العسكر أوصياء الخراب وحماة الأوهام

Abdullah_saad

عضو
إنضم
16 سبتمبر 2019
المشاركات
1,525
التفاعل
3,527 42 2
الدولة
Saudi Arabia
بسم الله الرحمن الرحيم





يا لها من مأساةٍ تتزيّا بلباس البطولة! مصر العظيمة، أرض الحضارة والتاريخ، تُساق منذ سبعة عقودٍ إلى مسرحيةٍ بطلها جنرالٌ سمين، يعتلي الكرسي ببدلةٍ عسكريةٍ لامعة، ويظن نفسه الفاتح الضرغام، بينما هو في الحقيقة لا يملك من الانتصار إلا صور الاستعراضات وموائد المحشي





العسكر في مصر ليسوا حكاماً، بل أوصياءَ جائرين، صادروا إرادة الشعب تحت ذريعة “الأمن القومي”، ثم ما لبثوا أن جعلوا الوطن مزرعةً خاصة، والشعب عمالةً بالسخرة. رفعوا الشعارات، وزيّفوا الأناشيد، حتى صدّق بعض البسطاء أن هؤلاء الطغاة صمّام الأمان، بينما كانوا في الواقع صمّام الخراب.





أما عن حروبهم مع إسرائيل، فهي أضحوكة التاريخ: جيوش تُصفّق قبل أن تُقاتل، وقادة يفاوضون قبل أن يطلقوا رصاصة. حروبٌ دخلها العسكر بالهتاف، وخرجوا منها بالهزيمة، تاركين الأرض محتلة، والكرامة مهدورة، والشعب موعوداً بـ “الانتصار القادم” الذي لم يأتِ منذ سبعين عاماً.





ولمّا عجزوا عن حماية الحدود، عوّضوا عجزهم بقمع الصدور. بنادقهم لا تُرفع إلا على أبناء الوطن، وسجونهم أوسع من مدارسهم، ومشانقهم أسرع من محاكمهم. الشعب يئن من الغلاء، والبطون خاوية، بينما العسكر يملكون القصور، ويتاجرون بكل شيء: من رغيف الخبز حتى زجاجة الزيت.





ولم يكتفوا بخراب الداخل، بل صاروا يصدرون مشاكلهم إلى الخارج بطريقة خسيسة: فإذا انفجرت الأزمات في الداخل، رفعوا أصابع الاتهام إلى الجيران والشعوب الأخرى، زاعمين أن “المؤامرات” تحاك ضدهم. وإذا ضاق الشعب من سوء المعيشة، خرج الجنرال على المنابر متقمصاً دور “الحامي” الذي يسهر الليالي لينقذ مصر من أعداء وهميين. لقد جعلوا من الوهم سلعةً قابلة للتصدير، ومن الفشل بطولةً مزعومة، ومن القمع حمايةً مقدسة.





إن مصر اليوم أشبه بجنديٍ أعزل، يأمره الضابط أن يبتسم وهو يتلقى الصفعات. وطنٌ عريق أُذلّ تحت بيادةٍ صدئة، وصوت إعلامٍ أبله ينعق ليل نهار: “تحيا مصر”، بينما مصر في الحقيقة تموت، تموت ببطء تحت حذاء العسكر.





فما أشبه حالهم بالمثل القائل: أسدٌ على الشعب، أرنبٌ في الميدان… وبهلوان يتقن مسرحية الحماية من الأعداء
 
أسباب الدمار والتخلف والرجعيه في الشرق الأوسط هو الهالك عبدالناصر. وهؤلاء هم تلاميذه
 
عودة
أعلى