للتاريخ ... والمقارنة ... والتقييم ... والتحليل ( أعضاء مجلس قيادة ثورة الثالث والعشرين من يوليو إلي الرئيس أنور السادات وموقفهم تجاه اتفاق كامب ديفيد )
يحى الشاعر
اقتباس:
يحى الشاعر
اقتباس:
نص مذكرة بعض أعضاء مجلس قيادة ثورة الثالث والعشرين من يوليو إلي الرئيس أنور السادات حول اتفاق كامب ديفيد
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1978، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 14، ط1، ص 507 - 510 "
نص مذكرة بعض اعضاء مجلس قيادة ثورة الثالث
والعشرين من يوليو الى الرئيس انور السادات،
رئيس جمهورية مصر العربية، حول اتفاق كامب
ديفيد،
القاهرة،1 / 10 / 1978
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1978، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 14، ط1، ص 507 - 510 "
نص مذكرة بعض اعضاء مجلس قيادة ثورة الثالث
والعشرين من يوليو الى الرئيس انور السادات،
رئيس جمهورية مصر العربية، حول اتفاق كامب
ديفيد،
القاهرة،1 / 10 / 1978
( السفير، بيروت،
8 / 10 / 1978 )
السيد رئيس الجمهورية،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد،
فان ما يجري في هذه الفترة من حياة وطننا المصري وأمتنا العربية، له تأثير خطير على حاضر ومستقبل هذا الوطن وتلك الامة. واننا، نحن الاحياء من مجلس ثورة 23 يوليو التي يعلن ان مبادئها ما زالت تقود خطوات العمل الوطني، لنرى ان من واجبنا الوطني والقومى ان نبدي رأيا في ما جرى. فالامر يعنينا كما يعني كل مواطن غيور مخلص. وان كان العدو، في باطله وعدوانه، قد تشاورت كل اطرافه من مؤيدين ومعارضين، فأولى بنا ونحن أصحاب الحقوق المسلوبة والمنهوبة، ان تتسع صدورنا لرأي بناء يحاول ان يحذر من نتائج اتفاقات كامب ديفيد.
وابتداء، فلتعلم يا سيادة الرئيس، وليعلم المواطنون جميعا، اننا كبقية شعبنا طلاب سلام، وان اعز امانينا هي تحرير ارضنا من دنس الاحتلال الاسرائيلي. ولكننا نعلم، ايضا، ان هناك فرقا بين سلام صحيح فيه عدل وأمن ومحافظة على السيادة الوطنية يرجع الحق الى أصحابه ويوفر الامن لهم، وبين سلام خادع لا الحق فيه عاد ولا الامن استقر،ولكن يضيع فيه كفاح الماضي وأمل المستقبل. وحتى لا نتجنى على انفسنا ولا على احد، فاننا نذكر انفسنا ونذكرك بأقوالك وتصريحاتك وبتعهداتك، في كل مناسبة داخلية أو خارجية للمواطنين هنا في الاجتماعات العامة، او في مجلس الشعب، او في اللجنة المركزية، او مع قادة الامة العربية في مؤتمرات القمة أو في رسائلك اليهم او في مباحثاتك معهم، او في المنظمات الدولية والافريقية والاوروبية، او في منظمة دول عدم الانحياز، او في الامم المتحدة او في مجلس الامن، حيث اقتنع الجميع بصدق حقنا وعدالة قضيتنا.
وتتلخص اقوالك وتعهداتك في الآتي:
1 - عدم التفريط في اي شبر من الارض العربية التي احتلت في يونيو 1967، ووجوب الانسحاب الاسرائيلي من كافة هذه الاراضي وهي: القدس، والضفة الغربية، وغزة، والجولان، وسيناء.
2 - انه لبلوغ السلام الدائم يجب ان تحل المشكلة الفلسطينية على أساس الحقوق الشرعية لعرب فلسطين، ومنها حقهم في تقرير مصيرهم، وحل مشكلة اللاجئين حلا عادلا، وان هذا هو المدخل الطبيعي لحل مشكلة الشرق الاوسط لانه هو أساس المشكلة.
3 - ان تكون منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، " ولقد اكدت ذلك قبل ذهابك الى القدس بأيام وبحضور ياسر عرفات في مجلس الشعب المصري ".
4 - انه لا يمكن توقيع اتفاق سلام منفرد مع اسرائيل لما يجره من ويلات على الامه العربية.
5 - ان الاساس الاول لمواجهة عدونا واستعادة حقوقنا، الآن وفي المستقبل كله، هو وحدة الصف العربي، وان الثغرة الرئيسية التي يمكن أن ينفذ منها العدو هي تمزيق هذه الوحدة.
ولقد اصابتنا اتفاقات كامب ديفيد بمفاجأة شديدة لانها تتناقض مع كل ما سبق، حيث اعلن توقيع اتفاقيتين :
الاولى: سميت ( اطارا للسلام في الشرق الاوسط )،
والثانية: سميت ( اطار معاهدة سلام بين مصر واسرائيل ).
أما بالنسبة للاتفاقية الاولى: فاننا فوجئنا بأنها تتوافق مع اهداف مشروع بيغن في حل المشكلة الفلسطينية:
أولا: لانه ليس بها اي ذكر او ضمان لانسحاب الجيش الاسرائيلي من الضفة الغربية او غزة أو القدس. وبالعكس، اكد بيغن أن الجيش الاسرائيلي باق الى ما لانهاية في تلك الاماكن، وكل ما في الامر انه سيعاد توزيع قوات اسرائيل في المنطقة، وانه بعد فترة انتقال لا تزيد عن ثلاث سنوات سوف ينتهي الحكم العسكري والاداري الاسرائيلي فيها.
ثانيا: لانه لا يوجد اي اعتراف بحق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني ، ولكن الذي ذكر هو الوصول الى مرحلة الحكم الذاتي في ظل الاحتلال العسكري الاسرائيلي، ومجرد اخذ رأي سكان الضفة الغربية وغزة في صورة المستقبل،
ثالثا: لم يأت ذكر لوقف عملية انشاء المستعمرات الاسرائيلية ( وكلها غير مشروعة ). ويؤكد بيغن انه
تم الاتفاق على وقفها لمدة ثلاثة اشهر فقط ريثما يتم توقيع مصر على معاهدة السلام ( اما نحن والاميركيون فنقول انها خمس سنوات )، وبذلك يمكن أن تستمر عملية تغيير الاوضاع السكانية في هذه المناطق لمصلحة اسرائيل.
رابعا: ان ممثلي النضال الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية ( والتي اعلنتم انها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ) لم يأت ذكر لهم في الاطار. والذين جاء ذكرهم هم مجرد ممثلين للضفة الغربية وقطاع غزة، ويعلم الله كيف سيتم انتخابهم تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي.
خامسا: انه لم يأت اي بيان في الاتفاق عن بيت المقدس العربية، ولكن ذكر انه ستكون موضوع رسائل متبادلة. ويؤكد بيغن، في تصريحاته المتكررة، ان القدس ستبقى، للابد، مدينة موحدة وعاصمة لاسرائيل.
سادسا: لقد جاء في الاتفاقية الاولى النص الآتي صراحة:
" لذا، فانهم يتفقون ( مصر واسرائيل) على ان هذا الاطار مناسب، في رأيهم، ليشكل اساسا للسلام لا بين مصر واسرائيل فحسب، بل وكذلك بين اسرائيل وكل من جيرانها الآخرين ممن يبدون استعدادا للتفاوض على السلام مع اسرائيل على هذه الاسس ".
وهذا يتفق مع خطة اسرائيل في تجزئة القضية والنظر فيها مع كل طرف على حدة، كي تتمكن من ممارسة ضغطها المستمد من واقع الاحتلال وبمساعدة الولايات المتحدة الاميركية لكي تملي شروطها على كل جانب ضعيف بمفرده، بدلا من ان تواجه كتلة عربية متحدة قوية كما كان مقررا ان يتم في مؤتمر جنيف.
وبتوقيع اسرائيل ومصر على اتفاقيتي كامب ديفيد تكون اسرائيل قد حققت هدفها وفرضت اساسا معينا وطريقة معينة يلتزم بها كل من يريد التفاوض معها مما يعطي مفهوما جديدا لقراري 242 و338 يتلاءم مع اهداف اسرائيل وتفسيراتها لهذين القرارين والمخالفة للمفهوم العربي ومفهوم كل المحافل الدولية الامر الذي يضعف حجة الجانب العربي.
سابعا: بذلك كله يكون توقيع اتفاقيتي كامب ديفيد قد اضفى شرعية على أوضاع غير شرعية مما يؤدى لاستمرار احتلال اسرائيل للضفة الغربية وغزة واستمرار تهويدهما.
أما بالنسبة للاتفاقية الثانية: فكانت المفاجأة
بموافقة شبه كاملة، ايضا، على اهداف مشروع بيغن، وبيان ذلك كالآتي:
أولا: انها تمثل اتفاقا منفردا بين مصر واسرائيل، وان مصر سوف تباشر التفاوض بشأنه فورا، وانه سيتم التوقيع عليه في ظرف ثلاثة اشهر؟ ثم يتم التمثيل السياسي والتعاون الثقافي والاقتصادي، الخ قبل الأنسحاب الكامل من سيناء وقبل حل المشكلة الفلسطينية والقدس والجولان. ومحاذير هذا الاتفاق المنفرد خطيرة للغاية، وهي معلومة للجميع، ومع ذلك نوجزها في الآتي:
1 - انه تخل من مصر عن مسؤولياتها التاريخية تجاه الامة لعربية في موقفها المصيري، رغم أن مصر، بحكم الواقع والدستور، جزء من الامة العربية، ورغم انه لا غنى لمصر عن الامة العربية ولا غنى للامة العربية عن مصر.
2 - ان خروج مصر، المفاجىء، قد احرج الامة العربية، واضعف شوكة دول المواجهة ضعفا خطيرا يعجل باحتمال سقوطها فريسة للضغط الاسرائيلي - الاميركي.
3 - ان خروج مصر من المعركه قد اضعف مصر، نفسها، في مواجهة القوة الاسرائيلية المدعمة بلا حدود من الولايات المتحدة الاميركية.
4 - انه لا يمكننا ان نتصور مستقبلا مشرقا لمصر منفصلة عن الامة العربية التي تتكامل فيها كل مقومات البشر والارض والثروة والمصير.
5 - لقد كان عزل مصر عن الامة العربية هدفا يحاول ان يحققه الاستعمار الاوروبي الذي كان، ونخشي ان يكون قد حققه الاستعمار الصهيوني الذي هو قادم ليتمكن، في النهاية، من فرض سيطرته العسكرية والاقتصادية والسياسية على المنطقة تحت مظلة القوة الاميركية العاتية المتحالف معها.
ثانيا: لقد ذكر في أول بند من. بنود هذا الاتفاق، ان السيادة المصرية ستعود كاملة على سيناء بعد انسحاب القوات الاسرائيلية منها. الا ان البنود المتتالية في هذه الاتفاقية تتنكر لهذه السيادة بندا بعد الآخر، بدليل:
أ - ان سيناء التي يبلغ عمقها من الشرق الى الغرب حوالى مائتي كيلو متر، ستكون منطقة منزوعة السلاح، الا المنطقة الغربية منها وعمقها خمسون كيلو مترا شرق قناة السويس، ولن تتواجد فيها الا فرقة عسكرية واحدة من القوات المصرية. ولا يمكن لهذه الفرقة ان توفرالامن والحماية لنفسها، فضلا عن أن توفر الامن والحماية لمصر، بما فيها سيناء، وهذا يعني ايضا ان الحدود المصرية الشرقية التي يمكن الدفاع عنها ذلك الدفاع الهزيل، قد ارتدت 150 كيلومترا غرب الحدود الدولية، بينما اسرائيل لا يوجد فيها اي منطقه منزوعة السلاح. وان المنطقة المحدودة التسليح الواردة في الاتفاق لا تتجاوز ثلاثة كيلو مترات على جانب الحدود، بها اربع كتائب عسكرية، يليها كل ما شاءت اسرائيل ان تضعه من قوات مسلحة.
ب - تدويل بعض مناطق سيناء في شرم الشيخ وقرب رفح.
ج - حرمان الجزء الاكبر من سيناء ، بما فيه من مواطنين وثروة، من اى وسيلة من وسائل الحماية او الدفاع، وبقاؤها مفتوحة تهددها الى الابد مطامع اسرائيل التي لا تنتهي وغدرها الذي اشتهرت به. كل ذلك يتم عكس منطق الحوادث والتاريح. فلقد أعطينا اسرائيل المتعجرفة والمعتدية دائما كل الامان، ولم نضمن لانفسنا اي حق من الامان، لا في الحاضر ولا في المستقبل. الموضوع، اذن، ليس أمن اسرائيل، لكنه موضوع تمهيد الطريق لاعادة غزو سيناء في المستقبل بدون اي خسارة تذكر.
ان الامان الذي تنعم به مصر في ظل هذه الاتفاقية، كالامان الذي يشعر به الحمل وسط قطيع من الذئاب.
د - ان اشتراط اسرائيل اقامة العلاقات الطبيعية، بما في ذلك، العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية ، وانهاء الحواجز أمام حرية حركة السلع والاشخاص، والحماية المتبادلة للمواطنين قبل اتمام عملية الانسحاب الكامل من سيناء وقبل تنفيذ الاتفاق الشامل مع باقي الاطراف، فيه ضربة شديدة لسيادة مصر ذاتها لانها ارغام لها على قبول ما يجوز ألا تقبله اية دولة مستقلة ذات سيادة ما لم تجبر عليه بالقوة.
هـ - تحريم استخدام مطارات سيناء على الطائرات العسكرية المصرية، مع عدم وجود اية قواعد جوية مصرية في سيناء شرق قناة السويس، مع وجود قواعد عسكرية اسرائيلية ضخمة ستقوم الولايات المتحدة بانشائها متاخمة لحدود سيناء.
ثالثا: من المعلوم أن هدف اسرائيل البعيد هو السيطرة الاقتصادية على المنطقة العربية، تمهيدا لسيطرتها السياسية. وان ما جاء في الفقرة ( د )
السابقة، يحقق لها هذا الهدف، علاوة على انه تسميم لثقافة مصر العربية وتحطيم لاقتصادها الضعيف أمام الغزو الاقتصادي الاسرائيلي القادم الذي تسانده اموال الصهيونية العالمية واميركا.
رابعا: ان ما جاء في هذه الاتفاقية يتناقض مع ميثاق جامعة الدول العربية وما يتضمنه من اتفاقات دفاع مشترك واتفاقات ثقافية واقتصادية ومشروعات تكامل اقتصادي بين هذه الدول، ويدعو ذلك الى كثير من التساؤلات التي نجد من الصعب الاجابة عليها، مثل:
أ - ما هو موقف مصر من الامة العربية اذا اعتدت اسرائيل على احدى دولها؟
ب - اي فكر يمكن أن تتبادله مصر مع الامة العربية وقد تعاونت وتصادقت مع الفكر الصهيوني الذي اصبح يروج له، حتى في ظل الاحتلال الاسرائيلى لارضنا؟!
وما هو مدى البلبلة التي ستحدث لفكر شباب مصر عند محاولة تفسير طبيعة علاقات الصداقة الجديدة مع اسرائيل، وكيف يمكن أن يواءم بينها وبين علاقتنا مع باقي الامة العربية ؟!
ج - واي تعاون او تكامل اقتصادي يمكن أن نتمه او نبنيه مع الامة العربية وقد تداخل الاقتصادان المصري والاسرائيلي مثل هذا التداخل الذي تنص عليه الاتفاقية، وما هو مصير المقاطعة العربية لاسرائيل، وهل ستطبق هذه الدول هذه المقاطعة على مصر أيضا؟!
د - وما هو مصير الدعم العربي الذي توفره الدول العربية الآن لمصر؟ وما البديل؟
هـ - وما هو موقف الاكثر من مليون مصري الذين يعملون الآن في الدول العربية، موقفهم المعنوي أمام اخوانهم العرب الذين يتهمونهم بالتخلي عنهم علاوة على موقفهم وموقف مصر الاقتصادي لو تحددت فرص عملهم في هذه الدول؟
وهذا قليل من كثير من انواع القطيعة والخسائر والمشاكل والتمزق التي ستنشأ بعد انفصال مصر عن الكيان العربي وعزلها عنه.
هذا ما نشعر به من خطورة بعد تحليلنا للاتفاقات. ولابد من أن يكون هذا نفسه هو الذي حدا بالدول العربية جميعا ان ترفض الوقوف بجانبها او ترضى عنها، كما حدا بوزير الخارجية المصري ان يستقيل احتجاجا عليها.
وخلاصة هذا الاتفاق، في نظرنا، هي:
1 ) تمزق عربي يحرم الامة العربية من أهم أسلحتها.
2) عزل مصر عن الامة العربية لاضعاف مصر والامة العربية معا لتقع، كلها، بين براثن الاستعمار الاسرائيلي للمنطقة.
3 ) اضفاء صفة الشرعية على كل الاوضاع غير المشروعة لاسرائيل ولمخططاتها في المنطقة، وخاصة بعد عزل القضية العربية عن المؤسسات الدولية والرأى العام العالمي.
4) بقاء مصر وباقي الامة العربية فاقدة الامان ناقصة السيادة امام قوة اسرائيل العسكرية المتزايدة بمساعدة الولايات المتحدة.
5) تصفية القضيه الفلسطينية والشعب العربي الفلسطيني لصالح اسرائيل.
كل ذلك رغما عما يدور الآن من توجيه للرأي العام المصري ليكفر بعروبته وليؤمن بأن صلاته العربية هي سبب بلائه ولينتظر السراب الخادع للتقدم والانتعاش بعد اتمام هذا الاتفاق وبعد ما يصور له من انه سيفيق من عبء الانفاق العسكري بعد معاهدة السلام. والواقع، ان هذا الانفاق لم ينخفض كثيرا لان اسرائيل تحاول من الآن وفي صبيحة اتفاق كامب ديفيد، عقد صفقات لاحدث الاسلحة ومعدات الحرب من أميركا، تقدر قيمتها بثلاثة عشر الفا وسبعمائة مليون دولار، هذا علاوة على ما في ترسانتهم من أسلحة منحت اليهم بعد فك الاشتباك الثاني.
ومن البديهي انه لا يمكننا ان نقف مجردين من السلاح والاستعداد مهما كانت اتفاقيات السلام.
هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، فان اقتصادنا لن يصلح حاله الا اذا اصلحنا حال أنفسنا. فان المال المهدور في مصر، بكافة صور الاهدار، اكثر بكثير مما يمكن توفيره من نفقات التسليح.
واليوم، يا سيادة الرئيس، نحن نعتقد انه ما زالت هناك فرصة لتحقيق المصلحة القومية العليا للامة العربية، وذلك بجمع الصف العربي ليتفق قادة العرب على موقف موحد لمواجهة الاخطار التي تهدد مصير الامة العربية، وذلك قبل اتخاذ أية خطوات أخرى لتنفيذ هذا الاتفاق.
وفقنا الله جميعا الى ما فيه خير وطننا وأمتنا والسلام.
توقيعات: عبد اللطيف البغدادي - زكريا محيي الدين - حسين الشافعي - كمال الدين حسين.
8 / 10 / 1978 )
السيد رئيس الجمهورية،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد،
فان ما يجري في هذه الفترة من حياة وطننا المصري وأمتنا العربية، له تأثير خطير على حاضر ومستقبل هذا الوطن وتلك الامة. واننا، نحن الاحياء من مجلس ثورة 23 يوليو التي يعلن ان مبادئها ما زالت تقود خطوات العمل الوطني، لنرى ان من واجبنا الوطني والقومى ان نبدي رأيا في ما جرى. فالامر يعنينا كما يعني كل مواطن غيور مخلص. وان كان العدو، في باطله وعدوانه، قد تشاورت كل اطرافه من مؤيدين ومعارضين، فأولى بنا ونحن أصحاب الحقوق المسلوبة والمنهوبة، ان تتسع صدورنا لرأي بناء يحاول ان يحذر من نتائج اتفاقات كامب ديفيد.
وابتداء، فلتعلم يا سيادة الرئيس، وليعلم المواطنون جميعا، اننا كبقية شعبنا طلاب سلام، وان اعز امانينا هي تحرير ارضنا من دنس الاحتلال الاسرائيلي. ولكننا نعلم، ايضا، ان هناك فرقا بين سلام صحيح فيه عدل وأمن ومحافظة على السيادة الوطنية يرجع الحق الى أصحابه ويوفر الامن لهم، وبين سلام خادع لا الحق فيه عاد ولا الامن استقر،ولكن يضيع فيه كفاح الماضي وأمل المستقبل. وحتى لا نتجنى على انفسنا ولا على احد، فاننا نذكر انفسنا ونذكرك بأقوالك وتصريحاتك وبتعهداتك، في كل مناسبة داخلية أو خارجية للمواطنين هنا في الاجتماعات العامة، او في مجلس الشعب، او في اللجنة المركزية، او مع قادة الامة العربية في مؤتمرات القمة أو في رسائلك اليهم او في مباحثاتك معهم، او في المنظمات الدولية والافريقية والاوروبية، او في منظمة دول عدم الانحياز، او في الامم المتحدة او في مجلس الامن، حيث اقتنع الجميع بصدق حقنا وعدالة قضيتنا.
وتتلخص اقوالك وتعهداتك في الآتي:
1 - عدم التفريط في اي شبر من الارض العربية التي احتلت في يونيو 1967، ووجوب الانسحاب الاسرائيلي من كافة هذه الاراضي وهي: القدس، والضفة الغربية، وغزة، والجولان، وسيناء.
2 - انه لبلوغ السلام الدائم يجب ان تحل المشكلة الفلسطينية على أساس الحقوق الشرعية لعرب فلسطين، ومنها حقهم في تقرير مصيرهم، وحل مشكلة اللاجئين حلا عادلا، وان هذا هو المدخل الطبيعي لحل مشكلة الشرق الاوسط لانه هو أساس المشكلة.
3 - ان تكون منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، " ولقد اكدت ذلك قبل ذهابك الى القدس بأيام وبحضور ياسر عرفات في مجلس الشعب المصري ".
4 - انه لا يمكن توقيع اتفاق سلام منفرد مع اسرائيل لما يجره من ويلات على الامه العربية.
5 - ان الاساس الاول لمواجهة عدونا واستعادة حقوقنا، الآن وفي المستقبل كله، هو وحدة الصف العربي، وان الثغرة الرئيسية التي يمكن أن ينفذ منها العدو هي تمزيق هذه الوحدة.
ولقد اصابتنا اتفاقات كامب ديفيد بمفاجأة شديدة لانها تتناقض مع كل ما سبق، حيث اعلن توقيع اتفاقيتين :
الاولى: سميت ( اطارا للسلام في الشرق الاوسط )،
والثانية: سميت ( اطار معاهدة سلام بين مصر واسرائيل ).
أما بالنسبة للاتفاقية الاولى: فاننا فوجئنا بأنها تتوافق مع اهداف مشروع بيغن في حل المشكلة الفلسطينية:
أولا: لانه ليس بها اي ذكر او ضمان لانسحاب الجيش الاسرائيلي من الضفة الغربية او غزة أو القدس. وبالعكس، اكد بيغن أن الجيش الاسرائيلي باق الى ما لانهاية في تلك الاماكن، وكل ما في الامر انه سيعاد توزيع قوات اسرائيل في المنطقة، وانه بعد فترة انتقال لا تزيد عن ثلاث سنوات سوف ينتهي الحكم العسكري والاداري الاسرائيلي فيها.
ثانيا: لانه لا يوجد اي اعتراف بحق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني ، ولكن الذي ذكر هو الوصول الى مرحلة الحكم الذاتي في ظل الاحتلال العسكري الاسرائيلي، ومجرد اخذ رأي سكان الضفة الغربية وغزة في صورة المستقبل،
ثالثا: لم يأت ذكر لوقف عملية انشاء المستعمرات الاسرائيلية ( وكلها غير مشروعة ). ويؤكد بيغن انه
تم الاتفاق على وقفها لمدة ثلاثة اشهر فقط ريثما يتم توقيع مصر على معاهدة السلام ( اما نحن والاميركيون فنقول انها خمس سنوات )، وبذلك يمكن أن تستمر عملية تغيير الاوضاع السكانية في هذه المناطق لمصلحة اسرائيل.
رابعا: ان ممثلي النضال الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية ( والتي اعلنتم انها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ) لم يأت ذكر لهم في الاطار. والذين جاء ذكرهم هم مجرد ممثلين للضفة الغربية وقطاع غزة، ويعلم الله كيف سيتم انتخابهم تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي.
خامسا: انه لم يأت اي بيان في الاتفاق عن بيت المقدس العربية، ولكن ذكر انه ستكون موضوع رسائل متبادلة. ويؤكد بيغن، في تصريحاته المتكررة، ان القدس ستبقى، للابد، مدينة موحدة وعاصمة لاسرائيل.
سادسا: لقد جاء في الاتفاقية الاولى النص الآتي صراحة:
" لذا، فانهم يتفقون ( مصر واسرائيل) على ان هذا الاطار مناسب، في رأيهم، ليشكل اساسا للسلام لا بين مصر واسرائيل فحسب، بل وكذلك بين اسرائيل وكل من جيرانها الآخرين ممن يبدون استعدادا للتفاوض على السلام مع اسرائيل على هذه الاسس ".
وهذا يتفق مع خطة اسرائيل في تجزئة القضية والنظر فيها مع كل طرف على حدة، كي تتمكن من ممارسة ضغطها المستمد من واقع الاحتلال وبمساعدة الولايات المتحدة الاميركية لكي تملي شروطها على كل جانب ضعيف بمفرده، بدلا من ان تواجه كتلة عربية متحدة قوية كما كان مقررا ان يتم في مؤتمر جنيف.
وبتوقيع اسرائيل ومصر على اتفاقيتي كامب ديفيد تكون اسرائيل قد حققت هدفها وفرضت اساسا معينا وطريقة معينة يلتزم بها كل من يريد التفاوض معها مما يعطي مفهوما جديدا لقراري 242 و338 يتلاءم مع اهداف اسرائيل وتفسيراتها لهذين القرارين والمخالفة للمفهوم العربي ومفهوم كل المحافل الدولية الامر الذي يضعف حجة الجانب العربي.
سابعا: بذلك كله يكون توقيع اتفاقيتي كامب ديفيد قد اضفى شرعية على أوضاع غير شرعية مما يؤدى لاستمرار احتلال اسرائيل للضفة الغربية وغزة واستمرار تهويدهما.
أما بالنسبة للاتفاقية الثانية: فكانت المفاجأة
بموافقة شبه كاملة، ايضا، على اهداف مشروع بيغن، وبيان ذلك كالآتي:
أولا: انها تمثل اتفاقا منفردا بين مصر واسرائيل، وان مصر سوف تباشر التفاوض بشأنه فورا، وانه سيتم التوقيع عليه في ظرف ثلاثة اشهر؟ ثم يتم التمثيل السياسي والتعاون الثقافي والاقتصادي، الخ قبل الأنسحاب الكامل من سيناء وقبل حل المشكلة الفلسطينية والقدس والجولان. ومحاذير هذا الاتفاق المنفرد خطيرة للغاية، وهي معلومة للجميع، ومع ذلك نوجزها في الآتي:
1 - انه تخل من مصر عن مسؤولياتها التاريخية تجاه الامة لعربية في موقفها المصيري، رغم أن مصر، بحكم الواقع والدستور، جزء من الامة العربية، ورغم انه لا غنى لمصر عن الامة العربية ولا غنى للامة العربية عن مصر.
2 - ان خروج مصر، المفاجىء، قد احرج الامة العربية، واضعف شوكة دول المواجهة ضعفا خطيرا يعجل باحتمال سقوطها فريسة للضغط الاسرائيلي - الاميركي.
3 - ان خروج مصر من المعركه قد اضعف مصر، نفسها، في مواجهة القوة الاسرائيلية المدعمة بلا حدود من الولايات المتحدة الاميركية.
4 - انه لا يمكننا ان نتصور مستقبلا مشرقا لمصر منفصلة عن الامة العربية التي تتكامل فيها كل مقومات البشر والارض والثروة والمصير.
5 - لقد كان عزل مصر عن الامة العربية هدفا يحاول ان يحققه الاستعمار الاوروبي الذي كان، ونخشي ان يكون قد حققه الاستعمار الصهيوني الذي هو قادم ليتمكن، في النهاية، من فرض سيطرته العسكرية والاقتصادية والسياسية على المنطقة تحت مظلة القوة الاميركية العاتية المتحالف معها.
ثانيا: لقد ذكر في أول بند من. بنود هذا الاتفاق، ان السيادة المصرية ستعود كاملة على سيناء بعد انسحاب القوات الاسرائيلية منها. الا ان البنود المتتالية في هذه الاتفاقية تتنكر لهذه السيادة بندا بعد الآخر، بدليل:
أ - ان سيناء التي يبلغ عمقها من الشرق الى الغرب حوالى مائتي كيلو متر، ستكون منطقة منزوعة السلاح، الا المنطقة الغربية منها وعمقها خمسون كيلو مترا شرق قناة السويس، ولن تتواجد فيها الا فرقة عسكرية واحدة من القوات المصرية. ولا يمكن لهذه الفرقة ان توفرالامن والحماية لنفسها، فضلا عن أن توفر الامن والحماية لمصر، بما فيها سيناء، وهذا يعني ايضا ان الحدود المصرية الشرقية التي يمكن الدفاع عنها ذلك الدفاع الهزيل، قد ارتدت 150 كيلومترا غرب الحدود الدولية، بينما اسرائيل لا يوجد فيها اي منطقه منزوعة السلاح. وان المنطقة المحدودة التسليح الواردة في الاتفاق لا تتجاوز ثلاثة كيلو مترات على جانب الحدود، بها اربع كتائب عسكرية، يليها كل ما شاءت اسرائيل ان تضعه من قوات مسلحة.
ب - تدويل بعض مناطق سيناء في شرم الشيخ وقرب رفح.
ج - حرمان الجزء الاكبر من سيناء ، بما فيه من مواطنين وثروة، من اى وسيلة من وسائل الحماية او الدفاع، وبقاؤها مفتوحة تهددها الى الابد مطامع اسرائيل التي لا تنتهي وغدرها الذي اشتهرت به. كل ذلك يتم عكس منطق الحوادث والتاريح. فلقد أعطينا اسرائيل المتعجرفة والمعتدية دائما كل الامان، ولم نضمن لانفسنا اي حق من الامان، لا في الحاضر ولا في المستقبل. الموضوع، اذن، ليس أمن اسرائيل، لكنه موضوع تمهيد الطريق لاعادة غزو سيناء في المستقبل بدون اي خسارة تذكر.
ان الامان الذي تنعم به مصر في ظل هذه الاتفاقية، كالامان الذي يشعر به الحمل وسط قطيع من الذئاب.
د - ان اشتراط اسرائيل اقامة العلاقات الطبيعية، بما في ذلك، العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية ، وانهاء الحواجز أمام حرية حركة السلع والاشخاص، والحماية المتبادلة للمواطنين قبل اتمام عملية الانسحاب الكامل من سيناء وقبل تنفيذ الاتفاق الشامل مع باقي الاطراف، فيه ضربة شديدة لسيادة مصر ذاتها لانها ارغام لها على قبول ما يجوز ألا تقبله اية دولة مستقلة ذات سيادة ما لم تجبر عليه بالقوة.
هـ - تحريم استخدام مطارات سيناء على الطائرات العسكرية المصرية، مع عدم وجود اية قواعد جوية مصرية في سيناء شرق قناة السويس، مع وجود قواعد عسكرية اسرائيلية ضخمة ستقوم الولايات المتحدة بانشائها متاخمة لحدود سيناء.
ثالثا: من المعلوم أن هدف اسرائيل البعيد هو السيطرة الاقتصادية على المنطقة العربية، تمهيدا لسيطرتها السياسية. وان ما جاء في الفقرة ( د )
السابقة، يحقق لها هذا الهدف، علاوة على انه تسميم لثقافة مصر العربية وتحطيم لاقتصادها الضعيف أمام الغزو الاقتصادي الاسرائيلي القادم الذي تسانده اموال الصهيونية العالمية واميركا.
رابعا: ان ما جاء في هذه الاتفاقية يتناقض مع ميثاق جامعة الدول العربية وما يتضمنه من اتفاقات دفاع مشترك واتفاقات ثقافية واقتصادية ومشروعات تكامل اقتصادي بين هذه الدول، ويدعو ذلك الى كثير من التساؤلات التي نجد من الصعب الاجابة عليها، مثل:
أ - ما هو موقف مصر من الامة العربية اذا اعتدت اسرائيل على احدى دولها؟
ب - اي فكر يمكن أن تتبادله مصر مع الامة العربية وقد تعاونت وتصادقت مع الفكر الصهيوني الذي اصبح يروج له، حتى في ظل الاحتلال الاسرائيلى لارضنا؟!
وما هو مدى البلبلة التي ستحدث لفكر شباب مصر عند محاولة تفسير طبيعة علاقات الصداقة الجديدة مع اسرائيل، وكيف يمكن أن يواءم بينها وبين علاقتنا مع باقي الامة العربية ؟!
ج - واي تعاون او تكامل اقتصادي يمكن أن نتمه او نبنيه مع الامة العربية وقد تداخل الاقتصادان المصري والاسرائيلي مثل هذا التداخل الذي تنص عليه الاتفاقية، وما هو مصير المقاطعة العربية لاسرائيل، وهل ستطبق هذه الدول هذه المقاطعة على مصر أيضا؟!
د - وما هو مصير الدعم العربي الذي توفره الدول العربية الآن لمصر؟ وما البديل؟
هـ - وما هو موقف الاكثر من مليون مصري الذين يعملون الآن في الدول العربية، موقفهم المعنوي أمام اخوانهم العرب الذين يتهمونهم بالتخلي عنهم علاوة على موقفهم وموقف مصر الاقتصادي لو تحددت فرص عملهم في هذه الدول؟
وهذا قليل من كثير من انواع القطيعة والخسائر والمشاكل والتمزق التي ستنشأ بعد انفصال مصر عن الكيان العربي وعزلها عنه.
هذا ما نشعر به من خطورة بعد تحليلنا للاتفاقات. ولابد من أن يكون هذا نفسه هو الذي حدا بالدول العربية جميعا ان ترفض الوقوف بجانبها او ترضى عنها، كما حدا بوزير الخارجية المصري ان يستقيل احتجاجا عليها.
وخلاصة هذا الاتفاق، في نظرنا، هي:
1 ) تمزق عربي يحرم الامة العربية من أهم أسلحتها.
2) عزل مصر عن الامة العربية لاضعاف مصر والامة العربية معا لتقع، كلها، بين براثن الاستعمار الاسرائيلي للمنطقة.
3 ) اضفاء صفة الشرعية على كل الاوضاع غير المشروعة لاسرائيل ولمخططاتها في المنطقة، وخاصة بعد عزل القضية العربية عن المؤسسات الدولية والرأى العام العالمي.
4) بقاء مصر وباقي الامة العربية فاقدة الامان ناقصة السيادة امام قوة اسرائيل العسكرية المتزايدة بمساعدة الولايات المتحدة.
5) تصفية القضيه الفلسطينية والشعب العربي الفلسطيني لصالح اسرائيل.
كل ذلك رغما عما يدور الآن من توجيه للرأي العام المصري ليكفر بعروبته وليؤمن بأن صلاته العربية هي سبب بلائه ولينتظر السراب الخادع للتقدم والانتعاش بعد اتمام هذا الاتفاق وبعد ما يصور له من انه سيفيق من عبء الانفاق العسكري بعد معاهدة السلام. والواقع، ان هذا الانفاق لم ينخفض كثيرا لان اسرائيل تحاول من الآن وفي صبيحة اتفاق كامب ديفيد، عقد صفقات لاحدث الاسلحة ومعدات الحرب من أميركا، تقدر قيمتها بثلاثة عشر الفا وسبعمائة مليون دولار، هذا علاوة على ما في ترسانتهم من أسلحة منحت اليهم بعد فك الاشتباك الثاني.
ومن البديهي انه لا يمكننا ان نقف مجردين من السلاح والاستعداد مهما كانت اتفاقيات السلام.
هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، فان اقتصادنا لن يصلح حاله الا اذا اصلحنا حال أنفسنا. فان المال المهدور في مصر، بكافة صور الاهدار، اكثر بكثير مما يمكن توفيره من نفقات التسليح.
واليوم، يا سيادة الرئيس، نحن نعتقد انه ما زالت هناك فرصة لتحقيق المصلحة القومية العليا للامة العربية، وذلك بجمع الصف العربي ليتفق قادة العرب على موقف موحد لمواجهة الاخطار التي تهدد مصير الامة العربية، وذلك قبل اتخاذ أية خطوات أخرى لتنفيذ هذا الاتفاق.
وفقنا الله جميعا الى ما فيه خير وطننا وأمتنا والسلام.
توقيعات: عبد اللطيف البغدادي - زكريا محيي الدين - حسين الشافعي - كمال الدين حسين.