اسرائيل تعرب بالرغم من تفوقها العسكري عن قلقها من اتفاقات وقعتها أميركا لبيع اسلحة متطورة الى دول عربية
الصاروخ "هيلفاير" المضاد للدبابات
واشنطن
من المعروف ان الولايات المتحدة تقدم معونة عسكرية سنوية ضخمة تالى اسرائيل وتزودها باحدث ما في ترسانتها من الاسلحة الهجومية والدفاعية المتقدمة تكنولوجياً. وبالرغم من ذلك، فان اسرائيل تعرب عن القلق وتسلط جماعات الضغط الموالية لها في واشنطن للاحتجاج والاعتراض على اي صفقات لبيع اسلحة اميركية متطورة نسبياً الى اي بلد عربي.
وقالت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الاثنين ان الولايات المتحدة وقعت اخيراً صفقات اسلحة كبيرة مع عدة دول عربية. وأعرب المسؤولون الاسرائيليون عن القلق بشأن حجم تلك الاتفاقات ومحتواها. ومن بين الدول التي ستتلقى الأسلحة المتقدمة التي تشملها الاتفاقات مصر، والسعودية، والأردن والامارات العربية المتحدة. وستشمل الشحنات صواريخ مضادة للسفن وللدبابات بالإضافة الى ما يعرف بالقنابل الذكية والخارقة للتحصينات تحت الأرض.
وأخطرت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" الكونغرس عن عدة صفقات أسلحة تعتزم تنفيذها. كما نشرت تفاصيل عن تلك الصفقات على موقع الوزارة. وقالت وزارة الدفاع الى الكونغرس لفي تقرير ان تلك الصفقات "لن يؤثر اي منهاعلى التوازن العسكري في المنطقة".
ووفقا لما ورد في تقرير "البنتاغون" الى الكونغرس، لم تتم اي صفقة أسلحة مع اسرائيل منذ أن تولى الرئيس باراك أوباما منصبه.
وقالت هآرتس: "بدأت المؤسسة العسكرية الاسرائيلية تشعر بالقلق إزاء مبيعات الأسلحة الأميركية إلى الدول العربية المعتدلة خلال فترة رئاسة جورج بوش الابن. وقالت المصادر الأميركية ردا على الانتقادات الموجهة الى الولايات المتحدة ان تزويد مصر السعودية والدول العربية الأخرى بالأسلحة هو جزء من جهود واشنطن لتقوية المحور العربي المعتدل في الشرق الأوسط وردع ايران.
"وذكر مسؤولون اسرائيليون وأميركيون بارزون أن اسرائيل قد تم ابلاغها بصفقات الأسلحة.
"إحدى الصفقات التي أزعجت اسرائيل كانت بيع اربع بطاريات صواريخ من طراز "هاربون بلوك -2" المضادة للسفن إلى مصر، في إطار صفقة قيمتها 145 مليون دولار وتشتمل على 20 صاروخا. وصاروخ "هاربون -2"متطور ودقيق، وقادر على التغلب على الدفاعات المضادة والترتيبات الحربية الالكترونية المتاحة عادة كوسائل دفاعية.
"وباعت الولايات المتحدة مصر كذلك أربعة زوارق مزودة بالصواريخ في صفقة تبلغ 1,29 مليار دولار. وقالت الإدارة الأميركية ان الاسطول المصري بحاجة للزوارق للدفاع عن مدخلي قناة السويس.
"وهناك صفقة أخرى مع مصر، هذه المرة لتعزيز سلاح الجو المصري، وتشمل 450 من صواريخ "هيلفاير" المضادة للدبابات. وعادة يتم اطلاق هذه الصواريخ من مروحيات "أباتشي" الهجومية . وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية في تقريرها للكونغرس أن " مصر تحتاج هذه الصواريخ لحماية حدودها. وستكون القيود على استخدامها وانتقالها جزءا من بنود الصفقة".
"وستبيع الولايات المتحدة أيضا القاهرة 156 محركا لطائرات اف-16 النفاثة، تبلغ قيمتها 750 مليون دولار، في أعقاب التوصل الى اتفاق في تشرين الأول (أكتوبر) لبيع 24 طائرة مقاتلة من طراز اف-16 سي-دي مزودة بمعدات حربية الكترونية. وتبلغ القيمة الإجمالية لصفقة اف-16 حوالي ثلاثة مليارات دولار.
"وطائرات اف -16 المصدرة الى مصر أقل تطورا من الطائرات ذات الطراز نفسه في الترسانة الاسرائيلية.
"وتشمل صفقة سلاح كبيرة مع السعودية بيع 2742 صاروخا مضادا للدبابات من نوع تاو-2. وهي عبارة عن صواريخ، تملكها اسرائيل أيضا، وهي قادرة على اختراق الدروع الواقية لمعظم الدبابات. وتقدر القيمة الاجمالية لهذه الصفقة –وهي لصالح الحرس الوطني السعودي- بحوالي 177 مليون دولار.
"وفسرت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في تقريرها الى الكونغرس أن الصواريخ جزء من الجهود المبذولة لتحديث قدرات الجيش السعودي، ملمحة الى أن الهدف وراء الصفقة هو ردع ايران والتصدي لتنظيم "القاعدة" في اليمن والسعودية.
"وقال معدو التقرير: "ستحسن هذه الصفقة من مقدرة السعودية على التصدي للتهديدات الحالية والمستقبلية وهزيمتها، وستسخدم السعودية هذه الإمكانيات لردع الأخطار الإقليمية وتعزيز الأمن داخل الدولة."
"وسيستفيد الأردن أيضا من بيع الأسلحة الأميركية. فالولايات المتحدة ستصدر الى القوات المسلحة الأردنية 1808 صاروخا مضادا للدروع من طراز "جافلين" مع 162 من القاذفات المزودة بأنظمة الرؤية الليلية. وتبلغ قيمة الصفقة 338 مليون دولار.
"ويعتبر صاروخ "جافلين" متقدما وقادرا على اختراق معظم دروع الدبابات الموجودة حاليا. وبالإضافة الى ذلك، فقد وقعت الولايات المتحدة اتفاقاً مع الاردن في أيلول (سبتمبر) 2009 لتسليم أكثر من 80 قاذفة متطورة للصواريخ مقابل 220 مليون دولار، من نوعيات تم بيعها لإسرائيل في السابق.
"كما وقعت الولايات المتحدة مع الامارات صفقة بقيمة 290 مليون دولار لذخائر طائرات اف-16. وتشمل 1600 من القنابل "الذكية" الموجهة بالليزر، وحوالي 800 قنبلة يصل وزن الواحدة منها الى طن، إضافة الى 400 من القنابل الخارقة للتحصينات. وكان المبرر الأميركي لهذه الصفقة هو تحصين دولة الإمارات ضد التهديدات الإيرانية.
"وعلى الرغم من أن الإمارات العربية المتحدة لا تمثل خطرا على اسرائيل ولا تعتبرها الأخيرة دولة معادية، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين قلقون بشأن هذه الصفقة أيضا".