ي
فن المخادعة في الحرب
١. المقدمة
المخادعة هي من أقدم فنون الحرب وأكثرها تأثيرًا في مجريات العمليات، إذ تقوم على تضليل العدو وإجباره على اتخاذ قرارات خاطئة تقوده إلى وضع غير مؤاتٍ. وقد أشار إليها كبار القادة والمفكرين العسكريين باعتبارها أداة حاسمة في تقليل الخسائر وتحقيق النصر بأقل جهد. وتُمارس المخادعة على مستويين: السوقية (الاستراتيجية) والتعبوية (العملياتية والميدانية)، ولكل مستوى أساليبه ووسائله.
٢. تعريف المخادعة
أ. المخادعة: هي الإجراءات التي تُنفذ بقصد التأثير على إدراك العدو وقدرته على اتخاذ القرار، من خلال خلق صورة مضللة عن نوايا وإمكانات القوات الصديقة.
ب. جوهرها: تقديم معلومات كاذبة أو مبالغ فيها، أو إخفاء الحقائق المهمة عن العدو، مع اتخاذ إجراءات عملية تؤكد هذه الصورة المضللة.
٣. أقسام المخادعة
أ. المخادعة السوقية (الاستراتيجية)
أولاً: التعريف
هي جميع الإجراءات التي تنفذ على المستوى الأعلى (الدولة أو القيادة العامة) بهدف تضليل العدو فيما يخص الخطط الاستراتيجية أو الاتجاهات الرئيسية للحرب.
ثانيًا: الهدف
ثالثًا: الوسائل
ب. المخادعة التعبوية (العملياتية والميدانية)
أولاً: التعريف
هي الإجراءات التي تنفذ ضمن مستوى العمليات أو المعركة بقصد إخفاء النوايا الحقيقية للقوات الصديقة عن العدو أو تضليله بخصوص توقيت واتجاه الهجوم أو أسلوبه.
ثانيًا: الهدف
رابعًا: أمثلة تاريخية
٤. شروط نجاح المخادعة
أ. السرية التامة في التخطيط والتنفيذ.
ب. التنسيق المحكم بين مختلف صنوف القوات.
ج. استمرار الخداع لفترة تكفي لترسيخ قناعة خاطئة لدى العدو.
د. دعم المخادعة بأدلة عملية ملموسة وليست مجرد معلومات نظرية.
٥. الخاتمة
المخادعة ليست مجرد أسلوب ثانوي في العمليات، بل هي ركن أساسي في التخطيط الحربي، تسهم في مضاعفة تأثير القوات الصديقة وتقليل فاعلية العدو. إن حسن توظيفها على المستويين السوقي والتعبوي يمنح القائد ميزة حاسمة ويُكسب المعركة بعدًا جديدًا يتجاوز مجرد القوة المادية إلى القوة العقلية والفكرية
بقلم اللواء الركن محمد الخضيري الجميلي
فن المخادعة في الحرب
١. المقدمة
المخادعة هي من أقدم فنون الحرب وأكثرها تأثيرًا في مجريات العمليات، إذ تقوم على تضليل العدو وإجباره على اتخاذ قرارات خاطئة تقوده إلى وضع غير مؤاتٍ. وقد أشار إليها كبار القادة والمفكرين العسكريين باعتبارها أداة حاسمة في تقليل الخسائر وتحقيق النصر بأقل جهد. وتُمارس المخادعة على مستويين: السوقية (الاستراتيجية) والتعبوية (العملياتية والميدانية)، ولكل مستوى أساليبه ووسائله.
٢. تعريف المخادعة
أ. المخادعة: هي الإجراءات التي تُنفذ بقصد التأثير على إدراك العدو وقدرته على اتخاذ القرار، من خلال خلق صورة مضللة عن نوايا وإمكانات القوات الصديقة.
ب. جوهرها: تقديم معلومات كاذبة أو مبالغ فيها، أو إخفاء الحقائق المهمة عن العدو، مع اتخاذ إجراءات عملية تؤكد هذه الصورة المضللة.
٣. أقسام المخادعة
أ. المخادعة السوقية (الاستراتيجية)
أولاً: التعريف
هي جميع الإجراءات التي تنفذ على المستوى الأعلى (الدولة أو القيادة العامة) بهدف تضليل العدو فيما يخص الخطط الاستراتيجية أو الاتجاهات الرئيسية للحرب.
ثانيًا: الهدف
- إجبار العدو على توزيع جهوده وموارده في اتجاهات غير حاسمة.
- صرف أنظاره عن الاتجاه الحقيقي للهجوم أو العمليات الرئيسة.
- إرباك قيادته السياسية والعسكرية على المدى البعيد.
ثالثًا: الوسائل
- الحملات الإعلامية والسياسية.
- العمليات النفسية واسعة النطاق.
- التحشيدات الظاهرية الكبيرة على جبهات ثانوية.
- تسريب معلومات مضللة عبر الاستخبارات.
- إنشاء تشكيلات أو قطعات وهمية (منشآت كاذبة، اتصالات مزيفة).
- عملية “فورتتيود” في الحرب العالمية الثانية، حيث خُدع الألمان بأن الإنزال سيكون في منطقة كاليه بدل نورماندي.
- التحشيدات السوفيتية الكاذبة أثناء معركة ستالينغراد.
ب. المخادعة التعبوية (العملياتية والميدانية)
أولاً: التعريف
هي الإجراءات التي تنفذ ضمن مستوى العمليات أو المعركة بقصد إخفاء النوايا الحقيقية للقوات الصديقة عن العدو أو تضليله بخصوص توقيت واتجاه الهجوم أو أسلوبه.
ثانيًا: الهدف
- تحقيق عنصر المفاجأة على مستوى العمليات.
- تقليل خسائر القوات الصديقة.
- إرباك قيادة العدو الميدانية وإجبارها على اتخاذ قرارات خاطئة.
- المناورات الخداعية (هجمات ظاهرية أو انسحابات كاذبة).
- استخدام التمويه (الإخفاء، التغطية، الإيهام).
- تغيير أساليب التحرك والانتشار باستمرار.
- بث إشارات لاسلكية كاذبة أو صمت لاسلكي مقصود.
- تنفيذ ضربات نار إيهامية في محاور ثانوية.
رابعًا: أمثلة تاريخية
- استعمال القوات العربية التمويه والإخفاء في حرب تشرين ١٩٧٣ لإخفاء ساعة الصفر.
- استخدام تكتيكات الانسحاب الكاذب في معارك صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيين.
٤. شروط نجاح المخادعة
أ. السرية التامة في التخطيط والتنفيذ.
ب. التنسيق المحكم بين مختلف صنوف القوات.
ج. استمرار الخداع لفترة تكفي لترسيخ قناعة خاطئة لدى العدو.
د. دعم المخادعة بأدلة عملية ملموسة وليست مجرد معلومات نظرية.
٥. الخاتمة
المخادعة ليست مجرد أسلوب ثانوي في العمليات، بل هي ركن أساسي في التخطيط الحربي، تسهم في مضاعفة تأثير القوات الصديقة وتقليل فاعلية العدو. إن حسن توظيفها على المستويين السوقي والتعبوي يمنح القائد ميزة حاسمة ويُكسب المعركة بعدًا جديدًا يتجاوز مجرد القوة المادية إلى القوة العقلية والفكرية
بقلم اللواء الركن محمد الخضيري الجميلي