بقلم: مايكل كونلي
طائرات حربية ترجمة: وهدان وهدان
يعد الجدل حول ما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية ستواصل تصنيع طائرات (F-22) رابتور، من أكثر الجدالات تأثرا بالضغوط السياسية وأشدها إثارة للخلاف حول تخصيص الميزانيات في الذاكرة الأمريكية القريبة، ومن فرط احتدامه فقد تضمن جهودا مكثفة بذلتها مجموعات الضغط المختلفة، شملت الصحف التي يمولها المقاولون، وتكثيف نشر الإعلانات التجارية عن المقاتلة الحربية المذكورة، إضافة إلى تكثيف حملات كتابة الرسائل المباشرة المعنية بتصنيع الطائرة.
ومما لا شك فيه أن طائرة (F-22) تعد المقاتلة الجوية الأكثر كفاءة في تاريخ ابتكارنا التكنولوجي الحربي، ذلك أن مزاياها تتضمن السرعة الخاطفة والتخفي والقدرة على المناورة. وعلى رغم أنها صممت للعمليات القتالية الجوية في الأساس، إلا أن لها قدرات عالية في شن هجمات جو- أرض أيضا، وقد نظرنا إلى تقييم الجدل الجاري حول الاستمرار في تصنيع هذه المقاتلة الجوية من جميع زواياه واتجاهاته، واضعين في الاعتبار تنافسية الأولويات الاستراتيجية، والبرامج التكميلية والبدائل الممكنة، وقد وضعنا كل ذلك في ميزان الموارد المالية والدفاعية المتاحة، وكثيرا ما وجه إلينا السؤال: كم هو عدد طائرات (F-22) الذي تحتاج إليه الولايات المتحدة الأمريكية؟.. وتعتمد الإجابة عن هذا السؤال بالطبع على المهام الحربية الدفاعية التي يجب علينا القيام بها، فقد كانت الحاجة إلى هذا النوع من الطائرات عند إطلاق برنامج (F-22) إبان الحرب الباردة نحو 740 طائرة، ومنذ ذلك الحين واصلت وزارة الدفاع تقييمها المستمر لعدد العمليات القتالية الكبرى التي ينبغي علينا الخوض فيها، ومدى احتمال نشوب هذه النزاعات بالفعل، وإلى أي مدى يمكن تداخل هذه العمليات وتزامنها مع بعضها البعض، إلى جانب تقدير استراتيجيات العدو وقدراته قياسا إلى الأهداف الاستراتيجية الدفاعية لبلادنا.
وتواصل التقييم المنتظم الذي أجري لكل ماذكر آنفا، إلى قدرة بلادنا على تطوير قدراتها العسكرية اللازمة في عدد أقل من المجالات الدفاعية، على أن يتم ذلك بمرور الوقت، وعن طريق الدمج المستمر بين الطائرات الحربية وغيرها من الأسلحة المكونة لشبكتنا العسكرية الدفاعية ، ولكن نتيجة لتراجع الطلب على ابتكارات تكنولوجيا السلاح الجوي، في ذات الوقت الذي ارتفعت فيه تكلفة صناعة طــــــــائرات (F-22)، فقد اضطرت الوزارة إلى تحديد سقف أعلى للإنفاق على البرنامج الخاص بصنع الطائرات ، وفي شهر ديسمبر من عام 2004، وافق "البنتاجون" على صنع 183 طائرة من الطائرات المذكورة. واعتمد على فرضيات قتال جوي متفاوتة، كانت القوة الجوية قد توصلت إلى استنتاجات سابقة مختلفة عن تلك التي توصلت إليها مؤخرا، ووفقا لتلك الاستنتاجات كان مقدرا أن تكفي حوالي 381 طائرة لتوفير قوة جوية من طراز (F-22)، معنية بمواجهة المخاطر الخفية نسبيا، غير أن عدة عوامل جديدة برزت إلى السطح منذ ذلك التاريخ، فبناء على الخبرة القتالية الناشئة عن السنوات الأخيرة، مصحوبة بتقديرات المخاطر الأمنية الدفاعية المستقبلية، أعادت "البنتاجون" النظر مجددا في كافة السيناريوهات الدفاعية التي بنت عليها القوة الجوية تقديراتها المذكورة، وكان ذلك هو العامل الأول الذي طرأ، أما العامل الثاني فيتلخص في إنتـاج ستين طـــائرة إضافية من طراز (F-22)، بهدف الوصول بعددها الكلي نحو 243 طائرة، سوف تنشأ عنه فاتورة غير ممولة بقيمة 13 مليار دولار، في وقت تزداد فيه الضغوط على ميزانية الوزارة.
ففي حدود ميزانية القوة الجوية المحددة، قياسا إلى إجمالي ميزانية "البنتاجون" ، كان التحدي الأكبر الذي واجهناه هو أن نقرر ونختار بين عدد واسع من حاجاتنا الدفاعية التنافسية، وعليه فإن شراء المزيد من طائرات (F-22)، يعني عمليا إهمال احتياجاتنا الدفاعية في مجالات أخرى، فإلى جانب هيمنة العمليات الجوية وأهمية دورها في الحروب التي تخوضها بلادنا، تؤدي القوة الجوية دورا لا يقل أهمية في العملية الحربية المشتركة مع القوات والوحدات العسكرية الأخرى، تزداد الحاجة إليها باطراد. ويشمل هذا الدور على سبيل المثال: النشاط الاستخباراتي، المراقب والاستطلاعات، عمليات السيطرة والتحكم، وغيرها من الحاجات الحربية الأخرى المرتبطة بها في المجالين الجوي والإلكتروني على حد سواء، وفي الوقت نفسه ننشغل الآن بمعالجة مشاكل سنوات طويلة من إهمالنا لقدراتنا النووية، وإعادة بناء قوة الاستحواذ، إلى جانب العمل على تحسين قدراتنا الجوية في الحروب غير التقليدية.
وكان من الحكمة أن نفكر في تطوير المزيد من طائرات (F-22) في إطار المراجعة الواسعة لميزانية الرئيس أوباما الدفاعية لعام 2010، بدلا من أن يكون ذلك القرار معزولا عنها وفي تلك المراجعة كنا قد قيمنا خطط الطريق الخاصة بالقوة الجوية، والخطط الأوسع للبنتاجون بأسرها، فيما يتصل بالعمليات التكتيكية الجوية، لا سيما تلك التي تربط بين العمليات المشتركة لطــائرات (F-22) وطـــــــــائرات (F-35) في الهجمات الجوية، وذلك في مراحل التصنيع الأولية للطائرتين، ومن المقــــــرر أن تعمـــــل الطائرتان (F-22) و (F-35) معا خلال السنوات القليلة المقبلة، بحيث تؤدي كلتاهما دورها في القتال الجوي والجوي- الأرضي، دون أن يقلل ذلك من الأدوار المتعددة التي تقوم به كل واحدة منهما، في حين وضعت الخطط اللازمة لتطوير أسطول جوي مستقبلي من طائرات (F-35) ، ومن ناحية أخرى وعلى رأسها نجاح التكنولوجيا الأمريكية في تصنيع جيل من الطائرات الخفية التي لا يلتقطها الرادار الاعتيادي، إضافة إلى أجيال متطورة من الرادارات ووسائل الحرب الإلكترونية، الأمر الذي يجعل المزاوجة بين الأمريكي من طرفيه، كما تعتقد الأوساط الدفاعية الأمريكية، ولكن المشكلة مالية. فلإبقاء التفوق على القدرات الجوية الروسية ولا سيما بعد إنتاج الأخيرة للمقاتلة ساخوي 37 (SU-37) رفعت أمريكا مصررفاتها لإنتاج الرابتور 22 حتى سعر إنتاج الطائرة الواحدة رقما خرافيا يوازي المئة مليون.
وبعد توقف إنتاج الساخوي 37 لأسباب تمويلية، دعى الكونجرس إلى إنتاج مقاتلة متفوقة جديدة ولكن ذات كلفة تنافسية معقولة- وهكذا جاءت ولادة المقاتلة القاصفة (F-35) . وقد صنع منها فعلا ثلاث طائرات هي A و Bو C لها الشكل والحجم والمحرك نفسه إلا أنها تحتوي تحت الجلد مواصفات مختلفة.
المقاتلة F-35A
صممت للإقلاع والهبوط من مدارج اعتيادية وهي، تشبه عائلة طائرات الرابتور 22 من حيث قدراتها القتالية ومنظومات الحرب الإلكترونية فيها لتأخذ دور المقاتلات A-10 المضادة للدروع، والطائرة F-16 (الصقر المقاتل) الآخذتان بالانحدار عملانيا. ويتوقع أن تتبوأ F-35A دورها بالكامل في القوات الجوية الأمريكية بحلول عام 2025، وهي ستطير مع زميلتها الرابتور 22 حينئذ في مهمات قتالية تكاملية، فالأولى ستقوم بالقصف والقتال فيما تقوم الرابتور بالرصد والتوجيه. وهذا ويتوقع أن يبنى 1763 طائرة من هذا النوع لسد حاجة القوات الجوية، والمارينز الأمريكية بحلول العقد الثاني من هذا القرن وبكلفة تصل إلى 30 مليون دولار للطائرة الواحدة.
المقاتلة F-35B
وهي مخصصة للمارينز وتشابة النوع A في مواصفات الحجم والشكل والتخفي، إلا أن المحرك وبعض أجزاء الهيكل طورت للقيام بمهمات الإقلاع والهبوط العموديين. وستستخدمها المارينز بدل طائرات الهارير البريطانية (AV -8B) وسترافق الطائرة وحدات المارنيز العاملة في الميدان، من مواقع أرضية، ويتوقع أن تشتري المارينز 609 طائرات من F-35B لتعويض الهارير.
المقاتلة F-35 C
أما الطائرات F-35 C فهي أيضا مخصصة للمارينز ولكن للعمل من على حاملات الطائرات ، وستزود F-35C بجناح أكبر وسطوح سيطرة ذنبية أوسع لتوفير التحكم بالسرعات المنخفضة التي تكون مهمة عند التقرب من الحاملات، وسيضاف للهيكل عناصر قوة تتحمل تأثير المقلاع البخاري الذي يجذب الطائرة بقوة ويقذفها في الهواء، وكذلك خطاف الإيقاف الذي يمسك بالطائرة عند ملامستها سطح الحاملة ويوقفها ضمن مسافة قصيرة. والمساحات المضافة للجناح والذيل ستزيد حمولة الطائرة من الوقود والأعتدة. وهذا يعني ، إمداد أوسع للعمليات وقدرات تسليحية أكبر. ويتوقع أن تشتري المارينز 480 طائرة من هذا النوع لتعويض طائرات الهورنت التي ستستبدل بنوع آخر هو F/A-18E/F سوبر هورنت- لقد ولدت F-35 من رحم تعاون العملاقين في صناعة الطائرات الحربية الأمريكية لوكهيد مارتن وبوينغ ومن النموذجين -32 X الذي أنتجة بوينغ و F-35 الذي أنتجته لوكهيد مارتن.
مواصفات تصميمية
إن التصميم المقدم من لوكهيد مارتن يمثل خليطا متجانسا بين تكنولوجيا الأمس والغد، ولكن بكلفة أقل. وهي تعتمد في آلية خفيتها ليس فقط على شكل الهيكل الحاد الزوايا والدهان الماص للأشعة الرادارية وإنما على مضافات هيكلية منها مدخل المحرك المشابه لتصميم مثيلة في الرابتور 22، والمصممة من قبل لوكهيد مارتن أيضا .ومحركها نوع F-120 صناعة (General Electrec) وقدرة الطائرة بالإقلاع والهبوط العمودين يعتمد على محرك دفع عمودي ثابت الموقع (يقع خلف مقصورة القيادة تماما) يرتبط بمروحة نفقية خلفه. وإضافة لعمل المحرك في تحقيق الرفع العمودي فإن توازن واستقرار الطائرة والتحكم بها يتم من خلال تغيير اتجاه الدفع التي توفر المروحة النفقية، ضمن الأجنحة، وفي مؤخرة الطائرة والمحرك من النوع الطوربيني ذي المرحلتين ويوفر 18 ألف باوند من الدفع.
كلف وتوقعات
لكي توضع الطائرة على خط الشروع في الاستخدامات القتالية، دفعت وزارة الدفاع الأمريكية 22.9 مليار دولار لبناء 17 طائرة من نوع -35 F, ستأخذ القوة الجوية خمسا والمارينز أربعا وتبقى الثماني الأخرى لأغراض الاختبار. ويتوقع البنتاغون (وزارة الدفاع) الحاجة إلى 3 آلاف طائرة من هذا النوع وبكلفة إجمالية تصل إلى 300 مليار دولار، وقد بدأت بريطانيا رغبة بشراء عدد من النوع B أو C بحلول عام 2010.
وبحال سارت الأمور حسب التوقعات ، ولم يحصل تحول نحو تصنيع الطائرات غير المأهولة مثلا (وهو أمر وارد في الحسابات العسكرية المقبلة) ، فإن F-35-A ستبدأ بالحلول محل F-16 و A-10 قبيل عام 2010 وبعدها بسنة ستستقبل المارينز والبحرية حصتها من النوعيين B و A. وفي الوقت الذي تسعى أمريكا لاستبدال طائراتها المقاتلة الحالية بالنوع المتفوق F-35 كما ستسعى لخلق الفرص والمناسبات لتسويق طائراتها القديمة العاملة حاليا، من أنواع 16 -Fو F-15و A-10 والهورنت وذلك لتغطية جزء من كلفة الطائرات الجديدة.
طائرات حربية ترجمة: وهدان وهدان
يعد الجدل حول ما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية ستواصل تصنيع طائرات (F-22) رابتور، من أكثر الجدالات تأثرا بالضغوط السياسية وأشدها إثارة للخلاف حول تخصيص الميزانيات في الذاكرة الأمريكية القريبة، ومن فرط احتدامه فقد تضمن جهودا مكثفة بذلتها مجموعات الضغط المختلفة، شملت الصحف التي يمولها المقاولون، وتكثيف نشر الإعلانات التجارية عن المقاتلة الحربية المذكورة، إضافة إلى تكثيف حملات كتابة الرسائل المباشرة المعنية بتصنيع الطائرة.
ومما لا شك فيه أن طائرة (F-22) تعد المقاتلة الجوية الأكثر كفاءة في تاريخ ابتكارنا التكنولوجي الحربي، ذلك أن مزاياها تتضمن السرعة الخاطفة والتخفي والقدرة على المناورة. وعلى رغم أنها صممت للعمليات القتالية الجوية في الأساس، إلا أن لها قدرات عالية في شن هجمات جو- أرض أيضا، وقد نظرنا إلى تقييم الجدل الجاري حول الاستمرار في تصنيع هذه المقاتلة الجوية من جميع زواياه واتجاهاته، واضعين في الاعتبار تنافسية الأولويات الاستراتيجية، والبرامج التكميلية والبدائل الممكنة، وقد وضعنا كل ذلك في ميزان الموارد المالية والدفاعية المتاحة، وكثيرا ما وجه إلينا السؤال: كم هو عدد طائرات (F-22) الذي تحتاج إليه الولايات المتحدة الأمريكية؟.. وتعتمد الإجابة عن هذا السؤال بالطبع على المهام الحربية الدفاعية التي يجب علينا القيام بها، فقد كانت الحاجة إلى هذا النوع من الطائرات عند إطلاق برنامج (F-22) إبان الحرب الباردة نحو 740 طائرة، ومنذ ذلك الحين واصلت وزارة الدفاع تقييمها المستمر لعدد العمليات القتالية الكبرى التي ينبغي علينا الخوض فيها، ومدى احتمال نشوب هذه النزاعات بالفعل، وإلى أي مدى يمكن تداخل هذه العمليات وتزامنها مع بعضها البعض، إلى جانب تقدير استراتيجيات العدو وقدراته قياسا إلى الأهداف الاستراتيجية الدفاعية لبلادنا.
وتواصل التقييم المنتظم الذي أجري لكل ماذكر آنفا، إلى قدرة بلادنا على تطوير قدراتها العسكرية اللازمة في عدد أقل من المجالات الدفاعية، على أن يتم ذلك بمرور الوقت، وعن طريق الدمج المستمر بين الطائرات الحربية وغيرها من الأسلحة المكونة لشبكتنا العسكرية الدفاعية ، ولكن نتيجة لتراجع الطلب على ابتكارات تكنولوجيا السلاح الجوي، في ذات الوقت الذي ارتفعت فيه تكلفة صناعة طــــــــائرات (F-22)، فقد اضطرت الوزارة إلى تحديد سقف أعلى للإنفاق على البرنامج الخاص بصنع الطائرات ، وفي شهر ديسمبر من عام 2004، وافق "البنتاجون" على صنع 183 طائرة من الطائرات المذكورة. واعتمد على فرضيات قتال جوي متفاوتة، كانت القوة الجوية قد توصلت إلى استنتاجات سابقة مختلفة عن تلك التي توصلت إليها مؤخرا، ووفقا لتلك الاستنتاجات كان مقدرا أن تكفي حوالي 381 طائرة لتوفير قوة جوية من طراز (F-22)، معنية بمواجهة المخاطر الخفية نسبيا، غير أن عدة عوامل جديدة برزت إلى السطح منذ ذلك التاريخ، فبناء على الخبرة القتالية الناشئة عن السنوات الأخيرة، مصحوبة بتقديرات المخاطر الأمنية الدفاعية المستقبلية، أعادت "البنتاجون" النظر مجددا في كافة السيناريوهات الدفاعية التي بنت عليها القوة الجوية تقديراتها المذكورة، وكان ذلك هو العامل الأول الذي طرأ، أما العامل الثاني فيتلخص في إنتـاج ستين طـــائرة إضافية من طراز (F-22)، بهدف الوصول بعددها الكلي نحو 243 طائرة، سوف تنشأ عنه فاتورة غير ممولة بقيمة 13 مليار دولار، في وقت تزداد فيه الضغوط على ميزانية الوزارة.
ففي حدود ميزانية القوة الجوية المحددة، قياسا إلى إجمالي ميزانية "البنتاجون" ، كان التحدي الأكبر الذي واجهناه هو أن نقرر ونختار بين عدد واسع من حاجاتنا الدفاعية التنافسية، وعليه فإن شراء المزيد من طائرات (F-22)، يعني عمليا إهمال احتياجاتنا الدفاعية في مجالات أخرى، فإلى جانب هيمنة العمليات الجوية وأهمية دورها في الحروب التي تخوضها بلادنا، تؤدي القوة الجوية دورا لا يقل أهمية في العملية الحربية المشتركة مع القوات والوحدات العسكرية الأخرى، تزداد الحاجة إليها باطراد. ويشمل هذا الدور على سبيل المثال: النشاط الاستخباراتي، المراقب والاستطلاعات، عمليات السيطرة والتحكم، وغيرها من الحاجات الحربية الأخرى المرتبطة بها في المجالين الجوي والإلكتروني على حد سواء، وفي الوقت نفسه ننشغل الآن بمعالجة مشاكل سنوات طويلة من إهمالنا لقدراتنا النووية، وإعادة بناء قوة الاستحواذ، إلى جانب العمل على تحسين قدراتنا الجوية في الحروب غير التقليدية.
وكان من الحكمة أن نفكر في تطوير المزيد من طائرات (F-22) في إطار المراجعة الواسعة لميزانية الرئيس أوباما الدفاعية لعام 2010، بدلا من أن يكون ذلك القرار معزولا عنها وفي تلك المراجعة كنا قد قيمنا خطط الطريق الخاصة بالقوة الجوية، والخطط الأوسع للبنتاجون بأسرها، فيما يتصل بالعمليات التكتيكية الجوية، لا سيما تلك التي تربط بين العمليات المشتركة لطــائرات (F-22) وطـــــــــائرات (F-35) في الهجمات الجوية، وذلك في مراحل التصنيع الأولية للطائرتين، ومن المقــــــرر أن تعمـــــل الطائرتان (F-22) و (F-35) معا خلال السنوات القليلة المقبلة، بحيث تؤدي كلتاهما دورها في القتال الجوي والجوي- الأرضي، دون أن يقلل ذلك من الأدوار المتعددة التي تقوم به كل واحدة منهما، في حين وضعت الخطط اللازمة لتطوير أسطول جوي مستقبلي من طائرات (F-35) ، ومن ناحية أخرى وعلى رأسها نجاح التكنولوجيا الأمريكية في تصنيع جيل من الطائرات الخفية التي لا يلتقطها الرادار الاعتيادي، إضافة إلى أجيال متطورة من الرادارات ووسائل الحرب الإلكترونية، الأمر الذي يجعل المزاوجة بين الأمريكي من طرفيه، كما تعتقد الأوساط الدفاعية الأمريكية، ولكن المشكلة مالية. فلإبقاء التفوق على القدرات الجوية الروسية ولا سيما بعد إنتاج الأخيرة للمقاتلة ساخوي 37 (SU-37) رفعت أمريكا مصررفاتها لإنتاج الرابتور 22 حتى سعر إنتاج الطائرة الواحدة رقما خرافيا يوازي المئة مليون.
وبعد توقف إنتاج الساخوي 37 لأسباب تمويلية، دعى الكونجرس إلى إنتاج مقاتلة متفوقة جديدة ولكن ذات كلفة تنافسية معقولة- وهكذا جاءت ولادة المقاتلة القاصفة (F-35) . وقد صنع منها فعلا ثلاث طائرات هي A و Bو C لها الشكل والحجم والمحرك نفسه إلا أنها تحتوي تحت الجلد مواصفات مختلفة.
المقاتلة F-35A
صممت للإقلاع والهبوط من مدارج اعتيادية وهي، تشبه عائلة طائرات الرابتور 22 من حيث قدراتها القتالية ومنظومات الحرب الإلكترونية فيها لتأخذ دور المقاتلات A-10 المضادة للدروع، والطائرة F-16 (الصقر المقاتل) الآخذتان بالانحدار عملانيا. ويتوقع أن تتبوأ F-35A دورها بالكامل في القوات الجوية الأمريكية بحلول عام 2025، وهي ستطير مع زميلتها الرابتور 22 حينئذ في مهمات قتالية تكاملية، فالأولى ستقوم بالقصف والقتال فيما تقوم الرابتور بالرصد والتوجيه. وهذا ويتوقع أن يبنى 1763 طائرة من هذا النوع لسد حاجة القوات الجوية، والمارينز الأمريكية بحلول العقد الثاني من هذا القرن وبكلفة تصل إلى 30 مليون دولار للطائرة الواحدة.
المقاتلة F-35B
وهي مخصصة للمارينز وتشابة النوع A في مواصفات الحجم والشكل والتخفي، إلا أن المحرك وبعض أجزاء الهيكل طورت للقيام بمهمات الإقلاع والهبوط العموديين. وستستخدمها المارينز بدل طائرات الهارير البريطانية (AV -8B) وسترافق الطائرة وحدات المارنيز العاملة في الميدان، من مواقع أرضية، ويتوقع أن تشتري المارينز 609 طائرات من F-35B لتعويض الهارير.
المقاتلة F-35 C
أما الطائرات F-35 C فهي أيضا مخصصة للمارينز ولكن للعمل من على حاملات الطائرات ، وستزود F-35C بجناح أكبر وسطوح سيطرة ذنبية أوسع لتوفير التحكم بالسرعات المنخفضة التي تكون مهمة عند التقرب من الحاملات، وسيضاف للهيكل عناصر قوة تتحمل تأثير المقلاع البخاري الذي يجذب الطائرة بقوة ويقذفها في الهواء، وكذلك خطاف الإيقاف الذي يمسك بالطائرة عند ملامستها سطح الحاملة ويوقفها ضمن مسافة قصيرة. والمساحات المضافة للجناح والذيل ستزيد حمولة الطائرة من الوقود والأعتدة. وهذا يعني ، إمداد أوسع للعمليات وقدرات تسليحية أكبر. ويتوقع أن تشتري المارينز 480 طائرة من هذا النوع لتعويض طائرات الهورنت التي ستستبدل بنوع آخر هو F/A-18E/F سوبر هورنت- لقد ولدت F-35 من رحم تعاون العملاقين في صناعة الطائرات الحربية الأمريكية لوكهيد مارتن وبوينغ ومن النموذجين -32 X الذي أنتجة بوينغ و F-35 الذي أنتجته لوكهيد مارتن.
مواصفات تصميمية
إن التصميم المقدم من لوكهيد مارتن يمثل خليطا متجانسا بين تكنولوجيا الأمس والغد، ولكن بكلفة أقل. وهي تعتمد في آلية خفيتها ليس فقط على شكل الهيكل الحاد الزوايا والدهان الماص للأشعة الرادارية وإنما على مضافات هيكلية منها مدخل المحرك المشابه لتصميم مثيلة في الرابتور 22، والمصممة من قبل لوكهيد مارتن أيضا .ومحركها نوع F-120 صناعة (General Electrec) وقدرة الطائرة بالإقلاع والهبوط العمودين يعتمد على محرك دفع عمودي ثابت الموقع (يقع خلف مقصورة القيادة تماما) يرتبط بمروحة نفقية خلفه. وإضافة لعمل المحرك في تحقيق الرفع العمودي فإن توازن واستقرار الطائرة والتحكم بها يتم من خلال تغيير اتجاه الدفع التي توفر المروحة النفقية، ضمن الأجنحة، وفي مؤخرة الطائرة والمحرك من النوع الطوربيني ذي المرحلتين ويوفر 18 ألف باوند من الدفع.
كلف وتوقعات
لكي توضع الطائرة على خط الشروع في الاستخدامات القتالية، دفعت وزارة الدفاع الأمريكية 22.9 مليار دولار لبناء 17 طائرة من نوع -35 F, ستأخذ القوة الجوية خمسا والمارينز أربعا وتبقى الثماني الأخرى لأغراض الاختبار. ويتوقع البنتاغون (وزارة الدفاع) الحاجة إلى 3 آلاف طائرة من هذا النوع وبكلفة إجمالية تصل إلى 300 مليار دولار، وقد بدأت بريطانيا رغبة بشراء عدد من النوع B أو C بحلول عام 2010.
وبحال سارت الأمور حسب التوقعات ، ولم يحصل تحول نحو تصنيع الطائرات غير المأهولة مثلا (وهو أمر وارد في الحسابات العسكرية المقبلة) ، فإن F-35-A ستبدأ بالحلول محل F-16 و A-10 قبيل عام 2010 وبعدها بسنة ستستقبل المارينز والبحرية حصتها من النوعيين B و A. وفي الوقت الذي تسعى أمريكا لاستبدال طائراتها المقاتلة الحالية بالنوع المتفوق F-35 كما ستسعى لخلق الفرص والمناسبات لتسويق طائراتها القديمة العاملة حاليا، من أنواع 16 -Fو F-15و A-10 والهورنت وذلك لتغطية جزء من كلفة الطائرات الجديدة.