القرار القتالي في ساحة المعركة (حصري )

ابن مسيلط

صقور الدفاع
إنضم
7 أغسطس 2009
المشاركات
984
التفاعل
15 0 0
أولا :تفهم المهمة :

يسعى القائد لتصور مضمون فكرة القائد الأقدم ،وخصوصا نواياه لأستخدام الأسلحة النوويه ووسائط الصراع الأخرى ،وكذلك تأثير نتائجها المنتظرة على تنفيذ المهمة القتاليه كما يسعى لفهم الدور الذي خصص لوحدتة (أو قطعتة)لبلوغ هدف الأعمال القتاليه المقبلة ويبين هدف الأعمال القتاليه من قبل القائد الأقدم على شكل نتائج نهائية يجب التوصل إليها بالجهود العامة ،أما دور كل وحدة في بلوغ الهدف فيحدد مكانها في ترتيب القتال وبالمهمة المتلقاه .

يحصل القائد بنتيجة تفهم المهمة عل صورة واضحة لذلك الهدف الذي يوجه القائد الأقدم جهود القوات لبلوغة ،كما يحصل على أمكانية تحديد الدرجة التي تؤثر فيها فكرة القائد الأقدم على حشد الجهود الرئيسية ،وعلى بنية ترتيب القتال في المعركة ،وهكذا تتضح الخطوط الرئيسية لقراره بما يتصف وفكرة القائد الأقدم كما تتوضح بعض ملامح طرق تنفيذ المهمة القتاليه..

إن كل ذلك يسمح للقائد بتحديد التدابير التي يجب أتخاذها بسرعة لإعداد القوات القوات لتنفيذ المهمة القتاليه كما تظهر امكانية إجراء حساب الوقت المخصص لتنظيم المعركة في كل مستوى من مستويات القيادة كما يحصل القائد على أمكانية إعطاء رئيس الأركان توجيهاته حول تنظيم الأستطلاع وحول التعليمات الأوليه الضرورية للقوات بغرض توجيه القادة المرؤوسين بشكل مسبق إلى الأعمال المقبلة مما يؤمن العمل المتوازي لتنظيم المعركة بآن واحد في عدة مستويات وبذلك تحصل القطعات والوحدات على وقت أكبر للأستعداد لتنفيذ المهمة القتاليه .

تصطدم القوات خلال المعركة بمقاومة العدو وبالصعوبات الناشئة عن شروط الأرض وعن الميول السياسية للسكان المحليين وعن حالة الطقس لذلك كان من الضروري -لبلوغ أهداف المعركة واختيار طرق ملائمة تؤمن نجاح العمل -تقدير الشرو ط التي ستنفذ فيها القوات مهامها القتاليه ويسمح تقدير الموقف للقائد بتحديد أتجاه جهود وحداتة (أي أتجاه الضربة الرئيسية في الهجوم واتجاه تركيز الجهود الرئيسية في الدفاع ) وتحديد أفضل تنظيم وتامين للمعركة ...

تابع>>>><<<<<:ANSmile04[1]:
 
رد: القرار القتالي في ساحة المعركة (حصري )

ثانياً: تقدير الموقف:


يدرس القائد في تقديرالموقف ثمانية عوامل، ويقدّر كل عامل على حدة، وهذه العوامل هي: وضعية وتكوين وحالة قوى العدو، ووضعية وحالة قواتنا (الصديق)، ووضعية وطبيعة أعمال ومهمات الجوار، وتأثير شروط الأرض، وتقدير الموقف الكيميائي والإشعاعي المحتمل، وحالة الجو والفصل أو اليوم على أعمال القوات، والحالة الاقتصادية لمنطقة الأعمال القتالية، والتكوين الاجتماعي والسياسي للسكان وحالتهم المعنوية.

1. تقدير العدو: يدرس القائد في هذا البند وضعية وتكوين وحالة قوى العدو، وتجميع قواته، والطبيعة المحتملة لأعمالها، وما هي الأغراض المعادية الواجب التأثير عليها وبأية وسائط، وكذلك القسم من تجمّع العدو الذي بتدميره يبدل الإمكانات القتالية للعدو تبديلاً شديداً. وفي حالة احتمال استخدام أسلحة الدمار الشامل من قِبل العدو، يجب أيضاً أن يؤخذ بعين الاعتبار الموقف الكيميائي والإشعاعي والجرثومي المحتمل، وبنتيجة تقدير العدو في كل هذه المسائل سابقة الذكر يكشف القائد:
أ تجميع نوايا العدو، والطبيعة المحتملة لأعماله، والنواحي القوية والضعيفة في تمركزه.
ب أهم الأغراض (الأهداف) الموجودة لديه، والتي يتعلق باحتلالها (التأثير عليها) نجاح المعركة.
ج تدمير وتسلسل سحق العدو.

2. تقديرقواتنا: يحدد القائد عند تقدير قواتنا: إمكاناتها وقدرتها على تنفيذ المهمة المُسندة في الوقت الراهن، ولهذه الغاية يدرس تكوين ووضعية القطعات (الوحدات) وخبرتها القتالية، ودرجة تأمينها بالمواد، والأهمية البالغة في هذا تعود إلى أخذ المهارات القتالية، والروح المعنوية لقواتنا بعين الاعتبار.
يُحدد الإمكانات القتالية لقواتنا بمقارنتها مع إمكانات العدو الذي ستجري المعركة معه، ولهذا يقوم القائد والأركان بحساب نسبة القوى والوسائط، وعندها تجري المقارنة مع العدو بالقوى والوسائط محسوبة بالوحدات القتالية الأساسية كتائب أو سرايا، ومدافع وهاونات، ودبابات، ووسائط مضادة للدبابات، وبخاصة الأسلحة ذات الدقة العالية من فئة المضادة للدروع.
وتبعاً للإمكانات ووضعية القوات المرؤوسة، يحدد القائد ترتيب استخدامها في المعركة القادمة، ومكانها في ترتيب القتال، ويحدد المهام القتالية للقطعات (الوحدات)، ويوزع وسائط التعزيز المتوفرة، ويعين ترتيب إعادة التجمع، وحجم تدابير تأمين الأعمال القتالية.

3. تقدير الجوار : يحدد القائد عند تقدير الجوار: إلى أي درجة يؤثر وضعية وطبيعة عمل الجوار على تنفيذ المهمة القتالية المسندة، وما الذي يجب القيام به من أجل التعاون الوثيق معهم لصالح تحقيق الهدف العام للمعركة؟

4. تقدير الأرض : يسمح تقدير الأرض بتحديد السهولة أو الصعوبة التي تبديها الأرض في تنظيم وتنفيذ الأعمال القتالية للقوات بطرفيها (قواتنا، وقوات العدو)، وتدرس في ذلك شكل الأرض ودرجة تضرسها، وحالة التربة، ووجود وحالة الطرقات، وطبيعة النباتات، ووجود النقاط الآهلة بالسكان، والأنهار، والعوائق الطبيعية، وغير ذلك من الأهداف المحلية.
ونتيجة تقدير الأرض، يحدد القائد أفضل الاتجاهات (القطعات) لخوض المعركة واستخدام إمكانات القوات، وشروط الرصد (المراقبة)، وإدارة النيران، والتمويه، والتوجيه، وقابلية المرور (الاجتياز)، وأفضل الخصائص الوقائية للأرض.
يحدد القائد بناء على تقدير الأرض والعدو وقواتنا اتجاه الضربة الرئيسة، أو منطقة تركيز الجهود الأساسية للقوات، والخطوط والمناطق الأكثر ملائمة لتمركز القوات، ومرابض الرمي، وتدابير تأمين الأعمال القتالية.

5. تقدير الموقف الإشعاعي والكيميائي المحتمل : عند تقدير ذلك تحدد قطاعات (مناطق) الأرض التي يمكن أن تتعرّض للتلوث، والطرقات، والطرق الممكن اجتيازها أو الالتفاف حولها، وتعيين تدابير وقاية القوات من وسائط التدمير الشامل.

6. تقدير حالة الجو والفصل واليوم : يسمح للقائد بتحديد التدابير الواجب اتخاذها من أجل الإقلال من التأثيرات السلبية لهذه العوامل على تنفيذ المهمة القتالية، وتقدر جميع هذه العوامل مع مراعاة شروط الأرض التي ستعمل القوات عليها.

7. تقدير الحالة الاقتصادية للمنطقة : عند تقدير الحالة الاقتصادية للمنطقة، فإن القائد يحدد الوسائط المحلية التي يمكن أن يستخدمها لتأمين قواته لصالح تنفيذ المهمة القتالية المسندة بأفضل شكل وبطريقة عادلة.

8 تقدير التكون الاجتماعي والسياسي للسكان المحليين: حيث يدرس القائد روحهم المعنوية، ويحدد درجة المساعدة أو الإعاقة التي تنجم عن ذلك، وتؤثر على الأعمال القتالية للقوات المرؤوسة، وتبعاً لذلك فهو يحدد تدابير زيادة اليقظة، أو المحافظة على النظام في المؤخرة، وتعزيز الحراسة للقوات والأركان، وينصح بعض الخبراء العسكريين أن يتم دراسة هذا العامل المؤثر من مستوى فرقة فما فوق . (انظرالمخطط (.

استنتاجات عامة:
وبنتيجة تقدير الموقف، يحدد القائد درجة ملاءمته أو إعاقته لتنفيذ المهمة المُسندة، وما هي التدابير الواجب اتخاذها لإزالة الأسباب التي تعيق تنفيذ المهمة أو الإقلال من تأثيرها السلبي واستخدام شروط الموقف الملائم من أجل تنفيذ المهمة القتالية بنجاح:
أ إن مراعاة جميع شروط الموقف من جميع النواحي هو وحده الذي يسمح للقائد باتخاذ قرار معلل، وتحديد تدابير تنظيم وتأمين الأعمال القتالية للقوات بشكل سليم، وتنفيذ المهمة القتالية المسندة بأقل خسارة في القوى والوسائط والوقت.
ب خلال دراسة الموقف وتقديره، يمكن أن يحتاج القائد إلى معلومات إضافية عن الموقف، كما يحتاج إلى بعض الحسابات، لذلك يمكن للقائد عند الضرورة أن يستمع إلى معاونيه وضباط أركانه ورؤساء صفوف القوات والمصالح في المسائل التي تهمه.
وغالباً ما تنشأ عند الضرورة في فترة التحضير المسبق للمعركة، أما أثناء المعركة حيث لا يوجد إلاّ وقت محدد جداً من أجل تدقيق القرار أو اتخاذ قرار جديد، فإن قائد الفرقة (اللواء، الفوج) غالباً ما يجد نفسه مضطراً للاكتفاء بالمعلومات المتوفرة لديه فقط.
ج يجب على الأركان، ورؤساء صفوف القوات والمصالح أن يحوزوا دائماً كافة المعلومات والحسابات التي يحتاجها القائد من أجل اتخاذ القرار، وبناءً على طلب القائد يجب على الأركان أن تحضر حساب الوقت، من أجل إعداد القوات للأعمال القتالية، وأن تحدد في هذه الحسابات مقدار ساعات النور (الضياء) وساعات الظلام في اليوم ومهل تنفيذ التدابير الرامية إلى تنظيم المعركة، وتحضير القوات لتنفيذ المهمة المستلمة (المسندة). كما تحضر الأركان بالاشتراك مع رؤساء صفوف القوات والمصالح أيضاً حساب نسبة القوى والوسائط، والإمكانات القتالية للقوات، والحسابات المتعلقة بتحرك وإعادة تجمع القوات .. وغيرها من المعلومات الضرورية.
 
رد: القرار القتالي في ساحة المعركة (حصري )

ثالثاً: الاستطلاع الشخصي


يجري استطلاع الأرض عادة قبل اتخاذ القرار عند توفّر الوقت لتحضير المعركة، لكن إذا اتخذ القرار أولاً على الخريطة تستخدم جميع الإمكانات لتدقيقه وتدقيق المعلومات عن الموقف على الأرض أثناء استطلاع الأرض. وعند استطلاع الأرض يُدرس العدو وطبيعة الأرض (ضمن حدود الرؤية)، وتدقق استنتاجات تقدير الموقف، كما يدقق القرار المتخذ والمهمات والقطعات (الوحدات)، ويحدد أو يدقق نظام التعاون، وتعين أماكن توضع مراكز السيطرة (القيادة)، ويمكن أن يدعى إلى الاستطلاع، بالإضافة إلى رؤساء صفوف القوات والمصالح، وضباط الأركان، قادة القطعات (الوحدات) المرؤوسة والملحقة وممثلون عن الجوار. وتُعد الأركان بناءً على توجيهات القائد خطة استطلاع الأرض، وتنظيم الحراسة، وخدمة الضابطة العسكرية من أجل تحقيق أو تأمين عمل القائد في المكان الذي يجري فيه استطلاع الأرض، وتُعدّ خطة استطلاع الأرض بأي شكل: في الدفتر، أو على خريطة عمل القائد ورئيس الأركان، ويذكر فيها: تكوين المجموعة القائمة باستطلاع الأرض، ونقاط العمل على الأرض ومحاور التحرّك إليها، ووسائط ونظام الحركة، ووقت العمل، والمسائل الواجب دراستها في كل نقطة، ونظام المحافظة على الاتصال بين القائد والأركان، والقائد الأقدم.


رابعاً: قرار القائد


وبنتيجة تفهم المهمة وتقدير الموقف، ومعلومات استطلاع الأرض (إذا نفذ)، فإن القائد يتخذ القرار، ويبين فيه: فكرة الأعمال، والمهمات القتالية للقطعات (الوحدات) المرؤوسة والملحقة والداعمة، وتوزيع القوى والوسائط، وتنظيم التعاون، وتنظيم السيطرة. وعدا عن ذلك يحدد القائد أيضاً التدابير الأساسية في تأمين الأعمال القتالية للقوات، ويحدد في فكرة العمل، أي عدو يجب سحقه وبأي تسلسل، واتجاه الضربة الرئيسة، أو تركيز الجهود الرئيسة، وتجميع القوى والوسائط وطبيعة المناورة.
يعرض القرار المتخذ عادة على القائد المباشر ويُصدَّق من قبله، ولا يجوز أن يكون عرض القرار سبباً في تأخير إيصال المهمات إلى القوات، بل يجب في جميع شروط الموقف إيصال المهمات إلى المرؤوسين بعد اتخاذ القرار مباشرة.
صياغة القرار: في الوقت نفسه الذي يتخذ فيه قائدالفرقة (اللواء، الفوج) القرار، يُصاغ القرار ترسيمياً على خرائط عمل القائد ورئيس الأركان، وفي حال توفّر الوقت يمكن أن يُصاغ على خريطة مستقلة أو مخطط.
يحمل على الخريطة عند صياغة القرار ما يلي:
وضعية القوات المرؤوسة في لحظة تلقي المهمة القتالية.
آخر المعلومات المتوفّرة عن العدو.
المهمة القتالية المسندة.
نطاق أو منطقة الأعمال القتالية.
وضعية ومهمات الجوار المباشرين والقوات العاملة في الأمام.
خطوط الفصل مع الجوار.
المعلومات الضرورية من قرار القائد الأقدم.
نظام استخدام المدفعية، والاحتياطات، والقوى والوسائط الأخرى في نطاق التشكيل (القطعة)، والمعلومات الأخرى المنبثقة عن الموقف.
تعتبر هذه المعطيات معطيات أولية يعتمد عليها القائد في تفهّم المهمة وتقدير الموقف.
وفي سياق اتخاذ القرار يحمل على الخريطة:
مهمات القطعات (الوحدات) المرؤوسة، وخطوط الفصل بينها، ومرابض رمي ومهمات المدفعية ووسائط الدفاع الجوي، وتنقلها أثناء المعركة. أما معلومات القرار التي لا يمكن رسمها على الخريطة (توزيع القوى والوسائط، وجاهزية القوات .. وغير ذلك)، فيمكن أن تكتب في حاشية الخريطة.


خامساً: إيصال القرار إلى المنفذين


إن أي قرار لا يصل إلى المنفذين في حينه يفقد قوته مهما كان صحيحاً، لذلك فإن أهم واجب للقائد والأركان هو إيصال القرارات حين اتخاذها إلى المرؤوسين من قِبل القائد شخصياً وعن طريق أركانه. ويستطيع القائد عند إسناد المهمات أن يدعو مرؤوسيه (في آن واحد أو بالتتابع) إلى مقر قيادته (رصده)، أو يذهب بنفسه إلى أماكن موضع القطعات (الوحدات).
تُسند المهمات القتالية إلى القطعات (الوحدات) المرؤوسة، والملحقة والداعمة بأوامر أو تعليمات قتال، أما أثناء المعركة فتعطى بالإضافة إلى ما ذكر بإيعازات أو إشارات، ويمكن أن تصل أوامر تعليمات القتال إلى المرؤوسين شفهياً في حال اللقاء الشخصي بينهم وبين القائد أو معاونيه أو ضباط أركانه، أو رؤساء الصنوف والمصالح، أو تعطى بوسائط الاتصال الفنية، كما يمكن أيضاً أن ترسل إلى المرؤوسين بشكل كتابي (نصاً أو ترسيمياً)، وتسجّل أوامر وتعليمات القتال الشفهية من قِبل ضباط الأركان، وتسند المهمات القتالية في البدء للقطعات (الوحدات) التي تبدأ العمل أولاً والتي تحتاج وقتاً أطول لتحضير وتنفيذ المهمة المسندة.
يذكر عادة في أمر قتال قائد الفرقة (اللواء):
في الفقرة الأولى: تقدير موجز لتجمع وأعمال العدو.
في الفقرة الثانية: المهمة القتالية للتشكيل (القطعة) وفكرة الأعمال.
في الفقرة الثالثة: مهمات الجوار المباشرين وخطوط الفصل معهم.
في الفقرة الرابعة والفقرات التي تليها: المهمات القتالية للقطعات (الوحدات) المرؤوسة مع بيان وسائط التعزيز الملحقة والداعمة.
مهمات تأمين نقاط الفصل والأجناب.
خطوط فصل كل قطعة (وحدة) في النسق الأول مع الجوار من اليسار.
وبعدها تعين بفقرات فردية:
مهمات المدفعية والوسائط، م-ط، والطيران، والقوات الخاصة التي تنفذ لصالح التشكيل (القطعة) بالكامل.
تكوين ومنطقة توضع ومهمات الاحتياطات ومفرزة السدود المتحركة الهندسية.
وقت جاهزية القوات.
مكان ووقت افتتاح مقر القيادة ومقر الرصد وتنقلهما أثناء المعركة.
نظام وأوقات وطرق رفع تقارير القتال.
نواب القائد.
تُعطى المهمات إلى المرؤوسين أثناء المعركة، عندما يكون الوقت محدوداً، بتعليمات القتال مختصرة، ويذكر في تعليمات القتال عادة:
معلومات موجزة عن العدو.
المهمة القتالية (الوحدة) التي تُعطي التعليمات.
المهمات التي تنفذ لصالح القطعة (الوحدة) بقوى ووسائط القائد الأقدم.
وقت الاستعداد للعمل.
وعند الضرورة يمكن أن يذكر في تعليمات القتال: ترتيب القتال، وطرق تنفيذ المهمة القتالية ومهمات الجوار، ومعلومات أخرى.
ينظّم التعاون مع إسناد المهمات القتالية إلى المرؤوسين في آن واحد.


سادساً: تنظيم التعاون


ينظّم التعاون لصالح الوحدات التي تنفذ المهمة الرئيسة في المعركة بغرض الاستخدام الأقصى لنتائج استخدام السلاح النووي. إن المضمون الأساسي للتعاون هو تنسيق عمل وحدات الصنوف المختلفة مع وسائط التدمير، وبخاصة مع الضربات النووية، ينظم التعاون في الهجوم وفق المهام والخطوط والوقت، وبشكل مفصل حتى عمق المهمة المباشرة، أما في الدفاع فينظم التعاون في الوحدات وفق الاتجاهات المحتملة لهجوم العدو مع أخذ اتجاهات الهجمات المضادة لقواتنا بعين الاعتبار.
يقوم القائد وأركانه بحل مسائل التعاون طوال فترة المعركة، لكن المسائل الهامة منها تقرر عند اتخاذ القرار الأساسي، ثم تدقق حسب الضرورة، وذلك في سياق العمل لتنظيم الأعمال القتالية ومن ثم يجري إبلاغها للمرؤوسين.
ينظّم القائد التعاون بين الوحدات المرؤوسة والملحقة والداعمة فور وضع المهام القتالية لها، معيراً خلال ذلك اهتماماً خاصاً إلى تنسيق عمل القوات بغرض استثمار نتائج الأسلحة النووية ونيران المدفعية وضربات الطيران، والأسلحة عالية الدقة.
ينظم التعاون في الوحدات مباشرة على الأرض، أما إذا أرسلت المهام القتالية إلى الوحدات على شكل أمر قتالي خطي، وحتى لا يزحم هذا الأمر، فإن تعليمات التعاون يمكن أن ترسل بتعليمات منفصلة.
خلال القتال وعند وضع المهام القتالية للمرؤوسين على شكل تعليمات قتال يمكن إدراج مسائل التعاون ضمن هذه التعليمات بشكل مختصر، حيث يكتفى بوضع المهام القتالية للوحدة مع الإشارة إلى القوات المجاورة ووسائط القائد الأقدم التي يجب التعاون معها في المعركة.
تقوم الأركان بناء على تعليمات القائد بربط كافة مسائل التعاون بين وحدات الصنوف المختلفة والجوار، كما تنسق أعمال الأركانات وتعطي المرؤوسين إشارات التعاون ونظام التوجيه، وطرق التعارف المتبادلة، كما تنظّم اتصال القوات المتعاونة.
خلال المعركة يحافظ كافة القادة والأركانات على التعاون، كما يعيرون اهتماماً كبيراً إلى استمرار التعاون بين الوحدات التي تستخدم السلاح النووي من جهة، وبين الوحدات التي تعمل على اتجاه الضربات النووية، وفي حالة ارتباك التعاون أو انقطاعه، فعلى القادة اتخاذ كافة التدابير لإعادة استمراره، والعضّ عليه بالنواجذ كما تقول العرب.
وللمحافظة على التعاون، يجب على كافة قادة وأركانات الوحدات المتعاونة أن يفهموا بشكل صحيح هدف الأعمال القتالية، والمهام القتالية، وطرق تنفيذها، وعليهم كذلك معرفة الموقف والمحافظة على الاتصال الدائم فيما بينهم وتبادل المعلومات. ومن الضروري لتجديد التعاون المختل في الوقت المناسب التأكّد من مراعاة الوحدات لنظام التعاون الموضوع، وإزالة أسباب الخلل وإعادة الاتصال بين الوحدات المتعاونة، ويتطلب ذلك من القادة والأركانات تحديد التدابير التي يؤدي اتخاذها إلى تجديد التعاون وإبلاغها إلى المرؤوسين بأسرع وقت أو إبلاغهم النظام الجديد لعملهم المشترك خلال تنفيذ المهمة القتالية.
تنظم المهام المتعلقة بالعمل السياسي والاستطلاع ووقاية القوات من أسلحة الدمار الشامل، وكذلك المهام المتعلقة بمختلف أنواع التأمين الهندسي والمادي على شكل تعليمات منفصلة لتأمين الأعمال القتالية.
تُبلّغ هذه التعليمات إلى المرؤوسين حسب الضرورة، إلاّ أنها تعطى غالباً بعد وضع المهام القتالية وتنظيم التعاون. أما في الوحدات، فإن تعليمات التعاون تُعطى من قِبل القائد بالذات عند وضع المهمة القتالية.
تتمتع تدابير تأمين الأعمال القتالية من جميع النواحي بأهمية كبيرة لتحقيق النجاح في المعركة، والمسؤول عن تنظيم تأمين الأعمال القتالية من جميع النواحي هو القائد نفسه؛ فهو يحدد بناء على قرار المعركة المهمات والتدابير الأساسية المتعلقة بتأمين الأعمال القتالية.
يمكن أن يكون حجم ومحتوى تعليمات القائد حول تأمين الأعمال القتالية للقوات مختلفة جداً، وفي كافة الأحوال يحدد القائد فيها المهمات لكل نوع من أنواع التأمين، والقوى، والوسائط المخصصة، والتدابير الأساسية التي يجب القيام بها لتنفيذ هذه المهمات، ومهلة جاهزية كل نوع من أنواع التأمين.
ينظّم تأمين أعمال القوات من جميع النواحي بناء على قرار القائد وتعليماته، بالإضافة إلى تعليمات الأركان العليا، وتخطط الأركان ورؤساء صنوف القوات التدابير المناسبة، وتوصل التعليمات الضرورية إلى المنفذين، وتقوم بالتحقق من تنفيذها وتدقق مهمات التأمين أثناء المعركة، وتُعد جميع تدابير تأمين الأعمال القتالية للقوات من قِبل الأركان بالاشتراك مع رؤساء صنوف القوات والخدمات.


سابعاً: خدمة الضابطة (خدمة تنظيم المرور)


إن أهم التدابير في تأمين قيادة القوات هو خدمة الضابطة، التي تنظمها الأركان في جميع أنواع النشاط القتالي للقوات، وهي تنظّم للمحافظة على النظام العام على محاور التحرّك، وفي المناطق التي توضع فيها القوات وضبط التحرّك والتحقق من تطبيق تدابير التمويه في القوات.
ويجب على الأركان عند تنظيم خدمة الضابطة ما يلي:
1. تحديد مهمة خدمة الضابطة، ومناطق (قطاعات) الضابطة وحدودها.
2. تحديد عدد وتكوين ومكان مخافر الضابطة، والقوى، والوسائط اللازمة لتنظيمها، وتكوين احتياط قوي، ووسائط خدمة الضابطة ومكان تمركزه.
3. تعيين نظار المناطق (القطاعات).
4. تنظيم الاتصال مع مخافر الضابطة (النظار).
5. تنظيم إطعام العناصر القائمة بخدمة الضابطة.
تدوّن جميع تدابير تنظيم خدمة الضابطة على خريطة عمل ضابط فرع العمليات في الأركان، والذي يعتبر مسؤولاً عن هذا العمل.


ثامناً: الرقابة


تعتبر الرقابة عنصراً هاماً في قيادة القوات من أجل تنفيذ المهمات القتالية المسندة بدقة، وفي الوقت المناسب، وكذلك رقابة أعمال ومكان وحالة القوات وتأمينها مادياً وفنياً. ويقوم بها القائد شخصياً والأركان ورؤساء صنوف القوات والخدمات، ويجب أن تتفق الرقابة مع العون العملي الذي يقدم للمرؤوسين في تنفيذ المهمات المسندة.
تتم الرقابة بموجب خطة موحّدة تُعدّها الأركان، ويبين في خطة الرقابة: المسائل الخاضعة للتأكّد وطرق الرقابة، والمنفذون، ومُهَل التنفيذ، ووقت ونظام الإعلام عن نتائج التأكّد.
يمكن أن تكون أساليب التأكّد مختلفة، وطبقاً للموقف، ويمكن أن تتم الرقابة في القوات المرؤوسة مباشرة وبدراسة وثائق القتال التي ترفعها الأركانات، وبمراقبة أعمال القوات، وأحياناً بدعوة قادة وضباط أركانات القوات المرؤوسة ليتحدثوا بأنفسهم عن سير تنفيذ المهمة القتالية. ويمكن التأكّد من بعض المسائل الفردية بتلقي إعلامات بوسائط الاتصال الفنية، أما طريقة الرقابة الشخصية فهي ركوب (طيران) القائد، ومعاونيه، وضباط الأركان، ورؤساء صنوف القوات والخدمات إلى القوات مباشرة.
يجب أن تُنفّذ الرقابة بشكل مستمر وهادف وموجَّه إلى تنفيذ المهمات المسندة للقوات بدقة في حينه، وهي تشمل تقديم العون إلى المرؤوسين في إنجاز التدابير الموجهة إلى تنفيذ قرار القائد. وعند توفّر الوقت الكافي من أجل التحضير يمكن أن يجري القائد والأركان تمارين للقوات على الأعمال القادمة.


خاتمة


ذكر العلاّمة العربي (ابن عبد ربه الأندلسي) في كتابه: (المزيد في الفريدة في الحروب) قوله: "الحرب رحى ثقالها الصبر وقطبها المكر، ومدارها الاجتهاد، وثقافها الأناة، وزمامها الحذر، ولكل شيء من هذه ثمرة، فثمرة الصبر التأييد، وثمرة المكر الظفر، وثمرة الاجتهاد التوفيق، وثمرة الأناة اليمن، وثمرة الحذر السلامة، ولكل مقام مقال، ولكل زمان رجال، والحرب بين الناس سجال، والرأي فيها أبلغ من القتال". وقال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) لعمر بن معديكرب: "صف لنا الحرب"، فقال: "مُرّة المذاق، إذا كشفت عن ساق، من صبر فيها عرف، ومن نكل عنها تلف". وقال خالد بن الوليد (رضي الله عنه) وهو يسير في الصفوف يذمر الناس: "يا أهل الإسلام، إن الصبر عِزٌ، وإن الفشل عجزٌ، وإن مع الصبر نصراً"، وكل ما تقدم من أمثلة من تاريخنا العربي الناصع يؤيد ما جاء في الصبر في الحرب، وأهمية الاجتهاد والمشورة عند اتخاذ القرار القتالي.
ولقد أطلق أحد القادة العراقيين على اتخاذ القرار اسم الولادة، ونصح مساعديه بالتروِّي عند اتخاذ القرار، فقال: "فكّر ثم فكّر ثم فكّر، ناقش واستشر ثم قرر"
 
رد: القرار القتالي في ساحة المعركة (حصري )

ذكر العلاّمة العربي (ابن عبد ربه الأندلسي) في كتابه: (المزيد في الفريدة في الحروب) قوله: "الحرب رحى ثقالها الصبر وقطبها المكر، ومدارها الاجتهاد، وثقافها الأناة، وزمامها الحذر، ولكل شيء من هذه ثمرة، فثمرة الصبر التأييد، وثمرة المكر الظفر، وثمرة الاجتهاد التوفيق، وثمرة الأناة اليمن، وثمرة الحذر السلامة، ولكل مقام مقال، ولكل زمان رجال، والحرب بين الناس سجال، والرأي فيها أبلغ من القتال". وقال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) لعمر بن معديكرب: "صف لنا الحرب"، فقال: "مُرّة المذاق، إذا كشفت عن ساق، من صبر فيها عرف، ومن نكل عنها تلف". وقال خالد بن الوليد (رضي الله عنه) وهو يسير في الصفوف يذمر الناس: "يا أهل الإسلام، إن الصبر عِزٌ، وإن الفشل عجزٌ، وإن مع الصبر نصراً"، وكل ما تقدم من أمثلة من تاريخنا العربي الناصع يؤيد ما جاء في الصبر في الحرب، وأهمية الاجتهاد والمشورة عند اتخاذ القرار القتالي.
ولقد أطلق أحد القادة العراقيين على اتخاذ القرار اسم الولادة، ونصح مساعديه بالتروِّي عند اتخاذ القرار، فقال: "فكّر ثم فكّر ثم فكّر، ناقش واستشر ثم قرر"
بالفعل ان الصبر من اهم مفاتيح النصر,بعد التوكل على الله تعالى والاعداد الجيد
موضوع جميل ومنظم, لكن هذه القرارات منها ما لا يتخذ في ساحة المعركه بل قبل دخول غمار الحرب, مثل التموين و الجوار واعداد العدو, لكن الأهم في ساحة المعركه بالنسبه للقائد هو قدرته على الالتزام بالخطه الموضوعه وتنفيذها بشكل جيد, وان تكون مرنه وذات قابليه للتكيف مع اي تغيير على ارض المعركه, وايضا نقطة الاستطلاع الشخصي نقطه مهمه جدا فيجب على القياده ان تكون متواصله مع الأحداث على الأرض...
رائع...
 
رد: القرار القتالي في ساحة المعركة (حصري )

الأهم هو أن بعض القادة بعد وضع الخطة يتخذها كأسلوب عمل غير قابل للتغيير حتى لو أدى ذلك إلى قتل المزيد من الجنود.

و هذا ما يسمى القتال من أجل تنفيذ الخطة و ليس القتال من أجل النصر.

بعكس بعض القادة الذي يضع خطته كأقتراح عمل قابل للتغيير وفق ظروف المعركة.
 
عودة
أعلى