- إنضم
- 22 أغسطس 2025
- المشاركات
- 40
- التفاعل
- الدولة
أيها الإخوة الأعزاء في منتدى الدفاع العربي،
تحية طيبة وبعد،
والله إن المشهد الذي نراه اليوم في مواجهة مسيرات الحوثيين وصواريخهم يجعل العقل يحترق! كم من مرة شاهدنا صواريخ "باتريوت" الباهظة الثمن تُطلق لاعتراض مسيرات لا تتعدى تكلفتها بضعة آلاف دولار؟ هذه المعادلة غير المتوازنة يجب أن تتغير، وإلا سنستمر في حرب استنزاف مالي لا طائل منها.
التهديد المتطور: من المسيرات البسيطة إلى الصواريخ فرط الصوتية
لنكن صريحين: لقد أصبحت تهديدات الحوثيين أكثر تعقيداً بكثير مما كانت عليه قبل خمس سنوات. لم تعد تلك المسيرات البدائية التي يمكن اسقاطها بطلقة رشاشة، بل أصبحنا نواجه:
صواريخ باليستية متطورة: مثل صاروخ "بالستي-2" الذي يصل سرعته إلى 16 ماخ، ويستخدم تقنية "جسم موجي" (waverider) لتغيير مساره بشكل متعرج، مما يجنب اعتراضه بأنظمة الدفاع التقليدية.
أسطول مسيرات متطور: يستخدمون مسيرات انتحارية بإمكانيات متقدمة، بعضها مزود بأنظمة ملاحة بالقصور الذاتي (INS) تحافظ على دقتها حتى مع تشويش GPS.
تكتيكات ذكية: يستغلون التضاريس والطيران المنخفض، ويختارون توقيت الهجمات خلال وجود طائرات مدنية في المجال الجوي لتعقيد عملية الاعتراض.
إشكالية الدفاع الجوي التقليدي: تكاليف باهظة وفعالية محدودة
هنا يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا: أنظمة الدفاع الجوي التقليدية فشلت في تحقيق التوازن الاقتصادي في هذه المواجهة. فصاروخ "آرو-3" الإسرائيلي يكلف حوالي 3 ملايين دولار لاعتراض صاروخ لا تتعدى تكلفته 50 ألف دولار! هذه matematics غير مجدية بأي حال من الأحوال.
المشكلة الأخرى: معظم أنظمتنا مصممة للتعامل مع تهديدات تقليدية - طائرات عسكرية، صواريخ باليستية تقليدية - وليس للتحديات الجديدة مثل أسراب المسيرات أو الصواريخ فرط الصوتية.
رؤية جديدة: دفاع متعدد الطبقات بتكلفة معقولة
إخوتي، الحل ليس في التخلي عن الدفاع الجوي، بل في إعادة تصوره بالكامل. أقترح نموذجاً من أربع طبقات:
الطبقة الأولى: الحرب الإلكترونية والcyber
أنظمة تشويش متطورة تستهدف أنظمة التوجيه والاتصال للمسيرات
أنظمة خداع إلكتروني (electronic deception) تخدع المسيرات عن أهدافها
فرق سيبرانية لمهاجمة أنظمة التحكم الأرضية للمسيرات
الطبقة الثانية: أسلحة الطاقة الموجهة (Directed Energy Weapons)
أنظمة ليزر بقدرات مختلفة (10-100 كيلوواط) لاعتراض المسيرات على مسافات متوسطة
أنظمة microwave لتعطيل الإلكترونيات على نطاق واسع
الميزة الأكبر: تكلفة الطلقة الواحدة لا تتعدى بضعة دولارات!
الطبقة الثالثة: أنظمة اعتراض kinectic منخفضة التكلفة
صواريخ محلية التطوير أو مطورة من أنظمة موجودة
أنظمة مدفعية متطورة (مثل AHEAD ammunition) ذات فعالية عالية ضد المسيرات
أنظمة CIWS (أسلحة الدفاع عن نقطة) متنقلة
الطبقة الرابعة: أنظمة الإنذار المبكر والاستخبارات
شبكة رادارات متكاملة (رادارات رخيصة الثمن لكن بكثافة عالية)
أنظمة استشعار بصرية/حرارية
طائرات بدون طيار للإنذار المبكر والمراقبة المستمرة
التحديات والحلول المقترحة
طبعاً، لن نغفل التحديات التقنية:
أسلحة الليزر: تتأثر بالظروف الجوية وتحتاج إلى طاقة عالية
الحل: أنظمة هجينة (ليزر + kinetic) + بطاريات متطورة
التكامل بين الأنظمة: كيف نجعل كل هذه المكونات تعمل معاً؟
الحل: أنظمة C2 (قيادة وتحكم) موحدة، معيارية مفتوحة
البحث والتطوير: يحتاج وقتاً واستثمارات
الحل: تعاون عربي في البحث والتطوير، ربما تحت مظلة جامعة الدول العربية
خاتمة: نحو استراتيجية دفاعية عربية جديدة
أيها الإخوة، أمامنا خياران:要么 نستمر في إنفاق المليارات على أنظمة دفاع تقليدية أصبحت غير مجدية في مواجهة التهديدات الجديدة،要么 نتبنى رؤية جديدة تعتمد على الابتكار والتكامل والتعاون العربي.
أناشد المسؤولين والخبراء في دولنا العربية: لنستثمر في البحث والتطوير، لنبنى قدراتنا الذاتية، ولنعمل معاً لخلق نظام دفاع جوي عربي متكامل وفعال ومنخفض التكلفة.
أسئلة للنقاش:
ما هي أكبر عقبة تواجه تطوير أنظمة دفاع جوي عربية مشتركة؟
كيف يمكن التغلب على التحديات التقنية لأسلحة الليزر في البيئة العربية؟
ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه الصناعات العسكرية العربية الناشئة في هذا المجال؟
أشكركم على حسن استماعكم، وأتطلع لرؤية آرائكم واقتراحاتكم.
ملاحظة: هذا التحليل يستند إلى معطيات حقيقية من أحداث 2025، بما في ذلك تطورات أنظمة الحوثيين والتقدم في تقنيات الدفاع الجوي.
