حروب المستقبل على المستوى الاستراتيجي

ابابيل

عضو
إنضم
17 أكتوبر 2009
المشاركات
559
التفاعل
16 0 0
إن أطراف الصراعات في القرن القادم سوف يكون اهتمامهم مركزاً على القيام بحروب هجومية بعدوانية شديدة، والتي سوف تعتمد على الوسائل التي تعمل تحت السطح أو باستخدام التسهيلات المعدنية أو بالهجوم على الأقمار الصناعية التي تعمل على مدارات قريبة من سطح الأرض. وسوف يتم تخصيص 20% من الإنفاق العسكري للابتكارات العلمية في الشئون العسكرية والتي تتركز على تحسين قدرات الاستطلاع، وأسلحة التدمير الشامل، وإنتاج الآلاف من الصواريخ الرخيصة وعدد قليل من الصواريخ العابرة للقارات التي لا يمكن اكتشافها، مع تحقيق المرونة والقدرة على البقاء واستخدام الطائرات بدون طيار والتي يمكن أن تعمل كمراكز للاتصالات، مع التوسع في استخدام (الروبوت) في عمليات عديدة.


ويتجه العالم إلى إحداث قفزة كبيرة في إنتاج الأسلحة بشكل يفوق ما شهدته البشرية خلال العقود الماضية بما في ذلك الأسلحة غير التقليدية.

مستقبل حرب الصواريخ


تقدر الدراسات المتخصصة أعداد الصواريخ قصيرة المدى (حتى 300كم) بحوالي عشرة آلاف صاروخ في الخدمة الفعلية موزعة على حوالي ثلاثين دولة. ومن المحتمل أن يرتفع هذا العدد إلى الضعف بعد عام 2000م مع زيادة عدد الدول المستخدمة. وبالنظر لمستقبل تأثير هذه الصواريخ من الناحية العملياتية أصبح من الضروري العمل على بناء أنظمة مضادة لهذه الصواريخ بهدف المحافظة على الأهداف الحيوية وعلى التجميع الرئيس للقوات المقاتلة وتقليل تأثير هذه الصواريخ. بحيث تحقق هذه الأنظمة القدرة على اكتشاف إطلاق الصواريخ في وقت مبكر كلما أمكن ذلك حتى يمكن توجيه قدرات التدمير المتوفرة إلى الهدف عند إطلاقه بحيث تتمكن من تدميره خارج حدود المنطقة بمسافة كافية تحول دون أن تتأثر منطقة الهدف بما تضمه من مواقع حيوية.
سيتم استخدام عدة أنظمة تضمن مهاجمة الصواريخ بدءاً من لحظة الإطلاق، بعد أن يبدأ تشغيل محرك الدفع للصاروخ، ثم أثناء استقراره على خط الطيران. ثم تحوله إلى مرحلة الاتجاه نحو الهدف اعتماداً على الجاذبية الأرضية. وكلما كانت البنية الأساسية للدفاعات الميدانية ضد الصواريخ ذات مكونات متعددة ومتنوعة كلما كان المهاجم مطالباً بأن يقوم بعمل أكثر تعقيداً. بما في ذلك استخدام تكتيكات غير مباشرة، لكي ينجح في تنفيذ مهمته والوصول بصواريخه إلى الأهداف المخطط إصابتها.
ويستطيع المستخدم للصواريخ أن يزيد من التعقيدات التي تواجهها الدفاعات المضادة للصواريخ من خلال نشر قواعد الإطلاق على مساحة واسعة من الأرض مع تعديد هذه القواعد وتوزيع توقيتات الإطلاق على أكثر من قاعدة إطلاق تفصلها مسافة، ويتم إطلاق الصواريخ في شكل رشقات متتالية لتدمير الوسائل الدفاعية التي يمكنها أن تسقط الصواريخ في رشقات ثابتة. مما يجعل الدفاعات المضادة للصواريخ في حاجة إلى التعامل مع عدة رؤوس حربية قادمة من أكثر من اتجاه في وقت واحد. مما يترتب عليه إطلاق عدة قذائف مضادة في توقيت لحظي. كما أنه يشتت جهودها في البحث عن قواعد الإطلاق للاشتباك معها، وتلك يطلق عليها استراتيجية الإغراق الصاروخي وهو ما يستوجب القيام بثلاث مهام في وقت واحد هي البحث عن وسائل الإطلاق، ومواجهة عدة رؤوس حربية قادمة من أكثر من اتجاه، وإطلاق أكثر من قذيفة على عدة أهداف في نفس هذا التوقيت اللحظي.
لذلك تعددت اتجاهات العمل على توفير دفاع ناجح من الصواريخ في العالم. وبعض هذه الاتجاهات يعتمد على تدمير الصواريخ على الأرض، والبعض الآخر يعتمد على تدمير الصواريخ في المراحل المبكرة من الإطلاق نحو الهدف، وتعتمد اتجاهات أخرى على أن يتم تدمير هذه الصواريخ بعد أن تأخذ خط الطيران في طريقها إلى هدفها، وهو ما يمكن تحقيقه اعتماداً على أنظمة الأسلحة الشعاعية عالية القدرة التي ستشهد تطوراً كبيراً في هذا القرن.

مستقبل
نظم القيادة والسيطرة


ظهرت عبارة القيادة والسيطرة للمرة الأولى في وصف نظام ناشئ في الولايات المتحدة كان يهدف إلى تحويل الدفاعات الجوية التقليدية إلى دفاعات آلية. تلى ذلك بعد مرور حوالي ثلاثون عاماً أن زاد ارتباط مفهوم القيادة والسيطرة بتطور التقنية الحربية إلى درجة كبيرة في الوقت الذي حاول فيه الخبراء والعسكريون تكرار الخطط والعمليات الحربية التي أثبتت نجاحها في وقت سابق، وذلك بهدف تقليص البعد الزمني للمعركة بالاعتماد على الحواسب الآلية وبناء على ذلك يتم تقليص الأبعاد الأخرى. ويتم من خلال البعد الزمني معالجة سيل المعلومات المتدفقة وفرزها وتصنيفها وتجميعها وتحليلها والاستفادة منها، ثم استعمال نفس هذه الأجهزة في صنع القرارات وإبلاغها للمختصين في أسرع وقت ممكن.
وقد أثبتت نظم القيادة والسيطرة أهميتها في تأمين البنية اللازمة لتنفيذ العمليات العسكرية. وتشمل هذه النظم التسلسل التقليدي في أجهزة القيادة وقواعد وتعليمات القوات المسلحة، ونظم الاتصالات. وقد كان ذلك نتيجة للتطورات التقنية الهائلة التي شهدتها الحروب السابقة، وكانت سبباً مباشراً في كثير من التغيرات الهائلة في هيكلة التخطيط والتنظيم والقيادة والإجراءات التنفيذية.
سوف توفر النظم الحديثة للقيادة والسيطرة لتوصيل الأوامر والمهام بصورة أسرع للقوات التي تعمل بعيداً عن قيادتها. وسوف تجعل النظم الحديثة في الإمكان تحويل المعلومات التي ترسلها أنظمة جمع المعلومات وأجهزة تنسيق النيران والإبلاغ عن موقف الإمداد ونظم الدفاع إلى أوامر عمليات يومية. وإذا كان انتصار الجيش أو هزيمته رهناً لمهارة القائد ونفاذ بصيرته، إلا أن القائد في المستقبل سوف يكون قادراً على ممارسة مهام القيادة والسيطرة في ميدان معركة محدودة الأبعاد بشكل لم يكن معروفاً من قبل. يستلزم ذلك إلمامه بالأجهزة الإلكترونية والحواسب الآلية التي يعرفها منذ الطفولة مما يجعل استيعابه لأجهزة القيادة والسيطرة والاتصالات وقدرته على استخدامها بشكل فعال عاملاً أساسياً من عوامل نجاح مهمته في المستقبل.
وسوف تشهد هذه النظم في حرب المستقبل تغيرات إجرائية بارزة تتناول عناصر كثيرة منها مثل الحشد والمفاجأة والمناورة وسرعة التحرك وأمن القوات وسوف تؤدي هذه التغيرات إلى تقليص ميدان المعركة إلى حد كبير وهو الأمر الذي سيوفر للقائد فرصة رؤية جميع مواقع القوات الصديقة والمعادية إلى أبعد مدى ممكن. ويحتمل أن تكتمل برامج القيادة والسيطرة بحيث تكون جاهزة مع مطلع القرن الحادي والعشرين ويصبح من الضروري آنذاك إجراء تغييرات في هيكل منظومة القيادة والسيطرة. حيث من المنتظر تطوير المبادئ المتبعة في تنظيم معركة الأسلحة المشتركة (الحديثة) في الأعوام القليلة القادمة، نظراً لأنها لم تصبح (حديثة)، وذلك بإعادة بناء النظم التكتيكية وإعادة توزيع المهام. وعندئذ سوف يتضاءل المفهوم التقليدي لتسلسل القيادة الذي أصبح قديماً إلى حد التخلف، حتى يكفل السرعة في تلقي المعلومات ومعالجتها واتخاذ القرارات في ضوئها. حيث تساهم زيادة كفاءة نظم الاتصالات وشبكات المعلومات مساهمة فعالة في إصدار الأوامر مباشرة إلى القوات المحاربة في ميدان المعركة وتجنب التأخير الذي كان ينجم عن التسلسل القديم في القيادة. لذلك فإن الوقت الثمين الذي يهدر في تحديث المخططات ورسم الخرائط والبحث عن أقرب وحدة قادرة على تقديم الدعم لصد الهجوم، هذا الوقت ربما يحدد الفرق بين النصر والهزيمة في مفهوم الحرب الخاطفة التي سوف تكون السمة المميزة للحروب المقبلة في القرن الحادي والعشرين.

مستقبل
الخداع وأساليبه ومستوياته


سوف تحقق أعمال التمويه مستويات أكثر تقدماً وفاعلية عن ذي قبل. وذلك بحيث لا تقل أهمية أساليب الخداع الحربي السلبية منها والإيجابية عن أهمية الأسلحة والمعدات الخفيفة التي تمثلها حيث أصبح هناك أجهزة بث متطورة يمكنها خداع أجهزة الاستشعار المعادية وايهامها بوجود تجمعات عسكرية وأن تبث أنماطاً من الاتصالات لا وجود لها مما يحدث ارتباكاً في أجهزة الاستشعار والمعدات الذكية التي تقف حائرة أمام التعرف على الأهداف الحقيقية بحيث لا تستطيع تمييزها عن الأهداف الهيكلية التي لها نفس المظهر الإلكتروني أو المادي في ميدان المعركة. وسوف تلقى عمليات التمويه المزيد من الاهتمام والتركيز مما يلقي بإعباء إضافية على عاتق أجهزة القيادة والسيطرة ونظم الاتصالات والمستويات المنفذة.
ومن المعروف أن أعمال الخداع لاتكفي لتحقيق النصر، إذ لابد من تقنيات وأساليب مضادة تساعد على تدمير نظم القيادة والسيطرة المعادية. حيث الصواريخ المضادة للإشعاع يمكنها أن تدمر أجهزة الرادار وأجهزة الاتصال المعادية. كما أن الرؤية المستقبلية لنظم الاتصالات تجعل منها عاملاً حيوياً يحدد مدى فاعلية أنظمة القيادة والسيطرة في حروب المستقبل. كما أن الإجراءات المضادة الإلكترونية ستصبح أكثر مقاومة، كذلك فإن أجهزة الشفرة ستصبح أكثر أمناً وأقل تعقيداً وأبعد مدى، وسوف تتحول هذه النظم تحولاً كاملاً للنظام الرقمي في جميع وسائل الاتصال بما فيها الوسائل الصوتية، وسوف يتولى جهاز خاص عملية توجيه الرسائل اللاسلكية آلياً أثناء تحرك الوحدات في الميدان. ومن المرجح أن تستخدم الشفرة في مجالات كثيرة تحقيقاً لقاعدة الحد الأدنى الذي يطبق في شئون الأمن. وهو ما يعني أن يسمح لكل فرد بالإطلاع على الحد الأدنى من المعلومات بالقدر الذي يكفيه لأداء مهمته. وستحمل الشبكات الخصوصية داخل النظم الأمنية مشكلة التداخل الإجرائي في التشغيل.
أما مستويات الخداع فقد دخل عليها بعض التعديل بالنظر إلى التقدم التكنولوجي الذي تحقق في الحروب الأخيرة من القرن العشرين، بحيث أصبح ممكناً حماية القوات في المستوى التكتيكي من تأثير أجهزة الاستطلاع المعادية. وهذا يعمل على اتساع الفرصة أمام تحقيق الخداع على المستوى الاستراتيجي ثم المستوى التعبوي، ولكن لن يتم ذلك بسهولة.

مستقبل
الحصول على المعلومات


أصبح هناك عدد كبير من أجهزة الرصد والتبليغ تزود القائد بسيل متدفق من المعلومات اللحظية في شتى المجالات. وسوف لا يكون الظلام أو رداءة الجو حائلاً دون استمرار اختراق المجال الجوي للعدو. ذلك أن طائرات الاستطلاع التي تحلق بالطيار أو بدون الطيار والأقمار الصناعية والمحطات الفضائية سوف تتولى جميعها رصد التحركات المعادية من منطقة تبعد مئات الأميال عن الحد الأمامي. أما أجهزة رصد ميدان المعركة التي تعمل بالتحكم البعيد أو التي تطلق أو الطائرات التي تحلق بدون طيار، سوف تساند أجهزة الاستطلاع الجوي. ويتم بعد ذلك تجميع المعلومات المتدفقة من الأجهزة عبر حلقات الاتصال اللحظية واسترجاعها من ذاكرة أجهزة الرصد من وحدات الاستجواب في الطائرة المحلقة في الجو.
وما أن ترد المعلومات الابتدائية من أجهزة الاستشعار حتى يبدأ تحليلها والإبلاغ عنها على المستوى التكتيكي ومستوى مسرح العمليات والمستوى الاستراتيجي في أشكال تخص كل مستوى وبصورة فورية. ومن ناحية أخرى فإن مراكز التحليل والإبلاغ هي المسئولة عن عمليات تخزين المعلومات وفرزها واسترجاعها وتجميعها وضمها إلى المعلومات الواردة من المصادر الأخرى. ذلك أن لنظم المعلومات والتقنيات والاستخبارات بنية هرمية الشكل، وكل نظام منها مسئول عن جهاز استشعار محدد، أو عن مجال بعينه من مجالات المعلومات القتالية، مما يضمن تحليل المعلومات تحليلاً كاملاً، ورفع فاعلية الناتج وإبلاغه لمن يلزم في أسرع وقت ممكن. أما ضبط المعلومات وحشد الجهود فإنها سوف تتم من خلال سلسلة من أجهزة المعلومات والاستخبارات القتالية.
وفي مركز تحليل المعلومات يتم تحليل المعلومات الواردة من عدد من النظم التابعة بشكل فوري. كما أن جهاز معالجة الصور الواردة من كافة المصادر سوف يقوم بتلقي المعلومات من طائرات الاستطلاع المزودة بجهاز رادار طرفي SIDE - LOOKING AIRBORNE R. وبالأشعة تحت الحمراء وأجهزة الاستشعار الكهروضوئية. بالإضافة إلى الصور الأخرى التي تصل من جميع الأرجاء عن طريق نشر القوات المدافعة. وبفضل جهاز إشارات الاستخبارات المتكاملة وجهاز مساندة الاستخبارات الإلكتروني يمكن الحصول على معلومات حول أوامر العدو في المعركة من خلال التنصت والتبليغ عن أجهزة البث المتعلقة بالاتصالات وغيرها.

مستقبل مسرح الحرب
ومسرح العمليات وميدان المعركة


بالنظر إلى السمات المميزة للحرب (الحديثة) والتي ظهرت منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية واتبعتها مدارس الفكر العسكري على مدى نصف قرن أو يزيد. تضمنت تلك السمات اتساع مسرح الحرب ومسرح العمليات وميادين المعارك، إلا أنه نتيجة للتقدم التقني الكبير الذي شهده الفكر العسكري خلال العقود القليلة الماضية، فقد ازدادت سعات وأبعاد مسرح الحرب ومسرح العمليات وميادين المعركة في اتجاهات شتى. كما أن هذه التقنية جاءت آثارها بالسلب على قادة المعارك من حيث الوقت. حيث أصبح معظمهم غير قادر على السيطرة على مجريات الأحداث المتتابعة بسرعة في ميدان المعركة وحدّت من قدرات هؤلاء على تحقيق المفاجأة على المستويات الكبرى. كما أن سرعة توالي الأحداث التي ترتبت على التقنية الحديثة حالت بين القائد العسكري وبين الوقت اللازم لاستيعاب الأحداث الواردة في هذا السيل المستمر من المعلومات، وبالتالي تقدير الموقف تجاهها واتخاذ القرار المناسب والإجراءات المترتبة على ذلك، وسوف لا يتأتى ذلك بدون استخدام الأجهزة الحديثة حيث كان ومازال التطور الهائل في التقنية العسكرية ما جعل الحاسبات تعالج المعلومات وتدققها وتعاون القائد على اتخاذ القرار وإبلاغه إلى المرؤوسين والسيطرة على ميادين المعركة بسهولة وبسرعة.
ومن التطورات التي سيشهدها ميدان المعركة في المستقبل قدرة كل وحدة الإبلاغ عن موقعها الدقيق وتأمين اتصالاتها اللاسلكية بصورة آلية باستخدام جهاز الملاحة والإبلاغ المتطور وجهاز المعلومات الرقمية التكتيكية المشتركة، وباستطاعة هذه الأجهزة المرتبطة بشبكة من الأقمار الصناعية تحديد مواقع الاحداثيات والوحدات العسكرية بدقة تجعل بالإمكان الاستفادة منها في إدارة النيران وتوجيه طائرات المجهود الجوي المخصص للدعم إلى أهداف تبعد مئات الأميال عن ميدان المعركة.

مستقبل الحرب البحرية


سوف تبرز القوارب والفرقاطات الصغيرة المسلحة والمزودة بصواريخ (سطح- سطح) وصواريخ (سطح-جو) وأسلحة قتال الغواصات. بحيث تكون قادرة على حمل طائرة عمودية لاستطلاع وقتال الغواصات. وسوف تظهر القطع البحرية المخفاة بصورة محدودة من طراز الفرقاطة الفرنسية (لافاييت).
وسوف يتم استخدام الغواصات الخفيفة والمتوسطة في اعتراض خطوط المواصلات بشكل أساسي. هذا إلى جانب التوسع في استخدام لنشات الصواريخ الخفيفة وتحسين قدراتها للدفاع الذاتي ضد الهجمات الجوية، وزيادة قدراتها على المناورة من حيث زيادة السرعة والمدى والتسليح بصواريخ (سطح- سطح) وصواريخ (سطح- جو)، مع التوسع في استخدام أجهزة الحرب الإلكترونية في الاستطلاع وإدارة النيران وتنفيذ أعمال الإعاقة اللاسلكية والرادارية.
وأهم القوارب المسلحة بالصواريخ الروسية هو القارب ناتوشكا المزود بصواريخ (سي سي ن 3) والإسرائيلية (سعر 5) التي يتم بناء ثلاث قطع منها في الولايات المتحدة وحمولتها1300 طن ومسلحة بالصواريخ الأمريكية هاربون، والقوارب الفرنسية الحديثة.

الفرقاطة المخفاة (لافاييت)


سوف يتسع استخدام القطع البحرية المخفاة والتي يجب أن يتعذر رؤيتها من أي اتجاه لأن هيكلها أكبر بكثير من الطائرة وأقل انتظاماً منه. كما يجب العناية بأثر السفينة في البحار الهادئة، لأن سهولة الكشف عن خطوط بخار الماء التي تخلفها السفن وراءها تسهل عملية الكشف والتتبع شأنها في ذلك شأن الطائرة. وسوف يكون هذا التصميم قادراً على تقليص المقطع الراداري للسفينة إلى مستوى يمكن معه تضليل نظم الصواريخ المضادة للسفن، بحيث تكون البصمة الرادارية للسفينة أصغر من بصمة الأهداف الخداعية التي تطلقها حال تعرضها للهجوم، حيث سيبدو الهدف للصاروخ على أنه أكثر جاذبية من السفينة نفسها، وبالتالي سوف يتجه نحوه بدلاً من الاتجاه صوب السفينة.
وفي سفن السطح يعتبر التخفي مجرد عامل مساعد في القدرات الدفاعية للسفينة. ويحقق التخفي بواسطة التصميم الذي يعتمد على ميل السطوح المنبسطة ولف الحواف بطريقة تجعل النبضات الرادارية ترتد بعيداً عن تأثير نظم الصواريخ كذلك عن طريق استخدام مواد خاصة لها القدرة على امتصاص أشعة الرادار ومواد أخرى مركبة لطلاء السطوح الخارجية للسفينة. وهو ما يجعل هذه الفرقاطة تتميز بمزايا تقنية عديدة تحقق لها عنصر الإخفاء وتقليل البصمة الرادارية والحرارية والصوتية وذلك باستخدام أساليب حديثة لبدن السفينة خاصة المنشآت العلوية، بما يحقق أقل مقطع راداري يؤدي إلى خفض البصمة الرادارية. أما البصمة الحرارية فقد استخدمت فيها أساليب فنية متطورة لخفض البصمة الحرارية وتم توفير تصميمات هندسية جيدة ساعدت على خفض الاهتزازات والضوضاء الصادرة من السفينة.

السفينة اليابانية (ياماتو)


والتي سوف يتم إنتاجها اعتماداً على أحدث تطبيقات المواد الفائقة التوصيل، وتم إنتاج قطعة واحدة تسير بالطاقة الكهرومغناطسية، بلغ طولها 30 متراً، والغاطس 5.2 متراً، وبلغ وزنها 360 طناً وتعمل بمحركات من نوع جديد لم يسبق استخدامها.
تعد هذه الفكرة أول تطبيق عملي لتحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة دفع قوى لمياه البحر، والقوى الدافعة في هذه السفينة تنتج بواسطة تأثير مائي مغناطيسي يمر فيه تيار كهربائي مستمر D.C. خلال ماء البحر في وجود مجال مغناطيسي قوي يؤدي ذلك إلى دوران الملف في اتجاه معين. وهذه الظاهرة هي التي تدير الأجهزة التي يتولد خلالها الدوران الميكانيكي نتيجة لتداخل المجال الكهربائي والمغناطيسي معاً. وفي هذا التطبيق يشبه مرور التيار الكهربائي في مياه البحر الذي يعتبر موصلاً جيداً للتيار بسبب ملوحته ، مرور التيار في ملف نحاسي.
تعتمد الفكرة في تنفيذها المبدئي على محركين يحتوي كل منهما على ستة مغناطيسات من المواد المثالية للتوصيل والتي تتميز بالقوة المغناطيسية العالية، ويتم خفض درجة حرارة المغناطيس بواسطة غاز الهليوم السائل لتوليد مجال مغناطيسي شديد ويمر ماء البحر خلال أنابيب موضوعة على جانبي السفينة، وتحتوي كذلك على أقطاب كهربائية لتمرير التيار عبر الماء الجاري. ويندفع الماء بسبب التداخل الكهرومغناطيسي من الفتحة الأخرى للأنابيب بسرعة نفاثة عالية تدفع السفينة نحو الأمام. ويقوم مولدان يعملان بالديزل بتوليد القوة الكهربائية التي تعمل على تشغيل السفينة، بالإضافة إلى مولدين للتيار الكهربائي المتغير A.C. والذي يتم تحويله إلى تيار مستمر D.C. لتوفير التيار الكهربائي الذي يمر خلال ماء البحر.
وتجري التجارب لتطوير التصميمات المستقبلية للسفينة وعملية الدفع المائي المغناطيسي، ولا شك أن نماذج هذه التجارب يعني دخول صناعة السفن منعطفاً جديداً يناسب القرن القادم الذي يحل بعد سنوات قليلة. وسوف يتحقق ذلك عندما تقوم تقنية الموصلات بصنع موصلات تعمل في درجة الحرارة العادية تستخدم لتطوير هذه السفن وزيادة كفاءتها لتنافس السفن التقليدية. خاصة أن المحركات الجديدة تمتاز بهدوئها وانعدام الاهتزاز، وهو من طبيعة محركات الديزل الأخرى التي تستعمل حالياً في السفن، وهذه الطبيعة تعتبر الأهم في صناعة السفن الحربية والغواصات التي تحتاج إلى الهدوء الكامل لمواجهة أعدائها.
وبشكل عام سوف يكون إخفاء القطع البحرية أحد سماتها الرئيسة في القرن الحالي، كما أن نموذج السفينة اليابانية وتلك الفرقاطة الفرنسية يبدو خياراً مشتركاً مشجعاً على تنفيذه.

مستقبل الحرب الجوية


سوف يتم تطوير أجهزة المعاونة بالنيران لتكون قادرة على إصدار أوامر عمليات جوية. وعندما تقلع الطائرة يتولى جهاز تزويد مراكز السيطرة بالمعلومات المتعلقة بكمية الوقود في الطائرة وأسلحتها وموقعها. كما يزود تلك المراكز بالمعلومات عن حالة العدو والصديق حسبما يسجلها رادار الطائرة. أما نقل الأوامر من القيادة الجوية إلى قائد الطائرة سوف يتم بواسطة تبادل المعلومات بين الحواسب الآلية التابعة لمختلف أجهزة القيادة والسيطرة الجوية، وهي قابلة للعمل المشترك فيما بينهما من خلال نظام اتصالات يعتمد على مصطلحات ورموز خاصة. أما أسلحة النيران المباشرة والقذائف التي يتم قذفها من الطائرات، سوف تكون ذاتية التوجيه وتعتمد على الصور وعلى الأشعة تحت الحمراء والخواص الكهرومغناطيسية للأهداف المعادية حين تنطلق لتدميرها.
إن أجهزة التعارف سوف تجعل من السهل التمييز بين الطائرات الصديقة، والطائرات المعادية رغم الشبه الكبير في تصميماتها، وبذلك سوف تتمكن أجهزة السيطرة ووحدات الدفاع الجوي المتقدمة والطائرات الاعتراضية من عزل الطائرات المعادية والاشتباك معها وتقليص احتمالات إصابة الطائرات الصديقة إلى أقل حد ممكن.

طائرات القتال


وسوف تسعى الدول لامتلاك طائرات قتال ذات خصائص طائرات نهاية القرن العشرين المخفاة (ستيلث) عن الكشف الراداري، والقادرة على تنفيذ عدة مهام في وقت واحد، مثل القتال والاعتراض وتقديم المعاونة الأرضية للقوات البرية والجوية، والقصف في العمق، وتزويدها بنظم استطلاع وإدارة نيران رادارية وباستخدام الحاسبات الإلكترونية والذخائر الموجهة التي تمكنها من كشف وإصابة الأهداف الجوية والأرضية عن بعد ليلاً ونهاراً، ووقاية نفسها من الصواريخ المعادية. وتسهيل عمليات الاشتباك الجوي مع التوسع في استخدام طائرات الإنذار المبكر والقيادة والسيطرة من الطرازات المختلفة Awacs أو E-2C أو غيرها من النظم الشبيهة لدول أخرى، والتي توفر للمقاتلات ووسائل الدفاع الجوي الأرضية بيانات مبكرة عن الأهداف المعادية في الجو. وسوف يتم الاهتمام بامتلاك الطائرات ذات القدرة العالية على المناورة والبقاء في الجو فترات طويلة والتي تستخدم مدارج قصيرة في الإقلاع والهبوط. وأهم أنواع الطائرات التي سوف تسود ميادين الصراع في الحروب المقبلة:
@ الطائرات الأمريكية F-15، F-16، F-18، F-117، F-22.
@ الطائرات الروسية: ميج - 32، ميج 35، سوخوي - 24.
@ الطائرات الفرنسية: ميراج - 2000، ميراج 5000، رافال.
@ الطائرة الأوروبية: يوروفايتر.
@ الطائرة السويدية المقاتلة.

الطائرات العمودية


سوف يتعاظم دور الطائرات العمودية الهجومية المزودة بصواريخ حرة وموجهة (جو-جو)، (جو- أرض) المضادة للدبابات والطائرات والغواصات، خاصة تلك التي تستخدم صواريخ متعددة المهام. كذلك سوف تزود هذه الطائرات بأنظمة ملاحة وتوجيه ومعدات للقتال الليلي، إضافة إلى تدريع سفلي وجانبي لتكون قادرة على القيام بمهام معارك الحرب الجو برية في أعمال المواجهة مع طائرات الاقتحام والإنزال الجوي الأخرى سواء في مجال نقل القوات أو في مجال قتال الأهداف المعادية. وأهم الطائرات التي يحتمل أن يتسع استخدامها في حرب المستقبل الطائرات الأمريكية أباتشي، كوبرا المعدلة، بلاك هوك.
الطائرات الروسية (سي 24)، (سي 25) Defender وكذلك طراز دولفين التي تعمل مع القطع البحرية.

مستقبل جيوش القرن القادم


تتجه أهداف تطوير جيوش القرن القادم للعمل على عدة محاور، أهمها:
1 الحشد وتعزيز القوة
وذلك بتعزيز القدرة على نشر قوات مقاتلة ذات قدرة تدميرية كبيرة وتعزيزها من قواعدها الرئيسة.
2 حماية القوات
وذلك بتوفير الحماية الجوية لها وخصوصاً الدفاع ضد الصواريخ بأنواعها والطائرات بدون طيار لحماية القواعد الهامة والموانئ والتجمعات الرئيسة والأهداف السياسية والحيوية والتجمعات السكانية مع المحافظة على قدرة القوات في العمل لتحقيق الحماية الذاتية في ظروف الحرب غير التقليدية وتوفير الإمكانات اللازمة لتقليل الإصابة الخطأ بين القوات.
3 كسب حرب المعلومات
وذلك بالنظر إلى أن الحصول على المعلومات التي تعتبر عامل رئيس لتجميع ومعالجة وإبلاغ واستخدام المعلومات عن العدو وفي نفس الوقت منعه من الحصول على المعلومات عن القوات الصديقة. وهو ما يستلزم تدمير وإرباك والسيطرة على مصادر المعلومات المعادية. مع التأكيد على حصول القادة على المعلومات الدقيقة ذات الصلة في التوقيت المناسب لاستخدامها، والهدف تزويد قوات القرن القادم بالمعلومات التي تحقق التفوق في هذا المجال.
4 تنفيذ الضربات الدقيقة
وذلك نحو القوة الرئيسة ومراكز الإمداد ومراكز القيادة والسيطرة ومهاجمة الأهداف المعادية بدقة عالية وهو ما يتطلب القدرة على استطلاع عمق العدو وتحديد الأهداف ذات القيمة العالية ثم إرسال تلك المعلومات في الوقت المناسب إلى الوحدات المنفذة التي يجب أن تستخدم نظم أسلحة وذخائر متقدمة لتدمير تلك الأهداف، ونظم مراقبة واستطلاع.
5 تحقيق السيادة في المناورة
وذلك بالمحافظة على قدرات تفوق قدرات العدو وتوفير إمكانات تحقيق القدرة على التحركات السريعة والمناورة بالقوات.

مستقبل التسليح النووي


سوف يتجه العالم إلى إحداث قفزات كبيرة في إنتاج الأسلحة بشكل يفوق ما شهدته البشرية خلال العقود الماضية بما في ذلك الأسلحة النووية المعروفة. حيث بدأ بعض العلماء الأمريكيين في معمل للأبحاث بكاليفورنيا العمل على إنتاج جيل جديد من القنابل النووية ويحتمل أن يكون أول نوع من هذا الجيل سوف يكون قنبلة هيدروجينية تعمل بالانشطار النووي تعادل قوتها الانفجارية 1000 طن من المواد التقليدية شديدة الانفجار. ويمكن توجيهها باستخدام أشعة الليزر التي ستحدث بدورها انفجارات نووية حرارية.
كما يبحث هؤلاء العلماء استخدام هذه التفجيرات النووية الحرارية كبديل عن إجراء التجارب النووية التقليدية وكذلك استخدام الهيدروجين الصلب الذي تفوق قوته الانفجارية تلك المتفجرات التقليدية بنحو 30 مرة. يستند إنتاج هذه الأسلحة إلى بحوث ودراسات رائدة ومتقدمة في مجالات الفيزياء الفلكية والنووية والفيزياء المكونة للمواد من عناصرها الأولية. كما ذكر أحد علماء معهد البحث العلمي في جنيف أن الأسلحة التي سوف تستخدم في المستقبل سوف تتمتع بمميزات عسكرية هائلة إذ أنه لن تنبعث منها كميات كبيرة من الإشعاع. كما سوف يشهد القرن القادم تطوراً شديداً في نظم التسلح غير التقليدية الأخرى.
Images%5COblong.JPG
 
عودة
أعلى