الملازم فرج يختبئ كامنا فى دولاب ملايس والدتى ومعه قنابل يدوية ومدفع رشاش للدفاع عن ا

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
الملازم فرج يختبئ كامنا فى دولاب ملايس والدتى ومعه قنابل يدوية ومدفع رشاش للدفاع عن الجهاز اللاسلكى ....!!!! ( مقتطف رقم 12)

فرج يختبئ فى دولاب ملايس والدتى


وفى الواقع توقفت سيارة لاندروفر بريطانية هذه اللحظة أمام مدخل بناية مسكننا وغادرها ضابط بريطانى برتبة كابتن التحقت به داورية مترجلة دخلت البناية كانت قد تكونت من جندى يحمل على ظهره جهاز لاسلكى مشابها فى شكله وحجمه لحقيبة تلاميذ المدارس الأبتدائية وجنديان يحمل كل منهما بندقية من طراز لى انفيلد ماركة 4 بالاضافة الى جندى يحمل مدفع رشاش طراز برن وجندى يحمل مدفع رشاش طراز ستين علاوة على الضابط المرافق وبداوا يصعدون درجات سلم منزلنا بأحذيتهم الثقيلة ومرة أخرى كان يصدر من تحت خطوات أقدام الجنود على درجات سلم المنزل الخشبية القديمة أصولت كثيرة مما وزاد فى دراما الموقف أن الجنود البريطانيين كانوا يتحدثون ويتناقشون بصوت عال وكان الكابتن البريطانى يتحدث على جهازه اللاسلكى الميدانى مع قاعدته مما جذب انتباه السكان للأستطلاع مندهشين وما كادت أحدى البنات فى الدور الأول تفتح باب مسكنها وتشاهد منظر الجنود أمامها حتى صرخت بالطريقة المصرية المشهورة الى أخنها بأن ألنجليز قد حضروا مما لفت أنتباه سكان المنزل وأدخل الحيرة الى الغرباء على السلم ولكن جنود الداورية واصلوا تقدمهم بالطرق على ابواب المساكن المتواجدة فى الدور الأول ففتح لهم كل من الجيران باب مسكنه وادخلوهم وبعد لحظة توجهوا الى شقة سكن فى الدور الأول من المنزل وبدأوا يطرقون بابها للدخول بينما لم يرد أى شخص على طرقهم على باب وشاهدهم السكان فأخبروهم بأن المسكن خاليا من اصحابه الذين تركوه قبل ألعدوان لهجرتهم من بورسعيد فأخبر الضابط قاعدته باللاسلكى عما واجهه وبدوا فى الصعود الى مساكن الدور الثانى لتفيتشهم ايضا
لم يكن يتواجد فى مسكننا فى هذا اليوم سوى فرج ووالدتى بينما كنت اتواجد مع كمال الصياد فى غرفة مكتب ضابط المباحث فى قسم العرب حيث كنا نختبئ ونوجه ونقود من هناك عمليات المقاومة ضد اللقوات البريطانية

....
........
....

جذبت كل هذه الأصوات انتباه فرج ووالدتى فقام فرج بالتحدث مع والدتى على الفور وطلب منها فتح الباب للداورية البريطانية عند طرقها له وأخبرها بعدم القلق وبأنه يعرف كيف يتصرف وأنه سيختبئ فى دولاب ملايسها وطلب منها أن تغلق عليه باب الدولاب وأكد عليها طلبه بأأن ترافقهم خلال تفتيشهم لجميع غرف مسكننا والحذر بعدم الوقف خلف الجنود متحججا لها بأنه ستقف كذلك فى طريقه عندما يريد أن ينطلق هاربا من الدولاب وأكد بضرورة تواجدها أمام الداورية والنظر اليهم فى عيونهم بشكل مباشر ويتذكر فرج هذه اللحظات فيسرد "... دخلت الدولاب وخبيت نفسى فيه جنب الجهاز ومسكت فى ايدى البندقية ألأوتوماتيكية التشيكى ومعايا قنبلتيى يدوى وربصت مستنيهم يفتحوا الدولاب علشان أرش عليهم الرصاص ..." ويعلم الله وحده احساسات والدتى ومدى ثقل هذه اللحظات عليها وخاصة عندما نعلم بالتأثير السلبى عليها نتيجة لمرض ضغط الدم العالى ولضعف القلب وما عاصرته والدتى ليس فقط خلال ايام العدوان الماضية بل خلال السنوات الطويلة السابقة التى كان كل من أولادها يقوم فيها بواجبه لمقاومة البريطانيين أو معارضةوالدى وشقيقى محمد هادى لحكم الملك فاروق فنتوقع أن تنهار جسمانيا فى أى لحظة
....
........
....

سمعت والدتى طرقا على باب مدخل مسكننا فتوجهت اليه وفتحت الباب لتواجه أمامها شبابا فى عمر اولادها كان قد تعود نظرها على رؤيتهم خلال السنوات الماضية منذ تفتحت عيناها لضوء الحياة حتى مغادرتهم لآرض الوطن بعد معاهدة الجلاء وتداول الى فكر والدتى ذكريات وسردت لنا فيما بعد قائلة "...شفت قدامى خمسة جنود فى عمر أولادى وتذكرت كبف أن اولادى الأربعة هادى ومنعم ومحمود ويحى قاموا ومازالوا يقيمون بدورهم فى مكافحة الأستعمار وتحرير وطننا من الغازى وافتكرت أيام زوجى وقررت أن أنضم لقافلة المكافحين لحرية مصر وسمعت ام كلثوم تغنى .... مصر التى فى خاطرى وفى دمى، أحبها من كل روحى ودمى....وقلت لازم أضحك عليهم وأخدعهم، فنظرت اليهم وابتسمت مستفسرة قائلة .... أيوه فى ايه ؟ ..."
....
........
....

كانت والدتى مازالت حزينة على والدى الذى لم يكن قد مضى على وفاته وقت طويل ولما شاهدها الضابط وتطلع الى وجهها السمح وشخصيتها الهدؤة الحنونة فتلعثم الكلام فى فمه وتأسف لوالدتى على مضايقتهم لها فى هذا الوقت المبكر وطلب منها السماح له ولجنوده بالدخول الى مسكننا للبحث الروتينى الذين يقومون به فى المنطقة فأجابتهم والدتى بعدم ممانعتها وطلبت منهم الدخول وقرأت والدتى فى نفسها الشهادة وقالت " كل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا..." وكأن الله تعالى اراد أن يصد كيدهم الى نحورهم عندما طلبت من الضابط المرافق للداورية أن يصاحبها وتوجهت معهم من المدخل الى المطبخ والى صالة الحمام ثم اصطحبتهم الى غرفة الطعام ثم وجهتهم الى قاعة الصالون والى غرفتى نومى والضيوف تاركة ومتفادية التوجه معهم الى غرفة النوم حيث كان فرج يختبئ فى دولاب ملابسها مع جهاز اللاسلكى ومستعدا لمفاجأة الجنود بالدفاع الشخصى وأخيرا سألتهم والدتى عما اذا كانوا يودون رؤية غرفة نومها ايضا كتكملة لتفتيش بقية غرف النوم ويظهر أن الضابط البريطانى قد لاحظ تأثير هذه اللحظات على سيدة وحيدة لم يتعدى عمرها الخمسون عاما تواجه خمسة جنود مسلحون يشهرون مدافعهما الرشاشة ويحملون بنادقهما ويتحدثون بلهجة أوامر شديدة على جهاز لاسلكى يحملونه معهم ..... !!!!
....
........
....

وافق الضابط البريطانى على اجابة سؤال والدتى بمصاحبتها لرؤية الغرفة الآخيرة وكرر الضابط طلبه بكل أدب وبين تأسفه مرة أخرى لآزعاجها بسبب ضرورة رؤية غرفة نوم والدتى وتوجهوا جميعا فى اتجاه غرفة النوم المذكورة وتتبعوا والدتى الى الغرفة وماكادت والدتى تعبر بابها حتى القت بنظرة سريعة فيها لاحظت بعدها أن الملازم فرج قد نقل كافة زجاجات وعلب وحبوب أدوية معالجة مرض ضغط الدم العالى وضعف القلب التى كانت على كوميدينو سريرها ووضعهم بشكل واضح وخصوصا زجاجة نقط دواء الكورتيزون على كوميدينوا أخرا فى غرفة المتواجد فيها جهاز اللاسلكى وانتبه الضابط البريطانى الى الدواء المتراكم فوق الكوميدينو فتوجه الىها وامسك فى يده ببعص علب الدواء وسأل والدتى عما اذا كانت مريضة القلب فأجابته بالتأكيد فكرر الضابط تأسفه بكل أدب وبين مرة أخرى لآزعاجه
... !!!!

يحى الشاعر
مقتطف من سطور كتابى
" الوجه الآخر للميدالية، حرب السويس 1956 ،
أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد"
بقلم يحى الشاعر
الطـبعة الثـانية 2006
طبعة موسعة
رقم الأيداع 1848 2006
الترقيم الدولى ISBN 977 – 08 – 1245 - 5

mammy10ui.jpg

bc6541ka.jpg
 
أزيل السطر ، لعدم إحتوائه علي أي كلمات ، بل أرقام دون معني ،
ويلفت نظر العضو إلي عدم تكرار ذلك ، حيث أن هذا موضوع تاريخي ..


د. يحي الشاعر
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى