حديث الوثائق بين محمد حسنين هيكل و مصطفى أمين

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
حديث الوثائق بين محمد حسنين هيكل و مصطفى أمين

...

يبقي السؤال حتي اليوم

لماذا لم يرد مصطفي أمين ؟؟؟؟







الموضوع التالي ، ينقل حرفيا ....



مهما إتفقنا أو إختلفنا مع أي من الأشخاص الوارد إسمائهم هنا ، لا يضع الموضوع أي ردود ولكن يضع سؤال "موضوعي" واحد ، بعيد عن أي محبة أو كره لأي شخص يرد إسمه هنا ... لا هيكل ولا أمين ولا عبدالناصر ....



لماذا لم يرد مصطفي أمين ؟؟؟؟



مصطفي وعلي أمين ، ورد أسمائهم في أكثر من كتاب ، عن دورهما خلال الخمسينيات والستينيات



كانت بيروت ... مكان إلتقاء ... وتهرب ...



وأصبح لبنان "المأوي" ... والمهرب ... والمعبر ....







حديث الوثائق بين محمد حسنين هيكل و مصطفى أمين... لماذا لم يرد مصطفي أمين ؟؟؟؟

د. يحي الشاعر

بقلم : عمرو صابح



تبدو العلاقة بين الأستاذين الكبيرين محمد حسنين هيكل و مصطفى أمين فى غاية التعقيد والغموض خاصة من جانب مصطفى أمين



تم إلقاء القبض على مصطفى أمين فى 21 يوليو 1965 متلبسا مع مندوب المخابرات الأمريكية بروس تايلور أوديل فى حديقة منزل الأستاذ مصطفى أمين ،وأثبتت الوقائع والأدلة عن القضية التى كانت تتابعها أجهزة المخابرات المصرية ،ان مصطفى أمين يتجسس على مصر لحساب المخابرات المركزية الأمريكية ،وقد حوكم الأستاذ مصطفى أمين،وأدين وحكمت عليه المحكمة بالأشغال الشاقة المؤبدة



طوال فترة المحاكمة، والسجن كان الأستاذ هيكل على اتصال دائم بمصطفى أمين ، بل أنه هو الذى قام بتوكيل محام للدفاع عنه، وكان يمده فى سجنه بكل مستلزماته من أقلام ،وأوراق ،وأغذية ،وأدوية ،وحاول الأستاذ هيكل أكثر من مرة مع الرئيس عبد الناصر ،أن يخفف الحكم عن مصطفى أمين ، وأن يكتفى بكون مصطفى أمين تم كشف عمالته ويتركه يرحل خارج مصر



ولكن رفض الرئيس عبد الناصر كان قاطعا ،وقال لهيكل انه لا يستطيع العفو عن الجواسيس ،كما قام الأستاذ هيكل بمساعدة أسرة الأستاذ مصطفى أمين أثناء محنته، وكانت علاقاته مستمرة ، مع تؤام مصطفى أمين ، الصحفى على أمين ،والذى كان يعمل مراسل للأهرام بأوروبا، ومركزه مدينة لندن



أصدر الرئيس السادات قرار بالإفراج الصحى عن مصطفى أمين فى 27 يناير 1974، وفى 31 يناير 1974 خرج الأستاذ هيكل من الأهرام ، بعد تفاقم خلافاته مع الرئيس السادات ،عن الكيفية التى انتهت بها حرب أكتوبر 1973، والأسلوب السياسى الذى يتبعه السادات فى حل القضية، وبسبب شعورالأستاذ هيكل المبكر، باتجاه السادات لصلح منفرد مع إسرائيل ،على حساب فلسطين وسوريا وما يعنيه ذلك لتضحيات الرجال ،ولرفض هيكل اعتماد السادات المتزايد على الدور الأمريكى



عقب خروج هيكل من منصبه ، تم تعيين الأستاذ على أمين الذى عاد من لندن ، رئيسا لتحرير الأهرام ، وتم تعيين شقيقه المفرج عنه صحيا مصطفى أمين رئيسا لتحرير الأخبار ،وبدأت حملة شرسة من الأخوين ضد الرئيس جمال عبد الناصر، وعهده ، بتشجيع من السادات ، ونظامه ،وبتمويل سعودى ، وبتخطيط أمريكى ، وعبر إستكتاب كتبة ،وصحفيين أكلوا على كل الموائد ، وتعايشوا مع كل العصور، وضمن هذه الحملة ، وضمن ما طالته من رموز، كان الأستاذ محمد حسنين هيكل الذى تم نعته بشتى التهم ،سواء من السادات نفسه ،أو من أبواقه ، وكتبة نظامه ، و شارك الأستاذين مصطفى أمين، وعلى أمين ، بضراوة فى تلك الحملة على عبد الناصر ،وهيكل



فى تلك الفترة كتب الأستاذ مصطفى أمين ، سلسلة روايات من سنة أولى سجن ،إلى سنة تاسعة سجن، وفيها لم يقدم دليل ، أووثيقة واحدة تبرئه من تهمة العمالة ،والتجسس للأمريكان ، بينما أنشغل الأستاذ هيكل بمقالاته، وكتبه ،التى تنبأ فيها بالمصائب التى ستحدث لمصر وللوطن العربى جراء سياسات السادات المتحالف مع الأمريكيين ، والسعوديين ، كما دافع فيها عن المشروع الناصرى وفند أكاذيب وخرافات أعدائه



ثم جاءت لحظة الحقيقة عام 1984، عندما أصدر الأسناذ هيكل كتابه الوثائقى ( بين الصحافة والسياسة )،والذى تناول فيه قضية الأستاذ مصطفى أمين ، والذى قال فى مقدمته ،انه ينشر هذا الكتاب ،وكل أطراف القضية على قيد الحياة ، ومن أجل التاريخ ، وتحدى ان يقوم أحد بتكذيب معلوماته ، ووثائقه



يقول الأستاذ هيكل فى كتابه عن الأخوين على ومصطفى أمين



ان دار أخبار اليوم تم انشاؤها بأموال المخابرات الأمريكية ،بعد الحرب العالمية الثانية ،عندما أيقنت الولايات المتحدة بخروجها منتصرة ، من الحرب بدأت إنشاء سلسلة من دور النشر الصحفية التى كان عليها ، أن تروج لسياسة الولايات المتحدة ،ونمطها فى الحياة ، وتدافع عن توجهاتها ومصالحها



نشر الأستاذ هيكل مقالات الأستاذين مصطفى وعلى أمين فى تمجيد الملك فاروق ،والهجوم على حزب الوفد ، كما نشر مقالاتهما فى تمجيد الرئيس عبد الناصر ، حتى قبل القبض على الأستاذ مصطفى أمين بأيام معدودة ،



نشرالأستاذ هيكل وثيقة من 60 صفحة ،بخط يد مصطفى أمين ، تتضمن رسالة منه للرئيس عبد الناصر ،يعترف فيها بعمالته للأمريكان ،ويطلب العفو من الرئيس



فند الأستاذ هيكل ، إدعاءات مصطفى أمين بتعذيبه فى السجن ،مستعينا بشهادة محامى الأستاذ مصطفى أمين فى قضية التجسس ، والذى أنكر وقوع أى تعذيب على مصطفى أمين

أستعان بشهادات أصدقاء مقربين من مصطفى أمين ، مثل الصحفى اللبنانى سعيد فريحة ،ورئيس وزراء السودان محمد أحمد محجوب ، اللذين أكدا كلام هيكل عن عدم تعرض مصطفى أمين للتعذيب



أتهم هيكل الأستاذ مصطفى أمين انه كان يقوم بتهريب الأموال للخارج عبر أصدقائه فى المخابرات الأمريكية ،كما أتهم تؤامه على أمين بالعمالة للمخابرات البريطانية ، والسعودية ، وان السعوديين كان يصرفون عليه أثناء حياته بأوروبا



أتهم هيكل ، مصطفى أمين انه يجيد فبركة الأكاذيب ، ويصدقها ، ويزيد عليها ، وانه يلعب على كل العصور



نشر هيكل وثيقة شديدة الخطورة عن على أمين هى الوثيقة رقم 28 بملحق وثائق كتاب ( بين الصحافة والسياسة ) للأستاذ / محمد حسنين هيكل طبعة دار المطبوعات للنشر والتوزيع – لبنان عام 1984 .



وهذه الوثيقة عبارة عن مذكرة بخط الوزير / سامى شرف مرفوعة للرئيس / جمال عبدالناصر بتاريخ 3 يونيو 1970م . وهى ترصد مجموعة من التحركات التى تتم ضد مصر على الصعيدين الداخلى والخارجى وقد قام الأستاذ هيكل بالشطب على كلام الوزير سامى شرف الذى يرصد هذه التحركات لاعتبارات تتعلق بالأمن القومى وقت صدور الكتاب . ولكن ما يتعلق بموضوعنا هو تأشيرة بخط يد الرئيس عبدالناصر على الطرف الأيسر أعلى الصفحة كتب فيها : ( لقد تقابل على أمين فى روما مع أحد المصريين المقيمين فى ليبيا وقال له أن الوضع فى مصر سينتهى آخر سنة 70 ) . . لقد كان على أمين هاربا من مصر بعد اتهام أخيه مصطفى أمين بالتجسس على مصر لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وكانت الشبهات تحيط بعلى أمين أيضا لذا فضل أن يظل خارج مصر ولكن كيف علم على أمين أن الوضع فى مصر سينتهى آخر 1970 ؟



ذكر الأستاذ هيكل ، ان قضية الأستاذ مصطفى أمين ، هى القضية رقم واحد فى سجلات المخابرات ،كأنجح القضايا ، وان وثائقها، و تفاصيلها فى متحف المخابرات كأحد أهم القضايا



قال هيكل ، ان الإفراج عن مصطفى أمين جاء ضمن صفقة لإرضاء الأمريكيين ،والسعوديين ،وانه أفرج عنه مع مجموعة من عملاء أمريكا ،وإسرائيل ،وبطلب من كيسنجر ،والأمير سلطان بن عبد العزيز



وتساءل الأستاذ هيكل لماذا تأخر السادات فى الإفراج عن مصطفى أمين كل تلك المدة ؟ ،ولماذا أفرج السادات عن مصطفى أمين إفراج صحى إذا كان واثقا من براءته ؟ ولماذا لم يرفع الأستاذ مصطفى أمين قضية يطلب فيها إعادة محاكمته لتبرئة ساحته وتنظيف سمعته من تهمة العمالة والتجسس للأمريكان ؟



وفى عام 1990 أصدر الأستاذ هيكل كتابه ( الانفجار 1967 ) عن حرب 1967 وفيه أعاد إتهام الأستاذ مصطفى أمين بالتجسس لحساب الأمريكان ، ونقل محضر لقاء بين الرئيس عبد الناصر و ذو الفقار بوتو وزير خارجية الباكستان وقت اللقاء ، يدين فيه الرئيس عبد الناصر الأستاذ مصطفى أمين وينقل لذو الفقار على بوتو وقائع قضيته كدليل على تأمر الأمريكان ضد مصر



ولمدة 13 عاما كاملة بعد صدوركتاب ( بين الصحافة والسياسة ) ، و7 سنوات على صدور كتاب ( الانفجار 1967 ) ، وحتى يوم 13 أبريل 1997 يوم وفاة الأستاذ مصطفى أمين، ، لم يرد الأستاذ مصطفى أمين على كتابات هيكل وقائمة اتهاماته رغم تحدى هيكل له ،ان يرد إذا أستطاع ،ورغم ان الكتب التى تدينه أمام التاريخ وزعت الاف النسخ ، وطبعت عشرات المرات ولا تزال تطبع ، أنشغل الأستاذ مصطفى أمين خلال هذه المدة بصياغة كتب من نوعية مذكرات اعتماد خورشيد ،ومذكرات برلنتى عبد الحميد ،لتشويه عهد عبد الناصر ،عبر حكايات صفراء مثيرة ،لا يصدقها عاقل، وتثير غرائز الجهلة و العوام



حتى الأن مازالت بعض الأقلام تهاجم عبد الناصر ،وهيكل ،وتدافع عن براءة مصطفى أمين ، ولهؤلاء جميعا أتوجه بسؤال



هل تحبون الأستاذ مصطفى أمين أكثر من نفسه ؟ هل تتوقعون كسب قضية ، فشل صاحبها فى الدفاع عن نفسه ؟هل هو إصرار على تزوير التاريخ؟



ويبقى السؤال معلقا دون إجابة



لماذا لم يرد الأستاذ مصطفى أمين على الأستاذ هيكل ،ويبرئ ساحته و ينظف سمعته من أبشع تهمة قد يتهم بها إنسان ؟



والإجابة متروكة لذكاء القارئ

***********







د. يحي االشاعر
 
عودة
أعلى