كشفت الأزمات الأخيرة في الشرق الأوسط حقيقة مزعجة: الدول التي تشتري أنظمة السلاح الأمريكية لا تملك السيطرة الكاملة على دفاعاتها.
فخلف تعقيد رادارات وصواريخ الـ"باتريوت" تختبئ تبعية تكنولوجية تهدد سيادة العديد من الدول.
خلال الصراع الإيراني–الإسرائيلي في يونيو 2025، شهدت عدة دول خليجية تعطّل رادارات الدفاع الجوي الأمريكية فجأة عند تنفيذ الضربات الإسرائيلية على إيران.
وبحسب مصادر عسكرية إقليمية، يُعتقد أن هذا التعطيل سببه "أبواب خلفية" (Backdoors) مدمجة داخل الأنظمة التي تصدّرها الولايات المتحدة، تسمح بالتحكم عن بُعد بالمعدات.
لطالما تم تداول هذه الشكوك دون أدلة، لكن confirmation جاءت حين توقفت رادارات عدة ممالك خليجية عن العمل في الوقت نفسه، بينما كانت مقاتلات F-35 إسرائيلية تدخل الأجواء الإيرانية.
ويرى الخبراء أن الرسالة واضحة: واشنطن تظل صاحبة القرار في أنظمتها حتى بعد بيعها إلى الشركاء.
تظهر أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" – رمز التكنولوجيا الأمريكية – حدودًا مقلقة.
ولا تتوقف الإخفاقات هنا.
فخلال الهجوم الإيراني في 23 يونيو 2025 على قاعدة العديد الأمريكية في قطر، أصاب صاروخ باليستي من نوع Fateh-313 هدفه مباشرة رغم وجود عدة بطاريات باتريوت.
واعترف البنتاغون لاحقًا بالضربة المباشرة، في اعتراف غير مباشر بضعف أداء النظام.
تكلفة كل اعتراض تقارب 4 ملايين دولار – رقم ضخم لفعالية موضع شك.
وفي 2017، أظهرت تحليلات الأقمار الصناعية التي أجراها جيفري لويس وفريقه أن اعتراضات مزعومة ضد صواريخ الحوثيين فوق الرياض لم تحدث فعليًا.
في أوكرانيا، ظهرت حدود الباتريوت بوضوح أكبر.
فالصواريخ الروسية Iskander-M المناورة في المرحلة النهائية كثيرًا ما تفادت الرادارات ودمّرت عدة بطاريات.
وفي مايو 2025، اعترف المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، يوري إغنات، بأن الأنظمة الأمريكية عاجزة عن اعتراض الإسكندر بسبب مساراته غير المتوقعة ووجود شراك حرارية تضليلية.
كما أن الاستخدام المكثف في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية أدى إلى خفض مخزون صواريخ الاعتراض الأمريكية إلى 25% من المستوى المطلوب بحسب البنتاغون، ما يضعف الدفاعات الغربية في أوروبا والشرق الأوسط والمحيط الهادئ.
كشفت تقارير أخرى أن إسرائيل تحصل على وصول غير مباشر إلى بيانات الرادارات الأمريكية المنتشرة في دول الخليج.
فبفضل رادار EL/M-2080 Green Pine المتمركز في أذربيجان، تحصل تل أبيب على معلومات حول الرحلات الإيرانية، ما يعزز تفوقها الاستراتيجي.
هذا تبادل البيانات غير المعلن يطرح سؤالًا كبيرًا:
هل ما زالت الدول الحليفة للولايات المتحدة تتحكم في أجوائها؟
يمثل مقاتلة F-35 مثالًا آخر على التبعية نفسها.
فرغم أن تكلفة الطائرة الواحدة تتجاوز 100 مليون دولار، تتكرر حوادث السقوط.
في يوليو 2025، تحطمت F-35 في كاليفورنيا أثناء تدريب – حادث جديد يُضاف إلى سلسلة طويلة (اليابان، المملكة المتحدة…).
المهندسون الأمريكيون يعترفون بمشاكل مزمنة في المحرك واختلالات في التحكم أثناء الطيران.
ومع ذلك، تم إنتاج أكثر من 890 طائرة F-35، وتدريب 1,870 طيارًا – كلهم يدركون العيوب لكنهم ملزمون بالصمت.
تكشف هذه الحوادث عن مشكلة أوسع: الدول التي تشتري السلاح الأمريكي تصبح مرتبطة ليس فقط بقطع الغيار بل أيضًا بالمنظومة البرمجية التي تتحكم بالسلاح.
وفي زمن الأزمات، تحتفظ واشنطن بالقدرة التقنية – والسياسية – على التدخل في الأنظمة التي تبيعها لشركائها.
هكذا تتحول "السيادة التكنولوجية" من مفهوم نظري إلى قضية أمن وطني.
المصادرّ:
فخلف تعقيد رادارات وصواريخ الـ"باتريوت" تختبئ تبعية تكنولوجية تهدد سيادة العديد من الدول.
عندما تُطفئ واشنطن رادارات حلفائها
خلال الصراع الإيراني–الإسرائيلي في يونيو 2025، شهدت عدة دول خليجية تعطّل رادارات الدفاع الجوي الأمريكية فجأة عند تنفيذ الضربات الإسرائيلية على إيران.
وبحسب مصادر عسكرية إقليمية، يُعتقد أن هذا التعطيل سببه "أبواب خلفية" (Backdoors) مدمجة داخل الأنظمة التي تصدّرها الولايات المتحدة، تسمح بالتحكم عن بُعد بالمعدات.
لطالما تم تداول هذه الشكوك دون أدلة، لكن confirmation جاءت حين توقفت رادارات عدة ممالك خليجية عن العمل في الوقت نفسه، بينما كانت مقاتلات F-35 إسرائيلية تدخل الأجواء الإيرانية.
ويرى الخبراء أن الرسالة واضحة: واشنطن تظل صاحبة القرار في أنظمتها حتى بعد بيعها إلى الشركاء.
الباتريوت: أسطورة تتصدّع
تظهر أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" – رمز التكنولوجيا الأمريكية – حدودًا مقلقة.
- في 9 سبتمبر 2025، فشلت البطاريات القطرية في كشف أو اعتراض صواريخ إسرائيلية استهدفت مسؤولين من حماس.
- بعد أيام فقط، فشلت بولندا، ضمن برنامج WISŁA، في اعتراض نحو 20 طائرة مسيّرة اخترقت مجالها الجوي.
ولا تتوقف الإخفاقات هنا.
فخلال الهجوم الإيراني في 23 يونيو 2025 على قاعدة العديد الأمريكية في قطر، أصاب صاروخ باليستي من نوع Fateh-313 هدفه مباشرة رغم وجود عدة بطاريات باتريوت.
واعترف البنتاغون لاحقًا بالضربة المباشرة، في اعتراف غير مباشر بضعف أداء النظام.
تكلفة كل اعتراض تقارب 4 ملايين دولار – رقم ضخم لفعالية موضع شك.
وفي 2017، أظهرت تحليلات الأقمار الصناعية التي أجراها جيفري لويس وفريقه أن اعتراضات مزعومة ضد صواريخ الحوثيين فوق الرياض لم تحدث فعليًا.
الاختبار الأوكراني: نهاية الأسطورة
في أوكرانيا، ظهرت حدود الباتريوت بوضوح أكبر.
فالصواريخ الروسية Iskander-M المناورة في المرحلة النهائية كثيرًا ما تفادت الرادارات ودمّرت عدة بطاريات.
وفي مايو 2025، اعترف المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، يوري إغنات، بأن الأنظمة الأمريكية عاجزة عن اعتراض الإسكندر بسبب مساراته غير المتوقعة ووجود شراك حرارية تضليلية.
كما أن الاستخدام المكثف في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية أدى إلى خفض مخزون صواريخ الاعتراض الأمريكية إلى 25% من المستوى المطلوب بحسب البنتاغون، ما يضعف الدفاعات الغربية في أوروبا والشرق الأوسط والمحيط الهادئ.
إسرائيل والولوج المميز إلى رادارات الخليج
كشفت تقارير أخرى أن إسرائيل تحصل على وصول غير مباشر إلى بيانات الرادارات الأمريكية المنتشرة في دول الخليج.
فبفضل رادار EL/M-2080 Green Pine المتمركز في أذربيجان، تحصل تل أبيب على معلومات حول الرحلات الإيرانية، ما يعزز تفوقها الاستراتيجي.
هذا تبادل البيانات غير المعلن يطرح سؤالًا كبيرًا:
هل ما زالت الدول الحليفة للولايات المتحدة تتحكم في أجوائها؟
الـ F-35: تحفة تكنولوجية أم فخ مرتفع التكلفة؟
يمثل مقاتلة F-35 مثالًا آخر على التبعية نفسها.
فرغم أن تكلفة الطائرة الواحدة تتجاوز 100 مليون دولار، تتكرر حوادث السقوط.
في يوليو 2025، تحطمت F-35 في كاليفورنيا أثناء تدريب – حادث جديد يُضاف إلى سلسلة طويلة (اليابان، المملكة المتحدة…).
المهندسون الأمريكيون يعترفون بمشاكل مزمنة في المحرك واختلالات في التحكم أثناء الطيران.
ومع ذلك، تم إنتاج أكثر من 890 طائرة F-35، وتدريب 1,870 طيارًا – كلهم يدركون العيوب لكنهم ملزمون بالصمت.
تبعية استراتيجية مقلقة
تكشف هذه الحوادث عن مشكلة أوسع: الدول التي تشتري السلاح الأمريكي تصبح مرتبطة ليس فقط بقطع الغيار بل أيضًا بالمنظومة البرمجية التي تتحكم بالسلاح.
وفي زمن الأزمات، تحتفظ واشنطن بالقدرة التقنية – والسياسية – على التدخل في الأنظمة التي تبيعها لشركائها.
هكذا تتحول "السيادة التكنولوجية" من مفهوم نظري إلى قضية أمن وطني.
المصادرّ:
- Middlebury Institute of International Studies, Jeffrey Lewis, “Missile Defense Failures”, 2017.
- Pentagon Press Briefing, Sean Parnell, 24 juin 2025.
- Ukrainian Air Force Press Statement, 26 mai 2025.
- Satellite imagery by Planet Labs, July 2025.
- Lockheed Martin Production Data, August 2025.
