- إنضم
- 29 أكتوبر 2016
- المشاركات
- 3,734
- التفاعل
بعد فترة طويلة من الصمت، أفادت تقارير بأن روسيا بدأت رسمياً إنتاج النموذج الأولي الأول من مقاتلتها الشبحية من الجيل الخامس “سو-75 تشيك ميت”.
وجاء هذا الإعلان في مقابلة حديثة على قناة “روسيا تي في” مع أحد مديري شركة الطائرات المتحدة (UAC).
وقال المدير إن مصنع “يوري غاغارين” في مدينة كومسومولسك على نهر آمور بدأ فعلياً عملية التجميع الأولية للطائرة، في خطوة حاسمة تأتي بعد سنوات من تطوير مقاتلة “سو-57” التي واجهت تحديات تقنية وعقوبات دولية.
وكانت مقاتلة “سو-75” قد كُشف عنها لأول مرة في معرض “ماكس 2021” للطيران، وصُممت كمقاتلة شبحية أحادية المحرك من الجيل الخامس، موجهة للأسواق المحلية والتصديرية على حد سواء.
وطورت شركتا “روستِك” و“سوخوي” هذه الطائرة لتكون بديلاً أكثر اقتصادية مقارنة بمقاتلة “سو-57” والمقاتلات الغربية مثل “إف-35 لايتنينغ 2”، و“غريبن إي”، و“رافال” من داسو.
تجمع “سو-75” بين انخفاض تكاليف التشغيل، والتصميم الشبحي، والهندسة المعيارية، وأنظمة إلكترونيات طيران متطورة تتيح لها تنفيذ مهام القتال خلف مدى الرؤية (BVR).
وتشير التقارير إلى أن شركة الطائرات المتحدة انتقلت من مرحلة التصميم الرقمي إلى مرحلة إنتاج نموذج أولي فعّال يعتمد على تكنولوجيا مشتقة من “سو-57”.
وفي حال تأكيد بدء الإنتاج رسمياً، فسيكون البرنامج قد دخل مرحلته الأهم تمهيداً لاختبارات الأرض والطلعات الجوية التجريبية.
يُذكر أن تصميم “سو-75” خضع لعدة تعديلات منذ عرض نموذجها الأولي، حيث تُظهر الوثائق التقنية الحديثة أن مساحة الجناحين قد زيدت، وأن هيكل الطائرة يُعاد تصميمه لتوسيع الحيز الداخلي بما يسمح بحمل وقود إضافي أو تجهيز حجيرات أسلحة داخلية جديدة.
كما تدرس شركة “سوخوي” تطوير نسخة مزدوجة المقعد غير مأهولة، ضمن مفهوم “التعاون بين الإنسان والآلة” (MUM-T)، الذي يمثل اتجاهاً متنامياً في الطيران العسكري الحديث.
ورغم هذا التقدم، يواجه برنامج “سو-75” عقبات كبيرة، إذ أدت العقوبات الدولية المفروضة على روسيا إلى تقييد وصولها إلى أشباه الموصلات والمواد المركّبة والأنظمة الإلكترونية الغربية، ما أجبر الصناعة الروسية على البحث عن حلول محلية ومورّدين بدائل، الأمر الذي تسبب في تأخير الجدول الزمني وقد يؤثر في أداء وموثوقية النماذج الأولية الأولى.
صورة حديثة لمقاتلة “سو-75” إلى جانب شقيقتها الكبيرة “سو-57”
Su-75 «كش ملك Checkmate» هي مقاتلة أحادية المحرّك من فئة الجيل الخامس طوّرتها شركة “سوخوي” Sukhoi التابعة لمجموعة “الطائرات المتحدة” United Aircraft Corporation؛ صممت لتكون خياراً تصديرياً منخفض التكلفة ينافس طائرات مثل F-35 الأمريكية وFC-31 الصينية. أُعلن عن النموذج العام للمقاتلة في 2021، لكن تطويرها واجه تأخيرات نتيجة مشكلات تمويلية وعقوبات أثّرت على سلاسل التوريد، ما يجعل كثيراً من المواصفات قابلة للتعديل والتغير مع تقدم المشروع. الطائرة مصممة لمقعد واحد مع إمكانية التفكير في نسخ ثنائية المقعد أو تكوينات دون طيار مستقبلية، وتُصنّف بوصفها مقاتلة خفيفة متعددة المهام ذات بنية تهدف إلى الجمع بين قدرات التخفي والقدرة التكتيكية مع تكلفة تشغيل وصيانة أقل من نظيراتها.
المحرّك المقترح مستمد من عائلة المحركات الروسية الحديثة (مرتبط بمحرك izdeliye-30 أو نسخ قريبة منه)، لكن توفر هذا المحرك بكميات إنتاجية يعتمد على تقدم برنامج المحرك ذاته. السرعة التشغيلية الآمنة تقترب من 1.8 ماخ مع وجود تقديرات نظرية أعلى تصل إلى 2 ماخ كحد أقصى محتمل، أما مدى الطيران فيُقدَّر بشكل تقريبي دون خزانات خارجية بحوالي 2,800–3,000 كيلومتر، مع اختلاف هذه الأرقام حسب التكوين وحمولة الوقود. تسجل الطائرة حمولة قتالية داخلية معتبرة مهيأة لتقليل البصمة الرادارية، مع قدرة إجمالية أكبر عند استخدام نقاط تعليق خارجية؛ تُذكر أرقام حمولة داخلية تقديرية تقارب 7.4 طن، بينما يظل وجود مدفع داخلي أو حيازته أمراً متبايناً بين التصريحات المختلفة وقد يعتمد على النسخة النهائية.
من الناحية التصميمية اتُبع نهج تقليل البصمة الرادارية عبر اعتماد مداخل هواء من نوع Diverterless Supersonic Inlet، وتصميم ذيل على شكل V، وحجرة أسلحة داخلية، مع أسطح وفتحات مسطحة وزوايا مُصمَّمة للحد من الانعكاسات الرادارية. تهدف هذه الحلول إلى منح الطائرة قدرة على التخفي بشكل نسبي مقارنة بالمقاتلات التقليدية، مع الحفاظ على انسيابية وكفاءة هوائية مناسبة لمهام السرعة والارتفاعات المتوسطة والعالية؛ يُقدَّر السقف العملي للطائرة بنحو 16,000–16,500 متراً، مع احتمال تغيّر هذه القيمة تبعاً للتكوين النهائي ونوعية المهام.
على صعيد الاستشعار والإلكترونيات، صُممت البنية الإلكترونية لتكون مفتوحة لتسهيل تحديث الأنظمة واندماج مكوّنات طرف ثالث عند توفرها، مع خطط لاعتماد رادارات AESA منخفضة التكلفة ومنظومات تشخيص واستشعار متكاملة تسمح بتتبّع أهداف متعددة واندماج معلوماتي في شبكات القيادة والسيطرة. مع ذلك يواجه البرنامج قيوداً في الوصول إلى رقائق إلكترونية ومكوّنات حساسة نتيجة قيود التوريد الدولي، ما قد يؤخر إدخال نظم رادار أو حرب إلكترونية متقدمة بالزمن الذي كان مخططاً له.
تتسم بنية الطائرة بالتركيز على البساطة وخفض التكلفة مقابل سهولة الصيانة وإمكانية التصدير، ما يؤدي إلى تنازلات في بعض التفاصيل الهندسية بالمقارنة مع مقاتلات أعلى تكلفة. من الخصائص التكتيكية اللافتة الاعتماد على مداخل DSI التي تبسط هندسة المداخل وتقلل الحاجة لصيانة معقدة، واستخدام ذيل-V الذي يخفض عدد الأسطح الخارجية ويحسّن البصمة الرادارية لكنه يتطلب أنظمة تحكّم طيران متقدمة، إضافة إلى التركيز على حجرة أسلحة داخلية تسمح بحمل صواريخ موجّهة وذخائر دقيقة مع تقليل البصمة. أما حدود البرنامج فتشمل حالة التطوير غير المستقرة نسبياً، والاعتماد على مكونات إلكترونية متقدمة قد تكون محدودة التوفر، والفروق المحتملة بين نسخ مخصصة للاستخدام المحلي الروسي والنسخ الموجهة للتصدير والتي قد تختلف في السرعة والمدى والتسليح النهائي.
في النهاية، تظل الكثير من الأرقام والمميزات الخاصة بالمقاتلة Su-75 تقديرية إلى حد بعيد وقد تخضع للتغيّرٍ مع تطوّر المشروع، كما أن بعض القدرات النهائية ستتحدد بمدى توفر المحركات والالكترونيات المتقدمة والمواد المطلوبة للإنتاج الضخم.
https://www.defense-arab.comdefense.../10/23/روسيا-تبدأ-إنتاج-النموذج-الأولي-لمقات/
.GIF "Syrian Arab Republic (Syria)"){kind=small}
