الدفاع الجوي المصري الأكثر تنوعًا في العالم؟
مشاهدة المرفق 802876
الدفاع الجوي المصري
موقع الدفاع العربي – 27 يوليو 2025: وافقت الولايات المتحدة مؤخرًا على صفقة دفاعية كبرى مع مصر بقيمة 4.67 مليار دولار، تشمل منظومات الدفاع الجوي المتقدمة “ناسامز NASAMS”، إلى جانب صواريخ “أمرام AMRAAM” و”سايدوندر Sidewinder”، في خطوة تُعزز من قدرات شبكة الدفاع الجوي المصرية التي تُعد من بين الأكثر تنوعًا وتكاملًا في العالم.
وتعكس هذه الصفقة الأحدث حجم التوازن الذي تنتهجه مصر في تسليح قواتها، إذ تضم ترسانتها الدفاعية مزيجًا عالميًا من الأنظمة المتطورة. فمن الولايات المتحدة حصلت القاهرة على منظومات NASAMS، وHawk، وAvenger، بينما تعتمد على روسيا في تشغيل منظومات S-300VM، وBuk-M2، وربما Buk-M3 “Viking” رغم عدم ظهور أي صورة له في مصر، لكن بحسب تصريحات رسمية سابقة لمسؤولين روس نقلتها صحف روسية فإن مصر طلبت الحصول على هذه المنظومة وقد تكون تعاقدت عليها بالفعل.
كما أدرجت الصين ضمن شركائها العسكريين عبر منظومة HQ-9B بعيدة المدى، إلى جانب اعتمادها على معدات أوروبية مثل رادارات شركة Thales الفرنسية ومنظومات IRIS-T الألمانية. ولا تقتصر هذه الترسانة على الواردات فحسب، بل تشمل أيضًا أنظمة تم تطويرها محليًا، أبرزها منظومة “أمون” (Sky Guard Amun) والرادارات المصرية ESR-32A/B، بالإضافة إلى أنظمة سرية بعيدة المدى لم يُكشف عن تفاصيلها بعد.
يعكس هذا التنوع في مصادر التسليح فلسفة استراتيجية تقوم على تفادي الاعتماد على جهة واحدة، مما يمنح مصر هامشًا واسعًا من المناورة والمرونة في علاقاتها الدولية، ويحصّن دفاعاتها الجوية من الاختراق أو التعطيل في حال فرض قيود على جهة معينة. كما أن هيكلية الدفاع المصري تقوم على مفهوم الدفاع متعدد الطبقات، حيث تتداخل الأنظمة وتتكامل لتغطي المجال الجوي المصري بشكل شامل، بما يضمن صدّ التهديدات سواء كانت من طائرات أو صواريخ أو مسيّرات.
وقد أصبحت مصر، إلى جانب استخدامها لتلك الأنظمة، لاعبًا ناشئًا في سوق السلاح، حيث بدأت تصدير بعض أنظمتها مثل Sky Guard إلى دول إفريقية وعربية، ما يضعها في موقع منتج ومُصدّر في آنٍ واحد. ويعزز هذه المكانة وجود قوة بشرية تتجاوز 80 ألف عنصر في سلاح الدفاع الجوي المصري، مدعومة بمراكز بحث وتطوير تعمل على تحسين الأداء وتحديث القدرات.
لا تمثل منظومة الدفاع الجوي المصرية مجرد حاجز تقني لحماية المجال الجوي، بل تُجسّد توجهًا سياسيًا واستراتيجيًا يعكس تعددية الشراكات واستقلالية القرار، ما يجعل من هذه المنظومة إحدى الركائز الأساسية في هيكل القوة الإقليمية لمصر.