سر اعداد المدد الالهى فى المعارك

ابابيل

عضو
إنضم
17 أكتوبر 2009
المشاركات
559
التفاعل
16 0 0
بسم الله الرحمن الرحيم
فى قوله تعالى ( اذ تقول للمؤمنين الن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثه الاف من الملائكه منزلين * بلى ان تصبروا و تتقوا و يأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسه الاف من الاملائكه مسومين * و ما جعله الله الا بشر لكم و لتطمئن قلوبكم به و ما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم*)124-126 ال عمران
ان الكلام لرسول الله و هو يخاطب المؤمنين قبل غزوه احد و بعد رجوع المنافقين و رأسهم ابى بن سلول بثلث الجيش فتأثرت معنويات فئه من المؤمنين فأراد الله ان يبشرهم ان الله امدهم بمدد هو نفس عدد جيش قريش بأكمله .
و المعروف ان المدد يكون اصغر من عدد الجيش نفسه و لكن المدد الربانى له قواعد خاصه به سبحانه و تعالى ,
و هذا هو المدد الاول ثلاثه الاف من الملائكه قبل بدايه المعركه و هو الذى سيخوض المعركه مع المؤمنين من بدايتها و هو نفس عدد الجيش الكافر ( المقابل)
ثم تأتى شروط لنزول المدد الثانى و هو خمسه الاف
( عدد الجيش المقابل + ثلثيه معه)و هى :
الصبر فى القتال و تقوى اللهو ابتغاء اعلاء كلمه التوحيد فقط و هذا المدد ليس لخوض المعركه و لكن لتثبيت النصر و ملاحقه فلول الكافرين الهاربه ( مسومين)
و هى كلمه تذكر فى التعذيب و الشده
اى ان هذا المدد يأتى بعد الانتصار فى ارض المعركه
و تقريبا فى نهايتها لكى يكسر اى مقاومه باقيه و يلاحق الهاربين فاما ان يتركوا متاعهم غنيمه او يقعوا اسرى فى ايدى المؤمنين
و هذه الامدادات ليست خاصه به صلى الله عليه و سلم فقط و انما كل معركه هى بين الكفر الواضح و الايمان و التوحيد الخالص لاعلاء كلمه لا اله الا الله
و فى كل المعارك بين جند التوحيد و جند الطواغيت
و حدودها كل الارض و تخضع الى القعده التاليه
المدد الاول يكون نفس عدد الجيش الكافر
المدد الثانى يكون نفس عدد الجيش الكافر و ثلثيه معه
و و هناك صفات للمدد الربانى و هو مدد حسى مادى يعرف بالحواس و ليس معنويا فعالم الشهاده هو منتهى علم و عمل المخلوقات اما النوايا و السرائر فهى من علم الله و عمله الذى اختص به ذاته و لا شريك له فيها كقذف الرعب فى قلوب المشركين ( و قذف فى قلوب الذين كفروا الرعب ....) احال الفعل اليه فقط سبحانه و تعالى
اما عمل الملائكه فهو كمدد الجيوش و لكن اشد بأسا و أشد تنكيلا و لا يعلم جنود ربك الا هو
و لنقرب الصوره و لله المثل الاعلى تسديد الاصابه قذيفه هاون مثلا اطلقها المجاهد
بعيده ( بعد اتخاذ الاسباب) فيأتى الملك بأمر الله و حوله و قوته فيسدد القذيفه على مستودع ذخائر او تموين الوقود مثلا
او عبوه قوه التدمير بالكاد تعطب همر و نراها بمدد الله انها تفتك بالدبابه.
لكن هناك ملحوظه على سلوك الملائكه عموما انها تنصرف فور وقوع خلاف او تشاحن او جدال بين المؤمنين
لان هذا الخلاف قد يكون معناه ان هناك شيئا و لو يسيرا من المكاسب الدنيويه و زينتها قد دخل على قلوب فريقا من المؤمنين ساعه القتال من رؤيه للغنائم و ما شابه من المتاع و الله اعلى و اعلم.
شروط نزول المدد الاول:
1 -ان تكون المعركه خالصه لوجه الله يراد اعلا كلمته فيها و فقط اى
الاخلاص تماما و على قدر الاستطاعه و هذا يطيقه البشر و الله اعلم
2 -المدد لا يأتى الا عند بروز الصفين لبعضهما
3 -طاعه اولى الامر فى ساحه المعركه ما لم يأمر بمعصيه
4 -نيه الثخان فى الكفره ( ليقطع طرفا من الذين كفروا........)
5 -التوكل التام على الله و عدم استعجال النصر
6 -الذل لله و اليقين بأن النصر بيد الله وحده
فى نهايه الشروط
ان تكون المعركه ربانيه الهدف يقودها علماء عاملون و جنودها ربانيون لا يبغون الا وجه الله و اعلاء كلمته و تمكين دينه و محو فتنه الكفر من الارض كلها
(( و قاتلوهم حتى لا تكون فتنه و يكون الدين كله لله..))
و كل هذا فى مواجهه جيش الطاغوت و الكفر الذى ما نقم من المؤمنيب الا ان يقولوا ربنا الله و يريد استئصال شأفتهم و استباحه بيضتهم
توضيح بالنسبه لشرط الاثخان ( ليقطع طرفا من الذين كفروا او يكبتهم فينقلبوا خائبين)
اللام السببيه هى مقصدنا فى نيه الاثخان فى القول ( ليقطع طرفا....)
اما الذين سيكبتهم الله هم اخر الفلول الذين تركوا متاعهم غنيمه اجند التوحيد
و(.. فينقلبوا خائبين...) الذين رجعوا ليتكلموا و يحكوا كيف كانت المعركه و منهم الذى رأى المعجزات و تأييد الملائكه فيبغضوا قومهم من العوده ثانيه للمحاربه و ذلك فى قوله تعالى ) خائبين..) يائسين مثبطين لمعسكر الكفر
فالخائب غير الفاشل
الخائب هو من لا يرجى نجاحه و يتمنى ان يكون الباقى مثله و ليس لان يكون هو من الناجحين
اما الفاشل هو الذى قد اضاع منه النجاح مره و يعود الكره او قد لا يعمل للنجاح و يمنى نفسه به
اما الخائب فيمنى نفسه بفشل الاخرين
بدليل ان الفشل ذكر فى حق الفئه المؤمنه انها قد تفشل مره و لكن لا تخيب بأذن الله
و الخيبه ذكرت فى حق الكافرين و هو الخسران المبين
هذا و ما اصبت فمن الله و حده و ان اخطأت فمن نفسى و الشيطان
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى