تصعيد خطير ..تبادل لإطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا

عيناوي قديم

عضو مميز
إنضم
1 مارس 2008
المشاركات
4,295
التفاعل
6,837 579 13
الدولة
United Arab Emirates
تبادلت القوات التايلاندية والكمبودية إطلاق النار، اليوم الخميس، في مناطق حدودية متنازع عليها، في تصعيد عسكري خطير أسفر عن مقتل ما لا يقل عن تسعة مدنيين وإصابة العشرات، وسط انهيار متسارع في العلاقات الدبلوماسية بين الجارتين في جنوب شرق آسيا. وواتهمت كل من بانكوك وبنوم بنه الأخرى ببدء الاشتباكات التي وقعت في ست مناطق حدودية مختلفة، بينما أغلقت تايلاند جميع المعابر البرية مع كمبوديا، وسحبت سفيرها من بنوم بنه، فيما ردت كمبوديا بإجراء مماثل، في أحدث فصول نزاع يعود إلى عقود حول السيادة على مناطق أثرية حدودية.

وذكرت وزارة الدفاع التايلاندية أن أعنف الاشتباكات وقعت في محافظة "سي سا كيت"، حيث لقي ستة أشخاص مصرعهم إثر قصف على محطة وقود، كما أُصيب 14 شخصًا آخرون في ثلاث محافظات حدودية. وأعلنت بانكوك أن قواتها شنت غارات جوية، الخميس، استهدفت مواقع عسكرية كمبودية، في حين قالت وزارة الدفاع الكمبودية إن طائرات حربية تايلاندية ألقت قنابل قرب معبد "برياه فيهير" الأثري، المُتنازع عليه بين الجانبين.

وصرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع التايلاندية، سوراسانت كونجسيري، بأن الاشتباك الأول بدأ صباح الخميس قرب معبد "تا موين توم"، الواقع بين مقاطعتي "سورين" التايلاندية و"أودار مينشي" الكمبودية. وقد نُشرت لقطات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر مدنيين تايلانديين يفرون من منازلهم إلى ملاجئ خرسانية هربًا من القصف.

وقالت السلطات التايلاندية إن جنودها رصدوا طائرةً مسيّرة قبل رؤية ستة جنود كمبوديين مسلحين يقتربون من موقع حدودي تايلاندي. وأضافت أن الجنود التايلانديين حاولوا نزع فتيل التوتر بالصراخ، لكن القوات الكمبودية فتحت النار أولًا. وفي المقابل، قالت وزارة الدفاع الكمبودية إن تايلاند هي من استخدمت طائرة مسيّرة أولًا، ووصفت الاشتباك بأنه "ردّ دفاعي على خرق غير مبرر للحدود السيادية من جانب القوات التايلاندية".

وجاء هذا التصعيد بعد انفجار لغمٍ أرضي، أمس الأربعاء، قرب الحدود، أدى إلى إصابة خمسة جنود تايلانديين، فقد أحدهم ساقه. وتشير بانكوك إلى أن الألغام زُرعت حديثًا في طرقٍ جرى الاتفاق مسبقًا على خلوها من الألغام، مؤكدة أنها من نوع روسي لا يستخدمه الجيش التايلاندي. وردّت كمبوديا بأن هذه الاتهامات "لا أساس لها"، مشيرةً إلى وجود مئات الألغام من مخلفات الحروب السابقة.

وعلى خلفية تلك الحادثة، أعلنت تايلاند سحب سفيرها من كمبوديا وطرد السفير الكمبودي، وهو ما ردّت عليه بنوم بنه بطرد السفير التايلاندي واستدعاء طاقمها الدبلوماسي من بانكوك.

ويُذكر أن المنطقة الحدودية شهدت توترات متكررة خلال السنوات الماضية، خاصةً حول معبد "برياه فيهير" الأثري، الذي يبلغ عمره نحو ألف عام. وكانت محكمة العدل الدولية قد أقرت، في عام 1962، بسيادة كمبوديا على الموقع، وهو حكم لا تزال تايلاند تتحفظ عليه.

وفي عام 2011، اندلع قتال دموي في المنطقة نفسها، أسفر عن مقتل نحو 20 شخصًا، ما دفع كمبوديا للعودة إلى المحكمة الدولية، التي أكدت، في عام 2013، قرارها السابق، مما أثار موجة غضب جديدة في تايلاند.

https://www.elbalad.news/6644321

سبب الحرب بين تايلاند وكمبوديا اليوم يعود إلى تصعيد كبير في النزاع الحدودي القديم بين البلدين، خاصة في مناطق تحتوي على معابد أثرية متنازع عليها على الحدود. بدأ الاشتباك بإطلاق نار متبادل بين القوات التايلاندية والكمبودية في مناطق حدودية متنازع عليها مثل معبد "براسات تا موين توم"، تلاها قصف جوي تايلاندي بطائرات إف-16 على مواقع عسكرية في كمبوديا، وردت كمبوديا بضربات مدفعية وقصف على مناطق داخل تايلاند، مما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين والجنود من الجانبين.

الجذور التاريخية للصراع تعود إلى خريطة رسمتها فرنسا عام 1907 حين كانت كمبوديا تحت الانتداب الفرنسي، حيث تعتمد كمبوديا على هذه الخريطة في مطالباتها على أراضٍ على الحدود مع تايلاند، بينما ترفض تايلاند صحة هذه الخريطة مما أدى إلى نقاشات ونزاعات متكررة طويلة الأمد. التوترات تصاعدت في الأشهر الماضية، خاصة بعد مقتل جندي كمبودي في مايو 2025 تبعه تبادل للاتهامات بين البلدين وشل في الحركة عبر الحدود ووقف واردات من كلا الطرفين. وتسببت اشتباكات اليوم في إغلاق تايلاند لجميع نقاط الحدود مع كمبوديا، واستدعاء كل دولة لسفيرها لدى الأخرى، مع دعوة تايلاند لرعاياها بمغادرة كمبوديا بسرعة بسبب تصاعد الاشتباكات الخطيرة.

باختصار، أسباب الحرب الحالية هي نزاع حدودي قديم متجدد على مناطق حدودية تضم معابد أثرية مهمة تراثياً، مع تصعيد عسكري جديد بدأ بإطلاق نار متبادل، تلاه استخدام القصف الجوي والضربات المدفعية من كلا الجانبين، تعمقه الخلافات السياسية والدبلوماسية بين تايلاند وكمبوديا
 
عودة
أعلى