دراسة تفصيلية لعمليات القتال الليلية

إنضم
26 يوليو 2009
المشاركات
556
التفاعل
18 0 0
عمليات القتال الليلية ما بين الاساسيات و المبادئ و الاستعداد :


الظلام


[URL="http://www.warshipsifr.com/media/sk_night.jpg"][URL="http://www.warshipsifr.com/media/sk_night.jpg"][/URL][/URL]


كان الظلام قديما اثناء الحروب هو استراحة للجيوش المتحاربة نهارا و كانت تبداء المعارك مع بداية طلوع الشمس عند الفجر و تستمر حتى مغيب الشمس.


و ذلك لاعتماد الجيوش قديما على المواجهة المباشرة و القتال وجها لوجة بالسيف و لكن كانت تتم بعض العمليات الحربية ليلا مثل التحرك و الانتقال من مكان لاخر و الحصار للقلاع و الحصون و الضرب بالمنجنيق على المدن و المحاصرة و الهجوم الخاطف على الاماكن الهامة للعدو و قتل قياداتة و كان هذا هو اقصى استغلال لظلام الليل و كان اول من استغل الظلام فى المعارك الحربية منذ قديم الازل هو القائد الفرعونى احمس اثناء طردة للهكسوس من مصر فقد كان يستغل الليل للهجوم على معكسرات الهكسوس معوضا فى ذلك نقص الاعداد المتاحة لة من الجنود و استغل ايضا الليل الرومان فى معاركهم و الفرس
و استغلة القائد العربى العظيم صلاح الدين فى معركة حطين و فى حصار الصليبين و استمر استغلال الظلام محدود فى القتال حتى ظهرت اجهزة الرؤية الليلية .


العمليات الليلية فى الحروب الحديثة
بعد حدوث التطور التكنولوجى و ظهور اجهزة الرؤية الليلية كان اول مجال لاستخدامها هو ميدان الحروب و القتال لتعوض عدم امكانية القتال ليلا و كانت الدول العظمى بعد الحرب العالمية الثانية تعمل على تطوير اجهزة الرؤية الليلية و اجهزة الانارة لتصبح اقوى مما كانت علية فى الحرب لتنال الحرية اكثر فى عمليات القتال الليلى .


الوسائل و الاجهزة المستخدمة فى القتال الليلى
هناك الكثير من الاجهزة التى تستخدم فى القتال الصباحى او النهارى و تستخدم فى القتال الليلى
لكن اهميتها تزداد فى اعمال القتال فى الظلام تطورت الوسائل و الاجهزة بداية من استخادم قذائف الهاون و قذائف المدفعية المضيئة و استخدام مشاعل الطائرات و بواعث الاضائة المختلفة و لكن كان ذلك يفقد القوات المهاجمة عنصر المفاجئة .


و هنا ظهرت الاجهزة التى تعمل على تجميع اضواء النجوم و تقوم فكرة اجهزة تجميع اضواء النجوم على فكرة انه لا يوجد طبقا لقوانين الطبيعة اظلام تام اى انة فى اقصى الليالى المظلمة فأنة يمكن استخدام اجهزة خفيفة خاصة تقوم بتكثيف ضوء النجوم.
اجهزة تحديد المواقع GBS
و اجهزة المراقبة الجوية TIS
و قد اضافت هذة الاجهزة الجديدة ميزة هامة جدا لمن يمتلكها وهى انها تتيح له قدرة رؤية العدو و تحديد مكانة فى حين ان العدو لا يرى مصدر الضرب او القصف


مبادئ العمليات اليلية


1- المفاجئة
لا شك ان عنصر المفاجئة من اهم عناصر الحرب على مر التاريخ و لكن ازدات اهميتة فى المعارك الحديثة و ذلك لانتشار اجهزة الاستطلاع و المراقبة
و من المعروف ان الظلام يوفر اخفاء جيد للقوات عند تنفيذ مهامها القتالية و حيث ان مفهوم المفاجئة يعنى استغلال ناجح و قوى فى استخدام القوات و القدرة القتالية التى تملكها الوحدات القتالية المهاجمة
و لذلك فان الظلام مع استخدام وسائل الرؤية اليلية يوفر عنصر المفاجئة بدرجة كبيرة


2- المبادءة
تعد المبادءة من اهم مبادى الحرب و التى يجب انت يتمسك بها اكثر متخذ قرار العمليات الحربية الليلية حيث انها نتيجة لاستخدام عنصر المفاجئة و من ثم فهى تعنى تنفيذ العملية او الخطة او الضربة او الهجمة القتالية فى الوقت المناسب قبل ان يقوم العدو بالهجوم و ان تكون ردود افعال العدو و تصرفاتة و اعمالة القتالية نتيجة لقرارات الجيش المهاجم و ان تكون المبادءة ليلا و نهارا بمعنى وضع العدو دائما فى حالة رد الفعل


3- التعاون و السيطرة
ظهر مبدأ التعاون و السيطة فى الاعمال الحربية الحديثة بعد ظهور عمليات الاسلحة المشتركة و ذلك لتحقيق المعوانة المتبادلة بين الاسلحة المختلفة المشتركة فى المعركة و يجب فى هذة الحالة ان تكون كل الاسلحة و الوحدات المشاركة فى المعركة لديها اجهزة الرؤية الليلية


4- الحشد
لتبسيط مفهوم الحشد فهو تجهيز القوات و وضعها فى حالة الاستعداد للقتال و توصيلها للمناطق التى سيبدأ منها القتال و المعركة حيث انة من المستحيل ان يكون الجيش قويا فى كل مكان فأن مفهوم الحشد هو ان تركز القوات و وسائل النيران المتاحة لدى القوات المهاجمة فى الاتجاهات الهامة و التى تحقق الاهداف المطلوبة من العملية الحربية و ذلك لضمان نجاح المعركة و يجب ان يتم حشد القوات بسرعة و دقة و فى وقت قصير قبل الهجوم و هنا تظهر اهمية وسائل الرؤية الليلية فى تيسير عمليات الحشد بدقة و سهولة


5-الاستمرار فى القتال
يتحقق الاستمرار فى القتال بأستخدام جميع وسائل النيران و القتال و دفع قوات جديدة طوال المعركة و متابعة اعمال القتال ليلا و نهارا فقد تستمر المعركة التى بدات ليلا الى النهار او العكس فقد تستمر المعركة التى بدأت نهار الى الليل و لذلك يجب وضع العدو تحت ضغط مستمر فى جميع الاحوال و الظروف


الاستعداد للقتال الليلى


1-التامين الشامل للقوات
ان الليل هو ساتر مثالى لاعمال القتال و يوفر غطاء ممتاز للقوات و لكن القتال اليلى يحد من عمليات الاستطلاع المستمرة المباشرة و يحد ايضا من استخدام القوات الجوية فى المعاونة للقوات الارضية فى حالة القتال المتلاحم بالمدرعات و المشاة


2- تجهيز الغطاء الجوى
[URL="http://www.photoshopsupport.com/tutorials/jennifer/night-vision/night-vision-2.jpg"][URL="http://www.photoshopsupport.com/tutorials/jennifer/night-vision/night-vision-2.jpg"][/URL][/URL]


على الرغم من ان القتال اليلى يحد من امكانية استخدام القوات الجوية فى معاونة القوات البرية فى حالات الاشتباك المباشر لكن هذا لا يمنع من ان يكون الغطاء الجوى على استعداد على الاقل لتأمين القوات من هجمات العدو الجوية او لضرب الاحتياطيات التى من الممكن ان يدفع بها الى القتال


3-التدريب
من المعروف ان التدريب الليلى اصعب بكثير و مكلف من التدريب النهارى و لذلك فان الوحدات التى يتم تدريبها على القتال الليلى يجب ان تتميز بكفأة قتالية عالية و قدرات و اسلحة جيدة


مخاطر القتال الليلى
[URL="http://images.military.com/pics/SoldierTech_NightVision4.jpg"][URL="http://images.military.com/pics/SoldierTech_NightVision4.jpg"][/URL][/URL]


على الرغم من ان القتال الليلى لة العديد من المزايا و لكنة يمثل اخطارا كثيرة على القوات التى تقوم بعملية الهجوم
1- مخاطر فقدان الاتجاة ليلا و ذلك يؤدى الى زيادة مخاطر تداخل القوات و يؤدى الى زيادة الخسائر و صعوبة السيطرة و زيادة احتمالات الفشل
2- صعوبة التعارف و التمييز بين القوات القوات المهاجمة و التعارف ليس بين القوات البرية و بعضها
و بين القوات الجوية و البحرية الصديقة
3-صعوبة تنفيذ اعمال المعاونة و التامين الشامل و توفير الدعم الهندسى و المعاونة الطبية.


دور المشاعل الخفية في دعم العمليات الليلية


بقلم العميد الركن المهندس / حشمت أمين عامر
لم يكن مستغرباً أن يزيد جنون أمريكا في حرب العراق حينما أقامت الدنيا ولم تقعدها، فاحتجت بشدة على كلٍ من سوريا وإيران وروسيا، واتهمتهم بتزويد العراق بأجهزة الرؤية الليلية، الأمر الذي يدعو إلى التعجب كيف يمكن لأجهزة قد تبدو بسيطة أن تقلب دفة المعارك!!

لقد أرادت أمريكا الانفراد بمميزات تلك الأجهزة، حيث تعلم كيف يمكن أن يؤدي امتلاك تلك التكنولوجيا إلى قلب موازين المعارك الليلية إيماناً بالمقولة: "يصيبك بإيلام من لاتراه جيداً" "Itصs what you canصt see, that can hurt you the most"، فأرادت حرمان العراق من الاستفادة من تلك التكنولوجيا وتفعيل كفاءة استخدامها ذاتياً لتكنولوجيا الرؤية الكهروبصرية وما تمثله من حدّ قاطع لفاعلية المعارك الليلية.

لقد اهتمت أمريكا بالعمليات الليلية لتجني ثمار تفوقها التكنولوجي في هذا المجال، ولتستغل القيود التي يفرضها الظلام على تحرك رجال المقاومة العراقية، فأكثرت من المداهمات الليلية مستمتعة بالإضاءة الإلكترونية لقواتها باستخدام المشاعل الحرارية في عمليات ليلية أطلق عليها عديد من الأسماء الكودية الغربية، مثل: "المطرقة الحديدية" و "الفجر الأحمر"، وهي متأكدة من أن العراقيين بدون أجهزة الرؤية الليلية يعيشون في ظلام دامس، فإذا ما امتلك العراقيون هذه الأجهزة، فأنهم يشاركون الأمريكان ميزتهم فينقلب الموقف ضد أمريكا بصورة دراماتيكية بالغة الأثر قد يكون لها أوخم العواقب المؤلمة.

القتال الليلي
لقد سمح كل من التكتيك والتكنولوجيا لقدامى القادة في الماضي بأن يمتنعوا عن العلميات الليلية طالما كان ذلك في مقدورهم، حيث يمثل الليل مهلة لراحة الجنود من المعارك، ولإخلاء المصابين، ولإعادة التزود بالوقود، علاوة على أنه وقت للمخططين لتقدير الموقف والتجهيز لعمليات اليوم التالي، ففي الليل تبهت التفاصيل وتختلط الخلفيات بمعالم الأهداف، مما يقلل من الوضوح فيصعب تقدير المسافة، ويبقي بريق الضوء ولمعانة الدليل الوحيد على مسافة الهدف، فتقل الرؤية والتوجيه والتعارف بين القوات، وتصعب المناورة وينعدم التعاون الفعال، وهنا يستحسن تأجيل المهام إلى ضوء النهار.

صراع في حيز الطيف
لقد أدي التسارع التكنولوجي إلى ازدهار الحرب الإلكترونية لتأخذ صورة جديدة هي الحرب الكهروضوئية، والتي تمثل تطوراً رهيباً في الاستخدام والتطبيق التكنولوجي، مما أحال إلى الرف كثيراً من التكتيكات التقليدية، وتم نقل الصراع إلى ميدان جديد هو حيز الطيف الكهرومغناطيسي. فمن المعروف أن الإنسان يرى في حيز الطيف (4ر0 - 76ر0) ميكرون وذلك بالعين المجردة، غير أن الصراع الجديد قد امتد بالطيف المستخدم إلى حيزات جديدة ذات أطوال موجية خارج ذلك النطاق، الأمر الذي يمثل إضافة عيون إلكترونية تستحث ميدان المعركة في حيزات الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية والتي تصبح فيها العين البشرية المجردة عمياء تماماً.

البداية حرب الخليج
قد أثبتت حرب الخليج ضرورة الاهتمام بالقتال الليلي وتعظيم استغلال فترة الظلام، خصوصاً عند التعامل ضد عدو غير مجهز بالإجراءات التكنولوجية المضادة والمناسبة، الأمر الذي يعطي المهاجم المتقدم تكنولوجياً ميزة لا تقدر، حيث أثبتت الأحداث أن القوة التي لا تستطيع الحرب ليلاً تخسر المعركة.

لقد كان حتمياً على الحوامات أن تطير على ارتفاعات منخفضة تفادياً للنيران، غير أن قصور أنظمة الملاحة الليلية وصعوبة الرؤية الليلية أديا إلى صعوبة الطيران، وتسبب ذلك في حوادث كثيرة فصدرت الأوامر بزيادة الحد الأدنى للارتفاع، على الرغم من تسبب ذلك في زيادة التعرض لاحتمالات الكشف، واستعاضت أطقم حوامات الكوبرا عن أجهزة الرؤية الحرارية الأمامية (FLIR) بأجهزة تكثيف ضوء النجوم، رغم عدم توفيرها للمعلومات الملاحية اللازمة، علاوة على القصور البشري حيث يلزم للعين فترة لا تقل عن دقيقة لإعادة التكيف للرؤية بأجهزة تكثيف ضوء النجوم في أرض المعارك، وذلك لأن إنسان العين يتسع جداً في الظلام، مما يؤدي إلى زغللة واضحة عند زيادة مستوي الإضاءة.

وكان حتمياً بعد ذلك تجهيز حوامات الكوبرا بأجهزة تصوير لتمييز الهدف ومحددات للمسافة بأشعة الليزر وأجهزة حرارية سلبية في حيز (8-14) ميكروناً وأجهزة تعارف (IFF) بين الأهداف الصديقة، تفادياً للحوادث الرهيبة بواسطة نيران القوات الصديقة.

إن إحراز الهدف يمثل مشكلة أساسية، فعلي سبيل المثال، فإن الأباتشي المجهزة يمكن أن تفقد 50% من كفاءتها بسبب مشاكل الإحراز، حيث يجب توفير الرؤية المناسبة على المدى المناسب.
إن قذيفة (هيل فاير) ثمنها قد يبلغ 30 ألف دولار ومداها 8000 متر، في حين أن قذيفة (التاو) قد يصل ثمنها إلى 7 آلاف دولار ومداها 3000 متر، وعليه فإن الرؤية توفر للطاقم ميزة كبيرة، حيث لا يمكن إطلاق قذيفة مداها أكبر من مدى الرؤية فتمثل خسارة أو تضيع في الظلام، فلا تطلق قذيفة الهيل فاير على هدف قريب مما يعتبر خسارة أو تطلق قذيفة التاو على هدف بعيد فتضيع.

المشاعل الحرارية
تمثل المشاعل الإلكترونية الليلية انقلاباً دراماتيكياً لا يستهان به في حرب الظلام، حيث تمثل تكنولوجيا تقهر الظلام وتوفر نوعاً من الرؤية الخفية التي لا تستحثها العين البشرية العادية في صورة تمثل نوعاً من الحرب السحرية الخفية، فيصير الليل مثل النهار الذي تستحثه فقط أجهزة الرؤية الليلية وأنظمة تكثيف ضوء النجوم لتساعد أنظمة الأشعة تحت الحمراء إلى حذف تعبير "تحت جنح الظلام" من قاموس الحرب التقليدية.

وهكذا تستخدم الأشعة تحت الحمراء كوسيلة مساعدة للإضاءة الليلية، مما يزيد من مدى الرؤى الليلية (4-10) مرات بالمقارنة بأجهزة تكثيف ضوء النجوم الأمر الذي يستحدث معاملاً جديداً في الحرب الحديثة يعرف بمعامل زيادة مدى الرؤية (VRM) (Vision Range (Multiplier.

لقد زادت الحاجة لمثل هذه التكنولوجيا مع نهاية الثمانينيات عند بدء استخدام الحوامات لدعم العمليات الليلية الخاصة، ومع دخول القوات الأمريكية في عمليات وحروب خارجية في أفغانستان والعراق، وتتمثل الفكرة في إطلاق صاروخ مزوَّد بحمولة خاصة تحترق بدرجات حرارية عالية وتبقى معلقة في الجو على ارتفاعات مختلفة، فيصدر عنها حيزاً من الطيف الكهرومغناطيسي - غير المرئي معظمه - تسترشد به أجهزة الرؤية الليلية المتوافقة مع هذا الحيز من الطيف لتحقيق زيادة ملحوظة في مدى الرؤية.
وقد أطلق أول صاروخ 70 مللم في فبراير 1989م حاملاً المشعل (M-257) ليثبت ويحقق نتائج رائعة في مجال زيادة مدى الرؤية، ليبدأ تسليم 160 عبوة للجيش الأمريكي (الفرقة 82 المحمولة جواً) في مارس 1990م.

العائلة Thiokol
وتمثل تطويراً للمفهوم ذاته مع اختلاف الحمولة، لتصدر حيزاً إضافياً من الأشعة تحت الحمراء. وتتلخص فكرتها في ارتفاع درجة حرارة الاحتراق بصورة تؤدي إلى امتداد حيز الطيف داخل الأشعة تحت الحمراء، كما يمكن استخدام (موتور) دافع ليصل مدى الصاروخ إلى 4200 متر، حيث تزن العبوة (8-10) أرطال بطول 7ر72 سم وبمعدل هبوط 14 قدماً-ث، وحيث تحترق الحمولة بمعدل بطيء لتصل مدة الاشتعال إلى ثلاث دقائق.
وهناك العبوة (M584 AI) في خرطوشة بقطر 40 مللم، ومداها 600 قدم، بمدة احتراق 55 ثانية، وعند زيادة المدى إلى 750 قدماً يصل زمن الاحتراق إلى80 ثانية.

ويمكن تطوير أنواع من الخراطيش متعددة الحمولات، بحيث يمكن إطلاقها من الهاونات والمدافع عيار 105 مللم، كما يمكن
أن تحملها الطائرات في صورة الفانوس (LUU-2B) ويتم إسقاطها من ارتفاع 11500 قدم لتزداد فترة الاحتراق إلى 6 دقائق كاملة.

ويمكن - عن طريق طابات خاصة - تأخير زمن بدء الاحتراق من خرطوشة فرعية لأخرى لتزداد فترة استمرارية وفاعلية المشاعل الضوئية، وقد حصلت إسرائيل على تلك المشاعل في التسعينيات كما طورت ذاتيا أخطر أنواع تلك المشاعل.

أمريكا والمطرقة الحديدية
لقد أدت الكمائن الليلية العديدة في العراق إلى خسائر كبيرة في القوات الأمريكية بصورة مفاجئة ومتصاعدة جعلت أحد القادة الأمريكان يعلق قائلاً: "إن العدو الذي نشعر بوجوده ولا نراه يسبب خوفاً أكثر من العدو الذي نرصد نشاطه". فالعوامل النفسية المصاحبة للهجمات الليلية المباغتة تشكل عاملاً نفسياً في ثقة الجندي بنفسه وبسلاحه، قد تعرضه لأعمال الانتحار، ولما كانت الحرب الإلكترونية في صورتها الكهروبصرية هي معركة من أجل كسب الوقت وقهر الظلام علاوة على الصراع بين الفعل ورد الفعل المناسب والموقوت، فإن النقص في إجراءات رد الفعل المناسب للحرب الكهروبصرية يزيد من فاعليتها وخطورتها.

لقد ركزت أمريكا على رصد الكمائن والتحركات العراقية الليلية لأفراد المقاومة باستخدام تكنولوجيا المشاعل الحرارية في صورة مفاجئة لرؤية ورصد الخطر - فيما أطلقت عليه عملية "المطرقة الحديدية" - في صورة مداهمات مفاجئة ليلاً، متمسكة بتحقيق مبدأ هام يتمثل في ضرورة التوافق بين نظام الرؤية ومدى السلاح المستخدم، حيث يلزم دائماً تحقيق مدى للرؤية يفوق مدى السلاح، علاوة على مباغتة العدو ومفاجأته في وقت يستبعد فيه عنصر المقاومة مثل ذلك الرصد ظناً منه أنه يعمل "تحت جنح الظلام" ناسياً أن التكنولوجيا الحديثة قد جعلت هذا التعبير "خارج الخدمة"، فأصبح منطق المقاومة "رحت اصطاد اصطادوني". هكذا توالت الأنباء عن ضرب عديد من التجمعات العراقية التي كانت تعد لإطلاق الصواريخ على القوات الأمريكية في كمائن كثيرة وعديدة.

وإن كانت عملية "الفجر الأحمر" التي تم فيها القبض على الرئيس العراقي (صدام حسين) في أحد المزارع القريبة من مدينة تكريت قد تمت ليلاً، فإن مئات المداهمات لمنازل عناصر المقاومة قد تمت أيضاً في أثناء الليل، ورغم هذا لم يتوقف سيل العمليات، وإن كان قد قلل من تأثيرها بعض الشيء.

إن المشاعل الإلكترونية تضيء الظلام إلكترونياً، ولكن بمجرد إطلاقها فإنه لا يمكن التحكم فيمن يستفيد من هذه الإضاءة بعد ذلك. إنها سلاح ذو حدين يمثل عاملاً لزيادة مدي الرؤية الليلية، ولكن لمن يرتقي سلم التكنولوجيا بكفاءة على الجانبين، وهذا يفسر حرص أمريكا على منع أجهزة الرؤية الليلية عن الجانب العراقي، وكيف أنها استشاطت غضباً على سوريا وإيران وروسيا لتزويدها العراقيين بتلك الأجهزة.

الاهتمام الإسرائيلي
تهتم إسرائيل بتوفير أنظمة متطورة للرؤية الليلية لتوفير الحماية اللازمة للحدود والشواطئ ضد أعمال المتسللين، وكذا لمتابعة الأعمال الليلية ضد الانتفاضة، دعماً لأعمال الدهم المستمرة للمناضلين.

وتنتج إسرائيل أنظمة متطورة جداً طبقاً لأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال، مع التركيز على فلسفة زيادة المدى ودقة التحليلات وتوفير الصورة الموقوتة مع التوافق في إجراءات رد الفعل المناسبة باستخدام الحواسيب الآلية والمشغلات الدقيقة والتحكم من بعد بدقة بالغة، ويكفي للتدليل على مدى التطور الإسرائيلي في هذا المجال أنها قد زودت قوات الحلفاء بصفقات من أجهزة الرؤية الليلية بملايين الدولارات في حرب العراق.
وهناك عائلة Elbit-Yuval التي تنتج أجهزة تكثيف ضوء النجوم والمستشعرات الحرارية المزودة بالشاشات التليفزيونية، ويمكن وضعها على حوامل ثلاثية أو تجهيزها على أبراج أو حملها على الدبابات والعربات، ويصل الوزن حوالي 20 كيلوجراماً مع توفير قطاع الرؤية (Fov) (Field-of-View) حوالي 10 درجات، مع توفير قطاع للمسح، مع إمكانية تقليل Fov إلى حوالي درجة واحدة بحساسية فائقة في كل الظروف حتى في الليالي الحالكة. ومن المثير حقاً إمكانية التحكم من بعد في وحدة الرؤية من مسافة (50-30) كم مع توفير الزووم (Zoom) اللازم، ويتم نقل الصور إلى شاشة تليفزيونية بعيدة مع وحدة تحكم وليس على العامل سوى تحريك عصا خاصة للدوران والإمالة وتحقيق الزووم المطلوب.

ويمكن رصد هدف متحرك (دبابة) من مسافة تصل إلى 41 كم، ليتم تمييز الدبابة على مسافة 18 كم، أما في الليالي الحالكة السواد فيتم تحديد الهدف المتحرك على مسافة 11 كم وتمييز الدبابة على مسافة 5 كم ترتفع في الظروف 8-1 ليلة قمرية إلى 14كم للهدف المتحرك وتمييزه على مسافة 8 كم.

وطبقاً للفلسفة الإسرائيلية في استخدام الطائرات بدون طيار في أعمال الاستطلاع والإحراز فقد تم إنتاج كاميرات ميكروحرارية Micro Yuval وزن المستشعر حوالي نصف كيلو جرام لتمييز طريق عرضه (3-4) مترات من ارتفاع 10 آلاف قدم على مدى 20كم في ليلة ربع قمرية، وأكبر مثال على ذلك ما تم عند اغتيال الشيخ الشهيد (أحمد ياسين) في أوائل صفر 1425ه هجرياً، مما يدل على تكامل الاستخدام وكفاءة التطبيق في مجال الرؤية الحرارية الليلية.

وهناك أيضاً كاميرات حرارية
LORIS توفر الرؤية الحرارية السلبية في الحيز (8-12) ميكروناً، تجهّز على صواري بالعربات والدبابات، وقد يتم حملها يدوياً.

وهناك شركة EL-OP التي لها باع طويل في مجال الرؤية الحرارية، حيث أنتجت أجهزة MILOS يصل مداها إلى 40كم مع توفير شاشات تليفزيونية، وكذا أنظمة قياس المدى بالليزر بالتكامل مع أنظمة جونيومترية وحواسب آلية ومشغلات دقيقة وقدرة تمييز عالية لتظهر الصورة على شاشة، مع إمكانية الاحتفاظ ببيانات حتى 100 هدف في ذاكرة الحاسب ونقل البيانات لاسلكياً لمسافات بعيدة بالتكامل مع أنظمة التعامل الموقوت بالمدفعية أو بطائرات الدعم التكتيكي.

خاتمة
تمثل التكنولوجيا دائماً الحد القاطع للقوات المسلحة، بحيث أصبحت الحرب الحديثة صورة من الفعل ورد الفعل، ولابد من توفير الفاعلية والتوقيت المناسب في إجراءات رد الفعل حتى لا نفاجأ أو نندم في وقت قد لا ينفع فيه الندم.

وإذا كانت التكنولوجيا تهدد بقاء الإنسان - بما توفره من تطور هائل في عالم وسائل التدمير - فإن البعض يرى عى الجانب الآخر أن التكنولوجيا قد سخرت أيضاً لتأكيد هذا البقاء بما توفره من إجراءات مضادة متوافقة وموقوته تهدد مصادر النيران المعادية بالتدمير المضاد.






 
رد: دراسة تفصيلية لعمليات القتال الليلية

موضوع مهم..لك الشكر يا أخي
 
رد: دراسة تفصيلية لعمليات القتال الليلية

أظن ان مصر تصنع اجهزة رؤية ليلية هى الاخرى و لكنى لا اعرف عنها شئ ... عموما العمليات الليلية اصبحت ذات اهمية خصوصا فى حالات تفوق احد الطرفين .. عنصر المفاجأة مهم جدا فى كل وقت .. و من المهم دراسة الارض و جغرافيا المكان .. دا غير ان الليل مناسب لنصب الاكمنة .. و بشكل عام العمليات الليلية لو اتنفذت بحرفية و تمت دراستها بشكل مناسب هتحقق نجاحات كبيرة
 
رد: دراسة تفصيلية لعمليات القتال الليلية

شكرا علي الموضوع الرائع
انا فعلا اضاف لي معلومات كثيره
وارجو منك المزيد
 
عودة
أعلى