
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تعزيز شراكاتها الدفاعية مع الدول ذات القدرات التكنولوجية المتقدمة، وعلى رأسها كوريا الجنوبية. ويأتي هذا التوجه في إطار استراتيجية أبوظبي لتحديث قواتها المسلحة ورفع كفاءتها القتالية، خاصة من حيث نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعات الدفاعية، وذلك في ظل تنامي التحديات الجيوسياسية وتعدد بؤر التوتر الإقليمي والدولي.
تحالف دفاعي متقدم بين الإمارات وكوريا الجنوبية
عقدت اللجنة التوجيهية على مستوى نواب وزراء الدفاع بين كوريا الجنوبية والإمارات اجتماعًا مهمًا، في العاصمة الكورية سيول، جمع نائب وزير الدفاع الكوري لي دو-هي ونظيره الإماراتي إبراهيم ناصر العلوي، لبحث سبل توسيع التعاون الثنائي في مجالي الدفاع والأمن.
ونقلت وكالة “يونهاب” عن وزارة الدفاع الكورية أن الاجتماع شهد تبادلًا لوجهات النظر بشأن الوضع الأمني الإقليمي، واتفاقًا على تعزيز التعاون طويل الأمد في مجالات الصناعات الدفاعية، بما يشمل التدريب المشترك، وتبادل الأفراد العسكريين، وتطوير تقنيات التصنيع العسكري.
وأكد الجانب الإماراتي دعمه للجهود الكورية الجنوبية الرامية لإحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية، عبر الحوار والدبلوماسية، مشددًا على أهمية تبادل الخبرات الدفاعية لمواجهة التحديات المتزايدة على المستوى الدولي.
تركيز إماراتي على الطائرة المقاتلة KF-21
يأتي هذا التعاون بعد أشهر قليلة من توقيع البلدين على خطاب نوايا في أبريل الماضي للتعاون الشامل في برنامج المقاتلة الكورية الحديثة KF-21، والتي تُعد من أبرز المشاريع الدفاعية الكورية في السنوات الأخيرة.وتتيح الاتفاقية للقوات الجوية الإماراتية مراقبة التدريبات الجوية التي تشمل الطائرة، وزيارة الوحدات الكورية التي تشغلها.
تمثل KF-21، والمعروفة أيضًا باسم “بورامي”، مقاتلة شبحية من الجيل 4.5، وتأتي كجزء من مساعي كوريا الجنوبية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطيران القتالي.
وقد بدأت أولى طلعاتها التجريبية عام 2022، ومن المتوقع دخولها الخدمة خلال السنوات القليلة القادمة. ويتميز هذا الطراز بقدرته على حمل صواريخ جو-جو وجو-أرض، مع قابلية لتطوير قدرات التخفي والرادارات المتقدمة.
وقد أبدت عدة دول اهتمامًا بالمقاتلة الكورية، خاصة من آسيا والشرق الأوسط، نظرًا لتكلفتها التشغيلية الأقل مقارنةً بالمقاتلات الغربية، وقدراتها التكنولوجية المتقدمة، فيما تمثل الإمارات أحد أبرز الشركاء المحتملين في هذا المجال ضمن إطار شراكة دفاعية استراتيجية أوسع.
الإمارات تشارك رسمياً في مشروع KF-21
وكانت الإمارات قد أعلنت رسميًا مشاركتها في مشروع المقاتلة الكورية KF-21 في سبتمبر 2023، وتعهدت بتغطية حصة إندونيسيا من الاستثمار وبهذه الخطوة تتجه دولة الإمارات العربية المتحدة نحو زيادة القدرات القتالية لقواتها الجوية.
ويأتي هذا الإعلان كخطوة مهمة نحو رفع (الشراكة الاستراتيجية الخاصة) الحالية إلى أعلى مستوى، فقد تم توقيع اتفاقيات لاستثمار 30 مليار دولار في القطاعات الكورية بما في ذلك الطاقة النووية والطاقة والهيدروجين والدفاع، خلال عام 2023.
أبعاد التعاون بين الدولتين
من منظور عسكري، يعكس هذا التعاون رغبة إماراتية واضحة في تنويع مصادر التسليح، وتطوير القدرات الذاتية من خلال نقل التكنولوجيا، بدلًا من الاعتماد الكامل على الاستيراد.كما يعكس إدراكًا استراتيجيًا لأهمية التعاون مع الدول الصاعدة في الصناعات الدفاعية، مثل كوريا الجنوبية، التي أصبحت لاعبًا رئيسيًا في مجال تصنيع الأسلحة، من المدرعات إلى المدافع الذكية وأنظمة الدفاع الجوي.
أما بالنسبة لكوريا الجنوبية، فتمثل الإمارات شريكًا اقتصاديًا ودفاعيًا مهمًا في الشرق الأوسط، وتعد سوقًا واعدة للصادرات الدفاعية الكورية، في ظل مساعي سيئول لتوسيع نفوذها الصناعي خارج آسيا، وتعزيز مكانتها كمصدر عالمي موثوق في مجال الأسلحة المتقدمة.
بناء شراكة استراتيجية
الاجتماع الأخير بين وزارتي دفاع البلدين يؤشر إلى تحول التعاون الإماراتي الكوري الجنوبي من مرحلة التنسيق إلى بناء شراكة استراتيجية ذات أبعاد تقنية وعسكرية، خاصة في ظل تركيز البلدين على الابتكار الدفاعي والتدريب المتقدم. ويرجح أن تثمر هذه الشراكة مستقبلًا عن مشاريع تصنيع مشترك، وبرامج تدريبية موسعة، وربما حتى صفقات تسليح نوعية، على رأسها مشروع KF-21.
رغم وجودها في الأسوق.. 4 أصناف من المانجو لا تتعجل في شرائها
خلال الأيام الحالية يزداد طرح محصول المانجو بمختلف أنواعها في الأسواق، إذ يعد شهر أغسطس هو أكثر الشهور التي تظهر فيها الفاكهة.
