أصبحت جنوب أفريقيا أكبر مورّد للفحم إلى إسرائيل، وذلك عقب حظر كولومبيا.
أصبحت جنوب أفريقيا الآن المصدّر الرئيسي للفحم إلى إسرائيل، رغم اتهامها للحكومة الإسرائيلية بارتكاب إبادة جماعية.
وقد حلّت البلاد محل كولومبيا بعد أن نفّذت الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية حظرًا على تصدير الفحم ردًا على ممارسات الحكومة الإسرائيلية في غزة.
وارتفعت صادرات جنوب أفريقيا بنسبة 87% لتصل إلى 474 ألف طن متري خلال الأشهر الثلاثة حتى نوفمبر، مقارنةً بالفترة نفسها على أساس سنوي.
في أعقاب حصار إسرائيل لقطاع غزة بعد الهجمات التي قادتها حماس على جنوب إسرائيل، أطلقت حكومة جنوب أفريقيا قضية بارزة أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، متهمةً إياها بارتكاب إبادة جماعية، وهي تهمة تنفيها إسرائيل بشدة.
ومع ذلك، ورغم مضي بريتوريا قدمًا في هذا المسار القانوني، لم تستمر صادرات الفحم الجنوب أفريقية إلى إسرائيل فحسب، بل تسارعت، ما جعل جنوب أفريقيا أكبر مورّد للفحم لإسرائيل.
وذكرت رويترز مؤخرًا أن شركات التعدين في جنوب أفريقيا تزيد صادرات الفحم الحراري إلى إسرائيل بعد أن فرضت كولومبيا، التي كانت المورّد الأول سابقًا، حظرًا على شحنات وقود توليد الكهرباء إلى إسرائيل في أغسطس، وذلك استنادًا إلى بيانات من Kpler وLSEG وDBX Commodities.
أما كولومبيا، التي كانت أيضًا صريحة في انتقادها لإجراءات الحكومة الإسرائيلية، فقد اتخذت موقفًا أشد صرامة، وأوقفت جميع الصادرات إلى إسرائيل. ففي يوليو، أمر الرئيس غوستافو بيترو البحرية باعتراض وإيقاف أي سفن تحمل فحمًا متجهًا إلى إسرائيل، مستندًا إلى ما وصفه بإبادة جماعية في غزة.
وقال بيترو سابقًا: «بفحم كولومبيا يصنعون قنابل لقتل أطفال فلسطين».
وبحسب تقرير للمقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيزي، فإن الفحم المستخدم لتوليد الكهرباء في إسرائيل يأتي أساسًا من كولومبيا (حوالي 60% من واردات إسرائيل من الفحم في 2023–2024)، ومن شركة دروموند الأميركية المقر، وشركة غلينكور السويسرية، وهما المورّدان الرئيسيان.
وأضاف التقرير: «تمتلك شركاتهما التابعة المناجم والموانئ الثلاثة المعنية بتسليم 15 شحنة فحم إلى إسرائيل منذ أكتوبر 2023، بما في ذلك ست شحنات بعد تعليق كولومبيا صادرات الفحم إلى إسرائيل في أغسطس 2024. كما شاركت غلينكور في شحنات من جنوب أفريقيا؛ وقد شكّلت هذه الشحنات 15% من واردات إسرائيل من الفحم في 2023 و2024».
وكانت غلينكور قد صرّحت سابقًا بأنها تلتزم بجميع القوانين المعمول بها.
وبحسب بيانات راجعتها رويترز، كانت كولومبيا لا تزال تصدّر الفحم إلى إسرائيل في 2025، وكان متوقعًا أن توفّر نحو 42% من إجمالي واردات إسرائيل من الفحم، المقدّرة بحوالي مليوني طن في ذلك العام. ورغم أن إسرائيل لا تمثل سوى نحو 5% من إجمالي صادرات الفحم الكولومبية، فإنها تاريخيًا كانت تستورد قرابة نصف احتياجاتها من الفحم من كولومبيا.
وهذه الفجوة هي ما سعى عمال التعدين في جنوب أفريقيا إلى سدّه.
وأفادت رويترز بأن صادرات جنوب أفريقيا ارتفعت بنسبة 87% لتصل إلى 474 ألف طن متري خلال الأشهر الثلاثة حتى نوفمبر 2025 على أساس سنوي، ومن المتوقع شحن نحو 170 ألف طن خلال هذا الشهر، وفقًا لبيانات شركة التحليلات Kpler.
ومن المتوقع أن تتجاوز حصة جنوب أفريقيا من سوق الفحم المنقول بحرًا إلى إسرائيل ثلاثة أضعاف مستويات عام 2024، لتصل إلى نحو 55%، بحسب رويترز. ويقدّر تقرير وكالة الطاقة الدولية (IEA) «الفحم 2025» أن يبلغ إنتاج الفحم في جنوب أفريقيا 234 مليون طن في عام 2025.
وفي وقت سابق من هذا العام، قدّم ناشطون من ائتلاف المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) في جنوب أفريقيا مذكرة إلى وزارة التجارة والصناعة والمنافسة، طالبوا فيها الحكومة الجنوب أفريقية بـ«الالتزام بواجباتها القانونية الدولية وقطع التجارة وفرض حظر على تصدير الفحم إلى إسرائيل المتهمة بارتكاب إبادة جماعية».
المصدر : https://www.news24.com/business/cli...tent=linkstream_stream&utm_source=storystream

