ردا على التهديدات الروسية.. الدنمارك تبني درع دفاع جوي متكامل بتقنيات أمريكية متطورة في صفقة تاريخية (مصدر الصورة: U.S. Army)
ذكر موقع Army Recognition أن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على بيع عسكري أجنبي محتمل للدنمارك يبلغ قيمته 3 مليارات دولار، يشمل
نظام القيادة القتالية المتكاملة (IBCS) وقاذفات نظام الحماية من النيران غير المباشرة (IFPC) وأجهزة استشعار داعمة.
وأعلنت وكالة التعاون الأمني الدفاعي (DSCA) عن هذه الموافقة في 5 ديسمبر 2025، مؤكدة أن الصفقة ستعزز قدرات حليف رئيسي في حلف الناتو، وتحسن دفاع الدنمارك الجوي الأرضي متوسط وطويل المدى، وترفع مستوى التشغيل البيني مع القوات الأمريكية والحلفاء دون تغيير التوازن العسكري الإقليمي الأساسي.
نظام الرادار المتطور للدفاع الجوي والصاروخي Sentinel A4 من شركة لوكهيد مارتن الأمريكية (مصدر الصورة: Lockheed Martin)مكونات المنظومة المتكاملة وآلية عملها
وتشمل الحزمة بحسب الموقع 24 منصة ذخيرة جاهزة للإطلاق، و8 قاذفات من طراز IFPC، ورادارين من نوع Sentinel A4، ومركزين لعمليات الاشتباك التابعين لنظام IBCS، وبيئتين تعاونيتين متكاملتين، و6 معززات لشبكة التحكم في النيران المتكاملة، بالإضافة إلى حزمة كاملة من الدعم التدريبي والاتصالات واللوجستي.
ويعتبر نظام IBCS بمثابة الجهاز العصبي المركزي للصفقة، حيث يربط أجهزة الاستشعار والقاذفات غير المصممة أصلا للعمل معا ويحولها إلى شبكة تحكم في النيران موحدة تعمل على مبدأ "أفضل مطلق"، وستتمكن الطواقم الدنماركية داخل مراكز العمليات من رؤية صورة جوية شاملة ومركبة تم إنشاءها من رادارات Sentinel A4 وغيرها، وتعيين أنسب قاذف لكل هدف بغض النظر عن الخدمة أو الموقع.
دمج التقنيات الأمريكية والأوروبية تحت مظلة قيادة واحدة
وبحسب الموقع تضع هذه الصفقة الدنمارك كأول دولة في حلف الناتو خارج الولايات المتحدة تحاول إنشاء هيكل دفاع جوي مختلط حقيقي يجمع بين الأنظمة الأمريكية (مثل Patriot و IFPC) والأوروبية (مثل NASAMS و SAMP/T) تحت طبقة قيادة مشتركة واحدة.
وستستخدم القاذفات صواريخ AIM-9X Sidewinder الاعتراضية التي تنقل سلاحا جويا مجربا إلى دور أرضي، وسيسلح النوع نفسه من الصواريخ كل من مقاتلات F-35A وقاذفات Enduring Shield، مما يبسط اللوجستيات ويسمح باشتباكات جوية وأرضية متكاملة ضد نفس مجموعة التهديدات، كما سيوفر رادار Sentinel A4 صورة رادارية محلية عالية الدقة للمواجهات قصيرة ومتوسطة المدى.
الأبعاد الاستراتيجية للصفقة ودورها في أمن الناتو
وتندرج هذه الصفقة وفقا للموقع داخل القرار التاريخي للدنمارك لإنفاق حوالي 58 مليار كرونة دنماركية على ثمانية أنظمة دفاع جوي طويلة ومتوسطة المدى لحماية المدن والقواعد والبنية التحتية الحيوية من التهديدات الجوية والصاروخية الروسية.
فالأراضي الدنماركية تقع على طول طرق التعزيز إلى منطقة البلطيق، مما يجعل درعها الدفاعي الجوي الناشئ جزءا رئيسيا من الجناح الشمالي لحلف الناتو، ويتوقع نشر ما بين 9 إلى 14 فردا حكوميا أمريكيا و12 إلى 17 ممثلا للمقاولين في الدنمارك لمدة تصل إلى سبع سنوات لدعم النشر والفحص والتدريب والدعم اللوجستي، وعند اكتمال التكامل ستشغل الدنمارك أحد أكثر هياكل الدفاع الجوي والصاروخي المطبقة حداثة في الناتو، لتصبح بمثابة موقع اختبار فعلي لكيفية قتال الأسلحة الأمريكية والأوروبية معا في فضاء معركة واحد ومنصهر.