ياليت تحدثنا عن اسباب القصف وقصته .
على الرغم من أن الجزائر (ومنها العاصمة) كانت تحت الإدارة الفرنسية، فقد شهدت عدة عمليات قصف ألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، خاصة بين 1940 و1943. ويمكن تلخيص أهم المحطات كما يلي:
1. خلفية عامة
بعد سقوط فرنسا في يونيو 1940، أصبحت الجزائر ومنطقة شمال أفريقيا تحت سلطة حكومة فيشي المتعاونة مع ألمانيا النازية.
وبذلك تحولت المدن الجزائرية الكبرى – ومنها العاصمة – إلى أهداف عسكرية محتملة للعمليات الألمانية والإيطالية بسبب وجود:
موانئ بحرية مهمة.
قواعد بحرية وجوية فرنسية.
نشاط بحري للحلفاء لاحقًا.
2. القصف الألماني المباشر (1940–1942)
قامت الطائرات الألمانية (لوفتفافه Luftwaffe) بعدة طلعات ضد الموانئ والمنشآت العسكرية في الجزائر العاصمة ووهران وبجاية.
كان الهدف غالباً:
ضرب القطع البحرية الفرنسية.
إضعاف دفاعات شمال أفريقيا.
منع الحركة العسكرية للحلفاء.
1940–1941: هجمات متقطعة على الميناء ومواقع الدفاع الجوي.
صيف 1942: تزايد الغارات مع اقتراب الحلفاء من شمال أفريقيا.
الخسائر كانت محدودة مقارنة بدول أخرى، لكنها شملت:
تدمير بعض المنشآت بالميناء.
إصابات بشرية بين سكان الأحياء القريبة من الساحل.
3. القصف الألماني بعد عملية “تورش” (Operation Torch) – نوفمبر 1942
في 8 نوفمبر 1942 قامت قوات الحلفاء (بريطانيا–الولايات المتحدة) بإنزال عسكري ضخم في الجزائر العاصمة ووهران.
ردًّا على هذا، شنّت ألمانيا وإيطاليا سلسلة غارات مكثفة على العاصمة.
قصف جوي ألحق أضرارًا بالسفن الحربية الراسية في الميناء.
استهداف قواعد جوية حول العاصمة.
سقوط ضحايا مدنيين بسبب قرب المناطق السكنية من المواقع العسكرية.
استمرت الهجمات حتى:
مايو 1943، قبل انهيار قوات المحور في تونس.
4. الخلاصة
رغم أن الجزائر العاصمة لم تتعرض لقصف كثيف مثل مدن أوروبية، إلا أنها شهدت:
غارات ألمانية متكررة بين 1940 و1943.
أعنفها بعد إنزال الحلفاء في نوفمبر 1942.
✦ السرد الكامل للقصف الألماني للجزائر العاصمة (1940–1943)
■ 1. الجزائر عند بداية الحرب (1939–1940)
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939، كانت الجزائر ولاية فرنسية كاملة.
لكن بعد سقوط فرنسا في يونيو 1940 وقيام حكومة فيشي، أصبحت الجزائر منطقة حساسة تشمل:
القاعدة البحرية الكبرى المارشال فيليب (الجزائر العاصمة).
قاعدة جوية كبيرة في الدار البيضاء بضواحي العاصمة.
حوض بناء السفن العسكري.
مستودعات الوقود والذخيرة.
كانت برلين ترى في هذه القواعد تهديدًا ممتازًا يمكن شله عبر غارات جوية مركزة.
■ 2. القصف الأول: غارات 1940–1941
بعد توقيع الهدنة بين فرنسا وألمانيا، بدأت "لوفتفافه" الألمانية تنفيذ غارات محدودة هدفها:
مراقبة النشاط الفرنسي.
اختبار الدفاع الجوي في العاصمة.
تحطيم القوة البحرية الفرنسية إن لزم الأمر.
● أبرز الهجمات خلال هذه الفترة:
أواخر 1940:
غارات استطلاعية متقطعة فوق العاصمة، استهدفت الميناء الرئيسي ومحطة الفحم.
كانت أضرارها خفيفة؛ بعضها تسبب في إصابات مدنية بسيطة.
1941:
محاولة ألمانية لاستهداف سفن فرنسية في خليج الجزائر.
الدفاع الجوي الفرنسي أسقط طائرتين من نوع Heinkel He 111.
لم تكن العاصمة خلال هذه الفترة هدفًا رئيسيًا لأن ألمانيا كانت منشغلة بالحملة البريطانية وحملة البلقان.
■ 3. التوتر يزداد: غارات عام 1942 قبل عملية Torch
مع دخول الولايات المتحدة الحرب وازدياد أهمية شمال أفريقيا، أصبحت الجزائر نقطة استراتيجية كبرى.
● صيف 1942
ألمانيا تكثف طلعاتها فوق المتوسط، وتنفذ:
قصفًا على منشآت الوقود قرب الحامة.
محاولة ضرب الرادارات الساحلية الجديدة بالقرب من راس الحمراء.
هجمات ليلية سريعة على الميناء.
لكن الغارات بقيت محدودة لأن القوات الجوية الألمانية كانت تركّز على جبهة العلمين.
◆ 4. القصف العنيف: بعد إنزال الحلفاء (عملية Torch) – نوفمبر 1942
■ يوم الإنزال: 8 نوفمبر 1942
بدأت قوات الحلفاء (أمريكا–بريطانيا) عملية ضخمة للسيطرة على شمال أفريقيا.
الجزائر العاصمة شهدت:
نزول قوات أمريكية في سيدي فرج.
اصطدامات مع قوات فيشي داخل المدينة.
بعد ساعات فقط، اعتبرت ألمانيا العاصمة هدفًا معاديًا.
■ 5. موجات القصف الألمانية بعد الإنزال (نوفمبر 1942 – مايو 1943)
● الغارات الألمانية الكبرى – نوفمبر 1942
في الأيام التالية للإنزال:
شنت القاذفات الألمانية من نوع Junkers Ju 88 و Heinkel He 111 هجمات مكثفة على:
الميناء العسكري
الأحواض الجافة
السفن الأمريكية الراسية حديثاً
القواعد الجوية قرب بوفاريك ومقطع خيرة
● السفن التي تضررت:
السفينة الأمريكية USS Leedstown تعرضت لأضرار كبيرة (قرب الجزائر، ثم أغرقت لاحقًا في بجاية).
عدة سفن نقل أمريكية تضررت بشظايا في الميناء.
قصف أدى إلى مقتل عدد من البحارة الفرنسيين والأمريكيين.
■ 6. هجمات ديسمبر 1942 – مارس 1943
واصلت ألمانيا الضغط الجوي على العاصمة لمنع الحلفاء من تعزيز جبهة تونس.
● أهم الضربات:
قصف مستودعات الوقود بالحامة: أدى إلى حرائق كبيرة شوهدت ليلاً من الضواحي.
ضرب رصيف الميناء: تعطلت عمليات الإمداد لأيام.
غارة على حي باب الواد بسبب قربه من المنشآت البحرية، وسقوط ضحايا مدنيين.
استهداف قاعدة بوفاريك الجوية، حيث كانت تهبط طائرات أمريكية محملة بالإمدادات.
خلال هذه الفترة، أصبح سكان العاصمة معتادين على:
دوي صفارات الإنذار.
الاختباء في الأقبية ومحطات الترام.
انقطاع الكهرباء والغاز بعد الغارات.
■ 7. الغارات الأخيرة – أبريل ومايو 1943
كانت هذه آخر العمليات الألمانية على الجزائر العاصمة، مع انهيار قوات المحور في تونس.
● أبرز الأحداث
محاولة ضرب قافلة بحرية أمريكية في خليج الجزائر.
قصف على مستودعات الذخيرة في الحراش.
إسقاط الدفاع الجوي لطائرتين من طراز Ju 88 فوق البحر.
بعد سقوط تونس في 13 مايو 1943، انتهى القصف تمامًا.
◆ 8. آثار القصف على حياة سكان العاصمة
● 1. الخسائر البشرية
لم تكن الخسائر كبيرة مقارنة بالمدن الأوروبية، لكن:
قُتل عشرات المدنيين خلال قصف نوفمبر–ديسمبر 1942.
جُرح مئات في الأحياء الساحلية.
● 2. الأضرار في البنى التحتية
تدمير أجزاء من الميناء.
انقطاع الكهرباء المتكرر.
تضرر بعض مباني القصبة والساحل.
● 3. الحياة اليومية
فرض حظر تجول ليلي.
تعبئة الدفاع المدني.
توزيع أقنعة واقية في المدارس.
نشاط واسع للمتطوعين في المستشفيات.
◆ 9. لماذا لم يكن القصف مكثفًا مثل أوروبا؟
لأن:
ألمانيا ركزت قوتها الجوية على جبهة روسيا وبريطانيا.
الجزائر كانت بعيدًا نسبيًا عن قواعد الانطلاق الألمانية.
هدف ألمانيا كان عرقلة الحلفاء وليس تدمير مدينة كاملة.
بين 1940 و1943 تعرضت الجزائر العاصمة لعدة موجات من القصف الألماني، كانت أعنفها بعد إنزال الحلفاء في 8 نوفمبر 1942.
ترك القصف آثارًا على الميناء والأحياء الساحلية، لكنه لم يدمر المدينة.
انتهت الغارات نهائيًا بعد سقوط تونس في مايو 1943.
الجدول الزمني الدقيق للقصف الألماني على الجزائر العاصمة (1940–1943)
| التاريخ | الحدث | الموقع المستهدف | الملاحظات |
|---|
| أكتوبر 1940 | أولى الغارات الاستطلاعية الألمانية | الميناء الرئيسي | تحليق منخفض دون قصف كبير |
| نوفمبر 1940 | غارة محدودة على منشآت الفحم | الرصيف الجنوبي | أضرار طفيفة |
| ديسمبر 1940 | قصف ليلي سريع | الميناء | إصابات مدنية بسيطة |
| 14 فبراير 1941 | محاولة قصف قطع بحرية فرنسية | خليج الجزائر | إسقاط طائرتين ألمانيتين |
| يونيو 1941 | غارة ليلية إضافية | الميناء | دون أضرار مهمة |
| 17 يوليو 1942 | قصف مستودعات الوقود | الحامة | حرائق كبيرة شوهدت من القصبة |
| 3 سبتمبر 1942 | قصف محطة الرادار الساحلية | رأس الحمراء | تعطيل أجهزة الرادار |
| 8 نوفمبر 1942 (صباحًا) | إنزال الحلفاء (عملية Torch) | سيدي فرج والعاصمة | اشتباك بين قوات فيشي والحلفاء |
| 8 نوفمبر 1942 (مساءً) | أول قصف ألماني رداً على الإنزال | الميناء العسكري | بداية الغارات الكثيفة |
| 9 نوفمبر 1942 | قصف قرب الأحياء السكنية | باب الواد | وقوع ضحايا مدنيين |
| 10 نوفمبر 1942 | ضرب سفن الإمداد الأمريكية | رصيف 6 – الميناء | تضرر عدة سفن أمريكية |
| 12 نوفمبر 1942 | محاولة تعطيل التعزيزات الجوية | مطار بوفاريك | أضرار في المدرج |
| 15 نوفمبر 1942 | قصف ليلي للقواعد الجوية | مقطع خيرة | أضرار بالمخازن |
| 2 ديسمبر 1942 | ضرب مستودعات الوقود | الحامة | انقطاع كهرباء في عدة أحياء |
| 12 ديسمبر 1942 | غارة قوية على الميناء | الميناء العسكري | إصابات بين المدنيين والبحارة |
| 8 يناير 1943 | ضرب مستودعات الذخيرة | الحراش | انفجارات ثانوية |
| 21 فبراير 1943 | محاولة ضرب قافلة أمريكية | خليج الجزائر | إسقاط طائرة Ju 88 |
| 4 أبريل 1943 | قصف منشآت الاتصالات | الحامة | تعطيل مؤقت للاتصالات |
| 10 مايو 1943 | آخر غارة ألمانية على العاصمة | مواقع متفرقة | أضرار خفيفة |
| 13 مايو 1943 | توقف القصف نهائياً | — | سقوط تونس وانتهاء تهديد المحور |
خريطة بصرية واضحة تظهر الأماكن المستهدفة:
- الميناء العسكري
- باب الواد
- الحامة
- رأس الحمراء
- بوفاريك
- مقطع خيرة
- الحراش