في زمن مضطرب، كان أمن الجزيرة العربية على المحك. واجهت السعودية تهديداً مباشراً على حدودها الجنوبية، فقررت أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية وتدعم عملاً عسكرياً يهدف إلى إعادة الشرعية إلى اليمن وحماية أرضها من الانفلات.
لم تكن وحدها في المشهد. أعلنت باكستان أنها ستقف معها، مشاركةً في المهمة المشتركة، وظهرت الوعود بالكثير من الحماسة، مقابل دعم مالي سخرت له السعودية إمكاناتها إيماناً بجدية هذا الموقف الأخوي.
لكن مع مرور الأيام، اكتشفت السعودية أن ما جرى لم يكن سوى سراب. فوعود الحليف تبخرت، والالتزامات اختفت، وتُركت وحدها لتواصل حربها وتدافع عن حدودها.
لم يكن الأمر مجرد خسارة أموال أو تفاوت مواقف، بل كان درساً بالغ العمق: ليس كل من يعلن الولاء صادقاً، وليس كل من يرفع شعار الأخوة ثابتاً عند الشدائد.
ومن ذلك الموقف، بقيت العبرة حاضرة في الذاكرة: الثقة تُبنى بالفعل لا بالقول، والحليف الحقيقي يُعرف ساعة الوقوف لا ساعة الوعد.