ليلة نار في الخليج

[الحاج سليمان]

المقال مترجم من مجلة aviation الفرنسية

 

[الحاج سليمان]

كيف دمرت طائرة رجال أعمال عراقية معدلة من طراز فالكون 50 فرقاطة أمريكية: قصة حادثة USS Stark

في صباح 17 مايو 1987، وبعد سلسلة طويلة من الرحلات التدريبية، تلقى طاقم الطائرة العراقية المعدلة "سوزانا" — وهي طائرة رجال أعمال من طراز Dassault Falcon 50 تم تحويلها سرًّا إلى منصة إطلاق صواريخ — أمرًا بتحميل صاروخين من طراز Exocet AM.39 ونقلها إلى قاعدة "وِندة" الجوية استعدادًا لتنفيذ عملية فوق مياه الخليج العربي.

 

[الحاج سليمان]

البدايات: الحاجة إلى الاستطلاع

منذ عام 1985، كان مدير المخابرات الجوية العراقية العميد مضر الفرحان يزوّد قياداته يوميًا بمعلومات حول حركة "ناقلات المكوك" الإيرانية—وهي ناقلات نفط ضخمة مزودة بأنظمة مكافحة حرائق متقدمة وترافقها قطع حربية. لاحقًا لاحظ اللواء شعبان أن القوات الجوية العراقية تفتقر إلى صور استطلاعية لمحطات التحميل الجديدة في الخليج.

بعد رفع تقرير بذلك، وصل ضباط من مديرية المخابرات العسكرية العامة (GMID) إلى مكتب شعبان وعرضوا عليه فكرة جريئة:
استخدام طائرة فالكون 50 مدنية ضمن عملية سرية للتجسس البصري على مواقع بحرية إيرانية.

 

[m2abuassi]

السائد في تلك الفترة أن الهجوم تم بطائرة ميراج F1

 

[الحاج سليمان]

وفي 24 يونيو 1986، أقلعت الطائرة من عمّان متجهة نحو مومباي، وبداخلها ثلاثة طيارين من سلاح الجو العراقي ومصور محترف، متنكرين كرجال أعمال أثرياء. وبـ"خطأ ملاحي غير مقصود"، اقتربت الطائرة من جزيرة سيري الإيرانية، مما سمح بالتقاط صور استخبارية مهمة.

لاحظ الإيرانيون هذا التحليق، فقاموا بإعادة تموضع محطة T-14 الدفاعية. لكن قبل اكتمال النقل، شن العراقيون هجومًا على الجزيرة في 12 أغسطس 1986.

 

[الحاج سليمان]

السائد في تلك الفترة أن الهجوم تم بطائرة ميراج F1

حسب المصادر الفرنسية الطائرة هي فالكون معدلة
المصادر العربية تتحدث عن سوبر اتندار وليس ميراج

 

[الحاج سليمان]

تعديل فالكون 50: الطائرة التي لا تشبه طائرتها الأصلية

اقترح اللواء شعبان استخدام الطائرة نفسها لعمليات مكافحة الشحن، فبدأت عملية تحويل جذرية شملت:

في فرنسا (Villaroche):

إزالة تسجيلها المدني YI-ALE

تركيب رادار Cyrano IV-C5 المخصص لطائرات Mirage F-1EQ-5

إضافة قمرة قيادة ميراج كاملة على الجانب الأيمن

تزويدها بمنصات إطلاق لصاروخ Exocet تحت كل جناح

تركيب أنف ميراج F-1 الحاد والمميز

الحفاظ على أدوات فالكون 50 الأصلية على جهة القائد

بعد اختبارات طويلة، عادت الطائرة إلى العراق في 9 فبراير 1987، وحملت اسمًا تشغيليًا داخل المقر:

"سوزانا"

وفي وثائق أخرى: "اليرموك"

 

[الدبلوماســي]

حسب المصادر الفرنسية الطائرة هي فالكون معدلة
المصادر العربية تتحدث عن سوبر اتندار وليس ميراج

الاخبار في تلك الايام تقول ان الطائرة سوبر ايتندار والصواريخ اكسزويت..لكن المعلومه هذه لم نسمع بها الا بمعلومات استخباريه غير موكده.

 

[الحاج سليمان]

ليلة الهجوم: 17 مايو 1987

مع حلول المساء، انطلقت "سوزانا" محمية بمرافقة جوية من MiG-23 و MiG-25. وصلت إلى موقعها شمال البحرين، واستدار الطيار الرئيسي ليترك مهمة إطلاق النار لمساعده المختص بنظام ميراج.

عند الساعة 21:08–21:09:

أُطلق صاروخان Exocet

من مسافات 35 و24 كم

باتجاه هدف بحري تم التقاطه بالرادار

كان الهدف هو الفرقاطة الأمريكية USS Stark (FFG-31)، التي لم يتعامل قادتها مع الإنذار بجدية رغم تلقي تحذيرات.

 

[الحاج سليمان]

نتائج الضربة:

الصاروخ الأول أصاب الهدف لكن لم ينفجر

الصاروخ الثاني ضرب الفرقاطة وانفجر داخلها

النتيجة: مقتل 37 بحارًا أمريكيًا وإصابة 21 آخرين

محاولة الاعتراض

طائرتان سعوديتان من طراز F-15C حاولتا اعتراض "سوزانا" بناءً على أوامر طائرة أواكس E-3A ELF-1 الأمريكية، لكن الطائرة العراقية كانت قد انسحبت بسرعة عالية شمالًا، ولم يتم اعتراضها.

الردود والنتائج السياسية

اهتزّت بغداد نتيجة حجم الحادث

العراق أعلن أن الهجوم كان غير مقصود

وقدّم اعتذارًا رسميًا للولايات المتحدة

دفع تعويضات للبحرية الأمريكية وعائلات الضحايا

أدى الحادث إلى تقارب استراتيجي أمريكي–عراقي خلال الحرب مع إيران بحجة “منع الحوادث المستقبلية”

---

خلاصة

ما حدث للفرقاطة USS Stark هو أحد أشهر الحوادث البحرية في حرب الخليج الأولى، ويُعد حالة فريدة:
طائرة رجال أعمال مدنية معدّلة سرًا أسقطت أحد أكبر قطع البحرية الأمريكية بصاروخين Exocet.

 

[الحاج سليمان]

 

[الحاج سليمان]

 

[DAGGER]

موضوع جميل العراقيين مشهورين يتحوير الأسلحة فلا غرابة​

 

[الحاج سليمان]

يروي المدرب الفرنسي جان مارك، الذي كان يشرف على تدريب طياري ميراج في العراق، تجربته مع فالكون 50 رقم 122:

«بعد سنوات قضيتها في العراق، انتهى عقدي في يونيو 1986. وبعد أسابيع قليلة، تواصل معي طيار من شركة داسو قائلاً:
“نحتاج لطيار لاختبار نظام جديد على طائرة تنفيذية صغيرة. هل ترغب في التجربة؟”
أدركت لاحقًا أن الطائرة كانت مجهّزة لإطلاق صاروخ إكزوسيت. وصلت الطائرة إلى العراق في يونيو 1986، لكن أحدًا لم يكن قادرًا على تشغيل النظام.»
ويتابع:
«بدأت رحلات الاختبار. كنا ثلاثة طيارين، وكنت غالبًا أراقب أكثر مما أطيّر… إلى أن طلب مني أحدهم بحماس أن أتولى قيادة الطائرة. وكان ذلك بفضل جان-مارك ساجي الذي أتاح لي مقعده.
أما الطيار الثاني فكان يجري تجارب ميدانية على الأرض قرب أم قصر، بينما كنت أرافق طياري ميراج F1 لتعريفهم باستخدام الصاروخ.»
ويضيف:
«في يناير 1987، انتهى عقدي مع داسو وقررت العودة إلى العراق كمستشار على طائرة فالكون 50. بدأنا بتسيير رحلات تدريب، ثم نقل قطع الغيار، ثم رحلات على ارتفاع منخفض فوق الخليج. كانت هذه أول مرة أستخدم فيها طائرة تنفيذية في مهام هجومية.»


الطائرة على شاشات الرادار
عندما تُلتقط الطائرة على شاشات الرادار، تظهر كـ “إشارة ذات مستوى حرج”، وتُعامل كهدف خطير للغاية بسبب بصمتها غير المألوفة.

عمليات فوق الخليج
«لم يكن لدى العراقيين سوى هدف واحد: إثبات قدرتهم على ضرب السفن داخل الخليج. كانت الطلعات تُستخدم لزرع الشك في ذهن الخصم. وعلى مدى 15 يومًا في يناير 1987، كنا نطير فوق الخليج بشكل شبه يومي.»