Cia أسطورة .... وحقيقة .... ووهم ............, المخابرات والجاسوسية والتجسس

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
Cia أسطورة .... وحقيقة .... ووهم ............, المخابرات والجاسوسية والتجسس





CIA لا يمكن تداول مواضيع الجاسوسية دون التطرق إلي جهاز المخابرات الأمركزي الأمريكي المعروف بإسم سي آي إيه ... و إلي جهاز التجسس السوفييتيKGB كي جي بي "حاليا إف إس بي FSP" ... وإلي جهاز المخابرات البريطاني إم آي 6 وإلي جهاز التجسس الفرنسي دوزييم بيرو وإلي جهاز التجسس الأسرائيلي "موساد" وإلي جهاز التجسس المصري "المخابرات العامة المصرية" ... وإلي جهاز المخابرات الألماني بي أن دي BND ... المعروف سابقا بإسم "منظمة جيهلين" .. وإلي جهاز المخابرات السوري المعروف بإسم "المكتب الثاني" وإلي جهاز مخابرات ألمانيا الديموقراطية المروف بإسم " MfS " الذي كان يقوده ماركوس وولف المشهور بإسم ميشا





د. يحي الشاعر



اقتباس:

الفصل الاول
الاستخبارات الامريكية
النشأة و الاقسام والأعمال

20070822www000000354200ko5.jpg


[/b]
الموقع و الاقسام:

يقع مركز الاستخبارات المركزية في ضاحية "لانغلي" وتبعد 15 كلم عن واشنطن العاصمة وهو مركز محصن تحصينا طبيعيا بوجود نهر "بوتوماك"، فضلا عن الحراسة المشددة عليه والكاميرات التلفزيونية والميكروفونات الالكترونية المسلطة على المنطقة المحيطة ليلا ونهارا. وتبلغ مساحة هذا المركز حوالي 125 ألف متر مربع، بينما بلغت تكاليف الإنشاء عام 1966 ، 46 مليون دولار، ويحيط بالمبنى سوار يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار تعلوه أسلاك شائكة. وتحتفظ الوكالة ببعض الأبنية لاستعمالها تحت أسماء مستعارة.
يقدر عدد العاملين فيها بحوالي 250 ألف موظف وجاسوس يقدمون خلاصة أعمالهم في تقرير يطلع عليه الرئيس الأمريكي صباح كل يوم .
النشاط التجسسي تضمه 100 مليون وثيقة كل عام و40 طناً من الوثائق يتم التخلص منها كل يوم.
ولكي نعطي بعض المعلومات المختصرة عن هذا الجهاز الأمني علينا أن توضح مايلي:
كان يوجد في الولايات المتحدة ثلاثة أجهزة للمخابرات تقوم بعملية التنصت داخل الولايات المتحدة وخارجها وهي:
وكالة الأمن القومي (NSA):

وهي أكبر هذه الأجهزة في موضوع التنصت هو (NSA) دون شك. وكالة الأمن القومي NSA الأذن الكبيرة الاسم الذي يستحق أن يسمى به جهاز الأمن في الولايات المتحدة وأكثرها سرية،وظيفته القيام بالتنصت على جميع المحادثات والمخابرات والاتصالات بين جميع الدول والمؤسسات، عدد العاملين في هذا الجهاز كان عام 1975م( 120.000) مائة وعشرين ألفاً، أما الآن فلا أحد يعرف عددهم، وإن كان من المؤكد أن العدد قد تضاعف ربما أكثر من مرة، ولكي يأخذ القارئ فكرة تقريبية عن مدى أهمية هذا الجهاز، نقول إنه يأخذ 80% من الميزانية التي تخصصها الولايات المتحدة الأمريكية لمختلف أنشطتها الاستخبارية والتي كانت تقدر بـ27 مليار من الدولارات في العام الواحد.
وتم تشكيل هذا الجهاز الأمني في 24- 10- 1952م بأمر من هاري ترومان ـ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك ـ، ولم يعرف بأمر تشكيل هذا الجهاز لا الرأي العام الأمريكي ولا حتى الكونجرس، وكانت تعليمات الرئيس هي قيام هذا الجهاز بالتنصت على نطاق عالمي.
قام الجهاز في بداية الأمر بالتنصت على المخابرات التي تتم بالشفرات بين الدبلوماسيين، وكذلك بين الضباط من الرتب العالية في جميع أنحاء العالم، ثم شمل نشاط التنصت جميع المخابرات والاتصالات الجارية في العالم (سواء أكانت بالهاتف الاعتيادي أم بالهاتف النقال أم بالفاكس)، ولاسيما للأشخاص المهمين من رؤساء الدول والحكومات، والوزراء، والضباط، ورؤساء الأحزاب، ورجال الأعمال المهمين... إلخ، وهو يستخدم في هذا السبيل محطات التنصت المبثوثة في جميع أنحاء العالم (في القواعد والمطارات العسكرية، وفي السفن الحربية، والغواصات، والطائرات العسكرية، والأقمار الصناعية).
بعد مدة قصيرة من تشكيل (NSA) عام 1952م صدر تعميم سري يحدد مجال عمل وحدود نشاط كل من: (NSA) و(CIA) لكي لا يكون هناك أي تصادم أو تداخل بينهما، وبعد عام واحد جرى الشيء نفسه بين (CIA) وبين (FBI)، حيث سمح لـ(CIA) باستعمال الأجهزة الإلكترونية للتنصت شريطة عدم التصادم مع نشاط (FBI).
مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI):

ويعرف اختصارًا باسم إف. بي. آي، شعبة المباحث الرئيسية في وزارة العدل الأمريكية. فإن الأف.بي.آي هي التي تهتم بالأمن القومي الداخلي.
ويُطلق على المحقِّقين في هذا المكتب اسم هيئة المحققين الخصوصية، ويُشرف على مكتب التحقيقات الفيدرالي مدير، يعينه الرئيس بعد موافقة مجلس الشيوخ، ويقع مقره في المركز الرئيسي للمكتب في واشنطن في مقاطعة كولومبيا.
ويضم مكتب التحقيقات الفيدرالي ما يقارب ستين فرعًا في الولايات المتحدة وفي بورتوريكو، وخمسة عشر فرعًا آخر في بلدان أخرى. كما يضم المكتب نحو 22 ألف رجل وامرأة، منهم حوالي 9,400، يعملون في هيئة المحققين الخصوصية. وتبلغ ميزانية المكتب السنوية حوالي بليون ونصف بليون دولار أمريكي.
ويضم قسمُ الأحوال الشخصية التابع لمكتب التحقيقات أكبر مجموعة في العالم من بصمات الأصابع؛ حيث تحتوي ملفاته على 185 مليون بصمة منها بصمات لأكثر من 100 مليون مشتبه. وتساعده هذه البصمات على التعرف على نحو 55,000 من المشتبه فيهم. أما المعمل فيُعد من أفضل معامل الجريمة في العالم، حيث يقوم علماء مكتب التحقيقات الفيدرالي بفحص مايزيد على 900 ألف قطعة من الأدلة في كل عام، بما في ذلك الطلقات النارية ونماذج الكتابات اليدوية وآثار الإطارات. أما المركز القومي لمعلومات الجريمة فمُزَوَّد بنظام تخزين المعلومات في الحاسوب، حيث يُخَزَّن فيه نحو 20 مليون سِجِل تتعلق بأشخاص مشتبه فيهم أو بممتلكات مسروقة. ويقدم المركز معلومات وإجابات لنحو 605,000 استفسار وسؤال تصله في اليوم الواحد. ويُقدِّم المعهد التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي في كوانتيكو في ولاية فرجينيا تدريبات في الطرق المتقدمة لمحاربة الجريمة.
وبعد أن قام ترومان بإصدار تعليمات أعطت الـ(FBI) صلاحية التنصت على أي شخص فيما يتعلق بأمن البلد دون أخذ إذن من أحد أو من أي جهة، سرعان ما أدى استعمال هذه الصلاحية الواسعة إلى مشكلات كبيرة، كما استغلت استغلالاً سيئاً ضد العديد من المثقفين والكتَّاب ، الذين اتهموا بمساعدة الشيوعية، كما استغلت ضد معارضي حرب فيتنام، لذا قامت المحكمة العليا الأمريكية عام 1972م بإصدار قرار أبطلت بموجبه هذه الصلاحية، ومنعت التنصت دون إذن من المحكمة ـ على أي مواطن أمريكي ليست له علاقة مع القوى الخارجية.
ولكن هذا القرار لم يستطع أن يكون سداً ومانعاً لعمليات التنصت، فقد تبين عام 1973م أنه تم التنصت على ستمائة مواطن أمريكي، وعلى ستة آلاف أجنبي يعيشون في الولايات المتحدة، وكان ضمن هذه المكالمات المسجلة مكالمات للسيناتور روبرت كندي ـ الذي قُتِل عام 1988م مع سوم جينكانا، و الذي كان من أكبر رؤساء المافيا آنذاك..
وكالة المخابرات المركزية (CIA):

بينما يتركز نشاط وكالة (NSA) على التنصت الإلكتروني نرى أن وكالة المخابرات الأمريكية (CIA) إضافة إلى قيامها بالتنصت تقوم بنشاطات وفاعليات تجسسية تعتمد على الأفراد، لذا يتم تدريب الجواسيس عندها على جميع الأنشطة التجسسية ولكن أهم نشاط لها وأهم مصدر للمعلومات عندها هو التسلل إلى مخابرات الدول الأخرى، وتصيد عملاء لها من بين أفراد تلك المخابرات، كما تقوم بتبادل المعلومات الاستخبارية مع الدول الصديقـة.
وكالة المخابرات الأمريكية (CIA) تملك اقمار تجسس واجهزة حاسوب عملاقة في مدينة (فورت ميد - ماريلاند) تتنصت بها على جميع الاتصالات التي تجرى في العالم، وتصل بريطانيا الى جزء من هذه المعلومات وذلك لان مقر الاستخبارات البريطاني في شيلتنهام يساهم في جميع هذه المعلومات ويجمع بعضا من المعلومات التي يتم اعتراضها والتي تريدها اميركا من اجل اغراضها الخاصة.
أن من المعلومات التي حصل عليها الطلاب الإيرانيون عندما احتلوا السفارة الأمريكية بعيد ثورة ( الخميني) سنة 1979م أن المخابرات الأمريكية (CIA) كانت تدفع أكثر من 250 ألف مرتب شهري لعملاء في منطقة الشرق الأوسط وحدها و تتراوح مراكزهم من رؤساء دول إلى وزراء وقيادات حزبية وسياسية حاكمة ومعارضة على حد سواء وتتسلسل المراتب من العملاء , لتصل إلى تجار و فنانين وكناسين في الشوارع !!!. وتبلغ ميزانيّة الأجهزة الأمنيّة حوالي 30 مليار دولار يذهب عشرها إلى السي.آي.أيه. أما البقية فتذهب بمعظمها إلى التكنولوجيا الحديثة، والمتعلّقة بالتنصّت والفضاء والتصوير الجوّي.
ويترأس رئيس وكالة الاستخبارات المركزيّة صُوريّا هذه التركيبة الأمنية، وذلك لأن أهم ثلاث وكالات استخباراتيّة هي فعليّا تحت سيطرة العسكر، أو وزارة الدفاع والمتمثلّة بـ: مكتب الاستطلاع الوطني (NRO) والذي يهتم بصور الأقمار، والـ U-2. ووكالة التصوير والخرائط (NIMA). أما الثالثة فهي وكالة الأمن الوطنيّة (NSA) والتي تتنصّت على العالم أجمع استنادا إلى ما كتبه جيمس بامفورد في كتابه "كتلة من الأسرار" (BODY of SECRETS). يُضاف إلى هذا وكالة الاستعلام للدفاع.
كذلك هناك أجهزة أمنية تابعة لكل من الوزارات التالية: الخارجيّة، المال والطاقة. مع التذكير بأنه يوجد جهاز استخباراتي لكلّ اختصاص من القوى العسكريّة الأميركية يُطلق عليه تسمية -J2 .
إذن مع تركيبة معقّدة كهذه تتناقض في الصلاحيّات، يبدو أن العمل الأمني فاشلاً.
ومع أن الجهاز الأمني أو الوكالة الأمنية تتعاون مع وكالات مشابهة لها في إنجلترا، وكندا، ونيوزيلندا، وأستراليا ضمن نظام استخباري ضخم يُدعى (Echelon) إلا أن نشاطها وفاعلياتها لم تقتصر على التنصت على الاتحاد السوفييتي ودول حلف (وارسو)، بل تبين في عام 1960م أنها تنصتت على محادثات ومكالمات دول صديقة مثل فرنسا وإيطاليا.
يذكر انه لم ينكشف بعض فاعليات هذه الوكالة في الولايات المتحدة إلا عام 1975م عندما اعترف رئيس هذه الوكالة الجنرال (لوي آلن) أمام لجنة في الكونجرس بأنهم قاموا خلال أعوام 1967م ـ 1973م بالتنصت على مخابرات الآلاف من المواطنين الأمريكيين، كما أورد الكاتب الأمريكي جيمس بامفورد حقائق مثيرة عن الوكالة في (قصر اللغز Puzzle Palace)، حيث ذكر قيام الوكالة بالتنصت على المكالمات الشفرية للسياسيين والعسكريين، وقال: إن معدل الوثائق التي تصل إلى هذه الوكالة نتيجة نشاطها التجسسي يتراوح بين (50 ـ 100) مليون وثيقة كل عام، وأنه يتم حرق 40 طناً من الوثائق السرية يومياً.
وهناك الوكالات الحديثة مثل جهاز المخابرات الخاص بحماية المعلومات المخابراتية ورصد المعلومات التي يتم تبادلها عبر الأجهزة الإلكترونية وشبكات الكمبيوتر الذي يطلق عليه جهاز سايبر سيكبورويتي و أن هذا الجهاز يتبع أيضا لوزارة الأمن الوطني الداخلي وقد عين الرئيس بوش في نفس اليوم 13 آذار الجاري رئيسا له والضابط السابق في السي أي أيه ليسكوسكي ومساعدا لوزير الأمن الوطني الداخلي لشؤون حماية البنية التحتية والإلكترونية والكومبيوترية الأميركية من الاختراق والرصد.
ويذكر أن مجلس إدارة علوم المخابرا ت التابع ل سي أي أيه وهو مجلس يعنى بتطوير أجهزة التنصت والرصد الحديثة والفائقة الحساسية لا ستخدامها في مهام التجسس وجمع المعلومات.
في20 كانون الأول/ديسمبر، 2004- تقرر أن يشرف من يتولى منصب مدير الاستخبارات الوطنية الذي استحدثه قانون إصلاح الاستخبارات الجديد، على مجموعة مترابطة من الوكالات والمنظمات التابعة للسلطة التنفيذية والتي تعمل إما معاً أو كل على حدة.
وفي ما يلي بيان أصدره مكتب برامج الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية الأميركية يعدد هذه المنظمات الاستخباراتية ويوضح مسؤولية كل منها:


برامج الإعلام الخارجي

وزارة الخارجية الأميركية



استحدث قانون تعديل أجهزة الاستخبارات الأميركية منصب مدير للاستخبارات الوطنية يشرف على برامج عمل وميزانية أجهزة الاستخبارات الأميركية الخمسة عشر
فوفقاً لقانون إصلاح أجهزة الاستخبارات والحيلولة دون الإرهاب الاسلامي الذي أقره الكونغرس ووقعه الرئيس بوش محوّلاً إياه بذلك إلى قانون ساري المفعول، يتمتع المدير بسلطة استراتيجية لتحديد توجه موحد لجمع المعلومات الاستخباراتية والعمليات التي تقوم بها جميع أجهزة الاستخبارات، ويكون مسؤولاً عن جميع العمليات. كما يتمتع المدير بسلطة وضع وتحديد ميزانية الاستخبارات السنوية السرية.
وكان مدير الاستخبارات المركزية، الذي كان أيضاً مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، هو المسؤول في السابق عن تنسيق عمل أجهزة الاستخبارات الأخرى التي تشكل مجتمعة نظام الاستخبارات الأميركي، ولكنه لم يكن يتمتع بأي صلاحيات في مجال الميزانية أو التوظيف. أما الآن، فلم تعد سلطة التنسيق بين عمل الوكالات المختلفة من صلاحيات مدير الاستخبارات المركزية.
كما نص القانون الجديد على إنشاء مركز وطني لمكافحة الجهاد الاسلامي في العالم سيكون مسؤولاً عن تخطيط المهمات الاستخباراتية وعمليات مكافحة المجاهدين.
ولكن هيكلية الأجهزة الاستخباراتية الحالية، وهي مجموعة مترابطة من الوكالات والمنظمات التابعة للسلطة التنفيذية والتي تعمل معاً أو كل على حدة، ستبقى على حالها، أي كما تم إنشاؤها بموجب قانون الأمن القومي للعام 1947 للقيام بالنشاطات الاستخباراتية.
وتتضمن تلك النشاطات ما يلي:

جمع المعلومات التي يحتاجها الرئيس ومجلس الأمن القومي ووزيرا الخارجية والدفاع وغيرهم من المسؤولين في السلطة التنفيذية لتأدية مهماتهم ومسؤولياتهم.
إنتاج المعلومات الاستخباراتية وتحليلها وتوزيعها على صناع القرار؛ جمع المعلومات والقيام بنشاطات لحماية الولايات المتحدة من أي نشاطات استخباراتية موجهة ضدها، وأي نشاطات إرهابية أو نشاطات دولية تتعلق بالاتجار بالمخدرات، أو غيرها من النشاطات المعادية التي تقوم بها سلطات أجنبية أو منظمات أو أشخاص أو عملاء لديهم ضد الولايات المتحدة .
النشاطات الاستخباراتية الأخرى التي يأمر الرئيس بالقيام بها.
وفي ما يلي لمحة عامة عن:

أجهزة الاستخبارات الجديدة:
1- المنظمات الاستخباراتية التابعة للجيش والبحرية وسلاح الطيران ومشاة البحرية (المارينز)، التي تقوم كل منها بجمع ومعالجة المعلومات الاستخباراتية المتعلقة باحتياجات كل منها.
2- وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، وهي الوكالة التي تقدم معلومات استخباراتية خارجية حول مواضيع تتعلق بالأمن القومي لصناع القرار وواضعي السياسات الأميركية.
3-وكالة استخبارات خفر السواحل، وهي مسؤولة عن المعلومات المتعلقة بالحدود الأميركية البحرية والأمن الوطني.
4-وكالة استخبارات وزارة الدفاع، وهي الوكالة التي تقدم معلومات استخباراتية عسكرية موضوعية في الوقت المناسب لقادة مراكز قيادات مسارح العمليات الإقليمية وصناع القرار والمخططين للقوات المسلحة.
5- استخبارات وزارة الطاقة، وتقوم بتحليل معلومات عن الأسلحة النووية الأجنبية وانتشار الأسلحة النووية وقضايا استخباراتية مرتبطة بأمن الطاقة.
6- استخبارات وزارة الأمن الوطني، وهي الجهة التي تحول دون وقوع هجمات داخل الولايات المتحدة وتقلل قابلية تعرض الولايات المتحدة لعمل إرهابي، وتقلص الضرر الناجم عن مثل ذلك الهجوم إلى أدنى حد ممكن وتؤمن التغلب على أضراره في حال وقوعه.
7- استخبارات وزارة الخارجية: وهي الجهة التي تحلل المعلومات التي تؤثر على سياسة الولايات المتحدة الخارجية.
8 - استخبارات وزارة المالية، وتقوم بجمع ومعالجة المعلومات التي قد تؤثر على سياسات الولايات المتحدة المالية والنقدية، والمعلومات المتعلقة بتمويل الجهاد.
9-مكتب التحقيقات الفدرالي، وهو الجهة المسؤولة عن مكافحة المجاهدين، على الصعيدين المحلي والدولي، ومكافحة الجاسوسية (أو القيام بنشاطات تجسس مضاد)، والمعلومات المتعلقة بقضايا جنائية دولية.
10 - وكالة الاستخبارات الأرضية:الفضائية القومية، وهي الوكالة التي تقدم معلومات استخباراتية جغرافية دقيقة الصحة في الوقت المناسب متصلة بشكل وثيق بموضوع الأمن الأرضي/الفضائي لدعم الأمن القومي.
11-مكتب الاستطلاع القومي، ومهمته تنسيق جمع وتحليل المعلومات التي تحصل عليها الأسلحة المختلفة في القوات المسلحة الأميركية من طائرات الاستكشاف والأقمار الصناعية الاستطلاعية (أقمار التجسس)
12 - وكالة الأمن القومي: ومهمتها جمع ومعالجة إشارات معلومات الاستخباراتية الأجنبية توفير المعلومات للزعماء القوميين وقادة مراكز قيادات مسارح العمليات، وحماية أنظمة المعلومات الأمنية الأميركية من اختراقها.
13- مجموعة الاستخبارات الأميركية ( جميع مهمات وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة استخبارات وزارة الدفاع ووكالة الأمن القومي ومكتب الاستطلاع القومي ووكالة الاستخبارات الأرضية-الفضائية القومية بالاستخبارات. وعليه، فإن كل منظمة من هذه المنظمات تعتبر، برمتها، عضواً فيها.)
14- المنظمات الأخرى فمسؤولة في المقام الأول عن عمليات وقضايا غير الاستخبارات، ولكنها تتحمل أيضاً مسؤوليات استخباراتية. وفي هذه الحالات، يكون ذلك الجزء المسؤول عن القيام بالمهمة الاستخباراتية هو وحده جزءاً من مجموعة أجهزة الاستخبارات الأميركية.

ويقول خبراء مخابراتيون انه منذ تولي الجنرال نجروبونتي مسؤولية الاشراف على الوزارة الجديدة للاستخبارات و تقديم البيان الاستخباري اليومي الموجز للرئيس الاميركي جورج بوش، أصبحت وكالة المخابرات المركزية التي كانت تحدد يوما فحوى محتويات التقارير مجرد مساهم الى جانب اخرين مثل وكالات الاستخبارات التابعة لوزارتي الخارجية والدفاع (البنتاغون). ويقول مسؤولون سابقون ان هذه التطورات اثارت تكهنات بان المخابرات المركزية قد تفقد مهمتها التحليلية بالكامل لصالح نجروبونتي وتصبح مكرسة فقط لجمع المعلومات.

من ناحية أخرى تشير التقارير الصحفية التى راجت فى الآونة الأخيرة إلى أن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد قد طور جهاز المخابرات الدفاعية وأعاد تفسير قوانين الدولة لتسمح له بالسيطرة على كافة أعمال الجاسوسية فى أمريكا، بحيث لا يتكرر ما حدث مع بوش حين خرجت أجهزة بأفكار وتحليلات لا تؤيد توجهات القيادة السياسية فى خصوص العراق وأسلحة الدمار الشامل.


--------------------
 
اقتباس:
النشأة والقيادة:

بعد ان امر بوش بإنشاء وزارة خاصة بالمخابرات، و مع الأدوار الجديدة و الرئيسية والمقررة للمؤسسات المخابراتية الجديدة يصبح من الضروري إجراء قراءة استرجاعية لسلوك الجهاز منذ حقبة السبعينيات وحتى اليوم. وهي قراءة سنتجاوز فيها التفاصيل المعلنة بسبب مرور ثلاثين عاما عليها ( وصلت إلى نهاية عهد نيكسون – مر عليها 30 عاما ) في المقابل فإننا سوف نركز على المؤسسات والشركاء والمتعاقدون مع الجهاز. ذلك أن هؤلاء هم صناع سياسة بوش الذي تحول إلى مجرد دمية متحركة بين أيدي الجهاز والمؤسسات التابعة له.
ونعود الى النصف الثاني من السبعينيات حين كانت وكالة الاستخبارات المركزية وبطانتها غير الرسمية من العاملين السابقين في الأجهزة السرية ومن العملاء القدامى، إضافة إلى أنصارها في مختلف قطاعات المجتمع الأميركي، عاملاً رئيسيا في تعزيز مواقع الجناح اليميني المحافظ في السياستين الخارجية والأمنية للولايات المتحدة الأميركية. حيث من المتعارف عليه دعم اليمين ( الحزب الجمهوري ) للمخابرات ولدورها. في مقابل معارضة الحزب الديمقراطي لهذا الدور مع عمله على تقليص صلاحياتها.
لقد قامت التجمعات المالية والصناعية في تكساس وكاليفورنيا، وبينهم عمالقة صناعة الأسلحة، وفريق وزارة الدفاع ، ومعهم المجتمع الاستخباراتي الذي تقف الوكالة على رأسه ،بحكم تقديمها لمعظم الأموال، بنقل ملايين الدولارات وتحويلها إلى مراكز البحوث الملحقة بها، مثل مؤسسة راند في سانتا مونيكا ( وهي التي أصدرت ما عرف بتقرير راند الذي وضع السعودية من أهداف الولايات المتحدة في المرحلة القادمة ومعهد هوفر المتخصص بشؤون الحرب، ومركز الثورة والسلام في بالو ألتو ، ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة جورج تاون بواشنطن، ومعهد واشنطن للمشاريع التجارية، ومعهد التقنية في مساشوتس، وغيرها من المراكز البحثية، بهدف تطوير قاعدة فكرية تؤسس لسياسة قوة أميركية متجددة دون وجود أي من شروط واحتمالات ال " إذا " أو تبريرات أل " لكن" .
وفي عام 1973 دفع بارون جوزيف كورز joseph Coors إلى المدعو بول فيريتش Paul weyrich مبلغ 250 ألف دولار المطلوب كدفعة أولى لاستحداث "مؤسسة التراث" وهي عبارة عن مركز بحث خاص لترويج أفكار الجناح اليميني، وحتى قبل تسلم ورنالد ريغان منصب الرئاسة كانت هذه المؤسسة قد بدأت بتقديم توصياتها على نحو منتظم بشأن ضرورة توسيع سلطات أجهزة الاستخبارات.
ففي أواخر تشرين الثاني من عام 1984 طالبت مؤسسة التراث إدارة الرئيس ريغان بتنفيذ عمليات سرية شبه عسكرية في أفغانستان وأنغولا وكموديا وأثيوبيا وإيران ولاوس وليبيا ونيكاراغوا وفيتنام.
وفي إطار مؤسسة التراث هذه شكل فيريتش لجنة أسماها ب " لجنة بقاء الكونغرس حراً". بهدف تعزيز مواقع أعضاء الكونغرس اليمينين ، وبالتعاون مع ريتشارد فيجوري Ridchard viguerie (الذي كانت تستخدم مكاتب شركته الاستشارية الكائنة في ضاحية فولز تشرش قرب واشنطن كمراكز قيادة للحركة اليمينية الجديدة) وهارود فيليبس Hpward phillips (من مؤسسة مؤتمر المحافظين conservative caucus ) شكل فيريتش الحركة الشعبية المحافظة اليمينية المعروفة باسم الأكثرية الأخلاقية Moral Majority. كما تجدر الإشارة الى أن مشروع تصدير الديمقراطية للشرق الأوسط ( المعروف بمشروع باول للشراكة الاميركية الشرق أوسطية) قد أعلن في خطاب ألقاه لاول في هذه المؤسسة. الأمر الذي يعطينا فكرة عن الأدوار الوظيفية لهذه المؤسسة المدنية الطابع والإستخباراتية المضمون.
ولقد حاولت هذه الحركة حشد جماعات الضغط (اللوبي) من أجل إنجاح أعضاء الكونغرس اليمينيين. ومن أجل فوز اليمين في الانتخابات الرئاسية.
و يمكن مقارنة تشكيل مؤسسة التراث بتشكيل مركز الدراسات الدولية لدى معهد التقنية في ماساشوتس في عام 1951 والذي أنشئ أيضا بأموال وكالة الاستخبارات المركزية. ولا ننسى هنا أن استحداث مراكز البحث والدراسات الخاصة بالوكالة وتمويلها بالكامل سرا هو جزء من تقاليد الوكالة.
لقد تشكلت مؤسسة التراث في وقت قرر فيه العاملون داخل الوكالة ومن أطرافها اجتذاب تعاطف الجمهور أكثر باتجاه وكالة الاستخبارات المركزية وعملياتها السرية وتطوير استراتيجية استخبارية على المدى البعيد. وفي عامي 1973- 1974، أجبر عدد من ضباط الاستخبارات على الاستقالة أو هم استقالوا طواعية لكي يكرسوا أنفسهم لهذا الواجب. ثم التحق العديد منهم بجمعية ضباط الاستخبارات السابقين (ِAFIO ) وبمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS ) أوبمؤسسة التراث. وكان من بين هؤلاء الضباط ديفيد فيليبس David philips ( الرئيس الأسبق لقسم الجزء الغربي من الكرة الأرضية التابع لمديرية العمليات في الوكالة) الذي كان قد أسس لوبي المجتمع الاستخبارات متمثلا بجمعية ضباط الاستخبارات السابقين. التي سرعان ما انتسب إليها أكثر من 2000 ضابط استخبارات سابق كانوا قد انسحبوا من تسعة فروع من أجهزة الاستخبارات الأميركية. كما استقال راي كلاين Ray S Cline الضابط السابق في مكتب الخدمات الاستراتيجية (OSS) ونائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية بين عامي 1962- 1966 من عمله في مكتب الاستخبارات والأبحاث التابع لوزارة الخارجية في عام 1973 لكي يشغل منصبا قياديا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الذي تربطه صلات وثيقة بالوكالة. وكذلك ترك العديد من الضباط الوكالة (مع أنهم كانوا واعدين في مناصبهم) للالتحاق بمراكز البحث المخابراتية المموهة. وهكذا قدمت وكالة الاستخبارات الامريكية إسهامات فكرية كبيرة صبت في إطار المساعي التي كانت تبذلها الجماعات اليمينية المحافظة بهدف تعبئة القوى السياسية والرأي العام دعماً لجنوح الولايات المتحدة في السبعينيات نحو ممارسة أقصى حد من سياسة القوة والتدخل بشؤون الدول في العالم.
ومع الوقت تحولت وكالة الاستخبارات المركزية إلى مركز أكاديمي هام للبحث والتحليل وإلى راع للتوسيع في البحوث العلمية والتقنية. وعلى هذا الأساس قدم المئات من الكليات والجامعات والآلاف من العلماء خدماتهم للوكالة بهذا الشكل أو ذاك، فكانوا بذلك إما معتمدين عليها أو متأثرين بها أو منقادين إليها.
كان الهاجس الأوحد لوكالة الاستخبارات المركزية ينحصر في استخدام الصحافة ،داخل الولايات المتحدة وخارجها، بقصد التأثير والتوجيه والتلاعب بالرأي العام. ولكن مع تنامي إدراكها لما تتمتع به وسائل الإعلام من إمكانيات هائلة في التأثير على الجمهور. ورغبة منها في أن تزيد من فاعلية تضليلها الإعلامي الواسع النطاق سعت الوكالة ، ولا تزال تسعى ، لزرع عملائها في هيئات تحرير الصحف وفي دور النشر. بل أنها فوق هذا وذاك تقوم بشراء المزيد من دور النشر والصحف بشكل مباشر.
كما أن للوكالة علاقات متعددة الأوجه مع مجلات الرأي والفكر مثل "ببليك أوبيوين كومينتري ناشيونال" و " ناشيونال أنترست". حيث يذكر أن أرفنغكريستول ناشر مجلة ناشيونال انترست ،وأحد حاملي لواء الفكر اليميني الجديد في الولايات المتحدة، كان قد عمل في الخمسينيات رئيساً لتحرير مجلة " انكاونتر" الشهرية التي تمولها وكالة الاستخبارات المركزية .
ويرأس نورمان بودهوريتز تحرير مجلة "كومينتري" التي تهتم بالمهالجة التفصيلية للجوانب الاستراتيجية والتكتيكية للأنشطة الاستخباراتية. وهذا أيضا يتلقى أموالا من الوكالة.
ولا تنحصر علاقات الوكالة مع وسائل الأعلام بمجلات الرأي فقط. فقد أظهرت الدراسات التي جرت في السبعينيات حول العلاقات التي تربط الوكالة ببقية وسائل الإعلام. فتبين أن الوكالة كانت في فترات مختلفة إما مالكة أو ممولة لأكثر من 50 صحيفة ووكالة أنباء ومحطة إذاعة ومجلة أو لأنواع أخرى من وسائل الاتصال.
ومنذ أوائل الخمسينيات قام عدد من دور النشر وبعضها من الدور المشهورة بإصدار 250 كتاباً بالإنكليزية كانت كلها من تمويل وإنتاج الوكالة بالإضافة إلى إصدار أكثر من 1000 مطبوعة باللغات الأخرى. ولتنفيذ مشاريعها هذه قامت وكالة الاستخبارات المركزية وعبر حملات خاصة بتجنيد مئات الصحفيين الذي حافظوا على مواقعهم الصحفية ولكنهم أصبحوا عملاء مأجورين لها. في حين عمل ضباط الوكالة في الخارج كمراسلين أو كمحررين من خارج الملاك في المؤسسات الصحفية التي تملكها الولايات المتحدة. ولم تتوقف وكالة الاستخبارات المركزية عن ممارسة هذه النشطات أبداً، بل هي على العكس قامت بتكثيفها.
ولقد تم تصميم هذا الاندماج التكاملي بين وسائل الإعلام وأجهزة الاستخبارات بهدف تضليل البلدان الأخرى وحرف توجهاتها نحو تأييد السياسات الأميركية. وفي الوقت ذاته يساعد هذا الشكل من الاندماج في السيطرة على الرأي العام المحلي والخارجي وتوجيهه وفق ما هو مطلوب داخل الولايات المتحدة.
ففي أواخر السبعينات استخدمت الجماعات اليمينية الأمريكية مثل جماعة الأكثرية الأخلاقية مبدأ " إمكانية الرد " الذي تعمل على أساسه الدعاية السوداء للوكالة في الخارج من أجل خلق جو من القلق وانعدام الأمان لدى الشعب الأميركي. ويبين جون ستوكويل الرئيس الأسبق لبعثة الوكالة في أنغولا، في كتابه "البحث عن الأعداء " كيف قامت الوكالة بفبركة الأخبار في أنغولا وتسريبها إلى صحيفة واشنطن بوست وشبكات التلفزة الأميركية.
وتعتمد الوكالة الاستخبارات المركزية طرقا ملتوية أكثر فأكثر للتأثير في الرأي العام. فهي تستخدم من أجل ذلك علاقاتها مع مجموعات متعددة كمثل كنيسة التوحيد / الموونيون (التي يرأسها الكاهن صن ميونغ موون) ويزعم الموونيون أن عدد أتباعهم يصل إلى 28 بلدا في العالم وهم يسيطرون اليوم على 20 منظمة دولية تقريبا وعلى صحف واسعة الانتشار مثل "واشنطن تايمز" و"نيويورك تريبون" و"ميدل إيست تايمز" ويلعبون بذلك دورا رئيسيا في عمليات الوكالة الامريكية للاستخبارات في الداخل و عملياتها السرية في جميع أنحاء العالم. لا سيما ضد البلدان النامية. وتعود الصلات القائمة بين وكالة الاستخبارات المركزية وطائفة كنيسة الموونيين إلى الستينيات عندما أنشأت الاستخبارات الأميركية وكالة الاستخبارات الكورية KCIA في كوريا الجنوبية وطبقا لما يذكره المنفيون من كوريا الجنوبية فإن العضوية في كنيسة التوحيد تعتبر بحد ذاتها كتاب توصية للعمل في أجهزة استخبارات كوريا الجنوبية والعكس صحيح. أي أن كل ضابط في وكالة الاستخبارات المركزية الكورية هو قساً من أعضاء الطائفة.
و في تقرير مجلس النواب الأميركي في 31 تشرين الأول من عام 1978 حول طائفة الموون إشارة الى أن أهداف كنيسة التوحيد داخل الولايات المتحدة تتفق مع أهداف وكالة الاستخبارات المركزية الكورية إلى ذلك الحد الذي يصعب معه التفريق بينهما. ويعتبر الكولونيل بو هي باك BO HI PAK ( نائب صن ميونغ موون) أحد الشخصيات المفتاحية في الصلة القائمة بين وكالة الاستخبارات المركزية وكنيسة التوحيد. إذ يذكر أحد التقارير في مجلة "كريستيان سينتشري" الأميركية أن هناك أدلة تثبت وجود صلات للكولونيل باك مع الاستخبارات الكورية الجنوبية فضلا عن العلاقات التي تربطه بوكالة الاستخبارات المركزية. وليس باك الملقب بالقبطان الألهي هو الناطق الرسمي باسم طائفة الموون فقط، بل هو أيضا رئيس مؤسسة الحرية الثقافية الكورية. التي تعتبر خليفة لجنة آسيا الحرة وهي الإبنة غير الشرعية لوكالة الاستخبارات المركزية. والتي كانت عاملا أساسيا في الحرب النفسية التي شنتها الوكالة إبان الحرب الفيتنامية. وكان الكولونيل باك قد خدم لسنوات عديدة كملحق عسكري لكوريا الجنوبية في واشنطن. وهو يدير حالياً الأمبراطورية الصحفية العائدة لكنيسة التوحيد والتي تسيطر بدورها على عدد من الصحف الأجنبية مثل صحيفة التيماس نوتيسياس في الأرغواي .
من جهة أخرى تمكنت الوكالة من أن تصبح عامل قوة أساسي في رسم السياسة الأمريكية وذلك من خلال الصلات المتعددة التي تربطها بالسلطة التنفيذية والاقتصاد الأميركي ومؤسسات البحث المختلفة إضافة إلى صلاتها الوثيقة مع الإعلام .
وفي 30 كانون الثاني عام 1975 أدى جورج بوش الاب ( المنتمي إلى مجموعة أثرياء نفط تكساس) قسم توليه لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية أمام الرئيس جيرالد فورد. وكان معنى ذلك من الناحية العملية استيلاء سياسي جمهوري على الوكالة بوضع اليد. فقد كان بوش قد عقد عزمه على توظيف إمكانيات الوكالة وقدراتها في دعم تطبيق سياسات يمينية محافظة ( عزم إستخدام القوة) في الداخل والخارج. وتمثلت إحدى أولى الخطوات التي اتخذها جورج بوش ،بوصفه مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية، في تغيير تقديرات محللي الوكالة. التي كانت تفيد بوجود توازن عسكري متقارب ما بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. ولهذه الغاية عين بوش مجموعة خاصة سميت الفريق B ليكون النظير المنافس للفريق A.المؤكد على وجود هذا التوازن.
وكان يقف على رأس الفريق B كل من "ريتشارد بايبس" و"بول نتز" و"وليام فان كليف" وتوصلت هذه المجموعة إلى النتيجة المرجوة. حيث أظهرت التحليلات بعد تدقيقها وتنقيحها أن الاتحاد السوفياتي قد أحرز تفوقا نووياً بسبب الثغرات القائمة في اتفاقيات الحد من التسلح. وفي سعيهم وراء الحقيقة أحجم رؤساء الفريق B عن التلاعب بالأرقام أو عن إساءة تفسير الحقائق بشكل (مفضوح) واضح. وانتشرت الأخبار داخل الولايات المتحدة وخارجها معلنة تراجع قدرات الولايات المتحدة العسكرية أمام قدرات الاتحاد السوفياتي. في حين راحت صحف عديدة داخل الولايات المتحدة وفي البلدان الحليفة لها وفي مناطق أخرى من العالم ترسم صورة قاتمة عن تدني منزلة القوة الأميركية.
وفي عام 1976 عندما أصبح كارتر رئيساً للولايات المتحدة أسست بعض الجماعات المحافظة ،مقلدة بذلك فريق بايبس، لجنة الخطر الماثل حاليا CPD لدعم الولايات المتحدة في مساعيها للوصول إلى مواقع اليهمنة والتفوق من الناحية الجيو السياسية. وهكذا تم ربط هذه اللجنة بمجموعة باكتل المحدودة ( برزت في طليعة الشركات الاميركية المستفيدة من إعادة إعمار العراق) ومعهد هوفر المتخصص بشؤون الحرب ومعهد الثورة والسلام ومؤسسة التراث ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وغيرها. ومن المستشارين المعروفين لدى لجنة الخطر الماثل نقرأ أسماء "روجر بروكس" و "أرماند دي بوركغرايف" Arman De Borchgrave و "ريتشارد ألان" Richard Allen والكثيرين غيرهم. وكان لهذا الفريق الدور الرئيسي في الحؤول دون إعادة إنتخاب كارتر والمجيء باليميني ريغان ليفتتح عهد القوة الأميركي الذي فشل كلينتون في إحتوائه. وهو فشل يعود الى الأقنعة المؤسساتية ،المذكورة أعلاه، التي يرتديها اليمين الأميركي المتطرف. وفي هذا تفسير لإستلاب إرادة الرئيس ووكر بوش وخضوعه لنجوم هذه المؤسسات البحثية المخابراتية.


--------------------

 
اقتباس:
الفصل الثاني
كيف يتم تجند الجواسيس في وكالة الاستخبارات الامريكية؟


إن الاستخبارات الامريكية لايمكن لها ان تنجح في مهامها الا بواسطة أمرين:
تجنيد الجواسيس لاختراق الدول والمؤسسات والجماعات.
التصنت على الهواتف و اجهزة الكومبيوتر.

وهذا ما سنتناوله بالتفصيل.

وحتى نكون على علم بما تقوم به الCIA من عمليات قذرة سنتطرق وكيفية عمل أجهزة الاستخبارات الامريكية في مجال التجنيد فهناك ست خطوات اساسية لعملية التجنيد والاختراق هي كالاتي :

اكتشاف الجاسوس

هذه الخطوة تقوم على تحديد الاجانب من غير الامركيين وغيرهم من الاشخاص الذين يكونون مستعدين للتجسس لحساب الوكالة .
ويقوم رجل الاستخبارات الاختلاط مع السكان المحليين في البلد الذي يعمل فيه أملا في اكتشاف عملاء محتملين وهو يركز جهوده عادة على المسؤولين في الحكومة المحليةوعلى افرادالقوات المسلحة وممثلي دوائرالاستخبارات في البلدالمضيف ذلك لأن الاشخاص الآخرين اللذين يعملون في مهن اخرى حتى وان كانوا قابليين للتجنيد لا يطلعون عادةعلى المعلومات الاستراتيجية العاليةالمستوىالتي تسعىلها وكالةالاستخبارات المركزية ويعمل معظم رجال الوكالة في السفارات الامريكية لأن الستار الدبلواسي يوفرلهم الفرصة المناسبة للوصول الى اهدفهم عن طريق اعداد لا تحصى من المسؤوليين كما ان الاتصالات الاجتماعية التي تتميز بها حياة الدبلوماسي حتى وان كان دبلوماسيا وهميا يعمل لوكالة الاستخبارات المركزية تعطيه فرصة ذهبية للوصول الى الاهداف و البعثة الدبلوماسية وحدها هي التي تعطي الغطاء لموظفي الوكالة للعمل في اي بلد , وهناك وظائف رسمية اخرى تعطي مثل هذا الغطاء مثل وكالة المعلومات الامريكية والقوات المسلحة وغيرها كثير . وليس من الضروري لموظفي وكالة الاستخبارات المركزية ان تكون له صفة رسمية . اذ ان كثير من الذين يعملون لحسابها من طلاب او صحفييون او حتى قساوسة .
ويتلقى رجل الاستخبارات تعلميات تستند الى دراسات يقوم بها خبراء الوكالة او اساتذة الجامعات المتعاقدين مع الوكالة . حول نوعية الناس الذين يتأثرون بسرعة بدسائس الجاسوسية واسترتيجيتها و تتفاوت شخصية الجاسوس المحتمل بين بلد وبلد وبين حالة وحالة , غير انه تم تحديد اصناف معينه لأنواع العملاء السريعي التأثر الذين تفضلهم الوكالة , و المخبرون الذين تسعى الوكالة الى تجنيدهم اكثر من غيرهم هم المسؤولون الاجانب الغير راضيين عن سياسات بلدانهم واللذين يتطلعون الى الولايات المتحدة طالبين الارشاد منها والتوجيه منها مثل هؤلاء اكثر استعدادا لأن يكونوا عملاء اوفياء متفانين من اؤلئك الذين يكونون دافعهم الاساسي مادياً ,ولا شك في ان المال يساعد كثير في الحصول على معلومات وعلى الاخص في دول العالم الثالث ولكن الرجل الذي تستطيع وكالات الاستخبارات شرائه يشكل هدفاً للخصوم والعميل الذي يعتقد ان مايفعله يشكل هدفا ساميا, لان يكون في الغالب سهل الانقياد لإغراءات البوليس السري او ايه استخبارات معادية وهو كذلك اقل تأثرا بالشعور بالذنب وهو وما يرافقه هذا الشعور من انهيار نفسيا كثيرا ما يعرقل عمل الجاسوس ويعتبر العمل العقائدي (الخارج على حكومته داخل بلاده ) صيدا ثمينا للعاملين في الوكالات ومن المرشحين المحتلملين للتجسس عن لاؤلئك المسؤولين الذين يعيشون حياة باهضة النفقات ولا يستطيون المحافظة على مستواها عن طريق دخولهم العادية او اؤلئك الذين يعانون من ضعف لا يستطيعون التغلب عليه تجاه المال أو امام المشروبات المسكرة والمخدرات او جنس او حتى امام الابتزاز .
ولا يبحث رجل المخابرات دواما عن عملاء محتملين بين اؤلئك الذين يشغلون مناصب ذات اهمية . ويعتبر الطلاب عادة اهدافا قيمة في هذا المجال وعلى الاخص في بلدان العالم الثالث حيث يرتقي خريجوا الجامعات الى مناصب حكومية رفيعة بعد تخرجهم .
وتبدي وكالة الاستخبارات اهتماما خاصا في البحث عن عملاء داخل القوات المسلحة لأن العسكريين هم العنصر المتحكم في هذه البدان او السيطرة عليها . ومن هنا جاء التركيز على استخدام اساتذة الجامعات التي يكثر فيها الطلاب الاجانب وكذلك على مدارس القوات المسلحة ومعاهد التدريب التي تستقبل الضباط الاجانب في دوارت تدريبية مثل ( مدرسة قيادة الميدان ) في ( فورت لافنوودث ) بولاية تكساس .

تقييم الجاسوس

بعد اكتشاف الجاسوس المحتمل . تقوم الوكالة بدراسة دقيقة عنه لتقرير ما اذا كان سيصبح في وضع يستطيع معه تقديم معلومات مفيدة والخطوة الاولى في هذه العملية هي التدقيق في ماضي هذا الشخص بالرجوع الى اخبار مفصلة في رئاسة الوكالة في ( لنغلي ) التي انشأت ( بنك للمعلومات) بحسب وكالات الاستخبارات المركزية وهو يتضمن معلومات عن الملايين من الاشخاص . فاذا عثر على اي معلومات عن العميل المترقب تصل هذه المعلومات الى ضابط الميدان الذي يواصل في غضون ذلك دراسة احتمال التجنيد ويقوم بتحريات خفية لرسم الصورة الحقيقية عن هذا العميل وقد يوضع الجاسوس المرشح تحت المراقبة لمعرفة المزيد عن عاداته وآرائه . ثم تبدا دراسة دقيقة لمعرفة الدوافع وراء قبوله العمل كجاسوس وهل هي عقائدية او نفسانية أو مادية واذا لم يكن له مثل هذا الدافع فان الوكالة ستلجأ الى وسائل اخرى كالتهديد والضغط وعلى الضابط المسؤول عن عملية التجنيد هذه ان يقرر ان كان الجاسوس المترقب حقيقة ام انه عميل للعدو اي عميل مزدوج .و عند انتهاء فترة تقييم العميل التي قد تمدتد اسابيع او اشهرا تقرر رئاسة الوكالة بالتشاور مع عناصر الميدان ان كان يجب الاتصال مع العميل المرتقب كي يبدأ العمل . فاذا كان القرار ايجابيا فمن الطبيعي ان يتصل رجل من الوكاله من الخارج بالعميل المترقب ولا يتصل به عادة الرجل الذي اكتشفه او الذي قام بتقييمه او اي من رجال الوكالة المحللين زيادة في الحفاظ على رجال الوكالة والعاملين لحسابها ومتى وصل الرجل الذي سيقوم بالتجنيد الى المنطقة يقوم العاملون بترتيب اجتماع بينهم وبين العميل المرتقب ويتم تعريف هذا الضابط المجند ( بكسر النون ) الى الرجل الهدف وفقا لظروف يُعد لها اعدادا دقيقا تسمح لرجل الاستخبارات الذي قام بدور المعرف بالنسحاب بهدوء تاركا الضابط وحيدا مع العميل المحتمل . وقد تتخذ خطوات تحسبية توفر للضابط طريقا مأموننا للهرب في حال وقوع ما في الحسبان واذا حدث ان كان العميل المرتقب في صفوف المعارضة في بلده فان الضابط المجند ربما يبدأ في الحديث عن المبادئ التي يجب ان يلتزم بها المواطن نحو وطنه وعن ميول اخرى ايديولوجيةويقترح وسائل يمكن للرجل معها ان يساعد بلاده وشعبه عن طريق التعاون سرا مع دولة اجنبية خيرة.اما اذا ظهران العميل المرتقب يتميز بالضعف بالمال فان الضابط قد يضرب على هذا الوتر مؤكدا انه يعرف الطريق لكسب كميات كبيرة من المال بسرعة وبسهولة أما اذا كان العميل المرتقب يهتم بالسلطة او اذا كان واقعا تحت تأثير ( الجنس او المخدرات ) او اذا اراد الهرب من بلاده والابتعاد عن عائلته ووضعه الاجتماعي فان الضابط المجند يحاول ان يركز جهوده على هذه الحاجات البشرية وينصرف الى تقديم مقترحات تتعلق بكيفية يمكن ان يحصل على حاجته هذه عن طريق التعاون مع(رفقاء معينيين ) ومن مهمة الضابط المجند تحديد السبب الذي يؤثر في العميل المرتقب واذااستنتجت الوكالة ان العميل يخشى التهديد والابتزاز ,فان تهديد مبطننا بفضحه قد يستخدم , يواجه العميل المرتقب في بعض الحالات بالبيئة التي قدتستخدم في فضحه , اذا هو تردد في العمل لحساب الاستخبارات وتسجيل المحادثة بين الرجلين في جميع الاحوال اما بواسطة جهاز تسجيل او باتباع وسيلة اخرى كالتصوير او التقاط بصمات الاصابع او اي شئ قد يشكل بينة قد تستعمل ضده وبعد ان يقبل العميل المرتقب عرض وكالة الاستخبارات او يستسلم للتهديد يخوض الضابط المجند في تفصيلات الترتيبات فيعرض عليه راتب مغريا بين500دولار او1000دولار في الشهر كل حسب وضعه الاجتماعي يدفع جزء منه نقدا والباقي يوضع في حساب سريا امريكيا او سويسريا ويعود السبب في ذلك الى محاولة منع العميل من تبذير الاموال من جهة و كي لا يلفت انظار جهاز الامن المحلي والى احكام القيد على الجاسوس من ناحية اخرى يتعهد الضابط المجند بأن تضمن وكالة الاستخبارات سلامة العميل وافراد عائلته في حالة تعرضه لمشاكل مع البوليس وتحقيق هذه الوعود تتفاوت تفاوت كبيرا اذا يتوقف على نوع المهمة وشخصية ضابط الوكالة المسؤول ومعظم هؤلاء الضباط يحنثون بوعدهم في معظم الاحيان, ويحاول الضابط المجند حمل العميل الجديد لدى موافقته العمل مع وكالة الاستخبارات ان يوقع قصاصة ورق تربطه رسميا وبوضوح مع الوكالة وهي عقد عمل يمكن استعماله في وقت لا حق لتهديد العميل الذي يقوم بفضحه اذا هو توقف عن العمل . والمهمة الاخيرة من الضابط المجند هو التهيئة للجتماع بين العميل الجديدورجل الوكالة العامل في تلك البلاد الذي سيكون مسؤولاً عنه و كثيرا ما ينطوي هذا على اشارات متفق عليها سلفا ومن الاساليب المتبعه مثلا اعطاء العميل زرارين معينة ويقال له ان رجال يحملوا زرارين مماثلين سيقتربو منه او اعطائه كلمة سر ويقال له ان ضابطه سيستلمها في وقت لاحق لتعريف نفسه اليه . وحين يتم هذا كله يترك الضابط المجند الاجتماع ويغادر البلاد بأسرع ما يكون.

تجربة الجاسوس:

ومتى جُند العميل يذهب الضابط المسؤول الى اختبار ولائه ومدى الاعتماد اليه فيعهد اليه في مهمات معينة تعطي له في حالة تنفيذها تكون الدليل على ولائه و اخلاصه كما تبرهن على قدراته وقد يطلب الى العميل مثلا جمع معلومات عن موضع يُعرف انه سبق للوكالة ان حصلت على معلومات كثيرةعنها , فان لم تتفق المعلومات التي يأتي بها مع المعلومات المتوفرة لدى الوكالة , فيفسر ذلك بأن العميل اما ان يكون مزدوجا يحاول ان يخدع ضابطه او انه مصدر ضحل للمعلومات يحاول ان يرضي رئيسه الجديد ويظل العميل خلال فترة الاختبار تحت مراقبة دقيقة ترصد معها حركاته وسكناته ويطلب الى العميل بالأضافة كل ما تقدم ان يخضع لجهاز لكشف عن الكذب .يقول احد هؤلاء الخبراء ان اختبار العملاء الاجانب يتطلب مهارات اكبر من تلك التي يتطلبها استجواب الامريكيين الذين يبحثون في توظيفهم في الوكالة فقد وجد هذا الخبير ان الامريكيين صريحون عادة ويمكن التكهن نسبيا بتجاوبهم مع الاختبار مما يجعل من السهل نبذ اؤلئك الذين لا يرتقون الى المستوى المطلوب . ولكنه يقول ان اختبار العملاء الاجانب اصعب بكثير اذا يجب تعديل طريقة الاستجواب حيث تستوعب فيها الفروق الثقافية كما تستوعب فيها حقيقة اخر ى مثل ان العميل سيقوم بعمل سري غير مشروع وشديد الخطر.

تدريب الجاسوس

عندما تنتهي عملية اختبار العميل يبدأ تدريبه للمهارات الخاصة التي يطلبها عمله كجاسوس ويختلف نو ع التدريب ومكانه وطبيعته باختلاف ظروف العمليةويكون التدريب السري في بعض الحالات دقيقا , وقد يفتقر في حالات معينة الى العتاد اللازم فيترك للعميل حرية العمل معتمدا على غريزته وموهبته وعلى كفاءة ضابطه وسعة اطلاعه .
واثناء فترة التدريب يُعلم العميل طرق استعمال الاجهزة والآلات التي قد يحتاج اليها كجهاز تصوير دقيق مصغر لإلتقاط صور الوثائق ووسائل الاتصالات السرية والكتابة السرية وغيرهما وقد يلتقي بعض العملاء تدريبا خاصا في استعمال اجهزة استراق السمع او استخدام الحلقة السرية المتسلسلة للإتصالات وتقتضي عملية التدريب عزلة العميل لمدة ايام او اسابيع بعيدا عن اهله ومجتمعه ويطلب اليه في هذه الحالة اختلاق المبررات لغيابه هذا. وتوجد قواعد تدريب خاصة للمجندين معزولة عن كل النشاطات الاخرىفي كامب بيري ( المزرعة ) في جنوب ولاية فريجينيا .
وخلال فترة تدريبه يلمس الجاسوس كفاءة اجهزة الوكالة وفعالياتها كما يعيش في جو من التلاحم بين العملاء المحترفين وهذا ما يساعده على اقناع نفسه بأنه اصبح يواجه حياة افضل من حياته السابقة.


 
اقتباس:
تشغيل الجاسوس

هناك طريقتان في العمل السري يمكن تطبيقها على عمليات التجسس التقليدية وعلى عمليات العملاء بوجه عام وهما التصالات السرية والاتصالات المباشرة وعلى الضابط المسؤول ان يقيم رسائل مأمونة للإتصال بالعميل والا انعدمت وسيلة يتبقى بواسطتها المعلومات التي يحصل عليها العميل ويزود بواسطتها بالتعليمات والتوجيهات اللازمة وتستخدم طرق مختلفة بين اونة واخرى للحد من احتمالات القضاء على العملية ولا توجد انظمة ثابتة او قواعد تتحكم في الاتصال بالعميل السري كما هي الحال في لعبة التجسس بأسرها فما دامت الاساليب المستعملة مأمونة وتفي بغايتها فان للضابط المسؤول حرية الابتكار .
ويفضل كثير من العملاء نقل معلوماتهم شفويا الى الضابط المسؤول ذلك لأنهم يرون ان ذلك اكثر امنا وسهولة من تضمين هذه المعلومات اوراقا رسمية او استخدام اجهزة تجسس قد تدينهم بالجريمة اذا اكتشفتهم السلطات المحلية ولكن وكالة الاستخبارات تفضل الوثائق لإمكانيةالتدقيق فيها والتأكد من مدى اخلاص العميل ويرى عملاء آخرون ان يكون اتصالهم الشخصي بالضابط المسؤول ذلك لأنهم يرون أن كل اجتماع سري يعرضهم الى الافتضاح وبالتالي الى السجن او ما هو اسوء من ذلك ويفضل مثل هؤلاء الاتصال فقط بأساليب غير مباشرة او بوسائل ميكانيكية ولكن وكالة الاستخبارات تصر على المحافظة اتصالاتها الشخصية بين الضباط وعملائهم الا في الحالات التي تنطوي على خطورة ذلك لأنه لابد من تقييم ولاء الجاسوس ومدى اندفاعه في العمل في اجتماعات تعقد بين آونه واخرى .
وكلما اجتمع الضابط المسؤول مع عميله كلما تعرض لخطر ملاحقتهما من جانب قوى الامن المحلية او من جانب استخبارات معادية وللتخفيف من هذه المخاطر تستخدم في معظم الأحيان وسائل غير مباشرة للإتصال وعلى الاخص عند نقل معلومات من العميل الى الضابط المسؤول من الطرق القياسية واستخدام شخص ثالث يعمل وسيطا وقد يكون هذا الشخص عالما بالأمر او غير عالم وقد يكون عميلا آخر وقد يكون مقيما في بلد آخر او من الضابط المسؤول تم نقلها الى آخريين دون ان يعلم شيئا عن محتواها وهناك اسلوب آخر هو نوع من صندوق البريد يسمى الصندوق الميت ( ومن بين الاماكن التي استعملت صندوق بريد في عملية سرية الفراغ القائم وراء انابيب التدفئة المركزيةامام مدخل احدى الشقق في ثكنة عسكرية في موسكو )ويقتصر الامر على ان يقوم العميل بوضع مادة المعلومات في صندوق البريد في موعد سبق ترتيبه من جانب الضابط المسؤول او الشخص الثالث الذي يستخدم لهذه الغاية .
ثم ان هناك اسلوب يستعمل كثيرا هو اسلوب الاحتكاك اذ يلتقي بموجبه العيل او الشخص الثالث بالضابط المسؤول او الشخص الثالث الذي يستخدم لهذه لغاية .
وبعد ثورة الاتصالات خصوصا بعى انتشار الانترنت و البريد الالكتروني تيسر الاتصال مع العملاء من دون خطورة علي حياتهم.
وعلى الرغم من ان الضابط المسؤول كثيرا ما يستخدم اسلوب الاتصال الغير مباشر فان عليه ان يهيء اجتماعات شخصية مع عميلين بين حين وآخر عندما يتم لقاء سري في باص او منتزه او مطعم فان رجال استخبارات آخرين يقومون بدور المراقبة كاجراءات وقائي ضد الخصوم الذين يحاولون التقاط المحادثة و التدخل فيها ويعرف هذا في عالم التجسس (بالمراقبة المضادة ) ويمكن للضابط او العميل او اي فرد من فريق المراقبة الاشارة على الآخرين بالمضي قدما في الاجتماع او تفادي كل اتصال او الغاء الاجتماع وتستخدم بيوت مأمونه ( تحتفظبها الوكالة ) مكانا للإجتماعات مع العملاء وتسمى البيت الامن.
وتتوقف المعاملة على قوة العلاقة التي يستطيع الضابط المسؤول اقامتها مع العميل يقول رجل استخبارات سابق في الوكالة ان على الضابط المسؤول ان يجمع بين مؤهلات الجاسوس الكامل وطبيب الامراض العقلية وكاهن الاعتراف هنا تواجهك نظريتان سائدتان داخل الوكالة الاستخبارات المركزية فيما يتعلق بأفضل الوسائل في معاملة العميل فوجهة النظر الأولى تقول : ان على الضابط المسؤول ان يقيم علاقة شخصية وقوية مع العميل ويقنعه بأنهما يعملان معا لتحقيق هدف سياسي مهم . ويوفر مثل هذا الاسلوب قوة دافعة قوية تشجع العميل على ركوب المخاطر في سبيل صديقه غير ان معظم كبار رجال الوكالة يعتقدون ان هذه الطريقة تنطوي على خطر قيام ارتبط عاطفي بين الضابط المسول وعميله قد تسبب في بعض الاحيان في ان يفقد رجل الاستخبارات الموضعية التي تتطلبها مهنته . اما وجهة النظر الثانية فتنادي بأن على الضابط المسؤول في الوقت الذي يتظاهر فيه بالاهتمام شخصيا ان يعامله معاملة بعيدة عن الرحمة والتساهل اذ ان ما يهم الضابط المسؤول هو النتيجة والنتيجة فقط فهو يدفع بالعميل الى اقصى الحدود املا بالحصول منه على اقصى ما يمكن من معلومات على ان لهذا الاسلوب نقائص ايضا ذلك لأنه ما ان أدرك العميل انه موضع استغلال من ضابطه حتى تتقلص همته بسرعة.
إن المخاطر وجو التوتر اللذان يترتب عليهما العمل وفي ظلهما يكون العملاء متلقلبين من ذوي النزوعات ويصعب التكهن بما يدور في خلدهم ولذاك فان على الضابط المسؤول ان يكون واعيا لأي دليل يشير الى عملية تعرضه للإنزعاج او الى انه لا يقوم بعمله كما يجب وعلى الضبط ان يستخدم اسلوب التملق والتهديد واسلوب الايديولوجيه والمال والارتباط العاطفي والقسوة لكي يبقى العميل نشيطا في عمله .
سافر ( بنكوفسكي ) وهو جاسوس امريكي في موسكو سافر مرتين الى خارج الاتحاد السوفياتي في مهمة رسمميةكبيرة كعضو في وفد حضر معارض تجارية نظمت برعايةالاتحاد السوفياتي وتمكن في هاتين المرتين في لندن ثم باريس من الافلات من زملائه السوفيات لتلقي التوجيهات من ضابط بريطانيين وامريكيين وطلب خلال احد الاجتماعات في لندن مشاهدة الزي العسكري للجيش الامريكي ولم يكن احد من رجال الاستخبارات الامركييين او البريطانيين يتوقع مثل هذا الطلب ولكن ضابطا سريع البديهة قال ان زي الجيش الامريكي موجود في بيت امين آخر وان التوجه الى هناك والعودة يستغرقان بعض الوقت . وقد هدأ الجاسوس مؤقتا وارسل احد الضباط المسؤوليين في الوكالة للبحث عن زي كولونيل يشاهده الجاسوس وبعد ان امضى هذا الضابط في شوارع لندن حوالي ساعتين بحثاعن لباس ضابط برتبة كولونيل يناسب جسم( بنكوفسكي ) عادومعه الزي الذي تسلمه الجاسوس بكل امتنان وتقدير .
وكانت وكالة الاستخبارات المركزية في الخمسينات قد جندت ضابط استخبارات من اوروبا الشرقية في ( فيينا) كان دافعه مثل (بنكوفسكي ) عقائديا في اساسه ومع انه وعد براتب كبير ( وبعلاقة حسنة عند انتهاء العملية التي يلجأ بعدها الى الولايات المتحدة ) فان الضابط المسؤول عنه امتنع عن دفع اية مبالغ مباشرة له في فيينا حتى لا يلفت انظار الخصوم اليه وقدر العميل الحاجة الى مثل هذه الاحتياطات ولكنه اثار قيامه بعملية التجسسس دون ان يبين لماذا يريدالمال وقداتضح اخيراان استمرار العميل يتوقف على حصوله على المال الذي طلبه وبعد ان تشاور هذا الضابط مع مدير المحطة ومع الرئاسة تقرر نهائيا ركوب هذا المركب الخطر واعطى العميل المال املا منه بأنه لن يقم بعمل طائش ينطوي على خطورة وكم كانت خيبة امله عندما وجدوه في نهاية الاسبوع التالي يروح ويغدوا في نهر الدانلوب في زورق تجاري اشتراه وبعدذلك ببضعة ايام جابهه الضابط هوطلب منه التخلص من القارب لأنه لا يمكن لرجل مثله يعيش في ظروف قاسية ان يشتري مثل هذا القارب من راتبه وحده وووافق العميل على ذلك قائلا انه كان يحلم منذان كان صغيرابأن يملك قاربااما الآن فقد تبخر ذلك الشوق وهو مستعد تماما للتخلي عن القارب.
وثمة مشكلة كبيرة في معاملة العميل تنجم عن تغيير الضابط المسؤول ويترتب ووفقا لسياسة وكالةالاستخبارات المركزية التي تقضي باستخدام الستارالدبلوماسي والرسمي لجميع رجالها العاملين في الخارج ان ينقل الضباط المسؤليين الذين يتسترون كدبلوماسيين امريكييين او مسؤووليين في وكالة الانباء الدولي او كممثليين لوزارة الدفاع الى بلد اجنبي آخر او الى رئاسة في واشنطن مرة كل سنتين اواربع سنوات كما هي الحال مع جميع المسؤوليين في الدوائر الرسمية الحكومية . ويقوم الضابط المسؤل المنقول بتعريف الضابط الذي سيخلفه الى جميع عملائه قبل سفره ولكن العملاء يترددون حينذاك في العمل مع رجل جديد ذلك لأنهم لا يميلون بعد ان اقاموا علاقات مقبولة مع ضباط مسؤول الى التحول عنه الى غيره ويزداد هذا التردد في كثير من الأحيان بسبب تعيين الوكالة ضباطا صغار السن لإدارة عملاء قدامى اثبتوا اخلاصهم وولائهم وبهذه الطريقة يستطيع رجل الاستخبارات الجديد ان يكسب خبرة من عملاء لا يحتاجون الى توجيه وخلاصة القول ان معظم العملاء يشعروا بأن التعامل مع ضابط تنقصه الخبرة يزيد في احتمالات القضاء على العملية ولهذا فان عملية تغيير الضابط المسؤول يمكن ان تكون شائكة ولكنها لن تؤدي الى الاضرار باي عملية مقررة وقدتتفادى الوكالة في حالات معينة وخاصة في العمليات الحساسة مسألة تغيير الضابط المسؤول عنها لرغبات عميل له مكانه عالية .

انهاء التعامل مع الجاسوس

لابدلكل عملية سرية من نهاية ( العمليات التي تعتمدعلى نشاط العملاء ) قصيرة الامد وكثيرا ما تنتهي بصورة مفاجئة فقد يموت العميل لأسباب طبيعية او نتيجة لحادث . وقد يعتقل ويسجن او ربما يعدم . وفي مثل هذه الحالة ينصب اهتمام رجال الوكالة على حماية مصالح مؤسستهم ويكون هذا عادة بانكار كل زعم بأن ذلك الرجل كان عميلا سريا للحكومة الامريكية ( تضطر الوكالة نفسها في بعض الاحيان الى انهاء العملية ( التخلص من العميل ) وقرار انهاء العملية انما يتخذه رئيس المكتب في البلد الذي تجري فيه العملية بموافقة رئاسة الوكالة وقد يعود السبب في انهاء كل علاقة مع العميل الى فقدانه سبيل الوصول الى الأسرار التي تريد الوكالة الحصول عليها او الى عدم الاستقرار العاطفي او عدم الثقة مما يهدد العملية بالفشل او يؤدي الى هتك حجاب السرية وهناك سبب آخر ربما كان اهم هذه الأسباب مسألة عدم الركون سياسيا الى الرجل ذلك حين يشتبه بأنه عميل مزدوج او انه اصبح كذلك او بات فريسة لاستخبارات الخصم .
ويمكن شراء العميل العديم الفائدة وغير المستقر اذا اقتضت الضرورة ثم اسكاته عن طريق التهديد .



جواسيس مابعد 11سبتمبر


كشفت مجلة "التجسس العالمي" الأميركية في تقرير لها أن هناك فرقة تسمى (SAD) يجري تدريبها في "كامب بيري" وهو معسكر قرب وليام سبورغ (فرجينيا) يشكل مركزاً للتدريب الخاص ب"السي آي أي" إضافة إلى بوينت هارفي في نورث كارولاينا.
ويؤكد جيفري ريشيلسون، الكاتب المؤرخ الذي اختص بتاريخ التجسس، أن هذه الفرقة (SAD) تقوم بمهام متنوعة وهي تضم بعد إنشائها حديثاً، 200 ضابط تم تقسيمهم على شكل مجموعات عدة هي: مجموعة العمليات الخاصة، مجموعة تدريب الأجانب، مجموعة الدعاية والعمل السياسي المختصة بمعالجة المعلومات ونشر المعلومات المطلوبة، مجموعة الكومبيوتر التي تختص بحرب المعلوماتية، ومجموعة هيئة إدارة الممتلكات (PMS) التي تختص بترتيب تأسيس شركات تجارية أو شرائها وإعداد المكاتب التي تمنح غطاءً مناسباً لضباط فرقة (SAD) .
ويجري تجنيد هؤلاء الضباط من بين العسكريين الذين تقاعدوا أو استقالوا من الجيش، وخصوصاً من العسكريين في "قوة دلتا"، ومن العسكريين الذين عملوا خارج الولايات المتحدة في مهام خاصة.
هناك توصية واضحة إلى الإدارة الأمريكية تقضى بأن تقوم وكالة الاستخبارات الأمريكية فى عهدها الجديد، وبعد تطهيرها من الدماء الفاسدة لشخصيات مخضرمة، بمحاكاة دقيقة وحرفية لنظام عمل الجماعات الإسلامية الجهادية، كأن تقيم الوكالة جمعيات للبر والتقوى ومنظمات لجمع التبرعات والهبات ومؤسسات تربوية إسلامية تتجمع فى داخلها وحدات وفرق من أعداد صغيرة من ضباط مخابرات يتحدث أعضاؤها اللغات المحلية ويمارسون شعائر الدين الإسلامى وتتولفر فى كل منهم حماسة وإيمان بالمهمة المكلف بها تماماً كحماسة عضو الجماعة الإسلامية الجهادية . خلاصة القول، ينتهى نظام العمل بضباط مخابرات متنكرين كرجال أعمال أو صحفيين أو رجال دين ويبدأ نظام العمل بضباط شبان يسعون نحو المغامرة والمخاطرة بحياتهم ويرتدون ثياباً إسلامية ويمارسون شعائر المسلمين إن دعت الحاجة لإتقان التخفى، أى يذوبون فى المجتمعات الإسلامية والعربية. هكذا لن يحتاج العمل الاستخباراتى إلى خطة عظمى يقرها رئيس الدولة أو الكونجرس وربما لا يحتاج إلى جهاز استخباراتى فى واشنطن يخطط عن بعد. فلكل فريق أو وحدة فى الميدان خطة تتجدد يومياً حسب التطورات ولا تخضع لترتيبات من جهة عليا إلا بقصد إطلاع القائد العسكرى الأمريكى الذى يقع ميدان عمل الوحدة المصغرة بها ضمن اختصاصه.
ان الاعلانات المستمرة عن العروض السخية التي تقدر بالملايين للبحث عن قيادات اسلامية ماهي الا احدي الوسائل الحديثة للتجنيد في وكالة الاستخبارات الامريكية.


--------------------








progress.gif
 
اقتباس:
الفصل الثالث
فضائح الاستخبارات الامريكية
تاريخ العمليات القذرة


التواطؤ الأميركي مع المافيا خلال الحرب العالمية الثانية:

بلغ التواطؤ حد التعاون الفعلي (حيث التغاضي الأميركي أتاح للمافيا تكوين نواة ثروتها عن طريق تجارة الكحول الممنوعة في أميركا آنذاك) وباتفاق مكتب الخدمات الاستراتيجية الأميركي (وكالة المخابرات المركزية الcia) مع العراب لوكي لوشيانو، ومع عرابين آخرين، من أجل تكوين طابور خامس يمهد لاحتلال الأميركيين لصقلية. ويكون دليلاً للمارينز ( قوات المشاة البحرية) عند نزولهم إلى الجزيرة.لكن تسمية الطابور الخامس لا تتفق مع واقع الحال.
بعد سقوط الفاشية تولى الحكم في إيطاليا الحزب الديمقراطي المسيحي مما أتاح للشيوعيين الإيطاليين هيمنة ذات وزن في زمن الحرب الباردة. وبذلك تعاون الأميركيين مع المافيا (المعادية للشيوعية بحكم نموها في أجواء الثروة الأميركية- وربما لأن الشماليين كانوا ميالين للشيوعية) ليؤمنوا بعض النفوذ في جنوب إيطاليا وصقلية. لنستنتج من خلالهما أن هذا التواطؤ قد أعطى للمافيا نوعاً من المشروعية السياسية. ولنؤكد على دور التدخلات التواطئية في مساعدة المافيا للحفاظ على حيويتها واستمراريتها على الرغم من مخالفاتها، متعددة الصعد، للقوانين الأميركية.
ولكن ماذا عن الشائعات المتعلقة بهذا التواطؤ؟ وقد بلغ بعضها حدود القول بدور مؤثر للمافيا داخل الإدارة الأميركية!؟ وبتحديد أدق ماذا عن علاقة فرانك سيناترا بالرئيس ريغان؟ وماذا عن تنفيذ المافيا للعمليات السوداء (قتل واغتيال وخطف…الخ) لحساب المخابرات الأميركية طوال عقود؟ بل واستمرارية هذا الالتزام وإن بصورة أكثر تستراً بعد ذلك؟ وأيضاً ماذا عن دور المافيا في اغتيال جون كيندي؟ ولحساب من؟


وكالة الاستخبارات الأمريكية والمخدرات والصحافة:

علاقة الوكالة بسوق المخدرات في لوس أنجلس ومثل هذه التحالفات السوداء التي كشف بعضها الصحفي (جاري ويب) عام 1996م في كتابه «التحالف الأسود»، ليست حوادث قليلة عابرة يمكن التغاضي عنها، بل هي من السمات البارزة والممارسات المعهودة للوكالة.
وقد حاولت المخابرات الأمريكية تحطيم (جاري ويب) مداراً، كونه كشف اللثام عن علاقتها بتجار الكوكايين وإدخاله إلى كاليفورنيا في أوائل الثمانينات.
وقد بدأت المشكلة بين (جاري ويب) والمخابرات المركزية صبيحة يوم الأحد 18 أغسطس 1996م، حينها ذهل سكان مقاطعة سانتا كلارا، لما وردَ في صحيفتهم (سان جوس ميركيري نيوز)، والتي كان جاري ويب يعمل مراسلاً لها.
وتحلق بعضهم حول ما كُتبَ، وسرى الخبر في تلك الصبيحة، وسجلت العدد مبيعات هائلة.
«التحالف الأسود»، هكذا كان عنوان المقال الذي تصدر الصفحة الأولى كاسراً (تابلوهاً) كبيراً، وإلى الأسفل كان هناك عنوان فرعي «القصة الكاملة وراء تفتيش المخدرات». وإلى الأسفل من ذلك كله، صورة رجل أسود يدخن المخدرات، مع ظهور شعار بارز في الصورة يحمل الكلمات الثلاث (سونترال أنتيليجوتس آجونس).
في شكل نصف دائرة تعلو رأس صقر ملتفت. وكان ذلك هو شعار السي أي آيه ـ كانت جرأة الكاتب أكبر بقليل أو كثير من أن يصدقها القراء، وفي أعداد أيام 18، و19 و20 أغسطس 1996م، كان (ويب) يسدد القصة الكاملة للتحالف الأسود بين السي أي آيه وكارتل المخدرات المتنفذ حتى في الأسواق الأمريكية..
ووجدت الصحافة الأمريكية طوال أسبوعين بعد ذلك ما تملأ به صفحاتها من الأخذ والرد والنقاش الساخن لهذه القضية.

نص المقالة التي كتبها: الكسندر كوكبيرن بعد اغتيال الصحفي "جاري ويب:

وكالة الاستخبارات المركزية والصحافة الأمريكية

قلة من المشاهدين في الصحافة الامريكية في أواسط تسعينات القرن الماضي، كانت أشد إثارة للاشمئزاز من الحملة الضارية التي شنت على "جاري ويب" (صحافي أمريكي انتحر في أواخر الاسبوع الماضي ـ المحرر)، في صحف "نيويورك تايمز"،"واشنطن بوست" و"لوس انجلوس تايمز". فقد راحت أسراب من المأجورين الذين تربط بعضهم علاقات مع وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي. إيه) طيلة حياتهم العملية، تصب جام كلماتها الخبيثة الجارحة على جاري ويب، وعلى صحيفته "سان خوسيه ميركوري نيوز"، بسبب "تلويثه إسم الوكالة الناصع"(!) باتهامها بالمشاركة في جريمة استيراد الكوكايين إلى الولايات المتحدة في ثمانينات القرن الماضي.
هنالك أمور معينة لا ينبغي لك أن تقولها علناً في الولايات المتحدة. فقد اعتادت رعاية الدولة المنظمة للتعذيب من قبل الولايات المتحدة ان تكون من المحرمات الرئيسية التي لا يجوز التطرق إليها. ولكن ذلك ذهب أدراج الرياح هذه السنة (رغم ان الصحافي المعروف سيمور هيرش عامل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بلطف ليس في محله، في كتابه عن فضائح التعذيب في وقت مبكر من هذا العام، الذي يحمل عنوان "الطريق إلى أبو غريب"). ومن المحرمات الرئيسية الممنوع تناولها في النقاش العلني المهذب هنا في الصحافة، القول إن حكومة الولايات المتحدة ظلت تستخدم الاغتيال عبر السنوات أداةً لتنفيذ السياسة القومية، وكذلك القول إن تواطؤ وكالة الاستخبارات المركزية مع العصابات الاجرامية التي تتاجر بالمخدرات، يمتد من أفغانستان الحالية في هذه الأيام، رجوعاً في الزمن إلى الوراء حتى وقت تأسيس الوكالة سنة 1947.
وذلك المحظور الأخير هو الخط الذي تجاوزه جاري ويب، ودفع ثمن جرأته بأن تعرض لواحدة من أعتى وأظلم الحملات في تاريخ الصحافة الأمريكية، حتى أنقلبت عليه صحيفته ذاتها!
وقد مات ويب يوم الجمعة 10 كانون الأول في شقته في سكرامانتو (عاصمة ولاية كاليفورنيا)، جراء ما يبدو أنه عيار ناري أطلقه على رأسه بيده. وكانت الملاحظات التي نشرت عن موته في العديد من الصحف مخزية، كما هو العهد دائما بالصحف الامريكيةً. فقد حرصت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" على ان تذكر انه حتى بعد الضجة التي أثارها ما نشره ويب في صحيفة "سان خوسيه ميركوري نيوز"، بعنوان "الحلف الأسود"، كانت وظيفة ويب قد أصبحت "محفوفة بالمتاعب"! وقد طرحت الصحيفة، دليلاً على ذلك، حقيقة أنه "بينما كان ويب يعمل لدى لجنة تشريعية أخرى في سكرامانتو، كتب تقريراً يتهم فيه دوريات الطرق الخارجية في سكرامانتو بالتغاضي بصورة غير رسمية، بل وبتشجيع العنصرية في كتابة سجلات الأفراد، ضمن برنامجها لحظر المخدرات"! يا لوقاحة الرجل!
ويتابع الخبر قائلاً، بخشوع وورع: "نشر المسؤولون التشريعيون التقرير سنة 1999 ولكنهم حذروا من أنه قائم أساساً على افتراضات وحكايات ونوادر". ويعني ذلك من دون شك أن ويب لم يكن لديه عشرات من ضباط الدوريات المذكورة الذين ذكروا تحت القسم، في السجلات الرسمية، إنهم كانوا يضايقون السود والهسبانيين (الامريكيين من أصل إسباني).
وكانت هنالك نوافير غضب أخرى مماثلة، ثارت سنة 1996 لأن وكالة الاستخبارات المركزية لم يُتح لها الحيز الكافي في سلسلة مقالات وتحقيقات غاري ويب لكي تُقْسم بوقار أنه "لم يمر أبداً غرام واحد من الكوكايين بمعرفتها من دون أن تستولي عليه وتحوله إلى دائرة تطبيق قوانين المخدرات التابعة لوزارة العدل، أو إلى هيئة الجمارك الأمريكية"!!
في سنة 1998 نشرت، بالاشتراك مع جيفري سانت كلير، كتاباً بعنوان "وايت أوت" (الغبش) عن العلاقة بين وكالة الاستخبارات المركزية والمخدرات والصحافة، منذ تأسيس الوكالة. كما تناولنا بالتفحص تفاصيل حكاية ويب. وقد أثار الكتاب، على نطاق أضيق وبدرجة أقل، النوع ذاته من سوء المعاملة الذي واجهه ويب. وكان الكتاب طويلاً محشواً بالحقائق الموثقة على نحو جيد، والتي هب المنتقدون لنا بشأنها إلى اتهامنا بـ"الطيش"، مثلما فعلوا مع ويب بـ"المتاجرة بالمؤامرة"، رغم انهم كانوا في بعض الاحيان يتهموننا في الحكم ذاته بـ"إعادة انتاج الأخبار القديمة".

سلسلة من العمليات القذرة :

قيامها عام 1973م بتدبير انقلاب في تشيلي ضد سلفادور أليندي، وقتله، وتنصيب عميل الوكالة الجنرال أوغستو بينوشيه مكانه، وقد قتل خلال أحداث هذا الانقلاب ما يزيد على (2500) شخص.
و كشفت التحقيقات ان الانقلاب العسكري الذي حدث في بوليفيا في 17 حزيران عام1980 من أن أصابع ضباط الوكالة بالتنسيق مع المدعو كلاوس باربي الرئيس السابق لجستابو النازي الألماني في مدنية ليون فرنسا كانت وراء تحريك خيوط التحريض والإثارة لدى مجموعة من الأفراد العاملين كممثلين لمنظمة موون المرتبطة بالوكالة. وتدعى هذه المجموعة ب "الاتحاد في سبيل زمالة المجتمعات الأميركية ووحدتها " (CAUSA ) فقد كان توماس وارد الضابط السابق لدى الوكالة يتزعم المونيين في بوليفيا. في حين كان وليام سيليتش الأخصائي بالالكترونيات وأحد قدامى المحاربين في فيتنام نائب الزعيم. أما ثالث ضباط الوكالة في صفوف المونيين فقد كان بوري الذي سبق له أن حاول إنشاء كنيسة مسلحة في البرازيل. كما اشتركت طائفة المونيين المرتبطة بالوكالة في الحرب السرية التي شنتها الاستخبارات المركزية ضد نيكاراغوا في عام 1985. حين قامت "الواشنطن تايمز" أشهر جريدة في أمبراطورية المونيين الصحفية بجمع ملايين الدولارات لدعم عصابات الكونترا في نيكاراغوا بعد أن رحب الكونغرس في ذلك الوقت بتمويل تلك العميلة السرية. و كان منسق حملة التبرعات تلك هي جان جوردان كيركباتريك سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة. ولتحقيق أهداف سياسيتها الداخلية والخارجية لم تستخدم وكالة الاستخبارات المركزية أمبراطورية المونيين الصحفية فحسب بل وظفت كذلك الأمبراطورية الاقتصادية الممتدة في العالم أجمع والتي تملكها كنيسة التوحيد. والتي تقف شركة تونغ 2 الصناعة المحدودة في مركزها ويرأس هذه الشركة سانغ كوان موون ويقال أنه شقيق لمؤسسة كنيسة التوحيد .
وتمتلك هذه الشركة فروعاً رئيسية في نيويورك وطوكيو ودوسلدورف، إلى جانب مكاتبها فيما وراء البحار في هونغ كونغ وكوالالمبور وسنغافورة وجاكارتا وسيدني وبيونيس آيريس وهاوستون ولوس أنلس وسان فرانسيسكو وشيكاغو وتورنتو وفانكوفر ولندن وميلانو والقاهرة وقبرص.
و في عام 1983 تولى مانويل أنطونيو نورييغا، وهو تاجر مخدرات وعميل للوكالة، منصب قائد الحرس الوطني في بنما، ورقى نفسه إلى رتبة جنرال، واستولى على الحكم، وكان ذلك كله تحت غض النظر م طرف الوكالة الأمريكية. غير أن أموراً حدثت بعد ذلك قطعت التيار بينه وين السي أي آيه، وكانت قصة الذئبة التي تأكل أبناءها. إذ تم اتهامه عام 1986م بالابتزاز وتهريب المخدرات وغسيل أموال قذرة، وحكمت عليه إحدى المحاكم الأمريكية عام 1992م بالسجن، أربعين سنة.
وفي عام 1986م تم الكشف عن تورط للسي أي آيه في صفقات سرية لبيع أسلحة لإيران، بترتيب من إدارة رونالد ريغان، وتحويل أموال تلك الصفقة إلى عصابة الكونترا المتمردة ضد حكومة الساندينيستا في نيكاراغوا.
ولم يكن هذا العمل مفتقراً إلى غطاء رسمي، فقد صرح ريغان عام 1985م قائلاً عن متمردين الكونترا: «إنهم إخوتنا، هؤلاء المقاتلون من أجل الحرية، إنهم المعادل الأخلاقي لآبائنا المؤسسين، وللرجال والنساء الشجعان في المقاومة الفرنسية، ونحن لا نستطيع التخلي عنهم، لأن هذا الصراع ليس صراعاً لليمين ضد اليسار، بل هو صراع للحق ضد الظلم».
و في عام 1994م تم اكتشاف عملية بيع أسرار للدولة إلى الاتحاد السوفييتي، قام بها ضابط من الضباط الكبار في الوكالة المركزية الcia وهو (ألوريتش إيمز «Alorich Ames») الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة.


مذابح الـ CIA
مذبحة قلعة مزار الشريف عام2001 في أفغانستان:

حين اعترفت "السي آي آي" ببيان رسمي عنمقتل ضابط "السي آي آي" جوني مايك سبان في سجن مزار الشريف في أفغانستاافتتح ملف جديد حول طبيعة المهمة التي كان يقوم بها هذا الضابط والجهازالذي يتبع له في وكالة المخابرات المركزية.
فقد تبيّن كما تناقلت وسائلالإعلام أن سبان (32 عاماً) من وينفيلد في ولاية آلاباما كان قد انضم إلى العمل في "السي آي آي" في حزيران عام 1999 آتياً من قوات المارينز.
وبمقتله تكون "السي آي آي" فقدت الضابط التاسع والسبعين الذي يقتل أثناء مهمة يقوم بتنفيذها منذ أن تم تأسيس "السي آي آي" عام 1947. وكان أربعة من الأميركيين قد قتلوا في غمرة النشاطات العسكرية الأميركية في أفغانستان أيضاً.
وفي ظاهرة ملفتة أثارت حادثة مقبل سبان واضطرار "السي آي أي" إلى إصدار بيان حولها، جدلاً واختلافاً بين المختصين بشؤون المخابرات حول مدى ضرورة ذلك البيان. ولذلك عاد بيل هارلو، الناطق باسم "السي آي أي" وأصدر بياناً جاء فيه: "أنتقد العديد من المختصين والخبراء إعلاننا عن مقتل جوني ميشيل سبان ضابط المخابرات في أفغانستان. واعتبر هؤلاء أن بياناً من هذا النوع يشكل سابقة لا مثيل لها وأن "السي آي أي" تحاول من خلال بيانها هذا كسب تأييد إيجابي من الجمهور. ونحن ليس من عادتنا الرد على انتقادات كهذه. لكن انتشار هذه الانتقادات في قنوات التلفزيون حمل استهتاراً ونيات غير طيّبة، الأمر الذي أجبرنا على الرد.
إن حماية مصادر وطرق عمل وشخصيات الضباط الذين يعملون في ظروف سرية تحت غطاء معين هي من الضرورات الأساسية في عمل الوكالة، بل إننا نبذلجهوداً كبيرة من أحل الحفاظ على الأمن العملياتي. وخلال سنوات طويلة وضمن ما تسمح به الظروف كانت الوكالة تعلن عن شخصية من يقتل من ضباطها أثناء القيام بمهامهم.
فثمة 78 منهم نقشت أسماؤهم على الجدار التذكاري ل"السي آي آي" ومن بينهم 30 ضابطاً كانوا في إدارة العمليات السرية.
ففي عام 1975 قتل وليام ويلش في أثينا، وقتل أيضاً وليام باكلي وأعلن عنهما رسمياً. ولقد قال جورج تينيت مدير "السي آي آي" إن ميشيل سبان كان بطلاً لأميركا. ولم نجد أي سبب يمنع من الإعلان عن اسمه، ووافقت على ذلك أسرته.

وبالإضافة إلى ذلك، كشفت الكثير من الوكالات الإعلامية عن اسمه قبل صدور بياننا الرسمي وعن علاقته بالسي آي آي حتى قبل وصول جثته إلى الولايات المتحدة أيضاً.
لكننا مع ذلك لن يكون بمقدورنا الكشف عن اسم كل من يقتل من ضباط الوكالة أثناء وجوده في مهمته".
ورغم هذا البيان الذي لا يتحدث عما كان يقوم به سبان في أفغانستان لأنه من أسرار السي آي آي، إلاّ أن مصادر عدة مختصة في أنباء التجسس والمخابرات ذكرت أن الضابط سبان ربما كان أول من يقتل من ضباط جهاز جديد أنشأته وكالة المخابرات المركزية باسم: "فرقة النشاطات الخاصة، (SAD)، وهي تضم ما يقرب من 5000 ضابط جرى تدريبهم على القتل والاغتيال السري والفنون العسكرية.
وذكر أحد المسؤولين الأميركيين في تعقيبه على ظروف عدم الكشف عن أي اسم لهؤلاء الضباط قائلاً: " أنها تقوم بتدريب رجالها أو جواسيسها على المهارات شبه العسكرية. و هناك عدداً منهم يعملون ضمن فروع تستوجب مهارات
عسكرية كبيرة".
أن الضابط ميشيل سبان قتل، كما روت بعض الأنباء، في ظروف سرية قام خلالها بارتكاب عمل فظيع ضد الأسرى الذين كانوا داخل سجن مزار الشريف في أفغانستان.
فقد ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية في تشرين الثاني الماضي أن ميشيل سبان دخل برفقة ضابط آخر من "السي آي أي" يدعى ديفيد إلى السجن واقترب من أحد الجنود الأسرى من طالبان وسأله ربما لأنه لم يكن أفغانياً: "ماذا تفعل هنا في أفغانستان"، فأجابه جندي طالبان قائلاً: "إننا هنا لكي نقتلكم" وقفز على الضابط ميشيل منقضاً عليه فأطلق
ميشيل النار عليه وعلى عدد من الأسرى الآخرين كانوا بقربه وأردى الجميع.
وتقول صحيفة"التايمز": وعند ذلك نشأت حالة فورية من الغضب لدى بقية الأسرى الذين توفر لهم الإمساك بالضابط ميشيل وأوسعوه ضرباً بأيديهم وأرجلهم حتى قضوا عليه وهرب الضابط ديفيد أثناء ذلك للنجاة بنفسه.
لكن مصادر أخرى ذكرت أن ضباطاً من "السي آي آي" كانوا، شخصياً، يقومون باستجواب عدد كبير من الأسرى الطالبان وغيرهم من اتباع بن لادن العرب والمسلمين الآخرين للحصول على معلومات عن مكان اختفاء وبقية مجموعته هناك. وكان ميشيل سبان أحد هؤلاء الضباط الذين كلفوا بمهمة الاستجواب. ويبدو أن هذه الاستجوابات دفعت عدداً كبيراً من الأسرى، خصوصاً وأن قوات تحالف الشمال هي التي ينبغي أن تتولى مسؤولية إدارة السجن، إلى التمرد ضد هؤلاء الضباط وإهانتهم وما كانوا يقومون به من تعذيب للحصول على المعلومات، فظهرت شرارة تمرّد الأسرى بعد قيام سبان بفتح النار داخل السجن على عدد من الأسرى الأفغان والعرب وانقضاض عدد منهم عليه وقتله. وربما تكون أحد الأسباب التي دفعت قيادة "السي آن أي" إلى إصدار بيان رسمي بمقتل سبان وإطلاع أسرته مسبقاً على نص البيان الرسمي الذي أعلنه بيل هارلو الناطق الرسمي، هي محاولة تجنب فضيحة أميركية لما قامت به "السي آي أي" داخل سجن مزار الشريف الذي ارتكبت فيه مجزرة ضد الأسرى الذين حملوا جنسيات متعددة. لكن طبيعة ما قام به ضباط "السي آي آي" من وحدة "النشاطات الخاصة" (SAD) لا بد أن يتم الكشف عنها مع تتابع أحداث أفغانستان وما ارتكبته الولايات المتحدة خلال ذلك من ممارسات خرفت فيها حقوق الإنسان وقوانين جنيف في معاملة أسرى الحرب هي وحلفاؤها من الأجنحة العسكرية الأفغانية.

[/color]
 
عودة
أعلى