ما الذي ضربته إسرائيل في سورية؟

إنضم
11 مارس 2008
المشاركات
42
التفاعل
2 0 0
ما الذي ضربته إسرائيل في سورية؟
09-3-2008
سيمور هيرش عن مجلة "نيويوركر"
ترجمة: المركز الدولي لدراسات أمريكا والغرب
asr-spacer.gif

لكنني، خلال الشهور الثلاثة التي أمضيتها في الإعداد لهذا التقرير، كنت أتلقى معلومات من مسؤولين في الاستخبارات والكونغرس والخدمة الدبلوماسية، تفيد بأن لا علم لديهم بوجود دليل دامغ على أن لدى سورية برنامجا قائما لإنتاج السلاح النووي، وهناك احتمال بأن تكون إسرائيل قد نقلت معلومات استخبارية إلى مسؤولين كبار في إدارة بوش بشكل مباشر، ومن دون المرور بالوكالات الاستخبارية


في ساعة ما، بعد منتصف ليلة السادس من أيلول عام 2007م، عبرت أربع طائرات إسرائيلية على الأقل المجال الجوي السوري، ونفذت مهمة قصف سرية على ضفاف نهر الفرات على بعد حوالي تسعين ميلا من الحدود العراقية. القصف الذي جاء من دون استفزاز مسبق، لا يجد له أي معنى، سوى كونه عملا حربيا، لكن لم يصدر أي خبر عن الحكومة الإسرائيلية، بخلاف الابتهاج الذي عم الأوساط الإسرائيلية عند قصفها لمفاعل "اوزيراك" النووي في عام 1981م، حين كشفت عن صور الاستطلاع التي تتابع تنفيذ العملية، وسمحت للطيارين الذين نفذوها بالتحدث إلى أجهزة الإعلام.

بعد ساعات من الهجوم، أدانت سورية إسرائيل لاقتحامها مجالها الجوي, لكن البيان الذي صدر بهذا الخصوص، كان متناقضا وغير مكتمل، الأمر الذي أضاف للغموض غموضا. الناطق بلسان الجيش السوري، قال إن طائرات إسرائيلية أسقطت بعض الذخيرة على منطقة غير مأهولة، بعد أن أرغمتها الدفاعات الجوية السورية على الفرار.

بعد ذلك بأربعة أيام، صرح وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، الذي كان في زيارة لتركيا أن الطائرة الإسرائيلية استخدمت ذخيرة حية في الهجوم، لكنه أكد عدم وقوع إصابات في الأرواح أو الممتلكات. في الأول من تشرين الأول، أقر الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة إذاعية مع هيئة الإذاعة البريطانية، أن الطائرات الحربية الإسرائيلية أصابت هدفها، الذي وصفه بأنه "بناية عسكرية غير مستعملة".

وعلى الرغم من الصمت الرسمي في تل أبيب (وواشنطن)، تشرت وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية في الأيام التالية تقارير منسوبة إلى مصادر حكومية مجهولة شتى، تفيد أن إسرائيل قد دمرت مفاعلا نوويا وليدا كانت سورية تبنيه سرا بالتعاون مع كوريا الشمالية، وهو أمر يتعارض مع الالتزامات السورية بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ويمكن أن يؤدي إلى إنتاج سلاح نووي.

في الثاني عشر من أيلول، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" وغيرها من وسائل الإعلام، التقارير الأولى عن وجود تعاون نووي بين سورية وكوريا الشمالية. وبنهاية شهر تشرين الأول، كانت الروايات الإعلامية المختلفة تتفق على أربع نقاط هي: أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، قد علمت بوجود علاقة لكوريا الشمالية بعملية بناء تجري في منطقة زراعية شرقي سورية، وأن سفينة كورية شمالية تحمل اسم "الحامد"، كانت قد وصلت إلى ميناء طرطوس السوري على البحر الأبيض المتوسط قبل ثلاثة أيام من عملية القصف، وأن صور الأقمار الصناعية، تشير إلى أن المبنى قيد الإنشاء، مصمم لاحتواء مفاعل نووي، وأن سورية تكون بذلك قد تجاوزت ما تعتبره إسرائيل خطا أحمرا على طريق إنتاج قنبلة نووية، الأمر الذي يستدعي إيقافها، كما أوردت وكالة اي.بي.سي وغيرها أن معلومات استخبارية إسرائيلية، قد قدمت مسبقا للولايات المتحدة، وأن الأخيرة لم تعترض على عملية القصف.

لا تزال الحكومة الإسرائيلية تمتنع عن إعطاء بيانات عن الحادثة، وقد فرضت الرقابة العسكرية على ما يكتب عنها لمدة أسابيع، بينما اكتفت الصحافة الإسرائيلية بإعادة نشر ما تقوله وسائل الإعلام الخارجية عن الموضوع. وفي مؤتمر صحافي عقد في 20 أيلول، سئل الرئيس الأمريكي جورج بوش أربع مرات عن الحادثة، لكنه اكتفى بالقول: "لن أعلق على الموضوع".

كان من الواضح أن المسؤولين في إسرائيل والولايات المتحدة كانوا متلهفين إلى قيام وسائل الإعلام بالحديث عن الموضوع، رغم عدم استعدادهم لإعطاء التصريحات. وفي وقت مبكر بعد الحادثة، قدم لي ضابط سابق في القوات المسلحة الإسرائيلية، تربطه علاقات قوية بالاستخبارات الإسرائيلية، رواية سرعان ما أصبحت الرواية التقليدية مع بعض التفاصيل المثيرة وغير المؤكدة، وجاء فيها أن الاستخبارات الإسرائيلية تتبعت السفينة المعنية منذ لحظة مغادرتها لميناء في كوريا الجنوبية، ورصدت جنودا سوريين في بدلات حماية خاصة، يفرغون حمولة السفينة، وراقبت الشاحنات وهي تنقل الحمولة من الميناء إلى الموقع المستهدف.

في الثالث من تشرين الأول، نشرت مجلة "سبكتيتور" اللندنية المعلومات نفسها عما جرى في يوم 6 أيلول، مع تعليق يقول إن العملية "أنقذت العالم من خطر مدمر"، وإن "مصدرا وزاريا بريطانيا قال محذرا بأن الناس لو أدركوا كم كنا قريبين من اندلاع الحرب العالمية الثالثة لعم الذعر العالم".

لكنني، خلال الشهور الثلاثة التي أمضيتها في الإعداد لهذا التقرير، كنت أتلقى معلومات من مسؤولين في الاستخبارات والكونغرس والخدمة الدبلوماسية، تفيد بأن لا علم لديهم بوجود دليل دامغ على أن لدى سورية برنامجا قائما لإنتاج السلاح النووي، وهناك احتمال بأن تكون إسرائيل قد نقلت معلومات استخبارية إلى مسؤولين كبار في إدارة بوش بشكل مباشر، ومن دون المرور بالوكالات الاستخبارية (وهو إجراء تمت ممارسته بشكل واسع قبل الحرب على العراق)، لكن محمد البرادعي، مدير وكالة الطاقة الذرية قال: "خبراؤنا الذين حللوا بدقة صور الأقمار الصناعية، يقولون إنه من غير المحتمل أن يكون المبنى المستهدف منشأة نووية".

كما أخبرني، مدير السياسة النووية في مركز أمريكان بروغرس، جوزيف سيريسيوني، أن "سورية لا تملك القدرة التقنية والصناعية والمالية اللازمة لإقامة مشروع لإنتاج السلاح النووي". وأضاف يقول: "لقد تابعت هذه التقنية على مدى خسة عشر عاما، وكنا كلما برز بعض الشك، تحققنا منه، ولم نجد شيئا. لا يوجد ولن يكون هناك خطر بسلاح نووي من سورية، الأمر كله سياسي". وفيما يتعلق بالتغطية الإعلامية التي رافقت حادثة 6 أيلول، يقول سيريسيوني: "أعتقد أن بعض خيرة صحافيينا قد وُظف لهذا الغرض".

رسالة مشابهة صدرت عن جلسة استماع، ضمت أعضاء مختارين من الكونغرس بعد أسابيع من الهجوم. تركزت جلسة الاستماع، التي أدارتها الوكالات الاستخبارية، حول الخشية من أن تكون كوريا الشمالية قد أقدمت على أمر يستدعي انسحاب الولايات المتحدة من محادثات الدول الست حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية. وتبعا لأحد النواب الذين شاركوا في الجلسات، فإنه "لا يوجد أي شيء يثبت وجود تلاعب من جانب الكوريين الشماليين".

ربما يكون لدى إسرائيل دليل قاطع ترفض التصريح به، إلا أن هناك تناقضات خطيرة في الروايات المنشورة عن الحادثة لم يحاول حد تمحيصها. والدليل الرئيس الذي خرج إلى العلن حول احتمال قيام سورية ببناء مفاعل نووي، ظهر في 23 تشرين الأول، عندما نشر ديفيد اولبرايت، من معهد العلوم والأمن الدولي، صورة للهدف ملتقطة عبر الأقمار الصناعية. القمر الذي التقط الصورة يعود إلى شركة تجارية، هي شركة ديجيتال غروب، التي تتخذ من مدينة لوغمونت بولاية كولورادو الأمريكية، مقرا لها.

الصورة الملتقطة في 10 آب، أي قبل القصف بأربعة أسابيع، تظهر مبنى مربع الشكل، وبقربه محطة لضخ الماء. اولبرايت،الذي سبق له العمل مفتشا عن السلاح النووي في العراق، وجد أن المبنى، كما يظهر من الفضاء، له نفس أبعاد مبنى "يونغ بيون"، وهو المنشأة النووية الرئيسية لدى كوريا الشمالية. يقول اولبرايت إن البناية المرتفعة في الصورة، يمكن أن تضم مفاعلا قيد الإنشاء، وأن محطة الضخ على النهر قد تستخدم لتوفير الماء اللازم لتبريد المفاعل. واختتم اولبرايت تحليله بطرح عدد من الأسئلة القائمة على افتراض أن المبنى كان فعلا منشأة نووية: "إلى إي مدى من الانجاز، كان قد بلغه بناء مشروع المفاعل عند قصفه؟ ما هو حجم المساعدة النووية التي قدمتها كوريا الشمالية؟ ما هي مكونات المفاعل التي حصلت عليها سورية من كوريا الشمالية أو من غيرها، وأين هي تلك المكونات الآن؟".

وقد نقلت عنه صحيفة "واشنطن بوست" لاحقا، قوله: "أنا واثق من أن سورية تحاول بناء مفاعل نووي".

عندما سألت اولبرايت عن كيفية تحديده للمبنى المستهدف، قال لي إنه قد "قام لكثير من الجهد الصعب" بمعية زميل آخر له هو بول برانان. وعندما توصلا إلى صورة المبنى، أطلع اولبرايت الصحافي روبن برايت وعددا آخر من صحافيي "واشنطن بوست" عليها.

وبعد تدقيق الصورة مع مسؤولين أمريكيين، اخبره برايت بأن المبنى الظاهر في الصورة هو بالفعل المبنى الذي استهدفه الأمريكيون. وكان اولبرايت قد فهم من مصادر "واشنطن بوست" في الإدارة، بأن لدى الإدارة صورا أخرى، تحمل تفاصيل أكثر، التقطتها أقمار التجسس الأمريكية.

اولبرايت التقى سرا مسؤولين إسرائيليين قبل أن يقوم بإعلان نتائجه، وقال لي: "أردت أن أطمئن إلى أن الإسرائيليين يعتقدون بأن المبنى كان مفاعلا، وهم لا يقولون صراحة إنه كان موقعا نوويا، لكنهم استبعدوا إمكانية أن يكون موقعا للرادار أو الصواريخ أو الأسلحة الكيميائية، ولم يبق بعد هذا الاستبعاد إلا احتمال أن يكون موقعا نوويا".
بعد يومين من إصداره تقريره الأول، نشر اولبرايت صورة مأخوذة بالقمر الصناعي لموقع مدمر التقطتها شركة ديجيتال غلوب في 24 تشرين الأول، أي بعد سبعة أسابيع من قصفه، تظهر الصورة الجديدة أن الموقع قد سوي بالأرض. وتبعا لاولبرايت، فإن ذلك يشير إلى عملية تستر، إذ إن تنظيف موقع القصف، يمكن أن يجعل من الصعب على مفتشي الأسلحة تقرير طبيعة المكان بالتحديد. وقال اولبرايت لصحيفة "نيويورك تايمز": "يبدو أن سورية تحاول إخفاء شيء ما، والقضاء على الأدلة التي تشير إلى نشاط ما".
 
لا يوجد لا مفاعل ننوي ولا شي بس هي القصة منشان تبرير الخرق الفاشل ومنشان الضغط على سوريا
 
هي منشأة عسكرية مهجورة بحسب قول السوريين ولا أزيد
 
كلها افتراضات مع اني كنت امل ان تمتلك ولو دوله عربيه واحده مفاعل نووي
 
هذ الاختراق هو فقط لكشف مدى قدرة الدفاعات الجوية السورية على التصدي للطيران الاسرائيلي و هل امتلكوا دفاعات جديدة ام لا.
 
اعتقد من رايي الشخصى ان اسرائيل كانت تود ان تجس نبض ودفاعات سوريا فى حال اذا شنت حرب حقيقيه بينهم
 
إسرائيل قامت بإجراءات إحترازية حول مفاعل ديمونة النووي خوفا من الرد السوري ثم إن إسرائيل شوشت على أجهزة الرصد السورية ولذلك لم تستطع سورية كشف الاختراق وسورية ليست مضطرة إلى بناء مفاعل نووي لأن النووي سيصل إليها من إيران على طبق من ذهب
 
باعتقادي لعبة امريكية اسرائيلية لشد التفات العالم نحو شئ ثانوي وتشتيت الانتباه عن الامر الرئيسي (الغارة)
وزيادة الظغوط على سوريا
 
عودة
أعلى