الأحداث الهامة وردود الأفعال من 14 مايو حتى 4 يونيه 1967( بداية الأزمة)

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
الأحداث الهامة وردود الأفعال من 14 مايو حتى 4 يونيه 1967( بداية الأزمة)


الأحداث الهامة وردود الأفعال
(من 14 مايو حتى 4 يونيه 1967)


بداية الأزمة:.

بدأ التخطيط الدقيق لاستدراج مصر إلى هذه الحرب في توقيت لا يناسبها. خاصة وأن قواتها كانت منشغلة بحرب اليمن. وكان تنفيذ المخطط الإسرائيلي – الأمريكي في أوائل أبريل 1967، حين بدأت إسرائيل سلسلة من الانتهاكات لاتفاقية الهدنة مع سورية، وذلك بتوسيع المناطق الزراعية التابعة لها في المنطقة المنزوعة السلاح شرقي بحيرة طبريا، على حساب الأراضي التي يملكها المزارعون السوريون.

وأدى الرد السوري في 7 أبريل على هذا الانتهاك المتعمد إلى نشوب قتال بالمدفعية والطيران أسفر عن إسقاط 6 طائرات ميغ 21 سورية. ثم بدأت على أثر ذلك سلسلة من التهديدات الإسرائيلية لسورية. وتمت فـي الوقـت نفسـه بعض التحركات العسكرية قرب الحدود السورية، توحي بأن هناك حشوداً ضخمة. مع إنكار وجود مثل هذه الحشود لمراقبي الهدنة التابعين للأمم المتحدة.

ولما كانت مصر تربطها بسورية معاهدة دفاع مشترك، عقدت في 4 نوفمبر 1966، فقد كان من الطبيعي أن تتضامن مصر مع سورية في مواجهة التهديدات الإسرائيلية الصريحة لها بالحرب، والتي جسدتها معركة 7 نوفمبر 1966 الجوية، خاصة وأن إسرائيل تعمدت استفزاز قيادتها السياسية في حميم شعورها بمسؤوليتها القومية عندما كررت التهديدات العسكرية لسورية، وأوضحت أن مصر لن تستطيع التدخل لصالح سورية لأنها ضعيفة نتيجة تورطها في اليمن.

وفـي أوائـل مـايو 1967 أخـذ المسـؤولون الإسرائيليون يصعدون تهديداتهم، فأعلن "ليفي أشكول" رئيس الوزراء بأن (حرب العصابات أمر لا يقبله العقل ولا يمكن تركه هكذا لأنه يهدد أمن إسرائيل. ومن الواضح أن سورية هي قاعدة المخربين الذين يفدون إلينا، وربما يوجد بينهم مخربون من الصين الشعبية كما تقول الشـائعات) وفي 9 مايو 67 قرر الكنيست الإسرائيلي وجوب ا لقيام بعملية حربية انتقامية ضد سورية.

وفي 10 مايو 1967 أرسل "أبا إيبـان" وزير الخارجية الإسرائيلي إلى سفرائه في الخارج يطلب منهم (العمل على إقناع الدول التي يعملون فيها بخطورة الموقف على الحدود السورية – الإسرائيلية.

فـي يوم 12 مايو 1967، صرح "إسحاق رابين" رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أننا سنقوم بهجوم خاطف على سورية، وسنحتل دمشق لنسقط النظام ثم نعود …) وحينما شعرت سورية أن التهديدات الإسرائيلية هي تمهيد لعدوان عليها، سارعت بإبلاغ أعضاء مجلس الأمن بالموقف يوم 13 مايو 1967.

وكانت هذه التصريحات كفيلة بتحريك الموقف على مختلف مستوياته وفي أركان الدنيا.. حيث اتجهت كل الأنظار إلى سورية … وماذا سيحدث هناك؟!!.

وكـان الاتحاد السوفيتي مشغولاً بما يحدث في سورية. حيث كان أول من أذاع أنباء الحشود على سورية، وقد تم الإبلاغ بوسيلتين، يوم 13 مايو 1967 الأولى بالوسائل الرسمية إلى الرئيس "عبدالناصر" في القاهرة، والثانية شبه رسمية، حيث أفضى الرئيس "بودجورني" – أحد قادة الاتحاد السوفيتي الثلاث في ذلك الوقت – إلى "أنور السادات" كان وقتها رئيساً لمجلس الشعب، أن سورية تواجه موقفاً صعباً، ونحن سنساعد سورية في الموقف الذي ستواجهه، وقد أخطرنا الرئيس "عبدالناصر" في القاهرة بما لدينا من معلومات … وقد وصلت في نفس اليوم برقية من رئيس الأركان السوري تفيد "إسرائيل استدعت قوات الاحتياط، وإنها تحشد حوالي 15 لواء أمام الجهة السورية، وأنها تنوي مهاجمة سورية مع استخدام المظليين بكثافة … والتوقيت المنتظر من 15 – 22 مايو وأبلغ وزير الدفاع السوري "العماد حافظ الأسد" المشير عامر بأن العدو يحشد 11 – 13 لواء على الحدود السورية.

وقبل ذلك بحوالي عشرة أيام طلب الملك "حسين" حضور الفريق "عبدالمنعم رياض" الذي كان يشغل وقتها رئيس أركان القيادة العربية الموحدة – لمقـابلته في عمان … وقد كان مضمون الرسالة يعتبر ذا أهمية خاصة لمصر وللشعوب العربية بالكـامل حيث تـلخصت في أن "هناك مؤامرة لاستدراج مصر وتوريطها بحيث يمكن ضربها … وأن سورية هي طعم الاستدراج أو التوريط، وأن موعد التنفيذ قريب … وأن الملك حسين – برغم كل الاعتبارات – قـرر أن يحذر مصر لسبب رئيسي هو خشية أن تصل المخاطر إلى مملكتـه لصعوبة حصر ألسنة النار إذا اشتعلت في المنطقة.

وبعد هذا وذاك، كانت وكالات الأنباء تنقل أنباء حشود عسكرية، وتصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي، ولبعض القادة العسكريين بحتمية المواجهة بين إسرائيل وسورية التي تشجع أعمال الفدائيين، وأن المواجهة في هذه المرة تختلف تماماً عن المواجهات السابقـة، وأنه قد تستغل الحشود العسكرية القائمة بتنفيذ العرض العسكري يوم 15 مايو بمناسبة ذكرى إنشاء الدولة في توجيه الضربة إلى سورية.

كل هذا لخلق الذريعة، والخداع في توجيه الضربة الرئيسية، وجر مصر (التي وقعت اتفاق إحياء معاهدة الدفاع المشترك مع سورية يوم 4 نوفمبر 1966) لاتخاذ إجراءات لتكون هي الذريعة لبدء عدوان يونيه 1967.

وقبل أن نتعمق في سير الأحداث والملابسات التي اكتنفتها، والاستعدادات التي قام بها كل من الطرفين علينا أن نتفهم بعض أوضاع الأجهزة والقيادات المسئولة عن التخطيط للحرب وسير القتال.




يحى الشاعر

تم تحرير المشاركة بواسطة يحى الشاعر: Dec 22 2006, 09:06 AM

 
عودة
أعلى