عبوة العدسية كشفت أزمة الثقة بين عمان وتل ابيب ... وإستعداد اردني لأسوأ السيناريوهات
نجح علي العايد السفير الأردني في إسرائيل فيما فشل فيه آخرون كثر عندما استطاع الحفاظ على حضور إجتماعي ومهني داخل بلاده رغم صعوبة المكان الذي يعمل فيه ورغم الإرهاقات الإسرائيلية اليومية التي حاولت على مدار عامين إزعاجه.
أزمات كثيرة واجهها العايد كسفير في مكان غير محبوب إطلاقا حتى لصناع القرار الأردني طوال فترة خدمته، والرجل إبتلع كما يعرف المقربون منه الكثير من المواقف الصعبة لكنه اليوم وجد نفسه مجددا كمن يحرث بالبحر فهو يجلس وسط بؤرة معادية جدا للأردنيين من حكام تل أبيب.
والأخطر كما يقول تقرير خاص قيمته الخارجية الأردنية ان السفير العايد يعمل مع مجموعة حكام إسرائيليين لا يكتفون بالتطرف والتشدد سلميا لكنهم مرشحون للإنقلاب على قواعد اللعبة الكلاسيكية مع الأردن.. وهذا برأي خبير إستثنائي في العلاقات الأردنية ـ الإسرائيلية من طراز الدكتور مروان المعشر هو أكثر ما يزعج وينبغي ان يزعج عمان ويقلقها.
مبكرا نصح المعشر الذي كان سفيرا في تل أبيب زميله ومرشحه العايد بعدم الإطمئنان عند العمل مع الإسرائيليين ونقل إليه خبرته الخاصة.
اليوم يعتقد الرجلان- المعشر والعايد- ومعهما كثيرون في إطار النخبة بان الإستثمار السياسي في العلاقات مع الإسرائيليين لم يؤسس لأي عملية ثقة على الإطلاق بين الجانبين بالرغم من المصالح 'الدولية' التي تحققت بعدما تقرر ان توجد السفارة الإسرائيلية في قلب شارع 'صلاح الدين الأيوبي' في ضاحية الرابية بعمان الغربية.
الأزمات التي يواجهها دبلوماسي أردني يعمل في إسرائيل يوميا كثيرة - قال احد معاوني السفير العايد في جلسة خاصة ضمت مسؤولين من الدرجة الثانية في الحكومة الأردنية ورغم توقيع إتفاقية وادي عربة ورغم ان الكلفة الإعلامية التي تدفعها عمان جراء 'تطبيع' العلاقات مع إسرائيل مرتفعة إلا ان سفراء عمان في تل أبيب وهم إضافة للمعشر والعايد معروف البخيت وآخرون عملوا في بيئة 'غير مريحة' ومزاجية ومتقلبة، وهذا على الأقل شعور البخيت نفسه الذي وجد انه الرجل الذي ينبغي له الرد قبل يومين على إساءات إسرائيل لأجهزة الأمن الأردنية.
لذلك وجد العايد نفسه مؤخرا وحتى قبل انفجار العدسية المثير للجدل والتساؤلات في عين العاصفة الإسرائيلية والإعلامية رغم أنه أزهد الناس في الظهور الإعلامي والفتوى السياسية ويجيد العمل خلف الكواليس ولا يحب الأضواء ويهجرها بالعادة.
العايد قرأ كغيره مقالات وآراء الإسرائيليين الذين يطالبون بإهانته وضربه بالحذاء دون الإكتفاء بتقليد ما حصل مع السفير التركي في وزارة ليبرمان المتشدد الذي رفضت عمان إستقباله عدة مرات، بل وشاركت حسب مصدر خاص في حلقات تضغط على نتنياهو لإسقاطه وإخراجه من حسابات حكومة الإئتلاف بعدما تبين انه داعم خفي لعضو الكنيست الإسرائيلي الذي دعم قانون ألداد الذي ينص بدوره على إقامة دولة للفلسطينيين في الأردن.
الإهانات وجهت قصدا للسفير العايد قبل انفجار عبوة العدسية بالقرب من سيارات إسرائيلية في الطريق الأردني المؤدي لجسر الملك حسين والتذكير زاد بها في الصحافة الإسرائيلية لمستوى دفع وزير الخارجية الأردنية ناصر جوده لللتشاور مع العايد وتكليف فريق مختص برصد ومتابعة ما يجري في إسرائيل من أجواء معادية للأردن.
وفي الخارجية الأردنية فشل فريق المتابعة بتحديد سبب حقيقي وواضح ومقنع للحملة الإسرائيلية ضد الأردن وتم التوصل لاستنتاج يقول بأن ليبرمان هو محرك هذه الحملة ونتنياهو سعيد بها وإن كان لا يشارك في حملة التحريض على عمان فيما يتعهد باراك وآخرون بالإتصال للإحتواء والتخدير بين الحين والآخر.
وعلى نحو او آخر حددت المؤسسة الأردنية خيطا رفيعا يربط بين سعي دوائر في واشنطن لتحميل الأجهزة الأمنية الأردنية مسؤولية الإختراق الخطير الذي حصل في خوست الأفغانية وبين دوائر إسرائيلية تحاول الإشارة الى ان عبوة العدسية الصغيرة كانت محصلة لتراخ في قبضة الإجراءات الأمنية الأردنية.
وليس سرا ان عمان تقدر خلفية سياسية لهذه التحرشات بأدائها الأمني بدليل ان المضايقات للسفير العايد تزايدت بعد عبوة العدسية وصدرت تصريحات إسرائيلية مباشرة تتحدث عن تحقيقات ستشمل مسؤولين حكوميين في عمان للتأكد من تسريب معلومات حول حركة القافلة الدبلوماسية قبل انفجار عبوة العدسية، في إشارات لا تخالف فقط الحقيقة لكنها تخالف الذاكرة المشتركة للجميع حول كفاءة ومهنية والتزام المستوى الأمني الأردني.
وهذه الحلقة من الإتهامات الإسرائيلية نتج عنها فورا في عمان دعوات من ساسة وإعلاميين معتدلين تتجاوز الهتاف الشعبي المطالب بطرد سفير إسرائيل وإغلاق سفارته لصالح ترديد نغمة ان العلاقة مع إسرائيل أصبحت عبئا على الأردنيين بالمعنى السياسي والإجتماعي والأهم الأمني.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد فتهمة التسريب الإسرائيلية قابلها تلميح الى ان إسرائيل قد تكون صنعت سيناريو حادثة العدسية لإحراج الأردن واتهامه وقابلها ايضا التذكير بان العسكر الإسرائيليين معروفون ببيع الأسلحة والمعلومات لمن يدفع.
وكل هذه التلاحقات حصلت ليس بعد انفجار عبوة العدسية الذي لا يستحق مستوى الإنتقادات الإسرائيلية برأي الإسرائيليين ولكن بعد تصريحات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط التي قال فيها بان إسرائيل تفكر بطرد الفلسطينيين جماعيا باتجاه نهر الأردن.. بمعنى آخر 'الترانفسير' وبمعنى أدق إعلان الحرب على الأردن، لان المعنى الوحيد للترانسفير هو التراجع عن اتفاقية وادي عربة والسعي لإقامة الوطن البديل بالقوة وهو خيار قالت القيادة الأردنية علنا انها ستقاومه بالقوة العسكرية.
الموقف الآن معقد بين الأردن وإسرائيل فقيمة إتفاقية وادي عربة أردنيا أنها تدفن فكرة الوطن البديل كما صرح يوما موقعها عبد السلام المجالي، وقيمتها إسرائيليا انها دشنت أكبر حملة تطبيع مع دولة عربية ومنحت الإسرائيليين الأمن على الحدود الأردنية.
اليوم تختل المعادلة تدريجيا فإسرائيل تكتشف ان أقصى ما حصلت عليه هو'التطبيع الرسمي' الذي يختفي أحيانا ايضا على مقياس تشدد الحكومات الإسرائيلية، وعمان بعد 15 عاما من التوقيع ترى ان الترانسفير لا زال خيارا يطرحه الإسرائيليون لإرهاقها وإرعابها بين الحين والآخر.. هذه كما لاحظ رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري 'ليست حالة سلام' ولا يمكن ان تكون ما دام الإسرائيلي مهووس بمسألة واحدة فقط هي 'تصفية' القضية الفلسطينية وبأي ثمن وسعر وتكلفة.
نجح علي العايد السفير الأردني في إسرائيل فيما فشل فيه آخرون كثر عندما استطاع الحفاظ على حضور إجتماعي ومهني داخل بلاده رغم صعوبة المكان الذي يعمل فيه ورغم الإرهاقات الإسرائيلية اليومية التي حاولت على مدار عامين إزعاجه.
أزمات كثيرة واجهها العايد كسفير في مكان غير محبوب إطلاقا حتى لصناع القرار الأردني طوال فترة خدمته، والرجل إبتلع كما يعرف المقربون منه الكثير من المواقف الصعبة لكنه اليوم وجد نفسه مجددا كمن يحرث بالبحر فهو يجلس وسط بؤرة معادية جدا للأردنيين من حكام تل أبيب.
والأخطر كما يقول تقرير خاص قيمته الخارجية الأردنية ان السفير العايد يعمل مع مجموعة حكام إسرائيليين لا يكتفون بالتطرف والتشدد سلميا لكنهم مرشحون للإنقلاب على قواعد اللعبة الكلاسيكية مع الأردن.. وهذا برأي خبير إستثنائي في العلاقات الأردنية ـ الإسرائيلية من طراز الدكتور مروان المعشر هو أكثر ما يزعج وينبغي ان يزعج عمان ويقلقها.
مبكرا نصح المعشر الذي كان سفيرا في تل أبيب زميله ومرشحه العايد بعدم الإطمئنان عند العمل مع الإسرائيليين ونقل إليه خبرته الخاصة.
اليوم يعتقد الرجلان- المعشر والعايد- ومعهما كثيرون في إطار النخبة بان الإستثمار السياسي في العلاقات مع الإسرائيليين لم يؤسس لأي عملية ثقة على الإطلاق بين الجانبين بالرغم من المصالح 'الدولية' التي تحققت بعدما تقرر ان توجد السفارة الإسرائيلية في قلب شارع 'صلاح الدين الأيوبي' في ضاحية الرابية بعمان الغربية.
الأزمات التي يواجهها دبلوماسي أردني يعمل في إسرائيل يوميا كثيرة - قال احد معاوني السفير العايد في جلسة خاصة ضمت مسؤولين من الدرجة الثانية في الحكومة الأردنية ورغم توقيع إتفاقية وادي عربة ورغم ان الكلفة الإعلامية التي تدفعها عمان جراء 'تطبيع' العلاقات مع إسرائيل مرتفعة إلا ان سفراء عمان في تل أبيب وهم إضافة للمعشر والعايد معروف البخيت وآخرون عملوا في بيئة 'غير مريحة' ومزاجية ومتقلبة، وهذا على الأقل شعور البخيت نفسه الذي وجد انه الرجل الذي ينبغي له الرد قبل يومين على إساءات إسرائيل لأجهزة الأمن الأردنية.
لذلك وجد العايد نفسه مؤخرا وحتى قبل انفجار العدسية المثير للجدل والتساؤلات في عين العاصفة الإسرائيلية والإعلامية رغم أنه أزهد الناس في الظهور الإعلامي والفتوى السياسية ويجيد العمل خلف الكواليس ولا يحب الأضواء ويهجرها بالعادة.
العايد قرأ كغيره مقالات وآراء الإسرائيليين الذين يطالبون بإهانته وضربه بالحذاء دون الإكتفاء بتقليد ما حصل مع السفير التركي في وزارة ليبرمان المتشدد الذي رفضت عمان إستقباله عدة مرات، بل وشاركت حسب مصدر خاص في حلقات تضغط على نتنياهو لإسقاطه وإخراجه من حسابات حكومة الإئتلاف بعدما تبين انه داعم خفي لعضو الكنيست الإسرائيلي الذي دعم قانون ألداد الذي ينص بدوره على إقامة دولة للفلسطينيين في الأردن.
الإهانات وجهت قصدا للسفير العايد قبل انفجار عبوة العدسية بالقرب من سيارات إسرائيلية في الطريق الأردني المؤدي لجسر الملك حسين والتذكير زاد بها في الصحافة الإسرائيلية لمستوى دفع وزير الخارجية الأردنية ناصر جوده لللتشاور مع العايد وتكليف فريق مختص برصد ومتابعة ما يجري في إسرائيل من أجواء معادية للأردن.
وفي الخارجية الأردنية فشل فريق المتابعة بتحديد سبب حقيقي وواضح ومقنع للحملة الإسرائيلية ضد الأردن وتم التوصل لاستنتاج يقول بأن ليبرمان هو محرك هذه الحملة ونتنياهو سعيد بها وإن كان لا يشارك في حملة التحريض على عمان فيما يتعهد باراك وآخرون بالإتصال للإحتواء والتخدير بين الحين والآخر.
وعلى نحو او آخر حددت المؤسسة الأردنية خيطا رفيعا يربط بين سعي دوائر في واشنطن لتحميل الأجهزة الأمنية الأردنية مسؤولية الإختراق الخطير الذي حصل في خوست الأفغانية وبين دوائر إسرائيلية تحاول الإشارة الى ان عبوة العدسية الصغيرة كانت محصلة لتراخ في قبضة الإجراءات الأمنية الأردنية.
وليس سرا ان عمان تقدر خلفية سياسية لهذه التحرشات بأدائها الأمني بدليل ان المضايقات للسفير العايد تزايدت بعد عبوة العدسية وصدرت تصريحات إسرائيلية مباشرة تتحدث عن تحقيقات ستشمل مسؤولين حكوميين في عمان للتأكد من تسريب معلومات حول حركة القافلة الدبلوماسية قبل انفجار عبوة العدسية، في إشارات لا تخالف فقط الحقيقة لكنها تخالف الذاكرة المشتركة للجميع حول كفاءة ومهنية والتزام المستوى الأمني الأردني.
وهذه الحلقة من الإتهامات الإسرائيلية نتج عنها فورا في عمان دعوات من ساسة وإعلاميين معتدلين تتجاوز الهتاف الشعبي المطالب بطرد سفير إسرائيل وإغلاق سفارته لصالح ترديد نغمة ان العلاقة مع إسرائيل أصبحت عبئا على الأردنيين بالمعنى السياسي والإجتماعي والأهم الأمني.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد فتهمة التسريب الإسرائيلية قابلها تلميح الى ان إسرائيل قد تكون صنعت سيناريو حادثة العدسية لإحراج الأردن واتهامه وقابلها ايضا التذكير بان العسكر الإسرائيليين معروفون ببيع الأسلحة والمعلومات لمن يدفع.
وكل هذه التلاحقات حصلت ليس بعد انفجار عبوة العدسية الذي لا يستحق مستوى الإنتقادات الإسرائيلية برأي الإسرائيليين ولكن بعد تصريحات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط التي قال فيها بان إسرائيل تفكر بطرد الفلسطينيين جماعيا باتجاه نهر الأردن.. بمعنى آخر 'الترانفسير' وبمعنى أدق إعلان الحرب على الأردن، لان المعنى الوحيد للترانسفير هو التراجع عن اتفاقية وادي عربة والسعي لإقامة الوطن البديل بالقوة وهو خيار قالت القيادة الأردنية علنا انها ستقاومه بالقوة العسكرية.
الموقف الآن معقد بين الأردن وإسرائيل فقيمة إتفاقية وادي عربة أردنيا أنها تدفن فكرة الوطن البديل كما صرح يوما موقعها عبد السلام المجالي، وقيمتها إسرائيليا انها دشنت أكبر حملة تطبيع مع دولة عربية ومنحت الإسرائيليين الأمن على الحدود الأردنية.
اليوم تختل المعادلة تدريجيا فإسرائيل تكتشف ان أقصى ما حصلت عليه هو'التطبيع الرسمي' الذي يختفي أحيانا ايضا على مقياس تشدد الحكومات الإسرائيلية، وعمان بعد 15 عاما من التوقيع ترى ان الترانسفير لا زال خيارا يطرحه الإسرائيليون لإرهاقها وإرعابها بين الحين والآخر.. هذه كما لاحظ رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري 'ليست حالة سلام' ولا يمكن ان تكون ما دام الإسرائيلي مهووس بمسألة واحدة فقط هي 'تصفية' القضية الفلسطينية وبأي ثمن وسعر وتكلفة.