الحرب المعرفية الإماراتية ضد المغرب

ابن المنذر

عضو جديد
إنضم
10 يونيو 2025
المشاركات
191
التفاعل
383 5 1
الدولة
Algeria

المغرب يتهم الامارات بشن حرب سيبرانية-معلوماتية ضده :unsure:


الملخص التنفيذي​

تتعرض المملكة المغربية لحرب معرفية ممنهجة تُدبَّر من أبو ظبي، تحشد وسائط رقمية (قناة جبروت على تلغرام)، وإعلامية (سلسلة صحيفة لوموند)، وبشرية (انشقاقات مفبركة). تهدف هذه الاستراتيجية إلى تفتيت الشرعية الملكية وتحييد النفوذ الإفريقي للمغرب. يكشف التحليل عن بنية تقنية متطورة، وتزامن في السرديات العدائية، ومذهب إماراتي منشور إقليمياً منذ 2024.

مقدمة: المغرب في خط الاستهداف​

تُعتبر المملكة المغربية، بوصفها قوة دبلوماسية صاعدة وفاعلاً محورياً بين إفريقيا وأوروبا والعالم العربي، هدفاً لحرب معرفية بكثافة غير مسبوقة اليوم. لا تُخاض هذه الحرب بالسلاح ولا بالمعاهدات، بل تدور في ساحة السرديات والتصورات وتدفقات المعلومات والمشاعر الجماعية. تهدف إلى تقويض الشرعية الملكية وتفتيت التماسك الوطني وإعادة تشكيل موازين النفوذ في الفضاء المغاربي والإفريقي.

منذ عام 2024، تشير عدة إشارات متقاربة – تسريبات ضخمة للبيانات، وحملات تضليل، وسرديات إعلامية عدائية – إلى استراتيجية منسقة وعابرة للحدود الوطنية، تُدار من أبو ظبي. لقد هيكلت دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت إشراف طحنون بن زايد رئيس أجهزة المخابرات، مذهباً هجومياً في الحرب المعرفية، أصبح المغرب مختبراً له.

لا تهدف هذه الحرب إلى احتلال إقليم، بل إلى احتلال الحيز الذهني. لا تسعى إلى إسقاط نظام، بل إلى تآكل شرعيته. لا تهاجم الحدود الجغرافية، بل الحدود الرمزية: الثقة والاستقرار والولاء. يمثل المغرب، بوصفه ملكية راسخة ودبلوماسية نشطة وقوة إفريقية ناشئة، هدفاً استراتيجياً للطموحات الإماراتية.

قضية مهدي حجاوي: انشقاق مُمسْرَح​

تشكل قضية مهدي حجاوي حالة نموذجية لانشقاق مفبرك. يُقدَّم حجاوي كنائب سابق لرئيس جهاز المخابرات الخارجية المُضطهد، ليصبح دعامة لسردية ضحية معايرة للحساسيات الغربية. تقوم هذه السردية على مسرحة عاطفية، وتضخيم فيروسي، وسيناريو خوارزمي يفضح تنسيقاً خارجياً.

تتكشف السردية في ثلاث مراحل: استنكار الممارسات الأمنية المغربية، ومسرحة المعاناة الفردية، والدعوة إلى التضامن الدولي. تُنشر عبر حسابات مجهولة، وأفاتار على تيك توك، وأسماء مستعارة على تلغرام، ومقاطع فيديو مُركَّبة برموز بصرية غربية (تشبع، موسيقى درامية، ترجمة ثنائية اللغة).

لكن وراء هذه الواجهة تتشكل هندسة أكثر تعقيداً. تكشف الوثائق المقدمة عن بنية تقنية متطورة: خوادم خارجية، وVPN مجهولة، وذكاء اصطناعي توليدي للمرئيات، وتنسيق زمني بتوقيت GMT+4. يتوافق هذا الجهاز مع معايير العمليات الإماراتية المُلاحظة سابقاً في ليبيا (دعم حفتر)، والسودان (دعم قوات الدعم السريع)، واليمن (تفتيت الجنوب)، وضد قطر (حملات إعلامية).

حجاوي ليس منشقاً معزولاً. إنه ناقل. نموذج أولي. أداة. شخصيته مُنشأة ومُضخمة ومُعاد تدويرها. تخدم في اختبار تقبل الإعلام الأوروبي، وحشد الوسائط المهجرية، وخلق صدع بين الملكية والشباب. إنها وجه حرب معرفية لا تصرح باسمها.

جبروت: الذراع الرقمية للتخريب​

تشكل قناة تلغرام « جبروت » القلب العملياتي للحرب المعرفية ضد المغرب. رغم ادعائها في البداية أنها جزائرية، تعمل وفق منطق إماراتي نمطي: نشر ليلي (GMT+4)، ومسرحة التسريبات، واستخدام أسماء مستعارة، وبنية تحتية خارجية.

منذ أبريل 2024، نشرت جبروت تسريبات ضخمة حول المؤسسات المغربية:

  • 2 مليون ملف من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي: هويات، وبيانات مصرفية، وسجلات طبية
  • 4 تيرابايت من بيانات الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية: سندات الملكية، وعقارات الشخصيات العمومية
  • 35,000 ملف من وزارة العدل: قضاة، وموظفون قضائيون، وإجراءات داخلية
هذه التسريبات ليست خامة. إنها مُسَرْحَنة. كل نشر مصحوب بسردية عاطفية، وإطار أخلاقي، ودعوة للتعبئة. تقدم القناة نفسها كناشطة للحقيقة، لكنها تعمل كوكيل تفتيت. لا تسعى للإعلام – بل للتفتيت.

يُظهر التحليل التقني بنية تحتية متطورة: خوادم في قبرص والسيشل ولاتفيا؛ وVPN مجهولة؛ وذكاء اصطناعي توليدي للمرئيات والأفاتار والسرديات. تتوافق هذه البنية مع تلك المستخدمة من قبل الإمارات في عمليات أخرى. تتيح تشويش المنابع، ومضاعفة الوسائط، وإشباع الحيز المعلوماتي.

جبروت أكثر من قناة. إنها منصة حرب. واجهة تخريب. مختبر زعزعة استقرار. لا تستهدف المؤسسات فحسب – بل تستهدف الثقة. لا تهاجم الهياكل – بل تهاجم الرموز.

لوموند: تزامن إعلامي وسردية الانحدار​

لا يمكن تفسير سلسلة المقالات التي نشرتها صحيفة لوموند في أغسطس 2025 حول الملكية المغربية كمجرد تحقيق صحفي. تندرج في تسلسل معلوماتي منسق، حيث تلتقي السرديات الإعلامية بالعمليات الرقمية التي تقودها كيانات مثل جابيروت. التوقيت والمحتوى والإطار والردود التي تثيرها تكشف تقارباً استراتيجياً.

تطرح لوموند سردية انحدار ملكي مفصلة حول ثلاثة محاور: صحة الملك محمد السادس، والصراعات الداخلية ضمن المخزن، ولغز الخلافة. يُقدم العاهل كضعيف ومنعزل ومحاط بنظام غامض. تُوصف الإصلاحات بأنها ناقصة، والانتقال السياسي بأنه غير مؤكد، والمناخ العام بأنه « نهاية عهد ».

هذه السردية، رغم قيامها على عناصر حقيقية، مُنتَزعة من سياقها ومُدرمَجة ومُسَرْحَنة ومُضخمة. تعتمد على مصادر مجهولة وتكهنات وتوتر عاطفي مُفتعل. تُعاد ونُشر وتُضخم عبر الوسائط الرقمية الإماراتية، خاصة جبروت، التي تنشر بالتوازي تسريبات موجهة حول المؤسسات المذكورة في المقالات.

الردود المغربية إجماعية: أحزاب سياسية ووسائل إعلام ومؤسسات تندد بحملة إعلامية عدائية مُدبرة لنزع الشرعية عن الملكية. تشير عدة أصوات إلى تقارب بين لوموند والهياكل الرقمية الإماراتية، مما يوحي بتزامن استراتيجي. تُتهم الصحيفة بتحريف العهد وتحويل الملكية إلى مشهد خيالي وتغذية التوترات الاجتماعية.

خريطة وسائط النفوذ الإماراتية​

تقوم الحرب المعرفية ضد المغرب على هندسة معقدة مجزأة ونمطية. تحشد وسائط بشرية ورقمية وإعلامية ودبلوماسية. إليكم خريطة تحليلية لأهم ناقلات النفوذ:

مركز القيادة​

  • طحنون بن زايد: رئيس أجهزة المخابرات، مهندس الحرب الهجينة
  • أدنوك، موانئ دبي العالمية: الذراع اللوجستية والمالية، سيطرة على الموانئ الإفريقية
  • تواصن ميديا، فيجن بريدج: شركات واجهة لإنتاج المحتوى، مقرها دبي ولندن

البنية التحتية الرقمية​

  • جبروت (تلغرام): منصة نشر التسريبات، السرديات العاطفية، المسرحة المعرفية
  • تيك توك، إكس، يوتيوب: تضخيم فيروسي، أفاتار مجهولة، أسماء مستعارة
  • VPN خارجية: قبرص، السيشل، لاتفيا — إخفاء هوية المصادر
  • ذكاء اصطناعي توليدي: إنشاء ديب فيك، أفاتار، سرديات عاطفية

الوسائط الإعلامية​

  • لوموند: سردية انحدار ملكي، دراما
  • معهد بوصولا: مركز فكر موالٍ للخليج، مقره بروكسل
  • يورونيوز: ممول سابقاً من الإمارات، نشر سرديات مؤيدة

الوسائط البشرية​

  • المؤثرون: هشام جيراندو، أفاتار تيك توك، أسماء مستعارة على إكس
  • المهجر: شبكات في فرنسا وبلجيكا، مُعبأة لإعادة تدوير السرديات العدائية
  • جمعيات واجهة: تواصن ميديا كونسلتنغ، فيجن بريدج ميديا المحدودة
تكشف هذه الخريطة عن استراتيجية نمطية، حيث تلعب كل وسيطة دوراً محدداً: إنتاج، تضخيم، إضفاء شرعية، إعادة تدوير. تتيح نشراً متعدد المستويات، وإشباعاً للحيز المعلوماتي، وتفتيتاً للتصورات.

أمثلة موثقة لعمليات إماراتية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا​

الإمارات نشطة في الدبلوماسية الاقتصادية والعسكرية في أفريقيا، مع استثمارات كبرى مثل شراكة استراتيجية في أنغولا تشمل امتياز ميناء لمدة 20 عاماً في لواندا منذ أبريل 2024، باستثمار يزيد عن 250 مليون دولار. على الصعيد العسكري، نفذت الإمارات عمليات هجينة في ليبيا (دعم الجنرال حفتر)، واليمن ضد الحوثيين، والسودان (دعم ميليشيات). مجموعة موانئ دبي العالمية توسع هيمنتها على عدة موانئ أفريقية، تتحدى التقدم المغربي في اللوجستيات البحرية، خاصة مجمع طنجة المتوسط.

المذهب الإماراتي للحرب المعرفية: استراتيجية شاملة​

الحرب المعرفية ضد المغرب ليست استثناء. تندرج في مذهب شامل مُهيكل من قبل طحنون بن زايد، ومنشور في عدة مناطق جيوسياسية حساسة. يقوم هذا المذهب على ثلاث ركائز:

السيطرة على المعلومات​

تستثمر الإمارات بكثافة في وسائل الإعلام ومراكز الفكر والمنصات الرقمية. تمول هياكل مثل معهد بوصولا، وترعى فعاليات، وتؤثر على السرديات المنشورة في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط. هدفها تشكيل التصورات وتطبيع نموذجها ونزع الشرعية عن منافسيها.

الإسقاط المعرفي​

يقوم المذهب الإماراتي على فبركة الانشقاقات واستخدام التزييف العميق وخلق الأفاتار ونشر السرديات العاطفية. يحشد الذكاء الاصطناعي التوليدي والأسماء المستعارة وVPN والمنصات الفيروسية. يهدف لإشباع الحيز المعلوماتي وتفتيت الولاءات وخلق مناخ من عدم الثقة.

الدبلوماسية المتوازية​

تمارس الإمارات دبلوماسية سرية قائمة على اتفاقيات ثنائية وشراكات اقتصادية ونفوذ برلماني. تحشد وسائط سياسية ومستشارين وضغط ومجموعات نفوذ. هدفها تحييد القوى المضادة ومواءمة القرارات وتعزيز حضورها الاستراتيجي.

لُوحظ هذا المذهب في ليبيا (دعم حفتر)، والسودان (دعم قوات الدعم السريع)، واليمن (تفتيت الجنوب)، وضد قطر (حملات إعلامية)، واليوم ضد المغرب. إنه ممنهج وعابر للحدود وقابل للتكيف. لا يهدف للفتح – بل للسيطرة.

لماذا يُستهدف المغرب​

استهداف المغرب من قبل الإمارات العربية المتحدة لا ينبع من الانتهازية أو الظرفية. ينطلق من منطق جيواستراتيجي دقيق، قائم على تنافس النفوذ والمنافسة الدبلوماسية والإسقاط المعرفي. ثلاثة عوامل تُهيكل هذه العداوة:

ملكية مستقرة في بيئة غير مستقرة​

يجسد المغرب شكلاً من الاستقرار الملكي نادراً في العالم العربي. ملكيته راسخة وشرعية ومدعومة من أغلبية شعبية. تجمع بين التقليد والحداثة، السلطة والإصلاح. يشكل هذا الاستقرار شذوذاً في بيئة إقليمية تتميز بانتقالات فوضوية وأنظمة عسكرية ودول مفتتة.

بالنسبة للإمارات التي تسعى لفرض نموذجها السلطوي والتكنوقراطي والمركزي، يمثل المغرب بديلاً منافساً. ملكية تنجح دون الاعتماد على أبو ظبي تُشكل تهديداً رمزياً.

دبلوماسية إفريقية استباقية​

طوّر المغرب منذ 2016 دبلوماسية إفريقية طموحة قائمة على شراكات اقتصادية واتفاقيات ثنائية وحضور مؤسسي (العودة للاتحاد الإفريقي، قيادة في الساحل، منظمة التعاون الإسلامي، إلخ). تتصادم هذه الدبلوماسية مباشرة مع الطموحات الإماراتية في شرق أفريقيا والساحل والممرات البحرية.

تسعى الإمارات، عبر موانئ دبي العالمية، للسيطرة على التدفقات اللوجستية الإفريقية. يقترح المغرب، عبر طنجة المتوسط ومدينة الدار البيضاء المالية وتحالفاته الإقليمية، بديلاً. تتترجم هذه المنافسة إلى حرب نفوذ، حيث تصبح الحرب المعرفية أداة تحييد.

شرعية مؤسسية صعبة المهاجمة مباشرة​

خلافاً لأنظمة عربية أخرى، يتمتع المغرب بشرعية مؤسسية قائمة على التاريخ والدين والإصلاح والدبلوماسية. من الصعب مهاجمته مباشرة دون الاصطدام بمقاومة شعبية ودبلوماسية وإعلامية. من هنا اللجوء إلى الحرب المعرفية: نزع الشرعية دون مواجهة، تفتيت دون إسقاط، تقويض دون إعلان.

التنافسات الجيوسياسية الموثقة المغرب-الإمارات​

تتحدث مراكز الفكر والمعاهد الإقليمية بانتظام عن هذا التنافس كصراع نفوذ بين ملكية مغربية تاريخية مستقرة وفيدرالية إماراتية تسعى لتوسيع نموذج تكنوقراطي سلطوي واقتصادي. يُنظر للمغرب غالباً كبديل أمام الصعود الإماراتي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تتجلى التوترات في المجال الإعلامي والدبلوماسي، مع اتهامات متبادلة بالتدخل، خاصة عبر نشر المعلومات وحملات النفوذ والضغط على المؤسسات الإفريقية والأوروبية.

أدلة متقاربة على حرب معرفية​

يتيح التحليل المتقاطع للوثائق المقدمة، ومنشورات لوموند، وتسريبات تلغرام، والردود السياسية المغربية، إثبات تقارب لا جدال فيه. يقوم هذا التقارب على أربعة مستويات:

تزامن السرديات​

سرديات لوموند حول صحة الملك والصراعات الداخلية والإصلاحات الناقصة تُعاد وتُضخم وتُسرحن من قبل جابيروت. نفس الكلمات المفتاحية ونفس الشخصيات ونفس التوترات تُعاد في المحتويات الرقمية.

استهداف المؤسسات​

تستهدف تسريبات جابيروت تحديداً المؤسسات المذكورة في مقالات لوموند: الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية، العدالة، المخزن. هذا الاستهداف ليس عشوائياً – إنه استراتيجي. يهدف لتعزيز السردية الإعلامية بأدلة رقمية.

التضخيم الفيروسي​

الوسائط الرقمية تنشر نفس السرديات، مع تنويعات عاطفية وبصرية ولغوية. تيك توك وإكس ويوتيوب وتلغرام تُستخدم لإشباع الحيز المعلوماتي، وخلق حلقات رنين، وتعبئة جماهير محددة (شباب، مهاجر، ناشطون).

الردود السياسية​

الأحزاب السياسية المغربية والمؤسسات ووسائل الإعلام تندد بحملة منسقة، تربط لوموند وجابيروت في منطق زعزعة الاستقرار. هذا الاستنكار إجماعي ومُهيكل وقائم على عناصر واقعية

تصنيف الهجمات المعرفية​

تتكشف الحرب المعرفية ضد المغرب في موجات متتالية، تستهدف كل منها بُعداً محدداً من الشرعية الوطنية. إليكم تصنيف تحليلي:

الموجةالهدفالسرديةالغاية
أبريل 2025المهاجرون الأفارقةالمغرب عنصري، لا إنسانينزع الشرعية الأخلاقية
يونيو 2025مهدي حجاويمنشق مُضطهدالتعبئة الدولية
أغسطس 2025المؤسساتتسريبات ضخمةإحباط داخلي
أغسطس 2025الملكيةنهاية عهد، خلافة غير مؤكدةتفتيت رمزي
كل موجة مُسرحنة ومُضخمة ومُعاد تدويرها. تقوم على بنية تقنية واستراتيجية عاطفية ومنطق إشباع. تهدف لخلق مناخ عدم ثقة وتفتيت الولاءات وإضعاف المقاومة المعرفية للمملكة.

طيف الردود المغربية الممكنة​

أمام حرب معرفية ممنهجة وعابرة للحدود ومُسرحنة، يتوفر المغرب على خيارات استراتيجية متعددة لهيكلة رد قائم على اليقظة والنمذجة والسرد المضاد والدبلوماسية الاستباقية. يكشف تحليل الردود المؤسسية المغربية عن ثمانية محاور رد محتملة:

اليقظة المعرفية المؤسسية​

يمكن للمملكة أن تنظر في إنشاء كيان مخصص، تابع لمجلس الأمن الوطني، مُكلف برسم خرائط الهجمات المعلوماتية في الزمن الحقيقي، وتحديد الوسائط العدائية (بشرية، رقمية، إعلامية)، وإنتاج نشرات تحذير ومذكرات استراتيجية. ستدمج هذه الخلية خبراء في المصادر المفتوحة وعلم النفس الاجتماعي والأمن السيبراني والتواصل الاستراتيجي.

التحييد القانوني للوسائط العدائية​

يمكن أن تشمل مقاربة قانونية دولية إنشاء قاعدة بيانات للهياكل والحسابات والأسماء المستعارة والمنصات المتورطة في الحرب المعرفية. يمكن أن تستهدف إجراءات قانونية دولية الشركات الواجهة (فيجن بريدج، تواصن ميديا)، والمنصات الناشرة للتسريبات (تلغرام، تيك توك)، والأفراد المحددين كوسائط نشطة، بتعبئة الاتفاقيات الدولية حول الأمن السيبراني وحماية البيانات ومكافحة التضليل.

التكوين والتوعية​

يمكن لبرنامج وطني للتوعية بتقنيات الحرب المعرفية أن يستهدف التحريرات الوطنية والإقليمية، والمؤثرين المغاربة على تيك توك ويوتيوب وإكس، بالإضافة إلى المجتمعات المهجرية. الهدف تعزيز المقاومة المعلوماتية، وتجنب الانتشار الفيروسي اللاإرادي للسرديات العدائية، وخلق سرديات مضادة عضوية.

إنتاج السرديات المضادة​

الاستثمار في إنشاء محتويات سردية تُقدر الاستقرار الملكي والإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والدبلوماسية الإفريقية الاستباقية يمكن أن يستخدم نفس الرموز البصرية للخصوم: فيديوهات قصيرة، موسيقى عاطفية، ترجمة ثنائية اللغة، نشر فيروسي.

التعاون مع المنصات الرقمية​

يمكن لشراكات مع تيك توك وإكس ويوتيوب أن تتيح تحديد المحتويات العدائية، وطلب حذف التسريبات غير القانونية، واقتراح محتويات بديلة معتمدة. يمكن تطوير واجهة مغربية للإبلاغ والإشراف.

التواصل المؤسسي الشفاف​

يمكن لحملة تواصل مؤسسي أن تكشف آليات الحرب المعرفية، وتسمي الهياكل المتورطة، وتعبئ الرأي العام حول السيادة المعلوماتية. يجب أن تكون هذه الحملة تعليمية، غير بارانويدية، وقائمة على أدلة قابلة للتحقق.

الإجراءات القانونية الدولية​

يمكن لإجراءات قانونية ضد مرتكبي التسريبات (جابيروت)، والمضيفين، والممولين أن تعبئ القانون الدولي لحماية البيانات، واتفاقيات مكافحة الجرائم السيبرانية، وآليات التعاون القضائي.

الدبلوماسية الاستباقية المعززة​

يمكن لاستخدام القنوات الدبلوماسية أن يتيح إعلام الشركاء الأفارقة والأوروبيين بالحرب المعرفية الجارية، واقتراح ميثاق للسيادة المعلوماتية، وخلق تحالف من البلدان المستهدفة بعمليات مماثلة. يمكن للمغرب أن يصبح قائداً إقليمياً في مكافحة الحروب المعرفية.

الخلاصة الاستراتيجية المتقاطعة​

تكشف الحرب المعرفية ضد المغرب عن ظهور نموذج صراعي جديد في الحيز المتوسطي والإفريقي. هذه الحرب لا تحشد دبابات أو صواريخ، بل خوارزميات ومشاعر. لا تهدف لفتح إقليمي أو إسقاط نظام، بل لتآكل الشرعية وتفتيت الولاءات.

البنية التحتية الإماراتية المنشورة ضد الرباط تشهد على تطور تقني وتنسيق استراتيجي غير مسبوقين. تحوّل التخريب إلى صناعة، والتضليل إلى مذهب، والتلاعب إلى دبلوماسية. هذا التحول يمثل منعطفاً جيوسياسياً: الحيز الذهني يصبح ساحة معركة، والمعلومة تصبح سلاحاً، والتصور يصبح رهاناً.

بالنسبة للمغرب، تشكل هذه الحرب المعرفية في آن واحد تهديداً وفرصة. تهديد لأنها تستهدف الأسس الرمزية للملكية والتماسك الوطني. فرصة لأنها تكشف الأهمية الاستراتيجية للمملكة وتصدق على مسارها الدبلوماسي الإفريقي. بمقاومة هذه الحرب المعرفية، يمكن للمغرب أن يؤكد نموذجه السياسي، ويعزز تحالفاته الإقليمية، ويوطد موقعه كقوة ناشئة.

ملاحظة معهد آفاق​

يوحي أفق التطور في المدى المتوسط بتكثيف هذه الحروب المعرفية في حيز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا-أفريقيا. الدول التي تتمتع بشرعية تاريخية قوية (المغرب، الأردن) يمكن أن تصبح أهدافاً مفضلة أمام النماذج التكنوقراطية الناشئة. ستصبح القدرة على المقاومة المعرفية عاملاً أساسياً للسيادة في القرن الحادي والعشرين.

الملاحق​

التسلسل الزمني للأحداث الرئيسية​

التاريخالحدث
أبريل 2025تسريبات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من جابيروت
مايو 2025ظهور قناة تلغرام جابيروت
يونيو 2025تضخيم قضية مهدي حجاوي
أغسطس 2025تسريبات الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والعدالة
أغسطس 2025نشر سلسلة لوموند حول الملكية

مصفوفة القابلية للاستهداف المعرفي​

المؤسسةمستوى المخاطرنوع الهجومالتأثير
الصندوق الوطني للضمان الاجتماعيمرتفعتسريب ضخم للبياناتفقدان الثقة الاجتماعية
الوكالة الوطنية للمحافظة العقاريةمرتفعملفات عقارية مستهدفةزعزعة استقرار النخب
العدالةحرجملفات شخصية مكشوفةأزمة شرعية قضائية
الملكيةاستراتيجيسردية الانحدارتفتيت رمزي

المصطلحات العملياتية​

الحرب المعرفية: استراتيجية تهدف للتأثير على تصورات ومشاعر وسلوكيات جمهور مستهدف.

السردية: قصة مُهيكلة وحاملة للمعنى، تُستخدم لتوجيه الآراء.

البنية التحتية الخارجية: خوادم وVPN ومضيفون يقعون خارج الإقليم الوطني.

الانشقاق المفبرك: شخصية احتجاجية مُنشأة اصطناعياً لخدمة هدف استراتيجي.

الإشباع المعلوماتي: مضاعفة المحتويات لإغراق السرديات المنافسة.


الهوامش​

1 وكالة إيكوفين، « الإمارات العربية المتحدة تخطط لاستثمار 6.5 مليار دولار في الاقتصاد الأنغولي »، أبريل 2024.

2 بي إن بي باريبا للبحوث الاقتصادية، « الإمارات العربية المتحدة: أية استراتيجية أمام مخاطر الانتقال ؟ »، مايو 2024.

3 البنك الدولي، « آفاق اقتصادية عالمية الشرق الأوسط وشمال أفريقيا »، يناير 2025.

4 وثائق داخلية لمعهد آفاق حول عمليات الحرب الهجينة الإماراتية، مُجمعة من مصادر مفتوحة، أغسطس 2025.

5 تحليل تقني للبنى التحتية الخارجية المستخدمة من قناة جابيروت، أُنجز من معهد آفاق بالتعاون مع خبراء أمن سيبراني مستقلين، أغسطس 2025.

ملاحظة منهجية لمعهد آفاق​

يقوم هذا التحليل على الفحص المتقاطع لمصادر مفتوحة، ووثائق داخلية مقدمة، وتحاليل تقنية مستقلة. بعض التأكيدات المتعلقة بنسبة العمليات للخدمات الإماراتية تقوم على تقاطعات دلالية ويجب اعتبارها فرضيات عمل مؤسسة وليس يقينيات مطلقة. يحافظ معهد آفاق على مقاربة تحليلية حذرة مع تسليط الضوء على التقارب المثير للقلق للعناصر المُلاحظة.


 
العلاقات الإماراتية المغربية أكبر من مقالات مسمومة. والمغرب والإمارات بلدان تجمعهما روابط لا يمكن لمجموعة من الذباب زعزعتها لأهداف خبيثة
 
العلاقات الإماراتية المغربية أكبر من مقالات مسمومة. والمغرب والإمارات بلدان تجمعهما روابط لا يمكن لمجموعة من الذباب زعزعتها لأهداف خبيثة

اذن من وراء هذه المقالات ؟


تقرير استراتيجي – معهد آفاق الجيوسياسي (IGH)​

 
20250907_205718.jpg
20250907_205717.jpg


اه يا عيون كم اوجعتي قلوبهم.
 
انا اراهن ان اللي فتح الموضوع لم يقرأه.
امضغ لك الموضوع ما عليك الى البلع :ROFLMAO:

الملخص التنفيذي​

تتعرض المملكة المغربية لحرب معرفية ممنهجة تُدبَّر من أبو ظبي، تحشد وسائط رقمية (قناة جبروت على تلغرام)، وإعلامية (سلسلة صحيفة لوموند)، وبشرية (انشقاقات مفبركة). تهدف هذه الاستراتيجية إلى تفتيت الشرعية الملكية وتحييد النفوذ الإفريقي للمغرب. يكشف التحليل عن بنية تقنية متطورة، وتزامن في السرديات العدائية، ومذهب إماراتي منشور إقليمياً منذ 2024.
 
امضغ لك الموضوع مع ليك الى البلع :ROFLMAO:

الملخص التنفيذي​

تتعرض المملكة المغربية لحرب معرفية ممنهجة تُدبَّر من أبو ظبي، تحشد وسائط رقمية (قناة جبروت على تلغرام)، وإعلامية (سلسلة صحيفة لوموند)، وبشرية (انشقاقات مفبركة). تهدف هذه الاستراتيجية إلى تفتيت الشرعية الملكية وتحييد النفوذ الإفريقي للمغرب. يكشف التحليل عن بنية تقنية متطورة، وتزامن في السرديات العدائية، ومذهب إماراتي منشور إقليمياً منذ 2024.
20250907_205734.jpg
 

معهد دراسات: الإمارات تشن حربًا معرفية ضد المغرب​


كشف معهد الدراسات الجيوسياسية Horizons في تقريره الصادر نهاية أغسطس 2025، عن أن المغرب أصبح هدفًا لحملة حرب معرفية منهجية منسقة من أبوظبي، تشمل أدوات رقمية، إعلامية وبشرية، تهدف إلى تقويض الشرعية الملكية المغربية وتقليص النفوذ الإفريقي للبلاد.

وتشير التحليلات إلى بنية تقنية متقدمة، وتزامنًا في سرديات مضادة، واستراتيجية إماراتية تنفذ على الصعيد الإقليمي منذ 2024.

وكشف تقرير استراتيجي صادر عن معهد الجيوبولتيك هورايزونز Horizons أن المملكة المغربية تتعرض منذ 2024 لهجوم منهجي عبر ما يسمى بالحرب الإدراكية، تقوده أبوظبي ويستهدف الشرعية الملكية، وحدة المجتمع، ونفوذ المغرب في إفريقيا.

وتعتمد هذه الحملة، وفق التقرير، على شبكة متكاملة من العمليات الرقمية، الإعلامية، والبشرية، تشمل قنوات رقمية مثل Jabaroot على تيليغرام، وسائل الإعلام الغربية مثل صحيفة لوموند، وشخصيات مصممة للظهور كمعارضة وهمية.


المغرب في مرمى استراتيجية الإمارات الإدراكية

وقال التقرير إنه لاحظ منذ عام 2024، ظهور مؤشرات واضحة: تسريبات ضخمة للبيانات، حملات تضليل متزامنة، وسرديات إعلامية منسقة، تشير إلى استراتيجية إماراتية مخطط لها على أعلى المستويات بقيادة طحنون بن زايد، رئيس الاستخبارات الإماراتية.

"جبروت".. الذراع الرقمي للحملة

وبحسب التقرير فإن قناة Jabaroot على تيليغرام تعد قلب العمليات الرقمية، حيث نشرت منذ أبريل 2024 تسريبات ضخمة تشمل: 2 مليون ملف CNSS: بيانات شخصية وبنكية وصحية، 4 تيرابايت من بيانات ANCFCC: سجلات أراضٍ وعقارات، 35 ألف ملف من وزارة العدل: معلومات عن القضاة والإجراءات الداخلية، كل تسريب مصحوب بسردية عاطفية وقيمية تهدف لتقويض ثقة الجمهور بالمؤسسات. بنيتها التقنية تشمل سيرفرات في قبرص، سيشيل، ولاتفيا، واستعمال الذكاء الاصطناعي لإنشاء deepfakes وسرديات عاطفية.

ردود الفعل المغربية المحتملة

وتوقع التقرير إنشاء وحدة مغربية للرقابة على التضليل الرقمي ومكافحة السرديات المعادية، استخدام القوانين الدولية لملاحقة المنصات والشركات المشاركة، برامج توعية إعلامية للمؤسسات والصحفيين والمؤثرين، إنتاج محتوى مضاد يعزز الاستقرار والشرعية الوطنية، التعاون مع المنصات الرقمية لمراقبة وحذف المحتوى المعادي، دبلوماسية نشطة لتوعية الشركاء الإقليميين والدوليين.

ووفق التقرير فإن الحرب الإدراكية ضد المغرب تمثل تحولًا نوعيًا في النزاعات الجيوسياسية؛ المعركة اليوم هي في الوعي الجماعي وليس على الأرض. المغرب، على الرغم من التهديدات، يمتلك فرصة لتعزيز شرعيته، وتقوية تحالفاته، وترسيخ مكانته كقوة إقليمية صاعدة عبر مقاومة هذه الحرب النفسية والمعلوماتية.

ويخلص التقرير إلى أن المغرب أمام تحدٍ مزدوج: تهديدات الحرب المعرفية التي تستهدف الرموز الوطنية والمؤسسات، وفي الوقت نفسه فرصة لتأكيد استقلالية سياساته، تعزيز حضوره الإفريقي، وتطوير استراتيجيات مقاومة معرفية قادرة على مواجهة مثل هذه التهديدات المستقبلية.


 
الامارات تحارب المغرب الشقيق الذي تربطهم علاقات قويه والزيارات الخاصة لاتنقطع عن هذا البلد الجميل

تحاربهم الامارات بكل قوتها عبر حساب في التلقرام 😂

الحمدلله ان الله رزقنا بأعداء اقل مايقال عنهم انهم اغبى من الغباء نفسه
 
نقل الكفر ليس بلكفر ....الصحافة المغربية هي التي نشرت المقال التحليلي للمعهد :ROFLMAO:
الخبر ليست صحيفة مغربية هي من جرائد الدولة اللي جبدنب المملكة المغربية.العلاقات المغربية الإماراتية لا جدال عليها يا هذا
 

لااعتقد ذلك بل العلاقات طيبة

مجرد امنيات وسيناريوهات نظرية المؤامرة
 
هههههه دس السم في العسل.

العلاقات المغربية-الاماراتية في أبهى ازدهارها الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي و عكس العلاقات الجزائرية الاماراتية التي هاجم فيها النظام الجزائري الامارات في إذاعتها الرسمية بدون خجل.

ترى، من لديه علاقات مع صحيفة لوموند الفرنسية؟ أليست المخابرات الجزائرية بالفرنسيين من أصول جزائرية؟ اليس من يدير الجريدة يساريين يكرهون الملكية؟


الكل يعرف ان لوموند هي ذراع من اذرع الجزائر الفرنسية في فرنسا، و لا يمكن إخفاء الشمس بالغربال.

اعتقد ادخال الامارات في هذه المناوشات سيجعل الجزائر في مرمى نيران طحنون رسميا، فلا يجب اللعب بعش دبابير صعب لك ان تواجهه خاصة بالأزمة المالية التي يمر بها النظام الجزائري حاليا بنقصان السيولة المالية.
 
لو يهتم الجزائريين ببلدهم مثلما يهتمون بالمغرب لأصبحت الجزائر في مصاف الدول الأولى
 

المغرب يتهم الامارات بشن حرب سيبرانية-معلوماتية ضده :unsure:


الملخص التنفيذي​

تتعرض المملكة المغربية لحرب معرفية ممنهجة تُدبَّر من أبو ظبي، تحشد وسائط رقمية (قناة جبروت على تلغرام)، وإعلامية (سلسلة صحيفة لوموند)، وبشرية (انشقاقات مفبركة). تهدف هذه الاستراتيجية إلى تفتيت الشرعية الملكية وتحييد النفوذ الإفريقي للمغرب. يكشف التحليل عن بنية تقنية متطورة، وتزامن في السرديات العدائية، ومذهب إماراتي منشور إقليمياً منذ 2024.

مقدمة: المغرب في خط الاستهداف​

تُعتبر المملكة المغربية، بوصفها قوة دبلوماسية صاعدة وفاعلاً محورياً بين إفريقيا وأوروبا والعالم العربي، هدفاً لحرب معرفية بكثافة غير مسبوقة اليوم. لا تُخاض هذه الحرب بالسلاح ولا بالمعاهدات، بل تدور في ساحة السرديات والتصورات وتدفقات المعلومات والمشاعر الجماعية. تهدف إلى تقويض الشرعية الملكية وتفتيت التماسك الوطني وإعادة تشكيل موازين النفوذ في الفضاء المغاربي والإفريقي.

منذ عام 2024، تشير عدة إشارات متقاربة – تسريبات ضخمة للبيانات، وحملات تضليل، وسرديات إعلامية عدائية – إلى استراتيجية منسقة وعابرة للحدود الوطنية، تُدار من أبو ظبي. لقد هيكلت دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت إشراف طحنون بن زايد رئيس أجهزة المخابرات، مذهباً هجومياً في الحرب المعرفية، أصبح المغرب مختبراً له.

لا تهدف هذه الحرب إلى احتلال إقليم، بل إلى احتلال الحيز الذهني. لا تسعى إلى إسقاط نظام، بل إلى تآكل شرعيته. لا تهاجم الحدود الجغرافية، بل الحدود الرمزية: الثقة والاستقرار والولاء. يمثل المغرب، بوصفه ملكية راسخة ودبلوماسية نشطة وقوة إفريقية ناشئة، هدفاً استراتيجياً للطموحات الإماراتية.

قضية مهدي حجاوي: انشقاق مُمسْرَح​

تشكل قضية مهدي حجاوي حالة نموذجية لانشقاق مفبرك. يُقدَّم حجاوي كنائب سابق لرئيس جهاز المخابرات الخارجية المُضطهد، ليصبح دعامة لسردية ضحية معايرة للحساسيات الغربية. تقوم هذه السردية على مسرحة عاطفية، وتضخيم فيروسي، وسيناريو خوارزمي يفضح تنسيقاً خارجياً.

تتكشف السردية في ثلاث مراحل: استنكار الممارسات الأمنية المغربية، ومسرحة المعاناة الفردية، والدعوة إلى التضامن الدولي. تُنشر عبر حسابات مجهولة، وأفاتار على تيك توك، وأسماء مستعارة على تلغرام، ومقاطع فيديو مُركَّبة برموز بصرية غربية (تشبع، موسيقى درامية، ترجمة ثنائية اللغة).

لكن وراء هذه الواجهة تتشكل هندسة أكثر تعقيداً. تكشف الوثائق المقدمة عن بنية تقنية متطورة: خوادم خارجية، وVPN مجهولة، وذكاء اصطناعي توليدي للمرئيات، وتنسيق زمني بتوقيت GMT+4. يتوافق هذا الجهاز مع معايير العمليات الإماراتية المُلاحظة سابقاً في ليبيا (دعم حفتر)، والسودان (دعم قوات الدعم السريع)، واليمن (تفتيت الجنوب)، وضد قطر (حملات إعلامية).

حجاوي ليس منشقاً معزولاً. إنه ناقل. نموذج أولي. أداة. شخصيته مُنشأة ومُضخمة ومُعاد تدويرها. تخدم في اختبار تقبل الإعلام الأوروبي، وحشد الوسائط المهجرية، وخلق صدع بين الملكية والشباب. إنها وجه حرب معرفية لا تصرح باسمها.

جبروت: الذراع الرقمية للتخريب​

تشكل قناة تلغرام « جبروت » القلب العملياتي للحرب المعرفية ضد المغرب. رغم ادعائها في البداية أنها جزائرية، تعمل وفق منطق إماراتي نمطي: نشر ليلي (GMT+4)، ومسرحة التسريبات، واستخدام أسماء مستعارة، وبنية تحتية خارجية.

منذ أبريل 2024، نشرت جبروت تسريبات ضخمة حول المؤسسات المغربية:

  • 2 مليون ملف من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي: هويات، وبيانات مصرفية، وسجلات طبية
  • 4 تيرابايت من بيانات الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية: سندات الملكية، وعقارات الشخصيات العمومية
  • 35,000 ملف من وزارة العدل: قضاة، وموظفون قضائيون، وإجراءات داخلية
هذه التسريبات ليست خامة. إنها مُسَرْحَنة. كل نشر مصحوب بسردية عاطفية، وإطار أخلاقي، ودعوة للتعبئة. تقدم القناة نفسها كناشطة للحقيقة، لكنها تعمل كوكيل تفتيت. لا تسعى للإعلام – بل للتفتيت.

يُظهر التحليل التقني بنية تحتية متطورة: خوادم في قبرص والسيشل ولاتفيا؛ وVPN مجهولة؛ وذكاء اصطناعي توليدي للمرئيات والأفاتار والسرديات. تتوافق هذه البنية مع تلك المستخدمة من قبل الإمارات في عمليات أخرى. تتيح تشويش المنابع، ومضاعفة الوسائط، وإشباع الحيز المعلوماتي.

جبروت أكثر من قناة. إنها منصة حرب. واجهة تخريب. مختبر زعزعة استقرار. لا تستهدف المؤسسات فحسب – بل تستهدف الثقة. لا تهاجم الهياكل – بل تهاجم الرموز.

لوموند: تزامن إعلامي وسردية الانحدار​

لا يمكن تفسير سلسلة المقالات التي نشرتها صحيفة لوموند في أغسطس 2025 حول الملكية المغربية كمجرد تحقيق صحفي. تندرج في تسلسل معلوماتي منسق، حيث تلتقي السرديات الإعلامية بالعمليات الرقمية التي تقودها كيانات مثل جابيروت. التوقيت والمحتوى والإطار والردود التي تثيرها تكشف تقارباً استراتيجياً.

تطرح لوموند سردية انحدار ملكي مفصلة حول ثلاثة محاور: صحة الملك محمد السادس، والصراعات الداخلية ضمن المخزن، ولغز الخلافة. يُقدم العاهل كضعيف ومنعزل ومحاط بنظام غامض. تُوصف الإصلاحات بأنها ناقصة، والانتقال السياسي بأنه غير مؤكد، والمناخ العام بأنه « نهاية عهد ».

هذه السردية، رغم قيامها على عناصر حقيقية، مُنتَزعة من سياقها ومُدرمَجة ومُسَرْحَنة ومُضخمة. تعتمد على مصادر مجهولة وتكهنات وتوتر عاطفي مُفتعل. تُعاد ونُشر وتُضخم عبر الوسائط الرقمية الإماراتية، خاصة جبروت، التي تنشر بالتوازي تسريبات موجهة حول المؤسسات المذكورة في المقالات.

الردود المغربية إجماعية: أحزاب سياسية ووسائل إعلام ومؤسسات تندد بحملة إعلامية عدائية مُدبرة لنزع الشرعية عن الملكية. تشير عدة أصوات إلى تقارب بين لوموند والهياكل الرقمية الإماراتية، مما يوحي بتزامن استراتيجي. تُتهم الصحيفة بتحريف العهد وتحويل الملكية إلى مشهد خيالي وتغذية التوترات الاجتماعية.

خريطة وسائط النفوذ الإماراتية​

تقوم الحرب المعرفية ضد المغرب على هندسة معقدة مجزأة ونمطية. تحشد وسائط بشرية ورقمية وإعلامية ودبلوماسية. إليكم خريطة تحليلية لأهم ناقلات النفوذ:

مركز القيادة​

  • طحنون بن زايد: رئيس أجهزة المخابرات، مهندس الحرب الهجينة
  • أدنوك، موانئ دبي العالمية: الذراع اللوجستية والمالية، سيطرة على الموانئ الإفريقية
  • تواصن ميديا، فيجن بريدج: شركات واجهة لإنتاج المحتوى، مقرها دبي ولندن

البنية التحتية الرقمية​

  • جبروت (تلغرام): منصة نشر التسريبات، السرديات العاطفية، المسرحة المعرفية
  • تيك توك، إكس، يوتيوب: تضخيم فيروسي، أفاتار مجهولة، أسماء مستعارة
  • VPN خارجية: قبرص، السيشل، لاتفيا — إخفاء هوية المصادر
  • ذكاء اصطناعي توليدي: إنشاء ديب فيك، أفاتار، سرديات عاطفية

الوسائط الإعلامية​

  • لوموند: سردية انحدار ملكي، دراما
  • معهد بوصولا: مركز فكر موالٍ للخليج، مقره بروكسل
  • يورونيوز: ممول سابقاً من الإمارات، نشر سرديات مؤيدة

الوسائط البشرية​

  • المؤثرون: هشام جيراندو، أفاتار تيك توك، أسماء مستعارة على إكس
  • المهجر: شبكات في فرنسا وبلجيكا، مُعبأة لإعادة تدوير السرديات العدائية
  • جمعيات واجهة: تواصن ميديا كونسلتنغ، فيجن بريدج ميديا المحدودة
تكشف هذه الخريطة عن استراتيجية نمطية، حيث تلعب كل وسيطة دوراً محدداً: إنتاج، تضخيم، إضفاء شرعية، إعادة تدوير. تتيح نشراً متعدد المستويات، وإشباعاً للحيز المعلوماتي، وتفتيتاً للتصورات.

أمثلة موثقة لعمليات إماراتية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا​

الإمارات نشطة في الدبلوماسية الاقتصادية والعسكرية في أفريقيا، مع استثمارات كبرى مثل شراكة استراتيجية في أنغولا تشمل امتياز ميناء لمدة 20 عاماً في لواندا منذ أبريل 2024، باستثمار يزيد عن 250 مليون دولار. على الصعيد العسكري، نفذت الإمارات عمليات هجينة في ليبيا (دعم الجنرال حفتر)، واليمن ضد الحوثيين، والسودان (دعم ميليشيات). مجموعة موانئ دبي العالمية توسع هيمنتها على عدة موانئ أفريقية، تتحدى التقدم المغربي في اللوجستيات البحرية، خاصة مجمع طنجة المتوسط.

المذهب الإماراتي للحرب المعرفية: استراتيجية شاملة​

الحرب المعرفية ضد المغرب ليست استثناء. تندرج في مذهب شامل مُهيكل من قبل طحنون بن زايد، ومنشور في عدة مناطق جيوسياسية حساسة. يقوم هذا المذهب على ثلاث ركائز:

السيطرة على المعلومات​

تستثمر الإمارات بكثافة في وسائل الإعلام ومراكز الفكر والمنصات الرقمية. تمول هياكل مثل معهد بوصولا، وترعى فعاليات، وتؤثر على السرديات المنشورة في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط. هدفها تشكيل التصورات وتطبيع نموذجها ونزع الشرعية عن منافسيها.

الإسقاط المعرفي​

يقوم المذهب الإماراتي على فبركة الانشقاقات واستخدام التزييف العميق وخلق الأفاتار ونشر السرديات العاطفية. يحشد الذكاء الاصطناعي التوليدي والأسماء المستعارة وVPN والمنصات الفيروسية. يهدف لإشباع الحيز المعلوماتي وتفتيت الولاءات وخلق مناخ من عدم الثقة.

الدبلوماسية المتوازية​

تمارس الإمارات دبلوماسية سرية قائمة على اتفاقيات ثنائية وشراكات اقتصادية ونفوذ برلماني. تحشد وسائط سياسية ومستشارين وضغط ومجموعات نفوذ. هدفها تحييد القوى المضادة ومواءمة القرارات وتعزيز حضورها الاستراتيجي.

لُوحظ هذا المذهب في ليبيا (دعم حفتر)، والسودان (دعم قوات الدعم السريع)، واليمن (تفتيت الجنوب)، وضد قطر (حملات إعلامية)، واليوم ضد المغرب. إنه ممنهج وعابر للحدود وقابل للتكيف. لا يهدف للفتح – بل للسيطرة.

لماذا يُستهدف المغرب​

استهداف المغرب من قبل الإمارات العربية المتحدة لا ينبع من الانتهازية أو الظرفية. ينطلق من منطق جيواستراتيجي دقيق، قائم على تنافس النفوذ والمنافسة الدبلوماسية والإسقاط المعرفي. ثلاثة عوامل تُهيكل هذه العداوة:

ملكية مستقرة في بيئة غير مستقرة​

يجسد المغرب شكلاً من الاستقرار الملكي نادراً في العالم العربي. ملكيته راسخة وشرعية ومدعومة من أغلبية شعبية. تجمع بين التقليد والحداثة، السلطة والإصلاح. يشكل هذا الاستقرار شذوذاً في بيئة إقليمية تتميز بانتقالات فوضوية وأنظمة عسكرية ودول مفتتة.

بالنسبة للإمارات التي تسعى لفرض نموذجها السلطوي والتكنوقراطي والمركزي، يمثل المغرب بديلاً منافساً. ملكية تنجح دون الاعتماد على أبو ظبي تُشكل تهديداً رمزياً.

دبلوماسية إفريقية استباقية​

طوّر المغرب منذ 2016 دبلوماسية إفريقية طموحة قائمة على شراكات اقتصادية واتفاقيات ثنائية وحضور مؤسسي (العودة للاتحاد الإفريقي، قيادة في الساحل، منظمة التعاون الإسلامي، إلخ). تتصادم هذه الدبلوماسية مباشرة مع الطموحات الإماراتية في شرق أفريقيا والساحل والممرات البحرية.

تسعى الإمارات، عبر موانئ دبي العالمية، للسيطرة على التدفقات اللوجستية الإفريقية. يقترح المغرب، عبر طنجة المتوسط ومدينة الدار البيضاء المالية وتحالفاته الإقليمية، بديلاً. تتترجم هذه المنافسة إلى حرب نفوذ، حيث تصبح الحرب المعرفية أداة تحييد.

شرعية مؤسسية صعبة المهاجمة مباشرة​

خلافاً لأنظمة عربية أخرى، يتمتع المغرب بشرعية مؤسسية قائمة على التاريخ والدين والإصلاح والدبلوماسية. من الصعب مهاجمته مباشرة دون الاصطدام بمقاومة شعبية ودبلوماسية وإعلامية. من هنا اللجوء إلى الحرب المعرفية: نزع الشرعية دون مواجهة، تفتيت دون إسقاط، تقويض دون إعلان.

التنافسات الجيوسياسية الموثقة المغرب-الإمارات​

تتحدث مراكز الفكر والمعاهد الإقليمية بانتظام عن هذا التنافس كصراع نفوذ بين ملكية مغربية تاريخية مستقرة وفيدرالية إماراتية تسعى لتوسيع نموذج تكنوقراطي سلطوي واقتصادي. يُنظر للمغرب غالباً كبديل أمام الصعود الإماراتي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تتجلى التوترات في المجال الإعلامي والدبلوماسي، مع اتهامات متبادلة بالتدخل، خاصة عبر نشر المعلومات وحملات النفوذ والضغط على المؤسسات الإفريقية والأوروبية.

أدلة متقاربة على حرب معرفية​

يتيح التحليل المتقاطع للوثائق المقدمة، ومنشورات لوموند، وتسريبات تلغرام، والردود السياسية المغربية، إثبات تقارب لا جدال فيه. يقوم هذا التقارب على أربعة مستويات:

تزامن السرديات​

سرديات لوموند حول صحة الملك والصراعات الداخلية والإصلاحات الناقصة تُعاد وتُضخم وتُسرحن من قبل جابيروت. نفس الكلمات المفتاحية ونفس الشخصيات ونفس التوترات تُعاد في المحتويات الرقمية.

استهداف المؤسسات​

تستهدف تسريبات جابيروت تحديداً المؤسسات المذكورة في مقالات لوموند: الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية، العدالة، المخزن. هذا الاستهداف ليس عشوائياً – إنه استراتيجي. يهدف لتعزيز السردية الإعلامية بأدلة رقمية.

التضخيم الفيروسي​

الوسائط الرقمية تنشر نفس السرديات، مع تنويعات عاطفية وبصرية ولغوية. تيك توك وإكس ويوتيوب وتلغرام تُستخدم لإشباع الحيز المعلوماتي، وخلق حلقات رنين، وتعبئة جماهير محددة (شباب، مهاجر، ناشطون).

الردود السياسية​

الأحزاب السياسية المغربية والمؤسسات ووسائل الإعلام تندد بحملة منسقة، تربط لوموند وجابيروت في منطق زعزعة الاستقرار. هذا الاستنكار إجماعي ومُهيكل وقائم على عناصر واقعية

تصنيف الهجمات المعرفية​

تتكشف الحرب المعرفية ضد المغرب في موجات متتالية، تستهدف كل منها بُعداً محدداً من الشرعية الوطنية. إليكم تصنيف تحليلي:

الموجةالهدفالسرديةالغاية
أبريل 2025المهاجرون الأفارقةالمغرب عنصري، لا إنسانينزع الشرعية الأخلاقية
يونيو 2025مهدي حجاويمنشق مُضطهدالتعبئة الدولية
أغسطس 2025المؤسساتتسريبات ضخمةإحباط داخلي
أغسطس 2025الملكيةنهاية عهد، خلافة غير مؤكدةتفتيت رمزي
كل موجة مُسرحنة ومُضخمة ومُعاد تدويرها. تقوم على بنية تقنية واستراتيجية عاطفية ومنطق إشباع. تهدف لخلق مناخ عدم ثقة وتفتيت الولاءات وإضعاف المقاومة المعرفية للمملكة.

طيف الردود المغربية الممكنة​

أمام حرب معرفية ممنهجة وعابرة للحدود ومُسرحنة، يتوفر المغرب على خيارات استراتيجية متعددة لهيكلة رد قائم على اليقظة والنمذجة والسرد المضاد والدبلوماسية الاستباقية. يكشف تحليل الردود المؤسسية المغربية عن ثمانية محاور رد محتملة:

اليقظة المعرفية المؤسسية​

يمكن للمملكة أن تنظر في إنشاء كيان مخصص، تابع لمجلس الأمن الوطني، مُكلف برسم خرائط الهجمات المعلوماتية في الزمن الحقيقي، وتحديد الوسائط العدائية (بشرية، رقمية، إعلامية)، وإنتاج نشرات تحذير ومذكرات استراتيجية. ستدمج هذه الخلية خبراء في المصادر المفتوحة وعلم النفس الاجتماعي والأمن السيبراني والتواصل الاستراتيجي.

التحييد القانوني للوسائط العدائية​

يمكن أن تشمل مقاربة قانونية دولية إنشاء قاعدة بيانات للهياكل والحسابات والأسماء المستعارة والمنصات المتورطة في الحرب المعرفية. يمكن أن تستهدف إجراءات قانونية دولية الشركات الواجهة (فيجن بريدج، تواصن ميديا)، والمنصات الناشرة للتسريبات (تلغرام، تيك توك)، والأفراد المحددين كوسائط نشطة، بتعبئة الاتفاقيات الدولية حول الأمن السيبراني وحماية البيانات ومكافحة التضليل.

التكوين والتوعية​

يمكن لبرنامج وطني للتوعية بتقنيات الحرب المعرفية أن يستهدف التحريرات الوطنية والإقليمية، والمؤثرين المغاربة على تيك توك ويوتيوب وإكس، بالإضافة إلى المجتمعات المهجرية. الهدف تعزيز المقاومة المعلوماتية، وتجنب الانتشار الفيروسي اللاإرادي للسرديات العدائية، وخلق سرديات مضادة عضوية.

إنتاج السرديات المضادة​

الاستثمار في إنشاء محتويات سردية تُقدر الاستقرار الملكي والإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والدبلوماسية الإفريقية الاستباقية يمكن أن يستخدم نفس الرموز البصرية للخصوم: فيديوهات قصيرة، موسيقى عاطفية، ترجمة ثنائية اللغة، نشر فيروسي.

التعاون مع المنصات الرقمية​

يمكن لشراكات مع تيك توك وإكس ويوتيوب أن تتيح تحديد المحتويات العدائية، وطلب حذف التسريبات غير القانونية، واقتراح محتويات بديلة معتمدة. يمكن تطوير واجهة مغربية للإبلاغ والإشراف.

التواصل المؤسسي الشفاف​

يمكن لحملة تواصل مؤسسي أن تكشف آليات الحرب المعرفية، وتسمي الهياكل المتورطة، وتعبئ الرأي العام حول السيادة المعلوماتية. يجب أن تكون هذه الحملة تعليمية، غير بارانويدية، وقائمة على أدلة قابلة للتحقق.

الإجراءات القانونية الدولية​

يمكن لإجراءات قانونية ضد مرتكبي التسريبات (جابيروت)، والمضيفين، والممولين أن تعبئ القانون الدولي لحماية البيانات، واتفاقيات مكافحة الجرائم السيبرانية، وآليات التعاون القضائي.

الدبلوماسية الاستباقية المعززة​

يمكن لاستخدام القنوات الدبلوماسية أن يتيح إعلام الشركاء الأفارقة والأوروبيين بالحرب المعرفية الجارية، واقتراح ميثاق للسيادة المعلوماتية، وخلق تحالف من البلدان المستهدفة بعمليات مماثلة. يمكن للمغرب أن يصبح قائداً إقليمياً في مكافحة الحروب المعرفية.

الخلاصة الاستراتيجية المتقاطعة​

تكشف الحرب المعرفية ضد المغرب عن ظهور نموذج صراعي جديد في الحيز المتوسطي والإفريقي. هذه الحرب لا تحشد دبابات أو صواريخ، بل خوارزميات ومشاعر. لا تهدف لفتح إقليمي أو إسقاط نظام، بل لتآكل الشرعية وتفتيت الولاءات.

البنية التحتية الإماراتية المنشورة ضد الرباط تشهد على تطور تقني وتنسيق استراتيجي غير مسبوقين. تحوّل التخريب إلى صناعة، والتضليل إلى مذهب، والتلاعب إلى دبلوماسية. هذا التحول يمثل منعطفاً جيوسياسياً: الحيز الذهني يصبح ساحة معركة، والمعلومة تصبح سلاحاً، والتصور يصبح رهاناً.

بالنسبة للمغرب، تشكل هذه الحرب المعرفية في آن واحد تهديداً وفرصة. تهديد لأنها تستهدف الأسس الرمزية للملكية والتماسك الوطني. فرصة لأنها تكشف الأهمية الاستراتيجية للمملكة وتصدق على مسارها الدبلوماسي الإفريقي. بمقاومة هذه الحرب المعرفية، يمكن للمغرب أن يؤكد نموذجه السياسي، ويعزز تحالفاته الإقليمية، ويوطد موقعه كقوة ناشئة.

ملاحظة معهد آفاق​

يوحي أفق التطور في المدى المتوسط بتكثيف هذه الحروب المعرفية في حيز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا-أفريقيا. الدول التي تتمتع بشرعية تاريخية قوية (المغرب، الأردن) يمكن أن تصبح أهدافاً مفضلة أمام النماذج التكنوقراطية الناشئة. ستصبح القدرة على المقاومة المعرفية عاملاً أساسياً للسيادة في القرن الحادي والعشرين.

الملاحق​

التسلسل الزمني للأحداث الرئيسية​

التاريخالحدث
أبريل 2025تسريبات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من جابيروت
مايو 2025ظهور قناة تلغرام جابيروت
يونيو 2025تضخيم قضية مهدي حجاوي
أغسطس 2025تسريبات الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والعدالة
أغسطس 2025نشر سلسلة لوموند حول الملكية

مصفوفة القابلية للاستهداف المعرفي​

المؤسسةمستوى المخاطرنوع الهجومالتأثير
الصندوق الوطني للضمان الاجتماعيمرتفعتسريب ضخم للبياناتفقدان الثقة الاجتماعية
الوكالة الوطنية للمحافظة العقاريةمرتفعملفات عقارية مستهدفةزعزعة استقرار النخب
العدالةحرجملفات شخصية مكشوفةأزمة شرعية قضائية
الملكيةاستراتيجيسردية الانحدارتفتيت رمزي

المصطلحات العملياتية​

الحرب المعرفية: استراتيجية تهدف للتأثير على تصورات ومشاعر وسلوكيات جمهور مستهدف.

السردية: قصة مُهيكلة وحاملة للمعنى، تُستخدم لتوجيه الآراء.

البنية التحتية الخارجية: خوادم وVPN ومضيفون يقعون خارج الإقليم الوطني.

الانشقاق المفبرك: شخصية احتجاجية مُنشأة اصطناعياً لخدمة هدف استراتيجي.

الإشباع المعلوماتي: مضاعفة المحتويات لإغراق السرديات المنافسة.


الهوامش​

1 وكالة إيكوفين، « الإمارات العربية المتحدة تخطط لاستثمار 6.5 مليار دولار في الاقتصاد الأنغولي »، أبريل 2024.

2 بي إن بي باريبا للبحوث الاقتصادية، « الإمارات العربية المتحدة: أية استراتيجية أمام مخاطر الانتقال ؟ »، مايو 2024.

3 البنك الدولي، « آفاق اقتصادية عالمية الشرق الأوسط وشمال أفريقيا »، يناير 2025.

4 وثائق داخلية لمعهد آفاق حول عمليات الحرب الهجينة الإماراتية، مُجمعة من مصادر مفتوحة، أغسطس 2025.

5 تحليل تقني للبنى التحتية الخارجية المستخدمة من قناة جابيروت، أُنجز من معهد آفاق بالتعاون مع خبراء أمن سيبراني مستقلين، أغسطس 2025.

ملاحظة منهجية لمعهد آفاق​

يقوم هذا التحليل على الفحص المتقاطع لمصادر مفتوحة، ووثائق داخلية مقدمة، وتحاليل تقنية مستقلة. بعض التأكيدات المتعلقة بنسبة العمليات للخدمات الإماراتية تقوم على تقاطعات دلالية ويجب اعتبارها فرضيات عمل مؤسسة وليس يقينيات مطلقة. يحافظ معهد آفاق على مقاربة تحليلية حذرة مع تسليط الضوء على التقارب المثير للقلق للعناصر المُلاحظة.



بعد التدقيق تبين التالي ،،،
  • لا توجد تقارير محايدة أو تحقيقات موثوقة تؤكد وجود "استراتيجية إماراتية منشورة إقليمياً منذ 2024" ولم يثبت تورط أبوظبي بشكل رسمي في أي مساعي لتفتيت الشرعية الملكية المغربية أو تحييد نفوذ المغرب الإفريقي.
  • معظم الإشاعات والانشقاقات المفبركة مدفوعة بخلافات داخلية أو من إعلام معارض، ويُنصح بتفكيك هذه السرديات بنقاش عقلاني وعدم الانجرار وراء خطابات الإثارة والتحريض.

بالتالي، مصداقية الخبر الكاذب ضعيفة جداً، وهو يبالغ في الربط بين أحداث إعلامية متفرقة دون إثباتات قوية، ويحمل طابع الحملات الدعائية أكثر من الحقائق الصحفية.
 
عودة
أعلى