الوضــــع الدولــي قبل أحـداث حرب 1967 روسيا وضمانات الحرب
السبت 27 – الأربعاء 31 مايو 1967: "ضمانات الحرب"
القاهرة / موسكو:.
اتخذت بداية هذه المرحلة الشكل الدرامي، وتدخل الدول الكبرى "لإيقاف شن الهجوم المصري" .. وحقيقة الأمر أن القيـادة المصريـة كانت قد صدقت على قرارات لخطط تعرضية تنفذ بأوامر، وعرضت على الرئيس "عبدالناصر" في اجتماعه بالقيادات العسكرية يوم 25 مايو، وكان رأيه الذي أبلغه للمشير "عامر" هو عدم تنفيذ هذه الخطط لعدة أسبـاب .. منهـا الموقف السياسي المصري الذي سيكون صعباً إذا بدأنا نحن الطلقة الأولى، وستحصل إسرائيل على دعم مطلق من الولايات المتحدة، التي قد تشترك معها في مواجهة قواتنا، وبالتالي فسوف نحـارب إسرائيل والولايات المتحدة بدلاً من إسرائيل منفردة، والأمر الثاني، هو أن كل الإجراءات حالياً في صالحنا، وإذا كان يمكننا تحقيق أهدافنا بدون حرب، فذلك سيكون أفضل بكثير من المخاطرة بالحرب .. وقد أدى ذلك إلى إصدار المشير "عامر" أوامره بإيقاف تنفيذ العملية التعرضية "أسد"، وفجر.
وعندما تسـربـت معلومات إلى الجانب الإسرائيلي يوم 26 مايو عما حدث، فقد سارع وزير الخارجية "أبا إيبان" بالاتصال بوزير الخارجية الأمريكي ليطلعه على النوايا المصرية.
وفي الحال، سارعت الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات دبلوماسية في محاولة إثناء مصر عن نواياها، حيث تم إخطار السفير المصري في واشنطن بطلب "مناشدة الحكومة الأمريكية التمسك بضبط النفس وتجنب أي أعمال عسكرية … وأن هذه الأعمال التي لا يتصورون وقوعها ستؤدي إلى نتائج خطيرة جداً … وتؤكد أن الولايات المتحدة من جانبها تبذل كل جهد من أجل منع إسرائيل من القيام بأعمال عسكرية تجاه مصر … وأن الرئيس "جونسون" يتابع الأمر بنفسه … وأن هذا التبليغ بناء على أوامره …".
ولم تكتفِ واشنطن بذلك، بل اتصلت بالاتحاد السوفيتي تحذره من قيام مصر بالهجوم، وتطلب منه الضغط على مصر لعدم اشتعال الموقف في الشرق الأوسط .. ولم يتوانى الاتحاد السوفيتي في سرعة تنفيذ الضغوط بهذا الشأن، حيث توجـه السفير السوفيتي إلى منزل الرئيس "عبدالناصر" الساعة الثالثة إلا عشر دقائق فجر يـوم 28 مايو ليبلغ رسالة عاجلة من "كوسيجين" مضمونها" أن الرئيس "جونسـون" اتصل على الخط السـاخن من البيت الأبيض والكرملين قبل ساعة وأبلغه أن القوات المصرية تـرتب هجوماً على المواقع الإسرائيلية، وأن موعد هذا الهجوم وشيك .. وأنه إذا حدث ذلك، فإن الولايات المتحدة سوف تعتبر نفسها في حل من تعهداتها التي أعطتها للاتحاد السوفيتي بممارسة ضبط النفس، وأنه (أي الرئيس جونسون) لم يشأ أن يضيع وقتاً في ساعات خطيرة يمكن أن تؤثر تأثيراً فادحاً على الموقف .. لهذا استخدم الخط الساخن".
وكان رد الرئيس "عبدالناصر": "أن هذه الرسالة ليست مفاجأة"، وتم تبليغ محتواها إلى السفير المصري في واشنطن وأبلغنا بذلك … واستطرد .. أنه لا بد أن يعرف أن مصر لا تريد الحرب ولا تسعى إليها. ولكن ستدافع عن نفسها إذا هي هوجمت … وهو واثق أن كل الأطراف الأخرى بما فيها الولايات المتحدة وإسرائيل يعرفون حقيقة أنه يريد أن يتجنب الحرب وأن الآخرين هم الذين يريدون الحرب وليس مصر .. وأن الاتحاد السوفيتي عليه أن يحاذر حتى لا يجد نفسه منساقاً وراء ألعاب الآخرين بتأثير إلحاحهم وأصواتهم العالية ..".
وفي نفس توقيت تسلم الرئيس رسالة الاتحاد السوفيتي .. كان السفير السوفيتي في تل أبيب، يسلم "أشكول" رسالة مماثلة .. ويطلب تعهداً بألا يقوم أي طرف – بما فيها إسرائيل – بإطلاق الطلقة الأولى … وكان رد "أشكول" على ذلك .. بأن الطلقة الأولى جرى إطلاقها فعلاً بحصار خليج العقبة".
د. يحى الشاعر
تم تحرير المشاركة بواسطة يحى الشاعر: Feb 26 2007, 08:34 AM
السبت 27 – الأربعاء 31 مايو 1967: "ضمانات الحرب"
القاهرة / موسكو:.
اتخذت بداية هذه المرحلة الشكل الدرامي، وتدخل الدول الكبرى "لإيقاف شن الهجوم المصري" .. وحقيقة الأمر أن القيـادة المصريـة كانت قد صدقت على قرارات لخطط تعرضية تنفذ بأوامر، وعرضت على الرئيس "عبدالناصر" في اجتماعه بالقيادات العسكرية يوم 25 مايو، وكان رأيه الذي أبلغه للمشير "عامر" هو عدم تنفيذ هذه الخطط لعدة أسبـاب .. منهـا الموقف السياسي المصري الذي سيكون صعباً إذا بدأنا نحن الطلقة الأولى، وستحصل إسرائيل على دعم مطلق من الولايات المتحدة، التي قد تشترك معها في مواجهة قواتنا، وبالتالي فسوف نحـارب إسرائيل والولايات المتحدة بدلاً من إسرائيل منفردة، والأمر الثاني، هو أن كل الإجراءات حالياً في صالحنا، وإذا كان يمكننا تحقيق أهدافنا بدون حرب، فذلك سيكون أفضل بكثير من المخاطرة بالحرب .. وقد أدى ذلك إلى إصدار المشير "عامر" أوامره بإيقاف تنفيذ العملية التعرضية "أسد"، وفجر.
وعندما تسـربـت معلومات إلى الجانب الإسرائيلي يوم 26 مايو عما حدث، فقد سارع وزير الخارجية "أبا إيبان" بالاتصال بوزير الخارجية الأمريكي ليطلعه على النوايا المصرية.
وفي الحال، سارعت الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات دبلوماسية في محاولة إثناء مصر عن نواياها، حيث تم إخطار السفير المصري في واشنطن بطلب "مناشدة الحكومة الأمريكية التمسك بضبط النفس وتجنب أي أعمال عسكرية … وأن هذه الأعمال التي لا يتصورون وقوعها ستؤدي إلى نتائج خطيرة جداً … وتؤكد أن الولايات المتحدة من جانبها تبذل كل جهد من أجل منع إسرائيل من القيام بأعمال عسكرية تجاه مصر … وأن الرئيس "جونسون" يتابع الأمر بنفسه … وأن هذا التبليغ بناء على أوامره …".
ولم تكتفِ واشنطن بذلك، بل اتصلت بالاتحاد السوفيتي تحذره من قيام مصر بالهجوم، وتطلب منه الضغط على مصر لعدم اشتعال الموقف في الشرق الأوسط .. ولم يتوانى الاتحاد السوفيتي في سرعة تنفيذ الضغوط بهذا الشأن، حيث توجـه السفير السوفيتي إلى منزل الرئيس "عبدالناصر" الساعة الثالثة إلا عشر دقائق فجر يـوم 28 مايو ليبلغ رسالة عاجلة من "كوسيجين" مضمونها" أن الرئيس "جونسـون" اتصل على الخط السـاخن من البيت الأبيض والكرملين قبل ساعة وأبلغه أن القوات المصرية تـرتب هجوماً على المواقع الإسرائيلية، وأن موعد هذا الهجوم وشيك .. وأنه إذا حدث ذلك، فإن الولايات المتحدة سوف تعتبر نفسها في حل من تعهداتها التي أعطتها للاتحاد السوفيتي بممارسة ضبط النفس، وأنه (أي الرئيس جونسون) لم يشأ أن يضيع وقتاً في ساعات خطيرة يمكن أن تؤثر تأثيراً فادحاً على الموقف .. لهذا استخدم الخط الساخن".
وكان رد الرئيس "عبدالناصر": "أن هذه الرسالة ليست مفاجأة"، وتم تبليغ محتواها إلى السفير المصري في واشنطن وأبلغنا بذلك … واستطرد .. أنه لا بد أن يعرف أن مصر لا تريد الحرب ولا تسعى إليها. ولكن ستدافع عن نفسها إذا هي هوجمت … وهو واثق أن كل الأطراف الأخرى بما فيها الولايات المتحدة وإسرائيل يعرفون حقيقة أنه يريد أن يتجنب الحرب وأن الآخرين هم الذين يريدون الحرب وليس مصر .. وأن الاتحاد السوفيتي عليه أن يحاذر حتى لا يجد نفسه منساقاً وراء ألعاب الآخرين بتأثير إلحاحهم وأصواتهم العالية ..".
وفي نفس توقيت تسلم الرئيس رسالة الاتحاد السوفيتي .. كان السفير السوفيتي في تل أبيب، يسلم "أشكول" رسالة مماثلة .. ويطلب تعهداً بألا يقوم أي طرف – بما فيها إسرائيل – بإطلاق الطلقة الأولى … وكان رد "أشكول" على ذلك .. بأن الطلقة الأولى جرى إطلاقها فعلاً بحصار خليج العقبة".
د. يحى الشاعر
تم تحرير المشاركة بواسطة يحى الشاعر: Feb 26 2007, 08:34 AM