو، وقد تمكن قادة المدفعية المضادة للطائرات، من السيطرة على قواتهم، وأتموا بنجاح إعادة التمركز لوحداتهم، خاصة بمنطقة المعابر لحمايتها، وعلى رغم تكثيف العدو لهجماته الجوية، على هذين المعبرين، فإن وحدات المدفعية المضادة للطائرات استبسلت، في الدفاع عن المعابر، حتى أتمت القوات المصرية انسحابها من سيناء.
وبعد خروج القوات الجوية من المعركة، أصبح للعدو السيطرة الجوية، واعتباراً من أول نوفمبر 1956، أصبحت المدفعية المضادة للطائرات، هي المسؤولة عن الدفاع الجوي عن البلاد.
وعلى صعيد المعارك، في بورسعيد، كان للمدفعية المضادة للطائرات دورها البارز في الدفاع عن المدينة، وتصدت للطائرات المهاجمة، التي ركزت هجومها على هذه الوحدات، وتمكنت من إسقاط تسع طائرات للعدو، وتعرضت لخسائر كبيرة في الأفراد والمعدات، حيث تمكن العدو، من تدمير عشرة مدافع بأطقمها، واستشهد قائد إحدى البطاريات.
وعلى صعيد المعارك، في بورسعيد، كان للمدفعية المضادة للطائرات دورها البارز في الدفاع عن المدينة، وتصدت للطائرات المهاجمة، التي ركزت هجومها على هذه الوحدات، وتمكنت من إسقاط تسع طائرات للعدو، وتعرضت لخسائر كبيرة في الأفراد والمعدات، حيث تمكن العدو، من تدمير عشرة مدافع بأطقمها، واستشهد قائد إحدى البطاريات.
(1) مراكز القيادة
تجري السيطرة على القوات، من مركز القيادة الرئيسي بالقاهرة، أو من مركز قيادة المنطقة الشرقية العسكرية، غرفة عمليات الفردان.
تجري السيطرة على القوات، من مركز القيادة الرئيسي بالقاهرة، أو من مركز قيادة المنطقة الشرقية العسكرية، غرفة عمليات الفردان.
(2) الاستطلاع والإنذار
كان هناك قصور شديد في معلومات الإنذار؛ بسبب قلة الأجهزة، وكانت مصادر الإنذار المتيسرة، في هذه الحرب، غير كافية، وكانت معلومات هذه المصادر لا تصل، بانتظام، إلى وحدات إنتاج النيران؛ بسبب سوء الأجهزة الإشارية، وعدم انتظام العمل، في مراكز العمليات الجوية المسؤولة عن قيادة نيران الدفاع الجوي.
(3) تنظيم التعاون مع القوات الجوية
كان المخطط أن ينظم التعاون، من خلال غرف العمليات بالقواعد الجوية، ومراكز القيادة لقطاعات المناطق، وأن يجري، من خلال مركز قيادة القوات الجوية، والدفاع الجوي الرئيسي، ولكن هذا التخطيط لم يتم بالصورة الكاملة، حيث إنه، بعد هجوم العدو على القوات الجوية، والمطارات، وانسحاب القوات الجوية، من هذه القواعد، من دون أي تنسيق مع قيادة المدفعية المضادة لطائرات بالمنطقة، اضطرت إلى أن تدبر أعمال قتال وحداتها بمفردها.
(4) تنظيم التعاون مع قيادة المنطقة العسكرية الشرقية
جرى تنظيم التعاون، على الوجه الأكمل، خلال مراحل المعركة المختلفة، من حماية المعابر، في أثناء انسحاب القوات البرية من الشرق، إلى التصدي للعدو، ومنعه من التقدم، إلى مدينة الإسماعيلية، وقامت هذه الوحدات بالمجهود الرئيسي، في الدفاع الأرضي عن هذه المنطقة، بعد تعزيزها من قيادة المنطقة، ويكفي شهادة المعلق التاريخي، إدجار أوبلانس، عن دور المدفعية المضادة للطائرات، في معارك 1956، حيث قال في كتابه حملة سيناء 1956: "إن معظم الخسائر في الطائرات، كانت بسبب نيران المدفعية المضادة للطائرات المصرية، كما ينبغي أن نضع في الاعتبار رجال المدفعية المضادة للطائرات، فلقد تجلت شجاعتهم الفائقة وكفاءتهم العالية، بالرغم من قصر فترة التدريب، التي أتيحت لهم، كما كانت نيرانهم دقيقة بدرجة ملحوظة أدت إلى وقوع أغلب خسائر الطائرات الإسرائيلية والبريطانية، على رغم أن القوات البريطانية هي التي وضعت الأساس للمدفعية المضادة للطائرات المصرية".
ج. الدروس المستفادة من حرب 1956
(1) أهمية وجود قيادة مستقلة للمدفعية المضادة للطائرات.
(2) توفير وسائل مضادة للطائرات متكاملة، تتناسب مع أهمية كل هدف، حسب مساحته وطبيعة الهجوم الجوي المتوقع، حيث إن المدافع، التي خصصت للدفاع الجوي، عن القواعد الجوية من الرشاشات الخفيفة، جعل العدو يلجأ إلى الهجوم من ارتفاعات خارج إمكانياتها.
(3) عدم تناسب حجم المدفعية المضادة للطائرات، المكلفة بحماية القوات البرية، مع حجم هذه القوات، مما عرض هذه القوات لخسائر كبيرة، نتيجة لهجوم العدو الجوي، بينما نجد أن المدفعية المضادة للطائرات، على ظهر المدمرة ناصر، تمكنت من حماية المدمرة من هجوم العدو الجوي، بسبب تناسب قوتها مع حجم الهدف المدافع عنه.
(4) ظهرت أهمية وجود شبكة متكاملة للإنذار، مزودة بوسائل الاتصال الجيدة، التي تمكن من إبلاغ الإنذار، في الوقت المناسب، والكافي؛ لرفع أوضاع استعداد الوحدات.
(5) ضرورة تدقيق تنظيم التعاون، بين القوات الجوية والقوات البرية، حيث أدى انعدام التنسيق إلى حدوث قصف للقوات البرية بطريق الخطأ.
(6) ضرورة مراجعة خطط الإمداد والتموين، وحساب الاستهلاك لكل متطلبات العملية، وتوفير قدر مناسب من الاحتياطيات، بالقرب من مسرح العمليات.
(7) الاهتمام بالتأمين الفني، وتوفير قطع الغيار، وإمكانيات الإصلاح لسرعة استعادة كفاءة المعدات في حالة عطلها.
(8) انعدام التجهيز الهندسي، خاصة بالنسبة إلى القواعد والمطارات، مما أدى إلى فداحة الخسائر.
د. أسلحة جديدة مضادة للطائرات بعد حرب 1956
ويظل السؤال حائراً، بعد كل حرب، هل نعي دروس الحرب، ونعمل على تجنب سلبياتها، وتطوير إيجابياتها؟ وبعد حرب 1956، بدأت القيادة المصرية، في دراسة أوضاع القوات المسلحة، واحتياجاتها من السلاح، وكان الاستنتاج الرئيسي، من هذه الدراسة، هو الأهمية القصوى لتسليح كل من القوات الجوية والدفاع الجوي.
وبدأت برامج إعادة تسليح الجيش المصري، بتزويد الدفاع الجوي، بشبكة من محطات رادار الإنذار، بحيث تتكون كل محطة من جهازين، جهاز ب -8 لكشف الأهداف العالية، وجهاز ب -20 لكشف الأهداف المنخفضة، يكمل كل منهما الآخر.
(2) توفير وسائل مضادة للطائرات متكاملة، تتناسب مع أهمية كل هدف، حسب مساحته وطبيعة الهجوم الجوي المتوقع، حيث إن المدافع، التي خصصت للدفاع الجوي، عن القواعد الجوية من الرشاشات الخفيفة، جعل العدو يلجأ إلى الهجوم من ارتفاعات خارج إمكانياتها.
(3) عدم تناسب حجم المدفعية المضادة للطائرات، المكلفة بحماية القوات البرية، مع حجم هذه القوات، مما عرض هذه القوات لخسائر كبيرة، نتيجة لهجوم العدو الجوي، بينما نجد أن المدفعية المضادة للطائرات، على ظهر المدمرة ناصر، تمكنت من حماية المدمرة من هجوم العدو الجوي، بسبب تناسب قوتها مع حجم الهدف المدافع عنه.
(4) ظهرت أهمية وجود شبكة متكاملة للإنذار، مزودة بوسائل الاتصال الجيدة، التي تمكن من إبلاغ الإنذار، في الوقت المناسب، والكافي؛ لرفع أوضاع استعداد الوحدات.
(5) ضرورة تدقيق تنظيم التعاون، بين القوات الجوية والقوات البرية، حيث أدى انعدام التنسيق إلى حدوث قصف للقوات البرية بطريق الخطأ.
(6) ضرورة مراجعة خطط الإمداد والتموين، وحساب الاستهلاك لكل متطلبات العملية، وتوفير قدر مناسب من الاحتياطيات، بالقرب من مسرح العمليات.
(7) الاهتمام بالتأمين الفني، وتوفير قطع الغيار، وإمكانيات الإصلاح لسرعة استعادة كفاءة المعدات في حالة عطلها.
(8) انعدام التجهيز الهندسي، خاصة بالنسبة إلى القواعد والمطارات، مما أدى إلى فداحة الخسائر.
د. أسلحة جديدة مضادة للطائرات بعد حرب 1956
ويظل السؤال حائراً، بعد كل حرب، هل نعي دروس الحرب، ونعمل على تجنب سلبياتها، وتطوير إيجابياتها؟ وبعد حرب 1956، بدأت القيادة المصرية، في دراسة أوضاع القوات المسلحة، واحتياجاتها من السلاح، وكان الاستنتاج الرئيسي، من هذه الدراسة، هو الأهمية القصوى لتسليح كل من القوات الجوية والدفاع الجوي.
وبدأت برامج إعادة تسليح الجيش المصري، بتزويد الدفاع الجوي، بشبكة من محطات رادار الإنذار، بحيث تتكون كل محطة من جهازين، جهاز ب -8 لكشف الأهداف العالية، وجهاز ب -20 لكشف الأهداف المنخفضة، يكمل كل منهما الآخر.
وفي عام 1958، دخلت الخدمة مجموعة من الأسلحة، تمثلت في:
(1) المدافع عيار 100 مم وسط، والمجهزة بأجهزة قيادة النيران.
(2) المدافع عيار 57 مم خفيف، والمجهزة بأجهزة قيادة النيران.
(3) المدافع عيار 14.5 مم رشاشات مضادة للطائرات رباعية وثنائية وفردية المواسير، مقطورة.
وعموماً دخلت المطالب جميعها حيز التنفيذ، بدرجات متفاوتة، عدا المطلب الخاص بأهمية وجود قيادة للدفاع الجوي، متخصصة ومستقلة، وأرجئ البت فيها، لأسباب خاصة، على رغم أهميتها القصوى.
(2) المدافع عيار 57 مم خفيف، والمجهزة بأجهزة قيادة النيران.
(3) المدافع عيار 14.5 مم رشاشات مضادة للطائرات رباعية وثنائية وفردية المواسير، مقطورة.
وعموماً دخلت المطالب جميعها حيز التنفيذ، بدرجات متفاوتة، عدا المطلب الخاص بأهمية وجود قيادة للدفاع الجوي، متخصصة ومستقلة، وأرجئ البت فيها، لأسباب خاصة، على رغم أهميتها القصوى.
هـ. دخول الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات سام – 2
عقب العدوان الثلاثي عام 1956، جرى تقويم أداء وحدات المدفعية المضادة للطائرات، ودراسة نقاط القوة والضعف، وظهر جلياً الفارق الكبير، بين إمكانيات معدات الدفاع الجوي المصري، وبين إمكانيات الطائرات الموجودة لدى إسرائيل، واتجه التفكير، إلى تزويد وحدات المدفعية المضادة للطائرات، بالصواريخ الموجهة المضادة للطائرات.
وفي هذه الأثناء، حدثت اختراقات للمجال الجوي المصري، بطائرات تطير على ارتفاعات عالية، وذات سرعات عالية جداً، خارج مدى المدفعية المضادة للطائرات، وفي عام 1960، طلبت مصر، من الاتحاد السوفيتي، تزويدها بصواريخ سام – 2، حيث إنها التطور الطبيعي والمكمل للمدفعية المضادة للطائرات، وتمت الموافقة على ذلك، وكانت مصر أول دولة، خارج حلف وارسو، تزود بهذا الصاروخ.
وفي هذه الأثناء، حدثت اختراقات للمجال الجوي المصري، بطائرات تطير على ارتفاعات عالية، وذات سرعات عالية جداً، خارج مدى المدفعية المضادة للطائرات، وفي عام 1960، طلبت مصر، من الاتحاد السوفيتي، تزويدها بصواريخ سام – 2، حيث إنها التطور الطبيعي والمكمل للمدفعية المضادة للطائرات، وتمت الموافقة على ذلك، وكانت مصر أول دولة، خارج حلف وارسو، تزود بهذا الصاروخ.
(1) تشكيل أول وحدات الصواريخ
في بداية عام 1962، جرى تشكيل الوحدات الأولى، من وحدات الصواريخ، وكانت عبارة عن ثلاثة ألوية بإجمالي 13 كتيبة نيران، و12 سرية مدفعية مضادة للطائرات عيار 57 مم، للدفاع المباشر، وأربع كتائب فنية لتجهيز واختبار الصواريخ، وأعقبها تدريب لواء آخر، ثم أعقب ذلك عقد تكميلي، بعشر كتائب نيران، عدا الكتائب الفنية، وبذلك حدث توسع كبير على حساب المدفعية المضادة للطائرات، مما أثر على كفاءة المدفعية، بسبب انخفاض مستوى الأفراد، وعقدت دورات تخصصية للضباط، بمعرفة خبراء سوفيت، وذلك في مركز خاص بمشروع الصواريخ في ضواحي القاهرة. وقد أتمت الأطقم المصرية تدريبها في 25 مايو 1963، ووضعت خطة كاملة لترجمة الوثائق، وتعليمات التشغيل والصيانة، من اللغة الروسية إلى اللغة العربية.
(2) تجهيز مسرح العمليات
(أ) في أثناء فترة التدريب للأطقم والتخصصات المختلفة، جرى استطلاع، وانتخاب المواقع الدفاعية، التي سيتم احتلالها، بكتائب النيران، للدفاع عن الأهداف الحيوية.
(ب) حُددت شبكة الرادار والإنذار، وحُدد نظام القيادة والسيطرة على أعمال قتال وحدات الصواريخ.
(ج) جُهزت خطة المواصلات الخاصة بالمشروع.
(3) الرماية بالصواريخ
عقب انتهاء تدريب أطقم كتائب الصواريخ، أجريت رماية تدريبية بالصـواريخ، على هدف عاكس ركني مظلة، يسقط من القاذفة إليوشن - 28، وذلك بميدان الرماية جُهز لهذا الغرض، وتمت رماية لجميع الكتائب، بنسبة نجاح 100%.
(ب) حُددت شبكة الرادار والإنذار، وحُدد نظام القيادة والسيطرة على أعمال قتال وحدات الصواريخ.
(ج) جُهزت خطة المواصلات الخاصة بالمشروع.
(3) الرماية بالصواريخ
عقب انتهاء تدريب أطقم كتائب الصواريخ، أجريت رماية تدريبية بالصـواريخ، على هدف عاكس ركني مظلة، يسقط من القاذفة إليوشن - 28، وذلك بميدان الرماية جُهز لهذا الغرض، وتمت رماية لجميع الكتائب، بنسبة نجاح 100%.
وبدخول الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات، ضمن تسليح الدفاع الجوي، بدأت مرحلة جديدة من تاريخ هذا السلاح، حيث كان البداية لدخول الأجيال المتتالية من الصواريخ المضادة للطائرات بأنواعها المختلفة. وكان هذا السلاح، من أعقد أنواع الصواريخ، فمعدات التوجيه الأرضية، والتي يطلق عليها محطة رادار التوجيه/ تضم العديد من التخصصات الفنية الدقيقة، ويحتاج إلى نوعية خاصة، من العاملين عليها، حتى يمكنهم إجراء الاختبارات المعقدة، وكذا توليف الأنظمة المختلفة بدقة متناهية، حيث إن أي خلل بسيط في عمليات الضبط والتوليف، يؤدي إلى فشل الاشتباك. وأصبح الصاروخ سام -2، السلاح الرئيسي في منظومة الدفاع الجوي، بالتعاون مع المدفعية المضادة للطائرات، وتقدم دوره على دور المقاتلات؛ لكفاءته ورخص ثمنه.
1/ أستشهد الفريق عبد المنعم رياض في 9 مارس 1969، أثناء حرب الاستنزاف، على الشاطئ الغربي لقناة السويس.
أولاًُ: انعكاس نتائج الجولة العربية ـ الإسرائيلية الثانية 1956، والمتغيرات السياسية والعسكرية، التي تلتها على تطور الدفاع الجوي
المبحث الثالث
التطور والأداء حتى نهاية حرب 1967
أولاًُ: انعكاس نتائج الجولة العربية ـ الإسرائيلية الثانية 1956، والمتغيرات السياسية والعسكرية، التي تلتها على تطور الدفاع الجوي
1. أسفرت نتائج هذه الجولة، والتغيرات السياسية، التي تلتها، عن التحول الكامل لمصر في الاعتماد على التسليح من الكتلة الشرقية، بدأت بعقد أول صفقة كبيرة للسلاح، مع الاتحاد السوفيتي، عام 1957، حصلت مصر بموجبها على أسلحة متطورة، نسبياً، في مجال الدفاع الجوي، تمثلت في الآتي:
أ. أجهزة رادار ثنائية وثلاثية الأبعاد، من نوع " ب-12، ب-15، ب-30، ب35".
ب. مقاتلات نفاثة، من أنواع ميج -19، وميج -21.
ج. صواريخ موجهة مضادة للطائرات، طراز سام -2.
د. مدافع مضادة للطائرات أعيرة مختلفة "100مم و57 مم، مجهزة بأجهزة قيادة نيران، و57 مم، ثنائي ذاتي الحركة، و37 مم".
أ. أجهزة رادار ثنائية وثلاثية الأبعاد، من نوع " ب-12، ب-15، ب-30، ب35".
ب. مقاتلات نفاثة، من أنواع ميج -19، وميج -21.
ج. صواريخ موجهة مضادة للطائرات، طراز سام -2.
د. مدافع مضادة للطائرات أعيرة مختلفة "100مم و57 مم، مجهزة بأجهزة قيادة نيران، و57 مم، ثنائي ذاتي الحركة، و37 مم".
2. لم يؤثر اتجاه الدفاع الجوي في التسليح، إلى الكتلة الشرقية، على تحول عقيدة القتال بالنسبة له، فاستمر اعتبار الدفاع الجوي جزءاً من القوات الجوية، ومكن بالتبعية العملياتية فقط، مع استمرار تعدد التبعيات التنظيمية لوسائله.
3. أثر تطور التسليح، في إعادة التنظيم، داخلياً، لكل وسيلة من وسائل الدفاع الجوي، طبقاً للتنظيم الشرقي، فأُعيد تنظيم وحدات الرادار؛ لتكون في كتائب مكونة من سرايا، وكذا المقاتلات لتكون في لواءات، مكونة من أسراب، مع تشكيل فرق مضادة للطائرات؛ للدفاع عن الأغراض الحيوية، عمادها الرئيسي المدفعية المضادة للطائرات، بجانب بعض وحدات الصواريخ، مع دخول المدفعية المضادة للطائرات، في التنظيم العضوي للتشكيلات البرية، للمرة الأولى في تاريخ الدفاع الجوي المصري.
4. وبالرغم من التطور الكبير، الذي شهده الدفاع الجوي، في الفترة، التي سبقت الجولة الثالثة، فإن هذا التطور، في مجمله، لم يواكب التقدم الهائل في القوات الجوية الإسرائيلية، بجانب القصور في بنائه، والذي لم يصل به إلى مفهوم النظام المتكامل، مما أدى إلى محدودية الدور، الذي لعبه خلال هذه الجولة.
ومهما كانت هزيمة يونيه 1967 قاسية ومريرة، فإنها كانت بمثابة الشرارة، التي وضعت الدفاع الجوي المصري، على بداية الطريق الصحيح، لبنائه بصفته قوة مستقلة، وفرعاً رئيسياً من أفرع القوات المسلحة، ولينتقل إلى المرحلة الرئيسية الثانية في تاريخ تطوره.
ثانياً: حرب يونيه 1967
ثانياً: حرب يونيه 1967
أثبتت الجولات العربية الإسرائيلية، أن إسرائيل تعتمد اعتماداً رئيسياً، على المعلومات في تخطيط وتنفيذ أعمال قتالها ضد الدول العربية، ولذلك حرصت، عام 1967، على الحصول على كل أوراق الخطة البريطانية، للضرب الجوي الإستراتيجي، الذي قامت به القاذفات البريطانية، ضد الطيران المصري، ابتداءً من مساء 30 أكتوبر وحتى 2 نوفمبر 1956، وتم لها الحصول على ملف الخطة كاملاً.
ويرى المراقبون أن الخطة الإسرائيلية عام 1967 لم تكن استلهاما لخطة 1956، وإنما كانت إعادة لها بالنص، وكانت الخطة، ببساطة، هي قصف 11 قاعدة جوية، في الوقت نفسه، مع التركيز على قاعدتي بني سويف والأقصر، حيث تتمركز القاذفات المصرية، وهي الخطر الأكبر، الذي تتحسب له إسرائيل.
على رغم مرور أحد عشر عاماً، بين حرب 1956م وحرب 1967، لم تؤخذ الدروس المستفادة من حرب 1967 مأخذ الجد، فلم يستكمل تجهيز مسرح العمليات، بسبب عدم توافر القوات والاعتمادات المالية اللازمة لذلك، حتى وقع العدوان الإسرائيلي في يونيه 1967، ولم تكن القوات المسلحة قد تم إعدادها لخوض الحرب ضد إسرائيل، بسبب تورط الجيش المصري، في حرب اليمن، التي أنهكت الجيش المصري، وأدت إلى خفض كفاءته القتالية، حيث لم يواجه بعدائيات، يستطيع أن يكتسب منها الخبرة والدروس.
1. حجم القوات الجوية الإسرائيلية، قبل الخامس من يونيه 1967
أ. ثلاثة أسراب ميراج C-3 بقوة 72 طائرة.
ب. سرب سوبر مستير بقوة 24 طائرة.
ج. سربان مستير بقوة 40 طائرة.
د. سربان أورجان بقوة 40 طائرة.
هـ. سرب فوتور بقوة 24 طائرة.
و. سربان فوجاما جستر بقوة 60 طائرة.
ز. خمس طائرات هليوكوبتر سوبر فريلون.
ح. 24 هليوكوبتر سيكورسكي.
ط. أربع طائرات هليوكوبتر الويت.
ى. سربا نقل داكوتا ونور أطلس وستراتو كروز.
وقد نجحت القوات الجوية الإسرائيلية، في الوصول، بنسبة صلاحية الطائرات، إلى ما يقرب من 90%، قبل بدء الحرب، وقد تأكد، بعد توقف القتال، أن إسرائيل كانت تمتلك نحو 58 قاعدة جوية ومطار وأرض نزول، وتمتلك 12 محطة رادار في المنطقة الشمالية، وعشر محطات في المنطقة الوسطى، وأربع محطات في المنطقة الجنوبية.
أ. ثلاثة أسراب ميراج C-3 بقوة 72 طائرة.
ب. سرب سوبر مستير بقوة 24 طائرة.
ج. سربان مستير بقوة 40 طائرة.
د. سربان أورجان بقوة 40 طائرة.
هـ. سرب فوتور بقوة 24 طائرة.
و. سربان فوجاما جستر بقوة 60 طائرة.
ز. خمس طائرات هليوكوبتر سوبر فريلون.
ح. 24 هليوكوبتر سيكورسكي.
ط. أربع طائرات هليوكوبتر الويت.
ى. سربا نقل داكوتا ونور أطلس وستراتو كروز.
وقد نجحت القوات الجوية الإسرائيلية، في الوصول، بنسبة صلاحية الطائرات، إلى ما يقرب من 90%، قبل بدء الحرب، وقد تأكد، بعد توقف القتال، أن إسرائيل كانت تمتلك نحو 58 قاعدة جوية ومطار وأرض نزول، وتمتلك 12 محطة رادار في المنطقة الشمالية، وعشر محطات في المنطقة الوسطى، وأربع محطات في المنطقة الجنوبية.
2. القوات الجوية المصرية والدفاع الجوي، قبل 5 يونيه 1967
أ. القوات الجوية
بإعلان حالة الاستعداد القتالي الكاملة، في 14 مايو 1967م، جرى توزيع 260 طائرة مقاتلة قاذفة، وقاذفة، الصالح منها 200 طائرة، وعدد الطيارين اللائقين 150 طياراً، هذا بالإضافة إلى 161 طائرة نقل ومواصلات، الصالح منها 61 طائرة، وهذه الطائرات موزعة على عشر قواعد جوية ومطار، معظمها ذات ممر واحد، مما سهل على العدو مهاجمتها وتدميرها، في أقصر وقت ممكن. وكانت كل الطائرات من الأنواع الروسية، ميج 15، ميج 17، ميج 19، ميج 21، تي يو - 16، إليوشن -28، إليوشن -14 وأنتونوف -12، بالإضافة لطائرات الهليكوبتر.
ب. الدفاع الجوي
كانت قوات الدفاع الجوي تتألف من ثلاث فرق دفاع جوي، تضم وحدات الصواريخ المؤلفة، من نحو 27 كتيبة نيران، من نوع سام -2، من النوع الثابت، الذي يعمل بالوقود السائل ، تخدمها أربع كتائب فنية، لتجهيز واختبار الصواريخ، وقد تمركزت غرب قناة السويس والقاهرة والإسكندرية وأسوان.وتضم، كذلك، وحدات المدفعية المضادة للطائرات، بقوة نحو ستة ألوية مدفعية، بالإضافة إلى أفواج وكتائب المدفعية المضادة للطائرات، المخصصة للدفاع عن الدولة، والتشكيلات البرية، وكان تسليح هذه الوحدات من المدافع عيار 100 مم، 85 مم، 57 مم، 40مم، 37 مم، 30 مم، 14.5 مم،12,7مم.
ج. الرادار والإنذار
كانت وحدات الرادار تتكون من ست كتائب، تضم نحو عشرين سرية رادار، موزعة على المنطقة الشرقية، والمنطقة المركزية، بالإضافة إلى منطقة أسوان.
د. القيادة والسيطرة لقوات الدفاع الجوي
كانت القيادة والسيطرة لقوات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، تابعة للقوات الجوية في العمليات الحربية، وتابعة لإدارة المدفعية في شؤون الأفراد، والشؤون الإدارية، والفنية في الوقت نفسه، وكان لهذا الازدواج في القيادة والسيطرة، تأثيره الكبير في جمود قوات الدفاع الجوي وإعاقة تطورها. ومنذ أن رفعت أوضاع استعداد القوات المسلحة، في 14 مايو 1967، كان مركز القيادة الرئيسي في انعزال تام، عن القوات البرية والبحرية، حيث كانت الخطط توضع وتتغير، حتى بلغت نحو خمس خطط، خلال 20 يوما.
د. القيادة والسيطرة لقوات الدفاع الجوي
كانت القيادة والسيطرة لقوات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، تابعة للقوات الجوية في العمليات الحربية، وتابعة لإدارة المدفعية في شؤون الأفراد، والشؤون الإدارية، والفنية في الوقت نفسه، وكان لهذا الازدواج في القيادة والسيطرة، تأثيره الكبير في جمود قوات الدفاع الجوي وإعاقة تطورها. ومنذ أن رفعت أوضاع استعداد القوات المسلحة، في 14 مايو 1967، كان مركز القيادة الرئيسي في انعزال تام، عن القوات البرية والبحرية، حيث كانت الخطط توضع وتتغير، حتى بلغت نحو خمس خطط، خلال 20 يوما.
3. تنفيذ الضربة الجوية الإسرائيلية
في تمام الساعة الرابعة، من فجر 5 يونيه 1967، بدأ الهجوم البري الإسرائيلي على القوات المصرية، وقامت القوات الأمامية بإبلاغ قياداتها، ولكن هذا الإنذار الثمين، لم يصل إلى القيادة العامة، إلا بعد تنفيذ الضربة الجوية.
في سعت 715، بتوقيت إسرائيل، 815 بتوقيت القاهرة، انطلقت طائرات الهجمة، طبق خطة زمنية، تحقق وصول الطائرات إلى أهدافها، في توقيت واحد، وقد اشترك السلاح الجوي الإسرائيلي، بكل طائراته، في هذا الهجوم، فيما عدا 12 طائرة، خصصت للدفاع الجوي عن إسرائيل.
وقد استخدم الإسرائيليون أسلوب الاقتراب، على ارتفاعات منخفضة، ومنخفضة جداً، مستغلاً طبيعة الأرض؛ لتفادي اكتشافه بواسطة أجهزة الرادار.وخلال هذه الهجمة، جرى تدمير معظم طائرات السلاح الجوي المصري، وهي رابضة على الأرض، من دون مقاومة جوية أو أرضية، تذكر.
4. الدفاع الجوي المصري في حرب 1967
أحدثت المفاجأة، الناتجة عن الضربة الجوية الإسرائيلية، شللاً لكل قادة القوات الجوية، والدفاع الجوي، وجاءت ردود أفعال القادة، على كل المستويات، عفوية، وعلى رغم إبلاغ قيادة القوات الجوية، بالضربة الجوية، سعت 845، فلم يتم إبلاغ باقي القواعد الجوية والمطارات، التي هوجمت بعد هذا التوقيت، بوقت، راوح بين عدة دقائق و25 دقيقة، وهي دقائق غالية الثمن، وعلى سبيل المثال، تمت مهاجمة قاعدة غرب القاهرة، وقاعدة بني سويف، بعد مطارات سيناء الأمامية، بنحو 25 دقيقة، كانت كافية جداً، لإنقاذ ما بها من طائرات وقاذفات غالية.
أ. أعمال قتال المدفعية المضادة للطائرات
فوجئت المدفعية المضادة للطائرات، ووحدات الصواريخ، بالهجوم؛ لانعدام تنظيم التعاون مع باقي العناصر، وللإهمال الشديد، من جانب قيادة القوات الجوية، ونسيانها تماماً أن هذه الوحدات تحت قيادتها للعمليات، وأن هذه الوحدات تدافع في الأساس عن القواعد الجوية والمطارات. وعلى رغم المفاجأة فإن كثيراً من هذه الوحدات، استعادت موقفها، بسرعة، وتصدت لطائرات الهجمات التالية.
وعلاوة على تقييد نيران المدفعية المضادة للطائرات، في معظم المطارات، والقواعد الجوية، نتيجة لعدم العلم بخط السير، للطائرة التي تقل المشير عبد الحكيم عامر، والتي كانت في الجو في ذلك الوقت، وكذا كثرة التحركات لطائرات المواصلات، وطلعات التدريب فوق كثير من القواعد الجوية والمطارات، ولم يكن هناك، أكثر من سريتين، في كل قاعدة، جاهزتين للاشتباك الفوري. ولذلك، فقد كانت نيران المدفعية المضادة للطائرات، ضعيفة في أول الأمر، وبدون تأثير كبير، إلا أنها استعادت ثقتها بنفسها، مرة أخرى، بعد إعطاء الأوامر بحرية المدافع، حيث أسقطت لإسرائيل، من 40 إلى 50 طائرة، في اليوم الأول للحرب.
وعلاوة على تقييد نيران المدفعية المضادة للطائرات، في معظم المطارات، والقواعد الجوية، نتيجة لعدم العلم بخط السير، للطائرة التي تقل المشير عبد الحكيم عامر، والتي كانت في الجو في ذلك الوقت، وكذا كثرة التحركات لطائرات المواصلات، وطلعات التدريب فوق كثير من القواعد الجوية والمطارات، ولم يكن هناك، أكثر من سريتين، في كل قاعدة، جاهزتين للاشتباك الفوري. ولذلك، فقد كانت نيران المدفعية المضادة للطائرات، ضعيفة في أول الأمر، وبدون تأثير كبير، إلا أنها استعادت ثقتها بنفسها، مرة أخرى، بعد إعطاء الأوامر بحرية المدافع، حيث أسقطت لإسرائيل، من 40 إلى 50 طائرة، في اليوم الأول للحرب.
ب. أعمال قتال الصواريخ أرض/ جو
أما الصواريخ أرض/ جو، فكان العدو على علم بخواصها، ومواقعها الحقيقية، والهيكلية، كما كان يعرف مناطق التدمير، ومناطق الإطلاق، فأمكنه تفاديها، في الهجمة الأولى، فلم يظهر أي تأثير لهذه الكتائب، وبالإضافة إلى اقتراب الطائرات الإسرائيلية، على ارتفاعات منخفضة ومنخفضة جداً، فإن العدو كان، في كثير من الأحيان، يقوم بأعمال الإعاقة الرادارية على محطات رادار التوجيه لهذه الكتائب، والتي لم تكن تمتلك أي إمكانيات فنية، أو تكتيكية، للتعامل مع الأهداف المحمية بالتداخل أو القائمة به.
ج. أعمال قتال المقاتلات
ولم يمنع عنف الهجمات الجوية الإسرائيلية، طياري حالات الاستعداد، من أن يحاولوا الإقلاع بطائراتهم، إلا أن أغلبها دمر على الأرض، أو في نهاية الممر، قبل أن يتمكنوا من الإقلاع، وبالرغم من ذلك، استمر الكثيرون يحاولون الصمود والتصدي للعدو، وكانت شجاعة جديرة بالتسجيل، ولكن نجاح العدو في تدمير الممرات، في وقت مبكر، أوقف، بل شل فاعلية تلك المحاولات، التي كان الشرف العسكري هو الدافع الوحيد للقيام بها، كما قام رجال المدفعية المضادة للطائرات، بمحاولة التصدي للطائرات الإسرائيلية، واعترف بها الإسرائيليون أنفسهم.
وفي الأيام التالية للحرب، تمكن رجال المدفعية المضادة للطائرات، من التصدي للطائرات الإسرائيلية، ومنعها من الطيران على ارتفاع منخفض، كما أسقطوا العديد من هذه الطائرات، على رغم التفوق الجوي للإسرائيليين، وقد أكدت إسرائيل أن كل طائراتها أسقطت بواسطة المدفعية المضادة المصرية، ووقع في الأسر تسعة من الطيارين الإسرائيليين.
وتأكيداً لذلك، نسجل ما جاء في ورقة بحث، عن حرب 1967، قدمها الدكتور "ريجان" J. F. Reagan، من مؤسسة طيران أمريكا الشمالية، حيث ذكر: "على رغم إتباع الطيران الإسرائيلي لأسلوب الهجوم، على الارتفاعات المنخفضة جداً، فإن الأمر لم يخل من الخسائر، وكان هناك طائرتان على الأقل، من الثلاثين طائرة، التي تم تدميرها بواسطة المصريين، كان سبب سقوطهما انفجارهما، مع الهدف، أما باقي الطائرات، فقد دمرت بواسطة النيران الأرضية.
5. الحرب الإلكترونية، على الجانبين، خلال حرب يونيه 1967
تعتبر حرب يونيه 1967، هي الحرب الأولى، التي تستخدم فيها أعمال الحرب الإلكترونية، على نطاق مؤثر، وكان استخدامها مقصوراً على الجانب الإسرائيلي، حيث قام بالأعمال الآتية:
أ. الإعاقة الإلكترونية، على أجهزة رادار الإنذار؛ لستر اقتراب طائرات الهجمة الجوية الشاملة.
ب. الإعاقة الإلكترونية، على محطات رادار توجيه الصواريخ سام- 2؛ لمنعها من اكتشاف طائرات الهجمة أو الاشتباك معها.
أ. الإعاقة الإلكترونية، على أجهزة رادار الإنذار؛ لستر اقتراب طائرات الهجمة الجوية الشاملة.
ب. الإعاقة الإلكترونية، على محطات رادار توجيه الصواريخ سام- 2؛ لمنعها من اكتشاف طائرات الهجمة أو الاشتباك معها.
ج. التنصت اللاسلكي، على شبكات الاتصالات اللاسلكية؛ للاستفادة من الرسائل، والإشارات، والأوامر، والبلاغات، بعد تحليلها، بل وصل الأمر إلى حد إعطاء أوامر مزيفة لبعض الوحدات.
د. إعاقة وسائل الاتصال اللاسلكية، خاصة نظم توجيه الطائرات؛ لتقليل كفاءة أعمال قتالها.
د. إعاقة وسائل الاتصال اللاسلكية، خاصة نظم توجيه الطائرات؛ لتقليل كفاءة أعمال قتالها.
وعلى الجانب المصري، لم تكن هناك أي استعدادات فنية، أو تكتيكية؛ لمجابهة الأعمال الإلكترونية للإسرائيليين، ولم توضع أي تعليمات، حتى للدفاع السلبي ضد هذه الأعمال.
وفوجئت أطقم القتال، خاصة أطقم الصواريخ، بوجود تداخل شديد على شاشات الرادار، منع هذه الوحدات من اكتشاف، أو تمييز أي أهداف، حتى يمكن الاشتباك معها، وساعد على هذا، أن هذه المعدات تعتمد في عملها على الصمامات، التي كانت تصل إلى مرحلة ما يسمى حالة "التشبع"، وهي حالة، تفقد فيها الدوائر الإلكترونية جميع خصائصها، ومثال ذلك شاشة الرادار، التي تبدو في حالة التشبع متوهجة، إلى الدرجة، التي لا يمكن معها تمييز أي إشارات، سواء الثابت منها أو المتحرك، هذا ولم يكن الترانزيستور، أو الدوائر الحديثة، قد بدأت بعد في الانتشار.
6. الدروس المستفادة من حرب يونيه 1967
بالرغم من أن الدروس المستفادة من حرب 1967 هي في مجملها نفس دروس 1956، فإن الحقيقة الساطعة، من تلك الجولات، تتمثل في أن الفرد المقاتل، هو العامل الرئيسي والهام، في حسم النتائج، إذ ما جدوى تكدس السلاح والعتاد من كل الأنواع، والذي يثقل كاهل الشعوب بأثمانه الباهظة، إضافة إلى تكاليف تشغيله، التي قد تفوق ما يدفع ثمناً له؟ ويتضح هذا جلياً بدراسة ميزانيات التسليح للدول العربية، ومقارنتها بميزانية التسلح في إسرائيل.
فعلي سبيل المثال، امتلكت مصر عدداً، لا بأس به، من بطاريات صواريخ سام المضادة للطائرات، ودخلت بها حرب 1967، من دون أن تكون لها أي فاعلية تذكر، ويرجع السبب، إلى أن هذه الكتائب وأطقم تشغيلها لم تكن على أي دراية بأسلوب الاشتباك مع الأهداف، التي تطير على ارتفاعات منخفضة، ومنخفضة جداً، والقائمة بالتداخل.
ويمكن إجمال الدروس المستفادة، التي ستكون الدليل لعمليات البناء والتطوير، في الآتي :
أ. انعدام التكامل والتعاون، بين عناصر الدفاع الجوي المختلفة، من رادار، وإنذار، ومقاتلات، ومدفعية، وصواريخ مضادة للطائرات، بمختلف أنواعها، وحرب إلكترونية، وضرورة خضوع هذه العناصر لقائد واحد.
أ. انعدام التكامل والتعاون، بين عناصر الدفاع الجوي المختلفة، من رادار، وإنذار، ومقاتلات، ومدفعية، وصواريخ مضادة للطائرات، بمختلف أنواعها، وحرب إلكترونية، وضرورة خضوع هذه العناصر لقائد واحد.
ب. يجب الأخذ في الاعتبار، عند بناء قوة دفاع جوي، أن تكون قادرة على مجابهة الهجمات الجوية، على الارتفاعات المنخفضة والمنخفضة جداً، ومن اتجاهات متعددة، وتحت ظروف استخدام العدو لوسائل الإعاقة الرادارية، بأنواعها.
ج. عدم كفاية معلومات الإنذار؛ بسبب قلة أجهزة الرادار، وتقادمها، وضعف إمكانياتها لمجابهة الإعاقة الرادارية، أو اكتشاف الأهداف، التي تطير على ارتفاعات منخفضة، كذا أدى النقص في الأجهزة الإشارية، وسوء حالتها، إلى عدم انتظام وصول البلاغات، إلى الوحدات المستفيدة، في التوقيت المناسب. ويكفي أن منطقة سيناء والمنطقة الشرقية، لم يخصص لهما سوى كتيبة رادار واحدة، على رغم امتدادهما الشاسع، واحتمال اقتراب العدو من اتجاهها.
د. ضرورة وجود نظام كفء للقيادة والسيطرة، يضمن استمرار السيطرة على القوات مركزياً، ولا مركزياً، والتدريب على المواقف الطارئة في أثناء سير المعركة.
هـ. ضعف المستوى الفني والتكتيكي لقوات الدفاع الجوي، بسبب النقص الكبير في الضباط، وحداثة خدمة الموجودين بالخدمة، كذلك ظهر النقص الكبير، في قطع الغيار، الخاصة بأجهزة الرادار.
و. عجز الإنذار الجوي العام، عن تغطية الارتفاعات المنخفضة بكفاءة، يمكن الاعتماد عليها، مع أنه كان يمكن التغلب على هذا القصور، بوسائل متيسرة، مثل نقط المراقبة الجوية بالنظر وسفن البحرية المزودة بالرادار.
و. عجز الإنذار الجوي العام، عن تغطية الارتفاعات المنخفضة بكفاءة، يمكن الاعتماد عليها، مع أنه كان يمكن التغلب على هذا القصور، بوسائل متيسرة، مثل نقط المراقبة الجوية بالنظر وسفن البحرية المزودة بالرادار.
ز. عدم كفاية وحدات المدفعية المضادة للطائرات، المكلفة بالدفاع المباشر عن القواعد الجوية والمطارات، حيث تم تخصيص سرية أو سريتي رشاشات مضادة للطائرات، لكل قاعدة، بينما أقل قدر منها لا يقل عن 6 - 8 سرايا، لتكون مؤثرة.
ح. أظهر التأثير البالغ لنقص المعلومات والاستطلاع ،على سير العمليات، سواء بالنسبة للقوات الجوية والدفاع الجوي، أو باقي أفرع القوات المسلحة.
ط. عدم الاهتمام بالتجهيز الهندسي، أدى إلى زيادة الخسائر، في المعدات والأفراد.
ي. ثبت، بما لا يدع مجالاً للشك، أن الضربات الجوية المفاجئة، لها تأثير حاسم على نتيجة الحرب، لذا يحاول كل جانب، في أي جولة، أن يمتلك زمام المبادرة، بتوجيه الضربة الأولى، ومن الطبيعي أن يكون الإجراء الرئيسي، لتقليل تأثير هذه الضربة، هو أن تكون وسائل الدفاع الجوي الأرضية والمقاتلات الاعتراضية، على أعلى درجة من الاستعداد القتالي، وهو الأمر الذي يتعذر عملياً، فتشغيل معدات الدفاع الجوي، بصفة مستمرة، يعني سرعة استهلاكها، كما لا يمكن لدولة، مهما بلغت إمكانياتها، الاحتفاظ بمقاتلاتها الاعتراضية، في وضع المظلة، بصفة دائمة.
وفي الوقت، الذي لا يمكن فيه المخاطرة، بتلقي ضربة جوية، من دون استعداد كامل، فإنه يتعذر عملياً الاحتفاظ بوسائل الدفاع الجوي الأرضية، والمقاتلات في أعلى درجة استعداد، بصفة مستمرة.
ويرى خبراء الدفاع الجوي، أنه ليس مطلوباً، من وسائل الدفاع الجوي، أن تكون في أعلى درجات الاستعداد، بصفة دائمة، ولكن ذلك مطلوب فقط، في الوقت، الذي ينتظر أن يقوم العدو فيه بتوجيه ضربة جوية مركزة، ويقع عبء معرفة هذا التوقيت، على أجهزة الاستطلاع والاستخبارات.
7. أوضاع الدفاع الجوي، بعد حرب 1967
أ. المهام القتالية لقوات الدفاع الجوي
من دروس الحروب السابقة، أصبح واضحاً، أن قوات الدفاع الجوي ستتحمل العبء الرئيسي، في الدفاع الجوي، وتحددت المهمة، في عبارة واحدة، وهي "حرمان العدو من تفوقه الجوي"، وهذا يعني، في المقام الأول، توفير الدفاع الجوي عن مصر ومسارح عملياتها، التي تزيد مساحتها عن مليون كم مربع، وعلى أقل وأكبر ارتفاعات، يمكن أن تطير عليه الطائرات، ليلاً ونهاراً، وتحت تأثير استخدام العدو لأسلحة الجو الحديثة، وأعمال الإعاقة الإلكترونية، بكل أنواعها. أصبحت المهام جساماً، والسلاح لا يكفي لوضع أي خطة فعالة، أو بناء منظومة متكاملة متماسكة، وأوضحت الدراسات أن البناء الجيد، يجب أن يقوم على دعامتين رئيسيتين:
(1) الحصول على أسلحة ومعدات جديدة، بالكم والنوع المناسبين؛ لمواجهة التحدي الجوي الإسرائيلي.
(2) وتحقيق أقصى عائد، مما لدينا، بكل الطرق الممكنة، سواء بإدخال تعديلات فنية على الأسلحة والمعدات، أو رفع مستوى الاستخدام بالتدريب الواقعي، وابتكار أساليب جديدة.
ووضعت مبادئ أساسية لتحقيق هذا الهدف، أهمها دراسة القوات الجوية الإسرائيلية، دراسة تفصيلية، ومتابعة كل المتغيرات، التي تطرأ على هذا السلاح، سواء في النوع، أو الكم ، ومن ثم الخروج بمعطيات رئيسية لهذا السلاح الجوي،
تتلخص في الآتي:
(1) يمتلك السلاح الجوي أعداداً كبيرة من الطائرات الحديثة، ذات الحمولات، والمدى الكبيرين.
(2) التخطيط لأعمال القتال، يتم بأسلوب علمي متطور ومبتكر.
(3) توافر أعداد كبيرة من الطيارين، بواقع طيارين لكل طائرة، تقريباً، يتمتعون بكفاءة عالية في التدريب، خاصة الطيران على الارتفاعات المنخفضة، والمنخفضة جداً.
(4) معظم الطائرات مزودة بأجهزة حرب إلكترونية، للشوشرة والإعاقة، على رادارات الإنذار، ومحطات توجيه الصواريخ المضادة للطائرات، علاوة على استخدام الإعاقة الإلكترونية بقدرات عالية من المحطات الأرضية.
(5) توافر أنواع متطورة من أسلحة الجو الحديثة، خاصة أسلحة الخمد المضادة للدفاع الجوي.
(5) توافر أنواع متطورة من أسلحة الجو الحديثة، خاصة أسلحة الخمد المضادة للدفاع الجوي.
(6) التركيز على جمع المعلومات التفصيلية والدقيقة، عن القوات المصرية والعربية، وأماكن تمركزها، ونظام العمل اليومي، السائد فيها، خاصة القوات الجوية والدفاع الجوي، كما اهتمت باستطلاع ترددات أجهزة رادار الإنذار، وقيادة نيران المدفعية، وتوجيه المقاتلات، ومحطات توجيه الصواريخ.
ب. وحدات الصواريخ و المدفعية المضادة للطائرات
وتتمثل في مجموعة كتائب الصواريخ الثابتة المضادة للطائرات، من نوع سام 2، لا تتعدى العشرين كتيبة، غير قادرة على الاشتباك، مع أهداف ذات ارتفاع، أقل من ألف متر، وغير مجهزة بأي وسائل للتعامل مع الأهداف القائمة بالتداخل، بالإضافة إلى مجموعة من الأفواج والكتائب، التي تعتمد في تسليحها على المدافع الروسية الصنع، من الأعيرة 14.5 مم، 37 مم، 57 مم، 85 مم، 100 مم. وكانت هذه الوحدات تعـاني من العجز الشديد، في الحجم، مقارنة بالعدائيات الجوية، التي تواجهها، وكذا بأعداد الأهداف العسكرية والحيوية، التي يجب عليها حمايتها، كما أن إمكانياتها القتالية لم تكن تصلح، لمواجهة الطائرات الحديثة؛ للأسباب الآتية:
(1) عدم دقة أنظمة قيادة النيران، وانخفاض معدل النيران.
(2) عدم وجود أجهزة رادار تكتيكية، مما يؤثر على سرعة التخصيص.
(3) معظم المدافع من النوع المقطور، الذي لا يحقق خفة الحركة.
(4) حجم الوحدات لا يحقق توفير الإمكانيات القتالية، المطلوبة لتوفير الحماية عن التجميع الرئيسي للقوات البرية، ولا يحقق الدفاعَ الجوي المتكامل فيما بينها.
(5) النقص الكبير في الضباط والدرجات، وضعف تدريبهم الفني والتكتيكي.
(2) عدم وجود أجهزة رادار تكتيكية، مما يؤثر على سرعة التخصيص.
(3) معظم المدافع من النوع المقطور، الذي لا يحقق خفة الحركة.
(4) حجم الوحدات لا يحقق توفير الإمكانيات القتالية، المطلوبة لتوفير الحماية عن التجميع الرئيسي للقوات البرية، ولا يحقق الدفاعَ الجوي المتكامل فيما بينها.
(5) النقص الكبير في الضباط والدرجات، وضعف تدريبهم الفني والتكتيكي.
ج. الاستطلاع ومعلومات العدو الجوي
تعتبر معرفة العدو من أهم عوامل النجاح، في التصدي له، فالوقوف على خطط العمليات، والتكتيكات، والأساليب، التي يتبعها العدو الجوي ضرورية، عند وضع الخطط والأساليب المضادة.
وقبل حرب 1967، كانت المعلومات عن القوات الجوية الإسرائيلية، قليلة القدر، وتقتصر على أعداد الطائرات، وأماكن تمركزها، ولم تكن تصل إلى كثير من الوحدات المتخصصة، كما لم تحظ بالتحليل والدراسة. وكان هناك نقص كبير، في المعلومات الهامة، عن عدد الطيارين ونسبة الطيارين إلى عدد الطائرات، مما يصعب معه تحديد المجهود الجوي المنتظر، كذلك لم تتوفر معلومات دقيقة، عن خواص الطائرات، والأجهزة المتوافرة بها، سواء أجهزة الملاحة، أو أجهزة التسديد والتصويب، أو التسليح الموجود بالطائرات، خاصة أسلحة الجو الحديثة، كذلك لم تكن هناك معلومات، عن الخطط، وأساليب الاقتراب، والهجوم، أو نظم السيطرة والتوجيه الإلكترونية، والمساعدة على الطيران.
وقبل حرب 1967، كانت المعلومات عن القوات الجوية الإسرائيلية، قليلة القدر، وتقتصر على أعداد الطائرات، وأماكن تمركزها، ولم تكن تصل إلى كثير من الوحدات المتخصصة، كما لم تحظ بالتحليل والدراسة. وكان هناك نقص كبير، في المعلومات الهامة، عن عدد الطيارين ونسبة الطيارين إلى عدد الطائرات، مما يصعب معه تحديد المجهود الجوي المنتظر، كذلك لم تتوفر معلومات دقيقة، عن خواص الطائرات، والأجهزة المتوافرة بها، سواء أجهزة الملاحة، أو أجهزة التسديد والتصويب، أو التسليح الموجود بالطائرات، خاصة أسلحة الجو الحديثة، كذلك لم تكن هناك معلومات، عن الخطط، وأساليب الاقتراب، والهجوم، أو نظم السيطرة والتوجيه الإلكترونية، والمساعدة على الطيران.
د. الاستطلاع والإنذار
(1) كانت إمكانيات الحقل الراداري، المتيسر في الاكتشاف والتبليغ عن الأهداف الجوية "معادية ومتحابة"، ضعيفة جداً، بالنسبة إلى عدد الأهداف، التي يمكن الإبلاغ عنها، في نفس الوقت، ولم يكن هذا الحقل الراداري متصلاً، أي أنه لا يغطي كل الأراضي المصرية، مع ضعف إمكانياته في اكتشاف الأهداف المنخفضة، إلى أقل من 500 متر.
(2) عدم القدرة على مجابهة الأعمال الإلكترونية المضادة؛ بسبب قلة الأجهزة وتباعدها.
(3) ضعف شبكة المراقبة الجوية بالنظر، وعدم تغطيتها لاتجاهات الاقتراب الرئيسية، من الشمال والشرق، وكان هناك نقص شديد في الأفراد، والأجهزة الإشارية.
(4) أدى ضعف الحقل الراداري للإنذار، وبالتالي الحقل الراداري لتوجيه المقاتلات، وعدم وجود حاسب إلكتروني للتوجيه، إلى تقليل إمكانيات توجيه المقاتلات، مما أضعف الاستخدام الكامل لإمكانيات المقاتلات، في الحشد، والمقاومة لمواجهة الهجمات الجوية.
(5) بالرغم من وجود نظام للسيطرة والتبليغ، عن التحركات الجوية؛ لتأمينها من عناصر الدفاع الجوي، فإن هذا النظام لم يكن على الدرجة المطلوبة، من السرعة والدقة، كما أن التزام الطائرات بتوقيتات الطلعات وخطوط السير والارتفاع، لم يكن منضبطاً بالقدر المطلوب، وقد تسبب هذا في حدوث بعض الاشتباكات الخاطئة، بين عناصر الدفاع الجوي، وبعض الطائرات المتحابة، عند حدوث اختراقات جوية معادية.
هـ. قدرة نظام الدفاع الجوي على الصمود
صمود أي نظام دفاع جوي، هو قدرته على الاستمرار، في أداء مهامه القتالية، تحت ظروف مهاجمة العدو، بالضربات الجوية، تحت استخدام أعمال الإعاقة الإلكترونية بأنواعها، وأسلحة
الخمد. ولزيادة قدرة أي نظام دفاع جوي على الصمود،
الخمد. ولزيادة قدرة أي نظام دفاع جوي على الصمود،
يتحتم توافر الآتي:
(1) شبكة من المواقع الحصينة، التي توفر الوقاية من القصف الجوي.
(2) شبكة من المواقع التبادلية، التي تمكن من تنفيذ خطط للمناورة.
(3) السيطرة المستمرة على الترددات، وتنظيم خطة للإشعاع الراداري؛ لحرمان العدو من تحقيق مكاسب من استطلاعه الإلكتروني.
(4) التخطيط لإجراءات فنية وتكتيكية؛ لمجابهة أسلحة الجو الحديثة، خاصة أسلحة الخمد.
(5) خطة خداع على كل المستويات تكتيكية، وتعبوية، وإستراتيجية.
و. نظام التامين الفني
(2) شبكة من المواقع التبادلية، التي تمكن من تنفيذ خطط للمناورة.
(3) السيطرة المستمرة على الترددات، وتنظيم خطة للإشعاع الراداري؛ لحرمان العدو من تحقيق مكاسب من استطلاعه الإلكتروني.
(4) التخطيط لإجراءات فنية وتكتيكية؛ لمجابهة أسلحة الجو الحديثة، خاصة أسلحة الخمد.
(5) خطة خداع على كل المستويات تكتيكية، وتعبوية، وإستراتيجية.
و. نظام التامين الفني
تحتاج معدات الدفاع الجوي إلى مستوى علمي متميز، من المهندسين، والكوادر الفنية؛ للمحافظة على كفاءتها الفنية، ومن ثم كفاءتها القتالية، ولم تكن هناك ورش متخصصة لأعمال الإصلاح وإجراء العمرات، وكان الاعتماد على بعض العناصر، من المهندسين من أطقم قتال الوحدات، وعلى رغم كفاءة أطقم الإصلاح، فإنها كانت تواجه كثيراً من الصعوبات؛ بسبب قلة قطع الغيار، خاصة الحرجة منها، وكذا افتقارها إلى أجهزة القياس المتطورة، التي تقلل من زمن إصلاح الأعطال.وأصبح تطوير وسائل التامين الفني، في غاية الأهمية، خاصة بعد ازدياد ساعات التشغيل؛ نتيجة لوجود المعدات في حالات استعداد قتالي متقدمة، بسبب ظروف العمليات.
ز. التدريب
كان مستوى التدريب الفني والقتالي لكتائب الصواريخ ووحدات المدفعية، على درجة عالية، وذلك طبقاً لبرامج التدريب المخططة، وطبقاً للمقاييس المحددة بالمراجع، والدورات التدريبية، ولكن هذه البرامج كانت قاصرة، وأغفلت الكثير من الموضوعات العملياتية الهامة، مما أدى إلى ضعف المستوى القتالي، ومن الموضوعات الحيوية، التي أغفلتها برامج التدريب:
(1) عدم تدريب أطقم القتال لكتائب الصواريخ، على الاشتباك مع الأهداف القائمة، بالإعاقة الرادارية، ولم تتوافر المقلدات، اللازمة لتمثيل مثل هذه المواقف الجوية.
(2) عدم التدريب على المواقف الطارئة، في أثناء القتال، وعدم إلمام أطقم مراكز القيادة، بأسلوب القيادة اللامركزية، في أثناء صد الهجمات الجوية المفاجئة، أو التي تتم، بأعداد كبيرة من الطائرات، بما يتعذر معه تخصيص المهام مركزياً، في المستوى الأعلى.
(3) الافتقار إلى أسلوب متكامل، لتنظيم التعاون مع المقاتلات، مما أدى إلى العمل بأسلوب المناطق، وهنا يهدر الكثير من الطاقات القتالية، لكل من الدفاع الجوي والمقاتلات، وقد ساعد على هذا، ضعف المواصلات الإشارية، وعدم كفاءة نظام التعارف.
(4) عدم التدريب على أهداف حقيقية في أثناء المشروعات التعبوية والتكتيكية.
(5) ضعف إمكانيات ميدان الرماية، حيث لم تتوافر أهداف متطورة للرمي عليها، وكان الرمي يتم على هدف عاكس ركني، يسقط بمظلة، بما لا يمثل أي واقعية، لأنه يكاد يكون هدفاً ثابتاً.
ح. القيادة والسيطرة
أدى توزيع القيادة والسيطرة لوسائل الدفاع الجوي، إلى ضعف السيطرة على هذه القوات، في أثناء إدارة أعمال القتال، فبينما كانت وحدات الصواريخ والمدفعية، تحت القيادة العملياتية للقوات الجوية، كانت وحدات المدفعية المضادة للطائرات، بالتشكيلات البرية، تتبع قيادة مدفعية الميدان بهذه التشكيلات، أما المقاتلات ووحدات الرادار والإنذار، فكانت تتبع قيادة القوات الجوية، ولها مركز عملياتها. وهذا التنظيم لأسلوب القيادة والسيطرة، معمول به في النظام الغربي، مع الاختلاف، ففي الدول الغربية، تلعب المقاتلات الدور الرئيسي، في الدفاع الجوي؛ لما تتمتع به من قدرات قتالية عالية، كما تتم السيطرة على جميع هذه الوسائل، عن طريق نظم للقيادة والسيطرة الآلية، مزودة بأجهزة رادار حديثة، ثلاثية الأبعاد، وطائرات الإنذار المبكر والتوجيه، على عكس المقاتلات الشرقية، التي تفتقر إلى كثير من هذه القدرات، والعبء الأكبر للدفاع الجوي، يقع على وحدات الدفاع الجوي الأرضية، والتي أدى عدم وجود قيادة موحدة لها، إلى التقليل من الاستفادة من قدراتها القتالية.
ط. أعمال الحرب الإلكترونية على الجانب المصري
لم تتوافر أي عناصر للحرب الإلكترونية، للجانب المصري، تحت أي مسمى، خلال حرب 1967م.
وبعد هذه الدراسة لحرب يونيه 1967، والدروس المستفادة منها، تبلورت أنسب الأسس والأساليب، للتخطيط لبناء قوات الدفاع الجوي، التي يمكنها أن تواجه هذه العدائيات، على أسس تتناسب مع متطلبات المهمة التالية، وهي تحرير الأرض.
وبعد هذه الدراسة لحرب يونيه 1967، والدروس المستفادة منها، تبلورت أنسب الأسس والأساليب، للتخطيط لبناء قوات الدفاع الجوي، التي يمكنها أن تواجه هذه العدائيات، على أسس تتناسب مع متطلبات المهمة التالية، وهي تحرير الأرض.
نتابع
:a030[2]::a030[2]::a030[2]::a030[2]:
:a030[2]::a030[2]::a030[2]::a030[2]:
التعديل الأخير بواسطة المشرف: