التوراة تؤكد:العرب أصحاب القدس الأصليون والعبرانيون زاروها كلاجئين غرباء
د. عبد التواب مصطفى
هذه النقطة على قدر كبير من الأهمية ، لتفنيد الزيف والكذب والتدليس ، الذي يروج له اليهود والبروتستانت والصهاينة في الغرب ، وينشئون عليه أبناءهم ، وكل من تصله دعايتهم المضللة ، أو يتربى ويتعلم في مدارسهم .
فحوى ذلك الكذب والتضليل الصهيوني هو القول بأن اليهود هم أول من عمر أرض فلسطين ، وأنه لم يكن لتلك الأرض أهل أو شعب يسكنها قبل اليهود .
وبالطبع { كبرت كلمة تخرج من أفواههم ، إن يقولون إلا كذبا } .
إن كلمات ومقولات الدعاية الصهيونية ، قد كبرت وعظمت في زيفها ، وفي بهتانها وفي تضليلها ، لأنها لا تكذب على التاريخ فحسب ، بل تكذب على الكتاب المقدس الذي يتعبد به هؤلاء في معابدهم ، ويتاجرون به خارجها.
إن الكتاب المقدس – التوراة – الذي هو مرجعية كل الصهاينة من اليهود ، وصنائعهم البروتستانت ، يقرر أن الآباء الأوائل لليهود ، نزلوا أرض فلسطين ، في أول الأمر كلاجئين أو غرباء ، فقد كانت فلسطين أرضا عامرة بأهلها وشعبها : العرب الكنعانيين اليبوس ، وكان لأكبر مدن فلسطين آنذاك – القدس – ملك عربي ، أحسن استقبال الجد الأول – إبراهيم عليه السلام- ذلك الجد الذي ظل طيلة عيشه في أرض فلسطين مستشعرا غربته بين أهلها ، ولم يتملك من أرضها شبرا واحدا ، لدرجة أنه في آخر حياته وحين توفت زوجته سارة، كان يسأل الفلسطينيين ، أن يعطوه قدر قبر يدفن فيه إمرأته ، أي أنه دفن امرأته – سارة – في مقبرة صدقة منحها إياه الفلسطينيون !
وبرغم كل ذلك نجد محترفي الكذب والتضليل هؤلاء- الصهاينة – يزيفون حقائق التاريخ، ويتنكرون لآيات الكتاب الذي يتعبدون به ، ويزعمون أنهم أصحاب أرض كانت بلا شعب ، ويسدون هذه الأكاذيب في عقول الأجيال من أبنائهم ، أو قراء صحفهم ، ومتلقي إعلامهم في أطراف الأرض وليس في أمريكا أو أوروبا أو إسرائيل فحسب .
ورد في التوراة ( سفر التكوين / إصحاح 23 /آية 4 ) على لسان سيدنا إبراهيم – عليه السلام - ، مخاطبا أهل مدينة حيروق ( الخليل حاليا) : {أنا غريب نزيل عندكم أعطوني ملك قبر معكم لأدفن فيه ميتي } .
وبينما يعود الوجود الكنعاني اليبوسي ( العربي ) بتلك المنطقة إلى ثلاثة آلاف عام ق.م نجدنا لا نسمع بأي وجود للآراميين أو لسيدنا إبراهيم- عليه السلام - بهذه المنطقة قبل عام 1600 ق.م ، فإن نزوح القبائل الآرامية من بلاد ما بين النهرين ، واستيطانها في الأراضي السورية ، يعود إلى ما بين 1600 – 1200 ق.م، أي بعد ( 1500) عام – تقريبا – من بدء تعمير العرب الكنعانيين ، للأراضي السورية الفلسطينية.
إن المصادر اليهودية ، قبل العربية والإسلامية ، تشهد بعروبة فلسطين ، ومدينة القدس ، وأبرز ما انتهت إليه هذه المراجع ، هو اعترافها – خاصة دائرة المعارف اليهودية – بأن فلسطين لم تصبح بلادا عربية بسبب الفتح ( المحمدي ) فحسب ، ولكن لأن العرب كانوا قد أتوا إليها منذ قرون بعيدة عرفت بها هذه المدينة – باستثناء ( إليليا) و ( كوموديانا) – هي أسماء عربية ، حتى أورشليم وصهيون ، فقد اشتق العرب اسم
( صهيون ) من (الصوان) لشدة صلابة حجر جبل صهيون ، و (أورشليم) تعني ( مدينة سالم ) وهو سالم اليبوسي العربي مؤسس القدس .
عندما هاجر سيدنا إبراهيم إلى هذه المنطقة ،قادما من بلاد ما بين النهرين كان الكنعانيون حينئذ في الأرض، كما تذكر التوراة ، وكانت
( أورسالم ) يسكنها هؤلاء الكنعانيون ، ولهم ديانتهم وعلاقاتهم الخارجية وملكهم ،وتذكر التوراة أن أمير ( يبوس ) أو ( أورسالم ) في ذلك العهد هو ( ملكي صادق ).
لقد ورد اسم الرابية ( صهيون ) للمرة الأولى في العهد القديم ، علما على حصن يبوس ، فتحه النبي داود وسماه ( مدينة داود)
برغم أن اسم ( صهيون ) قد ذكر أكثر من مائة مرة في العهد القديم ، وتردد كثيرا في سفري ( إشعياء) و( المزامير) ، فهو اسم لمجرد جزء من يبوس أو أورشليم .
وأحيانا يطلق هذا الاسم ( صهيون ) على المدينة كلها ،من باب إطلاق اسم الجزء على الكل ، يقول أحد أنبياء اليهود ( عاموس) ، غاضبا على ذوي الثراء منهم ، المنغمسون في الترف : { ويل للمستريحين في صهيون } ويقصد أورشليم.
والحقيقة أن الآية التوراتية { وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض } ليست هي الوحيدة الدالة على أن أرض فلسطين كانت أرضا عربية ، قبل مجيء إبراهيم- عليه السلام - إليها ، وقبل ظهور إسحاق ويعقوب وسليمان وداود- عليهم السلام -.
هناك آيات أخريات في التوراة تؤكد عروبة أرض فلسطين وتؤكد سبق الوجود العربي بها على أي وجود آخر.
تقول التوراة ( التكوين / 12:5) : { فأخذ إبرام – إبراهيم – ساراي امرأته ولوطا ابن أخيه وخرجوا ليذهبوا إلى أرض كنعان ، فأتوا إلى أرض كنعان } ، وتقول ( تكوين / 21-22-24) :{...ورجعا إلى أرض الفلسطينيين } ، { ....وتغرب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أياما كثيرة } .
كذلك تذكر التوراة أن إسحاق ابن إبراهيم- عليهما السلام- لم يولد في فلسطين ، وإنما ولد وأقام في " جرار" ، التي شهدت غربة أبيه إبراهيم عن الأرض المقدسة ، بعض أيام أخرى.
تقول التوراة ( تكوين / 2: 1-2 ) : { وانتقل إبراهيم إلى أرض الجنوب ..وتغرب في جرار} .
وتقول التوراة ( تكوين / 26:6) { فأقام إسحاق في جرار }. وكذلك كان شأن يعقوب – عليه السلام -من بعد.
فإن يعقوب- عليه السلام – المسمى بإسرائيل فيما بعد – كان قد ولد وعاش وتزوج خارج فلسطين وأنجب جميع أبنائه خارجها . تقول التوراة
( تكوين /28:1-2) : { فدعا إسحاق يعقوب وباركه وأوصاه ، وقال له : لا تأخذ زوجة من بنات كنعان ،قم فاذهب إلى فَدَان أرام } .
و( فدان أرام ) هذه ، على الحدود السورية التركية ، كما توضح خريطة الشرق الأوسط في العهد القديم ، المطبوعة على الغلاف الداخلي للكتاب المقدس .
ثم إن يعقوب- عليه السلام - وأولاده رحلوا – لاحقا – إلى مصر ، كما تؤكد المصادر الدينية التاريخية .تقول التوراة ( تكوين / 47:7)
{ وجاؤوا إلى مصر يعقوب وكل نسله معه } ، وتقول ( خروج / 12:4) : { وأما إقامة بني إسرائيل – يعقوب – التي أقاموها في مصر فكانت أربعمائة وثلاثين سنة } .
وتحديدا كان رحيل يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم- عليهم السلام - إلى مصر عام 1620 ق .م ، في عهد ملك مصر رمسيس الثاني
خرج بهم موسى- عليه السلام- من مصر فارا بهم من مذلة المصريين لهم ، كما تقرر التوراة في سياقات عدة .
وبرغم أن النبي موسى- عليه السلام - خرج ببني إسرائيل من مصر قاصدا فلسطين ، فارا بهم من مذلة المصريين ، طامعا في جوار الفلسطينيين ، فلم يشأ الله أن يصل موسى إلى فلسطين البتة .
تقول التوراة ( خروج / 17:3) : { فقلت أصعدكم من مذلة مصر إلى أرض الكنعانيين والحيثيين والأموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين ، إلى أرض تفيض لبنا وعسلا } .
ثم تقول – في خطاب الله لموسى- عليه السلام – ( سفر التثنية / 34:24): {...قد أريتك إياها – الأرض المقدسة – ولكنك إلى هناك لا تعبر }.
غير أن نبي بني إسرائيل ( يوشع بن نون ) تمكن من الدخول بهم إلى بيت المقدس ، وصب لهم قبة خشبية على صخرة بيت المقدس ، يصلون إليها ، فلما بادت صلوا إلى محلها – الصخرة – وظلت الصخرة قبلة الأنبياء حتى زمن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم –.
على مدى التاريخ العربي للقدس وفلسطين ، الذي يمتد إلى خمسة آلاف عام ، تمكن اليهود – الصهاينة القدامى منهم خاصة – من الانقضاض على السلطة السياسية في البلاد ، بل حكموها عشرات من السينين المترامية على طول ذلك التاريخ ، لكن ظلت القدس عربية ، حتى آخر أنبياء بني إسرائيل – المسيح - عليه السلام – وحتى أعاد المسلمون العرب فتحها وتكريس أو تأكيد عروبتها.
ورد في الكتاب المقدس ( أعمال الرسل/ الإصحاح الثاني ) أن خطاب السماء – الوحي – النازل من السماء إلى المسيح وتلامذته المحتشدين في أورشليم / القدس ، كان يتحدث إلى هؤلاء بالعربية ، إلى جانب اللغات الأخرى لبقية قاطني المدينة من اليهود وغيرهم .
عن رابطة أدباء الشام
د. عبد التواب مصطفى
هذه النقطة على قدر كبير من الأهمية ، لتفنيد الزيف والكذب والتدليس ، الذي يروج له اليهود والبروتستانت والصهاينة في الغرب ، وينشئون عليه أبناءهم ، وكل من تصله دعايتهم المضللة ، أو يتربى ويتعلم في مدارسهم .
فحوى ذلك الكذب والتضليل الصهيوني هو القول بأن اليهود هم أول من عمر أرض فلسطين ، وأنه لم يكن لتلك الأرض أهل أو شعب يسكنها قبل اليهود .
وبالطبع { كبرت كلمة تخرج من أفواههم ، إن يقولون إلا كذبا } .
إن كلمات ومقولات الدعاية الصهيونية ، قد كبرت وعظمت في زيفها ، وفي بهتانها وفي تضليلها ، لأنها لا تكذب على التاريخ فحسب ، بل تكذب على الكتاب المقدس الذي يتعبد به هؤلاء في معابدهم ، ويتاجرون به خارجها.
إن الكتاب المقدس – التوراة – الذي هو مرجعية كل الصهاينة من اليهود ، وصنائعهم البروتستانت ، يقرر أن الآباء الأوائل لليهود ، نزلوا أرض فلسطين ، في أول الأمر كلاجئين أو غرباء ، فقد كانت فلسطين أرضا عامرة بأهلها وشعبها : العرب الكنعانيين اليبوس ، وكان لأكبر مدن فلسطين آنذاك – القدس – ملك عربي ، أحسن استقبال الجد الأول – إبراهيم عليه السلام- ذلك الجد الذي ظل طيلة عيشه في أرض فلسطين مستشعرا غربته بين أهلها ، ولم يتملك من أرضها شبرا واحدا ، لدرجة أنه في آخر حياته وحين توفت زوجته سارة، كان يسأل الفلسطينيين ، أن يعطوه قدر قبر يدفن فيه إمرأته ، أي أنه دفن امرأته – سارة – في مقبرة صدقة منحها إياه الفلسطينيون !
وبرغم كل ذلك نجد محترفي الكذب والتضليل هؤلاء- الصهاينة – يزيفون حقائق التاريخ، ويتنكرون لآيات الكتاب الذي يتعبدون به ، ويزعمون أنهم أصحاب أرض كانت بلا شعب ، ويسدون هذه الأكاذيب في عقول الأجيال من أبنائهم ، أو قراء صحفهم ، ومتلقي إعلامهم في أطراف الأرض وليس في أمريكا أو أوروبا أو إسرائيل فحسب .
ورد في التوراة ( سفر التكوين / إصحاح 23 /آية 4 ) على لسان سيدنا إبراهيم – عليه السلام - ، مخاطبا أهل مدينة حيروق ( الخليل حاليا) : {أنا غريب نزيل عندكم أعطوني ملك قبر معكم لأدفن فيه ميتي } .
وبينما يعود الوجود الكنعاني اليبوسي ( العربي ) بتلك المنطقة إلى ثلاثة آلاف عام ق.م نجدنا لا نسمع بأي وجود للآراميين أو لسيدنا إبراهيم- عليه السلام - بهذه المنطقة قبل عام 1600 ق.م ، فإن نزوح القبائل الآرامية من بلاد ما بين النهرين ، واستيطانها في الأراضي السورية ، يعود إلى ما بين 1600 – 1200 ق.م، أي بعد ( 1500) عام – تقريبا – من بدء تعمير العرب الكنعانيين ، للأراضي السورية الفلسطينية.
إن المصادر اليهودية ، قبل العربية والإسلامية ، تشهد بعروبة فلسطين ، ومدينة القدس ، وأبرز ما انتهت إليه هذه المراجع ، هو اعترافها – خاصة دائرة المعارف اليهودية – بأن فلسطين لم تصبح بلادا عربية بسبب الفتح ( المحمدي ) فحسب ، ولكن لأن العرب كانوا قد أتوا إليها منذ قرون بعيدة عرفت بها هذه المدينة – باستثناء ( إليليا) و ( كوموديانا) – هي أسماء عربية ، حتى أورشليم وصهيون ، فقد اشتق العرب اسم
( صهيون ) من (الصوان) لشدة صلابة حجر جبل صهيون ، و (أورشليم) تعني ( مدينة سالم ) وهو سالم اليبوسي العربي مؤسس القدس .
عندما هاجر سيدنا إبراهيم إلى هذه المنطقة ،قادما من بلاد ما بين النهرين كان الكنعانيون حينئذ في الأرض، كما تذكر التوراة ، وكانت
( أورسالم ) يسكنها هؤلاء الكنعانيون ، ولهم ديانتهم وعلاقاتهم الخارجية وملكهم ،وتذكر التوراة أن أمير ( يبوس ) أو ( أورسالم ) في ذلك العهد هو ( ملكي صادق ).
لقد ورد اسم الرابية ( صهيون ) للمرة الأولى في العهد القديم ، علما على حصن يبوس ، فتحه النبي داود وسماه ( مدينة داود)
برغم أن اسم ( صهيون ) قد ذكر أكثر من مائة مرة في العهد القديم ، وتردد كثيرا في سفري ( إشعياء) و( المزامير) ، فهو اسم لمجرد جزء من يبوس أو أورشليم .
وأحيانا يطلق هذا الاسم ( صهيون ) على المدينة كلها ،من باب إطلاق اسم الجزء على الكل ، يقول أحد أنبياء اليهود ( عاموس) ، غاضبا على ذوي الثراء منهم ، المنغمسون في الترف : { ويل للمستريحين في صهيون } ويقصد أورشليم.
والحقيقة أن الآية التوراتية { وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض } ليست هي الوحيدة الدالة على أن أرض فلسطين كانت أرضا عربية ، قبل مجيء إبراهيم- عليه السلام - إليها ، وقبل ظهور إسحاق ويعقوب وسليمان وداود- عليهم السلام -.
هناك آيات أخريات في التوراة تؤكد عروبة أرض فلسطين وتؤكد سبق الوجود العربي بها على أي وجود آخر.
تقول التوراة ( التكوين / 12:5) : { فأخذ إبرام – إبراهيم – ساراي امرأته ولوطا ابن أخيه وخرجوا ليذهبوا إلى أرض كنعان ، فأتوا إلى أرض كنعان } ، وتقول ( تكوين / 21-22-24) :{...ورجعا إلى أرض الفلسطينيين } ، { ....وتغرب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أياما كثيرة } .
كذلك تذكر التوراة أن إسحاق ابن إبراهيم- عليهما السلام- لم يولد في فلسطين ، وإنما ولد وأقام في " جرار" ، التي شهدت غربة أبيه إبراهيم عن الأرض المقدسة ، بعض أيام أخرى.
تقول التوراة ( تكوين / 2: 1-2 ) : { وانتقل إبراهيم إلى أرض الجنوب ..وتغرب في جرار} .
وتقول التوراة ( تكوين / 26:6) { فأقام إسحاق في جرار }. وكذلك كان شأن يعقوب – عليه السلام -من بعد.
فإن يعقوب- عليه السلام – المسمى بإسرائيل فيما بعد – كان قد ولد وعاش وتزوج خارج فلسطين وأنجب جميع أبنائه خارجها . تقول التوراة
( تكوين /28:1-2) : { فدعا إسحاق يعقوب وباركه وأوصاه ، وقال له : لا تأخذ زوجة من بنات كنعان ،قم فاذهب إلى فَدَان أرام } .
و( فدان أرام ) هذه ، على الحدود السورية التركية ، كما توضح خريطة الشرق الأوسط في العهد القديم ، المطبوعة على الغلاف الداخلي للكتاب المقدس .
ثم إن يعقوب- عليه السلام - وأولاده رحلوا – لاحقا – إلى مصر ، كما تؤكد المصادر الدينية التاريخية .تقول التوراة ( تكوين / 47:7)
{ وجاؤوا إلى مصر يعقوب وكل نسله معه } ، وتقول ( خروج / 12:4) : { وأما إقامة بني إسرائيل – يعقوب – التي أقاموها في مصر فكانت أربعمائة وثلاثين سنة } .
وتحديدا كان رحيل يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم- عليهم السلام - إلى مصر عام 1620 ق .م ، في عهد ملك مصر رمسيس الثاني
خرج بهم موسى- عليه السلام- من مصر فارا بهم من مذلة المصريين لهم ، كما تقرر التوراة في سياقات عدة .
وبرغم أن النبي موسى- عليه السلام - خرج ببني إسرائيل من مصر قاصدا فلسطين ، فارا بهم من مذلة المصريين ، طامعا في جوار الفلسطينيين ، فلم يشأ الله أن يصل موسى إلى فلسطين البتة .
تقول التوراة ( خروج / 17:3) : { فقلت أصعدكم من مذلة مصر إلى أرض الكنعانيين والحيثيين والأموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين ، إلى أرض تفيض لبنا وعسلا } .
ثم تقول – في خطاب الله لموسى- عليه السلام – ( سفر التثنية / 34:24): {...قد أريتك إياها – الأرض المقدسة – ولكنك إلى هناك لا تعبر }.
غير أن نبي بني إسرائيل ( يوشع بن نون ) تمكن من الدخول بهم إلى بيت المقدس ، وصب لهم قبة خشبية على صخرة بيت المقدس ، يصلون إليها ، فلما بادت صلوا إلى محلها – الصخرة – وظلت الصخرة قبلة الأنبياء حتى زمن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم –.
على مدى التاريخ العربي للقدس وفلسطين ، الذي يمتد إلى خمسة آلاف عام ، تمكن اليهود – الصهاينة القدامى منهم خاصة – من الانقضاض على السلطة السياسية في البلاد ، بل حكموها عشرات من السينين المترامية على طول ذلك التاريخ ، لكن ظلت القدس عربية ، حتى آخر أنبياء بني إسرائيل – المسيح - عليه السلام – وحتى أعاد المسلمون العرب فتحها وتكريس أو تأكيد عروبتها.
ورد في الكتاب المقدس ( أعمال الرسل/ الإصحاح الثاني ) أن خطاب السماء – الوحي – النازل من السماء إلى المسيح وتلامذته المحتشدين في أورشليم / القدس ، كان يتحدث إلى هؤلاء بالعربية ، إلى جانب اللغات الأخرى لبقية قاطني المدينة من اليهود وغيرهم .
عن رابطة أدباء الشام
التعديل الأخير: