1
من معارك الإسلام الخالدة
معركة الزلاقة
معركة الزلاقة
معركة سهل الزلاقة أشهر المعارك الحربية وأعظمها فى تاريخ المسلمين بالأندلس
حدثت في (يوم الجمعة 12 رجب 479 هـ = 23أكتوبر 1086م )
ووقعت المعركة في سهل فسيح في الجزء الجنوبي الغربي لبلاد الأندلس وتـسمـيه المـصـادر
العربيـة بـالزلاقـة أو (سـاكرا خاس - بالإسبانية) شـمـالي بـطليوس على الحـدود الإسـبانية
البرتغالية حــاليًّا ، ويقال أن السهل ســمي بذلك نسبة لكثرة إنزلاق المتحاربين على أرض
المعركة بسبب كمية الـدماء التي أريقت ذلك اليوم وملأت السهل ، وهي معروفة لدى
المؤرخين الغربيين بنفس إسمها العربي .
وقد وقعت المعركة بين جيش دولة المرابطين بقيادة يوسف إبن تاشفين متحدة مع جيش
مسلمي الأندلس بقيادة المعتمد بن عباد والتي إنتصرت إنتصارآ ساحقا مدويآ على قوات الملك
القشتالي ألفونسو السادس وحلفائه من نصارى إسبانيا وبقية دول أوروبا .
حدثت في (يوم الجمعة 12 رجب 479 هـ = 23أكتوبر 1086م )
ووقعت المعركة في سهل فسيح في الجزء الجنوبي الغربي لبلاد الأندلس وتـسمـيه المـصـادر
العربيـة بـالزلاقـة أو (سـاكرا خاس - بالإسبانية) شـمـالي بـطليوس على الحـدود الإسـبانية
البرتغالية حــاليًّا ، ويقال أن السهل ســمي بذلك نسبة لكثرة إنزلاق المتحاربين على أرض
المعركة بسبب كمية الـدماء التي أريقت ذلك اليوم وملأت السهل ، وهي معروفة لدى
المؤرخين الغربيين بنفس إسمها العربي .
وقد وقعت المعركة بين جيش دولة المرابطين بقيادة يوسف إبن تاشفين متحدة مع جيش
مسلمي الأندلس بقيادة المعتمد بن عباد والتي إنتصرت إنتصارآ ساحقا مدويآ على قوات الملك
القشتالي ألفونسو السادس وحلفائه من نصارى إسبانيا وبقية دول أوروبا .
ما قبل المعركة
بعد أن سقطت الدولة الأموية في الأندلس وتفككت إلى ما عرف بإسم حقبة ملوك الطوائف
في الفترة التاريخية التي بدأت بحدود عام 422 هـ حينما أعلن الوزير أبو الحزم بن جهور
إنتهاء عصرالدولة الأموية في الأندلس ، مما حدا بكل أميرمن أمراء الأندلس ببناء دويلته
الخاصة المستقلة ، وأسسوا أسرآ حاكمة من أهلهم وذويهم ، وقامت في جوانب الأندلس
خلافات وسلطنات وممالك هشة لا حول لها ولا قوة ، إتخذ أصحابها ألقاب الخلافة ورسوم
الممالك دون أن يكون لهم من ذلك حقيقة أو معنى ، وتعددت الرياسات في أنحائها ، لا تربطها
رابطة ، ولا تجمع كلمتها مصلحة مشتركة ، بل على العكس منافسات وأطماع شخصية
وحروب أهلية صغيرة تضطرم بينها ! الأمرالذي أدى إلى إضعاف موقف المسلمين
في شبه جزيرة أيبيريا .
فكانت الأندلس كما قيل "الصرح الشامخ الذي إنهارت أسسه وتصدع بنيانه وأنتقصت أطرافه وتناثرت أشلاؤه"
وكان من هذه الدويلات التي بلغ عددها 22 دويلة :
غرناطة - أشبيلية - المرية - بلنسية - طليطلة سرقسطة - البرازين - البداجوز - دانية - البليار - ومورور ... ألخ
(وماأشبه الليلة بالبارحة) !
في الفترة التاريخية التي بدأت بحدود عام 422 هـ حينما أعلن الوزير أبو الحزم بن جهور
إنتهاء عصرالدولة الأموية في الأندلس ، مما حدا بكل أميرمن أمراء الأندلس ببناء دويلته
الخاصة المستقلة ، وأسسوا أسرآ حاكمة من أهلهم وذويهم ، وقامت في جوانب الأندلس
خلافات وسلطنات وممالك هشة لا حول لها ولا قوة ، إتخذ أصحابها ألقاب الخلافة ورسوم
الممالك دون أن يكون لهم من ذلك حقيقة أو معنى ، وتعددت الرياسات في أنحائها ، لا تربطها
رابطة ، ولا تجمع كلمتها مصلحة مشتركة ، بل على العكس منافسات وأطماع شخصية
وحروب أهلية صغيرة تضطرم بينها ! الأمرالذي أدى إلى إضعاف موقف المسلمين
في شبه جزيرة أيبيريا .
فكانت الأندلس كما قيل "الصرح الشامخ الذي إنهارت أسسه وتصدع بنيانه وأنتقصت أطرافه وتناثرت أشلاؤه"
وكان من هذه الدويلات التي بلغ عددها 22 دويلة :
غرناطة - أشبيلية - المرية - بلنسية - طليطلة سرقسطة - البرازين - البداجوز - دانية - البليار - ومورور ... ألخ
(وماأشبه الليلة بالبارحة) !
حتى قال الشاعر واصفآ هذه الحالة المؤسفة :
مما يزهدني في أرض أندلـس أســـماء مــعـتضد فيها ومـــعـتمد
ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي إنتفاخا صورة الأسـد
ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي إنتفاخا صورة الأسـد
========================================================================================
2
أوضاع النصارى في تلك الحقبة
على الجانب النصراني إتحدت مملكتا قشتالة وليون على يد فرناندو الأول الملقب بالعظيم
وكان له بعض المناوشات مع المسلمين التي إستمرت بعد وفاته ثم تولي من بعد الملك
إبنه الملك ألفونسو السادس الذي قال يومآ ساخرآ من أحوال مسلمي الأندلس بتلك الفترة : -
"كيف أترك قومًا مجانين تسمى كل واحد منهم بإسم خلفائهم وملوكهم
وكل واحد منهم لا يسل للدفاع عن نفسه سيفآ ، ولا يرفع عن رعيته ضيمآ ولا حيفآ" !
وقامت خلال هذه الفترة ما أصطلح على تسميته في الغرب بحروب الإسترداد ، وتوحدت جهود
ألفونسو السادس ملك قشتالة الذي كان يحكم جليقية وجزءا ًمن البرتغال مع سانشو الأول
ملك آراجون ونافارا والكونت برنجارريموند حاكم برشلونة وأورجل ثم ساروا بجيوش مشتركة
وحاصروا مدناً وقلاعاً وإحتلوا قرى وأحرقوا أراضي إسلامية كثيرة ومع شدة ضغط ألفونسو
على المسلمين في الأندلس دفع الأمراء له الجزية ، أو سلموا له حصوناً !
وكان له بعض المناوشات مع المسلمين التي إستمرت بعد وفاته ثم تولي من بعد الملك
إبنه الملك ألفونسو السادس الذي قال يومآ ساخرآ من أحوال مسلمي الأندلس بتلك الفترة : -
"كيف أترك قومًا مجانين تسمى كل واحد منهم بإسم خلفائهم وملوكهم
وكل واحد منهم لا يسل للدفاع عن نفسه سيفآ ، ولا يرفع عن رعيته ضيمآ ولا حيفآ" !
وقامت خلال هذه الفترة ما أصطلح على تسميته في الغرب بحروب الإسترداد ، وتوحدت جهود
ألفونسو السادس ملك قشتالة الذي كان يحكم جليقية وجزءا ًمن البرتغال مع سانشو الأول
ملك آراجون ونافارا والكونت برنجارريموند حاكم برشلونة وأورجل ثم ساروا بجيوش مشتركة
وحاصروا مدناً وقلاعاً وإحتلوا قرى وأحرقوا أراضي إسلامية كثيرة ومع شدة ضغط ألفونسو
على المسلمين في الأندلس دفع الأمراء له الجزية ، أو سلموا له حصوناً !
تساقط الحواضر الأندلسية الإسلامية
دبر ألفونسو خطة ً لغزو مدينة طليطلة التي كانت من أهم المدن الأندلسية
فهي تتوسط شبه الجزيرة تقريبآ وكانت عاصمة القوط قبل الفتح الإسلامي
لشبه الجزيرة كما كانت عاصمة للدولة الأموية سابقا لمدة تزيد عن 350 عامآ
ومن هنا كانت أهميتها البالغة ، وبالتالي أصبحت مطمعآ لآمال الفونسو وخاصة
أن حال المدينة كانت سيئة جدآ على عهد ملوكها من الطوائف وهم أسرة ذي النون
وأرهب الفونسو ملوك الطوائف الآخرين وتوعدهم إن قاموا بإنجادها وحاصرها
حتى أضطرها إلى التسليم ، وسقطت طليطلة بأيدي ألفونسو بإستسلامها له بعد
حصارها المر، ونقل إليها عاصمة ملكه وإستتبع سقوطها إستيلاء الإسبان على
سائرأراضي مملكة طليطلة ، ومما يؤسف له وجود قوات إبن عباد أمير إشبيلية
ضمن قوات الملك الإسباني ضد المدينة المسلمة التي حاولت الصمود أمام مصيرها
المؤلم في خريف سنة 477 هـ 1085م .
فهي تتوسط شبه الجزيرة تقريبآ وكانت عاصمة القوط قبل الفتح الإسلامي
لشبه الجزيرة كما كانت عاصمة للدولة الأموية سابقا لمدة تزيد عن 350 عامآ
ومن هنا كانت أهميتها البالغة ، وبالتالي أصبحت مطمعآ لآمال الفونسو وخاصة
أن حال المدينة كانت سيئة جدآ على عهد ملوكها من الطوائف وهم أسرة ذي النون
وأرهب الفونسو ملوك الطوائف الآخرين وتوعدهم إن قاموا بإنجادها وحاصرها
حتى أضطرها إلى التسليم ، وسقطت طليطلة بأيدي ألفونسو بإستسلامها له بعد
حصارها المر، ونقل إليها عاصمة ملكه وإستتبع سقوطها إستيلاء الإسبان على
سائرأراضي مملكة طليطلة ، ومما يؤسف له وجود قوات إبن عباد أمير إشبيلية
ضمن قوات الملك الإسباني ضد المدينة المسلمة التي حاولت الصمود أمام مصيرها
المؤلم في خريف سنة 477 هـ 1085م .
وأحدث سقوطها دوياً عنيفاً ، ونقض الفونسوعهوده التي كان قد قطعها لأهل طليطلة
وحول مسجد طليطلة الجامع إلى كنيسة بقوة السلاح وحطم المحراب وأقام هيكلآ مكانه !
وإشتدت وطأة النصارى على المسلمين وتوجه ألفونسو بعد غزوه لطليطلة لمملكة بني هود
المتهالكة الضعيفة وضرب حصارآ على عاصمتهم مدينة سرقسطة وإستولى عليها الأمر
الذي أدى إلى إلقاء الرعب في قلوب الأندلسيين وخصوصا بنوالعباد إذ كان بنوهود من
حلفاء ألفونسو وغدربهم .
وحول مسجد طليطلة الجامع إلى كنيسة بقوة السلاح وحطم المحراب وأقام هيكلآ مكانه !
وإشتدت وطأة النصارى على المسلمين وتوجه ألفونسو بعد غزوه لطليطلة لمملكة بني هود
المتهالكة الضعيفة وضرب حصارآ على عاصمتهم مدينة سرقسطة وإستولى عليها الأمر
الذي أدى إلى إلقاء الرعب في قلوب الأندلسيين وخصوصا بنوالعباد إذ كان بنوهود من
حلفاء ألفونسو وغدربهم .
وغالى الفونسو بطلب الجزية من المعتمد بن عباد وبالغ في إذلاله ، فأرسل إليه ذات يوم
رسالة وقحة يطلب فيها السماح لزوجته بالوضع في جامع إشبيلية (أكبرمساجد المسلمين آنذاك)
وذلك إنفاذآ لتعليمات القسيسين اللذين تنبأوا أنه أنها إذا ولدت هناك سيدين المسلمين بالولاء
لولدها وقد أثارت هذه الرسالة إبن عباد حتى إنه قد قتل رسل الملك القشتالي وصلبهم على
جدران أسوارإشبيلية ، مما أثار غضب ألفونسو السادس وصمم عل الإنتقام وسار إلى
أشبيلية وحاصرها بجيشه وبعث إلى المعتمد إبن عباد رسالة سخرية جاء فيها : -
" لقد ألم بي ذبابكم بعد أن طال مقامي قبالتكم ، وأشتد علي الحر
فهلا أتحفتني من قصرك بمروحة أروح بها عن نفسي وأبعد بها الذباب عن وجهي"
فرد عليه المعتمد : -
"قد قرأت كتابك وفهمت خيلاءك وإعجابك وسأنظرلك في مراوِح
من الجلود اللمطية تروح منك لا تروح عليك إن شاء الله"
فخاف ألفونسو وجمع جيشه وأنصرف .
رسالة وقحة يطلب فيها السماح لزوجته بالوضع في جامع إشبيلية (أكبرمساجد المسلمين آنذاك)
وذلك إنفاذآ لتعليمات القسيسين اللذين تنبأوا أنه أنها إذا ولدت هناك سيدين المسلمين بالولاء
لولدها وقد أثارت هذه الرسالة إبن عباد حتى إنه قد قتل رسل الملك القشتالي وصلبهم على
جدران أسوارإشبيلية ، مما أثار غضب ألفونسو السادس وصمم عل الإنتقام وسار إلى
أشبيلية وحاصرها بجيشه وبعث إلى المعتمد إبن عباد رسالة سخرية جاء فيها : -
" لقد ألم بي ذبابكم بعد أن طال مقامي قبالتكم ، وأشتد علي الحر
فهلا أتحفتني من قصرك بمروحة أروح بها عن نفسي وأبعد بها الذباب عن وجهي"
فرد عليه المعتمد : -
"قد قرأت كتابك وفهمت خيلاءك وإعجابك وسأنظرلك في مراوِح
من الجلود اللمطية تروح منك لا تروح عليك إن شاء الله"
فخاف ألفونسو وجمع جيشه وأنصرف .
======================================================================================
3
طلب النجدة من المرابطين
وتنبه حينها إبن عباد لخطئه بمعاونة النصارى وفكر في الكارثة التي توشك أن تعصف بهم
وتسقط دولة الإسلام في الأندلس وإستيقظت فيه حمية الإسلام فقام بالدعوة لإجتماع ضم
كافة أمراء الأندلس وعلماءها ، وأشارالعلماء في ذلك الاجتماع بالجهاد ، وعارض بعض
الأمراء ذلك الرأي بحجة عدم قدرتهم على الوقوف وحدهم في مواجهة القشتاليين فأقترح
العلماء مرة أخرى الإستعانة بالمرابطين فتخوف الأمراء من ذلك الأمرلأن للمرابطين دولة
قوية ولوهزمت النصارى لأخذت دويلات الأندلس وضمتها إلى دولة المرابطين ، وتجادلوا
في هذا الأمر كثيرآ ،،،
حتى قام المعتمد على الله بن عباد وقال خطبة كان آخرها مقولته الشهيرة :
وتسقط دولة الإسلام في الأندلس وإستيقظت فيه حمية الإسلام فقام بالدعوة لإجتماع ضم
كافة أمراء الأندلس وعلماءها ، وأشارالعلماء في ذلك الاجتماع بالجهاد ، وعارض بعض
الأمراء ذلك الرأي بحجة عدم قدرتهم على الوقوف وحدهم في مواجهة القشتاليين فأقترح
العلماء مرة أخرى الإستعانة بالمرابطين فتخوف الأمراء من ذلك الأمرلأن للمرابطين دولة
قوية ولوهزمت النصارى لأخذت دويلات الأندلس وضمتها إلى دولة المرابطين ، وتجادلوا
في هذا الأمر كثيرآ ،،،
حتى قام المعتمد على الله بن عباد وقال خطبة كان آخرها مقولته الشهيرة :
"والله لا يسمع عني أبداً أنني أعدت الأندلس دار كفر ولا تركتها للنصارى فتقوم علي اللعنة
في منابر الإسلام مثلما قامت على غيري ، تالله إنني لأوثر أن أرعى الجمال لسلطان مراكش
على أن أغدو تابعاً لملك النصارى وأن أؤدي له الجزية ، والله لئن أرعى الإبل في صحراء
إفريقيا خير لي من أن أرعى الخنازير في بيداء قشتالة "
في منابر الإسلام مثلما قامت على غيري ، تالله إنني لأوثر أن أرعى الجمال لسلطان مراكش
على أن أغدو تابعاً لملك النصارى وأن أؤدي له الجزية ، والله لئن أرعى الإبل في صحراء
إفريقيا خير لي من أن أرعى الخنازير في بيداء قشتالة "
فلما أنتهى من خطبته تشجع كلاً من المتوكل على الله بن الأفطس وعبد الله بلقين ووافقا
على الطلب من المرابطين العون لمحاربة قشتالة ،،،
على الطلب من المرابطين العون لمحاربة قشتالة ،،،
وقام هؤلاء الأمراء الثلاثة من فورهم بإرسال وفد مهيب من الوزراء والعلماء إلى دولة
المرابطين في المغرب للسلطان : يوسف بن تاشفين سلطان دولة المرابطين في المغرب
والجزائر وتونس وموريتانيا يلتمسون عونه وغوثه وجاءت وفود شعبية كثيرة لمدينة مراكش
لنفس الغرض .
ولم يتوانى المسلمون في المغرب عن نصرة إخوانهم وإستشارإبن تاشفين مجلسه الإستشاري
فوافقوا شـــرط أن يعطيه الأندلسيون الجزيرة الخضراء ليجعل فيها أثقاله وأجناده وتكون حصناً
له وليكون بها على إتصال بإفريقية فسلم إبن عباد الجزيرة الخضراء للمرابطين .
المرابطين في المغرب للسلطان : يوسف بن تاشفين سلطان دولة المرابطين في المغرب
والجزائر وتونس وموريتانيا يلتمسون عونه وغوثه وجاءت وفود شعبية كثيرة لمدينة مراكش
لنفس الغرض .
ولم يتوانى المسلمون في المغرب عن نصرة إخوانهم وإستشارإبن تاشفين مجلسه الإستشاري
فوافقوا شـــرط أن يعطيه الأندلسيون الجزيرة الخضراء ليجعل فيها أثقاله وأجناده وتكون حصناً
له وليكون بها على إتصال بإفريقية فسلم إبن عباد الجزيرة الخضراء للمرابطين .
========================================================================================
4
عبور المرابطين للأندلس
عبور المرابطين للأندلس
عندما شرع إبن تاشفين في عبور البحر المتوسط بجنوده وبينما هم في عرض البحر
وما إن بدأت السفن بنشر أشرعتها حتى هاج البحر فصعد إلى مقدمة السفينة
(وكان حينها في الـ 80 من عمره) ورفع يديه نحو السماء ودعا الله مخلصاً والناس
تدعوا معه فقال :
وما إن بدأت السفن بنشر أشرعتها حتى هاج البحر فصعد إلى مقدمة السفينة
(وكان حينها في الـ 80 من عمره) ورفع يديه نحو السماء ودعا الله مخلصاً والناس
تدعوا معه فقال :
(اللهم إن كنت تعلم أن في جوازي هذا خيرا ًوصلاحاً للمسلمين فسهل علي جواز هذا البحر
وإن كان غير ذلك فصعبه حتى لا أجوزه)
فهدأ البحر وجازت السفن سراعاً ولما وصلت إلى شاطئ الأندلس سجد لله شكراً .
وتسلم إبن تاشفين الجزيرة الخضراء ، وأمر بتحصينها أتم تحصين ، ورتب بها حامية
مختارة لتسهرعليها ، وشحنها بالأقوات والذخائر لتكون ملاذاً أميناً يلتجئ إليه عند الضرورة .
ثم تحرك جيش المرابطين إلى إشبيلية وعلى رأسهم إبن تاشفين ، ونزل بظاهرها وخرج
المعتمد وجماعته من الفرسان لتلقيه وتعانقا ودعوا الله أن يجعل جهادهما خالصا لوجهه الكريم .
وإن كان غير ذلك فصعبه حتى لا أجوزه)
فهدأ البحر وجازت السفن سراعاً ولما وصلت إلى شاطئ الأندلس سجد لله شكراً .
وتسلم إبن تاشفين الجزيرة الخضراء ، وأمر بتحصينها أتم تحصين ، ورتب بها حامية
مختارة لتسهرعليها ، وشحنها بالأقوات والذخائر لتكون ملاذاً أميناً يلتجئ إليه عند الضرورة .
ثم تحرك جيش المرابطين إلى إشبيلية وعلى رأسهم إبن تاشفين ، ونزل بظاهرها وخرج
المعتمد وجماعته من الفرسان لتلقيه وتعانقا ودعوا الله أن يجعل جهادهما خالصا لوجهه الكريم .
إستعدادات الفونسو
لم تكن أعين الملك القشتالي ألفونسوغافلة عن تحرك الجيوش الإسلامية ومقدم المرابطين
فكاتب أمراء النصرانية في باقي أنحاء إسبانيا وجنوبي فرنسا يدعوهم لمساعدته وتحالف
مع ملك أراجون ، والكونت ريموند ، فإنضما إليه ، وإنضم إليه كذلك فرسان من فرنسا
وجاءته إمدادات أخرى من ألمانيا إيطاليا وكرسي البابوية ، وعمل الباباوات دوراً كبيراً
في توجيه النصارى وحثهم على القتال حتى قيل أن تعداد جيش ألفونسو كما تذكر بعض المصادر
التاريخية بلغ (180000) وقيل أقل من ذلك - وكانوا كما ذكر مائة ألف من المشاة وثمانين ألفاً من الفرسان
منهم أربعون ألفاً من ذوي العدد الثقيلة والباقون من ذوي العدد الخفيفة لدرجة إنه حين رأى كل تلك
القوات مجتمعة بين يــديه
هــتف قائلآ : -
لم تكن أعين الملك القشتالي ألفونسوغافلة عن تحرك الجيوش الإسلامية ومقدم المرابطين
فكاتب أمراء النصرانية في باقي أنحاء إسبانيا وجنوبي فرنسا يدعوهم لمساعدته وتحالف
مع ملك أراجون ، والكونت ريموند ، فإنضما إليه ، وإنضم إليه كذلك فرسان من فرنسا
وجاءته إمدادات أخرى من ألمانيا إيطاليا وكرسي البابوية ، وعمل الباباوات دوراً كبيراً
في توجيه النصارى وحثهم على القتال حتى قيل أن تعداد جيش ألفونسو كما تذكر بعض المصادر
التاريخية بلغ (180000) وقيل أقل من ذلك - وكانوا كما ذكر مائة ألف من المشاة وثمانين ألفاً من الفرسان
منهم أربعون ألفاً من ذوي العدد الثقيلة والباقون من ذوي العدد الخفيفة لدرجة إنه حين رأى كل تلك
القوات مجتمعة بين يــديه
هــتف قائلآ : -
"بهؤلاء سأقاتل الجن والإنس وملائكة السماء"
======================================================================================
5
بعد وصول إبن تاشفين وجيشه من المرابطين الذي قدر تعداده بـ (24000 جندي ) للأندلس
مكث في إشبيلية ثمانية أيام حتى يتم ترتيب القوات وتتكامل الأعداد ، وكان صائمآ النهار قائمآ الليل
مكثراً من أعمال البروالصدقات ثم غادر إشبيلية إلى بطليوس في الوقت الذي تقاطرت فيه ملوك الطوائف
بقواتهم والتي بلغ تعدادها (24000جندي ) وإكتمل تعداد جيش المسلمين (48000) ثمانية وأربعين ألفاً -
نصفهم من الأندلسيين والنصف الآخر من المرابطين .
ثم سارهذا الموكب من الجيش الإسلامي إلى موضع سهل يسمى في المصادر الإسلامية
(بالزلاقة) على مقربة من بطليوس .
مكث في إشبيلية ثمانية أيام حتى يتم ترتيب القوات وتتكامل الأعداد ، وكان صائمآ النهار قائمآ الليل
مكثراً من أعمال البروالصدقات ثم غادر إشبيلية إلى بطليوس في الوقت الذي تقاطرت فيه ملوك الطوائف
بقواتهم والتي بلغ تعدادها (24000جندي ) وإكتمل تعداد جيش المسلمين (48000) ثمانية وأربعين ألفاً -
نصفهم من الأندلسيين والنصف الآخر من المرابطين .
ثم سارهذا الموكب من الجيش الإسلامي إلى موضع سهل يسمى في المصادر الإسلامية
(بالزلاقة) على مقربة من بطليوس .
نشوب المعركة (الزلاقة)
عسكر الجيشان قرب بطليوس في سهل تتخلله الأحراش سماه العرب الزلاقة ، وفرق بين
الجيشين نهر صغير(نهر جريرو) ثم ضرب إبن تاشفين معسكره وراء ربوة عالية منفصلاً
عن مكان الأندلسيين ، بينما عسكر الأندلسيون أمام النصارى ، ولبث الجيشـان ثـلاثـة أيـام
لايفصـلهمـا سوى النهر والرسـل تـتردد بـينـهما وقد أرسل إبن تـاشفين إلى خصمه يدعوه
إلى الإسلام أو الجزية أو الحرب فاستاء الملك النصرانى ورد بقوله :
الجيشين نهر صغير(نهر جريرو) ثم ضرب إبن تاشفين معسكره وراء ربوة عالية منفصلاً
عن مكان الأندلسيين ، بينما عسكر الأندلسيون أمام النصارى ، ولبث الجيشـان ثـلاثـة أيـام
لايفصـلهمـا سوى النهر والرسـل تـتردد بـينـهما وقد أرسل إبن تـاشفين إلى خصمه يدعوه
إلى الإسلام أو الجزية أو الحرب فاستاء الملك النصرانى ورد بقوله :
إنــى مــا كـنت أتـوقـع أن يـصل الحـد بالمسلمين الذين كـانوا يـعطـوننـى الجزيـة منذ سنين
أن يعرضوا عـلى مثـل هذه الاقتراحـات الجـارحـــة ومـع هـذا فإن لدى جـيشًا فــى إسـتطاعـته
أن يـنزل العـقوبــة عــلى هـذه الوقــاحــة البـالغـة من الأعداء ولم يكن جواب يـوسـف عــلى
أكـثر مـن هـذه العبـارة : " الذى يكون ستراه " .
أن يعرضوا عـلى مثـل هذه الاقتراحـات الجـارحـــة ومـع هـذا فإن لدى جـيشًا فــى إسـتطاعـته
أن يـنزل العـقوبــة عــلى هـذه الوقــاحــة البـالغـة من الأعداء ولم يكن جواب يـوسـف عــلى
أكـثر مـن هـذه العبـارة : " الذى يكون ستراه " .
ثم جرت إتـصـالات تـهدف إلى تـحديـد مـوعـد المـعركــة وحـاول ألفونسو خـديـعــة المسلمين
فـأرسـل إليهم عصر يوم الخميس يخبرهم أن المعركة ستكون يـوم الإثـنيـن ، فكان مما كتبه ألفونسو : -
(« إن الجمعة لكم والسبت لليهود وهم وزراؤنا وخدامنا ولا نستغني عنهم والأحد لنا ، فاللقاء
يكون الإثنين ففيه يستطيع كل منا أن يقاتل بكل قواه لإحراز النصر دون الإخلال بيوم منها ») )
فـأرسـل إليهم عصر يوم الخميس يخبرهم أن المعركة ستكون يـوم الإثـنيـن ، فكان مما كتبه ألفونسو : -
(« إن الجمعة لكم والسبت لليهود وهم وزراؤنا وخدامنا ولا نستغني عنهم والأحد لنا ، فاللقاء
يكون الإثنين ففيه يستطيع كل منا أن يقاتل بكل قواه لإحراز النصر دون الإخلال بيوم منها ») )
فقبل إبن تاشفين الإقتراح ، لكـن المـعتـمد إبـن عـبــاد إرتاب من نوايا الفونسو فأرسل
طلائعآ وعيونآ لتأتيه بخبر القوم وترقب تحركات معسكر النصارى فوجدوهم في حركـة وجـلبـة
سـلاح يتأهبون للقتال فإرتدوا مسرعين لإبن عباد بالخبرفأرسل بالخبرمن فوره إلى إبن تاشفين
يعرفه غدرألفونسو فإستعد وتهيأ الطرفان للمعركة ،،،
طلائعآ وعيونآ لتأتيه بخبر القوم وترقب تحركات معسكر النصارى فوجدوهم في حركـة وجـلبـة
سـلاح يتأهبون للقتال فإرتدوا مسرعين لإبن عباد بالخبرفأرسل بالخبرمن فوره إلى إبن تاشفين
يعرفه غدرألفونسو فإستعد وتهيأ الطرفان للمعركة ،،،
وتوقـع المسلمون أن يـبدأ ألفونسو الحرب صباح يوم الجمعـة وبــالفـعـل تـحقـق مــا تـوقـعه المـسـلمون !
========================================================================================
6
جرت الإستعدادات في المعسكرين بكل أشكالها وبالحث على الحرب والصبر فيها ، وقام الأساقفة والرهبان بدورهم كما بذل الفقهاء والعباد كل جهودهم ،،،
جرت الإستعدادات في المعسكرين بكل أشكالها وبالحث على الحرب والصبر فيها ، وقام الأساقفة والرهبان بدورهم كما بذل الفقهاء والعباد كل جهودهم ،،،
وبعد مضي جزء من الليل إنتبه الفقيه الناسك أبو العباس أحمد بن رميلة القرطبي وكان في محلة
إبن عباد فرحآ مسرورآ يقول : -
"إنه رأى النبي فبشره بالفتح والشهادة له في صبيحة غد وتأهب ودعا ودهن رأسه وتطيب"
إبن عباد فرحآ مسرورآ يقول : -
"إنه رأى النبي فبشره بالفتح والشهادة له في صبيحة غد وتأهب ودعا ودهن رأسه وتطيب"
فلما كان صباح يوم الجمعة الباكر الموافق 12 رجب سنة 479 زحف ألفونسو بجيشه
على المسلمين وإشتبك مع المسلمين في صدمة هائلة وواجه جند الأندلس الصدمة الأولى
وبـدأ القـتــال وهـاجم ألفـونـسو بقوة مـقدمــة المـرابـطين التـى يقودهـا داود بـن عــائـشــة
وردهـا عن مواقعهـا وسيرالقسم الأول من جيشه بقيادة جارسيان ورودريك لينقض بمنتهى
العنف على معسكرالأندلسيين الذي يقوده المعتمد آملاً بث الرعب في صفوف المسلمين
وإشـتد لهـيب المـعركـة وهـاجم النصارى بـعنـف مـقدمــة المـعتمد بن عبـاد ونجحوا فـى
ردهـا عن مواقعها وإختل جيش المسلمين وإهتزت صفوفه وكادت تحيق به الهزيمة
وإرتـــد الأندلسيون ولم يثبت منهم ســوى الإشبيليون مع قائدهم المعتمد بن عباد الذي
صمد صمودآ بمنتهى الروعة والإقدام حيث قــاوم هجمات العدو العـنيفـة رغم جراحه
التي أصيب بها فـى وجهه ويـديه وقاتل ومن معه قتال الأسود الضواري يؤازرهم بن
عائشة وفرسانه ، وأيقن ألفونسو بالنصرعندما رأى مقاومة المعتمد تضعف .
على المسلمين وإشتبك مع المسلمين في صدمة هائلة وواجه جند الأندلس الصدمة الأولى
وبـدأ القـتــال وهـاجم ألفـونـسو بقوة مـقدمــة المـرابـطين التـى يقودهـا داود بـن عــائـشــة
وردهـا عن مواقعهـا وسيرالقسم الأول من جيشه بقيادة جارسيان ورودريك لينقض بمنتهى
العنف على معسكرالأندلسيين الذي يقوده المعتمد آملاً بث الرعب في صفوف المسلمين
وإشـتد لهـيب المـعركـة وهـاجم النصارى بـعنـف مـقدمــة المـعتمد بن عبـاد ونجحوا فـى
ردهـا عن مواقعها وإختل جيش المسلمين وإهتزت صفوفه وكادت تحيق به الهزيمة
وإرتـــد الأندلسيون ولم يثبت منهم ســوى الإشبيليون مع قائدهم المعتمد بن عباد الذي
صمد صمودآ بمنتهى الروعة والإقدام حيث قــاوم هجمات العدو العـنيفـة رغم جراحه
التي أصيب بها فـى وجهه ويـديه وقاتل ومن معه قتال الأسود الضواري يؤازرهم بن
عائشة وفرسانه ، وأيقن ألفونسو بالنصرعندما رأى مقاومة المعتمد تضعف .
لكن في هذه اللحظة الحرجة من المعركة وثب الجيش المرابطي المظفر إلى الميدان وكان
مستترآ بربوة عالية لا يـُـرى ودفـع إبـن تاشفين بـقوات البـربر ثم أتبعهم (على دفعات)
ببقية جنده إلى أتون المعركة لنجدة الأندلسيين والمرابطبن ، ونـفذت قـواته إلى قـلب معسكر
النصـارى بكـل قوة وعزم ،،،
مستترآ بربوة عالية لا يـُـرى ودفـع إبـن تاشفين بـقوات البـربر ثم أتبعهم (على دفعات)
ببقية جنده إلى أتون المعركة لنجدة الأندلسيين والمرابطبن ، ونـفذت قـواته إلى قـلب معسكر
النصـارى بكـل قوة وعزم ،،،
وتقدم إبن تــاشـفيـن بنفسه عـلى رأس من معه من قوات ثم حمل بالقوة الاحتياطية إلى
المعسكر القشتالي فهاجمه بشدة وتجـاوز جموع النصارى وقـصد إلى مـعسـكرهـم ذاته
وهاجمه بـشده وضراوة وفـتك بحراسته ثم وثـب إلى مــؤخـرة القـشتـاليين النصـارى
وأثخن فيهم قتـلاً وأضرم النيران فى معسكرهم وأحرق خيامهم فتعالت ألسنة اللهب في محالهم
وطـبول الحرب المرابطية تقرع بشدة وصوتها يدوي في الآفاق ويشق أجواز الفضاء ويصم
الآذان وخلع ذلك قلوب النصارى
وإبن تاشفين على ظهر جواده يصول ويجول بين المحاربين يقاتل في مقدمة الصفوف وكان
يحرض المؤمنين على الجهاد ويـهيـب بـجند الإسلام أن تـشجـعوا أيـهــا المـســلمـون أعـداء
الله أمــامـكم والجـنــة تـننـتظـركـم وطـوبــى لمـن أحرزالشهـادة ، وكان يخوض المعركة
المعسكر القشتالي فهاجمه بشدة وتجـاوز جموع النصارى وقـصد إلى مـعسـكرهـم ذاته
وهاجمه بـشده وضراوة وفـتك بحراسته ثم وثـب إلى مــؤخـرة القـشتـاليين النصـارى
وأثخن فيهم قتـلاً وأضرم النيران فى معسكرهم وأحرق خيامهم فتعالت ألسنة اللهب في محالهم
وطـبول الحرب المرابطية تقرع بشدة وصوتها يدوي في الآفاق ويشق أجواز الفضاء ويصم
الآذان وخلع ذلك قلوب النصارى
وإبن تاشفين على ظهر جواده يصول ويجول بين المحاربين يقاتل في مقدمة الصفوف وكان
يحرض المؤمنين على الجهاد ويـهيـب بـجند الإسلام أن تـشجـعوا أيـهــا المـســلمـون أعـداء
الله أمــامـكم والجـنــة تـننـتظـركـم وطـوبــى لمـن أحرزالشهـادة ، وكان يخوض المعركة
في ذروة لظاها يطلب الشهادة (رحمه الله) وقد قتلت تحته أفراس ثلاث
.
وسرعـان مـا تغير وجه المـعركــة لأن يـوسـف هــاجـم عـدوه من الخـلف مبـاغتـة
وهذا شجع الفــاريـن فـعــادوا ونـظمـوا صـفوفهم وشدوا من أزر المعتمد ورغم أن
ألفـونـسو كــان قـد وصــل إلى خـيــام المـرابـطيـن لكنه ما أن شاهد ماحل بمعسكره
حتى ترك قتالهم وإرتد مستـديـرآ من فوره لينقذ محلته من الهلاك ويسترد مـعسـكره
لكـنه إصـطدم بالمرابطيـن ولم يـصــل إلى مـحـلته إلا بعد خسـائر فـادحـة
ووقع ألفونسو وجيشه بين مطرقة إبن عباد وسندان إبن تاشفين وقاتل المسلمون
قتال الأبطال في صفوف متراصة ثابتة ، ودام القتال بضع ساعات وسقطت ألوف مؤلفة
من الفرنجة وحصدتهم سيوف المسلمين حصدآ ،،،
وفـي الوقــت المناسـب دفـع إبـن تـاشفين إلى قـلب المعركـة بقواته الخاصة من حرسـه
الأسـود وهي كتيبة خاصة مكونة من أربعة آلاف مقاتل من منطقة «غانا» في منتهى
الضراوة والشجاعة القتالية ولا يقاتلون إلا بالخناجر والرماح القصيرة وقد إستطاعت
هذه الكتيبة المرعبة أن تنهي أي مقاومة من جانب الصليبيين وفعلت بهم الأفاعيل وأبادوا
كل من وقف في طريقهم من الأعداء وشتتوا شمل من بقي من النصارى في ساحة المعركة
وهربوا من أمامهم في كل إتجاه لايلوون على شئ بل أكثر من ذلك إستطاع أحدهم أن يصيب
ألفونسو في فخذه بطعنة خنجر ظل بعدها بقية عمره أعرجآ .
========================================================================================
7
وبدأت طلائع الموقعة الحاسمة وتباشيرالنصر قبل حلول الظلام وكانت الشمس
قد أشرفت على المغيب ، وأدرك ألفونسو وقادته أنهم يواجهون الموت والهلاك
فلما جن الليل بادرفي قلة من صحبه إلى التراجع والإعتصام بتل قريب ولما حل
الليل إنحدرومن بقي معه تحت جنح الظلام إلى مدينة قورية ، ولم ينج من جيش
القشتاليين مع ملكهم سوى أربعمائة أو خمسمائة فارس معظمهم جرحى ولم ينقذ
البقية من جيش ألفونسو سوى حلول الظلام حيث أمر إبن تاشفين بوقف المطاردة
بعد أن فرق الله جمع الأعداء وشتت شملهم ومزقهم كل ممزق ولم يصل إلى طليطلة
فيما بعد من الفرسان سوى مائة فارس فقط .
قد أشرفت على المغيب ، وأدرك ألفونسو وقادته أنهم يواجهون الموت والهلاك
فلما جن الليل بادرفي قلة من صحبه إلى التراجع والإعتصام بتل قريب ولما حل
الليل إنحدرومن بقي معه تحت جنح الظلام إلى مدينة قورية ، ولم ينج من جيش
القشتاليين مع ملكهم سوى أربعمائة أو خمسمائة فارس معظمهم جرحى ولم ينقذ
البقية من جيش ألفونسو سوى حلول الظلام حيث أمر إبن تاشفين بوقف المطاردة
بعد أن فرق الله جمع الأعداء وشتت شملهم ومزقهم كل ممزق ولم يصل إلى طليطلة
فيما بعد من الفرسان سوى مائة فارس فقط .
وتجمع المصادر الإسبانية نفسها على أن الملك القشتالي ألفونسو السادس
قد نجا بأعجوبة في حوالي خمسمائة فارس فحسب من مجموع جيوشه الجرارة
التي كان سيهزم بها الجن والإنس وملائكة السماء ! .
قد نجا بأعجوبة في حوالي خمسمائة فارس فحسب من مجموع جيوشه الجرارة
التي كان سيهزم بها الجن والإنس وملائكة السماء ! .
وحطم الله (بعزته وقدرته) شوكة العدو الكافر ونصر المسلمين وأجزل لديهم نعمه
وأظهر بهم عنايته وأجمل لديهم صنعه وتنزل نصره المبين على عباده المؤمنين .
وقضى المسلمون ليلهم في ساحة القتال يرددون أناشيد النصر شكراً لله عز وجل
فلما بزغ الفجر أدوا صلاة الصبح في سهل الزلاقة ، ثم حشدوا جموع الأسرى
وجمعوا الأسلاب والغنائم ، وأمر إبن تاشفين برؤوس القتلى فصفت في سهل
الزلاقة على شكل هرم ، ثم أمرفأذن للصلاة من فوق أحدها وكان عدد الرؤوس
لا يقل عن عشرين ألف رأس وغنم المـسلمون مالايحصى من الدواب والأسـلحة والأمـوال .
وأظهر بهم عنايته وأجمل لديهم صنعه وتنزل نصره المبين على عباده المؤمنين .
وقضى المسلمون ليلهم في ساحة القتال يرددون أناشيد النصر شكراً لله عز وجل
فلما بزغ الفجر أدوا صلاة الصبح في سهل الزلاقة ، ثم حشدوا جموع الأسرى
وجمعوا الأسلاب والغنائم ، وأمر إبن تاشفين برؤوس القتلى فصفت في سهل
الزلاقة على شكل هرم ، ثم أمرفأذن للصلاة من فوق أحدها وكان عدد الرؤوس
لا يقل عن عشرين ألف رأس وغنم المـسلمون مالايحصى من الدواب والأسـلحة والأمـوال .
وذاع خبر النصر وقرئت البشرى به في المساجد وعلى المنابر، وسرت أنباء النصر
المبين إلى جميع أنحاء الأندلس والمغرب وسرى البشر بين الناس وأصبح هذا اليوم
مشهودآ من أيام الإسلام لاعلى أرض شبه الجزيرة الإيبيرية فحسب وإنما على إمتداد
الأرض الإسلامية كلها ،،،
المبين إلى جميع أنحاء الأندلس والمغرب وسرى البشر بين الناس وأصبح هذا اليوم
مشهودآ من أيام الإسلام لاعلى أرض شبه الجزيرة الإيبيرية فحسب وإنما على إمتداد
الأرض الإسلامية كلها ،،،
وهكذا إنتهت المعركة بنصرعالمي مدوي للمسلمين ، وكان للمعركة تأثير كبيرفي تاريخ
الأندلس الإسلامي غنم المسلمون بها حياة جديدة في الأندلس إذ أوقفت زحف المسيحيين
المطرد في أراضي ملوك الطوائف الإسلامية وأخرت سقوط الدولة الإسلامية في الأندلس
لمدة تزيد عن قرنين ونصف من الزمان .
الأندلس الإسلامي غنم المسلمون بها حياة جديدة في الأندلس إذ أوقفت زحف المسيحيين
المطرد في أراضي ملوك الطوائف الإسلامية وأخرت سقوط الدولة الإسلامية في الأندلس
لمدة تزيد عن قرنين ونصف من الزمان .
" ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين "
ويعلق يوسف أشباخ في كتابه (تاريخ الأندلس على عهد المرابطين والموحدين)
على موقعة الزلاقة بقوله : إن يوسف بن تاشفين لو أراد إستغلال إنتصاره في
موقعة الزلاقة لربما كانت أوروبا الآن تدين بالإسلام ، ولدرس القرآن في جامعات
برلين ، ولندن ، وباريس .
والحقيقة أن المؤرخين جميعا يقفون حيارى أمام هذا الحدث التاريخي الهائل الذي
وقع في سهل الزلاقة ولم يتطور إلى أن تتقدم الجيوش الإسلامية لإسترداد طليطلة
من أيدي النصارى خاصة وأن الملك الإسباني كان قد فقد زهرة جيشه في هذه
المعركة ولا يختلف أحـد في الـرأي بأن الطريق كان مـفتوحآ تمـامآ وممهدآ لكي
يقوم المرابطون والأندلسيون بهذه الخطوة .