كيف تطور الدفاع الجوي السعودي من قسم بسيط في المدفعية إلى الأقوى والأحدث عربيا وآسيويا وبين الكبار عالميا

sss2007zzz

عضو
إنضم
29 أكتوبر 2016
المشاركات
3,845
التفاعل
6,764 52 0
السعودية منظومة الدفاع الجوي
منظومة ثاد

في قلب الشرق الأوسط، حيث تتقاطع التهديدات الجوية والصاروخية مع الطموحات الإقليمية، أصبحت المملكة العربية السعودية نموذجاً للتحول العسكري السريع، منظومة الدفاع الجوي السعودية، التي بدأت كجزء متواضع من المدفعية، وتطورت إلى درع حديث متعدد الطبقات يجمع بين التكنولوجيا الأمريكية والصينية والأوروبية.

الدفاع الجوي السعودي .. من أقوى الدفاعات في العالم​

ومع تصاعد التوترات مع جماعات مثل الحوثيين في اليمن، وتهديدات إيرانية محتملة، أنفقت السعودية مليارات الدولارات على ترقياتها، مما جعلها واحدة من أقوى الدفاعات الجوية في العالم. فما هي مسيرة هذا التطور ؟ وكيف حولت المملكة ضعفها النسبي إلى قوة ردع استراتيجية؟

التوسع في السبعينيات والثمانينيات​

أصبحت قوات الدفاع الجوي السعودي فرعاً مستقلاً بالجيش الملكي تحت اسم “قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي” (RSADF) في عام 1984، كرد فعل على انتشار أسلحة الدمار الشامل في المنطقة. كانت البداية بسيطة: في الخمسينيات، اعتمدت السعودية على أنظمة مدفعية أساسية، لكن مع اندلاع حرب أكتوبر 1973، أدركت القيادة السعودية الحاجة إلى دفاع جوي متقدم.

شراء المنظومات الأمريكية​

بدأت المملكة بشراء أنظمة أمريكية أساسية مثل MIM-23 Hawk، التي قدمت قدرة دفاع متوسطة المدى ضد الطائرات والصواريخ. ثم في الثمانينيات، شهدت طفرة كبرى: اشترت السعودية 15 مقاتلة F-5 Tiger II و10 منظومات Hawk مع 300 صاروخ في 1982، تلتها صفقة أكبر في 1984 لـ12 نظاماً إضافياً. هذه الخطوة كانت مدعومة بشراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة، التي رأت في السعودية حارساً للنفط في الخليج.

نهاية الثمانينيات وحتى التسعينيات: الاعتماد على الغرب​

مع نهاية الحرب الباردة، ركزت السعودية على بناء شبكة متكاملة. في عام 1991، أصبحت أول دولة في الشرق الأوسط تشتري نظام باتريوت (PAC-2) الأمريكي، الذي أثبت فعاليته في حرب الخليج بإسقاط صاروخ سكود عراقي فوق المملكة – أول إطلاق لصاروخ مضاد باليستي في القتال.
بحلول التسعينيات، أدخلت السعودية أنظمة فرنسية مثل Shahine (141 وحدة) وCrotale (40 وحدة)، إلى جانب مدافع سويسرية Oerlikon GDF (128 وحدة) وسويدية Bofors 40mm (150 وحدة).

في عام 2000، أطلقت مشروع “درع السلام” (Peace Shield)، شبكة رادارية أمريكية متكاملة تربط الرادارات بالقوات الجوية والدفاعية، مما حسّن التنسيق والكشف المبكر. كما أدخلت صواريخ محمولة مثل Stinger (400 وحدة) وMistral (500 وحدة) للدفاع القريب.

الألفية الجديدة: الرد على التهديدات الإقليمية​

مع صعود الإرهاب والتوترات الإقليمية، شهدت المنظومة ترقيات مكثفة. في 2014، أنفقت السعودية 1.7 مليار دولار على ترقية باتريوت إلى PAC-3، الذي يعتمد على الاصطدام المباشر لإسقاط الصواريخ الباليستية السريعة. عام 2015، وقعت اتفاقيات مع الولايات المتحدة والدول الخليجية لشبكة دفاع جوي إقليمية متكاملة، تشمل رادارات وإنذار مبكر.
السعودية اليونان منظومة باتريوت
منظومة الدفاع الجوي باتريوت
الاختبار الحقيقي جاء خلال استخدام بطاريات الباتريوت لصد هجمات حوثية على مطار الرياض .. وقامت بعقد صفقة مع واشنطن بقيمية حوالي 3 مليار دولار لإعادة التزود .. وفي مايو 2018، وافقت الولايات المتحدة على بيع نظام THAAD (Terminal High Altitude Area Defense) للسعودية، بقيمة 15 مليار دولار، لاعتراض الصواريخ الباليستية طويلة المدى خارج الغلاف الجوي.

التطورات الحديثة: التنويع والدمج المتعدد الطبقات​

في السنوات الأخيرة، تنوعت المصادر لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة. وتم التوجه لنظام Pantsir-S1M الروسي، والذي يجمع بين صواريخ ومدافع لصد الطائرات بدون طيار (UAVs). كما أدخلت تقنيات صينية مثل Silent Hunter، نظام ليزر يحييد UAVs على مسافة 1000 متر، مع 8 وحدات في الخدمة بحلول 2024.

أنظمة متكاملة غربية وشرقية​

الذروة جاءت في أكتوبر 2024، عندما كشفت وزارة الدفاع السعودية عن دمج ستة أنظمة متطورة: THAAD الأمريكي (مدى 200 كم، سرعة 8.2 ماخ)، Pantsir-S1M الروسي (حماية قصيرة-متوسطة المدى)، Silent Hunter الصيني (ليزر مضاد لـUAVs)، Orion-H9 السنغافوري (رادار متقدم للكشف الطويل)، ADRIAN الإيطالي (تشويش إلكتروني لـUAVs الصغيرة)، وCrotale NG الفرنسي (دفاع متوسط المدى بصواريخ VT-1). هذا الدمج، المستوحى من دروس حرب أوكرانيا، يخلق دفاعاً متعدد الطبقات يغطي من التهديدات المنخفضة إلى الباليستية الطويلة المدى.

تدشين أول سرية سعودية لمنظومة ثاد​

في يوليو 2025، دشنت السعودية أول سرية من THAAD بعد اختبارات ناجحة، مما يعزز القدرة على التصدي للصواريخ الإيرانية المحتملة. كما وقعت صفقة مع ألمانيا في يناير 2024 لصواريخ IRIS-T، أول بيع أسلحة ألمانية للمملكة منذ 2018. وفي 2024، وقعت اتفاقية بـ3.2 مليار دولار مع كوريا الجنوبية لأنظمة دفاع جوي إضافية.
السعودية منظومة الدفاع الجوي
تخريج الدفعة الثالثة السعودية بعد تدريبها على منظومة ثاد بأمريكا

قوة ردع كاملة للمملكة​

من الناحية العسكرية، أصبحت منظومة الدفاع الجوي السعودية – التي تضم نحو 10,000 فرداً ومقرها الرئيسي في الرياض مع مركز قيادة تحت الأرض – أحد أقوى الدفاعات في الشرق الأوسط، وتعمل على التنويع في المصادر “أمريكا وروسيا والصين وأوروبا” مما يقلل من المخاطر الجيوسياسية، بينما يغطي الدمج الستة طبقات دفاعية: كشف مبكر (Orion-H9)، اعتراض باليستي (THAAD، Patriot)، دفاع قصير (Pantsir، Crotale)، ومكافحة UAVs (Silent Hunter، ADRIAN).
وتعمل المملكة حالياً على التركيز على التصنيع المحلي عبر “الشركة السعودية للصناعات العسكرية” (SAMI)، التي أطلقت مشاريع مثل Lightning Shield لمكافحة UAVs محلياً.
فيما يعكس تطور المنظومة رؤية “رؤية 2030” للتنويع الاقتصادي والعسكري، محولاً السعودية من مستهلك للأسلحة إلى شريك استراتيجي. إذا استمرت هذه الديناميكية، ستكون المنطقة أكثر استقراراً، لكن التهديدات المتطورة تتطلب استثمارات مستمرة في الذكاء الاصطناعي والليزر للحفاظ على التفوق.


 
عودة
أعلى