في زحام التصريحات القومية وصدى الخطابات التي تملأ الأفق بمفردات الكرامة والمقاومة والثوابت والقوة المزعومة
يتوارى خلف الستار مشهدٌ آخر ... هادئ ، منظم ، ومليء بالمصافحات المذلة التي لا تُبث ، والاتفاقيات التي لا تُعلن
إلا بعد أن تصبح أمرًا واقعًا.
هناك من أحب أن يظهر في ثوب الحارس الأمين للقضايا فاختار أن يرفع الصوت عاليًا في كل محفل
يُذكر بالأعداء ويحذر من الخيانة ويُشير بأصابع الاتهام في كل اتجاه ... إلا على نفسه
̲̅:̲̅:̲̅[̲̅:حين تتحدث الأنابيب ... وتصمت المواقف:]̲̅:̲̅:̲̅:̲̅
بعيدًا عن الأضواء تمر الصفقات كما تمر الرياح بلا ضجيج .. مواد الطاقة المتسخة تتدفق من أرض لطالما نُعتت بأنها "عدو"
نحو أرض اعتادت أن تلبس عباءة المقاومة ليس سرًا أن الاقتصاد له منطقه لكن الغريب أن يُدار هذا المنطق في الخفاء
بينما العلن لا يزال يعيش على حمية الحنجرة.
مليارات تغير مسارها وتُضخ في منظومة تُفاخر بعداوتها لتلك الجهة في النهار
وتتعامل معها بمنتهى الاحترافية في الليل.
≽من يصنع وهم البطولة؟≼
الإعلام في هذه المنظومة لم يكن ناقلًا للواقع بل صانعًا له لا وجود هناك لمجرد الخبر بل توجد رواية متقنة الصنع
تحركها ايادي ملوثة تُزين الداخل وتُشيطن الخارج وتُحول الخداع إلى ذكاء والانبطاح إلى "دهاء استراتيجي".
كل من يحاول كشف التناقض يُتهم بالتحريض وكل من يسأل يُهاجَم على وطنيته
أما الأصوات التي تحاول أن تطرح الحقيقة مجردة فمصيرها التشويه أو التكميم.
ཋྀهجوم مفضوح على من لا يُخفيཐི
ولأن الأصل في الانبطاح هو أن يُخفى كان لا بد من مهاجمة من يتعامل بشفافية , فمن الطبيعي
أن يتهم "المتخفي" خصومه بالخيانة فقط لأنهم لم يخبئوا أوراقهم ومن المثير للسخرية
أن من يعمل ليلًا في غرف مغلقة ينصب نفسه صباحًا قاضيًا في محاكم الوطنية.
*̩̩̥͙˚̩̥̩̥*̩̩͙الوعي أكبر من التضليل*̩̩̥͙˚̩̥̩̥*̩̩͙
لكن عجلة الحقيقة لا تتوقف ووعي الشعوب لم يعد أسير شاشات قديمة ولا تفسيراتٍ مصممة مسبقًا
الزمن الذي كانت فيه الشعارات تُفصل لتناسب الكاميرا قد ولى وحل مكانه عصر تُفضَح فيه النوايا
من خلال العقود ، لا العناوين.
⋆ 𓅓
الصمت العالي
"منبطحو الخفاء" سيظلون يرفعون الصوت في وجه الجميع حتى لا يسمع أحد خُطواتهم المتسللة خلف الجدار
بل إن بعضهم لم يتورع عن تسليم أوراق السيادة مقابل أن يبقى على مقعده ولو كلّفه ذلك أن ينقلب
على كرامته ودينه ورجولته وانسانيته فالازدواجية هنا ليست مجرد سياسة ... إنها عقيدة.
لكنهم سيواصلون اتهام الآخرين ليحموا صورتهم المهترئة من السقوط .. لكن ما لا يدركونه
أن الشعارات مهما ارتفعت لا يمكن أن تخفي صوت الحقيقة حين يعلو.
تحياتي في الختام
