الحرب النفسية في إسرائيل ودور الاعلام ... دراسة رون شليفر

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
الحرب النفسية في إسرائيل ودور الاعلام


دراسة رون شليفر


كلمة للمركز الفلسطيني للإعلام

يستعرض الباحث الصهيوني رون شليفر دور الإعلام (الحرب النفسية) في الصراعات بين الدول والمجتمعات. ونجد أن البحث يؤسس على وجود ثغرات وفجوات في الإعلام الصهيوني حالت دون توضيح وجهة النظر (الإسرائيلية) في الحرب الدائرة رحاها في الضفة الغربية وقطاع غزة ضد الفلسطينيين الأمر الذي أدى شجب وإدانة واستنكار تعرضت لها (إسرائيل) في حين حصد الفلسطينيون، و"نتيجة لتفوقهم الإعلامي"، تضامن العالم وتعاطفه.
فهو يريد أن يظهر أن انحياز الرأي العام العالمي إلى الجانب الفلسطيني ناجم عن ضعف في الإعلام و(الحرب النفسية) في الكيان الصهيوني، أي أنه ليس ناتجاً عن العمليات الإرهابية والجرائم الوحشية التي تمارسها قوات الاحتلال ضد شعب أعزل.
وينشر المركز الفلسطيني للإعلام هذا البحث لإلقاء نظرة على مفهوم وتطبيقات (الحرب النفسية) التي يمارسها الكيان الصهيوني، مع تحذيرنا بأن هذا البحث مليء بسموم (الحرب النفسية الصهيونية).
ونحن بدورنا كمؤسسة إعلامية نؤكد على أهمية دور الإعلام، كوسيلة لإقناع الرأي العام من خلال بث المعلومة الصحيحة والواضحة والموثقة وفق منظومة تتفق مع المنطق والحقيقية ولا تتناقض معه باختلاف الزمان والمكان، وصولاً إلى حشد المزيد من تضامن وتعاطف العالم مع قضية شعب شرّد من أرضه ويمارس عليه حرب إبادة إرهابية بشكل يومي ومبرمج في الضفة الغربية وقطاع غزة.
الرسالة، وسيلة الإعلام، المتلقي.. ولأن الكيان الصهيوني عاجز عن محو الرسالة لوضوحها وضوح الشمس، ولأنه أيضاً عاجز عن قتل مئات ملايين المتلقين، فإن وسائل الإعلام هي الحلقة التي يمكن ضربها وصولاً إلى حجب الحقيقة وتبديد وهجها، وفي هذا السياق عمدت، وما زالت، الأجهزة الصهيونية إلى محاولة ضرب موقع "المركز الفلسطيني للإعلام" على الشبكة القارية.. تلك المحاولات التي بدد نجاحها مهندسوا موقعنا الأكفاء.
ونشدد على أن "الحرب النفسية" ربما تساهم في حسم معركة، ولكن، من المستحيل أن تحسم الصراع، إلا لصالح الطرف صاحب الحق والحقيقة.

المقدمة

تعتبر التنظيمات الفلسطينية وتنظيم حزب الله تنظيمات قليلة العدد والعدة بالمقارنة مع (إسرائيل)، وقد توصلوا إلى إنجازات عسكرية وسياسية ملموسة؛ فقد أدت عمليات حزب الله إلى إخراج (إسرائيل)من جنوب لبنان، وأدت الانتفاضة الأولى إلى إقامة دولة فلسطين الفعلية، ولا زالت الانتفاضة الثانية مستمرة وما زال من السابق لأوانه تقدير نتائجها.

لقد أدار الفلسطينيون وحزب الله الحرب ضد (إسرائيل) بوتيرة هادئة، وذلك من خلال استخدام وسائل نفسية كثيرة، وأدى نجاحهم المبهر إلى تدريس أساليبهم في الأكاديميات العسكرية في جميع أنحاء العالم. ومن الواضح أنه من غير المناسب تحليل المنجزات بالأدوات الدارجة للحرب التقليدية طالما أنها لم تحصل مثل هذه الحرب، وهذا الفصل ينطلق من زاوية الاعتقاد أن هذه المنجزات نبعت من تطبيق شريعة الحرب والتي تربط بين الحرب على وتيرة هادئة وسياسة مخططة ومنسقة من خلال بث المعلومات، وباختصار هي الحرب نفسية.

هذه الدراسة توضح أفكارا أساسية ومحددة حول موضوع الحرب النفسية، وتعطي عددا من التطبيقات وعددا من الوصايا للمستقبل.



الفصل أ :

ماهي الحرب النفسية ؟




تحديد ومضمون.

إن التعابير اللغوية والأدبية تتخبط حول التعريف الدقيق للحرب النفسية،(1) وبصورة عامة فالمقصود هنا هو استخدام وسائل ليست عنيفة (خلال الحرب) لتقريب أهدافها.

وحسب ما سنرى لاحقا فمن الممكن توسيع أو تقليص الفكرة، و تغيير هذا المصطلح حسب الضرورة. وإن مصدر الحرب النفسية التي تشكل قاعدة (حديدية) لا يمكن الخروج عنها، وهذه القاعدة بحاجة للتنسيق الوطيد بين المستوى العسكري والسياسي.



الحرب النفسية لا تحسم الحروب، ولكنها تكون أداة إضافية في جعبة القيادة العسكرية مثل: سلاح الجو، المدفعية أو المدرعات، فمثال ذلك حرب الخليج التي لم تُحسم عن طريق وحدات الحرب النفسية ولكن عن طريق الهجوم الأرضي؛ حيث أدى استسلام عشرات الآلاف من الجنود العراقيين في أعقاب رسائل الحرب النفسية إلى حقن دماء الكثير بالنسبة (لقوات التحالف)، إضافة إلى توفير وسائل قتالية كثيرة. و قد استسلم هؤلاء الجنود بسبب الرسائل التي بثت لهم والتي خففت عليهم مسألة الأسر وعددت لهم خيارات الاستسلام مما دفعهم إلى التغلب على شعورهم بحب الوطن وخوفهم على مصائر عائلاتهم.



وإن ثمن هذا الإنجاز بكل بساطة بيانات من الورق ونداءات عن طريق مكبرات الصوت، وقنابل تمثيلية(خداعية)، وأدت إلى تصاعد موجة الهروب من الجيش والاستسلام بشكل مضطرد كلما تزايدت الانتصارات في ساحة المعركة.

التاريخ والمصطلح


موضوع الحرب النفسية معقد بشكل كبير ومليء بالمشاعر، وفي (إسرائيل) فإن عبء الشعور بشفافية هذه المشاكل خلال هذه الحرب ذات تأثيرات كبيرة بشكل خاص و مختلف.



المسار الأخلاقي

للوعي علاقة بالحرب النفسية مثل الدعاية وغسل الدماغ وسياسة الإغراء (الغوغائية) وما شابه ذلك، وهذه الأفكار تقف بتعارض مع القيم العالمية في أعقاب الثورة الفرنسية، وبالأساس حقوق الفرد الديمقراطية وحرية التفكير وإقناع الجماهير لأهداف سياسية مثل وقت الانتخابات الذي يثير الهواجس و التغرير.



المسار المعنوي أو الدلالي

وقد جدت كلمة (بروبوجندا) أي الدعاية في القرن السابع عشر، وهي اختصار لاسم منظمة أنشئت من أجل مساعدة الكنيسة الكاثوليكية لضم المؤمنين لصالحها، وعملت هذه المنظمة على مستوى العالم. وفي أمريكا الجنوبية كانت هذه المنظمة سببا في تنصير ملايين الهنود الحمر، وحتى هذا اليوم فإن تفسير الكلمة هو "الدعاية".



وفي إطار التحضيرات الحربية في بداية الحرب العالمية الأولى أنشأ الألمان جهازا إعلاميا لجموع الجماهير المختلفة.وعندما انخرط البريطانيون في الحرب أنشأوا جهازا معقدا وذو فاعلية كافية بعد صراعات بيروقراطية داخلية، وحينها كان من الممكن رؤية الفرق بين النظام الديمقراطي والنظام الدكتاتوري، وكانت أكثر الصحف شهرة تقف على رأس وزارتين مهمتين فصحيفة (لوراد بيبر بروك )كانت ناطقة باسم وزارة الحرب الإعلامية . وصحيفة (هولارد نورث كليف )ناطقة باسم دائرة الدعاية المعادية.



وبعد عقدين من الزمن وعلى اثر نشاطات الأجهزة النازية لـ(جوزيف جبلس) وقبول هذا المصطلح (بروبوجندا)كان لها مغزى سلبيا واضحا لم يتحرر منها حتى اليوم، ولقد فهم البريطانيون أهمية استخدام المعلومات بهدف النصر في الحرب، وقاموا بإنشاء جهاز لهذا الهدف، لكن هذا الاسم كوّن مشكلة بسبب استخدام الألمان مصطلح (البروبوجندا) ولذلك اختار البريطانيون مصطلح آخر هو (الحرب السياسية).وعندما دخل الأمريكيون للحرب انشأوا قيادة مشتركة مع البريطانيين وسمي هذا المصطلح الدعائي الجديد باسم (الحرب النفسية).



ووضعت الحرب الباردة أمام الولايات المتحدة مشكلة قديمة جديدة، فمن ناحية (البروبجندا) هي أداة لأنظمة دكتاتورية، ومن ناحية أخرى فإنه لا يمكن تجاهل فاعلية هذه الأداة. فكان الحل الدلالي للمشكلة يتمثل بتغيير المصطلح ليصبح (العلاقات العامة)، والحل المنظم جعل هذه الدعاية في الخفاء وعلى ذلك تم الاستناد إلى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الـ(CIA) والهيئة الجديدة باسم وكالة الإعلام الأمريكية وأنشئت من أجل نشر معلومات .



إن انتشار مصطلح (الحرب النفسية) قد تضائل وتم الاحتفاظ به للنشاطات العسكرية التقليدية، ففي حرب فيتنام تم استعمال هذا المصطلح ضمن نشاطات المسار النفسي وسميت (بالعمليات النفسية) أو باختصار (psyop) وربما بسبب اعتقادهم أن لكلمة (عمليات) دلالة لسلسلة عمليات دقيقة وقصيرة، وهذا المصطلح مستخدم حتى اليوم على الرغم من وجود جهود للبحث عن مصطلح جديد.



دولة (إسرائيل)

في السنوات الأولى لقيام دولة (إسرائيل) اضطر قادتها للتعامل مع مشكلة إيجاد مصطلح للدعاية وبث المعلومات والأفكار، وكان هناك تردد من استخدام مصطلح الدعاية بسبب استخدام هذا المصطلح من قبل النازيين، ورغم ذلك فمن الواضح أن لهذه المعلومات أهمية واضحة في الحرب، والحل الوسط لهذا الأمر تمثل في نقل موضوع الحرب النفسية في المجال العسكري لوحدة صغيرة من شعب الاستخبارات والقطاع المدني من الاستخبارات العامة ، وضمن الحياة المشتركة كانت مهمة تشكيل الرؤيا العالمية من قبل رجال الدولة وهم أول من فهم أهمية الدعاية والمهمة الموكلة لمن يعمل بها، ولذلك كانت هناك نزاعات غير متوقفة في موضوع السيطرة على بث ونشر المعلومات.



ومع بداية حرب الاستقلال بدأ الصراع على الهيكلية والصلاحيات، وفي هذا المجال تم أيضا الاتفاق على حل وسط هو أن يكون مكتب وزارة الخارجية هو المسؤول عن الدعاية الخارجية، والوكالة اليهودية مسؤولة عن الدعاية لجموع اليهود في جميع أنحاء العالم، وقسم جديد هو (مركز الاستعلامات) المسؤول عن الدعاية لسكان الدولة وفي هذا القسم كانت هناك نزاعات كبيرة(2).



إن الاسم الجديد لهذا القسم يعبر عن طريق مأساة استخدام المصطلح، ومنذ حرب الاستقلال مازالوا يستخدمون رسائل من الجيش (الإسرائيلي) ضمن مصطلح الدعاية مثل استخدامات "دعاية التجنيد" الخ.. ومع بداية عام 1949 بدأ استخدام مصطلح "استعلامات"، وهذه الكلمة في لفظها الجديد لا مثيل لها في اللغات الأخرى ومغزاها هو الدعاية والتوضيح، لكن ولأسباب استعارية مجازية كان من غير الممكن استخدام كلمة " الدعاية " من أجل توضيح التصور الذي يضع (إسرائيل) في حالة خاصة وذلك انطلاقا من الاعتقاد بأنه من حق (إسرائيل) الوجود بأمان وسط محيطها .



فرضت (إسرائيل) المصطلح على العالم اليهودي وعلى من كان معها في علاقات دبلوماسية، ووزارة الخارجية عملت في الإعلام الذي سمي باسم "قسم الاستعلامات" ولمدة عدة عقود وحتى الانتفاضة، وفي اتحاد نقابات العمال " الهستدروت" الصهيونية كان هناك قسم بهذا الاسم حتى تم إنهائه في نطاق عمليات تنظيمه من جديد في سنة 1997.



ورغم ذلك فإن كلمة "الإعلام" هي جزء من المعجم الصهيوني العالمي إضافة إلى كلمات أخرى مثل "مبعوث"و "هجرة العودة لإسرائيل". و مما يزيد صعوبة استخدام المصطلح هو استخدام الاختصارات العسكرية مما يؤدي إلى إساءة فهم مهمة الدعاية في الحرب والاختصارات (الإسرائيلية) للكلمات في الحرب النفسية مثل استخدام (ح-ن- أسود) أي حرب نفسية سوداء و (ح-ن –أبيض ) أي حرب نفسية بيضاء.. وهكذا فإن هذا المصطلح يساعد على بلبلة وتشويش الأفكار، علاوة على أن هذه التقنية متخصصة للتوقيع على الرسائل الموجهة، مثل (ح_ن_أيبض) وتعني بيان موزع في ساحة المعركة بختم قائد ميداني محلي يدعو فيه إلى الاستسلام، وأيضا فإن (ح-ن- اسود) بيان مختوم ختما مزورا.



وعلى النقيض يوجد في الجانب الآخر في المفردات العسكرية العربية عدة مصطلحات لها علاقة في الموضوع المعلوماتي(3) "وزارة الإعلام " وتفسيرها " الوزارة الحكومية للإعلام "، وفي دول عربية كثيرة تكون جزءً من الأجهزة الحكومية، وفي الستينات تعلم الفلسطينيون كيفية بداية ونشأة حروب الاستقلال لدول مختلفة مثل الجزائر، وكوبا وفيتنام وقد استفادوا من دراسة هذه الحروب والصراعات، وأطلقوا مصطلح " حرب العصابات " و "حرب الأعصاب" لأبعاد نفسية للحرب، ومن هنا نستنتج أنه وفي المراحل الأولى من الصراع اختار الفلسطينيون إمكانيات مختلفة سرية للأبعاد النفسية للحرب.



الخلاصة: من الممكن القول إن "مصطلح الدعاية" يقع الآن في مراحل عدم الثبات في المفهوم، وإن هدفه بث المعلومات من أجل الحصول على أهداف سياسية، أي المصطلح الدلالي السلبي ولذلك يتم استخدامه بصورة قليلة، أما في (إسرائيل) فيستخدمون مصطلح الاستعلام ضمن مصطلح الحرب النفسية ويستخدمونه لتحديد النشاطات التي لها علاقة بتقريب المصالح ضمن المجالات العسكرية في زمن الحرب، بكن التصور الأمريكي حسب ما سيأتي فقد توسع بشكل كبير استخدام مصطلح الحرب النفسية والاستعلامات السياسية. وسيعرض هذا الفصل لاستخدام المعلومات من وجهة النظر العسكرية والسياسية.



6-10 fm دليل الجيش الأمريكي لاستخدام المعلومات .

من أجل المقارنة في تحليل المنهج الأمريكي لموضوع بث المعلومات في الحرب، تم في العقدين الأخيرين استثمار جهود منظمة لبحث علمي واسع نما وكبر ضمن شريعة الحرب، ومن الممكن تطويع هذه المعلومات كي توافق (إسرائيل)، وتكمن أهمية التصور الأمريكي بتوسيع الحرب النفسية الشاملة لكل معلومة من جميع المصادر التي من الممكن أن توصل إلى المصالح الأمريكية فيما بعد مدى هذا التصور، و طموحه في السعي لإنشاء جهاز متكامل لكل أجهزة الدولة التي لها علاقة بالمعلومات العسكرية والمدنية على حد سواء؛ وذلك من أجل أن يكون العمل متلائما وانطلاقا من أهداف محددة سابقا وبشكل يعود بالنفع على مصالح الدولة.



ومثال ذلك هناك أجهزة تعمل على نشر الثقافة الأمريكية في جميع أنحاء العالم وحسب المستويات المقصودة وذلك من قبل عمالقة الصحافة في البيت الأبيض و الحكومة و " CIA" ووحدات الحرب النفسية وضباط العلاقات العامة في وحدات الجيش، و بذلك تم فهم موضوع الإعلام و نشر المعلومات على أنه وحدة كاملة أو مجموعة كاملة.



وتعتبر الوثيقة الأمريكية المركزية غير الواضحة بشكل جزئي المرشد العسكري الأمريكي لموضوع أهمية المعلومات (6-100 fm 100-6 field manal )(4) الذي يتطرق إلى المعلومة على أنها ذات أهمية عليا في الحرب المستقبلية وتتعرض إلى أساسيات الأفكار لاستخدام المعلومة الاستراتيجية الأمريكية. ويتفرع استخدام المعلومة إلى عدد من المجالات هي: مجال الحرب النفسية الذي يتخصص بالسيطرة على المعلومة الموجهة لجماهير مختلفة وخاصة إلى عدو قائم وموجود أو احتمالية وجود هذا العدو، و مجال علاقات الجيش مع الإعلام(5) الذي يتعامل أساسا مع الجماهير وهي الهدف المدني والعام للولايات المتحدة، ومجال ثالث هو حرب المعلومات والذي يعمل على إرسال المعلومات انطلاقا من وجهة نظر هذه القنوات، مثل الكمبيوتر وشبكات المعلومات بطرق مختلفة لاستغلال هذه الحرب مع العدو مثل إرسال الفيروس لأجهزة العدو والتشويش الالكتروني والمغناطيسي وما شابه ذلك.



وانسجاما مع (fm 100-6) يوجد كتاب توجيه وإرشاد لموضوع قانون الحرب لموضوع الحرب النفسية (33-1-5-fm)(6) وهذه هي قوانين الحرب منذ القدم و قد وضعت النصوص الأولى في بداية الحرب الباردة ، وتحتوي هذه الوثائق على تجديد للأفكار بعيدة المدى في عقيدة الحرب النفسية الموجودة منذ الحرب العالمية الأولى .



ليس هناك الكثير من التجديد(7) لكن الجديد هو عموميات مواضيع مصنفة مثل علاقات الجيش والإعلام وارتباطه بالمجال التخريبي السري في الحرب النفسية. وأمر آخر وضع في كتاب الإرشاد المذكور سابقا وهو فتح وكشف عن المعلومات للحاجة لوجود مدخل معلوماتي حر.

والبرهان على ذلك هو أن جميع هذه الكراسات للإرشادات موجودة على الانترنت وإن أي شخص يستطيع الحصول عليها، ويحتمل أنه مازال هناك مكان للمناورة بين تدفق المعلومات بصورة حرة وبين فاعلية هذه المعلومات بهدف تقريب المصالح العسكرية والسياسية، وإن السرية المخفية تكون قيودا حول الموضوع.



استخدام المعلومات الاستراتيجية – درجات متفاوتة


يوزع دليل الحرب النفسية (fm33-1-5) مهام الولايات المتحدة لمستويات متعددة، فالمستوى الاستراتيجي يقع على المقياس الشامل، من ضمن أجهزة الدولة وبإشراف من الرئيس ومندوبيه.

والمستوى الذي يليه هو المستوى العملي والفعال وهدفه تجهيز السكان في حالة العمليات الحربية ،و الهدف هنا تعريف مناسب لقوة عظمى والتي تضع على رأس أولوياتها مصالحها بصورة شاملة .



إن إرسال الجيش إلى مناطق متوترة يحتم علينا الاستفادة من الخبرات السابقة، لذلك علينا تجهيز السكان في المنطقة لمجيء الجيش كي لا يفسر وجوده لأمور قد تضر باحتمالية نجاح وجود هذا الجيش، وفي حالة مثل هذه فإن بث المعلومات في المنطقة في الأساس من مسؤولية الجيش وعلى مستوى عالي يتعاون مع المستوى السياسي.

وهناك المستوى التكتيكي ويتم التعامل من خلاله مع كل ما هو مقبول أو معروف في الحرب النفسية في ساحة المعركة وبشكل منظم حتى على مستوى الوحدات العسكرية الصغيرة.



وهدف المستوى الأخير هي مرحلة التأسيس (التعزيز والتقوية) تحضير الوضع العام للجماهير في تلك المنطقة المحتلة للواقع الجديد وذلك من أجل منع واقع سلبي مثلما حصل لـ (إسرائيل) في لبنان عندما لم تفلح في تطوير علاقاتها مع المدنيين والأحزاب المختلفة عندما كانت على الأرض اللبنانية.



وفي الجيش الأمريكي اُنشأ جهاز متطور من أجل فحص وتحليل وتشكيل المعلومات واستخلاص الرسائل ونشرها وذلك من أجل الأهداف المنشودة، وهذه الوحدة متحركة ومتنقلة وعلى استعداد للذهاب إلى أي مكان في العالم وفي أسرع وقت.

ويقع مركزها في قاعدة قيادة القوات الخاصة في (فورت براج) fort bragg في شمال كارولاينا وتقوم وحدة الحرب النفسية العسكرية بتشغيل مطابع متحركة واستوديوهات ومحطات بث عن طريق الطائرات للراديو والتلفزيون، وهنا يكون الجنود مدربون على هذه المهام من تصوير و إعلام وبث ورسم، وطباعة.. الخ، ومهمة هذه الوحدة تزويد خدمات ومستلزمات حسب الطلب وقد عملت هذه الوحدة كثيرا في (بنما) و (هاييي) في حرب الخليج أيضا.



وفي حرب الخليج اصطدمت الوحدة بمعارضة من جانب عدد من القواد العسكريين بسبب تحريك الطائرات، وطلب القادة الفائدة من نشاطات الحرب النفسية وحقائق واضحة دون وجود أية عوائق لعدم إمكانية الفصل بين تركيبة الحرب النفسية خلال الحرب، ومثال ذلك السبب والعامل الذي يقف لهبوط معنويات جيش العدو في ساحة المعركة، فهل هي الرسائل أو القنابل أو القصف، إن هذا الوضع قد تغير بشكل كبير في حرب الخليج لأن (88000) جندي عراقي قد استسلموا لقوات التحالف وجزء من هؤلاء الجنود رفعوا بيانات كان قد وزعها التحالف وهي (طريق آمن) وفي هذه البيانات ضمانات بالحماية لكل جندي عراقي، على الرغم من أن احتفاظ الجندي بهذه البيانات يعرضه للعقاب الشديد.



ومنذ عام 1991 تطلع القادة العسكريون بصورة أوسع إلى فكرة إنشاء وحدات الحرب النفسية، وهناك جيوش معروفة ومتعددة لديها وحدات عسكرية كبيرة للحرب النفسية مثل الجيش البريطاني، والفرنسي، والألماني، والإيطالي.

لا خلاف أن في (إسرائيل) يعتبر موضوع المعلومات كأداة استراتيجية دخل عليه تحسن ملموس وفي الألفية الثالثة فإنه من الواجب على الأجهزة الأمنية والسياسية أن تدرس وتختار من جديد الجهود الفكرية الجماعية والمنظمة التي بذلت في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا ودراسة تطبيق عناصر جديدة من بينها العلاقة مع (إسرائيل)، ومن أجل تنسيق وتجهيز نفسها للتحديات الأمنية التي يضعها الفلسطينيون ودول المواجهة أو دول الطوق.



العناصر الأساسية للحرب النفسية


في الحرب النفسية يوجد ثلاثة عناصر أساسية وهي الجمهور المستهدف، الرسائل، وقنوات البث.

ومن الممكن تقسيم الجمهور المستهدف إلى ثلاثة أقسام:البيت (المواطنون)، العدو، الحياد، والجمهور الأكثر أهمية هم المواطنون فعندما تطلب الدولة تجنيد عناصر سكانها للحرب فهي مضطرة أن تقوم بعملية إقناع مواطنيها بالموافقة على التضحية خاصة في الحرب التقليدية، وفي أوقات الحرب الباردة فإن هناك تجنيدا جزئيا لكن الدولة مضطرة أن تتعامل وتتأقلم مع صعوبات أخرى مثل التذمر والتشكك على توزيع غير عادل لعبء المسؤولية ويجب إقناع المواطنين أنه عندما يكون الحديث عن خطر يهدد الوجود تتطلب الكثير من التضحيات، ويجب أن يتم إقناع الجنود الذين يتم تجنيدهم بضرورة تجسيد أهداف الحرب، وأن احتمالية النصر للدولة التي لا تنجح في اجتياز هذا الأمر ضعيفة. وتشكل حرب لبنان 1982-2000 مثالا للفشل في الخطاب الموجه للشعب.



والجمهور الثاني هو العدو وهذه الجماعة تنقسم إلى قسمين وهم: الجيش والمدنيين، ويكمن هنا الهدف في إقناع العدو بأن ينزع منه الأمل في النصر وأن هذا هدف ضائع وكلما انتهت الحرب مبكرا أكثر كان ذلك من الأفضل، ومن أجل هذا يتم استعراض معطيات القوة والخبرة التاريخية وهكذا فإن الجانب الأضعف يعرض موارده البشرية واستعداد رجاله للتضحية كوسيلة مفضلة.



والجمهور الثالث هو الجمهور الحيادي والذي ليس له علاقة مباشرة في الصراع، والهدف هنا كسب رأيهم أو على الأقل منعهم من مساندة العدو.

والعنصر التالي هو الرسائل وعلى ضوء تحليل الرسائل في حروب القرن الماضي من الممكن أن نستخلص عددا من الرسائل القيمة الموجهة للجماهير وسكان المنطقة وللعدو تركز على قلة الأمل بالنصر وغرس الخوف في ذاته وبث الشعور بالذنب.



ويرمي استهداف مقاتلي العدو إلى التسبب لهم في الارتباك والتردد والرضوخ والاستسلام أو الهرب من المهمات وعلينا مواجهة جنود العدو من خلال احترامه وتقدير شجاعة قلبه وتضحياته، ويجب أن نراعي رغم ذلك ضعف الأمل على نفسيته ويجب أن تهتم هذه الرسائل بالإجابة على تخوف الجنود من مصير عائلاتهم بعد سقوطه في الأسر(8). وهذا النوع من الرسائل في الحرب مشهور وهو " أنه لا يوجد أي شيء ضدكم، ولكن ضد القيادة السيئة المسؤولة عنكم، ساعدونا على إسقاطهم وإن هذه الحرب اللعينة ستنتهي فورا " وهذه الرسائل لها أثر في حالة انحراف الناس وتكتلهم حول هذه القيادة الفاسدة في أوقات الحرب.



ولا زالت الرسائل الأكثر شيوعا بيان " المعبر الأمن" الذي وجد في الحرب العالمية الأولى ويركز على إقناع المقاتل في الاستسلام والأسر بصورة خاصة، وينتج هنا هاجس عدم الثقة عن مثل هذه الرسالة الذي يتطلب إسنادا وتوقيعا بالوثائق الرسمية الموقعة من قبل قائد كبير على هذه البيانات، وهذه البيانات تحرص على الاستسلام ومكتوبة بلغة أصحاب هذه المناطق وذلك من أجل توسيع دائرة الإيمان بهذه البيانات ومعدة ظاهريا للجنود اللذين لديهم القابلية للسقوط في الأسر، وفي حالة أن هذه البيانات لا تؤدي بصورة مباشرة للسقوط في الأسر فإنها تؤثر على معنويات الجيش حيث انتشارهم.



تركز الرسالة المركزية في الحرب النفسية على بشاعة هذه الحرب علاوة على أن هذه الحرب تعمل على حصد الأرواح البشرية، وعلى مر التاريخ الإنساني تم تطوير أساليب كثيرة تخصصت في التغلب على الخوف الطبيعي في الحرب، ولتخلق أناسا كانوا رسلا للسلام ومسخرين أقلامهم من أجله، قد حولتهم إلى قتله، يعملون من أجل زعيم أو فكرة، وإن إحدى الطرق للحصول على هذا الهدف هي جعل الجندي يعمل على الفطرة العسكرية.

ويكمن هدف الحرب النفسية في إخلال الوضع النفسي داخل صفوف العدو وحملهم للتفكير بالعموميات وبأفكار واقعية في كل فرد وفي بعض الأحيان جعله يشعر بالذنب، وهذا الأسلوب أثبت نجاعته أكثر من غيره وهكذا كان في فيتنام.



تشجيع التفكير الأخلاقي والشعور بالذنب أمور تؤثر على قدرة الجندي في أن يجرح أو أن يقتل، وعلى هذه الرسائل الموجهة أن تخترق حاجز آلية التفكير التي يمر بها العدو علاوة على أنه في الصدامات التقليدية يكون لهذه الرسائل أثر أكبر فيتأثر بها المتدينون، وأثر الدعاية في معاناة المدنيين موجودة منذ فجر التاريخ وهي جزء مهم من هذه الحرب.

وتدور الحرب التقليدية في عصر التطور التكنولوجي على الأغلب من مسافات بعيدة حيث لا يكون هناك أي مواجهات جسدية مع العدو، وفي الحرب الباردة تكون الصدامات عبارة عن أحداث عرضية قصيرة وزمن طويل وباتصال مباشر، وفي مثل هذه الظروف من الممكن تنشيط مبدأ الإنسانية والشفقة جراء معاناة الناس، ومن الأفضل مهاجمة مكان آخر وفي ساعة أخرى وهكذا.



وفي النهاية فإن قنوات البث هي الطرق المستخدمة في نقل الرسائل وطرق الاتصال الجماهيري، والتجمع السهل للوصول إليه هو السكان الأصليين وهؤلاء يتأثرون بواسطة الإعلام إضافة إلى المحاضرات والموسيقى والإعلانات..

وهناك عدد قليل من الجمهور من الصعب الوصول إليه وهم المحايدون ومن أجل الوصول إليهم يجب استخدام تقنية العلاقات العامة وإجراء استطلاعات لمواضيع خارجية عبر الإعلام المحلي وشراء مناطق الإعلام وقنوات وزارة الخارجية (الدبلوماسية والتجارة) واتصالات ثقافية وتعتبر الجماعة الأكثر تصلبا هي العدو، وليس فقط تحديد كل رسالة تصل على أنها معادية ومضرة بأهداف الحرب وهذا ما يدفع العدو على وقف قنوات البث المعادي إلى جيشه ومواطنيه.



الحل الذي وجد في الحرب العالمية الأولى للوصول للجمهور المعادي ومازال استخدامه قائما كما ذكر سابقا هو توزيع البيانات على جيوش العدو بأشكال متعددة (من الطائرات أو عن طريق قذائف مدفعية) وهنا لا يستطيع العدو منع هذا البث، بالإضافة إلى بذل جهود للتأثير على الإعلام العالمي، المنتشر بحياد وعلى مستوى عال من الثقة وفي حال مشاهدة العدو أو السماع به مثل القنوات العالمية والانترنت فإنها تعتبر وسائل بث مؤثرة على العدو، وهناك طريق آخر لنقل الرسائل للعدو هي عن طريق العملاء المعارضين للحكم أو من يطمحون في أن يكونوا البديل لهذا الحكم ومثال ذلك عمل قسم الاستخبارات البريطاني في الحرب العالمية الثانية بتنظيم بث إذاعي في ألمانيا عن طريق ضابط ألماني معارض لهتلر، وقام بالبث المتحرك من على ظهر شاحنة من شوارع ألمانيا وعلى أرض الواقع كان بثا صحافيا بريطانيا تم بثه من بريطانيا.



وهنا فإن (إسرائيل) متهمة من قبل الفلسطينيين بنشر بيانات في اللغة العربية يخيل أنها كتبت وطبعت على يد الفلسطينيين, وقد أثارت هذه البيانات نزاعات وخلافات بين الفلسطينيين خلال الانتفاضة الأولى وهذه الخطوة سميت بدعاية سوداء black propaganda أما في اللغة العسكرية (الإسرائيلية) فسميت بالحرب النفسية السوداء.



خلال المائة سنة الماضية تراكمت خبرات كبيرة في نصوص مخاطبة العدو وإنتاج رسائل جذابة، وهكذا تم طباعة بيانات على الوجه الآخر للعملة والنقود حيث تم طباعة وجه العملة الأول بشكل أوراق نقدية والوجه الآخر صور إباحية، ومثل هذه البيانات فإنها تكون بمثابة بطاقة البراءة في حالة إلقاء القبض على هؤلاء الجنود، وفي بعض الدول فإن حكم من يحتفظ بمثل هذه الرسائل هو الموت.

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

أساليب العمل – اتجاهات فكرية أخرى


هناك أسلوبان إضافيان للعمل وهما ابتكار مبادرات الأحداث واستغلال هذه المبادرات والمناسبات، والهدف من هذه المبادرات هو خلق أحداث حقيقية مقنعة من بدايتها وحتى النهاية ومثال ذلك توقع حدوث المجازر أو الهجوم، والتفوق بهذا الأمر يكمن في أن العناصر الدعائية تقع ضمن السيطرة من المبادرة، ومثال ذلك الهجوم الذي كان على ألمانيا من قبل الجنود البولنديون حيث كانت ذريعة للألمان لغزو بولندا سنة 1939. وخلال الانتفاضة الأولى بادر الفلسطينيون لإرسال سفينة وعلى ظهرها مئات اللاجئين المطرودين من فلسطين في أسلوب المغامرة في محاولة لدخولهم أرض فلسطين، وهنا فإن ما كان ينقصهم هو استثمار الجهد الكبير الذي كان عليهم أن يستخدموه في إكمال تنظيم هذه المسيرة.



ومن السهل جدا الأخذ بهذه الأساليب وذلك من أجل استغلال الفرص في الحرب النفسية ومثال ذلك ما حدث عام 1915 حيث تم إصدار وسام خاص في ألمانيا على شرف سفينة لوزيتانيا الأمريكية التي أغرقها الألمان.و قد استغل البريطانيون هذه الحادثة وجعلوا من هذه الأوسمة أداة شيطانية كبيرة و قاموا باستنساخ مئات الآلاف من هذه الأوسمة إضافة إلى طباعتهم بيانات إعلامية تعرف الألمان على أنهم حيوانات مفترسة وهذا الأمر ساهم مساهمة كبيرة في دخول أمريكا للحرب، ومثال آخر هو استغلال (إسرائيل) لحادثة مقتل جنديين من الوحدات الخاصة الإسرائيلية (مستعربين) على يد الفلسطينيين المتظاهرين عندما كشف أمر الجنديين في رام الله وذلك من أجل إبراز وجه شيطاني لعامة الفلسطينيين.

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
فصل ب

تطبيق مبادئ الحرب النفسية من قبل الفلسطينيين وحزب الله.



لم يأت موضوع الحرب النفسية في الصراع (الإسرائيلي) على أيام حرب الخليج، ومن خلال استعراض سريع لاستخدام الحرب النفسية من أيام حرب الاستقلال نرى أن هناك مفاهيم تم استثمارها بأشكال معينة من كلا الطرفين.

فخلال الغزو المصري في مايو 1948 وزع المصريون بيانات باللغة العبرية على المستعمرات التي تقع جنوب البلاد مستعمرة "يد مردخاي " ومستعمرة " نير-عم " ودعتهم فيها إلى الاستسلام، وهذه البيانات كانت نتيجة جهود عسكرية لأسلوب الحرب النفسية للجيش المصري لكنها دلت على الخطأ في فهم الأمور من قبل الجيش المصري، (9) وفي البيان الذي ألقى على مستعمرة (نير –عم) كان يوجد خطأ أساسي ومهني في هذا البيان الذي كان وزع من قبل المسؤول عن إدارة الحرب النفسية فقد كان عليه أن يمتنع عنها، وهي تطرقه إلى موضوع ثقافة العدو وكان عليه أن يتطرق إلى ثقافته، حيث توجه القائد المصري إلى المدافعين عن المستعمرات وطلب منهم من خلال هذه الرسائل أمورا استدل بها من القرآن أو حسب ما أوضح أنها من التوراة.



وهذا التوجه لم ينجح في التأثير على معنويات الجنود العالية المدافعين، وكان الخطأ الأكبر يكمن في أن هذه البيانات الموجهة كانت على أساس ديني وكان معظم سكان هذه المستعمرة من العلمانيين هذا بالإضافة إلى الأخطاء في الكتابة والنص التي جعلت من هذه البيانات أضحوكة.



أما حرب الأيام الستة فقد كانت قصيرة بحيث لم تسمح باستعمال أساليب الحرب النفسية بصورة مفيدة وفي مقابل ذلك وبعد انتهاء الحرب نفذت خطوات واسعة لما يسمى بالحرب النفسية في أوساط السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية و قطاع غزة حيث عملت هذه الحرب النفسية على التأكيد على قوة (إسرائيل)، وأنه من مصلحة الفلسطينيين الحفاظ على الهدوء و الأمن.



تشهد حرب تشرين عام 1973 أيضا على قصة انهيار أجهزة الجيش والإعلام الحيويتين في الحرب النفسية وخاصة التعامل مع الصحافة الأجنبية في (إسرائيل)، فخلال الحرب لم تؤد القيادة العامة أفضلية في بث المعلومات واستغلالها لأهداف استراتيجية، وفي معرض الحرب النفسية "التكتيكية" في ساحة المعركة فإن هناك احتمال وقوع أحداث عرضية محلية متفرقة، مثل الإعلان عن عمليات الإعدام لقائد سوري من أصل درزي، في حين أنه قتل في ساحة المعركة، وهنا كان الهدف هو عبارة عن دق إسفين بين النظام ومواطنيه الدروز.



مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري قال إن (إسرائيل) قامت بجهود كبيرة في مجال الحرب النفسية أثناء حرب لبنان(10) حيث وزعت بيانات على مدينة صور تحث سكان مدينة صور أن يفسحوا المجال للجيش (الإسرائيلي) بالعبور شمالا، ووزعت أيضا بيانات لقادة الجيش السوري وذلك من أجل إقناعهم بالاستسلام، وبث صوت (إسرائيل) في اللغة العربية للمقاتلين الفلسطينيين رسائل من أجل تحطيم معنوياتهم وهكذا.



الفلسطينيون من جانبهم قطفوا ثمار العلاقة مع الصحافة الأجنبية التي دامت لسنين طويلة، الذين انتشروا في لبنان في هيئة معقدة حيث استخدم الفلسطينيون العصا والجزرة, وعلى سبيل المثال كانت الجزرة هنا هي السماح للصحفيين إجراء اللقاءات الصحفية مع كبار قادة منظمة التحرير والزيارات إلى قواعد المنظمة وكانت العصا عبارة عن عقوبات على الصحفيين تبدأ بالتهديد و تنتهي بالقتل(11).
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الفلسطينيون والانتفاضة والرد الإسرائيلي


تعتبر الانتفاضة الأولى التي بدأت في كانون ثاني 1987 قصة مثيرة للنجاح حيث فهم الفلسطينيون في المراحل الأولى من الصراع أن الخيار العسكري في حرب العصابات لن يأتي بالثمار المنشودة، لذلك استثمروا كثيرا في مجال الإقناع وكان العمل على مجموعة السكان المحليين الفلسطينيين سهلا حيث كان أسلوب العمل بالنسبة لمنظمة التحرير في الجبهة الداخلية أسهل من أي شئ آخر وتمحورت بالتغلب على الصعاب التي كانت في بث المعلومات، وكانت الجبهة الداخلية مستعدة لاستقبال المعلومات، وكانت العوائق الأساسية هي القيود التي وضعتها الرقابة (الإسرائيلية) وفقدان الإعلام المستقل، و استخدام الفلسطينيون الوسائل المضادة وهي المواجهة الدائمة مع الرقابة (الإسرائيلية) وتوسيع دائرة الإفصاح في التعبير عن الصراع الذي استمر لسنوات وذلك من خلال تجنيد منظمات دولية لحرية التعبير عن الرأي، وحول موضوع الإعلام استخدم الفلسطينيون خدمات الإعلام في الدول العربية مثل بث راديو منظمة التحرير من بغداد خلال الانتفاضة وراديو جبريل من دمشق إضافة إلى تطوير وسائل إعلامية كثيرة مثل بيانات مطبوعة وبث الإشاعات.



الأساس الذي تبنته المنظمات الفلسطينية هو جمع أكبر كم من المعلومات المقبولة والمضبوطة، ونشرت وكالات من داخل المجتمع الفلسطيني محسوبة على منظمة التحرير إضافة إلى وكالات مستقلة معلومات عن آخر الأحداث المتجددة، مكنت من التقديم لآراء متعددة إضافة إلى خدمات مثل الترجمة إلى المراسلين العالميين، وعملت منظمات معلوماتية صغيرة مثل Palestine press service pps - التابعة لإبراهيم قراعين و ريموندا الطويل، اللذين عملا من خلال مكتب صغير ومن سنوات السبعينات أنشأوا علاقات وطيدة مع مراسلين أجانب، وقاموا بترجمة مواد تخص المجتمع الفلسطيني من اللغة العربية إلى الإنجليزية وربطوا بين مراسلين يتطلعون إلى المعلومات وبين قصص ذات قيمة إعلامية كبيرة.



وخلال الانتفاضة عرض فلسطينيون و(إسرائيليون) خدماتهم على شبكات التلفزة الأجنبية ولكل مكان في العالم يهتم بالصراع ويعتبر أن هؤلاء الأشخاص المحليين الذين يعملون لصالح منظمة إعلام خارجية خلية حيوية في العلاقة بين المراسل الأجنبي والواقع المحلي، الفلسطينيون قاموا بهذه المهمة على خير وجه، و كان العمل مع وكالات الأنباء بموافقة سياسية من قبل فيصل الحسيني.



وجلب هذا الاستثمار نتائج إيجابية للفلسطينيين أمام الشاشة وكان التلفزيون الأردني الذي يتم استقبال بثه في (إسرائيل) مفيدا بالنسبة لهم وذلك من حيث نشرات الأخبار التي أصبحت مصدر أخبار مهما بالنسبة لفلسطينيي الـ48 الذين بحثوا عن مشاهد في التلفزيون لأحداث الضفة الغربية وقطاع غزة لم تقم نشرات الأخبار (الإسرائيلية) ببثها وأصبحت هذه المواد مصدرا هاما للمعلومات المرئية.



وحول توجه الفلسطينيين إلى "المدنين الأعداء: مواطني (إسرائيل)" فقد أجرى الفلسطينيون ذلك بواسطة الصحافة (الإسرائيلية) حيث أنشأوا علاقات عمل جريئة مع مراسلي الضفة الغربية ومع مراسلين آخرين في الصحافة المركزية (الإسرائيلية)، وغير هذا التوجه صحافة المجلات الفلسطينية التي صدرت في اللغة العبرية مثل " (الجسر) لكنها لم تنجح في التغلغل داخل قطاع قليل من الناس حتى اليسار في المجتمع (الإسرائيلي).



وكانت رسالة الانتفاضة المركزية تجاه العدو والمحايدين: هي أن الاحتلال (الإسرائيلي) غير شرعي وغير أخلاقي، ولذلك يجب الاستعجال في مسيرة السلام من أجل حقن الدماء وتوفير المعاناة، ونتج من خلال هذه الرسائل الموجهة رسالة أخرى أكثر أهمية ذكرت أنفا وهي الشعور بالذنب. بالإضافة إلى رسالة أن التخوف (الإسرائيلي) من قيام دولة فلسطينية، تم من خلال تحييد الفلسطينيين نتيجة القوة (الإسرائيلية) الهائلة وأدت الرسالة الأخيرة إلى أشياء متناقضة الأول: أبرزت الفجوة والفرق بين القوي أمام الضعيف، ومن ناحية أخرى قللت من التخوف لدى (الإسرائيليين).



ومثال على تنظيم مبادرة فلسطينية لمحاولة العودة والدخول إلى أرض فلسطين نظمت سفينة النقل المسماة (سول فرين) والتي سميت "بسفينة العودة" وكان من المقرر أن تبحر هذه السفينة من اليونان باتجاه شواطئ فلسطين وعلى متنها اللاجئون الفلسطينيون الذين تم طردهن من فلسطين ، وتم تشكيل جهاز إعلامي كبير حول هذا الأمر ووصل العشرات من المراسلين إلى أثينا لعدة أيام ، وفي النهاية أغرقت هذه السفينة في شاطئ قبرص نتيجة لوضع لغم في أرضية السفينة وألغي هذا الأمر وكان من الواضح بالنسبة للصحفيين حول الجهة التي وقفت وراء هذا العمل.



نشاطات أجهزة الإعلام في (إسرائيل)

على الجانب الآخر من النشاطات الفلسطينية في زمن الانتفاضة كانت أجهزة الإعلام (الإسرائيلية) متخلفة وسرعان ما انهارت في بضع ساعات، ولم تستطع إذاعة الجيش (الإسرائيلي) الوقوف أمام الضغوطات، حيث لم يتفهموا الحاجة للمعلومة الجاهزة للبث مسبقا، واستخدمت وحدة جهاز الناطق باسم الجيش (الإسرائيلي) فقط للردود حسب قواعد" اللعبة المناسبة" أو (fair play) الأمريكية، بسبب التأخير وعدم إمكانية الحصول على إجابة فورية تلخصت جميع الإجابات بالإيجاز، "الجيش يفحص أسباب الحادث" والإجابة الأكثر وضوحا جاءت بعد عدة أيام ولم تشمل أو تلخص الأحداث الشاذة، كان عمل الضباط المرافقين والذين من المفترض أن يشكلوا العامود الفقري للنشاطات الصحفية مع المراسلين أوقات الطوارئ حسب فهمهم فقط ولم يكن العمل مهنيا وحسب ما يتطلبه أسلوب الرسائل مع المراسلين(12).



وحسب الفلسطينيين استخدمت (إسرائيل) أسلوب الحرب النفسية (السوداء) عن طريق نشر بيانات مزيفة وإشاعات كانت السبب في النزاع داخل المجتمع الفلسطيني(13)، واستخدم الفلسطينيون هذا الأسلوب في بث الراديو التابع لأحمد جبريل من دمشق واستخدم هذا البث أيضا في رفع معنويات الفلسطينيين وبث رسائل مشفرة حقيقية ووهمية، وحاولت (إسرائيل) التشويش على هذا البث ولكن ولسبب نقص بعض الأمور توقف التشويش.



الوحدات الخاصة (الإسرائيلية) التي عملت في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة مثل (شمشون، ودفدفان) عادت بالفائدة النفسية والعملية (من دون قصد)، ودفعت الشهرة التي ظهرت لهذه الوحدات والتي عرفت في أذهان الناس على أنها وحدات القتل والموت الكثير من المطلوبين الفلسطينيين إلى تسليم أنفسهم.

وفي النهاية فإن الهوة في مصادر الطرفين دفعت الفلسطينيين للقيام بمبادرة جديدة ومنظمة في مجال المعلومات، واستخدم (الإسرائيليون) في الأساس مصادر عسكرية فشلت أمام التحديات التي وضعها الفلسطينيون من خلال معلومات منظمة وجوهرية، ولا شك أن تسويق القضية الفلسطينية سهل جدا، ولكن هذه الأسباب السهلة لا تعطي توضيحا للفشل (الإسرائيلي)، وقد تغيرت الصورة في الجولة الثانية من الانتفاضة.



أحداث 2000-2002

شكلت الأحداث التي تلت شهر تشرين أول من عام 2000 مانعا إضافيا أمام استغلال نجاحات الحرب النفسية الفلسطينية، حيث يدور الحديث عن دولة فلسطينية فعلية، فمن جهة الحرب النفسية فإن هناك قيودا للفلسطينيين في استخدام الأسلحة التي تسبب بوقوع قتلى (إسرائيليين) كثر، وهذا الواقع الجديد أثر على الإنجازات الأساسية التي أنجزت خلال الانتفاضة الأولى.



إن أساس الحرب النفسية في الانتفاضة الثانية هو العمل في اتجاهين وهما ضربات (الإرهاب) من جانب و من جانب آخر وجود نموذج ضعيف"ضحية"، ويوجد للفلسطينيين وسائل إعلامية مستقلة سهل الوصول إليها مثل –راديو وتلفزيون- ولكن يحاول هؤلاء استغلال تجنيد السكان الأصليين على الرغم من العوائق من جانب السلطة وحقا فإن الفلسطينيين لم يفقدوا حاسية المبادرة واستغلال الفرص في النزاع، في حال أن (الإسرائيليين) مترددون و متخبطون بأخلاقيات الدعاية (باستثناء عملية خطف الجنود في رام الله حيث لم يشاهد هناك صور مفصلة ولكن دلالات، مثل الدم على كف الشاب الفلسطيني)، لا يوجد للفلسطينيين أي مانع لعرض أعضاء داخلية نتيجة إصابتهم برصاص الجيش (الإسرائيلي) حيث تم عرض صور تلفزيونية ونشر صور في الصحف.



واستغلال صور جمجمة الطفلة اليهودية المثقوبة بالرصاص التي قتلت في الخليل (شلهيفت بس) كانت مبادرة خاصة ولم تكن مبادرة من قبل الحكومة (الإسرائيلية) تمثلت الرسالة المركزية للفلسطينيين التي استخدموها في الانتفاضة الثانية في (ظلم الاحتلال )، وفي هذا الجانب فإن (إسرائيل) ما زالت متخبطة حول مسألة تشويه مكانة ياسر عرفات، أو اعتبار هذا الأمر كرسالة هادفة في الحرب النفسية، في حين أن الفلسطينيين يستخدمون موضوع (ظلم الاحتلال) والضرر الأخلاقي، وأن هذه الرسالة تؤدي إلى محايدة الضرر النابع من عمليات "الانتحاريين".



الصراع مع حزب الله


تنظيم حزب الله مثال للنجاح في مجال الحرب النفسية التي حدثت في لبنان على الرغم من أنه تنظيم صغير يضم عددا صغيرا من المقاتلين لا يتعدى المئات، حيث استطاع أن يفرض إرادته على دولة تعتبر الأقوى عسكريا في المنطقة، دون الاستناد إلى سلاح المشاة أو سلاح الجو أو وجود أسطول بحري، حيث كانت الفئة الأولى المستهدفة في الإعلام من قبلهم هم سكان جنوب لبنان، حيث أثبت حزب الله لهم أن بقاء (إسرائيل) في المنطقة هو قصير وأن حزب الله قائم ومستقر أكثر، وللتوجيه وجدت عدة أذرع، فمن جهة كانت هناك سيطرة على السكان وحرب على مساندي الجيش (الإسرائيلي) (من جهة الناشطين المعروفين أو المجهولين) ومن جانب آخر أنشئت مؤسسة لرعاية الشؤون الاجتماعية والثقافية هدفها الوصول إلى أهداف سياسية ودعائية وهذه من مبادئ الحرب النفسية، التي كانت البديل للمؤسسة (الإسرائيلية). ومورست ضغوط كبيرة على سكان جنوب لبنان من كل الاتجاهات بما فيهم الحكومة اللبنانية من خلال الرسائل التي وجهت إليهم والتي أكدت على أن خيانتهم كانت خيانة للوطن الأم.



إن الوعي الثقافي لحزب الله من قبل رجاله في المنطقة ساعده كثيرا على نقل الرسالة بصورة ايجابية في الإعلام ومن خلال العلاقات الاجتماعية التي أنشأوها إضافة إلى وسائل الاتصال المتعددة. والجماعة الثانية في الاستهداف هي (الجيش) والتي شملت الجيش (الإسرائيلي) وجيش لبنان الجنوبي وتزامن مسار الحرب النفسية مع العمل العسكري، وعرف حزب الله نقطة الضعف العسكرية لجيش لبنان الجنوبي وشن عليهم حرب عصابات، وقام الجهاز الاستخباراتي التابع لحزب الله بتجنيد أفراد داخل جيش لبنان الجنوبي وأعطوا شعورا إن كل شيء مكشوف داخليا وساعد على انهيار معنوياتهم. وعندما بدأت أصوات الانسحاب تتعالى في (إسرائيل) من جنوب لبنان، ضاعف حزب الله من رسائله وبثه في أوساط سكان جنوب لبنان، وعرضوا مقاطع من مقابلات أجريت مع سياسيين مساندين للانسحاب.



أما الرسائل الموجهة إلى (إسرائيل) فتعلقت بالتصميم على مواصلة الكفاح والاستعداد اللانهائي للتضحية بالنفس والممتلكات ومثال ذلك خطاب نصر الله والذي سقط ابنه في الحرب ضد (إسرائيل) وتحدثت هذه الرسائل التي بثت عن " المستنقع اللبناني " وهو تعبير مجازي سيطر على الأذهان ومعناه اخرجوا من لبنان، ولماذا إطالة عمر المأساة دون فائدة، واستغل موضوع المستنقع اللبناني كرسالة تاريخية ويقصد بذلك أن كل غاز (معتدي) للبنان قد انهزم، إضافة إلى أن حزب الله عمل كثيرا على توثيق المعاناة لغير المقاتلين.



إن استراتيجية حزب الله هي ممارسة الضغوطات على أصحاب القرار من جانب المواطنين في (إسرائيل) ووقف عملية "عناقيد الغضب" قبل موعدها هو مثال للعمل العسكري الذي توقف نتيجة بث صور التعرض للمواطنين المدنيين، والتي نشرت في جميع أنحاء العالم وإن هذا الأسلوب الحديث في إدارة المعركة أعطى حزب الله أداة قوية للمواجهة بأشكالها.

وكانت الفئة المستهدفة من حزب الله في الجانب (الإسرائيلي) تجمع السكان في منتصف (إسرائيل)، و تركزت العمليات العسكرية في الفترة الأخيرة ضد جيش لبنان الجنوبي (لحد) والجيش (الإسرائيلي)، وتوقفت العمليات الهجومية لما بعد الحدود في السنوات الأخيرة وذلك من أجل تدعيم الهدف الأساسي لتنظيم حزب الله وهو أن الحرب هدفها تحرير أرض لبنان من الاحتلال وأوقف الإعلان عن احتلال القدس مؤقتا.



أثمرت المعرفة بالثقافة (الإسرائيلية) بعدة أشكال حول تنويع المعلومات، فقضية (رون أراد) والمفقودون بعد الانسحاب (الإسرائيلي) من الجنوب اللبناني كانت مرحلة صعبة على (إسرائيل) فموضوع تحرير الأسرى يضرب عميقا في الثقافة اليهودية وقد أحسن حزب الله استغلال ذلك.

لقد بذلت (إسرائيل) جهودا كبيرة من أجل خطف زعماء حزب الله اللبناني (عبيد والديراني) ولكن لم تكن هناك أية جهود من قبل (إسرائيل) لاستغلال وجودهم للمجال النفسي ما عدا عدة مقابلات مع (عبيد).



إن بث الرسائل للجماعات المستهدفة والمختلفة قد تعاظمت وتطورت، فأنشأ حزب الله محطة راديو وتلفزيون "المنار" وهو أمر لا يتطلب الاستثمار الكثير، لكن نقطة الضعف في هذه الوسائل هو أنه من غير الممكن إجبار السكان خاصة المستهدفين من الأعداء على استقبال هذا البث. ولكي يتغلب حزب الله على هذه الحواجز عمل على ما تم استخدامه بداية في الحرب العالمية الأولى، وهو بث مواد يتطلع إليها العدو باهتمام(14)، حيث غرس حزب الله معلومات مست خلال هذه الحرب أوساط كثيرة نالت اهتمام الجميع في (إسرائيل) و أثارت مواضيع كثيرة، قيادة الجيش (الإسرائيلي) كانت على رأس أهداف هذه الرسائل التي قام حزب الله ببثها، وبعدهم جاء رجال الصحافة المراسلون وخاصة مراسلي الشؤون العربية ومراسلي الضفة الغربية وقطاع غزة والمراسلين العسكريين ولم تكن هناك مشكلة في الرقابة، وذلك لأن هذه الأمور تم نشرها في الصحافة الخارجية.



إن الأداة الأكثر نجاعة لدى حزب الله كانت من خلال المادة المشاهدة، وهنا أثبت تنظيم حزب الله أنه من الأجدى استخلاص المكاسب الكبيرة بواسطة استغلال الخيال الخصب وإبداع وسائل إضافية بسيطة، إضافة إلى تطوير التنظيم لأسلوب قوانين المعركة للمادة المشاهدة وهي وجهة النظر القائلة "إن لم تصور –لم تقاتل " إن كاميرا تصوير الفيديو البيتية كونت الأداة المركزية، وتم عرض المواد التي تم جلبها من ساحة المعركة عبر محطات التلفزيون بأسلوب خطابي رفيع المستوى، وتم البث مع تعليق أو بث موسيقى النصر، وفي واقع الحال فإن كأميرا الفيديو تعطي كما هو معروف وصفا انتقائيا للواقع، وهكذا أصبحت العمليات شعارا مهما بالنسبة إلى حزب الله، وفي عملية (دلعال) فإن صور العلم (علم حزب الله) وهي ترفرف ولو لوقت قصير، يعتبر شيئا مهما بالنسبة لحزب الله على الرغم من قناعته أنه سينسحب من هذا الموقع بعد قليل.



وبعثت المادة المرئية في (إسرائيل) معضلة أمريكية بدايتها كانت في حرب فيتنام وأخرها في حرب الخليج.(15) وإن صور حزب الله التي بثت في التلفزيون (الإسرائيلي) وعلى الرغم من أنها كانت بجودة بسيطة، لكنها أثارت أمرا كبيرا للتوثيق الخاص (المكشوف) للمنشورات.



(الإسرائيليون) شاهدوا هذه الصور باندماج بين التخوف والانهيار: وحدات عسكرية تقع في كمين أو مركبات أصيبت نتيجة انفجار عبوة ناسفة جانبية، خلقت انطباعا نفسيا تراكميا من النجاح العسكري لحزب الله.



مصدر آخر لبث الرسائل والمعلومات كان من خلال الانترنت فنموذج حزب الله باعتباره مجموعة من القرى الشيعية المترابطة والبدائية قد انتشرت من خلال المواقع النشطة (16) التي قام الحزب بتشغيلها ودخل على هذه المواقع (إسرائيليون) وشاهدوا صورا مفزعة مفصلة، مجموعة من الأصوات خاصة مجموعة أصوات لعمليات مختلفة، وفشلت المحاولات (الإسرائيلية) لإغلاق هذه المواقع من خلال أساليب المعلومات عندما انضم العرب في عملية إيقاف المواقع (الإسرائيلية) وهاجموا مواقع الخدمات (الإسرائيلية)، مما دفع السياسيين (الإسرائيليين) للإسراع في طلب وقف عمليات الحرب الإعلامية(17) عبر مواقع الانترنت.

وفي أعقاب الانسحاب من الجنوب اللبناني خرجت أصوات في (إسرائيل) تنادي بالعمل ضد الحرب النفسية لحزب الله، ولكن على أرض الواقع لم يتحقق شيء.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الفصل ج

الفشل (الإسرائيلي)

مفهوم الإعلام... تحليل تنظيمي وتصوري


من خلال الفصول السابقة تم استعراض أساسيات مبادئ الحرب النفسية وتطبيقاتها في النزاع (الإسرائيلي) العربي، وعلينا أن نشير إلى عناصر الفشل المختلفة في تطبيق الحرب النفسية في (إسرائيل) قبل عرض اقتراحات الارتقاء إلى الأفضل.

وإن كان هناك في (إسرائيل) إجماع عام يوحد الشعب بجميع أطيافه من اليمين وحتى اليسار فهو مجمع على قول (أنه لا يوجد لدينا إعلام ناجع) وفي هذا الفصل نناقش جذور الفشل (الإسرائيلي) من الناحية (التصورية، والتنظيمية) في استخدام المعلومات بهدف الوصول إلى أهداف سياسية.



شعب منعزل

عناصر متعددة كانت وراء فشل الحرب النفسية في (إسرائيل)، وكان الفشل الأول في المسار الفلسفي، وفي الفصل الأول أشير إلى أن العبء السلبي فيما يتعلق باستخدام الدعاية في (إسرائيل) بعد الكارثة (الهولوكوست).

ويشكل مفهوم الإعلام وجهة النظر للنفسية (الإسرائيلية)، فينطوي بداخله على مآزق لم يحل حتى اليوم.وفي رغبة (إسرائيل) غير المتوقفة في حبها بالاعتراف الدولي، وإن هذه الرغبة كانت أساس الجهود نحو التطور في العالم الثالث في الزراعة و أمور أخرى. وأظهرت الجهود التي تحطمت في سنة 1973خلال ساعات تحت الضغوطات العربية واللجنة الدولية المناهضة للعنصرية في (ديربن) الموضوع مرة أخرى و طرحت المسألة على بساط البحث وأدرك هذه الصاعقة الشباب (الإسرائيلي) ـ المراسلين ـ أعضاء الكنيست والطلبة ـ من اكتشافهم لللاسامية ظهرت في أروقة الاجتماع أو في شوارع المدينة.



وفي الماضي ظهرت من بين السطور اتهامات مفصلة للصحافة الخارجية باللاسامية وعلى سبيل المثال موضوع (حادث الاستطلاع لحادثة خطف الجنود في رام الله) كمثال ودافع رئيس لاستعراض النزاع (الإسرائيلي) العربي.وعندما كان المراسلون أو المحررون أو مسئوليهم من اليهود أوجد للمواطن (الإسرائيلي) توضيح للأمور التي تدور في أساسها حول إجبار شخص في الاندماج داخل مجتمع جديد.



ومن دون تحديد فيما إذا كان هذا التصور صحيحا أم لا فهي لا تساعد حسب رأي قليل من الناس لموضوع الدعاية وتطبيقاتها العسكرية (الحرب النفسية) أنتجت الاتهامات اللاسامية نتائج السلبية وقلة الرغبة في الاستثمار.

الفشل الآخر هو التصور اليهودي للنظرة التفاؤلية حول ما يتعلق بنهاية الزمان، وأن نهاية الصدق هو النصر التي نسمع بها في فكر المسيح، علاوة على أن الصدق سينتصر في المستقبل فمن الواقع إنه لا ندري أننا سننتصر خلال الجدال هنا والآن، و يربط هذا التصور إلى حد معين تصور اللاسامية وكلاهما يساند من يعملون في مهنة الإعلام.



التطرق لاستخدام الدعاية

إلى جانب هذه التصورات فإن هناك حزنا غير مألوف حول كل ما يتعلق بالدعاية (من الناحية السلبية، مثل الدعاية المفزعة) لأنها لا تشير إلى الشرح والتوضيح حول ما يتعلق بذكرى الكارثة (الهولوكوست) على يد النازيين، والمقصود هناك كره ومقت لنمط الديمقراطية في أوساط الجماهير في (إسرائيل)، ولم يكن هناك استخدام للدعاية على الأقل في وقت الحرب بسبب هذا النمط من الكراهية الموجود في الدول المتقدمة في الغرب.



يظهر استخدام الإعلام العاطفي من جديد في كل موجة (إرهاب) فلسطينية ومثال ذلك الانتفاضة الاولى التي انحدرت إلى "قتل داخلي بين الفلسطينيين على مستوى كبير"، وقتل خلالها عناصر قضائية لها علاقة بالمستوى الشعبي الأمني والشرطة قامت بتنفيذ عمليات اعتقال، وفي عملية التحقيق عن هذه الأمور تم تنفيذ حكم الإعدام لعدد كبير منهم حيث تم اعتبارهم متعاونين مع الاحتلال، كانت صورة منحرفة ومخيفة وكانت هناك إمكانية نشرها لأهداف الإعلام لكن هذه الفكرة تم الاحتفاظ بها.



وهنا نشير إلى أن محصلة هذا الأمر كانت صحيحة، علاوة على أننا ملزمون في البحث عن نقطة توازن في رسائل مفزعة وذلك من أجل تنفير المشاهد، ويوجد أساليب كتابية مختلفة وجدت من أجل التستر على المواد المشاهدة في التلفزيون لم ولن يريدوا نشر مثل هذه المواد لكن هذا الأمر يعد واحدا من أمور كثيرة من أساليب استخدام وسائل مثيرة للعواطف atrocity propaganda.



في العقود الأخيرة وخاصة بعد اتفاق السلام مع مصر، ظهر في (إسرائيل) اتجاه لفهم العالم العربي بأسلوب خيالي مثالي، ومحاولة تغيير أسلوب التعرض للعرب بشكل سخيف، وهناك عدد من العناصر القليلة خاصة في أوساط اليمين يعاندون عرض صور كاريكاتير لا سامية في العالم العربي، وهنا لا يبدو أن تأثيرهم كبير، وإن مثل هذا الوضع يصعب من إيجاد رسائل عاطفية أوقات الحرب مثل بشاعة العدو، لكن استخدام الفلسطينيين للسلاح و(الإرهاب) و(الانتحاريين) اعتبارا من شهر أكتوبر (2000) أدى إلى هزة في رأي الجماهير داخل (إسرائيل) لصورة العرب ولكن وكما ذكر سابقا فإن قضية "خطف الجنود" في رام الله فهو حادث شاذ لاستخدام أسلوب ظاهرة العدو.



(الإسرائيليون) والمادة المشاهدة

بصورة عامة نرى أن لرهبة (الإسرائيلي) من المادة المشاهدة جذور يهودية عميقة، فإنه يوجد لليهود حاجز نفسي عميق من المشاهدة والتي تعتبر استثناء. كما هو الراسخ بالنسبة للأمريكان من الطبقة السفلى في المجتمع و النظرة بين المجتمعين الأمريكي و(الإسرائيلي) هي نظرة تكافئية ثنائية.



وعلى النقيض تقف حقيقة المشاهدة والتي تصور اليوم مركز الصراع الفلسطيني، ويتقدم الإقناع ونقل المعلومات أكثر فأكثر في تصميم المشاهدة، وأصبح التلفزيون قبل عقدين أداة إخبارية من الدرجة الأولى وسحبت إليها الصحافة المطبوعة وأيضا الانترنت، وفي نطاق الأدب الكتابي فإن هناك بابا لحوادث تم الاهتمام بها CIA عند CNN حول إمكانية إنتاج تقارير استخباراتية داخلية بتصميم الفيديو بما أن المسؤولين لا يقرؤون التقارير.



إن الرسم الكاريكاتوري في الصحافة المطبوعة فيه نوع من التعبير عن الرأي من خلال وسيلة الإعلام المشاهدة الموجودة في الصحافة. وأمام هذا الهدف فإن (إسرائيل) ترد إلى حد معين بصورة كلامية وحقيقية منمقة ومفصلة. وعلاوة على الأسباب التي ذكرت سابقا فإن لهذا الأمر جذورا حضارية متجذرة وأظهرت دراسة في موضوع الإعلام والحضارة العلاقة بين التصور التاريخي لحضارة وبين الاتجاه إلى خلفية مفصلة مثل اللقاءات العملية. العالم العملي الأمريكي "وبه الخلفية المتجرة والتقدم يشكل فصلا قصيرا " يتصادم مع هذه الخلفية للتصور الأوروبي(18)، وعلى ضوء التاريخ الطويل للشعب اليهودي، لا عجب في أننا نتوجه لإعطاء استعجال وشرح أساسي في حين وكما هو معروف أنها غير شعبية اليوم.

قلة نشاط وفاعلية



فشل آخر نابع من حقيقة الصراع بين الدولة بمؤسساتها وبين منظمة سياسية وعسكرية، فمجال الدعاية والحرب النفسية يفرض علينا الفاعلية والنشاط والإبداع متعدد الجوانب ولذلك فإن هذا الأمر هو من اختصاص الشباب والمهنيين أرباب الخبرة الطويلة فمن السهل أن يتبنى أي تنظيم سياسي استراتيجية دعائية لتغيير التوجيه حسب ما هو مطلوب، فالدولة المستقرة تعمل بهدوء وتروٍ والأهمية السياسية موجهة نحو النجاة الشخصية كعامل أولي و فقط بعد ذلك لصالح الموضوع وجد نظام لدراسة شاملة يضع الدولة في مكانة مستقرة أمام منظمة ناشطة وفعالة، وعلى سبيل المثال انشأ الفلسطينيون خلال الانتفاضة شبكة معلومات منتشرة في أنحاء البلاد وشملت أصحاب الأكشاك، وسائقي السيارات العامة ومتطوعون ساهموا في نشر الأخبار خلال دقائق.



في حين أن إذاعة الجيش (الإسرائيلي) عملت من أجل بث معلومات بعد تمريرها على جميع المسؤولين في ألوية الجيش وقيادة الأركان وبعد الانتهاء من تمرير هذه المعلومات تصل إلى وكالات الأنباء متأخرة، و قد حدد البروفيسور (يحيزقيل درور) الجمود كسبب مركزي في تحليله للفشل في أجهزة الإعلام (الإسرائيلية)(19).



داوود وجالوت الفلسطيني

سبب آخر للفشل (الإسرائيلي) نابع من المصادر الأساسية للحرب النفسية، وهو استغلال التضامن الإنساني مع الضعيف، التجمعات اليهودية بجميع توجهاتها المختلفة تعلمت بشكل أساسي استخدام هذا المبدأ خاصة في فترة الصراع ضد الإمبراطورية البريطانية ولكن عندما نالت (إسرائيل) على استقلالها ترك هذا المبدأ تدريجيا(دولة صغيرة محاطة بالأعداء) حتى حرب الأيام الستة وعندها ترك نهائيا.



الهدف الاستراتيجي هو أن تعرض نفسك على أنك الضعيف كما يعبر عنه اصطلاح شائع اليوم ونجحت (إسرائيل) في الحفاظ على هذا النموذج حتى حرب الأيام الستة أو حرب عام 1967، الفلسطينيون طبقوا مبدأ الضعيف بصورة كاملة خلال الانتفاضة الأولى، لكن هذا الهدف غير الممكن بالنسبة لـ (إسرائيل) في أعقاب الأمر المشهور لـ (اشكول) على (شمشون الجبار – المسكين) وحسب هذه المقولة علينا أن نعرض أنفسنا في جانب الضعيف أمام العالم العربي، وفي هذا الموقف يكمن التناقض الكبير.



من جانب آخر فـ (إسرائيل) مضطرة أن تحتفظ لنفسها على قوة الردع وان تعلن عن عظم قوتها ومن جهة أخرى، وفي مجال المعلومات فإن (إسرائيل) عليها أن تخفي قوتها وتظهر قوة أعدائها وهذه مشكلة صعبة يتطلب حلها إبداعا خاصا.

مشكلة أخرى تعاني منها (إسرائيل) تعود جذورها إلى التخبط في الهوية (الإسرائيلية) ومحاولة التغلب على الحواجز النفسية (الإسرائيلية) الصهيونية التي تتعرض إلى التصور من زمن الشتات.



فصل (د)

خطوات عملية

الأسباب التي أخذت في الفصل السابق أدت إلى وضع تكون فيه الدعاية تدار بشكل عام بمبادرات شخصية (لإسرائيليين) أو يهود غيورين من خارج البلاد عن طريق إعلانات تأييد ذات قيمة ولها احترامها في الصحف العالمية النوعية، أو بمبادرات حكومية أو عسكرية لهذا الغرض بالذات، النشاطات الرسمية على أحسن الأحوال تعتمد على إعداد المعلومة، أو كراسة أو شريط لأحد عناصر الدعاية.



في هذا الفصل سنعرض نموذج لإعادة تنظيم و معالجة موضوع الإعلام.إذا ما نجحت أحداث مؤتمر (ديربن) وعملية (الدرع الواقي) وهي (حملة ضد الفلسطينيين) بان تهز قليلا معتقدات (الإسرائيليين)، من الممكن أن نداء لإقامة جسم أو هيئة تعالج المعلومة بصورة أكثر نجاحا ستكون ذات ناتج طيب، و النموذج المعروض من الممكن أن يكون نموذج لخطوات يجب الأخذ بها.

أساسيات العمل

قبل مناقشة إعادة التنظيم من جديد من المهم الإشارة لعدد من الأساسيات المهمة التي ستطبق في إطار هيئات ستكون جزءا من التنظيم الشامل.



مفاهيم الحرب النفسية وجمع المعلومات.

في البداية علينا التغلب على الصعاب الداخلية مع نقص المفاهيم في موضوع الحرب النفسية، وعلينا التنازل مرة وللأبد عن هذا المصطلح (المسبب للشلل) وهو الدعاية التي تبين وتظهر الضعف العميق حسب ما أشرنا إليه في الافتتاحية، علينا أن نسوق الحاجة الماسة للتعبير مثل " معلومة استراتيجية أو إعلام استراتيجي (كاسم مؤقت بديل عن الدعاية) في داخل المؤسسة الأمنية والسياسية في (إسرائيل). والمسكنة والضعف التي تتظاهر به (إسرائيل) منذ بداية الصراع وحتى الاستقلال ليس في مكانه، وحسب ما عرض في الفصول السابقة، ينتصر (الإسرائيليون) اليوم في المعارك ليس بأقل من مساعدة العلم والمعلومة من طريق فوهة المدافع.



وفي سياق الحديث سنأتي بنقاش مفصل عن الهيئات الحكومية وجهاز الأمن، وفي هاتان الهيئتان (الحكومية والأمنية) ملزمون بإقامة استكمالات في جميع المستويات، من أجل إعدادهم وتأهيلهم حول طابع أعمال الدعاية القائمة في الهيئات المختلفة و يجب تحرير الرسائل بأسلوب دعائي حتى نفهم كيف أن الفلسطينيين والدول المعادية يستخدمون المعلومة من أجل الوصول إلى أهدافهم(20)، وبعد هذا يجب تأهيل طواقم قيادة مهمتها توجيه كل الهيئات المذكورة أعلاه بما يتعلق بفن الدعاية والترويج في خطواتهم وأعمالهم.



طريق ممتازة لاستيعاب التغيير هي بواسطة إقامة حلقات نقاش يناقش المشتركون بها الحاجة للمعلومة الاستراتيجية وبإمكانيات التطبيق في تنظيمهم. وهكذا ستستخدم النقاشات والاجتماعات التي تناقش وتبادل الآراء ومردودها سيكون كبير وحيوي، وباستثمار ليس كبير و ممكن إعداد لعبة حرب مع التأكيد على عنصر الحرب النفسية.



تحديد رسائل أساسية


المرحلة التالية هي إعداد رسائل استراتيجية فنحن معنيون بسنها بين التجمعات المختلفة.ويجب إقامة هيئة تحاول الوصول إلى إجماع حول رسائل (إسرائيل) الدعائية، فرسالة اليوم مشوشة وغير واضحة: خاصة التركيز على رغبة (إسرائيل) بالسلام والاستقرار ونحتاج بين الحين والأخر قبس وومضات بإثارة الشك والاستياء وتوقع هجوم عدو عربي، بصورة عامة بعد حادث عنيف. نحن نحتاج إلى رسالة عليا، تشكل هدفا شريفا نتطلع إليه، لكنه خال من المعنى والمغزى ولا تأثير له على صعيد الإقناع، لذلك يجب صياغة أهداف (إسرائيل) وفي كل المجالات حتى يتم فهم كل الجهات المستهدف.



تجهيز الرسائل ليست بالمهمة السهلة قطعا، كنتيجة التجزئة الأيدلوجية للمجتمع في (إسرائيل)، و الصعوبة تنبع من أن مهمة كهذه تمس بجذور الهوية (الإسرائيلية) والجمهور (الإسرائيلي)، كما ذكر سابقا فلم يتبلور أي موقف حول ماهية العلاقة بين (الإسرائيليين) والعالم غير اليهودي، وحول هوية اليهودي (الإسرائيلي).



الجهة التي تحسم اليوم في اختيار الرسائل هذه هي وزارة الخارجية، وهي منذ القدم مهمة مركبة بقدر ما من التماسك الأيدلوجي لـ (إسرائيل) ليبرالية علمانية منفتحة ومتقدمة، ومتقلبة تقلب حقيقي لأنها تعاني من اللاسامية أفرادا أو مؤسسات، صعب جدا صياغة عدد من الرسائل القليلة بمستوى استراتيجي، مع هذا الوضع من الممكن صياغة عدة رسائل بمستوى عال وعلى المستوى المحلي (مستوى المنطقة) وبشكل تكتيكي، مثل الحق بالعيش (ضد الإرهاب) العلاقة التاريخية، البحث عن شريك للسلام، على سبيل المثال في أعقاب الرسائل العالمية وداخل (خلال) استشارات على رجال الجمهور من الممكن الوصول إلى اتفاق حول الطرق لتسويقهم.



الانتقال للمرئيات


خط مركزي لعمليات الإقناع يجب أن يكون بالانتقال للمادة المرئية ولا يوجد جديد بالقول أنه لا يوجد (لإسرائيل) صور كافية لكننا ملزمون بأن ننقل للجهاز الأمني الرسالة بشأن أهميتها العليا للإقناع المرئي، والمقولة المعروفة " لم تنشر لم تفعل " يجب أن تكون مترجمة في الجهاز الأمني إلى " لم تصور لم تنفذ" هذا هو انقلاب مفسر، ولكن واجب بأن ينفذ إذا ما كان بنية (إسرائيل) أن تدخل لعصر الحرب في الألفية الثالثة.لهذا تلزم المرئيات لأن تكون أساس عملي مركزي موجه في طريق العمل بحسب ما يتطلبه. المرئيات يجب أن تدخل إلى اعتبارات إدارة المعركة. هذه المقولة بالتأكيد ستثير الكثيرين لكن لا مهرب من هذا.



والقائد في الألف الثالثة في كل الدرجات يجب أن يدخل عنصر المرئيات إلى داخل جهاز الاعتبارات وإدارة المعركة، هذا الشيء بدا ينفذ إلى مبادئ إدارة المعركة في الحرب الأقل حدة (قوة) في (إسرائيل) من الأفضل أن لا ينفذ إلى الحرب التقليدية، الظلم (القسوة) الإضافي الذي سيقع على الضابط والجنود سيكون ثقيلا، لأنه يمنع أن تكون له تأثيرا أيا كان على الهدف الأول وهو تنفيذ الأوامر والمهام وثم النصر، الادعاء هو أنه إذا لم تكن هناك تغطية تصويرية نوعية للعملية العسكرية حينها فإن العملية السياسية المضادة التي ستأتي في أعقاب ذلك من جانب العدو ربما تقلب الانتصار العسكري إلى (انتصار ينتزع بثمن باهظ جدا ).



تطبيق هذا الأساس ممكن أن ينفذ بعدة أساليب، و يجب تقليد حزب الله الذي يزود المعركة بالوثائق وينشر الصور بسرعة وخصوصا في حالات الانتصار، حتى وإن كانت محدودة بهذا يعظم الانتصار، يجب أن ندخل للكادر المعركي مصور فيديو ومصور فوتوغرافي يبدأ من مستوى القسم، كل جندي وقائد بالمعركة عليهم أن يتطوروا فيما يتعلق بتصوير الفيديو، حتى يفهم الجدوى التي ممكن أن تتحقق بمساعدة هذه التصاوير، مثل زوايا مختلفة وإعداد الصور والمصور، بالإضافة إلى مهامه العسكرية عليه أن يصف المعركة بكاميراته(21).



من الممكن تنفيذ تغييرات على هذه الفكرة، و إحدى الامكانات هي تعيين رجل إعلام خاص، عنده خلفية أو لمحة عسكرية رجل كهذا يكون جزءا من القوة وبمفهوم العبارة أن يكون يعرف في تشغيل قطع السلاح وأجهزة الاتصال ويعرف أن يضمد الجرحى، لكن غير مقاتل بشكل إداري، عليه أن يتلقى تاهيلا عميقا بموضوع الصحافة، التصوير الصحفي، بث الراديو، تصوير الفيديو، عدته يجب أن تكون هاتف نقال، كاميرا فيديو عالية الجودة وكاميرا رقمية عالية الجودة، مسجل رقمي، كمبيوتر محمول، مهمته العسكرية ستكون في وصف المعركة بالوثائق، و المعلومات التي ستنقل بسرعة، سيعمل عليها ضباط اتصال الذين سيسوقونها للحاجات المختلفة حسب الحاجة والواقعة.



إمكانية أخرى هي استخدام جندي معركي (حربي) وإعطائه عدة إضافية لا تزعجه ولا تؤثر على مشاركته في المعركة كباقي الجنود، بمفرده سيكون له مهمة إضافية لرجل الاتصال بالوحدة.وعلى الضباط و أصحاب الاختصاص المساهمة في تهيئة هذه المعدات (وهي بالأساس موجودة) لحاجات الجيش، كاميرا فيديو موصولة بالحزام أو على الخوذة القابلة للتشغيل والسيطرة عن طريق ريموت موجود على عقب البندقية(22).



من المناسب والمعقول أن تكون هذه عملية طويلة من التجربة للتغلب على المحافظين، لن تكون مشكلة في إقناع الجنود للذهاب في هذا الاتجاه الذي يعد بإمكانية فتح مجال العمل في المستقبل وجندي الاتصال ممكن أن يكون جنديا نظاميا و ثابت وليس في صفوف الاحتياط بعد أن أصبح صاحب تجربة في مجاله، وهناك صعوبة متوقعة وهي ارتفاع مكانة الجنود في عين القيادة مع اختراق مؤسسة العلاقات العامة للجمهور والجيش، الذي كان بالأمس من نصيب الضباط الكبار نزل الآن إلى مستوى الكتائب والأقسام وهناك حاجة لإبداء الرأي بشان هذه المشكلة(23).



ينقل الجنود المعلومات التي جمعوها لمركز المعلومات، التي من الأفضل أن يكون بدرجة هيئة أركان عام.و الطريق الوحيدة لتطبيق التغييرات التي اتخذت أعلاه في مجال العلم والمعلومة على يد الجيش عن طريق إنتاج فريق مهني حيث يجب أن نستثمر بالأيدي العاملة ذات الجودة والنوعية والعمل على تقديم أوسمة للناجحين(24).



بالإضافة للتصوير هناك أيضا تعابير مرئية أخرى: الكاريكاتير على سبيل مقنع، هو أحد الطرق الفعالة جدا إذا لم تكن الأصعب على الهضم.والكاريكاتير هو الوسيط الذي يستطيع نقل رسالة لاذعة أو سامية بصورة مقنعة، وهذا فن بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

رسام الكاريكاتير هو صحفي يعبر عن رأي بشكل مرسوم ومن الصعب جدا أن تعبر عن فكرة باضاءات بالكلمات لأنه يتطلب موهبة كبيرة، وتأثير رسام الكاريكاتير عظيم، لأن العين تستوعب العنصر المرئي بشكل أسرع من كلمات مكتوبة تتطلب جهد فكري وعقلي(25).



(لإسرائيل) مصلحة في أن تطور هذا الوسيلة الإعلامية من أجل التقدم بأهدافها، و لا بد من تطوير أفكار ومبادئ القتال ونقل الرسائل التي صيغت مسبقا بشكل مرئي بوسيط كاريكاتوري وتنشر بأشكال مختلفة(26)، و يجب أن تمر رسائل مختلفة مرحلة إعداد و دراسة حسب السيناريو الثابت أو المتغيرة فيما يتوافق مع الاحتياجات السياسية، وأن ينشر بشكل مبدع و ملفت للنظر. يستطيع هؤلاء أن يزينوا مواقع (إسرائيلية) رسمية أو مواقع غير (إسرائيلية) وأن تكون منشورة على ظهر البيانات.و يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار الثقافات المختلفة لكل مجموعات كاريكاتورية، وخصوصا الرسائل الموجه للعالم العربي، يمكن نقل رسالة مقنعة على شكل كاريكاتير لقوات عسكرية الموجودة في الانتظار في ساحة المعركة مثلما عمل الأمريكان في حرب الخليج(27).



كشف معلومات وجمعها:

المعلومة المستخدمة في الحرب (القديمة) تجمع بكميات كبيرة وتهدف في الأساس لأهداف استخبارية، مقابل هذا في الحرب الجديدة ملزمون بإخراج المعلومة من عالم السر إلى العالم المفتوح. والعلاقات المتبادلة بين الشعب والحكام المنتخبون ووسائل الاتصال التي تنقل المعلومة تقريبا في وقت حدوثها وهذا شيء لم يحدث من قبل في تاريخ الحكم والسلطة.



في إدارة المعارك اليوم من المهم معرفة كيف تؤخذ الحرب وهذا ليس بأقل أهمية من إدارة المعركة نفسها، ولهذه الخطوة إيجابيات وسلبيات: الأفضلية هو أن المعلومة موجودة في متناول اليد، تجلب الانتباه (جذابة) بحاجة إلى تنسيق بسيط من أجل أن تصبح معلومة إخبارية.و الجانب السلبي هو الانقلاب النفسي المطلوب من جهاز المخابرات والتي كانت مسؤولة حتى الآن عن جمع المواد لنشرها للجمهور، هذا انقلاب نوعا ما عظيم خصوصا في دولة أحد الثوابت فيها هو (السر).

يجب التأكيد بأن المعلومة المرئية هي علم قائم بذاته، وهو منجز عن طريق كاميرا الطائرات والعموديات وطائرات بدون طيار ومطلوب تغييرات فنية بحاجة إلى اختيار زوايا للبث بالإضافة لزوايا الهجوم والغارات.



نموذج جيد للنشر الناجح للمادة من هذا النوع كان التصوير من طائرات عمودية مهاجمة لمحاولة الاعتداء على شخص كبير من حزب الله في سيارته، المحاولة فشلت والنتائج السياسية كانت سلبية في نهاية الأمر، لكن التكنولوجيا كانت صحيحة، طائرة عمودية تخرج لسيارة تسير في أحد شوارع قرية..تتهيأ..ترسل صاروخا.. السائق يقفز للخارج ويهرب حيث توجد هنا كل مزايا فيلم عنف أو لعبة كمبيوتر. لكن هذا جزء لا يتجزأ من الحرب النفسية ومهم ولا يقل أهمية عن المجابهة نفسها، و تعلم حزب الله هذا منذ مدة، لذلك علينا أن نعمل جهدا لنجعل طائرات بدون طيار تقوم بأعمال البث، والحصول على معلومات من الأقمار الاصطناعية والغواصات والدبابات.



إضافة إلى تجنيد المعلومة العسكرية ونشرها، علينا إقامة مشروع (تنظيم) لجمع المعلومات النفسية الثقافية، حسب ما ذكر في فصل (ا) حيث لا يمكن نقل رسالة مقنعة للعدو بدون معرفة عميقة بثقافته، وخلال العقود الثلاثة من قيام الدولة كان (لإسرائيل) تفوق واضح في هذا المجال في أعقاب هجرة اليهود من البلاد العربية حيث كان باستطاعة المهاجرين الذين خدموا في المخابرات إعطاء معرفة عميقة عن الثقافات العربية المختلفة في آسيا وإفريقيا، وهذه المعلومة لم تستغل في معظمها لأهداف استخباراتية ثقافية.و لكن كان استغلالها لأهداف استخباراتية تقليدية، الوضع اليوم هو أسوأ. أقلية تتعلم العربية بشكل جيد ومن يتعلم يتم خطفهم في جهاز الاستخبارات التقليدي من أجل التصنت أو قراءة الصحف، والمتفوقون بينهم لا يستطيعون الوصول لدرجة معينة يفهموا من خلالها الثقافة العربية بشكل عميق وخصوصا أنها منقسمة إلى عشرات الثقافات بسبب اختلافها من دولة لأخرى ومن منطقة إلى منطقة.



لهذا علينا إقامة مشروع يحاول أن يكمل النقص وهذه عملية طويلة المدى ولكنها حيوية لاحتياجات الاستخبارات في المنطقة. والعلاقات السياسية واحتياجات السلام، فخريجي المشروع يجب إلحاقهم بصورة طبيعية لوزارات الدولة أو الصناعة أو في كل جهة عامة لها تعمل بالعلاقات الخارجية.و هؤلاء سيساهمون في ايجابية هذه العلاقة على المدى القصير و على المدى الطويل سيساهمون في ربط (إسرائيل) في المنطقة .



وهنا نؤكد اليوم أنه لا تنفذ أعمال استخبارية من هذا النوع، و المعلومات العسكرية الواسعة التي تشرى من مخازن المعرفة والتجربة للمخابرات يعملون فقط تقريبا بالاستخبارات التقليدية، واستخبارات ثقافية يوجد في إطار بين كلية الجيش والمجتمع، الدولة الأولى التي عملت مشروعا كهذا هي ألمانيا النازية حيث أن الألمان أقاموا كلية خاصة ساعدت كثيرا في نجاح الدبلوماسية الألمانية عشية الحرب العالمية الثانية(28)، حسب ما ذكر أعلاه يقيم الجيش الأمريكي إطارا كهذا يعمل رسائل تلائم الأمم المختلفة.



تنسيق وربط

ستقوم الهيئات التي يجب إقامتها على العمل في ظروف تشبه عمل هيئة تحرير جريدة أو محطة بث ولهذا يجب التزود بوسائل تكنولوجية مناسبة، وتعمل على الربط بين الجيش والشاباك والموساد ووزارات الحكومة ويجب إنجاز المعلومة بسرعة لم نعدها سابقا، ولذلك يجب سد النقص وإكمال الدراسة بعمق للعمل المكتبي وللضباط المتوسطين فما فوق.

للإجمال، فإن هذه الخطوات هي بعيدة المدى وخصوصا في المجال النظري و تبدأ عمليا من لحظة الاعتراف بأهمية موضوع المعلومة في الحرب.و بالتالي سيكون من الممكن أن نوجه جهدا لصياغة رسائل مرئية والحصول على معلومة مناسبة في وقت حقيقي من ساحة المعركة، و لتحقيق ذلك فيجب بذل جهد كبير لتغيير ما يمكن تسميته بالسر الأمني و انسجام المعلومة مع الحرب في زمن المعلومة.



المستوى الحكومي: مجلس الإعلام الاستراتيجي


بعد أن عرضنا الأساسيات المركزية من الممكن أن ننتقل إلى نماذج العمل الذي يجب أن يقسم بين المستوى الحكومي والعسكري حيث إن لكل واحد منهما اتجاهات عمل مختلفة، وسنعرض هنا خيارين:

الخيار الأول خطة استراتيجية إذا لم تتبن من الممكن أن تشير إلى اتجاه عام مرضي ومرغوب فيه، والثاني أن التدرج المصغر لا يحتاج إلى تغيير تنظيمي انقلابي.



توصي الخطة الاستراتيجية بإقامة مجلس معلوماتي استراتيجي يكون هيئة عليا تركز على المعالجة في الموضوع ويقارن وينسق بين كل الجهات العاملة به، و الهدف النهائي هو إعطاء خدمات للحكومة ولهيئات أخرى فيما يتعلق بالمعلومة الاستراتيجية(29).

الخيار الثاني هي لجنة متابعة تتكون من 3-4 أشخاص أصحاب صلاحيات واسعة تستجيب مباشرة إلى رئيس الحكومة وللجنة رؤساء الخدمات. أدناه تفضيل الخطوات الفعالة حسب الخيار الأول.

لجنة رسائل

في إطار المجلس تشكل لجنة رسائل مهمتها صياغة الرسائل المركزية وهي أن (إسرائيل) تريد أن تنقل للجماهير (الشعوب) المختلفة. وفي المرحلة الأولى ملزمون بأن ندمج وزارة الخارجية والأمن ومكتب رئيس الوزراء في إطار واحد خاصة وأنهم أصحاب التأثير الأكبر في دائرة الرسائل الأولى، و ليكون اختيار الرسائل وصياغتها أمرا بسيطا، والمعارضة لإبداء التعاون بين وزارات الحكومة والهيئات المختلفة في اللجنة ستكون كبيرة.


و يجب متابعة الدراسة مع المستوى العالي لكل المتحدثين (الناطقين) والمدراء العامون لوزارات الحكومة ومحاولة البحث عن الخطوط المشتركة. و سيقوم الخوف العالمي من الإرهاب بأنواعه في أعقاب الهجوم على برجي التجارة العالمي والإرهاب البيولوجي بإيجاد فرصة مناسبة لجبهة مشتركة ضد (إرهاب) (المنتحرين) في كل مكان في العالم الغربي.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
جمع معلومات نفسية

يجب أن تتضمن نشاطات المجلس إقامة وحدة بحث تجمع بادئ ذي بدء معلومات ثقافية ومعلومات عن الإنسان من حيث معتقداته وعاداته وأعراقه ومعلومات تاريخية ونفسية ومن هذا يتم تركيب مظاهر أو لمحات مختلفة لضباط أو جنود، و تنتقل هذه المظاهر اللمحات إلى لجنة الرسائل وستساعدها في أعمالها.

سترتبط هذه الاستخبارات المدنية في جوهرها، بالاستخبارات العسكرية النفسية وهي تختلف عن الاستخبارات التقليدية لأن هدف هذه المعلومات من نوع آخر تبحث عن الدوافع التي تحرك شعب أو أمة. بإمكان مجموعة أو شخص رسائل أن تتغلغل عبر الأطر الاجتماعية والعسكرية و اختراق الحاجز الواقي لهذه الثقافات.و ذلك أن الاستخبارات التقليدية أسهل للتنفيذ نتيجة للاستخدام في أنظمة الاستخبارات القائمة، والذي سيضمن قوة عاملة وإجراءات قائمة، و يجب أن نغير بهم فقط توجيهات جمع المعلومات و تظهر التجربة من حروب القرن العشرين بأن المصادر الممتازة للمعلومات في هذه المواضيع هي من أسرى الحرب، لكن يجب التأكد بأنهم لا يعطون المعلومة فقط لإرضاء المحققين.

الأجهزة الاستخباراتية الشاباك والموساد

يجب أن يعمل المجلس بتنسيق كامل مع جميع أقسام الاستخبارات العسكرية والأمنية ويجب تقسيم مجالات الصلاحية في مجال الاستخبارات النفسية والثقافية مثلما عمل في مجال الاستخبارات التقليدية.ومعنى هذا أن المعلومات يجب أن تذهب في اتجاهين بين المجلس وهذه الهيئات وبين هذه الهيئات نفسها.

انعكاسات دعائية

ستكون إحدى مهام المجلس هي تنسيق استشارات على المستويات العليا لصانعي القرارات في ساعات الحرب التقليدية أو في أي شكل نزاع آخر، ظروف الانعكاسات الدعائية الموجودة للخطط الموجودة للخطوات العسكرية والسياسية المختلفة، يجب أن يكون الخبراء على مستوى مهني عال مثل العاملين مع رئيس الوزراء والضباط الكبار في الجيش والشرطة من أجل أن يستطيعوا إيصال رسالتهم، و هكذا سيمنع أي فشل متوقع مثل إرجاع (400) عنصر من حماس الذين ابعدوا 1992 أو شكل انسحاب الجيش من جنوب لبنان سنة 2000، فهؤلاء الخبراء ممكن أن يمنعوا أو يغيروا صورة الخطوات المأخوذة بعد التفكير بالخطوات الدعائية المضادة التي سيأخذها الجانب الثاني، كما أنه من الممكن الحصول على المساعدة من تكنولوجيا الدعاية المضادة والتي ستخرج الشوكة من الرسائل التي يتطلع العدو لاستنتاجها.

تنسيق وربط مع يهود الشتات

يجب إجراء تغيير جذري ومنظم نحو العلاقات مع يهود العالم، فاليوم تعتبر العلاقة متخلفة جدا وهناك جهتان رئيسيتان تقوم على هذا الأمر وهما: الوكالة اليهودية ووزارة الخارجية (الإسرائيلية)، وهاتان الهيئتين تعانيان من أزمة ثقة في علاقاتهم مع الجمهور نتيجة سلسلة من التعيينات السياسية، ونقص فهم وحساسية وتعالي وتعجرف تراكم مع مرور السنين. وتستطيع (إسرائيل) على مستوى العالم أن تقلد الفلسطينيين الذين يستخدمون بشكل كامل شعبهم في الشتات فهم يستغلون القرابة الثقافية لأبناء المنطقة وعلاقاتهم الثقافية والاجتماعية من أجل إحضار الرسالة الفلسطينية للمجتمع المحلي، و(إسرائيل) لا تستغل حتى ولا جزء صغير من الخيارات التي يعرضها يهود العالم، ويجب أن يكون هناك قسم خاص لموضوع استغلال يهود الشتات من أجل نقل المعلومات لجماعات مختلفة خارج حدود (إسرائيل) ويجب أن يكون هذا الأمر جزء من تنظيم العمل.


هناك استعداد كبير لدى الطوائف اليهودية للعمل من أجل (إسرائيل) في مجال الإعلام وهناك حاجة إلى تنظيم جديد بميزانية قليلة جدا من أجل ربط الشعب اليهودي مرة أخرى ببعضه. و من الممكن استغلال الميل الايجابي وسط الطلاب في الجامعات وداخل أوساط الجماعات، واستخدام أسلوب التأثير السياسي في الولايات المتحدة بواسطة تجنيد مواطنين من الهامش لأعمال سياسية لأجل تحقيق فكره. وهذا الأسلوب استغل بنجاح كبير في الماضي مثل استغلاله في مساواة الحقوق للسود في سنوات الستينات ونشاطات كهذه لا تحتاج إلى ميزانيات كبيرة. وحتى اتفاقات اوسلو كانت نشاطات يهودية كهذه لكنها أوقفت لأسباب مختلفة وتفرق العاملون فيها والآن نحن ملزمون بتجديدها وإعادتها وأخذ المعلومات من التقارير والمرشدين التي كتبت في تلك الفترة.



يجب أن نشير إلى تطور كبير عند الشعب الأمريكي وهو جاهزية هذا الشعب وتجنيد نفسه دينيا لأجل (إسرائيل)، ويوجد بهذا الجمهور طاقة كبيرة تبحث عن مصدر للعمل، ولا تعرف المؤسسة القائمة الجماهير هذه، و بالتأكيد لا توجد قيمة لتجنيدهم، فالجمهور المتدين يتدخل في السياسة المدنية في عدد من المدن الكبيرة في أمريكا وأوروبا وتقيم علاقات مع عدد من التنظيمات العالمية، وتكون التركيبة اللاصهيونية أقلية في الجماهير هذه مع ذلك من الضروري في تجنيد التنظيمات المتدينة التجديد من جانب المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية) والمجلس الجديد، حتى نستعمل الجهد المدفون في الهيئات وهذه الأجسام.


وإذا كان كذلك يجب علينا رسم هيكل تنظيمي لكل الهيئات الحكومية والجماهيرية في إسرائيل، خاصة صاحبة النشاط والعلاقات العالمية في إطار علاقات عمل أو تجارة أو علاقات أخرى، ويجب إكمال الدراسة من أجل صياغة رسائل هذه الهيئات، والتفكير بدافع مناسب مع هذه الهيئات لتأكيد الصمود تحت ضغط وزارة الخارجية، بالإضافة إلى إمكانية إقامة حلقات دراسية في البلاد وخارجها على أيدي رجال مهنيين في مجال علاقات الجماهير على المستوى العالمي.


إعادة تنظيم للهيئات القائمة

على الصعيد المدني: مكتب الصحافة الحكومي.

إحدى مهام المجلس هي العمل على إعادة تنظيم مكتب الصحافة الحكومي لتجعلها تتلاءم مع الألفية الثالثة. وهذه الهيئة أسست من أجل أن تُكون علاقة مع وسائل الإعلام الأجنبية، لكن مع مرور الزمن أصبحت أعماله هامشية، لا يمكن التغاضي عن المشاكل حيث أن منزله هذا التنظيم كهيئة حكومية دعائية، لكن ممكن التعاطي معها، قسم التصوير الغني بالوثائق خاصة الذي يحتوي على أرشفة تصوير يناسب لكتابات استردادية، و يجب أن ينتقل التنظيم ليصبح مبادرا ان يُشغل مصوري الفيديو و الفوتوغرافي الذين تلقوا امتيازات من جانب النظام الحكومي بالتقديم لقصص بها خدمة للمصالح (الإسرائيلية)، وعليه إعطاء خدمات على مستوى تنظيم إعلامي يعمل على مدار الساعة و هكذا يستطيع أن يندمج في إطار رسائل سيقرر عليها مسبقا وهكذا سيمده بمواد مرئية أو مكتوبة بصورة تخدم المصالح (الإسرائيلية).



على الصعيد الأمني:

استخبارات وحرب نفسية

من الصحافة (الإسرائيلية) يظهر أنه يوجد عند الجيش (الإسرائيلي) وحدة صغيرة جدا مع صلاحيات محدودية مسؤولة عن الحرب النفسية في الجيش(30) لذلك يبدو أن هذه الوحدة ليس لها وضع محترم في الجيش، علينا عمل إصلاحات على هذه الوحدة وان نمكنها من أن تستوعب أسلوب الحرب النفسية على أساس المعلومة التي جمعت خلال السنين ما زالت محفوظة على المستوى التنفيذي في الجيش.



الشاباك والموساد:

بالنسبة لهيئات الاستخبارات الأخرى في (إسرائيل)، نرى أن المعلومة الوحيد الموجودة حول الحرب (النفسية) ملقاة على الموساد، المهزوز بكل تأكيد، لكن حسب الجهد الذي عمل لإسكاته يمكن أن ننسب إليه ثقة معينة، المصدر هو كتاب فكتور اواستروفسكي عن الموساد(31) به مكتوب عن وحدة في الموساد مهمتها تحتوي على بناء القصص كاذبة في وسائل الإعلام العالمية من أجل التغطية على فشل وأخطاء (إسرائيل)، على سبيل المثال يأتي الكتاب بفشل الموساد في موضوع منع محاولة الاعتداء على غولدا مئير في ايطاليا سنة 1973، لا يمكن الأخذ بأقوال الكاتب على بساطتها لكن هذه تقريبا الشهادة الوحيدة لوجود هذه الوحدة في الموساد، الذي بدأ بخطوات صغيرة للتعبير حيث تعد محاولات أولية لتجنيد أناس عن طريق الصحافة وعلاقات مع وسائل الإعلام بصورة غير رسمية وغير مؤسسة مع صحيفتين منفردين مثل يوسي زلمان من هآرتس، وفي الشاباك أيضا هناك نقاشات مستمرة مكثفة بما يتعلق بتشغيل ناطق مهني.



المطلوب أن تتغلب كل هذه الهيئات على التقاليد حتى تجهز نفسها لعصر المعلومة، ويجب تقرير مفهوم " السر " وإسهامه في الأمن للدولة من جديد، و على الشاباك أن يأخذ في الحسبان النتائج النفسية لأعماله التي من الممكن أن تملي طابع الأهداف أو أن تشكل الأعمال حتى تخفف من تأثيرها، و التفكير بنتائج الحرب النفسية من الممكن أن تساعد أيضا بالتقديرات نحو الهجوم الإعلامي المضاد المتوقع من العدو، حتى يلغي تأثيره. وعلى الموساد إعداد تفكير استراتيجي شامل حتى يتعاطى مع ميراث السرية وتنسيقها وملاءمتها لعصر القمر الصناعي والكمبيوتر المحمول، وكل هؤلاء بحاجة إلى وسائل كبيرة ولكن بالأساس أهميته كبيرة.



الناطق باسم الجيش:

يجب أن تمر وحدة الناطق باسم الجيش بتغيير، ذلك أن حالة الوحدة بعد حرب لبنان والانتفاضتان هو سيء، خاصة أن حجم الوحدة و تطلعاتها تعكس أسلوب عملها السيء على المستوى العسكري، ففي الماضي كان الناطق كأنه ناطق باسم رئيس الأركان وهم من تلقوا جحيم نار الانتقاد حيث عملوا في معظم الأحيان كوحدة رد وإجابة.



كلمة الوصل وهي مدى ترابط المعلومة، فالمعلومة يجب أن تصل خلال دقائق لغرفة الأحداث حيث تحدد الشكل الصحفي والإعلامي لها (إعلان للصحافة مجموعة فيديو، اوديو..) ومن هناك ينقل للصحافيين حسب تقدير مهني. على رجال الوحدة يجب أن يكون بحوزتهم الوسائل التكتيكية المناسبة من أجل نقل المعلومة ، على سبيل المثال كمبيوتر يدوي أو مجموعة فيديو أو كمبيوتر محمول و يجب إكمال الدراسات بين الأذرع بشان عمل نظام المعلومة، ومن الممكن ربط الاتصال غير المبرمج بين الوحدات وفي القيادات المختلفة بين خلاف الصلاحيات والخوف من فقدان السيطرة ، رجال الوحدة يجب أن يعبروا إلى مرحلة تأهيل صحافة طويلة في إطار تهيئة أكاديمية أو أن يأتوا من بين خريجي إذاعة الجيش .



ويجب أن نشير أنه حسب التعاطي مع الحرب في الألفية الثالثة فإنه من المهم تخيل الصورة وسط الجماهير المستهدفة ولا تقل أهميته عن الإنجازات على أرض الواقع في الساحة خصوصا خلال الحرب على وتيرة هادئة لذلك لا حاجة لتعيين ضابط لوحدات مختارة قبل دخولهم مرحلة تأهيلية مهنية في مجال صناعة وإدارة الاتصالات ووسائل الإعلام بدءا من الجندي ونهاية بضابط الوحدة، اليوم وباستثناء الحالات المنفردة، لرجال الإعلام الذين خدموا في وحدة برتبة قيادية، جميع الضباط يأخذوا تأهيلا في إطار العمل، الوحدة يتم تعزيزها برجال احتياط كثيرين الذين يعملون كضباط مرافقين، كثيرا من المراسلين الأجانب الذين خدموا في (إسرائيل) موجودون تحت انطباع بأن الكاريكاتير للخدمة في الوحدة هو ليس بتأهيل لغوي أو مهني، بل هو أمر علاقات لذلك يجب تكبير معمل الأيدي العاملة بها، ونشرها بكل الجيش وإعداد أعضائها بحيث يستطيعوا إعطاء جواب في كل أنحاء البلاد خلال دقائق. و يجب إعطائهم وإسنادهم في الصراع ضد الضباط المحافظين على سرية السر الذي يسبب ضررا أكبر من نفعه. و يجب أن يتأهل رجال الوحدة بصورة مكثفة ويساعدوا الضباط على الأرض وإعطائهم نصائح عن كيفية عمل لقاءات صحافية (اختيار خلفية، اختيار جمل افتتاحية، الصوت تدريب قبل المقابلة مساعدة بالإنجليزية..) أيضا هنا يمكن تشغيل ضباط ليسوا من مواليد دولة (إسرائيل) سواء أكانوا في الاحتياط أو في الجيش النظامي، وحدة الناطق باسم الجيش يجب أن تعد لإعادة نشر من جديد في كل أنحاء دولة (إسرائيل) خصوصا في الضفة وغزة، ورجالها يجب أن يكونوا أصحاب صلاحية مشابهة لرجال أمن يتمتعون بقبول مباشر وتعاون في كل مكان بغض النظر عن درجتهم.



شريعة الحرب (الإسرائيلية)

نرى اليوم أن الوضع في المجال النظري شائك جدا. فالتعريف القديم في الجيش (الإسرائيلي) للحرب النفسية تتحدث عن كونها "مجال ثانوي لحرب الاستخبارات" وهدفها العمل لتغيير مواقف في وسط آخذي القرار أو جنود في ساحة المعركة.و يجب أن نشير إلى أن المصطلح غير الواضح (الحرب الاستخباراتية) مأخوذ من تركة الجيش البريطاني، وعلى كل حال فإن التعريف يحتوي على أساس إذا ما فسرناه تفسيرا واسع، فهو جديد بأن الحرب النفسية موجهة أيضا ضد الوسط السياسي.

التعريف الجديد للجيش (الإسرائيلي) يعرف الحرب النفسية كحرب تستخدم بها الدعاية من أجل التأثير على مجموعة أشخاص وسط العدو(32). و هنا من الممكن تفسير هذا التعبير " وسط العدو" بمغزى واسع ويحتوي الجانب السياسي والتعريف مفيد لأنه يفند التأثير إلى تفاصيل مثل زعزعة الإيمان بالنصر أو زعزعة الأمن الذاتي، عائقها المركزي هو الاستخدام لمصطلح ضبابي مثل " دعاية " من أجل توضيح فكرة معقدة مثل حرب نفسية، التعريف هذا يذكرنا بمحاولة (ديغرتي) في سنوات الخمسين بإعطاء تقدير مناسب(33)، التعريف في هذا الشأن مهم جدا خاصة وأنها تدخل مجال العمل في استخدام رسائل في ارض المعركة، اليوم المجال العسكري والمدني لنقل الرسائل موجود في أيدي عدة عناصر و يفتقر التعاون بينهم.



لذلك يجب كتابة نصوص شريعة الحرب بشكل مفصل حسب ما هو قائم عند سلاح المدرعات أو سلاح الجو من أجل وهج الحرب النفسية في كل اذرع القتال.الآن هناك تحسينات أولية(34)، بداية يجب كتابة نصوص شريعة الحرب للجيش (الإسرائيلي) وبعد ذلك تكون الكتابة بمشاركة كل الأذرع، التنسيق المطلوب مثل عدة النشر الموجودة بأيدي نفس الذراع (ستوديو طائر أو بحري) القوى البشرية التي يشغلها العدو (جنود أو طيارين) والرسائل المقررة من هذا و النتيجة التنظيمية التي تقرر من هذه الخطوة يتطلب أن تتعاطى بداية في السؤال هل يجب إقامة هيئة عليا لتركيز نشاطات كل سلاح (قوة) أو وحدات منفردة لكل ذراع يأخذوا المساندة من سلاحهم، لكل صورة تنظيمية فوائد ونواقص.



كتابة شريعة الحرب ستأتي بربح إضافي، والعمل بمبدأ شريعة الحرب سيلزم بتوجيه أسئلة صعبة لعناصر كثيرة في الجيش وفي الأجهزة الأمنية، هذا الشئ من الممكن أن يكون باعث يشجع التفكير وإعادة التنظيم من جديد في جهاز الأمن.

أهمية طواقم العمل


إن وزارات الإعلام تحاول مواجهة التحديات نتيجة التزود في الأفكار الخلاقة والمدهشة بدون توقف، حيث تم تطوير أساليب مختلفة للطموح، بتشغيل أناس عباقرة خاصة في مجال إجراءات اللقاءات الصحافية، والجيش وأجهزة الأمن بحاجة لإنشاء أجهزة لمهمات متشابهة وسيكون تأهيلهم أعقد بكثير لأنهم بحاجة إلى تدريبهم على جميع فروع وفصول الحرب النفسية في السياسة الشرق أوسطية وستكون مهمة هؤلاء تزويد هذه الأجهزة في الأفكار بدون تردد أو توقف وذلك من أجل تحقيق الأهداف المركزية للحرب النفسية والقصد من ذلك أن نجعل العدو في وضع الدفاع وليس المبادرة في الهجوم.

وهذه هي الاستراتيجية التي يتبعها الفلسطينيون مثل إعلانهم عن أسماء ضباط كبار في الأجهزة الأمنية بأنهم مجرمي حرب،0000 وكانت النتيجة غير المباشرة والمفيدة وهي في خارج البلاد حيث أشغلت الأجهزة القضائية في الجيش (الإسرائيلي) ووزارة الخارجية.وهذه الطواقم تستخدم في التكهن لسيناريو الحروب النفسية المختلفة، فهم مستخدمون كمندوبي الشيطان000 ويتنبأون بأوضاع لاستغلالها في الحرب النفسية.000



مشكلة عملية متوقعة تكون بعد فترة عمل معينة حيث يبدأ الضابط حديث العهد في الدخول إلى المرحلة البرجوازية " قبل تعرض عملية الإبداع لديه بالتعرض للنقص " لذلك يجب تخصيص فترة مناسبة يكون بعدها الصحفي ترك وظيفته ومن المعلوم أنه من الممكن أن يتم وضعه في مهمة أخرى من وحدات الحرب النفسية.


إنشاء تشكيلة عسكرية للاستنتاج والحصول على الرسائل الهادفة

إن المهمة الصعبة والمركزية هي في استخلاص وبث الرسائل في زمن قصير من لحظة الحصول عليها من ساحة المعركة حيث الحاجة والفرصة لإرسال رسالة مهمة إلى العدو، وعلى الأرض فان الرسائل (خاصة البيانات) تلقى على العدو بحالة يتم التخطيط لها مسبقا، وان تجهيز البيان يتطلب وقتا طويلا، ففي البداية يجب تحديد الحاجة على الأرض (الأمر الأكثر بساطة هو الدعوة للاستسلام) ويجب التجهيز والربط بين الفكرة المرسلة حسب القواعد العامة والتي تحترم شجاعة العدو حيث يتم أشغاله في التفكير في نجاته والإجابة حول الخشية من السقوط في الفخ.



وبعد ذلك يجب بث معلومات معروفة لنا عن العدو مثل أسماء قواد هامشيين متوسطي الرتب وأسماء قتلى وعن أهداف العدو، وذلك من أجل مفاجأته بمعرفتها، ومن أجل ذلك يتطلب الأمر الاتصال بأذرع المخابرات، وإن كان توجها شخصيا فإنه يتطلب توقيعا من الضابط الكبير في المنطقة وحينها من الممكن طباعة هذا البيان على الورق، ويمكن بث هذا البيان عن طريق الطائرات المروحية ويجب الاتفاق والتنسيق مع سلاح الجو حول الوقت ومكان التوزيع، وهذا تحدي لوجستي وعقلي ليس بالبسيط.

من جانب آخر فإن المكاسب المتوقعة من هذا البيان تكمن في إضعاف معنويات العدو والرضوخ والاستسلام والهروب من الجيش ونتائج أخرى تؤدي إلى حقن أرواح البشر(35).ولذلك يجب دراسة الترتيب المقترح للنهوض بحالة ضابط العمل في الحرب النفسية لوحدات المشاة وإنشاء وحدة عسكرية تقدم خدمات لكل الوحدات في المنطقة ويعتبر استخلاص الرسائل في المجال التكتيكي رسائل عن طريق مكبرات الصوت أو عن طريق رسائل مكتوبة، رسائل البث عن طريق مكبرات الصوت هي الأسهل في الاستخلاص والحصول عليها، لذلك يجب وضع نصوص الهدف حسب القواعد العامة والمقبولة وحسب الوضع القائم في المنطقة ويجب بثها بصوت ونطق ولهجة صحيحة، أما البث فيمكن أن يقوم به جنود من الصفوف، وان الرسائل المكتوبة يمكن نقلها للوحدات من خلال البريد الالكتروني ويتم طباعته أو تصويره ويتم إلقائه من الطائرات أو عن طريق قذائف الهاون.



تكنولوجية – النشر والتأهيل


إضافة إلى الأساليب القديمة من نشر الرسائل التي كانت بدايتها الحرب العالمية الأولى يكمن الهدف في التطور التكنولوجي لإيجاد وسائل جديدة في إرسال وبث المعلومات وليس هناك أدنى شك أن الحروب المستقبلية وخاصة (الإسرائيلية) سيكون فيها الجنود مرتبطون بمواقع الانترنت (36)، و مراكز المعلومات وذلك من أجل جمع المعلومات في الوقت المناسب وسيستغل الجانب الآخر التطور التكنولوجي من أجل تمرير معلومات تضر بالمعنويات أو رسائل مضللة، ولذلك يجب الانتباه لهذا الأمر وقبل أي شيء يجب الاهتمام بمركز المعلومات حيث يستطيع الجنود وأبناء عائلاتهم وبقية المواطنين الحصول على معلومات واقعية وصادقة، وفي حالة تطور الدول العربية من الناحية التكنولوجية المدنية، ستكون الحاجة لتقديم مواد معلوماتية تخدم أهداف خاصة في أوساط جنود ومواطني العدو.



وإن كان هناك مواطنين هم معنا على دعوات اتصال وتواصل فمن الإمكان إيجاد طريقة لنقل هذه الرسائل لهؤلاء وننظر إلى خارطة الانترنت في جميع الدول العربية التي لها صلة مباشرة في الموضوع وتمرير الرسائل لهم.

إضافة إلى الدول العربية يجب أن نتوجه إلى الدول المختلفة ونقوم بتجهيز قوائم البريد الالكتروني في هذه الدول خاصة حول الرأي العام من أجل إرسال رسائل حول الرأي العام تكون مجهزة سابقا و SMS بواسطة الهاتف الخليوي هي أداة أخرى، فمن الممكن الوصول إلى هذه القوائم بطرق بسيطة . كذلك واسطة تكنولوجية أخرى وهي إنتاج أشرطة (كمبيوتر"اسطوانات") برسائل مختلفة، على اعتبار أنه في ساحة المعركة المستقبلية سيكون للجنود العرب أجهزة كمبيوتر محمولة كما هو لقادة الجيش (الإسرائيلي)، وإن بث الرسائل تكون عن طريق شاشات كبيرة أو عن طريق الليزر، وإن مثل هذه الأجهزة موجود في استعمال العوام خاصة في قاعات الأفراح والنوادي الليلية.

نقل الرسائل –بواسطة الإعلام المدني


الراديو والتلفزيون

يعتبر الراديو وسيلة إعلام ناجعة في نقل الرسائل ووضع تحت الخدمة السياسية في الثلاثينات من القرن الماضي باعتباره وسيلة رخيصة التكاليف وسريعة البث والإنتاج ويمكن من خلاله بث رسائل مسجلة مسبقا ومن أجل ذلك علينا تحديد الترددات والإعلان عنها. وبامكان محطة الراديو البث لأغراض معينة عن طريق المحطات (الإسرائيلية) الحكومية الرسمية، ومن الممكن إنشاء محطة إضافية معلوماتية للدول العربية في زمن الحرب وفي زمن السلام.



أساس العمل مهم جدا في الحفاظ على الأمانة. فيمنع بأي شكل من الأشكال بث معلومات غير صحيحة، و ينطبق هذا المبدأ على التلفزيون، فليس من السهل على (إسرائيل) أن تحافظ على الصدق والأمانة حول ما يتعلق بالدول المعادية، لأن بث هذه المحطات سيتم مهاجمتها باعتبارها محطات لبث الدعاية المعادية، وأن الهدف الذي تسعى إليه هو أن يتعلق المشاهد العربي بهذه المحطة، وليقل بقلبه انه يعرف أن هذا البث هو للدعاية الإسرائيلية البغيضة لكنه مهتم أن يتطلع إلى هذا البث وان يحتفظ بها لنفسه، وأن يقتنع بهذا ولذلك يجب بث برامج على مستوى عال.



وحول ما يتعلق بالبرامج فإن الانحراف من جانب أناس غير مهنيين لإنتاج برامج "استعلامية " (إسرائيلية) مضرة لذلك علينا أن نمتنع عن هذا الأمر، ويجب أن تكون الرسائل بصورة غير مباشرة والمقصود هنا أن لا نقوم بإنتاج أفلام عن الديمقراطية في (إسرائيل)، ولكن دراما تشمل تصويرا للمظاهرات الكبيرة، وان لا نتكلم بالتفصيل عن مستوى الحياة العالي في (إسرائيل) لكن يتم عرض مشاهد من المطبخ عندما تكون خلفية الصورة للرفوف في المطبخ مليئة بالأشكال والألوان المتعددة وإن الوضع البائس اليوم يكمن في أن جميع المحطات التي لا تبث بالعبرية تصارع بصورة أو بأخرى من أجل البقاء، إن محطة الراديو "صوت (إسرائيل) بالعربية " تتعرض لصعوبات مالية وأزمة موظفين على الرغم من الاستماع الواسع في العالم العربي لهذه الإذاعة، و يضطرنا وضعا كهذا على التغيير الجذري، وتبين بعد إنشاء محطة فضائية عربية تدار من قبل (إسرائيل) أنها قد أثارت القلق لدى الفلسطينيين(37).


شبكة الانترنت


ليس سرا أن الفلسطينيين وحزب الله تفوقوا علينا في مجال الانترنت، إن المواقع (الإسرائيلية) غير مجهزة و غير ثابتة ومتميزة بالاهتزاز، في حين أن المواقع الفلسطينية ومواقع حزب الله متميزة بالصور والأفلام(38).


من الأكيد أن الصور المرئية نابعة من قراءة صحيحة للواقع، والزائرون لمواقع الانترنت لا يبحثون عن المقالات المفصلة لكنهم يبحثون عن حاجات فورية، فمن خلال استثمار بسيط تستطيع (إسرائيل) أن تتطور في حضورها على شبكة الانترنت من خلال بناء مواقع ومن خلال إقامة جهاز مساندة لإقامة مواقع للتعاطف والتزود المستمر للمواد المرئية.


ويدخل إلى هذه المواقع (الإسرائيلية) طلاب من العالم العربي، كما يدخل إلى المواقع العربية نظرائهم (الإسرائيليون) انطلاقا من هذا التصور وليس فقط من باب الالتزام الأكاديمي.واليوم فإن هناك قوة بشرية مدربة على مستوى عالمي تبحث عن عمل بأي ثمن، فيجب استغلال هذا الخيار لتطوير الحضور (الإسرائيلي) في الانترنت والإجابة والمبادرة في بث الرسائل التي تسبب القلق الكبير في صفوف العدو.



تأهيل القوى البشرية في مجال وسائل الاتصالات


وفي الختام فإنه من المعلوم أن النشاطات الإعلامية التي ذكرت أنفا تتمحور حول التأهيل العام والواسع للطاقة البشرية في مجالات الإعلام المتعددة، و على الرغم من الاعتراف بأهمية ذلك و معرفة مدى تأثير هذه الوسائل خاصة التلفزيون، فلم يبذل أي جهد حقيقي ومركز لتأهيل مندوبين ايجابيين.



إن أول من فهم أهمية التأهيل المهني لوسائل الإعلام التلفزيوني كان (بينيامين نتنياهو) ولحق به آخرون ، ويبدو أن معظم الشخصيات العامة وضباط الجيش الكبار يتطورون في أوساط السكان (الإسرائيليين).و يوجد القليل من بينهم يستطيع إجراء لقاء صحفي لجهة أجنبية وليس فقط بسبب مشكلة امتلاك لغة أجنبية لأن الظهور في التلفزيون يتطلب ملائمة للتصوير وقدرة على الحديث باختصار ولغة تصويرية وهدوء أعصاب كل هذه الأمور ماعدا (فن التصوير) يتطلب تدريبا طويلا.


لذلك يوجد ضرورة ملحة للدولة أن تستثمر في مجال استغلال تأهيل أناس في تعلم لغات متعددة أجنبية وخاصة اللغة الإنجليزية والعربية لا تقل عنها بالأهمية، فهذه نقطة حساسة تمس كبرياء الجماهير، لكن ليس هناك مهرب من المواجهة التلفزيونية، الفلسطينيون يعرضون ناطقين سلسين مثل (حنان عشراوي) في حين أن عدد كبير من أصدقاء (إسرائيل) في خارج البلاد تحمر وجوههم وتكفهر عندما يتم إجراء مقابلة صحفية مع (إسرائيلي) رفيع المستوى في التلفزيون المحلي.

تعتبر المواجهة التلفزيونية وسيلة إعلام مشهورة ومنتشرة مفيدة تتطلب تدريبا مركزا والنجاح في هذا الصراع هو في حكم الواقع حلم بعيد المنال.



الخلاصة

في هذه الدراسة تم استعراض المشاكل الهيكلية للحرب النفسية في (إسرائيل) وطرق وإمكانية حلها، ويكمن مصدر المشكلة في الفهم والوعي، ومصدره الابتعاد والنفور اليهودي والديمقراطي من موضوع الدعاية، وإن صفة التصور الأمريكي في الوقت الأخير للمعلومات، في المجال الدبلوماسي وفي ساحة المعركة يعتبر على درجة عالية من الأهمية وعلى جميع الأجهزة أن تعمل في تنسيق كامل، وتم الإفصاح عن عدة وسائل وأحداث مختلفة لاستخدام المعلومات حول الحاجة في التأثير على الجماهير، وفي نطاق النزاع (الإسرائيلي) العربي استخدم الفلسطينيون وحزب الله هذه الأساليب وحصدوا نجاحات متعددة، فهم من دمجوا بين التصميم والحزم والاستعداد والاعتراف الحضاري، فمن مبادرات جذابة وبواسطة وسائل بسيطة نقل ومرر الفلسطينيون رسائلهم (لإسرائيل) والعالم.

إن السنوات المتتالية من الإهمال ونقص الوعي والإدراك (الإسرائيلي) ساهمت في عدم قدرة الأجهزة في القيام بأي إبداع مناسب.



وإن البحث يقترح إطارين تنظيميين وتفصيل المهمات المراد معالجتهم مثل الدراسة الثقافية، وعلى التعاون الاستخباراتي وتأهيل الطاقة البشرية المناسبة، أن يمر من خلال تغيير جذري للتصوير والإدراك، ومن زمن حرب الخليج تغير أسلوب الحرب، في حين أنه من الناحية التكنولوجية فيوجد في (إسرائيل) تفاهم حول ضرورة التجهيز في المعدات، قانون الحرب والطاقة البشرية، ومن الواضح أنه في مجال استغلال الحرب النفسية لأهداف حربية فإنه يوجد انتكاس متواصل.

جيوش كثيرة على مستوى العالم تستثمر جهودا لتطوير ودمج قانون الحرب النفسية بعد فوات الأوان، تحقن الدماء ونعتبر أخلاقيا أكثر، فمن الأفضل استخدام عملية الإقناع، وهذا مجال يتطلب تدريبا وإبداعا، لكن المصادر المالية تعتبر قليلة نسبيا، إن التجاهل والحداد يعبرون عن الرفاهية والرخاء و(إسرائيل) لا تستطيع أن تسمح لنفسها به، فيجب العودة لمصادر الاستخدام حيث ساعد حتى الآن نحو الاستقلال، فيجب المواكبة وتنسيق العمل في هذا المجال، فالمصادر مكشوفة والمواد موجودة وسهل الوصول إليها، فهو موجود في الأرشيف في المكاتب وعند المتقاعدين من الأجهزة المختلفة في البلاد وخارج البلاد.

فعلينا النهوض والخروج من التصور "السر" المحيط والمكتنف حول موضوع كالحرب النفسية والأجهزة الأمنية ولنبدأ بالتعرف على حقيقة القوة وتأثيرها النفسي في النصر.

الفلسطينيون الذين لا يملكون الوسائل العسكرية والتكنولوجية المتطورة فهموا من خلال خبرتهم السابقة ومن خلال تجربة الآخرين واستغلالها جيدا لصالحهم.


لم يبق لدينا إلا أن نعترف بالحقيقة وهي أن نتعلم من الفلسطينيين، وأن نعيد النظر سريعا والعودة إلى حرب محتملة.

___________________________________________

هوامش

1. Daugherty& m.janowitz,a psychological warfare casebook (Baltimore,md:johns hopkins university press ,1958);j. ellul,propoganda: the formation of men attitudes (New York : vintage books ,1973);a.george ,propaganda analysis : a study of inferences made from nazi propaganda in the second world war (Evanston ,il : ron Peterson &co ,1959); h.d .lasswell,propoganda and the promotional activities: an annotated bibliography (Minneapolis of minnestoa press,1935 (وهم جزء من عشرات الكتب المتعلقة بالموضوع.

2. على الرغم من أن مركز الاستعلامات يقع في بناية رئيس الحكومة لكنه تابع رسميا لوزارة التربية والتعليم بعد أن وضعت نصوصه على زمن (زلمان اورن).



3.صلاح نصار –الحرب النفسية مكتبة ترومن، المكان وسنة النشر غير مذكورين.

4.Fm 100-6 information operations, headquarters department of the army, Washington dc, 24 august 1996 .

5.Fm 46-1 headquarters department of the army, Washington dc, 30 august 1997

6.FM 33-1-5 psychological operation techniques and procedures. /somans .html

7.نشر البريطانيون خلال الحرب العالمية الأولى عدة تقارير مثيرة عن الدعاية.

8. يرى الكاتب أن السوريون أخطأوا على المدى البعيد في حرب 73 حول ما يتعلق بالمعاملة البشعة التي تعرض لها أسرى الجيش الإسرائيلي، وان هذه الحالة ستعزز من حوافز الجندي (الإسرائيلي) بان يقاتل حتى آخر قطرة من دمه على الجبهة السورية وسيكون من الصعب على السوريين توجيه رسائل بالاستسلام للجنود الإسرائيليين.



9. يتوقع أن هذا الأمر نابع من تركة الجيش البريطاني في الحرب العالمية وحتى لعدة سنوات من اندلاعها.

10. مصطفى طلاس والغزو (الإسرائيلي) للبنان (تل أبيب:وزارة الدفاع 1988)

11. تفاصيل عن مجموعة القصص الخلاقة هذه، انظر z.Chafetz, double vision: how the press distorts Americans view of the Middle East (New York: wiliam morrow and co, 1986). اختلف عليه الكاتب البريطاني (رويرت فيسك) من الكتاب البارزين المنتقدين ل(إسرائيل) r.Fisk, pity the nation: Lebanon at war (London: andre deutsch, 1990)

12. j.lederman, battle lines: the American media and the intifada (New York: Henry holt, 1992).p159.



13. الدكتور جواد عبد الصالح:جامعة بير زيت بحث في هذا الموضوع بحثا مفصلا.

14. طبع الفرنسيون صحف دعائية باللغة الألمانية والقوها عليهم في خنادقهم، وذلك من أجل استماله الألمان لطلب السلام, ومعلومات عن جنود ألمان وقعوا في الأسر لدى الفرنسيين، وهكذا أيضا تم من خلال راديو القاهرة الذي يبث في العبرية سنة (1973 –1974) حتى إعادة الأسرى الإسرائيليين.

15. نالت (جون فوندا) (Hanoi jane) خلال حرب فيتنام للقب عندما ذهبت لزيارة مدن الشمال واتهمت من قبل أوساط معينة في الولايات المتحدة الأمريكية بالخيانة، وامتدحت من قبل جهات أخرى معارضة للحرب.

16. www.hizballah.org.

17. 26.10.2000 www.ynet.co.il

18. e .t hall and m. reed hall , understanding cultural differences(yarmouth ,me :intercultural press ,1999),p.17 .

19. في مقدمة كتاب المؤلف (موشي يجر) سنة 1986 نائب المديرالعام للمعلومات في وزارة الخارجية سابقا حول نشأة جهاز الاستعلامات الخارجية لإسرائيل (تل أبيب لهف 1986) ص 14.

20. إعلان كهذا نشر باسم (خطوط الدعاية) نشر من قبل وحدة جمع المعلومات من الصحافة المعلنة في شعبة الاستخبارات حتى نهاية سنوات السبعين.

21. هذه الفكرة مصدرها ليس من حزب الله وقد نفذت في أول مرة من قبل (جبلس) الذي أنشا وحدات للدعاية في الجيش pk-propoganda kompaine وكانوا جزء من وحدات الجيش المنظم، ودخلت تقاريرهم بعد تحريرها إلى مركز التوجيه السينمائي الأسبوعي، وهذه الطواقم جلبت معها صورا من خطوط المواجهة وقد قتل وجرح الكثير منهم.

22. انظر ملحق سيناريو خيالي للعمل العسكري في زمن المعلومة.



23. نشرت في الصحافة وفيها الإعلان عن أن الجيش (الإسرائيلي) قام بتوزيع كاميرات على الجنود، وكان الجيش (الإسرائيلي) قد وزع سابقا مثل هذه الكاميرات ولم يتم استخدامهم بشكل مناسب ولم يعلن أي تفصيلا عن الكمية الموزعة وهذا بالتأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح، (صحيفة كل هعير) 27 –9-2001.

24. الوضع كان مشابها في الجيش الأمريكي قبل عشرين سنة، ولمهمات ضباط العلاقات العامة public affairs officers[pao] وجد ضباط فاشلين في نهاية سيرتهم الذاتية الرئيس (دونالد ريجن) أمر وزير الدفاع (فينبرجر) بتغير الوضع، وخطوته الأولى كانت إنعاش الحرب النفسية، والخطوة الثانية كانت تخصيص ميزانية جديدة، وإقامة قواعد تدريب وتجنيد ضباط متميزون وشراء وتطوير معدات.



25. في الولايات المتحدة يوجد مجموعة صغيرة من رسامي الكاريكاتير مستفيدة من هذه الحالة.

26. خلال السنوات الماضية كان من المقبول جمع صور كاريكاتيرية مضادة لإسرائيل وغير سامية.

27. نظرة سطحية على هذه البيانات تؤدي إلى الانتقاد وجهت إليهم من قبل قادة عسكريين في الظهران, لكن رجال الحرب النفسية اضطروا إلى توضيح الأسلوب بالرسم البياني والمقبول في العراق r.D .Johnson, seeds of victory psychological warfare and propaganda (atglen, pa: schiffer publishing 1997.

28. l.farrago, German psychological warfare (New York: putname&sons, 1942

29. من الممكن اخذ العبرة من التسريب الذي جرى في صحيفة (النيويورك تايمز) في تاريخ 19-2-2002 حيث تم الكشف من خلالها عن إنشاء جهاز للمعلومات بميزانية كبيرة باسم (مكتب التأثير الاستراتيجي) ووظيفة متابعة بعض الأمور التخريبية مثل " بث الإشاعات الكاذبة في الإعلام "

30. "غزو الفكري " كل هيعر (القدس) 1998.

31. v.ostrovsky, c. hoy, by way of deception: the making and unmaking of a mossad officer (NY: st.martins press, 1990), p.1999

32. التعريف الكامل للحرب النفسية وهي حرب دعائية ونفسية الهدف منها التأثير على الرأي وعلى الشعور والتصرفات ضد الجماعة المستهدفة في صفوف العدو.والهدف من الحرب النفسية أيضا هو زعزعة الأمن الذاتي لجيش العدو وإيمانهم في النصر وفي تأدية المهمة والواجب

33. انظر كتاب w.e.Daugherty &m. janowitz, a psychological warfare case book (Baltimore, md: johns Hopkins university press, 1958)

34. العقيد المتقاعد (شموئيل نير) الذي يعبر بهذا القصور في كتاب السيطرة على الوعي عندما تشكل الحرب النفسية شكلا متميزا.

35. وزع في حرب لبنان بيانات دعت رجال منظمة التحرير الفلسطينية للاستسلام وهذه البيانات أزعجت كثيرا قادة المنظمة في المنطقة.

36. من الممكن الآن استخدام الهاتف الخليوي من نوع communicator وأنواع أخرى من خلالها يمكن الاتصال WAV

37. مقابلة مع رضوان أبو عياش " الإعلام المعادي " كل هعير 24-8-2001 ص7 إلى 76.

38. www.moqawama.org/gallery/clip/v_agger.htm.


ملحق (ا): سيناريو خيالي

هوجمت دورية عسكرية خلال قيامها بمهمة المراقبة على الخط الأخضر بالحجارة والزجاجات الحارقة ورد الجنود بإطلاق النار في الهواء، وأطلقت باتجاههم بداية عدة طلقات من سلاح خفيف، وخلال العملية أطلقت نار قناص من جانب مدرسة في المكان، رد الجنود بإطلاق النار وأصيبت طفلة جراء الشظايا، قائد القوة أعاد تنظيم جنوده وهاجم موقع الكمين الذي أطلقت منه النيران وأصيب خلال العملية اثنين من الجنود، وتم استدعاء مروحية حامت فوق المكان والجنود المنسحبين، وأطلقت الطائرات طلقات تحذيرية (بالونات حرارية) وتم توجيه نداءات للجماهير المتواجدة في المكان للتفرق من خلال مكبرات الصوت وشملت الدعوة نداءات شخصية لقياديي التنظيم المحليين من خلال ذكر أسمائهم والإشارة إلى ألقابهم السرية وأماكن سكنهم.



وصور أحد أفراد الوحدة الحادث من خلال كاميرا فيديو كانت ملصقة لخوذته العسكرية وتمكن من تصوير المنطقة المحيطة من خلال حركات الرأس، وهكذا تم تصوير أحد نشطاء التنظيم المحلي والذي أطلق عدة طلقات من الذخيرة من خلال روضة أطفال، وأيضا تم تصوير عدة صور من خلال كاميرا مشبوكة على بندقية(جليل) القصيرة المخصصة لها، وفي الطريق إلى القاعدة كانت تنتظره طائرة أخذت منه الشريط وطارت به إلى مركز الإعلام اللوائي وبعد ذلك قام المصور بتوصيل كاميرا (ستيلس) الديجيتال إلى جهاز كمبيوتر محمول وجهاز البلفون المعد لهذه المهمة وأرسل الصور عير البريد الالكتروني وأرفقه بتقرير قصير عن الحادث في تلك المنطقة إلى مركز المعلومات للناطق العسكري للجيش (الإسرائيلي).



وخلال عشرين دقيقة تكدس المراسلون في (إسرائيل) أجانب ومحليين وتم إطلاعهم على الأحداث، قسم الصور لوكالة (رويتر) أخذت حقوق كاملة على هذه الصور الفوتوغرافية وتم منحها (لرويتر) دون مقابل من الناطق العسكري، (رويتر) استلمت هذه الصور بصورة خصوصية بسبب أن طاقم المتابعة من قبل مكتب الصحافة الحكومي لا حظ أن الوكالة أوقفت في الأشهر الأخيرة بث معلومات من جانب واحد ومن مصادر معادية دون أي رد (إسرائيلي).



وفي اليوم التالي تم نشر هذه الصور في معظم الصحف الغربية، وكالة الأنباء الفرنسية AFD والتي ارتبط بها الفلسطينيون في صراعهم قبل عقد ونصف، لم يكن بامكانها إلا العرض على التواجد شريط الفيديو الذي أرسل إلى FOX NEWS خلال ساعة من بدء الحدث وبعد أن تم نسخ عدة نسخ منه وتم إرسال واحدة منها إلى كتيبة وذلك من أجل القيام بعملية التحقيق والفحص، وتم نشر هذه المواد في نشرة الأخبار، واتصل مدير شركة (CNN) يقدم شكوى بالتصرف الغير مناسب في تزويد المعلومات قال( إن لا يكون اقتباس) لان التوجيه جاء من مكتب رئيس الحكومة.

إن الصور الفوتوغرافية وصور الفيديو أرسلت بواسطة تصاميم مناسبة إلى ثلاث مئة موقع انترنت وبثماني لغات بما فيها العربية وفي معظمهم لا يتعاطفون باستخدام الأطفال.



وتوجهة (إسرائيل) بطلب إلى منظمة اليونيسيف THE CHILDREN SAVE للتحقيق فورا في الحادث، وادعت الدكتورة (حنان عشراوي) سكرتيرة الجامعة العربية للعلاقات العامة، أن هدف (إسرائيل) هو قتل أطفال فلسطين وأن هذه الصور غير حقيقية مفبركة ومنحازة ولم تلق صدى في العالم.

بعد الحادث أوضح الجندي الذي قام في عملية التصوير أن المعدات القديمة التي زود بها بالإضافة إلى كاميرا الفيديو الديجيتال كان بالامكان تقصير المسيرة إلى ساعة، سلاح الجو قرر فورا تزويد الطائرات المروحية العسكرية بكاميرات فيديو تصلح للبث إضافة إلى معدات خاصة للتحقيق.




مخطط هيكلي لمجلس المعلومات الاستراتيجي

ملحق ج:


مخطط هيكلي منظم للحرب النفسية في الجيش الإسرائيلي


الحرب النفسية والقياد العامة

ملاحظة وردت هذة الفقرة ضمن موضوع 000الحرب النفسية

تحقيق الأهداف المركزية للحرب النفسية والقصد من ذلك أن نجعل العدو في وضع الدفاع وليس المبادرة في الهجوم. وهذه هي الاستراتيجية التي يتبعها الفلسطينيون مثل إعلانهم عن أسماء ضباط كبار في الأجهزة الأمنية بأنهم مجرمي حرب،0000 وكانت النتيجة غير المباشرة والمفيدة وهي في خارج البلاد حيث أشغلت الأجهزة القضائية في الجيش (الإسرائيلي) ووزارة الخارجية.وهذه الطواقم تستخدم في التكهن لسيناريو الحروب النفسية المختلفة، فهم مستخدمون كمندوبي الشيطان000 ويتنبأون بأوضاع لاستغلالها في الحرب النفسية.000

image002.jpg
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الحرب النفسيه اشد تثير على الدوله من الحرب

مشكور على هذا التحليل المنطقي​
 
موضوع رائع اخي يحي الشاعر

الحرب النفسيه تستطيع بها ان تهز معنويات الجنود والجيوش وتكسب بها الحرب
 
عودة
أعلى