«منظمة شنغهاي» تعقد القمة الأكثر أهمية في تاريخها

رابح2012

عضو مميز
إنضم
23 نوفمبر 2020
المشاركات
2,021
التفاعل
4,609 394 0
الدولة
Saudi Arabia

«منظمة شنغهاي» تعقد القمة الأكثر أهمية في تاريخها​

رئيس الصين يجمع كوكبة من القادة في اجتماع يهدف لتقديم نموذج جديد للعلاقات الدولية

1756662163688.png

الرئيس الصيني شي جينبينغ وزوجته يقفان مع قادة دوليين مساء الأحد عشية قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين (أ.ب)

يجمع الرئيس الصيني شي جينبينغ، الأحد، في مراسم تتسم بالحفاوة، قادة روسيا والهند وإيران وتركيا وعشرين بلداً آخر في منطقة أوراسيا بمناسبة قمّة لمنظمة شنغهاي للتعاون، يراد منها تقديم نموذج جديد للعلاقات الدولية محوره الصين في وقت تحتدم التوتّرات الجيوستراتيجية وتشتدّ وطأة الرسوم الجمركية الأميركية.

ويقيم زعيم ثاني أكبر اقتصاد في العالم مراسم استقبال في تيانجين (شمال)، مساء الأحد، على شرف المشاركين في القمّة التي تعقد الاثنين، وهي الأولى منذ عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. ومنذ السبت، بدأ رؤساء دول وحكومات من نحو 20 بلداً ومسؤولون من نحو 10 منظمات دولية، التوافد إلى المدينة الساحلية الكبيرة التي تمثل رمزاً للتنمية الاقتصادية في الصين.

1756662248085.png

الرئيس الصيني وزوجته لدى ترحيبهما ببوتين في تيانجين الأحد (إ.ب.أ)

ووصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صباح الأحد، بعيداً عن الإعلام، على الرغم من أنه يترأس وفداً سياسياً واقتصادياً كبيراً، حسب وسائل الإعلام الرسمية الروسية والصينية. وحطّ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، السبت، في أوّل زيارة له إلى الصين منذ عام 2018، تنمّ عن التقارب الحاصل بين العملاقَين الآسيويَين. وكان الرئيس الصيني في استقباله، وفق ما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية. ومن المرتقب عقد عدد كبير من اللقاءات الثنائية على هامش قمة شنغهاي للتعاون.

1756662316023.png

الأعلام ترفرف خارج مركز ميجيانغ للمؤتمرات والمعارض قبل بدء قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين الأحد (أ.ف.ب)

تدابير أمنية مشددة​

وتخضع القمّة لتدابير أمنية وعسكرية مشدّدة، ونشرت مركبات مصفّحة في بعض الشوارع وقطعت الحركة المرورية في أجزاء كبيرة من تيانجين، ونشرت لافتات في الشوارع بالماندرية والروسية تشيد بـ«روحية تيانجين» و«الثقة المتبادلة» بين موسكو وبكين. وتعدّ هذه القمّة الأكثر أهمّية للمنظمة منذ إنشائها في عام 2001، وتعقد هذه السنة في ظل أزمات متعدّدة تطال أعضاءها بصورة مباشرة، من المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين والهند إلى الحرب الروسية على أوكرانيا، مروراً بالملّف النووي الإيراني. وتضمّ منظمة شنغهاي للتعاون 10 دول أعضاء و16 دولة بصفة مراقب أو شريك، وتمثّل قرابة نصف سكان العالم و23.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وهي تقدم على أنها قوّة موازنة لحلف شمال الأطلسي (الناتو). وتضمّ بلدانها كمّيات كبيرة من مصادر الطاقة.

نموّ متزايد​

وتشكّل هذه القمّة فرصة للصين لاستعراض نفوذها الدبلوماسي وقوّتها العسكرية، مع تقديم نفسها بوصفها مركز استقرار في عالم يسوده الانقسام. وتشيد البيانات الصينية الرسمية بنموذج تعددية الأقطاب الذي تعكسه هذه المبادرة، في انتقاد مبطّن للنهج الأحادي الأميركي.

1756662390631.png

الرئيس الصيني شي جينبينغ مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان عشية قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين (أ.ف.ب)

وشكّل الحدث فرصة لعقد مجموعة من اللقاءات الثنائية جمعت أبرزها الرئيس الصيني بنظيره الروسي ورئيس الوزراء الهندي والرئيس التركي، الأحد. ودُعي بعض القادة، وبينهم الرئيس الروسي والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، لتمديد إقامتهم حتى الأربعاء لحضور عرض عسكري ضخم في بكين احتفالاً بالذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية والانتصار على اليابان. ولهذه المناسبة، يقوم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بزيارة نادرة خارج بلده المعزول للوقوف إلى جانب حليفه شي جينبينغ. وأصبحت كوريا الشمالية أحد أهم حلفاء روسيا في حربها ضد أوكرانيا. وتؤكد الاستخبارات الكورية الجنوبية ووكالات غربية أن كوريا الشمالية أرسلت آلاف الجنود للقتال إلى جانب روسيا. وبعد أسبوعين تقريباً على لقائه مع ترمب في ألاسكا، يعقد بوتين محادثات مع شي على هامش قمة شنغهاي.

وقال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، لوسائل إعلام روسية، إن الرئيس بوتين بحث مع الرئيس شي، الأحد، الاتصالات التي جرت في الآونة الأخيرة بين موسكو وواشنطن، دون أن يتطرق إلى تفاصيل. ومن المرتقب أن يجتمع الرئيس شي، الاثنين، بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان ليناقش معه النزاع في أوكرانيا، على أن يلتقي نظيره الإيراني مسعود بزشكيان للبحث في الملفّ النووي الإيراني. كما سيلتقي رئيس الوزراء الهندي. ويشتبه كثيرون من حلفاء كييف في أن بكين تدعم موسكو في حربها على أوكرانيا، لكن الصين تؤكد أنها تلتزم الحياد وتتهم الدول الغربية بإطالة أمد الصراع عبر تسليح أوكرانيا.

كذلك، يلتقي الرئيس الصيني برئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه شينه، على هامش الاجتماعات، ومن المقرر أن يبحثا سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي، خصوصاً في مجال الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، إضافةً إلى مناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، حسبما أفادت تقارير الأحد.

«رقصة التنّين والفيل»​

ويدعو خبراء إلى التركيز على الصورة التي ستعكسها القمّة أكثر منه على نتائجها الملموسة التي تبقى غير مؤكدة. وقال ديلان لوه، الأستاذ المحاضر في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، إن القمة تطرح «نموذجاً متعدّد الأطراف من تصميم الصين مختلف عن النماذج التي يهيمن عليها الغربيون»، مشيراً إلى أن «المشاركة الواسعة تنمّ عن تنامي النفوذ الصيني وقدرة منظمة شنغهاي للتعاون على جذب بلدان غير غربية».

وتسود خلافات أوساط المنظمة. فالصين والهند، وهما الدولتان الأكثر تعداداً للسكان في العالم، تتنافسان على النفوذ في جنوب آسيا، وقد خاضتا اشتباكاً حدودياً دامياً عام 2020 لكنهما تعملان حالياً على تعزيز علاقتهما خصوصاً في ظلّ الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب على البلدين.

1756662482862.png

الرئيس الصيني مرحباً برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في تيانجين الأحد (رويترز)

وشدّد شي ومودي خلال لقائهما على أهمّية التعاون بين البلدين اللذين يمثّلان معاً 2.8 مليار نسمة في شراكة سمّاها الرئيس الصيني «رقصة التنّين والفيل». وتطرّق الزعيمان إلى «التقدّم المطرد» الذي أحرز منذ العام الماضي على مستوى العلاقات، حسب شي، و«أجواء السلم والاستقرار السائدة راهناً» بين البلدين، حسب مودي، وفق ما جاء في المحضر الرسمي للاجتماع.

 
أبرز مخرجات قمة منظمة شنغهاي للتعاون اليوم تضمنت إطلاق مبادرة صينية للحوكمة العالمية، معارضة السياسات الأحادية، دعم الأمن والاستقرار، وتبني إعلان تيانجين الذي يدعو إلى توسيع التعاون مع الأمم المتحدة ووقف إطلاق النار في غزة وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.

أهم النتائج والبيانات

  • أطلق الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة للحوكمة العالمية تهدف لتفعيل العدالة والمساواة بين الدول، وتعزيز الديمقراطية في إدارة العلاقات الدولية، ورفع تمثيل الدول النامية في النظام العالمي.
  • تبنت القمة إعلان تيانجين الذي أكد معارضة التدابير الأحادية من قبل بعض الدول، الموقف الموحد لدعم الاستقرار الدولي، والتشديد على احترام سيادة وأمن الدول وعدم التدخل في شؤون الغير.
  • تم الاتفاق على توسيع التعاون مع الأمم المتحدة وتطوير اتفاقية لتسهيل التجارة بين دول المنظمة، إضافة إلى آليات جديدة لبناء الثقة العسكرية.

مواقف سياسية بارزة

  • شجب البيان الختامي سقوط الضحايا المدنيين في غزة، ودعا إلى وقف إطلاق النار الفوري وتسهيل إيصال المساعدات الإغاثية.
  • أدان القادة الهجمات التي شُنت على المنشآت النووية الإيرانية، بالإضافة إلى الإدانة الصريحة للعدوان الإسرائيلي، وأكدوا رفض فرض العقوبات الاقتصادية من طرف واحد.
  • دعا رئيس وزراء الهند إلى إصلاح منظمة الأمم المتحدة، مشيراً إلى أهمية تعزيز التعاون الدولي وإصلاح المؤسسات الأممية لتكون أكثر تمثيلاً وعدالة.

الرسائل الإقليمية والدولية

  • سلطت القمة الضوء على رغبة الصين وروسيا في بناء تحالف أكبر يوازن النفوذ الغربي، مع تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الهند وبلدان أوراسيا.
  • شددت التصريحات على ضرورة عدم المواجهة وعدم استهداف أطراف ثالثة، والانفتاح نحو تعاون متعدد الأطراف في مجالات الأمن والطاقة والتقنية، مع تفعيل دور المنظمة لمواجهة الأزمات الدولية مثل الحرب التجارية والأزمة الأوكرانية.
هذه المخرجات تعكس توجهًا جماعيًا لإبراز منظمة شنغهاي كقوة متعددة الأقطاب في النظام الدولي، والبحث عن حلول سلمية للصراعات الإقليمية والدولية، إضافة إلى تعزيز المصالح الاقتصادية والأمنية لمختلف شعوب المنظمة.
 

البنود الرئيسية للبيان الختامي

  • التأكيد على احترام سيادة جميع الدول ورفض فرض العقوبات أحادية الجانب أو التدخلات الخارجية، مع التشديد على تطبيق مبدأ عدم المواجهة وعدم استهداف أطراف ثالثة.​
  • اعتماد التعاون في مجالات الأمن والدفاع، ورفع مستوى التدريبات العسكرية المشتركة لمكافحة الإرهاب، وتعزيز التنسيق لمكافحة التطرف والإرهاب والجريمة المنظمة.​
  • الدعوة لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2231 الخاص بالملف النووي الإيراني بشكل كامل، ورفض أي محاولة لإعادة فرض عقوبات عليه أو تفسير القرار بشكل انتقائي.​
  • إدانة الهجمات ضد المنشآت النووية الإيرانية وأي أعمال عدائية ضد المدنيين أو البنية التحتية النووية، والمطالبة بضمان الحماية الدائمة للمرافق النووية حتى أثناء النزاعات المسلحة.​
  • المطالبة باستمرار الحوار البنّاء بين القوى الدولية لتحقيق الاستقرار والسلام، والتأكيد على الحلول الدبلوماسية للنزاعات، وتحذير من التصعيد في الأزمات الإقليمية.​
  • التشديد على تعزيز العولمة السياسية وصياغة نموذج جديد للعلاقات الدولية أكثر عدالة وتوازنًا، وتفعيل التعاون في مجالات التنمية المستدامة والتكنولوجيا والابتكار.​
  • زيادة التعاون الاقتصادي والتجاري، ودعم التحول لاستخدام العملات الوطنية وتقليل الاعتماد على الدولار في التسويات المالية بين الدول الأعضاء.​
  • توسعة المنح الدراسية والبرامج الأكاديمية بين دول المنظمة، وتقديم دعم مالي خاص لتعزيز التنمية المشتركة.​
 

من قلب بكين.. بوتين وشي يرسمان ملامح نظام عالمي جديد​

وكالات - أبوظبي



بكين وموسكو تتحركان كقطب يسعى لإعادة هندسة النظام الدولي





بكين وموسكو تتحركان كقطب يسعى لإعادة هندسة النظام الدولي
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الصيني شي جينبينغ إن العلاقات بين موسكو وبكين ارتقت إلى "مستوى غير مسبوق"، وذلك خلال لقاء قمة جمعهما الثلاثاء في العاصمة الصينية.
وتستضيف العاصمة الصينية عددا من القادة بينهم بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، لحضور عرض عسكري الأربعاء في ذكرى استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية.
وقال بوتين لشي في تصريحات خلال البث المباشر لبدء المباحثات: "يعكس تواصلنا الوثيق الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات الروسية الصينية التي بلغت حاليا مستوى غير مسبوق".
وأضاف: "لقد كنا سويا على الدوام، ونحن سويا الآن".

1-1817466.png





قمة شنغهاي.. الصين وروسيا تهاجمان الغرب بشراسة

وكان الرئيسان شي وبوتين وجّها انتقادات حادة للغرب خلال افتتاح قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين بشمال الصين الاثنين.
وبحضور حوالى 20 من قادة منطقة أوراسيا، دعا شي إلى نظام عالمي قائم على العدالة.
وقال: "علينا تعزيز منظور تاريخي للحرب العالمية الثانية ومعارضة عقلية الحرب الباردة ومواجهة الكتل وسياسات الترهيب" التي تنتهجها بعض الدول، في إشارة مبطنة إلى الولايات المتحدة.


وأضاف شي أن "الوضع الدولي الحالي يصبح فوضويا ومتشابكا (...) المهمات الأمنية والتنموية التي تواجه الدول الأعضاء تصبح أكثر تحديا". وتابع "فيما يشهد العالم اضطرابات وتحولات، علينا الاستمرار في (...) المضي قدما وتأدية مهمات المنظمة بشكل أفضل".
من جانبه، دافع بوتين عن الاجتياح الروسي لأوكرانيا، محمّلا الغرب مسؤولية إشعال فتيل الحرب التي بدأت مطلع العام 2022، وأودت بعشرات الآلاف وأدت إلى تدمير جزء كبير من شرق أوكرانيا.
وشهدت العلاقات بين بكين وموسكو تقاربا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
ويشتبه حلفاء غربيون لكييف في أن بكين تدعم موسكو في النزاع، وينتقدوها لعدم إدانتها الاجتياح.
في المقابل، تؤكد الصين اعتمادها الحياد، متهمة الدول الغربية بإطالة أمد النزاع عبر تسليح أوكرانيا.

 

في قمة شنغهاي.. رسائل موسكو وبكين تربك الغرب وترامب​

سكاي نيوز عربية - أبوظبي

قمة شنغهاي.. تنديد بعقلية الحرب الباردة وسياسة الترهيب

قمة شنغهاي.. تنديد بعقلية الحرب الباردة وسياسة الترهيب
في مشهد يعيد للأذهان أجواء الحرب الباردة، وجّه الرئيسان الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون انتقادات لاذعة إلى الغرب، محمّلينه مسؤولية التصعيد في أوكرانيا، ومؤكدين أن العالم بحاجة إلى نظام عالمي "عادل ومتعدد الأقطاب".
الرسائل التي خرجت من القمة لم تقتصر على انتقادات مباشرة، بل حملت دلالات أعمق تشير إلى تكريس واقع جديد لتحالف شرقي آخذ في الاتساع والتأثير على الساحة الدولية.
فبين دعوة الصين إلى نظام اقتصادي يقوم على التعاون بعيداً عن "الهيمنة الغربية"، وتأكيد روسيا على أن الغرب هو من دفع بأوكرانيا نحو صدام مفتوح، بدا وكأن قمة شنغهاي تتحول إلى منصة مضادة للغرب وسياساته، وهو ما أغضب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي ترى في مثل هذه الاصطفافات تهديداً مباشراً لدورها القيادي في العالم.
شي وبوتين.. تحالف تتعاظم قوته
الرئيس الصيني شي جين بينغ شدد خلال كلمته على ضرورة بناء نظام عالمي جديد "متعدد الأقطاب" يوازن بين النفوذ السياسي والاقتصادي، ويمنح الدول الناشئة فرصة أكبر للتأثير.
في المقابل، حمّل بوتين الغرب مسؤولية اندلاع الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أن محاولات "جر كييف نحو حلف الناتو" كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت الأزمة.
هذا التلاقي بين الموقفين الروسي والصيني يعكس رؤية مشتركة تقوم على رفض الهيمنة الغربية، وتأكيد الحاجة إلى إعادة تشكيل موازين القوى بما يتناسب مع التحولات الجيوسياسية والاقتصادية الجارية.

قمة شنغهاي.. الصين وروسيا تهاجمان الغرب بشراسة





قمة شنغهاي.. الصين وروسيا تهاجمان الغرب بشراسة

النظام العالمي الجديد.. حلم مؤجل؟
أوضح الأستاذ الباحث في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية حسان القبي، في حديثه إلى غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية، أن فكرة "النظام العالمي متعدد الأقطاب" ليست جديدة، بل طُرحت منذ سنوات، وتحديداً مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. غير أن التطورات الأخيرة، وخاصة الحرب الروسية في أوكرانيا، أعادت هذه الفكرة إلى الواجهة.
شدد القبي خلال حديثه على أن هذا النظام ما زال بعيد المنال، قائلا إن "عودة ترامب، واصطفاف أوروبا خلف الولايات المتحدة، إلى جانب العقوبات الاقتصادية والرسوم الجمركية، كلها عوامل تؤكد استمرار الهيمنة الأميركية". لكنه في الوقت ذاته أشار إلى أن "الصدام بين معسكر غربي ومعسكر شرقي يبدو أقرب من أي وقت مضى".

.





قمة شنغهاي تكشف طموح الصين لقيادة نظام عالمي جديد

أوروبا بين التبعية والخيارات الصعبة
من أبرز النقاط التي أثارها القبي هي الدور الأوروبي في هذا الاصطفاف الدولي. فبرأيه، "أوروبا اصطفت بشكل كامل خلف الولايات المتحدة، وألمانيا تنازلت عن الكثير في سبيل هذا الموقف".
وأضاف أن حتى الدول التي تعتبر حليفة لواشنطن مثل الهند لم تسلم من العقوبات الأميركية، رغم أنها شريك عسكري واقتصادي مهم.
هذا التبعية الأوروبية للولايات المتحدة، بحسب القبي، تجعل من الصعب تصور استقلالية القرار الأوروبي في مواجهة التحالف الشرقي، خاصة في ظل الأزمات الداخلية والاقتصادية التي تعصف بالقارة العجوز.

https://www.skynewsarabia.com/world/1817337-بوتين-موسكو-وطهران-تواصل-دائم-بشأن-مختلف-القضايا
الهند.. بين واشنطن وموسكو
برزت الهند كحالة خاصة في هذه المعادلة الدولية. فبالرغم من تحالفها العسكري مع الولايات المتحدة واعتمادها الكبير على السلاح الأميركي، فإنها لم تتردد في العودة إلى شراء النفط والغاز الروسي بأسعار مرتفعة، متحدية العقوبات الأميركية.
اعتبر القبي أن "الهند، ومعها الصين، تمثلان قوة ديموغرافية واقتصادية هائلة، إذ يتجاوز عدد سكانهما معاً 2.8 مليار نسمة، أي أكثر من نصف سكان العالم". ورغم التباينات السياسية بين نيودلهي وبكين، فإن المصالح الاقتصادية المشتركة دفعت نحو نوع من الالتقاء الذي لا يمكن لواشنطن تجاهله.
روسيا.. الامتحان لم يأتِ بعد
رغم الدور الروسي الكبير في أوكرانيا، يرى القبي أن موسكو "لم تدخل الاختبار الحقيقي بعد"، معتبراً أن الأداء الروسي في سوريا مثلاً كشف عن نقاط ضعف عدة وأثار انتقادات واسعة. وبرأيه، فإن "الامتحان الأكبر لروسيا لم يأتِ بعد"، وأن العالم يترقب كيفية تصرفها في مواجهة مباشرة مع الغرب، في حال اندلاع حرب واسعة.

قمة شنغهاي.. تحالف دولي جديد؟





قمة شنغهاي.. تحالف دولي جديد؟

إشارات مقلقة من أوروبا
واحدة من النقاط المثيرة التي أشار إليها القبي تتعلق بتصريحات وزيرة الصحة الفرنسية مؤخراً، التي تحدثت عن "إعداد المستشفيات الفرنسية لاستقبال جرحى حرب واسعة في أوروبا بحلول مارس 2026".
هذه التصريحات، كما يقول، تكشف عن إدراك أوروبي لحتمية المواجهة المقبلة، وتجعل الحديث عن "صدام مفتوح" بين الشرق والغرب أقرب إلى الواقع.
ترامب بين ضغوط الداخل ونداءات الخارج
لم يغب اسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التحليل. فالقبي أشار إلى محاولات بعض القادة، مثل نتنياهو وماكرون، "جرّ ترامب إلى حروب جديدة"، سواء مع الحوثيين في اليمن أو مع روسيا. لكنه في الوقت نفسه حذّر من أن العالم يقف اليوم أمام "كتلة نار ملتهبة"، إما أن تنفجر بصدام واسع، أو أن تجد طريقها نحو انفراج سياسي واقتصادي.
القبي وصف المشهد الدولي بأنه "تحكمه أكثر من شخصية متهورة".

أوروبا تسعى لاستقلالية عن أميركا في الدفاع عن أمنها





فرنسا تشهر النووي لتعزيز أمن أوروبا بعيدا عن واشنطن

أوروبا والبحث عن "مظلة نووية"
من التطورات اللافتة التي سلط القبي الضوء عليها هو التوجه الفرنسي نحو بريطانيا من أجل صياغة "عقيدة نووية أوروبية جديدة"، في ظل المخاوف المتصاعدة من روسيا.
وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يسعى إلى استعادة "نهج تشرشل" خلال الحرب العالمية الثانية، حين جرّ الولايات المتحدة إلى المواجهة مع ألمانيا النازية.
وبحسب القبي، فإن هذه العقيدة قد ترى النور في غضون ثلاث سنوات، وستكون موجهة بشكل مباشر ضد روسيا، ما يعكس حجم القلق الأوروبي من مآلات الصراع الحالي.
القبي ختم مداخلته بمقاربة رمزية، حين قال إن ما يجري في أوكرانيا يشبه بناء "جدار برلين جديد"، يعيد تقسيم العالم إلى معسكرين متقابلين. فبعد أكثر من 3 عقود على سقوط الجدار القديم، يبدو أن العالم يعود إلى منطق الانقسام ذاته، ولكن بظروف ومعطيات جديدة أكثر تعقيداً.
عالم على فوهة بركان
قمة شنغهاي لم تكن مجرد اجتماع دوري، بل جسدت لحظة مفصلية في تشكل تحالف شرقي يرفض الهيمنة الغربية، ويطرح نفسه كبديل في السياسة والاقتصاد والأمن. غير أن الطريق نحو "النظام العالمي المتعدد الأقطاب" ما زال محفوفاً بالعقبات، في ظل استمرار التفوق الأميركي العسكري والاقتصادي، والاصطفاف الأوروبي الواضح خلف واشنطن.
لكن في المقابل، فإن التقاء المصالح الروسية والصينية والهندية، إلى جانب حالة الغضب المتنامية من السياسات الأميركية، يشير إلى أن العالم يتجه بالفعل نحو إعادة تشكيل موازين القوى. وبين احتمالي "الانفراج السياسي" أو "الانفجار الكبير"، يبقى السؤال مطروحاً: هل نحن أمام لحظة ولادة نظام عالمي جديد، أم أمام نسخة أكثر خطورة من الحرب الباردة؟

سكاي نيوز عربية - أبوظبي
 
عودة
أعلى