عملية باب المندب ومؤثراتها على الاستراتيجية البحرية

ابابيل

عضو
إنضم
17 أكتوبر 2009
المشاركات
559
التفاعل
16 0 0
بقلم : اللواء البحري أشرف محمد رفعت
231118_190713s.JPG

سفينة حربية لا شك أن القوات البحرية المصرية استطاعت أن تحقق انتصارات استراتيجية حاسمة في حرب اكتوبر 1973م.
ومن أهم هذه الانتصارات: عملية حصار باب المندب في جنوب البحر الأحمر على مسافة تزيد على ألفي كيلو متر من القواعد البحرية المصرية، وهي عملية تعتبر من العمليات الاستراتيجية التي لا تستطيع أن تقوم بها إلا بحريات الدول الكبرى. وبالطبع كان هناك نجاحات أخرى أمكن تحقيقها بواسطة الاستغلال الجيد لما توفر للبحرية المصرية من قوات، وكذلك نتيجة لحسن تقدير الموقف والتمكن من تحديد نقاط الضعف في البحرية الإسرائيلية واستغلالها، والاستفادة من الخلل الذي كان موجوداً في انتشارها الاستراتيجي.

كل ذلك أسهم ومكن البحرية المصرية من تحقيق النصر، بالرغم من أن التفوق البحري في هذه المرحلة كان متوفراً للبحرية الإسرائيلية بما تمتلك من زوارق صاروخية حديثة من طراز "صعر وراشيف" وما لديها من إمكانات فنية وتكتيكية متفوقة، في الوقت الذي كانت البحرية المصرية تعاني من العجز في هذه النوعية من الوحدات، وعدم موافقة الاتحاد السوفيتي على تزويدها بزوارق صاروخية حديثة، كما أمكن استغلال الامتداد العربي الاستراتيجي المتاح في البحر الأحمر وفي البحر المتوسط نظراً لوجود دول عربية وأفريقية متعاونة معنا.
والآن بعد مرور أكثر من 35 عاماً على حرب اكتوبر وعمليات البحرية المصرية فما هو الوضع الآن؟ بالطبع فإن الظروف تطورت والأمر اختلف عما كان عليه في ذلك الوقت، ولذا يكون من الضروري إلقاء نظرة فاحصة على البحرية الإسرائيلية لمعرفة ما يتم بها من تطورات.
وفي هذا المقال نلقي الضوء على هذا الموضوع علماً بأن البحرية الإسرائيلية تحاول أن تجاري البحرية المصرية في اتجاهات التطور بهدف اللحاق بها وربما محاولة سبقها أيضاً وقد حدث هذا التطور التدريجي عقب كل اشتباك وكل معركة بين البحرية المصرية والبحرية الإسرائيلية. وإذا رجعنا إلى الماضي نجد أنه بالرغم من أن المفهوم الاستراتيجي لتكوين القوات المسلحة للدولة يهدف إلى إحداث توازن بين أفرع القوات المسلحة المختلفة من قوات برية وقوات بحرية وقوات جوية، غير أنه منذ نشأة دولة إسرائيل لم تلتزم القيادة الإسرائيلية بهذا المفهوم واهتمت فقط بالقوات البرية والقوات الجوية، وبالطبع فإن ذلك يرجع إلى الاستراتيجية التي كانت تسيطر على مفهوم إسرائيل آنذاك وبالتالي نجد أنه أثناء حرب فلسطين 1948 تمكنت القوات البحرية المصرية من الإغارة بالنيران على الأهداف الساحلية الحيوية لإسرائيل بالرغم من عدم وجود سوى عدد محدود من الوحدات في تكوين القوات البحرية المصرية في ذلك الوقت. ولم تستطع إسرائيل أن تتدخل ضد هذه الهجمات.
وحاولت إسرائيل في السنوات التالية البدء في إنشاء أسطول بحري في محاولة لتضاهي الخطوات التي اتخذتها مصر لبناء أسطول بحري حديث وبالتالي حصلت إسرائيل على مدمرات وفرقاطات بما يماثل ما حصلت عليه مصر من المملكة المتحدة. كما حصلت إسرائيل أيضاً على غواصتين من بريطانيا وذلك على أثر حصول الأسطول المصري على عدد من الغواصات السوفيتية في نطاق الاتفاق الذي تم على المستوى الاستراتيجي بين مصر والاتحاد السوفيتي السابق، ومع ذلك استمرت إسرائيل في الاعتماد على القوة الجوية في تعويض أي نقص في قدراتها البحرية.
تأثير إغراق المدمرة الإسرائيلية "إيلات" على تطوير البحرية الإسرائيلية:
في أعقاب عمليات 1967م تمكنت القوات البحرية المصرية من إغراق سفينة القيادة الإسرائيلية المدمرة "إيلات" شرق بورسعيد 21 اكتوبر 1967م، وذلك باستخدام الزوارق الصاروخية حيث أطلق صاروخين من نوع (P - 15) المعروف باسم "ستيكس" "STYX" طبقاً لمسميات حلف "ناتو" "NATO" وقد أصاب كلا الصاروخين الهدف مما أدى إلى غرق السفينة وتكبد البحرية الإسرائيلية العديد من الخسائر في الأرواح من ضابط وصف وأفراد. وقد كان لهذا الحدث تأثير حاسم على مفهوم الاستراتيجية البحرية في إسرائيل. وعلى ذلك نجد أن إسرائيل بذلت كل ما يمكن من جهد للحصول على زوارق صاروخية حديثة وذلك بالشراء من ترسانات فرنسا ثم بتصنيع هذه الزوارق محلياً، حيث نجحت إسرائيل فعلاً في تصنيع زوارق صاروخية تحت اسم "صعر" ثم بنت نوعاً أكبر باسم "راشيف" ومن الواضح أن إسرائيل تحمست بشكل ملحوظ لمفهوم استخدام الزوارق الصاروخية في الحرب البحرية واعتبرت أن هذه الوحدات هي وحدات المستقبل التي تستطيع أن تحقق جميع المهام، لا سيما المهمة التي كانت تزعج إسرائيل كثيراً وهي ضرورة تأمين سواحلها ضد هجمات المدمرات المصرية كمهمة أساسية.
وقد روجت إسرائيل فكرة أن المدمرات وسفن السطح المتوسط أصبحت من الطرازات القديمة عديمة الفائدة في الحرب البحرية الحديثة وبدأت في التخطيط لعدم استخدام المدمرات في العمليات البحرية وعلى ضوء ذلك بدأت إسرائيل كإجراء وقائي في الإعداد لشل قدرات الزوارق الصاروخية المصرية بتعطيل أنظمة إدارة النيران الخاصة بهذه الصواريخ باستخدام الوسائل الإلكترونية الإيجابية والسلبية. وفي نفس الوقت اعتبرت إسرائيل أنه في حالة محاولة البحرية المصرية مهاجمة الأهداف الساحلية الإسرائيلية بواسطة المدمرات كما سبق أن حدث في الجولات السابقة، فإن القوة الإسرائيلية المكونة من الزوارق الصاروخية المدعمة بالطائرات العمودية سوف تكون كافية لصد الهجمات المصرية التي تحاول تنفيذ هذه المهمة.
تطور مفهوم استخدام القوات البحرية المصرية استعداداً لحرب اكتوبر 1973م:
قامت شعبة العمليات البحرية بتقييم عام للموقف بالنسبة لحجم وإمكانيات البحرية الإسرائيلية ودور قواتها الجوية في دعم العمليات البحرية وكذلك تقدير الموقف بالنسبة لمسرح العمليات في كل من البحر المتوسط وخليج السويس والبحر الأحمر وجنوباً حتى باب المندب. كما قامت شعبة العمليات البحرية بدراسة القدرات الفعلية لوحدات البحرية المصرية من حيث التصدي للزوارق الصاروخية الإسرائيلية وكذلك بالنسبة لإمكانياتها في صد الهجمات الجوية. وعلى ضوء كل ذلك توصلت القيادة البحرية لمفهوم جديد لاستخدام القوة البحرية في الصراع المسلح ضد إسرائيل كما سنوضح فيما بعد وهو الأمر الذي أدى إلى تطوير استراتيجية البحرية المصرية وقد تم ذلك على ضوء الدراسات التعبوية والحسابات التكتيكية التي أجرتها البحرية المصرية وعلى ذلك أصبحت على علم تام بنواحي الضعف والقصور الموجودة لديها وبالذات بالنسبة للصاروخ السوفيتي المتوفر، وقد بذلت محاولات عديدة للحصول على زوارق جديدة وصواريخ ذات قدرات متميزة، إلا أن الاتحاد السوفيتي لم يلب هذا المطلب، الأمر الذي وضع الزوارق الصاروخية المصرية في موقف ضعيف للغاية، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار أن الصاروخ السوفيتي لم يكن مخصصاً للتعامل ضد اللنشات بل يصلح فقط للإطلاق على سفن السطح المتوسطة الحجم مثل الفرقاطات والمدمرات على الأقل، علماً بأن البحرية الإسرائيلية كانت قد قررت استبعاد إقحام مثل هذه الوحدات في الصراع المسلح مع البحرية المصرية.
تغيير أسلوب القتال للبحرية المصرية قبيل حرب اكتوبر 1973م:
تمكنت القوات البحرية المصرية من مواجهة هذا الموقف الحرج وذلك بالتخطيط السليم والتوصل إلى أساليب جديدة لاستخدام القوات تهدف إلى حرمان إسرائيل من الاستفادة مما لديها من عناصر تفوُّق كخطوة أولى ثم مواجهة إسرائيل بظروف قتال لم يسبق لها أن واجهتها في الجولات السابقة، بل حدث تغيير شامل في أسلوب استخدام القوات البحرية المصرية حيث اتخذ مبدأ الاستفادة من العمق الاستراتيجي العربي المتاح لمصر في اتجاه جنوب البحر الأحمر وغرب البحر المتوسط وكذلك الاستفادة بالقيمة الاستراتيجية للمضايق التي تقع في نطاق السيطرة المصرية، وبناء على ذلك تم اختيار مهمة التعرض لخطوط المواصلات كمهمة رئيسية للبحرية وهو الأمر الذي حقق للبحرية المصرية النجاح في هذه الحرب، أما مهام قصف الأهداف الساحلية الإسرائيلية، فقد تم تنفيذها بأسلوب مبتكر حيث استخدمت زوارق مجهزة محلياً بالصواريخ غير الموجهة لتنفذ هذه المهمة واستبعدت المدمرات تماماً من العمل في النطاق القريب من السواحل الإسرائيلية، بل تفرغت للعمل في العمق الاستراتيجي بأعالي البحار بهدف إحراز السيطرة على المضايق الحاكمة وبالتالي عرقلة حركة النقل التجاري البحري الإسرائيلي في البحر المتوسط والبحر الأحمر، بل قطعت إمدادات البترول كلية عن إسرائيل مع الأخذ في الاعتبار أن مناطق عمل المدمرات كانت خارج مدى الطيران الإسرائيلي وذلك بالإضافة إلى التوسع في استخدام الغواصات والألغام لتحقيق نفس المهمة.
التطورات الحديثة في استراتيجية البحرية الإسرائيلية بعد حرب اكتوبر:
على ضوء خبرات قتال حرب اكتوبر 1973م والدروس المستفادة من هذه الحرب ونواحي النقص التي أبرزتها العمليات الناجحة التي قامت بها القوات البحرية المصرية خلال هذه الحرب أجبرت إسرائيل على إعادة تقييم موقفها والعمل على تدعيم قدراتها البحرية بما يتيح لها تلافي أخطاء الماضي وخاصة عدم قدرتها على العمل في أعالي البحار لفترات طويلة لافتقار الأسطول الإسرائيلي للقطع المناسبة لتنفيذ مثل هذه المهام، كما استفادت إسرائيل من خبرات البحرية المصرية في استغلال ما لديها من غواصات في تحقيق مبدأ السيطرة على البحار.
بناء على ذلك قامت إسرائيل بتدعيم قواتها البحرية بشكل ملحوظ ولم تعد تكتفي بوجود تفوق كبير لها في الزوارق الصاروخية التي تحقق لها الدفاع الساحلي، بل أصبحت الآن تطمع في فرض وجودها البحري ونشر قواتها في أعالي البحار. وبناء على ذلك نجد أنه قد انضم للأسطول الإسرائيلي عدد 3 غواصات حديثة ألمانية الصنع طراز "دولفين" "DOLPHIN" وهي من الغواصات الحديثة الصغيرة نوعاً، ذات القدرات القتالية العالية، وهي تستطيع أن تحمل الصواريخ الموجهة طراز هاربون "HARPOON" الأمريكية الصنع مما يعطي البحرية الإسرائيلية قدرات قتالية متفوقة، بالإضافة إلى حرية العمل في جميع أرجاء المسرح. وفي نفس الوقت أضيفت للبحرية الإسرائيلية، فرقاطات خفيفة، من طراز "صعر - 5" : "SAAR5" وهي وحدات قتالية تدخل في نطاق حجم الفرقاطة الخفيفة (حمولة حوالي 1250 طناً) ولو أن إسرائيل تطلق على هذا الطراز اصطلاح "قرواطة" "CORVETTE" وتتميز بتسليح قوي وتجهيزات إلكترونية متميزة، سواء للحرب الإلكترونية أو الحرب الإلكترونية المضادة، وذلك بالإضافة للصواريخ بنوعياتها المختلفة. كما أن هذه السفن تستطيع أن تحمل الحوامات (هليوكبتر)، مما يعطي الأسطول الإسرائيلي المرونة الكافية للعمل في اعالي البحار.
القرواطة الإسرائيلية طراز "صعر - 5":
تعتبر هذه الوحدات من سفن السطح الخفيفة المتعددة المهام. وقد بنيت هذه الوحدات في الولايات المتحدة الأمريكية طبقاً لمطالب البحرية الإسرائيلية وقام بتنفيذ البناء شركة "نورثورب جرومن شيب سيستم" "NORTHORP GRUMMAN SHIPSYSTEM" وتتميز هذه الوحدات بأنها مجهزة بنظام قيادة وسيطرة حديث من تصميم شركات إسرائيلية، وهو يضمن إبراز الموقف التكتيكي وتوفير القدرة على استخدام جميع أسلحة السفينة والتي تدار بأحدث نظام لإدارة نيران يعتمد على نظام كهربائي بصري: "ELECTRO OPTIC" للمراقبة وإدارة النيران ويشمل معدات استطلاع تعتمد على وسائل اكتشاف حرارية والكاميرات التليفزيونية وأجهزة الليزر لقياس المسافة بالإضافة إلى أجهزة الرادار المختلفة. أما الدفاع الجوي لهذه السفينة فيعتمد على صواريخ سطح - جو إسرائيلية الصنع طراز "باراك" "BARAK" ويشمل 32 أمبوبة قذف عمودية "VERTICLE LAUNCH" ويحقق مسافة اشتباك حوالي 10 كيلومترات، أما وزن رأس الحرب فيصل إلى 22 كيلوجراماً، ويمكن استخدام هذا الصاروخ في الاشتباك السطحي أيضاً.
وبالإضافة لنظام الصواريخ المضاد للطائرات، فإن السفينة تحمل عدد 4 قواذف صاروخية من طراز "هاربون" : "HARPOON" المخصص للاشتباك السطحي أي ضد السفن بمدى إطلاق 132 كيلو متر ويطير بسرعات قريبة من سرعة الصوت وبرأس حرب تزن 227 كيلو جراماً.
أما قدرات السفينة بالنسبة للمدى القريب والمتوسط فإنها تستعمل صواريخ مضادة لسفن السطح بمدى من 6 إلى 36 كيلومتراً طراز "جابريل - 2".
أما بالنسبة للدفاع الجوي قريب المدى فالوحدات مزودة بنظام "CIWS CLOSE IN WEAPONS SYSTEM" الذي يعتمد على مدفع متعدد المواسير عيار "20مم" ويستطيع إطلاق 3000 طلقة في الدقيقة ومجهز رادارياً ويعمل في حدود مدى 1.5 كيلو متر كخط دفاع أخير ضد الصواريخ الموجهة وذلك بالإضافة إلى مدفع عيار 76مم طراز "OTO BREDA" للاشتباك السطحي والمضاد للطائرات.
هذه القرواطة تستطيع أن تحمل طائرة عمودية من طراز "دوفان" : "DAUPHIN" الفرنسية الصنع أو طائرات عمودية طراز "سيكورسكي" (S-76 N) - "SIKOROSKY" أمريكية الصنع مما يزيد من القدرات التكتيكية لهذه السفينة بشكل ملحوظ.
الغواصات طراز دولفين: DOLPHIN CLASS:
تعتبر الغواصات طراز دولفين من أحدث الغواصات التي أنتجت خلال السنوات القليلة الماضية وهي صناعة ألمانية وتعرف باسم (طراز 800): (TYPE 800) أنتجتها ترسانتا بناء السفن الألمانية المعروفة باسم TNSW و "H.D.W" وقد أنتجت لصالح البحرية الإسرائيلية ثلاث قطع من هذا الطراز الذي يعتبر تطويراً لطراز "U-209" الذي أنتجته ألمانيا لاستخدامها الذاتي.
تتميز هذه الغواصات بأنها متعددة المهام وتستطيع أن تنفذ مهام المرور والاستطلاع وكذا التعرض لخطوط المواصلات بالإضافة للاستطلاع الإلكتروني، ويمكنها أيضاً مهاجمة الغواصات المعادية. وكل ذلك بالإضافة إلى قدراتها الطبيعية على مهاجمة الأهداف البحرية وبث الألغام. والجدير بالذكر أن هذه الغواصات مجهزة بأنظمة قيادة وسيطرة وإدارة نيران متقدمة بالإضافة لنظام متكامل للمراقبة والإنذار وكذا الحرب الإلكترونية والحرب الإلكترونية المضادة. وبالطبع فإن هذه الغواصات مناسبة للعمل في المياه الضحلة وأيضاً في أعالي البحار، وهي من النوع التقليدي أي الذي يعمل بالبطاريات تحت سطح البحر وبمحركات الديزل أثناء السير على السطح. وسنوضح أهم المواصفات لهذا الطراز فيما بعد علماً أن الغواصة قادرة على إطلاق الصواريخ وبث الألغام وتحمل 10 إلى 16 طوربيداً ثقيلاً عيار 533مم، ومن المنتظر أن تحصل إسرائيل على عدد آخر من هذا الطراز.
إسرائيل تطور أنظمة السيطرة عن بعد:
تجري إسرائيل تجارب واختبارات على وسائل السيطرة عن بعد "REMOTE CONTROL" وذلك بغرض التحكم في الطائرات التي تطير بدون طيار وهذه الدراسات والتجارب تجري بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تمكنت من تصنيع طائرات تدار عن بعد وبدون طيار وتستخدم في مهام الاستطلاع كما يمكنها توجيه الضربات بالقنابل أو الصواريخ. ومن الواضح أن هذا الأسلوب يمكن تطبيقه في زوارق صغيرة خاصة أن إسرائيل متقدمة فعلاً في هذا المجال ومن المحتمل أن تكون قد توصلت إلى زوارق سريعة تعمل بدون طاقم ويمكنها القيام بتوجيه الضربات الصاروخية إلى الأهداف البحرية. كما أنه يمكن استغلال الطائرات بدون طيار في مهام الاستطلاع والإعاقة وكذلك توجيه الضربات الصاروخية من الجو إلى سفن السطح علماً أن هذه الطائرات يمكن أن تقلع من سطح الفرقاطات الخفيفة مثل الموجودة لدى البحرية الإسرائيلية حالياً.
وعموماً فإن هذه الإضافة لإمكانيات إسرائيل تعتبر ميزة جديدة قد تستخدمها إسرائيل في أي صراع قادم وخاصة في مجال الدفاع الساحلي.

الخلاصة


مما سبق يتضح أن الحروب هي العامل الرئيسي الذي يحرك عجلة التطور علماً أن البحرية الإسرائيلية قد استوعبت دروس حرب اكتوبر جيداً وهي في تطور مستمر، وإنها تعمل منذ سنوات على تلافي نواحي القصور التي أبرزتها هذه الحرب وتعمل على تنفيذ مخطط متقن يهدف إلى رفع كفاءة القوات البحرية الإسرائيلية وتمكينها من زيادة القدرات القتالية وتوفر لها إمكانية نشر قواتها في أعالي البحار بهدف ممارسة مهام ذات طابع استراتيجي يمكنها من فرض السيطرة البحرية وهو الأمر الذي يستلزم التقييم السليم واتخاذ ما يلزم حياله من إجراءات لمجابهة ما طرأ من تطور ودعم في قدارت البحرية الإسرائيلية.

المواصفات الرئيسية للقرواطة طراز (صعر - 5):
الطاقم: يتكون من 68 فرداً: 5 ضباط و 63 بحرياً + 10 طاقم الهيليوكبتر.
الطول: 85.64 متراً.
الغاطس: 3.17 أمتار.
أقصى سرعة: 33 عقدة
مدى العمل: 4000 ميل بحري.
الاكتفاء الذاتي: 24 يوماً.
المحرك: محركا ديزل طراز "M.T.U" ومحرك نفاث غازي (توريبني) طراز L.M 2500.
علما أن السفينة مجهزة برفّاصين، ويمكن التحكم في ميل الريش، أي:
CONTROLABLE PITCH PROPELLER

المواصفات الرئيسية للغواصات طراز دولفين:
الإزاحة: 1720 طناً.
الطول: 57 متراً.
العرض: 6.8 أمتار.
السرعة القصوى: 20 عقدة.
مدى العمل: 4500 ميل بحري.
المحرك: 3 محركات ديزل تعمل بقوة 4243 حصاناً.
الطاقم: 35 فرداً.
أقصى عمق: 200 متر.
 
عودة
أعلى