في يوم 20 يوليو من عام 1951
اغتال شاب فلسطيني الملك عبد الله بن الحسين ملك الأردن عند باب المسجد الأقصى في القدس
كان عبد الله بن الحسين من أبناء شريف الحجاز الحسين بن على وجاء إلى الأردن
لمحاربة الفرنسيين الذين أنهوا حكم أخيه فيصل في سوريا
وفى مارس 1948 حصل الأردن على استقلاله
وكان هو قائد الجيوش العربية في حرب فلسطين عام 1948 والتي انتهت بإعلان دولة إسرائيل
واتُهم الملك عبد الله بالعمالة للانجليز والحركة الصهيونية والتفريط في فلسطين وكان هذا سبب اغتياله
القصة كاملة
في عام 1920 للميلاد:
المملكة المتحدة (بريطانيا) تبدأ إنتدابًا على أراضي فلسطين كتركة عثمانية وتتولي عليها
ليشمل الإنتداب شرق نهر الأردن (المملكة الأردنية فيما بعد) و فلسطين التي أودعتها لليهود لإقامة دولة يهودية
كانت أراضي شرق الأردن حينها تضُم الضفة الغربية والمشتملة على القدس ومحيطها
بل وكان أهالي الضفة الغربية حينها يملكون الجنسية الأردنية ويعاملون معاملة الأردني
بل هم كذلك وكانت الحكومة الأردنية تحت الوصاية البريطانية ترعى شؤون الأقصى والأوقاف المسيحية بالقدس 1/18
نستنج بذلك
أن الأنجليز قد أقاموا وصاية على الأردن وفلسطين على حدٍ سواء في ذات الزمن
والتقت المندوبية الإنجليزية بقبائل الكرك في الأردن ليعبر أهالي الكرك برغبتهم بأمير عربي يحكمهم
لتقوم بريطانيا بتعيين (عبدالله بن الشريف حسين) أميرًا على شرق نهر الأردن
وفي العام 1946 وبالتزامن مع بوادر إنشاء دولة إسرائيل على الجزء الغربي من نهر الأردن
قام الأمير عبدالله بن حسين بتغيير اسم الدولة الى (المملكة الأردنية الهاشمية)
وتنصيب نفسه ملكًا على البلاد والتي كانت تضم الضفة الغربية (القدس ومحيطها) ضمن مملكته الوليدة
وفي العام 1951
وعندما كان الملك عبدالله بن حسين في زيارة للقدس للصلاة في المسجد الأقصى يوم الجمعة
قام أحد أهالي الضفة الغربية الأردنية ويدعى مصطفى شكري
بإطلاق النار على صدر ورأس الملك العجوز مما أدى لاغتياله وسقوطه ميتًا في الحال
لم يتبين بالتحقيقات دوافع إقدام مصطفى شكري على اغتيال الملك عبدالله بن حسين
وبعد وفاة الملك عبدالله كان ولي عهده الأمير طلال بن عبدالله غير موجود في البلد
فتم استدعاء شقيقه الأمير نايف بن عبدالله لممارسة السلطة تحت اسم (الوصي على عرش شقيقه الملك طلال)
نودي بطلال بن عبدالله ملكاً على البلاد بعد مقتل والده في العام 1951 عندما كان يتلقى العلاج في أحد مستشفيات أوروبا
بعد تشخيصه بثنائي القُطُب
لم يستمر حكم الملك طلال سوى عام واحد
قبل أن يجبره البرلمان الأردني الذي قام هو بنفسه بتوسيع صلاحياته بإجباره على التنازل عن الحكم
لصالح ابنه الحسين وذلك بسبب نوبات الفصام التي عانى منها الملك
فقام بالتنازل وسافر لإسطنبول التي توفي فيها عام 1972
لم يكن عمر الملك حسين بن طلال سوى 16 عام
لذلك استمرت هيئة الوصاية على عرش الملك حسين بممارسة سلطتها حتى العام 1953
عندما اقترب الملك الصغير من اتمام عامه الثامن عشر فنادته لممارسة سلطاته الملكية 8/18
بدأ الملك الصغير حياته السياسية ملكًا من دون خبرة كافية في إدارة شؤون الحكم
فكان في تلك الفترة رئيس الوزراء هو الملك إلا شوي بل لم يكن الملك حسين يظهر كثيرا حتى بداية الستينات الميلادية 9/18
وفي نهاية الستينات وبسبب تعنّت السلطة الفلسطينية
فقدت الأردن سلطتها على الضفة الغربية
“القدس ومحيطها”
بل وطالب اهالي الضفة من الأردن التخلي عنهم وتركهم وشأنهم
وهذا ما استجابت الأردن له بالفعل وفقدت الأردن ضفّتها الغربية في عام 1968
أي بعد عام من الحرب العربية الإسرائيلية
ولكن المسؤولية عن مواطنيها في الضفة الغربية والتزامات الحكومة الأردنية تجاه الأوقاف الإسلامية والمسيحية
استمرت على ذات الوتيرة في الضفة الغربية حتى أتى العام 1970
ونشبت حرب أيلول الأسود بين الجيش الأردني ومجموعات فدائية فلسطينية بقيادة عرفات
تأزّم الحال بعد اختطاف اعضاء منظمة التحرير ومجموعات فدائية فلسطينية أخرى
لثلاث طائرات واجبارها على الهبوط في الزرقاء
بل وقام الفدائيون الفلسطينيون بنسف طائرة والسيطرة على مدينة اربد شمال الأردن
فما كان من الملك حسين بن طلال
إلا أن يأمر قواته بمحاصرة إربد ودك حصون منظمة التحرير الفلسطينية وتفريق شملهم
وهذا ماتم بالفعل قبل دخول سوريا على الخط مدافعة عن الفلسطينيين
وتم اخراج سوريا سريعًا
تدخّلت العديد من الدول للوساطة
إلا أن الملك حسين استمر بدك الفلول الفلسطينية داخل الأردن
حتى انسحبت فيما بعد عبر سوريا إلى لبنان
(قامت المنظمات الفلسطينية بإشعال فتيل الحرب الأهلية اللبنانية فيما بعد)
وتوقفت حرب أيلول الأسود بعد احداثها جرح عميق بعد وساطات قادتها السعودية
بعد ذلك بأعوام
قامت الأردن عبر خطاب ملكي متلفز بفك الإرتباط بالضفة الغربية بشكل رسمي والتخلي عن كل مايربط الأردن بالضفة الغربية
فيما بعد ظهرت العلاقات الأردنية الإسرائيلية على السطح
و شهدت ابراز وتوقيع عدة اتفاقيات بين الجانبين أحيانًا برعاية أمريكية وأحيانًا بشكل مستقل بين الطرفين
وفي عهد الملك عبدالله الثاني بن حسين استمرت تلك العلاقة وابرمت الكثير من الاتفاقيات
وفي العام 2019 وفي الذكرى العشرين لوفاة الملك حسين بن طلال
وافقت اسرائيل بإطلاق اسم الملك الأردني الراحل على أحد شوارع قرية تقع بين تل أبيب والقدس
تخليدًا له ولمواقفه الجيّدة