فرقاطة شبحية ومدمّرة تابعة للبحرية الهندية تصل إلى السعودية لتعزيز التعاون

amigos

عضو
إنضم
16 فبراير 2025
المشاركات
1,499
التفاعل
2,376 82 7
الدولة
Tunisia
وصلت فرقاطة شبحية ومدمّرة تابعة للبحرية الهندية إلى الشرق الأوسط في إطار تعزيز التعاون مع المملكة العربية السعودية.

في سياق تنامي التعاون الدفاعي الثنائي، نشرت البحرية الهندية وحدتين قتاليتين هما الفرقاطة الشبحية INS Tamal والمدمّرة INS Surat إلى ميناء جدة بالمملكة العربية السعودية خلال الفترة من 27 إلى 28 أغسطس. وتندرج هذه الزيارة الرسمية ضمن الجهود المشتركة لتعزيز الروابط البحرية الاستراتيجية، وتطوير مستوى التنسيق العملياتي، واستكشاف فرص جديدة للتعاون.

وتمثل هذه الخطوة فصلاً جديداً في العلاقات البحرية بين الهند والسعودية، والتي شهدت زخماً منذ انطلاق التمرين المشترك “المحيط الهندي” (Al-Mohed Al-Hindi) عام 2021. ورغم أن الزيارة ذات طابع رسمي، إلا أنها تشمل أنشطة تفاعلية مع القوات البحرية الملكية السعودية وحرس الحدود البحري، مثل تبادل الخبرات المهنية، والمباريات الرياضية، والتعرّف على المنشآت المحلية.



 
أكدت وزارة الدفاع الهندية في بيان أن الجانبين جددَا التزامهما بتعزيز التعاون الدفاعي الثنائي، وأعربا عن رضاهما بشأن تنفيذ غالبية القرارات الهامة المتخذة خلال الاجتماعات السابقة للجنة.



كما تناولت المناقشات فرص التعاون في مجالات التدريب، والشراكات الصناعية، والتعاون البحري، وتنظيم التمارين العسكرية المشتركة. وأبرزت الوزارة الهندية تقديم عروض تدريبية متخصصة للقوات المسلحة السعودية تشمل الأمن السيبراني، وتكنولوجيا المعلومات، وإدارة الكوارث، والاتصالات التكتيكية. أما في مجال الصناعات الدفاعية، فقد عرضت الهند معدات دفاعية “صُنع في الهند” ودعت السعودية لاستكشاف فرص الشراكة والإنتاج المشترك في إطار مبادرة Atmanirbhar Bharat (الهند المكتفية ذاتياً).

وأضافت الوزارة أن الجانب الهندي سلط الضوء على قدرات الهند المتنامية في تصنيع المعدات الدفاعية، وعُرضت أحدث التجهيزات الهندية المتقدمة، وتم بحث فرص الشراكة والتصنيع المشترك مع السعودية. كما أعرب الرؤساء المشاركون عن رضاهم عن نجاح محادثات قوات البحرية والجيش التي جرت هذا العام، واتفقوا على استمرار النقاشات.


واتفق الجانبان أيضاً على مواصلة المحادثات الناجحة السابقة لتعزيز التعاون في التمارين المشتركة والأنشطة البحرية، بما يضمن أمن المياه الإقليمية. وقد شكل هذا العام دفعة قوية للشراكة، حيث أنشأ البلدان لجنة وزارية للتعاون الدفاعي تحت مجلس الشراكة الاستراتيجية، وذلك خلال زيارة رسمية لرئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى السعودية في أبريل 2025، ما يعكس أن الروابط الدفاعية باتت جزءاً أساسياً من العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.

على مر السنوات، شهدت الهند والسعودية تحديات أمنية متسارعة في المنطقة، ما يجعل تعزيز التعاون الدفاعي بينهما ذا أهمية بالغة. وأشار الخبراء إلى أن انخراط الهند في الدبلوماسية الدفاعية مع السعودية أصبح عنصراً رئيسياً في سياستها الخارجية، ويبرز مكانة الهند المتنامية كمصنّع ومصدّر للأسلحة.

ولم تقتصر نتائج الاجتماع السابع للجنة المشتركة على التصريحات فقط، بل اتفق الجانبان على استمرار التشاور ومحادثات المستوى التنفيذي في الأشهر المقبلة. ومع مواجهة العالم تهديدات جديدة وغير متوقعة، أظهرت الهند والسعودية رغبتهما في التعاون في مجالات تشمل التصنيع المشترك للأسلحة والأنظمة الدفاعية، وتعزيز التدريب وتطوير الموارد البشرية في القطاع الدفاعي، والتعاون في المجالات التكنولوجية مثل الأمن السيبراني والاتصالات.

وتعززت الشراكة الدفاعية بين الهند والسعودية في السنوات الأخيرة، حيث شهدت أول زيارة وزارية دفاعية بعد أكثر من 12 عاماً عندما زار وزير الدولة الهندي لشؤون الدفاع، أجاي بهات، الرياض في فبراير 2024 لحضور معرض الدفاع العالمي، وأبرمت خلاله الهند صفقة لتصدير ذخائر دفاعية بقيمة 225 مليون دولار للسعودية. كما عُقد الاجتماع السادس للجنة المشتركة للتعاون الدفاعي في الرياض في 3 سبتمبر 2024. وفي أبريل 2025، أنشأ البلدان لجنة وزارية جديدة لتعميق التعاون الدفاعي تحت مجلس الشراكة الاستراتيجية.


من أبرز إنجازات التعاون الدفاعي بين الهند والسعودية أول تمرين مشترك للقوات البرية EX-SADA TANSEEQ-I في راجستان عام 2024، والعديد من التدريبات البحرية المشتركة تحت اسم “المحيط الهندي” في 2021 و2023. كما تعزز التعاون الدفاعي خلال زيارة رئيس الوزراء مودي للسعودية في أبريل 2025، حيث تم التركيز على تعزيز قابلية التشغيل المتبادل، والتمارين المشتركة، وبناء القدرات، والشراكات في الصناعة الدفاعية.

إلى جانب الصفقات الدفاعية، وسعت الهند والسعودية شراكتهما الاقتصادية، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية نحو 43 مليار دولار في السنة المالية 2023-2024. وخلال رحلة العودة، رافقت مقاتلات سعودية طائرة رئيس الوزراء مودي لضمان عبورها آمنًا عبر الأجواء السعودية.

هل يمكن القول إن السعودية أصبحت إحدى الحلفاء الرئيسيين للهند في العالم العربي؟
 
يمثل إرسال وحدتين من البحرية الهندية إلى ميناء جدة خطوة استراتيجية تعكس عمق ونمو التعاون الدفاعي الثنائي بين الهند والسعودية في السنوات الأخيرة. هذا التحرك يُظهر تحولاً نوعياً في العلاقة البحرية، حيث تجاوزت المجاملات البروتوكولية إلى مستويات أكثر حيوية تشمل التنسيق العملياتي المباشر وتبادل الخبرات العملية مع القوات السعودية.

السياق الاستراتيجي

  • تأتي هذه الزيارة في إطار جهد مشترك لتعزيز الروابط البحرية العسكرية بين البلدين، وهو امتداد للتقارب الاستراتيجي الذي بدأ يترسخ منذ إطلاق تمرين "المحيط الهندي" في 2021، الذي أسس منصة لتبادل التكتيكات والمعارف البحرية.
  • وجود وحدات قتالية متقدمة، مثل الفرقاطة الشبحية والمدمرة، يدل على رغبة الهند بإبراز قدراتها البحرية المتطورة أمام الحليف السعودي، ويعكس رغبة مشتركة في تطوير الاستجابة السريعة للمخاطر البحرية الإقليمية مثل القرصنة والأمن البحري.

الأبعاد السياسية والدبلوماسية

  • حضور وحدات عسكرية بهذا المستوى في الموانئ السعودية يعطي رسالة دبلوماسية واضحة بأن التعاون الهندي-السعودي لم يعد مقتصراً على الدفاع التقليدي، بل يشمل مشاركة استراتيجية وأمنية عميقة تتماشى مع المصالح المشتركة في منطقة المحيط الهندي والبحر الأحمر.
  • هذه الأنشطة التفاعلية، بما فيها المباريات الرياضية والزيارات للمنشآت المحلية، تساهم في بناء جسور الثقة وتعزز فهم الثقافات والتكتيكات البحرية المتبادلة بين الطرفين.

دلالات وتوقعات مستقبلية

  • الزيارة تحمل مؤشرات قوية لتطوير تدريبات مشتركة أكثر تقدماً، وربما مشاريع صناعات بحرية أو نقل تكنولوجيا في المستقبل.
  • من المتوقع أن تدفع هذه الخطوة نحو مزيد من التنسيق في مجال الأمن البحري، وحماية خطوط الملاحة، واستجابة مشتركة للتهديدات الإقليمية.
  • تعزز هذه المرحلة من التعاون مكانة السعودية كشريك أمني موثوق للهند خارج الإطار التقليدي، وتمنح المملكة نقط ارتكاز جديدة في رسم سياسات الدفاع البحري الإقليمي.
 
عودة
أعلى