الثغرة نموذج التعاون الامريكي الاسرائيلي

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
لن أتوقف عن نشر كل ما يقع تحت نظري من سطور ومواضيع تتعلق "بالثغرة" ... فقد كانت نقطة مشينة .... والعودة لإنتصارات عسكرية إسرائيلية ... وتكرار إهانة للجيش وقواته وقيادته ... وللعسكرية المصرية والعربية عامة

ولن يفيد ، التحسر ، ولكن التمعن الجيد .. والتقييم والتحليل والبحث عن أسباب "الفشل" الذي تحول إلي كارثة ...

ولقد قام الأخ الفاضل الأستاذ محمد أبوزيد بنشر السطور التالية في الواحة المصرية عن موضوع الثغرة ... أنسخ سطوره هنا ، من أجل تكملة مواضيعنا عن "الثغرة"

إذ أن قصة "الثغرة"ستبقي ... النقطة التي تشوه "جبين حرب العبور الخالدة .

فمهما قيل ونشر ، لا يمكن إنكار ، أن الخطوط الأسرائيلية قد تقاربت من القاهرة ... وأن "الجيش المصري الثالث" قد حوصر .. وأهين وأذل .. وأن الأسرائيليين قد تمكنوا من إحتلال أهم أجزاء من السويس ... بل توغلوا في المدينة ....

والأخطر من ذلك ، لم يكن هناك ، من يمنع الأسرائيليين من توجيه قنابل مدافعهم بعيدة المدي إلي القاهرة ... وأن تتوغل مجموعة إنتحارية للمدينة من أجل إدخال الرعب فيها ...

السطور تستحق التمعن ....



د. يحي الشاعر


لم تكن خطط الاختراق الاسرائيلى إلى غرب القناة خططاً حديثة أو وليدة حرب أكتوبر ففكرة عبور القناة من الشرق إلى الغرب وعند البحيرات المرة بالتحديد برزت للوجود فى خطط الجنرالات الالمان الذين كانوا يقودون الجيوش التركية فى محاولة لاستعادة مصر للخلافة التركية أثناء الحرب العالمية الأولى.

وقد تنبهت القيادة العسكرية الاسرائيلية إليها أثناء حرب الاستنزاف عندما بدأ التفكير فيها ضمن عملية محدودة فى عام 1970 فى أعقاب حرب الاستنزاف لتحطيم جزء من شبكة الصواريخ المصرية لتستطيع من خلاله الطائرات الاسرائيلية تحطيم باقى الشبكة وقد شارك فى التخطيط والإعداد لهذه العملية وقتها الجنرال إريل شارون الذى قاد بعد ذلك عملية العبور عام 1973 بنفسه واختار لها الاسم العبري (Abiray Lev) وترجمتها الصحيحة (القلب الشجاع) أما الإسم الكودي (الغزالة Gazelle) والذى شاع استخدامه في الكتب العسكرية حتى الإسرائيلية منها فهو يعود الى خطأ في الترجمة من العبرية الى الإنجليزية وقع فيه أحد مراسلي وكالات الأنباء الغربية.

الغريب أن القيادة العسكرية المصرية كانت تعرف هذا الاحتمال سواء قبل الحرب أو بعد بدايتها بل إن هذه الخطط كانت متداولة ومنشورة فى كافة التحليلات العسكرية قبل الحرب!.

يقول الجنرال شارون عن هذه الخطة:
"لقد كان المصريون يتوقعون فى خططهم احتمال عبورنا لقناة السويس من الشرق إلى الغرب ولقد وقع ضابط المخابرات المصرى فى منطقة العبور فى الدفرسوار اسيرا فى يد قواتى وقد عثرنا معه على خريطة تحدد بالضبط مكان عبورنا المحتمل وخطتتنا بعد العبور مع اختلاف واحد هو أن المصريين توقعوا أننا سنستخدم دبابات برمائية وهذا ما كنا سنفعله بالضبط لكنها لم تصل فى الميعاد مما اضطرنى للتصرف واستخدام الهيليكوبتر لنقل بعض طلائع العبور لتأمين رأس الجسر ثم استخدمت اطوافاً عائمة".

وكانت القوة الموضوعة تحت قيادة الجنرال آريل شارون تضم لواءين مدرعين ولواء واحد من المشاة الميكانيكية ومجموعة من قوات الكوماندوز.

وكانت الاستعدادات الإسرائيلية للعبور الى الضفة الغربية قد بدأت يوم الخميس 11 أكتوبر حيث تم الإتفاق خلال المؤتمر الذي عقد في المركز المتقدم للقيادة الجنوبية برئاسة الجنرال حاييم بارليف، تم الإتفاق على اقتراح الجنرال جونين باختيار منطقة الدفرسوار لتكون مكانا للعبور.

الا أن تنفيذ الخطة تعرض للتأخير بسبب الخلاف الذى نشب بين القادة العسكريين في تل أبيب وتردد وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان، خاصة مع وجود فرقتين مدرعتين مصريتين وفرقتين مشاة ميكانيكيتين ومجموعات صاعقة إضافة الى عدد من الدبابات يصل الى 400 دبابة تتمركز كلها غرب قناة السويس، كل ذلك أعاق تنفيذ الخطة الإسرائيلية.

وفي يوم السبت 12 أكتوبر صدرت الأوامر بتجميع جميع معدات العبور الموجودة في أماكن مختلفة في سيناء في القطاع الأوسط الذي يتولى قيادته الجنرال شارون وكلف المهندسين بتركيب أجزاء الجسر الذي سيتم إلقاءه في قناة السويس عند منطقة العبور ليربط بين الشاطئين.

وعلى أثر فشل القوات المصرية في تطوير الهجوم ناحية الشرق يوم الأحد 14 أكتوبر أصدر رئيس الأركان الإسرائيلي ديفييد اليعازر أوامره الى القيادة الجنوبية بالإستعداد للعبور الى الضفة الغربية بينما قام بنفسه بالحصول على تصديق الوزراء على قرار العبور.

وقد حدثت تعديلات كبيرة على خطة (القلب الشجاع) وبلغت الصعاب والمشكلات الى الحد الذى جعل القادة الإسرائيليين المسئولين في مساء 16 أكتوبر يفكرون جديا في إلغاء العملية بأسرها وإصدار الأوامر الى قوات المظلات والمدرعات التى عبرت بالعودة مرة ثانية الى الضفة الشرقية.

ومما لا شك فيه أن الثغرة أو العبور الاسرائيليى للغرب قد أخذ تغطية إعلامية واسعة النطاق من كافة أجهزة الاعلام الغربية والتى تسيطر على أغلبها الدوائر المتصلة باسرائيل أو جماعات الضغط اليهودى على الرغم من أن الظروف السيئة التى حدثت على الجانب المصرى هى التى ساهمت فى انجاح عملية الثغرة وكان يمكن القضاء على القوات الاسرائيلية بمنتهى السهولة لولا بعض التخبط فى المعلومات.

ومما يؤكد أن الدعم الامريكى كان العامل الرئيسى فى تحول الموقف لصالح اسرائيل بعد الانهيار شبه الكامل للجيش الإسرائيلي على الجبهة المصرية من 6 إلى 12 أكتوبر وهو ما أجمع عليه كل المشاركين فى القتال من الجانبين، هى قيام طائرة إستطلاع أمريكية ظهر يوم 13 أكتوبر بالتجسس على جبهة القناة والدلتا لرصد مناطق الدفاع الجوى وتحركات القوات المصرية وكانت الطائرة تحلق على ارتفاع 30 كيلو متر بسرعة تصل إلى ثلاث أضعاف سرعة الصوت ومن الطبيعى أن نتائج هذا الاستطلاع والتجسس قد تم تسليمها إلى القيادة الاسرائيلية للاستفادة بها فى عمليات الاختراق التى تمت أثناء الثغرة.

يقول المشير الجمسى رئيس هيئة العمليات عن هذه النقطة بالتحديد: ".. مما يجدر ذكره أنه فى حديث للدكتور كيسنجر (وزير الخارجية الأمريكي) معى فى إحدى زياراته لمصر بعد الحرب قال لى أن أمريكا تحققت من عبور الفرقة 21 المدرعة (المصرية) من غرب القناة إلى شرقها استعدادا لتطوير الهجوم فى اتجاه المضايق وكان يعنى ذلك أن أمريكا استنتجت نوايانا عن استئناف الهجوم فى وقت مبكر قلت له إن اسرائيل تحققت من عبور هذه الفرقة واستنتجت بالتبعية نوايانا وكنت أعنى أن أمريكا زودتهم بنتائج الاستطلاع الذى تم يوم 13 أكتوبر لصالحهم ولم يرد أو يعلق وكانت نظرته فيها الرد الكافى...".

ومما يؤكد أيضا التواطؤ الأمريكى مع اسرائيل فى عملية الثغرة بالاضافة إلى تعويض الأسلحة واحاطتهم بنتائج التجسس والاستطلاع أنه فى نفس الوقت الذى بدأت اسرائيل الإعداد لتنفيذ عملية الثغرة كان هناك بطء متعمد من جانب الإدارة المريكية فى تدخلها للتوصل إلى القرار بوقف اطلاق النار وهو ما كانت تلح عليه وتسعى إليه وتضغط من أجله منذ بداية المعارك إذ رأت أمريكا أنه لا داعى للعجلة بعد أن بدأت اسرائيل تأخذ زمام المبادأة.

وكانت مهمة الجنرال شارون قائد مجموعة العمليات رقم 143 تنحصر في إقامة وتأمين رأس كوبري (منطقة عبور) على ضفتي قناة السويس عند نقطة الدفرسوار ليلة 15 / 16 أكتوبر تمهيدا لعبور فرقة إسرائيلية تحت قيادة الجنرال إبراهام أدان (برن) صباح يوم 16 أكتوبر.

وكادت هذه الخطة أن تصاب بالفشل بسبب تأخر وصول معدات العبور الى منطقة الدفرسوار، والتعطيل في عمليات تأمين المعبر عند الدفرسوار والتى كانت تستلزم السيطرة التامة على المنطقة الممتدة من نقطة العبور حتى مسافة 5 كم شمالا حيث قابلت الخطة الإسرائيلية للسيطرة على هذه المنطقة مقاومة باسلة من القوات المصرية، ونتيجة لذلك تعثرت خطة العبور الإسرائيلية.

كان التخطيط الإسرائيلي لعملية العبور يهدف بالدرجة الأولى الى تحويل أنظار المصريين عما سوف يجري مساء 15 أكتوبر عند الدفرسوار، ولذلك بدأت غارات جوية إسرائيلية مركزة إعتبارا من الساعة الخامسة صباح 15 أكتوبر على مناطق تمركز الجيش الثاني الميداني، وظلت هذه الغارات المكثفة حتى قبيل الغروب وفي الوقت نفسه وبعد أن نجحت هذه الغارات في تحويل أنظار المصريين عبرت القوات الإسرائيلية الى الضفة الغربية وبدأت هذه القوات تتقدم دون مواجهة أي مقاومة.

غير أن العبور الرئيسي للقوات الإسرائيلية الى الضفة الغربية فشل ثلاث مرات متتاليه حيث قوبل اللواء الإسرائيلي المدرع بقيادة العقيد "آمنون" بهجوم مصري غير مسبوق كلف القوات الإسرائيلية خسائر فادحة في الأفراد والمعدات والأسلحة.

وأمام ذلك أقترح وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان سحب لواء المظلات المتمركز في الضفة الغربية تحت قيادة العقيد داني مات والغاء العملية كلها قائلا بالحرف الواحد: "المصريين سوف يذبحون قواتنا على الشاطئ الآخر"، لكن إقتراحه قوبل بالرفض في غرفة العمليات الإسرائيلية.

وفي صباح 16 أكتوبر قاد العقيد "آمنون" بنفسه الهجوم الرابع على التوالى على منطقة "تقاطع الطرق" الإستراتيجية لتأمين عملية العبور، ونظرا للإنهاك الذى أصاب القوات المصرية التى خاضت قتالا مريرا طوال الليل ونقص الذخيرة اُجبرت هذه القوات في النهاية على الإنسحاب من مواقعها وتقدم آمنون بقواته وأستولى على منطقة تقاطع الطرق، الا أنه في سبيل تحقيق ذلك فقد أصبح موقفه في غاية السوء فلم يتبق له سوى 27 دبابة فقط إضافة الى خسارته لأعداد هائلة من الجنود.

ولم يتأخر وصول قوات الدعم الإسرائيلية كثيرا لكنها لاقت في سبيل ذلك أيضا خسائر فادحة بعد أن تعرضت للنيران المصرية من كل جانب. لكنها في النهاية نفذت مهمتها

في الساعة العاشرة صباح يوم 16 أكتوبر وصل أول بلاغ عن وجود قوات إسرائيلية غرب القناة الى مركز قيادة الجيش الثاني الميداني وكان البلاغ يتضمن كشف وجود 5 دبابات برمائية إسرائيلية في مطار الدفرسوار، وبعد نحو ساعة أصدرت قيادة الجيش الثاني الأوامر بدفع سرية مشاة ميكانيكية مدعمة بفصيلة دبابات الى مطار الدفرسوار لتدمير قوة العدو بالمطار غير أن مهمة الرية باءت بالفشل نتيجة إنقطاع الإتصال مع القيادة.

وقبيل حلول ظهر اليوم نفسه بدأت قوات العدو الإسرائيلية بأول عملية هجومية تجاه الغرب، وفي الساعة الثانية عشرة ظهرا أصدر اللواء تيسير العقاد الذى تسلم مسؤولية قيادة الجيش الثاني الميداني خلفا لللواء سعد مأمون الذى أصيب صباح يوم 14 أكتوبر بأزمة قلبية، أصدر أوامره بتدمير القوات الإسرائيلية المتقدمة نحو الغرب غير ان القوات المصرية التى كُلفت بهذه المهمة سقطت في كمين محكم وأستشهد قائدها العقيد أركان حرب حسين رضوان ودُمرت 15 عربة مدرعة مصرية ومعظم الدبابات ومدافع الإقتحام.

أما في غرفة العمليات بالقاهرة (المركز 10) فقد وصلت أنباء الهجوم الإسرائيلي صباح يوم 16 أكتوبر تقول: "نجحت جماعات صغيرة من العدو في العبور الى الضفة الغربية، ويقوم الجيش الثاني الميداني بإتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء عليها". غير أن المعلومات بدأت تتخذ طابع أكثر خطورة بعد ذلك.

وفي أرض المعركة نفسها كانت تجري عملية تضليل لقيادة الجيش الثاني الميداني، ففي الوقت الذى كانت تشير فيه وحدات الإستطلاع الى وجود 5 دبابات إسرائيلية فقط غرب القناة كان يوجد بمنطقة الدفرسوار لواء مظلات إسرائيلي كامل وحوالي 30 دبابة وعدد من العربات المدرعة. وبالتالي لم تنجح قيادة الجيش الثاني في اتخاذ القرار المثالي كما لم تصل الى القاهرة المعلومات الصحيحة عن حقيقة الموقف.

فقد ثبت أن الرئيس السادات – رحمه الله – ذهب الى مجلس الشعب يوم 16 أكتوبر حيث القى خطبته الشهيرة التى أعلن فيها شروط مصر لوقف اطلاق النار دون أن تبلغه أى أنباء عن وجود أى وحدات اسرائيلية غرب القناة، كما أن المشير أحمد إسماعيل – رحمه الله – وهو وزير الحربية أكد أيضا عقب الحرب أنه لم تصله أي معلومات عن عبور قوات للعدو الى الغرب الا بعد عودته من مجلس الشعب يوم 16 أكتوبر، كما أن هذه المعلومات التى وصلته كانت تشير الى "تسلل" أعداد صغيرة من الدبابات البرمائية الإسرائيلية الى غرب القناة وان القضاء عليها بسرعة أمر ممكن.



المحاولة الأولى
عقد القائد العام للقوات المسلحة المشير أحمد إسماعيل مؤتمرا بمركز القيادة بعد ظهر 16 أكتوبر بحضور الفريق سعد الدين الشاذلي والمشير الجمسي رئيس هيئة العمليات ورؤساء أفرع القيادة العامة حيث صدر القرار بتدمير الثغرة عن طريق توجيه ضربة قوية ضد العدو في منطقة الثغرة، وكان التخطيط يدور حول قيام لواء مدرع (اللواء 25 التابع للجيش الثالث) بتوجيه ضربة قوية من الجنوب الى الشمال حيث يلتقي بالفرقة 21 المدرعة التى ستقوم بالضرب من موقعها شرق القناة وفي نفس الوقت يقوم اللواء 116 ميكانيكي غرب القناة بتوجيه ضربة ثانوية من الغرب الى الشرق لتدمير قوة العدو التى عبرت الى الغرب.

وكان التوقيت المبدئي لتنفيذ الخطة هو ليلة 16/ 17 أكتوبر، وعلى الفور قام اللواء تيسير العقاد قائد الجيش الثاني بالنيابة ظهر يوم 16 أكتوبر بإصدار أوامره لتنفيذ المهم، كما قام رئيس عمليات الجيش الثالث في الوقت نفسه بإصدار أوامره بحيث يبدأ التنفيذ مع آخر ضوء يوم 16 أكتوبر.

يقول اللواء أركان حرب جمال حماد المؤرخ العسكري: "على الرغم من أن الخطة التى وضعتها القيادة العامة لتصفية ثغرة الإختراق عند الدفرسوار كانت تبدو سليمة من الناحية النظرية فإن مجرى الحداث أثبت أنها كانت خطة خاطئة وغير واقعية".

ووفقا لهذه الخطة تحركت وحدات اللواء 25 مدرع مع آخر ضوء يوم 16 أكتوبر باتجاه الشمال وقبل ان تصل الى منطقة كبريت تلقة قائد اللواء أمرا بالتوقف وعودة جميع الوحدات الى مواقعها السابقة على أن يكون اللواء على اتم استعداد للتحرك مرة آخرى خلال ساعة واحدة من صدور الأوامر، وبالفعل عادت الوحدات مرة آخرى الى مواقعها، وفي الساعة الرابعة صباح يوم 17 أكتوبر صدرت الأوامر بالتحرك مع أول ضوء لتنفيذ المهمة السابق تخصيصها.

وقد أدى ذلك بالطبع الى إصابة الضباط والجنود بإرهاق شديد وحرمهم من أن ينالوا كفايتهم من النوم ليلة المعركة ليكونوا على أتم استعداد لها في الصباح، ونظرا لهذه المعوقات فقد حاول اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني القيام بمحاولة أخيرة لمنع تحرك اللواء المدرع صباح 17 أكتوبر.

يقول الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان في مذكراته: "حوالي منتصف الليل أويت الى فراشي ولكن ضابط العمليات المناوب أيقظني في الساعة الثالثة صباحا وأخبرني أن اللواء عبد المنعم واصل يطلب محادثتي بصفة عاجلة. أخبرني واصل بأن اللواء المدرع 25 لن يستطيع التحرك في هذا اليوم (17 أكتوبر) لأسباب فنية. كان واضحا أن اللواء عبد المنعم واصل وقائد اللواء المدرع 25 يتوقعان وقوع كارثة بالنسبة لهذا اللواء، وأنهما يريدان خلق المشكلات التى قد تؤدي الى منع قيامه بهذه العملية الإنتحارية. لقد كنت أشعر في قرارة نفسي بصدق وأحساس كل كلمة يقولها واصل، ولكن مسؤوليتي في ذلك الوقت كانت تحتم علي أن أعارض عبد المنعم واصل.
كمبدأ عام يمكن للقادة أن يختلفوا عند إبداء وجهة نظرهم قبل اتخاذ القرار، أما بعد أتخاذه فيجب أن يعمل كل منهم قدر طاقته لتنفيذه، سواء أكان يتفق مع وجهة نظره أم لا.
وقد تم أتخاذ القرار ولا سبيل الى التراجع عنه الأن. وبعد حديث طويل مع عبد المنعم واصل، قال لي بيأس شديد: "لا حول ولا قوة الا بالله. سوف أقوم بتنفيذ هذه الأوامر ولكني أقولها مسبقا: سوف يُدمر هذا اللواء".

وفي الساعة السادسة والنصف صباح يوم 17 أكتوبر بدأ اللواء 25 المدرع تحركه، وفي الطريق أشتبك ببعض مقاومات العدو لكنه أستطاع التغلب عليها وواصل تقدمه بعد أن خسر بضع دبابات من مجموع دباباته الذى كان يبلغ 75 دبابة.

ولم يكن تحرك اللواء 25 خافيا عن أعين الإسرائيليين الذين تحركوا مبكرا لصد الهجوم تحت قيادة الجنرال أدان بنفسه فتم قصف اللواء المصري بالمدفعية بعيدة المدى كما تعرض لقصف جوي عنيف بالقنابل العنقودية. في الوقت الذى أعد فيه الجنرال أدان فخ محكم للواء المصري مستغلا تفوق عدد دباباته وصواريخه ومعاونة المدفعية والطيران وكان اللواء المصري بالنسبة اليه شديد الوضوح مما جعله هدفا مثاليا وسهل المنال.

وفور اقتراب اللواء المصري من مرمى النيران الإسرائيلية تعرض لسيول من نيران المدافع والدبابات والمقذوفات الصاروخية من الأمام واليمين فحاول اللجوء الى اليسار لكن المحاولة فشلت نظرا لفداحة الخسائر وطلب قائد اللواء من قيادة الجيش الثالث عن طريق اللاسلكي الدعم من القوات الجوية والمدفعية وأن يسمح له بالتوقف، لكن قيادة الجيش أجابته بعدم التوقف أبدا ومواصلة الطريق.

وحاول قائد اللواء القيام بمحاولة التفاف من اليمين لكن المحاولة فشلت خاصة مع غياب دعم المدفعية والقوات الجوية عدا طلعة جوية واحدة بطائرتين من طراز ميج 17 قامتا بقذف مواقع العدو بالصواريخ قبل آخر ضوء.

وعند فشل المحاولة من اليمين أندفعت بعض الدبابات الى اليسار ولكنها تورطت في حقل الغام وأصيب معظمها، وإزاء هذا الموقف العصيب أرسل قائد اللواء رسالة لاسلكية ثانية مكررا طلبه من قيادة الجيش الثالث بالسماح له بالتوقف أو الإنسحاب بالقوة المتبقية معه الى حصن كبريت، الا أن قيادة الجيش أكدت تعليماتها السابقة بوجوب التقدم "بأي ثمن".

ولم تلبث النيران الإسرائيلية أن دمرت دبابات مركز قيادة اللواء وكذلك مركبة القيادة في المركز الرئيسي كما أشعلت النيران في عدد كبير من الدبابات المصرية، ولم يجد قائد اللواء وسيلة عندئذ للإتصال بقيادة الجيش الا عن طريق جهاز لاسلكي احتياطي بعربة جيب عثر عليها في مركز القيادة الرئيسي فأبلغ القيادة بالموقف وباستحالة التقدم، ثم أصدر أوامره بالإنسحاب تحت جنح الظلام الى حصن كبريت لكنه تورط أثناء طريق العودة في حصن الغام كان يحيط بحصن كبريت. وكانت النتيجة هي هلاك اللواء 25 المدرع كما تنبأ اللواء عبد المنعم واصل.

دُمر اللواء دون أن تتح له الفرصة للإشتباك وجها لوجه مع دبابات العدو. وقد قدرت خسائر اللواء المصري بـ 65 دبابة بينما وصلت الى حصن كبريت 10 دبابات و7 مركبات مدرعة و180 ضابط وجندي.




المحاولة المصرية الثانية لتصفية الثغرة
حوالي الساعة الخامسة مساء يوم 17 أكتوبر طرحت قيادة الجيش الثاني الميداني فكرة صدقت عليها القيادة العامة في القاهرة لمنع العدو من توسيع ثغرة الإختراق، وكانت الفكرة تتمحور حول إغراق المنطقة بالمياه عن طريق إطلاق المياه الى مواسير الضخ الممتدة من غرب القناة الى شرقها، وكانت توجد ست مواسير ضخمة تمتد عبر قاع قناة السويس لنقل المياه من الترعة الحلوة الموازية للقناة (ترعة السويس) الى شرق القناة لتصب في الترعة التى تم حفرها شمال قرية الجلاء (المزرعة الطينية) وكانت هذه المواسير قد أوقفت عن ضخ المياه عقب نكسة يونيو واستيلاء القوات الإسرائيلية على سيناء وهو ما أدى الى جفاف الترعة.

وكانت قيادة الجيش تستهدف ضخ المياه بغزارة عبر المواسير لإغراق الأراضي شمال المزرعة الصينية لتكون مانعا ضد الدبابات، غير ان الخطة فشلت بعد أن أكتشفت وحدات المهندسين التى كلفت بالتنفيذ أن محركات الضخ تلففت بسبب توقفها عن العمل لأكثر من ست سنوات
مع الساعات الأولى من صباح يوم 17 أكتوبر قام المهندسون الإسرائيليون التابعون لفرقة الجنرال شارون بدفع أول معدية الى مياه القناة تمهيدا لدفع باقي المعديات عبر قناة السويس وقبل الساعة الرابعة مساء اليوم نفسه أصبح الجسر جاهزا للعبور الكبير.

كانت مدفعية الجيش الثاني المصرية قد بدأت من بعد ظهر يوم 16 في دك منطقة التمركز الإسرائيلية وقبيل غروب يوم 16 أكتوبر شنت طائرات الميج 17 المصرية هجوما مركزا على القوات الإسرائيلية وسرعان ما نشبت معركة جوية عنيفة بين الطائرات المصرية والإسرائيلية فوق القناة، وأعلن كل طرف بعدها أنه دمر للطرف الآخر 10 طائرات.

وفي صباح يوم 17 أكتوبر فتحت مدفعية الجيش الثاني نيرانها على الجسر الإسرائيلي على جانبي القناة فأصيب مركز القيادة الإسرائيلي إصابة مباشرة، ولم يتوقف القصف المصري منذ هذا التوقيت نهائيا وحتى نهاية الحرب !.

وعلى الرغم من هذا القصف العنيف واصل المهندسون الإسرائيليون نصب الجسور، وفي الساعة التاسعة مساء 17 أكتوبر تحركت الجنرال برن ليصل بعد ساعة الى معديات العبور وبصحبته 9000 من الضباط والجنود. وفور الوصول أندفعت الدبابات لعبور القناة الى الغرب وفي مقدمتها دبابة الجنرال برن الذى أخذ يصيح عبر اللاسلكي "عبرت الى افريقيا .. عبرت الى افريقيا" بينم اخرج أحد رجاله زجاجة خمر وشرب نخب العبور.

وبعد عبور دبابتين فقط أنهالت قذائف المدفعية المصرية مرة آخرى ونجحت في إصابة جسر العبور مما كان يعني تعطيل عبور فرقة الجنرال برن وكان الموقف حرجا فقد أحتشد في ساحة العبور وفي الطرق المؤدية اليه طابور طويل من الدبابات والمركبات المحملة بالإمدادات والذخيرة.

وبناء على نصيحة الجنرال جاكي وهو نائب الجنرال شارون والمسؤول عن إقامة وتأمين عمليات العبور تقرر الإستمرار في نقل الدبابات باستخدام المعديات المتحركة ريثما يتم اصلاح الجسر الذى كان من المنتظر ان يتم في بضع ساعات.

وأثناء عبور إحدى المعديات تلقت قذيفة مصرية مباشرة في منتصف القناة وغرقت الدبابات اللتان كانتا على متنها وأستطاع ثلاثة فقط من أطقمهما النجاة بينما غرق الباقون.

وفي هذا الوقت أقترح أحد المهندسين الإسرائيليين فكرة ذكية للتغلب على الجسر المصاب ونجحت خطته، وبحلول الساعة الرابعة من صباح 18 أكتوبر كان للعدو فرقتان مدرعتان كاملتان كانت إحداهما تحت قيادة الجنرال شارون والأخرى تحت قيادة الجنرال ابراهام دان.



فى الفترة من 22: 28 أكتوبر عبرت القوات الإسرائيلية المخصصة للعملية قناة السويس عبر الكباري التى تم إنشاؤها والقيام بصد هجمات القوات المصرية المضادة، كما فشل الهجوم الذى قاده الجنرال شارون في الوصول الى مدينة الإسماعيلية. وفي الفترة نفسها صدر قرار مجلس الأمن رقم 338 بوقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة 6 و52 دقيقة يوم 22 أكتوبر.

وعلى ضوء الموقف العسكري غرب القناة والذى لم يعد في مصلحة القوات المصرية قامت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية بوضع الخطة "شامل" لتصفية الثغرة تمام، وفي سبيل ذلك كان من المقرر حشد كل ما يمكن من القوات المصرية وما أمكن تدعيمها به من قوة بشرية وأسلحة ومعدات من بعض الدول العربية والدول الصديقة لاحتواء وتجميد القوات الإسرائيلية غرب القناة.

وتم وضع خطة لتصفية الثغرة وأطلق عليها أسم "شامل"، وبرغم صدور قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار الا أن القيادة المصرية رأت لا تسمح للقوات الإسرائيلية غرب القناة بأي فترة هدوء أو راحة وحرمانها من تثبيت دفاعاتها أو تحصينها، وقد تطورت الأعمال الدفاعية النشطة لقواتنا الى الحد الذى جعل البعض يطلقون على هذه المرحلة أسم "حرب الإستنزاف الثانية".

وكانت أهداف القيادة المصرية في هذه المرحلة:
- إحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر في قوات العدو و أسلحته ومعداته.
- القيام بعمليات إزعاج للعدو على أوسع نطاق ممكن حتى يصبح بقاؤه غرب القناة جحيما لا يطاق.
- إرغام إسرائيل على الإستمرار في تعبئه قواتها الإحتياطية، مما يرهق اقتصادها القومي ويهدد الحياة العامة بالشلل التام.
- منع العدو ن تحسين وتحصين مواقعه شرق وغرب القناة على السواء.

وقد تم خلال الفترة من 23: 28 أكتوبر 1500 اشتباك بالنيران خلال 439 عملية وقد أسفرت هذه الإشتباكات في الجانب الإسرائيلي عن:
- تدمير 11 طائرة و41 دبابة وعربة مجنزرة و10 رشاشات ثقيلة.
- تدمير 36 بلدوزر ومعدة هندسية وعربة ركوب.
- إصابة ناقلة البترول الإسرائيلية (سيرينا) بعطب جسيم.
- إغراق قارب إنزال بحري.
- قتل 187 فرد إسرائيلي فضلا عن مئات الجرحى.

وكان التفكير المبدئي للخطة "شامل" ترتكز على تجميع كل ما يمكن من قوات مصرية غرب القناة وأن توضع هذه القوات تحت قيادة أحد القادة المشهود لهم بالكفاءة على أن يتبع مباشرة الى وزير الحربية، وأن تكون مسؤوليته تدمير جميع القوات الإسرائيلية الموجودة على الأراضي المصرية غرب القناة. ووقع الإختيار على اللواء أركان حرب سعد مأمون لقيادة الخطة.

وفور توليه القيادة قام اللواء سعد مأمون بالمرور على القوات التى تم تخصيصها للتنفيذ ومراجعة الخطة بكل دقة.

وفي يوم 24 ديسمبر عرض القائد العام للقوات المسلحة الخطة في صيغتها النهائية على الرئيس الراحل أنور السادات بحضور رئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية في وجود اللواء سعد مأمون. وقد أقر الرئيس السادات الخطة وأصدر توجيهاته بأن تكون جاهزة للتنفيذ أعتبارا من نفس اليوم.

وقد قامت القوات المخصصة لتنفيذ الخطة بمشروعات تدريب تتفق تماما مع المهام المخصصة لها في الخطة الحقيقية وعلى أرض مشابهه، كما تمت عملية تنظيم التعاون بين هذه القوات والقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي تحت إشراف اللواء سعد مأمون مباشرة.

وكانت الخطة ترتكز على مهاجمة العدو من 5 محاور رئيسية بهدف إغلاق الممر الذى يربط بين القوات الإسرائيلية وقواعده الرئيسية في سيناء وتقطيع أوصال القوات الإسرائيلية وتحويله الى أجزاء منعزلة يتم تدميرها جزاءا جزءا .

غير أن الخطة "شامل" لم تنفذ ففي الساعة التاسعة مساء 17 يناير 1974 أذيع أتفاق فصل القوات بين مصر وإسرائيل تحت اشراف الامم المتحدة ووضعت هذه الإتفاقية موضع التنفيذ اعتبارا من الساعة 21 يوم 25 يناير، وبدأت اسرائيل بالفعل في سحب قواتها من المناطق المتفق عليها، وسارت أعمال فصل القوات وفقا للإتفاق، وبانتهاء الصراع السياسي في هذه المرحلة صدرت الأوامر بتجميد الخطة "شامل".



 
فيما يلي تعليق الأخ الفاضل >جنرال حسن " .... وهي سطور تستدعي التمعن والتساؤل ... لماذا ... ولماذا ... ؟؟؟

وكان رد الأستاذ محمد أبوزيد

انت عارف يا استاذ حسن احنا كنا بنحارب امريكا فعلا ودعم لا محدود منها لاسرائيل في نفس الوقت الروس كان كل عملهم هو احباطنا عن مواصلة الحرب كأنهم مستخسرين فينا النجاح الى حققناه على الاسرئيليين المدعومين من امريكا

كاننا كنا قبضة الكماشة بين تحبيط من الروس وتهديد من الامريكان بأغراق مصر بضرب السد العالي

د. يحي الشاعر


الاخ محمد
هنا نجد تفاصيل الخطة "شامل" التى ذكرتها حضرتك فى المداخلة السابقة



sws.jpg


أصدر القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، الرئيس أنور السادات، يوم 13 ديسمبر 1973، أمراً بتعيين اللواء سعد مأمون ـ قائد الجيش الثاني الميداني مع بداية الحرب وحتى التطوير شرقاً يوم 14 أكتوبر 1973 ـ "قائداً لقوات تصفية الثغرة، غرب القناة".
كانت فكرة القيادة العامة المبدئية، تخصيص قوة مناسبة، وتكليفها بمهمة فتح الطريق عنوه، من خلال الجيش الإسرائيلي، والاتصال بالفرق المشاة المحاصرة شرق القناة. وحتى لا يختل التوازن الاستراتيجي مرة أخرى، أو ينشأ موقف أكثر تعقيداً، تغيرت الفكرة إلى تعيين قائد كفء، وتوفير حجم مناسب من القوات (بعضها موجود بالفعل في حلقة احتواء الثغرة) لتنفيذ خطة شاملة، للقضاء على الثغرة وتصفيتها في الغرب، ويتخذ من ذلك وسيلة ردع، للضغط على المفاوض الإسرائيلي، للوصول إلى حل سلميّ، وإذا لم يتوصل إلى ذلك، يكون التنفيذ بالقتال هو الحل النهائي. من ذلك سميت القوات "بقوات تصفية الثغرة غرب القناة"، وأعطي لخطة العمليات التي ستوضع الاسم الرمزي "شامل".

أنشأ اللواء سعد مأمون، هيئة قيادة ميدانية، بالاستفادة من قيادة الجيش الثالث الميداني التي بقيت في الغرب، وزار القوات المخصصة له، واستعرض الخطط الموضوعة، ثم صاغ خطة شاملة، عرضها على القائد العام، يوم 18 ديسمبر 1973، وصدق عليها القائد الأعلى يوم 24 ديسمبر 1973، بحضور كل قادة الأفرع الرئيسية والهيئات بالقيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، على أن تكون جاهزة للتنفيذ في نفس يوم التصديق عليها.

خصصت القيادة العامة، لتنفيذ خطة تصفية الثغرة في الغرب القوات التالية:

2 فرقة مدرعة (الأرقام 4، 21) تضم 4 لواء مدرع، 2 لواء مشاة آلي، 12 كتيبة مدفعية.
3 فرقة مشاة آلية (الأرقام 3، 6، 23) تضم 3 لواء مدرع، 6 لواء مشاة آلي، 18 كتيبة مدفعية.
وحدات مظلية، وصاعقة.
احتياطيات تخصصية من احتياطيات القيادة العامة (مضادة للدروع، مهندسين عسكريين، حرب كيماوية، حرب إلكترونية، عناصر إشارة، وحدات شرطة عسكرية، عناصر ادارية وفنية).
2 مجموعة مدفعية رئاسة عامة كل منها بقوة لواء مدفعية متوسطة.
مجهود جوي للتمهيد قبل بدء التنفيذ، ثم لمساندة التنفيذ بعد ذلك (معاونة جوية).
تشارك القوات المحاصرة في الشرق، من مواقعها بالرماية المباشرة من الساتر الترابي في الشرق، والقصف المدفعي، على القوات الإسرائيلية الموجودة في الغرب، وتثبيت القوات الإسرائيلية في الشرق.
على الجانب الآخر، كانت القوات الإسرائيلية في ثغرة الاختراق في الغرب مكونة من 3 مجموعة عمليات مدرعة تضم 7 لواء مدرع، ولواء مشاة آلي، ولواء مظلي. بالإضافة إلى وحدات المدفعية والدفاع الجوي والمهندسين العسكريين وعناصر الإسناد الإداري والفني.

ينتج عن ذلك تجميع من القوات المصرية، يتفوق عن نظيره الإسرائيلي بمقدار مرة ونصف تقريباً في الدبابات (مع تعادلهما في عدد الألوية)، وثلاثة أضعاف كتائب المشاة الآلية والمظلية، وتعادل تقريباً في حجم المدفعية للطرفين. ودون إهمال التفوق الجوي الإسرائيلي، والذي تحيده الصواريخ المضادة للطائرات المصرية، فإن هذا الحجم من القوات المصرية غرب القناة، أصبح يحاصر قوات الثغرة الإسرائيلية.

حددت خطة "العملية شامل" مهاجمة الثغرة الإسرائيلية في الغرب من 5 اتجاهات:

1. الاتجاه الأول

ضربة من الجانب الأيمن لرأس كوبري الفرقة 16 (من الشرق) في اتجاه جنوب غرب، بهدف إغلاق ثغرة الاختراق من الشرق وتصفيتها.

2. الاتجاه الثاني

ضربة على محور أبو سلطان، في اتجاه الدفرسوار، لتصفية قاعدة الثغرة التي يرتكز عليها إمدادها من الشرق إلى الغرب (نطاق عمل مجموعة شارون).

3. الاتجاه الثالث

ضربة على محور طريق جنيفه، في اتجاه البحيرات المره الصغرى، لتصفية القوات الموجودة من فايد وحتى منطقة الجناين.

4. الاتجاه الرابع

ضربة على محور طريق السويس، طريق 12 (الضربة الرئيسية)، لتصفية القوات الموجودة من الشلوفة وحتى السويس، وفك حصار السويس.

5. الاتجاه الخامس

ضربة على المحور الساحلي الموازي لخليج السويس من الجنوب إلى الشمال، لتصفية القوات الموجودة جنوب السويس وفي الأدبية.

هذه الضربات، كانت، بنجاحها، تعزل القوات الإسرائيلية في الغرب، ثم تجزئتها حيث يتم تصفية كل جزء على حده بسهولة.

في 17 يناير 1974، مساءً، توصل الطرفان، بعد مباحثات شاقة ومضنية إلى اتفاقية للفصل بين القوات (فك الاشتباك)، يتم تحت إشراف الأمم المتحدة، ويبدأ تنفيذها اعتباراً من الساعة الثانية عشر ظهر يوم 25 يناير 1974، وبذلك جمدت "العملية شامل"، بعد انتهاء الفصل الأول بين القوات، يوم 5 مارس 1974



تحياتى
 
فعلا كانت الحرب مع اسرائيل بدعم امريكي وفي المقابل لم ندعم من قبل الروس يعني مثال كانت لديهم مقاتلة توازي الفانتوم التي كانت تقاتل بها اسرائيل
ومع زللك لم يعطوها لنا لتحقيق التوازن وامريكا كانت علي عجل في اصدار قرار وقف اطلاق النار لكن بطلب اسرائيلي اتاخر القرار عشان اسرائيل كانت تريد تحقيق اي انتصار للمساومة علية في المفاوضات
ودا السبب في تحول السادات للمعسكر الغربي وتركة الروس ل انهم حليف شكلا وليس موضوعا
 
مشكوووووووووووووووووووووووووووووور جدااااااااااااااااااا
 
عودة
أعلى