اتفاقية الدفاع المشترك المصرية – الأردنية (يوم 30 مايو 1967)

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
اتفاقية الدفاع المشترك المصرية – الأردنية:. (يوم 30 مايو 1967)



لم تكن المملكة الأردنية بعيدة عن أحداث الشرق الأوسط في تلك المرحلة … وكان التقدير أن تصاعد الأزمة سيؤدي حتماً إلى الانفجار، وأن الأردن ستكون أحد الأهداف الإسرائيلية "بدليل أنها كانت الذريعة في فترة ما قبل العدوان الثلاثي .. كما كان العـدوان على قرية (السموع) لم يمض عليه إلا سبعة أشهر فقط" .. وكان الشعب الأردني متأثراً بما يجري من أحداث على الساحة، ويؤيد الموقف القومي العربي بشدة، كما كان وضع الفلسطينيين فـي الضفة لا يغيب عن نظر القيادة الأردنية – إنهم سيكونون أحد الأهداف الإسرائيلية في حربها ا لمنتظرة .. ومن هنا كان قرار الملك "حسين" بالتوجه إلى القاهرة – برغم أن العلاقات لم تكن على المستوى المناسب – ويبحث مع الرئيس "عبدالناصر" الموقف على الجبهات العربية وينسق الموقف الثنائي مع مصر.

وفي الساعة الحادية عشرة والنصف يوم 30 مايو 1967 بدأت اجتماعات القمة المصرية – الأردنية وحضر منها "أحمد الشقيري" رئيس منظمة التحرير الفلسطينية .. وقد تدارس الجميع الموقف وانتهى الاجتماع بتوقيع اتفاقية دفاع مشترك بين مصر والأردن … وتم الاتفاق على عدة نقاط أهمها:


(1) قبول الأردن لتمركز قوات عراقية على أراضيها .. وقد تحدد بحوالي أربعة لواءات، (ولإجراء التنسيق النهائي .. فـقـد سـافر السيد "زكريـا محيي الدين" والفريق "عبدالمنعم رياض" إلى بغداد يوم 31/5 بناء على اتصال تم بين الرئيس "عبدالناصر" والرئيس "عبدالرحمن عارف" لتحديد مهام هذه القوة، وأسلوب عملها، وتوقيت وخطوط تحركاتها … ألخ.

(2) تعيين الفريق "عبدالمنعم رياض" قائداً للجبهة الأردنية (طبقاً لمطلب شخصي من الملك حسين) .. على أن يتجه فوراً إلى الأردن لمزاولة مهام عمله.

(3) التخفيف من قيود عمل المقاومة الفلسطينية من الجبهة الأردنية.

(4) مداومة التنسيق بين الجبهتين المصرية والأردنية .. والسماح بتواجد وسائل إنذار دفاع جوي مصرية تعمل من الأراضي الأردنية.


وقد أثـارت هذه الاتفـاقيـة حفيظة إسرائيل، والتي كانت تربط بين العمل العسكري في اتجاه الجبهـة الأردنيـة، مـع ما تقـوم به هذه الجبهة لتهديد أمن إسرائيل … وقد دفع هذا الاتفاق "ليفي أشكول" إلى سرعة إعلان "حكومة الوحدة الوطنية".

أمـا الفـريق "عبدالمنعم ريـاض" فقد سافر في يوم 2/6/1967 بوصفه نائباً للمشير "عبدالحكيم عامر"، ومعه 2 كتيبة صاعقة، ومجموعة عمليات صغيرة، وأجهزة رادار دفاع جوي إلى عمان وقام بفتح مركز عمليات رئيسي للجبهة الشرقية.





د. يحى الشاعر


 
عودة
أعلى