سعوديون متخصصون في "توضيب" وصيانة طائرات "إف 15" يحققون أعلى مستوى جودة
إبحار) اقتصاد / لا تتجاوز مساحتها الخمسة آلاف متر مربع، وهي مساحة صغيرة جداً مقارنة بنظيراتها العالمية في نفس التخصص، تتربع عليها شركة متخصصة في صيانة الطائرات بأحد الأحياء على أطراف مدينة الرياض، إلا أن ذلك لم يحل دون تحقيقها أعلى نسبة إنتاج في الصيانة و"التوضيب" بلغت 130 جزءا من محركات الطائرات المقاتلة "F15" في عام 2007 ، بطاقم فني سعودي في وظائف نادرة ومتخصصة إذ تجاوزوا نسبة الـ89% من إجمالي العاملين في الشركة، محققين بذلك رقما قياسيا عالميا على مستوى شركات عمرة أو "توضيب" وصيانة محرك طائرات إفـ 15 ، ومتقدمين بذلك على عدد من الشركات المنافسة في العالم، ومنها الشركة المصنعة نفسها "بات أند وتني" التي يرمز لها بالحرفين الأولين من اسمها المركب "PW"، كما توجت أيضا في نفس العام كأفضل شركة عالمياً على مستوى الجودة.
وتعد شركة الشرق الأوسط لصيانة محركات الطائرات، إحدى شركات التوازن الاقتصادي ويشمل عملها كافة المحركات النفاثة، حيث قامت "الوطن" بجولة فيها مطلع الأسبوع الماضي برفقة رئيس الشركة التنفيذي المهندس محمد البنيان وهو ضابط سابق متقاعد من القوات الجوية الملكية السعودية، ونائبه لشؤون التطوير الاستراتيجي المهندس زياد اليحيى، واطلعت على مراحل العمل في صيانة و"توضيب" محرك الطائرة المقاتلة "F15"، وكلمة التوضيب أو العمرة تعني إرجاع المحرك إلى حالته الجديدة بعد انتهاء عمره الافتراضي، بتغيير بعض القطع في أجزائه الرئيسية، أو إصلاحها الذي تحدده أجهزة عالية الدقة ذات مجسات استشعار إلكترونية.
ويمر المحرك أثناء العمل على صيانته أو توضيبه بخمس مراحل متتالية ويطلق على تلك الأقسام التي يمر عليها المحرك اسم "خلايا" في إشارة إلى تشبيهها بخلايا النحل، وما يتم فيها من عمل دؤوب متواصل و إنتاج وفير متنام، وهي بعدد أجزاء المحرك الخمسة التي تبدأ بالمروحة، فقلب المحرك، ثم التوربينات العادي والعالي، ليأتي بعدها الجير بوكس وهو الجزء الذي يطلق عليه عقل المحرك إذ إنه يعتمد في عمله على الإشارات الإلكترونية القادمة من قائد الطائرة، ويحولها كأوامر لباقي أجزاء المحرك.
وحققت الشركة هذا الإنجاز بكوادرها السعودية، وتعمل إدارتها من خلال مكاتب لا تتجاوز الـ15 مكتبا، وفي مساحات صغيرة مقارنة بمثيلاتها من الشركات المعروفة على مستوى العالم.
ويبدأ العمل في الشركة باجتماع في الساعة السابعة صباحاً، يتم خلاله مراجعة البرنامج اليومي للعاملين، ويقوم العاملون بعد نهاية هذا الاجتماع بتمشيط أرضية العمل من أي شيء قد يكون سقط عليها جراء العمل في اليوم السابق، وهذا ما دعا مرافقنا المهندس زياد اليحيى وهو الضابط المتقاعد أيضا كما هي حال رئيسه من القوات الجوية الملكية السعودية والمتخصصين منذ بدايتهما العملية في هذا النوع من الأعمال الدقيقة لتفسيره على أنه تطبيق لمعايير دولية تخضع لها مثل تلك الأعمال التي تتطلب زيادة في الحذر حتى لا يلتقط المحرك أي أشياء تسقط على الأرض دائما مثل قطع الكرتون الصغيرة أو ما شابهها، مما قد ينتج عنه كارثة جوية يتعرض لها قائد الطائرة وطائرته.
وتخضع الشركة لعقوبات من قبل الحكومة السعودية أو نظيرتها التي تملك حق الأسرار التقنية لهذا المحرك، إذ تواجه هذه الشركة في حالة تسريب أسرار هذا المحرك لشركات منافسة، أو دول تبحث عن هذه الأسرار التقنية، عقوبات تصل إلى حد إغلاق الشركة أو تغريمها مبلغا يتجاوز الخمسة ملايين دولار في الحد الأدنى، مما يضطر العاملين فيها إلى تغطية الأجزاء المكشوفة من المحرك أثناء العمل عليه، أمام أعين الغرباء، الذين يزورون موقع الشركة ويطلعون على سير العمل فيها.
وقامت شركة الشرق الأوسط لصيانة محركات الطائرات منذ بداية إنتاجها في عام 2001 إلى نهاية عام 2007 بصيانة وتوضيب 496 جزء محرك منها 130 جزءا في العام الأخير وحده الذي حققت بموجبه المركز الأول على الشركات المنافسة لها على مستوى العالم، كما أنها بدأت إنتاجها مطلع هذا العقد بنسبة سعودة للعاملين فيها لم تبلغ الـ28 %، ولكنها ختمت العام الماضي بنسبة سعودة لوظائفها كافة تجاوزت الـ89 %.
وتعمل الشركة من خلال قدراتها وإمكانياتها التي تصل إلى صيانة وعمرة محركات إفـ 100-220 200 أي "توضيب كامل"، كما تقوم بالتنظيف الكيميائي والاختبار غير الضار للمحرك، والفحص الفني، والمعايرة، والتوازن، والتحليل الهندسي والتحقيق.
http://www.ebhare.com/news.php?action=show&id=1889