التصويت في مواقع النت
م.عزام حدبا
تأتينا وتأتيكم رسائل تطلب منكم التصويت على مواقع اجنبية لصالح القضية الفلسطينية فالبعض يتحمس لذلك والبعض اللآخر لا يبالي وانا شخصيا ضد المشاركة للاسباب التالية:
1- هذه المواقع اولى بالمقاطعة من السلع الاجنبية لأنها تتبنى وجهة النظر الاسرائيلية. وانتم بهذه الطريقة تقومون بدعاية لها.
2- من المعروف ان هذه المواقع تستفيد ماديا من كل زيارة لها فما بالك ان امنت مليون زيارة لها؟؟ اليس هذا هدف الاستفتاءات المثيرة للجدل اصلا؟
3- الا يساهم تصويتك لها باعطائها نوعا من المصداقية؟ لم لا تترك اليهود يصوتون مئة بالمئة حتى تنكشف مقدار مصداقيتها؟
4- هل تثقون بنزاهة التصويت؟ الا يمكن ان تعدل الارقام يدويا من قبل صاحب الموقع؟
5- استفتاءات الانترنت ولو كانت نزيهة لا تعكس الرأي العام لانها تعبر عن رأي زوار الصحيفة فقط وليست مبنية على عينات احصائية.. وبالتالي اي تشجيع للناس على التصويت فيها هو تشجيع للناس على الايمان بارقام لا تحمل اي قيمة علمية.
لكن لم يكن هذا دافعي لكتابة هذه الرسالة اليوم بل ضايقني جدا ان تنطلي علينا حيل الصحافة اليهودية القذرة حينما تساوي بين الجلاد والضحية اولا وحينما تمارس ابشع انواع الكذب ثانيا.
هذه عينة من الرسالة التي وصلتني
صحيفة فرانكفورت الالمانية الاوسع انتشارا فى المانيا
تجري إستطلاع
من الذي إنتهك حقوق الإنسان
1- إسرائيل باستعمال القنابل الفسفورية
2- حماس باستعمال دروع بشرية
3- الاثنان
4- لا أحد
اولا يحق لي ان اسأل: متى استعملت حماس الدروع البشرية؟ يفترض بمن يستعمل الدرع البشري (او التترس) ان يكون لديه رهائن من العدو فهل في غزة يهود حتى تقوم حماس بهذا الامر؟؟؟ اما ان كان الاتهام بأن حماس تستعمل مواطينها دروعا بشرية فمن ذا الذي سيصدق ان العربي الذي جبل على الشجاعة والفلسطيني الذي جبل على التضحية والاستشهاد سيحتمي بأمه وابيه واخته وابنه الصغير؟ ان اقصى ما يمكن اتهام حماس به انها كانت تضرب الصواريخ من مناطق سكنية.. وهو امر –على فرض حصوله- مبرر كون قطاع غزة قطاع صغير محاصر فليس للمجاهدين مجال حيوي يستطيعون الخروج اليه كي يحاربوا وهذا امر مختلف كليا عن مفهوم الدروع البشرية.. ان الذي استعمل الدروع البشرية هو نفسه من استعمل القنابل الفوسفورية وهو نفسه من قام بعمليات الاعدام بدم بارد.. الا وهو الطرف المعتدي : الطرف الاسرائيلي. فمن منا لا يتذكر مجزرة البيت الذي جمعت فيه اسرائيل اسرا كثيرة ومن ثم شرعت بقصفه؟؟؟
لذلك فالاستقصاء من اساسه خاطىء لانه يفترض امرا لم يحصل ويمرر بخبث معلومة زائفة
كأنك تقول:
من هو افضل:
النصراني الذي يعبد المسيح ...أم
المسلم الذي يعبد محمدا والعياذ بالله
وتشغل الناس بالتصويت على المفاضلة بين الدينين معتقدين ان هدفك هو تشجيع التصويت للنصراني في حين ان هدفك الحقيقي والخفي هو اقناع الناس ان المسلم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم.
وشبيه بهذه النوايا الخبيثة ما كانت تقوم به المؤسسة اللبنانية للارسال مع زياد نجيم والشاطر يحكي حين كان يطرح قضية التصويت " هل تؤيد الجنس قبل الزواج" وطبيعي ان ينتصر "لا" ويظن من صوت ب"لا" انه انتصر في حين ان المنتصر الحقيقي هو من نقل هذه القضية من زاوية المحرمات الاجتماعية والدينية الى قضية قابلة للنظر والنقاش.
عن موقع حيران أنفو