معاهدة الدفاع المصري / الأردني "30 مايو 1967"
مع تصاعد الأزمة، بدأ "الملك حسين" بخطوة رئيسية في اتجاه التحالف مع مصر وسورية، وضم قواته إليهما.. وبذلك جعل من الهجوم العربي المقترح ضد إسرائيل أمراً واقعاً. وقد كان "الملك حسين" على علاقة سيئة بعبدالناصر. ولديه الأسباب الوجيهة التي تبرر ذلك. إذ أن "عبدالناصر" ظل سنوات طوال يحاول الإطاحة به علانية.
والحقيقة أن "الملك حسين" قام بمجازفة عندما قرر السفر إلى القاهرة بطريق الجو يوم 30 مايو 1967، دون أن يحصل على موافقة مسبقة من "عبدالناصر" لاستقباله فربما اعتقل فور وصوله. ولكنه لم يعتقل. وبعد وصوله بساعات قليلة، كان يوقع معاهدة دفاع تربطه بمصر وسورية. وبانضمام "الملك حسين" إلى المعاهدة الثلاثية ، لم يكن هناك سوى معنى واحد هو الحرب. فلو لم يكن "الملك حسين" يخشى أن تهاجم الجيوش العربية الأخرى إسرائيل، وتنتصر عليها، ويصبح هو في موقف ضعيف لتخلفه عن الاشتراك معها، لما قام مطلقاً بربط مصيره بمصيرها.
وعند عودة "الملك حسين" إلى عمان، أدلى بحديث إلى مراسل جريدة الحياة اللبنانية قال فيه: "أن معاهدة الدفاع التي وقعها في القاهرة تعد حدثاً تاريخياً. فهي وثيقة تجسد قرار عمل قومي".
وساعدت زيارة "حسين" والمعاهدة التي وقعت على انقشاع بقية السحابة التي كانت تعكر صفو الشعوب العربية. فقد أعلن "حسين" أنه يتطلع إلى مزيد من التعاون مع مصر والدول العربية الأخرى في المشرق والمغرب. حتى يمكننا أن نسير في الطريق الصحيح المؤدي إلى محو عارنا وتحرير فلسطين، وتم تعيين اللواء المصري عبدالمنعم رياض قائداً للجبهة الشرقية، والقوات الأردنية.
واكتملت الحلقة حول إسرائيل، يوم الرابع من يونيه، بإبرام معاهدة الدفاع المشترك بين مصر والعراق. وإبلاغ "عبدالناصر" "لحسين"، أن المعاهدة أصبحت تضم مصر والأردن والعراق. وفي اليوم التالي وصلت طائرات مصرية إلى الأردن، كما وصلت كتيبتان مصريتان، وبدأت أيضاً قوة عراقية في دخول الأردن، كان يتقدمها لواء ميكانيكي وكتيبة مدرعة.
وفي ضوء زيارة "حسين" للقاهرة، والمعاهدة ـ ووضع قوات الأردن تحت القيادة المصرية، لم يكن في مقدور إسرائيل أن تظل سلبية. وكان السؤال المطروح، هل نظل ننتظر حتى تهاجمنا الجيوش العربية، أم سنقوم بتوجيه الضربة الأولى؟
د. يحى لشاعر
مع تصاعد الأزمة، بدأ "الملك حسين" بخطوة رئيسية في اتجاه التحالف مع مصر وسورية، وضم قواته إليهما.. وبذلك جعل من الهجوم العربي المقترح ضد إسرائيل أمراً واقعاً. وقد كان "الملك حسين" على علاقة سيئة بعبدالناصر. ولديه الأسباب الوجيهة التي تبرر ذلك. إذ أن "عبدالناصر" ظل سنوات طوال يحاول الإطاحة به علانية.
والحقيقة أن "الملك حسين" قام بمجازفة عندما قرر السفر إلى القاهرة بطريق الجو يوم 30 مايو 1967، دون أن يحصل على موافقة مسبقة من "عبدالناصر" لاستقباله فربما اعتقل فور وصوله. ولكنه لم يعتقل. وبعد وصوله بساعات قليلة، كان يوقع معاهدة دفاع تربطه بمصر وسورية. وبانضمام "الملك حسين" إلى المعاهدة الثلاثية ، لم يكن هناك سوى معنى واحد هو الحرب. فلو لم يكن "الملك حسين" يخشى أن تهاجم الجيوش العربية الأخرى إسرائيل، وتنتصر عليها، ويصبح هو في موقف ضعيف لتخلفه عن الاشتراك معها، لما قام مطلقاً بربط مصيره بمصيرها.
وعند عودة "الملك حسين" إلى عمان، أدلى بحديث إلى مراسل جريدة الحياة اللبنانية قال فيه: "أن معاهدة الدفاع التي وقعها في القاهرة تعد حدثاً تاريخياً. فهي وثيقة تجسد قرار عمل قومي".
وساعدت زيارة "حسين" والمعاهدة التي وقعت على انقشاع بقية السحابة التي كانت تعكر صفو الشعوب العربية. فقد أعلن "حسين" أنه يتطلع إلى مزيد من التعاون مع مصر والدول العربية الأخرى في المشرق والمغرب. حتى يمكننا أن نسير في الطريق الصحيح المؤدي إلى محو عارنا وتحرير فلسطين، وتم تعيين اللواء المصري عبدالمنعم رياض قائداً للجبهة الشرقية، والقوات الأردنية.
واكتملت الحلقة حول إسرائيل، يوم الرابع من يونيه، بإبرام معاهدة الدفاع المشترك بين مصر والعراق. وإبلاغ "عبدالناصر" "لحسين"، أن المعاهدة أصبحت تضم مصر والأردن والعراق. وفي اليوم التالي وصلت طائرات مصرية إلى الأردن، كما وصلت كتيبتان مصريتان، وبدأت أيضاً قوة عراقية في دخول الأردن، كان يتقدمها لواء ميكانيكي وكتيبة مدرعة.
وفي ضوء زيارة "حسين" للقاهرة، والمعاهدة ـ ووضع قوات الأردن تحت القيادة المصرية، لم يكن في مقدور إسرائيل أن تظل سلبية. وكان السؤال المطروح، هل نظل ننتظر حتى تهاجمنا الجيوش العربية، أم سنقوم بتوجيه الضربة الأولى؟
د. يحى لشاعر