تقرير الفريق عبدالمنعم رياض للحرب على ال&#1580

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
تقرير الفريق "عبدالمنعم رياض" للحرب على الجبهة الأردنية (1967)


1043.jpg


يتكلم العديد عن تقرير الشهيد المرحوم الفريق أركان حرب "عبدالمنعم رياض" للحرب على الجبهة الأردنية (1967) ... وعن أهمية محتوياته

ولم تكن حرب نكسة 1967 مليئة بالعار فقط ، ولكنها تميزت ايضا بظهور معدن صلب ، من قادة مصريين ، أثبتوا بعد النظر وقدرة وكفائة عسكرية خارقة .... ومنهم الفريق "عبدالمنعم رياض" الذى قدم تقريرا مفصلا بتاريخ 19-6-1967م من مركز القيادة المتقدم للقيادة العربية المشتركة بعمان عن الوضع العسكرى على الحدود الأردنية ألأسرائيلية وناقش فيه موضوعية سير العمليات في الجبهة الأردنية والاستنتاجات والدروس المستفادة منها وهو ما أنشره أدناه....

أشرف الفريق أركان حرب "عبدالمنعم رياض" على خطة القيادة المصرية لتدمير خط بارليف ورأى أن يباشر تنفيذها بنفسه وتحدد يوم السبت 8 مارس 1969 موعداً لبدء تنفيذ الخطة ، وفى التوقيت المحدد إنطلقت نيران أسلحتنا على طول خط الجبهة لتكبد العدو أكبر قدر من الخسائر فى ساعات قليلة فى أعنف إشتباك شهدته الجبهة قبل معارك 1973 .

وفى صباح اليوم التالى ( الأحد 9 مارس 1969 ) قرر الفريق أركان حرب "عبدالمنعم رياض" أن يتوجه نفسه إلى الجبهة ليرى عن قرب نتائج المعركة ويشارك جنوده فى مواجهة إحتمالات الموقف ، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً ، ووقع إختياره على الموقع رقم 6 والذى كان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو فى اليوم السابق .

ويشاء الله أن يشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة فى حياة الفريق عبد المنعم رياض ، حيث إنهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التى كان يقف فيها وسط جنوده ليلاقى ربه بطلاً فى ساحة الشرف .

إستشهد الفريق عبد المنعم رياض يوم 9 مارس عام 1969

ولم يحظى قائد عسكرى مصرى قبل الآن ، بمدح شاعر ثورى عربى مثل " نزار قبانى" ... وهو من أبطال العسكرية المصرية المعاصرين .... وبقد قمت بنشر القصيدة فى مكان آخر من المنتدى ، تكريما لهذا الرجل العسكرى البطل

أبدأ بسيرته الشخصية ، قبل التطرق الى التقرير الخطير .

محمد عبد المنعم محمد رياض عبد الله .. وينتسب لأسرة نزحت إلى الفيوم ، وكان جده المرحوم عبد الله طه على الرزيقى من أعيان الفيوم .

إنتهى من دراسته فى الكلية الحربية عام 1938 وشارك فى البعثات العسكرية إلى إنجلترا وروسيا .

"...............
تقرير الفريق "عبدالمنعم رياض"
للحرب على الجبهة الأردنية (1967)
القيادة المشتركة
مركز القيادة المتقدم بعمان
رقم القيد – بدون
التاريخ 19-6-1967م
مناقشة موضوعية لسير العمليات في الجبهة الأردنية
والاستنتاجات والدروس المستفادة منها

1. لم تكن هذه المعركة من وجهة نظر مسرح عمليات الجبهة الأردنية معركة متكافئة بأي حال من الأحوال ولم يكن في الإمكان أن تنتهي إلا إلى النتيجة التي انتهينا إليها فعلاً. فمن ناحية قد أدت المفاجأة التي منيت بها القوة الجوية العربية المتحدة إلى حصول العدو على السيطرة الجوية عموماً منذ أولى ساعات العمليات، وبالتالي تكبدت القوات الجويـة السورية خسائر فادحة أبعدتها عملياً من جو المعركة، مما أدى إلى خوض المعركة في الجبهة الأردنية بلا معاونة أو غطاء جوي يذكر، وأصبح العدو في موقف متميز إلى حد كبير، إذ كان يقوم بتدمير قواتنا جواً ثم يتقدم بقواته البرية عندئذ بلا عناء.

ولو أن القوات الجوية الأردنية والعراقية قدمت كل ما في طاقتها المحدودة عدداً، إلا أن ذلك لم يكن كافياً بأي حال لمعاونة القوات البرية أو لتغطية عملياتها جواً، وذلك يرجع أساساً إلى قلة عدد الطائرات وعدم وجود مطارات في الجبهة الأردنية تسمح للمقاتلات العراقية المحدودة المدى بالعمل منها لتغطية عمليات القوات البرية الأردنية.

وعليه كاستنتاج عام، فإن المعركة كانت جوية أولاً وأخيراً، حصل فيها العدو على السيطرة الجوية منذ الساعات الأولى وسهل ذلك لقواته البرية النجاح بلا عناء كبير.

وقد قاتلت القوات الأردنية قتالاً مريراً في ظروف غير مقبولة، وأدت واجبها بكل أمانة وشرف ولكن الموقف الجوي المطلق لصالح العدو لم يمكنها من أداء مهمتها.


2. هناك بعض النقاط كانت مثار تساؤل ومناقشة بحق، وقد قمت بتفسيرها للسادة القادة. ألخص أهمها فيما يلي:

في اليوم الأول للعمليات صدرت الأوامر إلى اللواء 60 مدرع بتعزيز قطاع الخليل وللواء 40 مدرع بأن يحل محله كاحتياطي في موقع النبي موسى خلف محور القدس شمال البحر الميت، ثم ألغيت هذه الأوامر وصدرت الأوامر إلى اللواء 40 م بتعزيز قطاع جنين وكان تحركه الأول سبباً في تأخره لمدة ساعتين.


وللإجابة على ذلك أورد ما يلي:

أ. بناء على المعلومات المتيسرة عندئذ كان تركيز قوات العدو ومدرعاته حول منطقة بئر السبع وما غربها، ولم توجد أية معلومات عن تركيز مدرعاته في الشمال، وكان الموقف عندئذ يوحي بأن العدو قد يلجأ إلى الهجوم على محورين (محور القدس – النبي موسى) و(محور الخليل) شمال البحر الميت.

وكان قطاع الخليل مدافعاً بلواء حطين على مواجهة واسعة، وكان الموقف فعلاً يستدعي تعزيز قطاع الخليل بلواء 60 مدرع، وخصوصاً بعد أن بدأ وصول وحدات اللواء الثامن العراقي ولما اتضح اتجاه هجوم العدو على محور القدس شمال البحر الميت عن طريق أريحا واقترن بتركيز مجهوده على اتجاه جنين – طوباس، ألغيت هذه التعليمات وصدر الأمر إلى اللواء 40 مدرع بتعزيز قطاع جنين.

وفي رأيي أن الوضع الأول هو الذي كان أكثر احتمالاً طبقاً لمعلومات الاستخبارات المتيسرة عندئذ، وأن تغيير الأوضاع أثناء المعركة طبقاً لما هو جديد ظهر كمفاجأة هو إجراء سليم أيضاً فقط يلزم تفهمه.


ب. في النصف الثاني ليوم 6-6 وبعد اختراق العدو لقطاع جنين رغم تدعيمه باللواء 40 مدرع ونجاح العدو في الاختراق شمال القدس واتجاهه إلى أريحا، أصبح الموقف واضحاً في أننا نواجه أحد أمرين:

ـ إما الاستمرار في القتال وهذا يعني إمكان وصول العدو إلى منطقة الوادي شمال البحر الميت وتطويق القوات الأردنية بالكامل، أو الانسحاب إلى الضفة الشرقية.

وكان الرأي الثاني هو الحل المعقول عسكرياً، وعليه فقد أصدرت التعليمات لجميع الوحدات بذلك.

إلا أنه خلال ليل 6-7 صدر قرار مجلس الأمن بإيقاف القتال، وكان هناك أمل في تطبيق هذا الأمر من ناحية العدو نتيجة للضغط السياسي عليه، وبناء على ذلك فقد عاد الأمل يراودنا في الاحتفاظ بمعظم الضفة الغربية والقدس والتي كان قرار الانسحاب منها يعز علينا جميعاً، وعليه فقد صدرت الأوامر بإلغاء الأمر الأول في الساعة 235 يوم 7 حزيران.

وما حدث بعد ذلك كان عكس ما تمنيناه واستمر العدو في القتال بغية الوصول إلى الوادي مما اضطرنا إلى تأجيل أمر الانسحاب اليوم التالي 7 حزيران. وهذا أحدث خسائر أكبر في القوات الأردنية وخصوصاً في لواء حطين الذي تكبد خسائر كبيرة أثناء انسحابه نهاراً تحت قصف جوي عنيف. إلا أنني أرى أن التضحية كانت تساوي الأمل الذي كان يراودنا.


الدروس المستفادة من المعركة

1. أن خوض المعركة مع العدو يلزم التنسيق والتحضير المسبق، والذي حدث هو أن القيادة العربية الموحدة التي كانت قائمة بهذا العمل قد شلت أيديها قبل المعركة بحوالي سنة، وعليه لم يكن هناك تنسيق بالمعنى المفهوم ولم يكن هناك تجهيز لمسرح العمليات بشكل مقبول، والقيادة المتقدمة التي شكلت قبل المعركة بأيام لم تكن في وسعها أن تفعل أكثر مما فعلت، وهذا خطأ من السياسة العربية التي جنت على الجندية العربية قبل أن تجني على إسرائيل.

2. لا معركة بدون دفاع جوي ومعاونة جوية مقبولة وما يلزمها من تجهيز مطارات ومواصلات، وقد خاضت القوات الأردنية والعراقية المعركة ببسالة منقطعة النظير، ولكن ذلك لا يكفي. وإني على يقين من أنه لو أمن للوحدات أقل ما يمكن من الغطاء الجوي والمعاونة الجوية لأخذت المعركة شكلاً آخر.

3. تشكيل القوات الأردنية ينقصه الدفاع الذاتي البعيد ضد الدروع، فمدفع 106 م ممتاز ولكن مداه محدود ويجب أن يدخل ضمن تشكيل اللواء المشاة كسلاح مضاد للدبابات طويل المدى. ويستحسن أن تدخل الدروع ضمن تشكيل لواء المشاة بما لا يضطرنا إلى دعمها أثناء المعركة بأسلحة مضادة للدبابات وفرط عقد لواءات الدروع.

4. تشكلت القوات الأردنية من ألوية خصصت لقيادة الضفة الغربية مما أدى إلى تعامل هذه القيادة مع سبعة ألوية، وهو أمر غير عملي. يجب إنشاء قيادة مجموعة ألوية أو قيادة فرقة لكل ثلاث لواءات لتكون مسؤولة عن تنسيق عملها على المحاور المختلفة.

5. كثرة انقطاع المواصلات أثناء المعركة مما أدى إلى فقدان السيطرة في كثير من الأحيان، وفقدان السيطرة معناه فقدان المعركة، لذا يجب إعادة دراسة وسائل الاتصال المباشر وتدعيمها بشبكات تبادلية واحتياطية.

6. يلزم النظر في تكوين احتياطيات عامة للقيادة الأردنية من وحدات المدفعية ووحدات المهندسين وبخاصة الموانع والألغام المتحركة التي يمكن دفعها للقطاعات المهددة أثناء المعركة.

فريق
قائد مركز القيادة المتقدم بعمان
(عبدالمنعم محمد رياض)

رحم الله الشهيد البطل و أسكنه فسيح جنّاته.

..........."

يحى الشاعر
 
التعديل الأخير:
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووور
 
لم اعظم فى حياتي كلها من القادة العسكريين كما عظمت للفريقين عبد المنعم رياض والشاذلي
مشكور اخ شاااااااعر
ومن نجاح الى نجاح اكثر
تقبل مروري​
 
الف شكر على الموضوع وربنا يرحم الشهيد البطل
 
عودة
أعلى