صدور القرار السياسي يوم الأحد 21 مايو 1967 "لإغلاق خليج العقبة" قبل حرب 1967
القاهرة:.
من يوم السبت 20 ـ إلي يوم الجمعة 26 مايو 1967 كان التمهيد لإتخاذ "القرار السياسي لإغلاق خليج العقبة"
بعد أن أتمت القوات المصرية الفتح الاستراتيجي في سيناء، كان أمام القيادة المصرية مسألتين هامتين …
الأولى تتعلق بوضع خليج العقبة، وهل ستسمح مصر بمرور السفن الإسرائيلية ..
والثانية: تتعلـق بنوايا إسرائيل، ومتابعة تحركات قواتها، حتى تصل القيادة العامة إلى الفكر الذي يمكن مجابهته بخطة مصرية لإحباطه.
وعن النقطة الأولى:
فقد دارت منـاقشة في اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكي يوم 21/5/1967 وكان رأي الرئيس جمال "عبدالناصر" … أن الظروف تحتم تطبيق الإجراءات التي تحافظ على حقوق وسيادة الدولة، وكانت احتمالات الحرب – من وجهة نظره – أنه بعد سحب قوات الطوارئ الدولية فإنها تصل إلى 25 % - أما بعد إغلاق الخليج فستصل إلى 50 % .. وكان رأي المشير عامر أن احتمالات القتال واردة حتى، وإن لم تغلق مصر مضيق العقبة – لأنه لو حدث أي شيء على الحدود السورية فإن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي "وهو يعرف شعور القوات المسلحة، ويثق مقدماً أنه لا يمكن ضبط أعصاب أي قوة مصرية في شرم الشيخ إذا ما رأت أمامها علماً إسرائيلياً فوق سفينة إسرائيلية" ..
وترددت آراء أخرى عديدة .. أما الصوت المعارض الوحيد فكان للمهندس "صدقي سليمان"، حيث كان رأيه "أن الحرب في كل الأحوال مغامرة محفوفة بالمخاطر، وحسابها صعب، ولذلك فقد يكون من الأفضل العمل بكل الوسائل على تجنب رفع نسب المخاطرة".
وفي نهاية الاجتمـاع .. تم الاتفاق على إغلاق الخليج ومنع السفن الإسرائيلية من المرور .. كما اتفق على أن يتم الإعلان الآن بواسطة الرئيس "عبدالناصر" شخصياً .. قبل وصول "يوثانت" إلى القاهرة .. حيث أن زيارته تهدف أساساً إلى الحصول على ضمانات بعدم إغلاق الملاحة في وجه السفن الإسرائيلية .. وتم الاتفاق على أن يتم الإعلان من خلال زيارة الرئيس "عبدالناصر" لقاعدة "أبو صوير" الجوية يوم 22 مـايو 1967 ..
أما النقطة الثانيـة التي بحثت في اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكي، هي تقدير الاستخبارات الحربية لحجـم أوضاع إسرائيل بعد أسبوع من رفع درجات الاستعداد، وكانت كل التعليمات تشير إلى أن الحشد الرئيسي يتم حالياً في اتجاه الجبهة المصرية، ولا يوجد أمام الجبهة السورية سوى لواءين، مع عـدم وجود قوات تجاه الجبهة الأردنية .. أما تفاصيل الحشد أمام الجبهة المصرية، فإن المعلومـات تؤكد على أن الحشد الرئيسي يتم في اتجاه القطاع الجنوبي للجبهة .. "وربما يكون موضوع الخليج قد طغى على الفكر الاستخباراتي، وتصور أن الضربة الرئيسية للقوات الإسرائيلية ستكون في اتجاه شرم الشيخ لفتح خليج العقبة" .. وكان لهذا التقدير تأثير ضار على الخطة المصرية التي تعدلت عدة مرات.
د. يحى الشاعر
تم تحرير المشاركة بواسطة يحى الشاعر: Dec 19 2006, 03:04 PM
القاهرة:.
من يوم السبت 20 ـ إلي يوم الجمعة 26 مايو 1967 كان التمهيد لإتخاذ "القرار السياسي لإغلاق خليج العقبة"
بعد أن أتمت القوات المصرية الفتح الاستراتيجي في سيناء، كان أمام القيادة المصرية مسألتين هامتين …
الأولى تتعلق بوضع خليج العقبة، وهل ستسمح مصر بمرور السفن الإسرائيلية ..
والثانية: تتعلـق بنوايا إسرائيل، ومتابعة تحركات قواتها، حتى تصل القيادة العامة إلى الفكر الذي يمكن مجابهته بخطة مصرية لإحباطه.
وعن النقطة الأولى:
فقد دارت منـاقشة في اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكي يوم 21/5/1967 وكان رأي الرئيس جمال "عبدالناصر" … أن الظروف تحتم تطبيق الإجراءات التي تحافظ على حقوق وسيادة الدولة، وكانت احتمالات الحرب – من وجهة نظره – أنه بعد سحب قوات الطوارئ الدولية فإنها تصل إلى 25 % - أما بعد إغلاق الخليج فستصل إلى 50 % .. وكان رأي المشير عامر أن احتمالات القتال واردة حتى، وإن لم تغلق مصر مضيق العقبة – لأنه لو حدث أي شيء على الحدود السورية فإن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي "وهو يعرف شعور القوات المسلحة، ويثق مقدماً أنه لا يمكن ضبط أعصاب أي قوة مصرية في شرم الشيخ إذا ما رأت أمامها علماً إسرائيلياً فوق سفينة إسرائيلية" ..
وترددت آراء أخرى عديدة .. أما الصوت المعارض الوحيد فكان للمهندس "صدقي سليمان"، حيث كان رأيه "أن الحرب في كل الأحوال مغامرة محفوفة بالمخاطر، وحسابها صعب، ولذلك فقد يكون من الأفضل العمل بكل الوسائل على تجنب رفع نسب المخاطرة".
وفي نهاية الاجتمـاع .. تم الاتفاق على إغلاق الخليج ومنع السفن الإسرائيلية من المرور .. كما اتفق على أن يتم الإعلان الآن بواسطة الرئيس "عبدالناصر" شخصياً .. قبل وصول "يوثانت" إلى القاهرة .. حيث أن زيارته تهدف أساساً إلى الحصول على ضمانات بعدم إغلاق الملاحة في وجه السفن الإسرائيلية .. وتم الاتفاق على أن يتم الإعلان من خلال زيارة الرئيس "عبدالناصر" لقاعدة "أبو صوير" الجوية يوم 22 مـايو 1967 ..
أما النقطة الثانيـة التي بحثت في اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكي، هي تقدير الاستخبارات الحربية لحجـم أوضاع إسرائيل بعد أسبوع من رفع درجات الاستعداد، وكانت كل التعليمات تشير إلى أن الحشد الرئيسي يتم حالياً في اتجاه الجبهة المصرية، ولا يوجد أمام الجبهة السورية سوى لواءين، مع عـدم وجود قوات تجاه الجبهة الأردنية .. أما تفاصيل الحشد أمام الجبهة المصرية، فإن المعلومـات تؤكد على أن الحشد الرئيسي يتم في اتجاه القطاع الجنوبي للجبهة .. "وربما يكون موضوع الخليج قد طغى على الفكر الاستخباراتي، وتصور أن الضربة الرئيسية للقوات الإسرائيلية ستكون في اتجاه شرم الشيخ لفتح خليج العقبة" .. وكان لهذا التقدير تأثير ضار على الخطة المصرية التي تعدلت عدة مرات.
د. يحى الشاعر
تم تحرير المشاركة بواسطة يحى الشاعر: Dec 19 2006, 03:04 PM