أعلنت «جبهه مبارزين مردمی» في بيان لها عن دمج عدد من الأحزاب والمجموعات النشطة في إقليم بلوشستان. وأوضحت الجبهة أن هدفها هو تحقيق التقارب بين القوى المعارضة للجمهورية الايرانية وتعزيز فاعليتها في المجالات السياسية والإعلامية.
وأشار البيان إلى الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد، معتبرًا التمييز القومي والمذهبي والجندري من أبرز محاور انتقادات الجبهة، ومؤكدًا على ضرورة الاتحاد من أجل «التحرر من احتكار السلطة». وبحسب الجبهة، فإن تجارب السجن، والإعدامات، والضغوط المعيشية كانت من دوافع تشكيل هذا التحالف.
وأضافت الجبهة أنها ستتابع أنشطتها من خلال الحوار، والتعاون المدني، والحضور الإعلامي، مع التأكيد على إحياء الكرامة الإنسانية والدفاع عن حقوق الفئات التي تتعرض للضغط.
وتضم المجموعات المشاركة كلاً من: «حركة بادا البلوشية»، «حركة نصر بلوشستان»، و*«ما يسمى بجیش العدل»*. وفي مقطع فيديو نشره المتحدث باسم الجبهة، تم الكشف عن العلم الرسمي بألوان الأخضر والأحمر والأبيض مع هلال أزرق، كما تم توفير النظام الأساسي للجبهة عبر قناتها الرسمية.
وفي ختام البيان، دعت الجبهة إلى متابعة أحدث الأخبار والمقابلات والسيناريوهات ومقاطع الموسيقى الخاصة ببلوشستان عبر قناة رُژن التلفزيونية.
في عام 1928، اعترفت حكومة إيران البهلوية الجديدة بأنها تعتني بمنطقة بلوشستان وتركز اهتمامها عليها. وقد رفض دوست محمد خان بلوش الاستسلام، مستندًا إلى شبكة واسعة من التحالفات التي كان يحظى بثقة كبيرة فيها، وهي تحالفات تأسست في محافظة سرهد الجنوبية. ومع ذلك، وصل جيش الشاه قريبًا إلى المنطقة بقيادة الجنرال الأمير أمان الله جاهانباني بهدف تفكيك هذه التحالفات. تحرك دوست محمد خان مع قوة صغيرة نسبيًا وعدد قليل من حلفائه دون إدراكٍ منه لنتيجة المواجهة، فواجه الجيش الفارسي صعوبة بسيطة في هزيمتهم. وفي نهاية المطاف، استسلم دوست محمد خان بلوش وتم نقله إلى طهران، لكنه نجا بعد عام من محاولة اغتيال فاشلة عبر قنّاص. وبعد ذلك أعيد القبض عليه وقُتل على يد حراسه عبر شنقه بعد تعذيبه. وقد اشتكى النشطاء البلوش من الحكم الجديد الذي عزز المركزية والهيمنة الفارسية، قائلين إن ذلك دفع المجتمع البلوشي وغيره من الأقليات إلى المقاومة لحماية حقوقهم.
وتتهم جهات عديدة السلطات الإيرانية بارتكاب جرائم بحق الشعب البلوشي. فقد اعتبرت الثورة الإسلامية الشيعية البلوش السنّة بأنهم يشكلون «تهديداً». وتُعد محافظة سيستان وبلوشستان — حيث يتركز البلوش في إيران — الأسوأ من حيث متوسط العمر المتوقع، ومعدلات معرفة القراءة والكتابة لدى البالغين، والتسجيل في المدارس الابتدائية، والاستفادة من المياه الصالحة للشرب وخدمات التطهير، إضافةً إلى ارتفاع معدل وفيات الأطفال. وعلى الرغم من أن المحافظة تضم موارد طبيعية مهمة مثل الغاز الطبيعي والذهب والنحاس والنفط واليورانيوم، فإن لديها أدنى معدل دخل للفرد في إيران، ويعيش 80% من البلوش تحت خط الفقر.
وفي ما يتعلق بالهجمات التي نفذها البلوش، فقد بدأت الجماعات البلوشية في وقت مبكر من عقد 2000 أنشطتها في بلوشستان بهدف الحصول على الاستقلال من إيران. وتحالفت بعض هذه الجماعات مع منظمات إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة في كل من إيران وباكستان.
أما في ما يخص الصراعات المسلحة، فبين عامي 2006 و2010 قُتل ما بين 254 و346 شخص نتيجة المواجهات المسلحة بين الجماعات البلوشية والجيش الإيراني. وقد وسعت إيران عمليات القصف الجوي والمدفعي ضد البلوش، وردت الجماعات البلوشية بهجمات ضد تجمعات الجيش الإيراني. وفي عام 2010، هاجم البلوش قوات الحرس الثوري الإيراني وقتلوا عددًا من قياداتها، بينهم نور علي شوشتاري نائب قائد القوات البرية للحرس الثوري، ورجب علي محمد زاده القائد الإقليمي للحرس الثوري في سيستان وبلوشستان. وقد أعلنت إيران لاحقًا أن هؤلاء القادة قُتلوا في «تفجير انتحاري». وبعد فترة قصيرة، قُتل زعيم إحدى الجماعات المسلحة البلوشية، عبد المالك ريغي، زعيم «جند الله»، وهو ما ساهم في إضعاف الجماعة، لكن الهجمات البلوشية لم تتوقف.
وفي أكتوبر 2013، شنّ «جيش العدل» البلوشي هجومًا كبيرًا سيطر خلاله على مراكز عسكرية وقواعد تتبع الحرس الثوري الإيراني، وقتل عددًا كبيرًا من جنود الجيش والحرس الثوري وحرس الحدود. وقد اعترفت إيران بمقتل جنرال و14 ضابطًا. وبعد مدة قصيرة، سقطت مراكز أخرى لحرس الحدود قرب مدينة سراوان، وردت إيران سريعًا على ذلك بإعدام 16 بلوشيًا في السجن. كما نفذت حركة «أنصار بلوشستان» هجومًا على مسؤولين اثنين في الباسيج بمدينة شاباهار في محافظة سيستان وبلوشستان.
وفي ختام ذلك، اتهمت إيران كلًا من السعودية والولايات المتحدة بدعم الجماعات البلوشية ضد الجيش الإيراني والحرس الثوري وقوات الباسيج.
حسب معلوماتي من يحكم باكستان قومية مهاجرة كانت تسكن حول نيودلهي ولغتهم هي اصل اللغة الباكستانية محورة قليلاً وهم من يمسكون قيادة الجيش والامن وباقي القوميات مهمشين ومنهم البلوش ، ومشاكلهم مع افغانستان الان ايضاً قومية بشتون وبنجاب
حسب معلوماتي من يحكم باكستان قومية مهاجرة كانت تسكن حول نيودلهي ولغتهم هي اصل اللغة الباكستانية محورة قليلاً وهم من يمسكون قيادة الجيش والامن وباقي القوميات مهمشين ومنهم البلوش ، ومشاكلهم مع افغانستان الان ايضاً قومية بشتون وبنجاب
مشاهدة المرفق 828572
«حركة بادا البلوشية»، «حركة نصر بلوشستان»، و*«ما يسمى بجیش العدل»*. وفي مقطع فيديو نشره المتحدث باسم الجبهة، تم الكشف عن العلم الرسمي بألوان الأخضر والأحمر والأبيض مع هلال أزرق، كما تم توفير النظام تلفزيونية.
يُنظر إلى حركة جيش العدل بوصفها تهديدًا مركبًا يتجاوز العمل المسلح إلى كونه مشروعًا إقليميًّا، وربما دوليًّا، لتفكيك الهوية الوطنية الإيرانية وإضعاف الدولة من الداخل، حيث تتشابك العقيدة السلفية الجهادية للحركة والانتماء العرقي البلوشي في تشكيل منظومة أيديولوجية تنسجم مع أهداف قوى إقليمية ودولية، ومن هذا تكشف القراءة المعمقة لهجمات جيش العدل الأخيرة في نهاية يوليو (تموز) المنصرم عن تطور نوعي في تكتيكات الحرك من الكمائن التقليدية إلى الهجمات المعقدة والمنسقة، مع قدرة على اختيار توقيتات سياسية حساسة، واستخدام دعاية إعلامية عالية التأثير، ويشير ذلك إلى تطور في البنية التنظيمية والاستخباراتية للحركة، وتفاعلها الديناميكي مع التوازنات الداخلية والخارجية المحيطة بإيران. في مقابل هذا يُظهر رد الفعل الإيراني ارتباكًا بين المقاربة الأمنية الصلبة، والمطالب الاجتماعية المشروعة للسكان المحليين، وهو ما قد يعزز مستقبل النشاط المسلح في الجمهورية الإيرانية في ظل الجدل الدائر بشأن انهيار النظام، وتقسيم البلاد وفقًا للنزعات الإثنية والدينية.
تعد حركة جيش العدل من أبرز التنظيمات المسلحة العرقية المناوئة للجمهورية الإيرانية ذات الأغلبية السنية، تنشط في بلوشستان المحتلة التي تعد ثاني أكبر محافظة في إيران من حيث المساحة، وتشترك في حدود برية طويلة نحو 1200 كيلومتر مع كل من أفغانستان وباكستان، وفي هذا السياق تأسس جيش العدل عام 2012 -الذي يطلق عليه الإيرانيون اسم جيش الحق- بقيادة عبد الرحيم ملازاده، المعروف باسم صلاح الدين فاروقي، بعد تفكيك جماعة جند الله وإعدام زعيمها عبد الملك ريغي عام 2010، وجاءت النشأة في لحظة فراغ تنظيمي في المشهد المسلح البلوشي، حيث استغل فاروقي الحاضنة الاجتماعية البلوشية الساخطة على النظام لتجنيد عناصر جديدة، مستفيدًا من الحدود المفتوحة مع باكستان، ومن الطبيعة الجغرافية الصعبة في مناطق سراوان، وخاش، وإيرانشهر.
تبنت حركة جيش العدل مزيجًا من المرجعيات السلفية ، المستمدة من أدبيات ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب، الا انها تقوم بمهام تخالف المنهج السلفي السني ممزوجة بخطاب قومي بلوشي مضاد للفرس، وترى هذه الأدبيات أن النظام الايراني تمثل نظامًا محتل يضطهد القومية البلوشية ويضطهد المسلمين من اهل السنة، ويهمش العرقية العربية و البلوشية، يتهم النظام الايراني جيش العدل منظمة ارهابية تنتمي إلى فكر تنظيم القاعدة والعجيب في الامر ان ايران نفسها تحتضن قيادات تنظيم القاعدة في اراضيها.
يرتبط خطاب جيش العدل بتيار الإسلام السياسي السني وتصنفه بريطانيا بالتنظيم المتشدد، الا ان التنظيم تنظيم عرقي ذو طابع اسلامي يعتمد المنهج السني السلفي وتحارب من أجل الانفصال وتأسيس دولة البلوش وتحارب الحركة التمييز العرقي الواقع على البلوش وانتشار الفقر والبطالة بين البلوش، وغياب الخدمات الأساسية في البنية التحتية في سيستان وبلوشستان ، وتروج الحركة لرؤية سياسية مفادها أن الحكم الإيراني احتلال فارسي صفوي لأرض البلوش ، وأن استقلال بلوشستان هو حق طبيعي، ويُقدم هذا الخطاب بلغة قومية.
وبالنظر إلى الهيكل التنظيمي لجيش العدل نجد أنه يتبنى تنظيمًا شبه هرمي، على شكل خلايا ميدانية غير مرتبطة مباشرة بقيادة مركزية واضحة، مما يصعب اختراقه أمنيًّا، حيث تقود الحركة لجنة مركزية تُعرف باسم مجلس الشورى، تضم صلاح الدين فاروقي، وبعض المساعدين المقربين، وتعتمد الحركة على ما يُعرف بـالعمل اللامركزي في تنفيذ العمليات، أي منح الخلايا الميدانية حرية تكتيكية عالية في اختيار الأهداف وتنفيذ الهجمات؛ ما يزيد مرونة الحركة، ويُضعف قدرة الأجهزة الإيرانية على التنبؤ بضرباتها، حيث تركزت العمليات الأولى لجيش العدل على نصب كمائن لدوريات الحرس الثوري، وتنفيذ عمليات اختطاف لجنود في مناطق حدودية، ثم نشر فيديوهات توثق الإعدام الثأري لهؤلاء الجنود، في رسالة رمزية للتحدي السياسي والطائفي. وتتهم الجمهورية الإسلامية الدول الإقليمية، خاصة باكستان وأفغانستان، بدعم جيش العدل، وتولي مهام التدريب العسكري لعناصره في معسكرات سرية داخل بلوشستان الباكستانية، بالتعاون مع فصائل طالبان، وبدعم لوجستي أفغاني وتتهم ايران السعودية و الولايات المتحدة بتقديم الدعم لجيش العدل.
وفي هذا السياق، يعتمد جيش العدل على الأداة الإعلامية لنشر فكره، حيث يتقن جيش العدل استخدام الإعلام الرقمي لتسويق عملياته، وتجنيد الأنصار، حيث تنتج الجماعة مقاطع دعائية توثق عملياتها ضد قوات الأمن، وتعرضها عبر قنوات تليغرام مشفرة، ومواقع على شبكة الدارك ويب، فيما ترتكز هذه الدعاية على خطاب عرقي وديني.